عودة الى الحياة

[ياسر الحليم]

عودة إلى الحياة
قد كنت أمضي في ظلام دامس
متوتر الأعصاب ..محموم الفؤاد
وظننت أن دقائقي في هذه الدنيا انتهت
فحبيبتي..
أملي الوحيد..
ونور أيامي اختفت
والصفو عزّ بجوّنا
ما عاد في صدر السما
تعلو أغانيها النجوم
وتحولت في ناظري
كل الطيوف كئيبة
وتردت الأزهار أثواباً لها
مربدة الألوان توحي بالممات
وغدت- رغم التمدن –
هذه الدنيا فلاة
رملاً على مد النظر
لا جن فيها ..لا بشر
خلف السراب شرعت أجري
طال دربي..لا انتهاء
وكأنني في معبد الشمس الأضاحي..والشواء
ثم ارتميت على الرمال
وكما النعام..
دفنت رأسي في الرمال – كما يقال –
متهرباً من وحشة الحاضر
مخنوق النداء
ونسيت نفسي تحت سوط الشمس يلهبني
ويا طول النهار
ليست تزاور يمنة...
بل تقرضني أنا ذات الشمال..!
ثم استفقت لكي أرى في كلما حولي ظلال!!
فإذا بكف داعبت شعري
وصوت..
هام في سمعي حنون..
" هذا ملاك الموت "
قلت فكيف يخشاه الأنام
ما دام في الموت ارتياح
فلماذا يا هذا تلام؟!
وكأنما قد قال لي:
" لا إنني ملك الحياة
قد جئت أهديك الخلود
أرد للمجرى المياه "
فكرت في حالي وبؤسي..
باهتياج قلت لا...
دعني وشأني أستعيذ بكل أوصاف الإله...
فأجاب :
" هل في البال أني
قد أعيدك في الشقاء؟!
قد جئتك اليوم لتحيا في هناء ورخاء "
فهمست..
في شك أنا يا زائري فيما تقول
لكن في صوتك بعض من ترانيم الوفاء
فلتجر بي أنى أردت فليس لي غير القبول..
" امسح عيونك " قال لي
فارتد لي بصري الحسير
" وانظر بعيداً....ما ترى..؟ "
دنيا ترفرف كالحرير..
"حرك يديك "
أطعته ..
فوجدتني طيراً أطير...
من أنت ياسر السعادة
يا دليلي للخلود..؟؟
فأجابني: حب قديم ما ظننت بأن يعود
قلت ويحي...
غاب عني صوت ليلاي الرخيم
قبل هذا أوثقتني مثل شمشون العظيم
ثم عاد ت أطلقتني قبل ينهد البناء
على العدو... على الصديق
محبوبتي..
أنت الملاك..!
حييت يا نعم الرفيق..