المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى



harjjari
19/06/2009, 02:57 AM
بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى
أشغال اليوم الدراسي حول التربية الموسيقية في الابتدائي
بمدرسة ابن الخطيب

تحت شعار " الموسيقى ضرورة تربوية ، جمالية وثقافية " وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى الذي يحييه العالم كل سنة في 21 يونيو، نظمت مجلة نغم بتنسيق مع مدرسة ابن الخطيب بابن الطيب يوما دراسيا حول " التربية الموسيقية في الابتدائي "

وقد شهدت مدرسة ابن الخطيب مظاهر بهيجة للاحتفال والتكوين خلال يوم بكامله. وافتتحت فعاليات هذا اليوم الدراسي بفقرة غنائية قدمتها المجموعة الصوتية " كورال نغم " لمدرسة ابن الخطيب بقيادة الأستاذ عبد القهار الحجاري استهلتها بالنشيد الوطني . وتضمنت أغان تربوية بدون مصاحبة آلية. حيث ركز الأداء على الصوت الحنجري باعتباره أحسن آلة موسيقية وأقدرها على التعبير. وبأصوات متعددة وتنويعات إيقاعية صادرة كلها من حناجر الأطفال الذين يستفيدون من الدروس العملية والنظرية لنادي الموسيقى بمدرسة ابن الخطيب.

وانطلقت أشغال المائدة المستديرة حول التربية الموسيقية في الابتدائي في الساعة العاشرة صباحا. بكلمة اللجنة التنظيمية التي قدمها الأستاذ عبد القادر مزوار تطرقت إلى المجهودات الحثيثة التي تقوم بها مجلة نغم من أجل ترسيخ التربية الموسيقية في ثقافتنا الوطنية. وأشادت الكلمة بتجربة معهد أنامل بابن الطيب الذي استطاع في ظرف وجيز تكوين عدد هام من الأطفال في القواعد الموسيقية والعزف. في وسط قروي كانت لا تزال فيه التربية الموسيقية تتلمس طريقها بصعوبة. وكذا مجهودات نادي الموسيقى بمدرسة ابن الخطيب الذي كان دائما مصدر إشعاع فني – تربوي محليا وجهويا.

وبعد اللجنة التنظيمية تناولت السيدة مديرة مدرسة ابن الخطيب الكلمة باسم منظمي هذه التظاهرة التربوية : مجلة نغم ومدرسة ابن الخطيب. تطرقت فيها إلى الأهمية التي أصبحت تكتسيها التربية الموسيقية في المنهاج التربوي . وأشادت بإدراجها مؤخرا بالابتدائي من خلال مستجدات التربية والتكوين الأخيرة في الدليل البيداغوجي . وحثت المدرسات والمدرسين على إعطاء كل الأهمية للأناشيد والتربية الموسيقية في فصولهم نظرا لانعكاسها الإيجابي على التحصيل والمردودية التربوية.

وفي الورقة التقديمية للأستاذ عبد القهار الحجاري، أشار إلى مكونات مادة التربية الموسيقية والأناشيد بالابتدائي من قراءة إيقاعية ولحنية وتنغيم وإملاء وكتابة ونظريات واستماع وتذوق.. كل ذلك حسب ما تسمح به المرحلة العمرية للطفل. كما قدم المشاركين بالأوراق في هذه المائدة المستديرة الأولى من نوعها في مدارسنا الابتدائية.


*المحور الأول: مدخل عام

تناول فيه الكلمة الأستاذ عبد السلام أوسار باعتباره أستاذا متخصصا في التاريخ، ومهتما بالفن الموسيقي بورقته "محددات أولية حول تاريخ الموسيقى " أشار فيها إلى إدراج التربية الموسيقية بمنظومتنا التعليمية في وقت متأخر (1995) دون تعميمها على الأسلاك بقصرها على بعض الإعداديات فقط. وسجل إيجابية إدراجها مؤخرا في الابتدائي مع ضرورة توفير ما تتطلبه من إمكانيات بشرية ومادية.

ورجع الأستاذ عبد السلام أوسار إلى نشأة مفهوم الموسيقى عند اليونان وتواجدها قبل ذلك بكثير لدى الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ومصر القديمة عند الفراعنة وفي حضارات الهند وبلدان شرق آسيا. ثم تحدث عن التحقيب لمراحل تطور الموسيقى في أوروبا من العصر الروماني واليوناني، العصر الرومانيسك، العصر القوصي،عصر النهضة،عصر الباروك، عصر الروكوكو،العصر الرومنسي، ثم عصر التجديد والموسيقى المعاصرة. وعن ضرورة الموسيقى في البنية الثقافية والتربوية لاستنهاض الشعور الوطني والحفاظ على الهوية.

*المحور الثاني : ديداكتيك التربية الموسيقية :

كانت المداخلة الأولى في هذا المحور بعنوان "علاقة التربية الموسيقية بالمواد الدراسية : القراءة بالفرنسية نموذجا " قدمها الأستاذ عبد العالي المامون ليسانس في الفلسفة وعلم الاجتماع وأستاذ مزدوج : عربية وفرنسية. وهمت مداخلته كيفية الاستفادة من قواعد القراءة الموسيقية والقراءة الإيقاعية تحديدا في تقديم المواد الدراسية الأخرى. وتناول كنموذج القراءة بالفرنسية. من خلال مجموعة من ألعاب الإنصات و الألعاب الإيقاعية. ومن أهدافها جعل المتعلم يحسن الإنصات ويكتشف جهازه الصوتي ويتمرن على التحكم فيه والوصول إلى القراءة السليمة والمعبرة. وتدريب التنفس من أجل التحكم في النبر والتعبيرات الصوتية. ومساعدته على تطوير القدرة على تفكيك فقرات وصولا إلى أصغر وحدة صوتية..

وكانت المداخلة الثانية في المحور الثاني في موضوع الطرائق الفعالة في التربية الموسيقية : قدمها الأستاذ عبد الله مريمي مدرس ناشط في مجال المسرح والسنيما التربويتين تحدث فيها عن طريقة سلطان كودايZoltan Kodaly التي تقوم على الألحان الشعبية وتعليم الأطفال مبادئ وقواعد الكتابة الموسيقية انطلاقا منها . وتعرف أشكال العلامات الموسيقية وقراءتها من جمل بسيطة من الغناء الشعبي. كما تقوم طريقته على الارتجال l’improvisation الذي يعد أحد الأركان الموسيقية الهامة. واهتم كوداي بالغناء قبل العزف. خاصة الغناء بالتعدد الصوتي وبالصدى والتتابع اللحني..


وفي نفس الموضوع أي الطرائق الفعالة في التربية الموسيقية قدم الأستاذ بنيونس عنبر طريقة إميل جاك دالكروز Emile Jacques DALCROZE التي تعتمد على ربط الحركة الإيقاعية بحركة الجسد. اعتبارا منه الطفل ينجذب إلى الإيقاع قبل النغم . واهتم دالكروز بالخبرات الحسية والذهنية. فربط بين النظرية والتطبيق. كما اهتم بحاسة السمع والتذوق. ومن أهم ما اشتهرت به طريقته العناية بالحركة الجسمانية والاهتمام بالعزف الجماعي. وله بذلك إسهام مهم وطريقة خاصة في الجمناستيك الإيقاعي وبناه على أهمية المراكز الأربعة وهي السمع والإبصار والحس والحركة..

وفي أعقاب المداخلات، دار نقاش هام بين الأطر التربوية الحاضرة في المائدة المستديرة تطرق إلى المواضيع والإشكالات والقضايا والأمور التقنية التي تطرحها التربية الموسيقية في الابتدائي والطرائق الفعالة وكيفية توظيفها في الفصول الدراسية.

وفي المساء على الساعة الرابعة مساءً كان للمشاركين من أساتذة ومتعلمين موعد مع أوراش التربية الموسيقية التي قدمت بشكل عملي تقنيات ومهارات موسيقية وتربوية جيدة. بحضور الأساتذة في شكل مجموعات للملاحظة.

*ورش الغناء الجماعي

في هذا الورش جرب الأستاذ عبد الله مريمي تقنيات الغناء الجماعي مع الأطفال منطلقا من أغان بسيطة يحفظها المتعلمون. وحاول التوصل معهم من خلال التطبيق إلى تعرف أسماء علاماتها. ثم مددها الزمنية وبعد ذلك حدد الحقول وإيقاع القطعة..
وفي نشاط آخر قام المتعلمون بأداء بعض الأدوار والموشحات البسيطة في درجات صوتية متدرجة العلو . وأسند بعض الجمل للغناء الفردي ضمن المجموعة الصوتية. وطبق الغناء بالصدى في الصوت الثاني خافتا . كما جرب شكل الغناء الدائري.وغناء فردي تألقت فيه أسماء بوسنان مع المصاحبة بالترديد الجماعي.

* ورش العزف والألعاب الإيقاعية أشرف الأستاذ عبد القهار الحجاري على ورشي العزف والألعاب الإيقاعية. قدم في البداية مجموعة من المتعلمين الذين درسوا العزف. وطلب منهم أن يعزفوا جملة موسيقية كتب نوتاتها على السبورة. فعزفوها مونوديا. فوجههم إلى عزفها بقالب الروندو. وفاجأت أسماء تزنكت الحاضرين وهي تعزف على الهارمونيكا التي اصطحبتها معها إلى الورش. فأدهشت الحاضرين ببراعتها حين قدمت جملا موسيقية بسيطة وجميلة لموزارت. و قدمت ندى الحجاري مقاطع من نشيد الفرح لبتهوفن على الناي المنقاري. وعزف سامي المامون قطعة (تيتانيك) على البيان. كما اشتغل المتعلمون على تمارين للعزف على الناي المنقاري في السلم (دو) الكبير..

أما في ورش الألعاب الإيقاعية فقد اكتشف المتتبعون مجموعة من المهارات في الإيقاع باستعمال الدف والرق والتصفيق لدى الكثير من المتعلمين. حيث قاموا بقراءات إيقاعية في للإيقاع البسيط الثنائي والثلاثي ، في جمل إيقاعية كتبها المؤطر على درجة (لا) في المدرج. وقراها الأطفال فرديا ثم جماعيا. لتطبق بعد ذلك على الدفوف بالنقر بالقضبان وبالأيدي على الرقاق. وقدمت ألعاب جماعية وثنائية وفردية. تراوحت بين التعدد الإيقاعي والمونورتمية. وركزت على الحركة الجسدية والانتقال في الرقعة. وتألق في الورش كل من محمد لمعلم ومحمد صباب ومحمد اجميدار وسعد المامون في القراءة الإيقاعية ولعب الدف والغناء مع الإيقاع والمبارزة الإيقاعية

واختتم هذا اليوم الاحتفالي – الدراسي بعروض غنائية جماعية تألقت فيها المجموعة الصوتية "كورال نغم" لنادي الموسيقى بمدرسة ابن الخطيب. وفي الكلمة الختامية للمنظمين، أشادت مجلة نغم ومدرسة ابن الخطيب بالأساتذة والتلاميذ المشاركين ونجاحهم في تجسيد شعار الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى :" الموسيقى ضرورة تربوية، جمالية وثقافية " وضرب الجميع موعدا آخر في نفس المناسبة بالناظور وفي المركب الثقافي لحضور أشغال اليوم الدراسي حول الموسيقى من تنظيم مجلة نغم والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة يوم 22 يونيو 2009، لننتقل إلى دار الطالبة بابن الطيب يوم 23 يونيو في الساعة الخامسة مساء لحضور الأمسية الغنائية في نفس الإطار ونفس الشعار تشارك فيها المجموعة الصوتية" كورال نغم" وفرقة " أنيا" ومشاركات أخرى.