المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خذني اليك



خلف دلف الحديثي
21/06/2009, 03:08 PM
خذني إليك*
وللندى وجعُ الغربةِ ، وللبستان حنين الروح إلى بلده ::*

خُـــذني إليك وضُمـّني بحنان ِ = فأنا اغترابُ الــروح في البلدان ِ
وأنا احتراقٌ وانكسارُ عواطف ٍ = غـَطّت بها سودُ الرؤى ألواني
ودمي اشتعالٌ .لا وصرخة غَصّة ٍ = عصفت بي الأيامُ دون توان
سافرتُ يا زمنَ الضياع موزَّعا = وحــملتُ في نار النوى أكفاني
أمــشي قـطاراتي تـودّع دربها = عـنّي أدورُ . أطـوفُ كل مكان ِ
وجهي توابيتٌ، وآهة ُ راحل ٍ= حـَفـَرت بي الأحزانُ حقلَ هوان ِ
ومـدينة فـمـدينة ســرنا أنا = وأبـي .بـثـوب الــذكريات كــساني
هـذي تـَصُدّ وتلك تـفـتـح بابـَها = وتـلـوكُ أعـتابُ الشــقا أركاني
شيّعْتُ في كتب الزمان دمَ الندى = روحي ، وشلتُ على اللظى جثماني
وحدي جراحاتي، قوافلُ هجرتي = ليلُ الطريق ِ صديقُ عمري الثاني
يا شاعري عذراً حببتك واهباَ = صوتي .امتدادَ الأفق في الهيمان
صوتي مرايا للحروف بها أرى = وجهي .وأنفاسي بها عنواني
خــذني نهاراتي. مــواجعُ غربة ٍ= قــمراً بأفــق الــروح في تيهان ِ
قد جئتَ سهواً في الطريق على الظمأ = نجماً . يحوكُ بحرفه أحزاني
خـــذني ووسّدْني لزندك سيدي = عـطشٌ عروقي والشفاه حواني
أنا واحة جدبت ومات بريقها = وغصونيَ التعبى التوت لتراني
بك قد رأيت عراقَ روحي قصة = كـُتبتْ بنزفك والسطورُ دوان ِ
يا ابن العراق شممتُ فيك روائحي = ورأيتُ لونَ الحبّ في الأجفان ِ
أنا غربة ٌ ضيّعـْتُ خير مواسمي = وقــوافـلي تاهــت بها كثباني
وسنابلي انكسرت قطفت ثمارها = قبل الأوان .ومات في أواني
ومشتْ سكاكينُ الزمان ِ بأضلعي = حقدا ً . وسيف الظلم _ بله _ لواني
ورحلتُ في بحر الضياع مراكبي = تعبتْ وأتعبني نزيفُ زماني
وعوالمي مطرُ الأسى فيها انتشى = والحزنُ والآلامُ من ندماني
خطَّ العذابُ حروفَ جمر مواجعي = وتكسّرت ناري على قرباني
خــذني إليك وضمني عطشٌ أنا = لـلـكـرخ لـلمنصــــور للشطآن ِ
لِهوى الرصافة فيه عطرُ طفولتي = ولقبر أمي الصامت النوراني
والى الجعيفر فيه ميلادُ الهوى = مأوى الرجال ِ وموئل الفرسان ِ
والكاظـمية شــدّني شغـفي لها = لشذى البخور يفوحُ بالأركان ِ
ومدينة الفضل التي انكسر الردى = فيها ونادم للثرى جـــيراني
ولكهـــرمانة لم تزل تسقي المسا = خمرا ً. تـُدارُ بأكؤسي ودناني
خذني إلى كل القبابِ أزورُها = بيتَ الحسين ِ وروضة َ الكيلاني
قــلبي إلى الزوراء ِشــدّ رحيلهُ = عـبر الأثـيــر ِ وساحة الخلاني
داراً فداراً ، يا جــراح تـقـيّحي = وأمــرُّ بالحــارات والإيــــوان
خذني إلى مقهى الزهاوي شاعرا ً= غمرَ الضفافَ بصوته الرنان ِ
والى الـــرصافي منشدا ًلخرائد ٍ= وأبي نـؤاسَ يجــيءُ بالـعـُقـيان ِ
أشْبـِعْ غروري يا صديقي مرة ً= واطفيءْ بصدري ثورة البركان ِ
واقطف من البستان حلوَ وروده = لا تـتـركـنَّ بــراءة َ الـبســــتان
خذني إليك أرى العراقَ وأهله = في مـقـلتيـك أنا الجــفا أدمــــاني
أطـفيءْ غروري فالليالي حفـَّلٌ = واكــتبْ على جــدرانها عنواني
وطني العــراق وكلُّ حبة ِ رملة ٍ = بيتي ، وكــلُ أناسِه ِإخـــواني
خذني إليك وضمني ، نثـّرْ دمي = قد طال في حان ِ النوى إدماني
***