عبدالفتاح سليمان
21/06/2009, 10:10 PM
أحبابنا رحلو
ومضيتُ أسألُ عنهمو
فانسدتِ السبلُ
قالت مطّوقةٌ والريحُ تنزفُ والامطارُ تشتعلُ
كانوا هنا شفقا ندي
أشعارُهم في النيلِ تسبحُ
دمع َ أحرفُهم علي الشرفات
ينفسحون أُغنيةً
ويحترقون أُغنيةً
ويبتردون في البرق المعلقِ بين أنفاسِ الم...دي
كتبها لروحِ صديقه يس خليل وفي ظهيرة الجمعة المباركة من يوم 23منمايو 2008م أسلم سند الروح الي
بارئها وبرحيله فقد الشعر السوداني والعربي واحداً من أميز شعراء التفعيلة في الوطن العربي
إرتبط شعره بالبحر تماماً كالكاتب القصصي السوري (حنا مبنا) ولهذا جاءت أشعاره ودواوينه شلالاتٍ وبحارٍ من الابداع اللامتناهي كتب (البحر القديم1971م)(ملامح من الوجه القديم1978م)(عودة البطريق
البحري 1988م)(أوراق من زمن المحنة 1988م)نقوشٌ علي ذاكرة الخوف 1993م)(درجة القبول في الحب والحلول وهو من أعماله الأخيرة وتغلب عليه طبعة ذات تهويمات صوفية.)
تمّيز شعره بالموسيقي العالية وبالصورة الشعرية المعّبرة وبغاموسه اللغوي الخاص.
مرايا تحطف الأبصار لكن ليلنا الصاحي
وشرفتنا المسائية
علي عينيك فوق رموشك التعبي ستاراتٌ ستاراتُ
يضوع بنفسج الرؤيا وتخضّرُ النُجيماتُ
بكلِ أناقةِ الدنيا تمدُك بالظلالالزرقِ بالنغم الذي يهتزُ في الريحِ
بدندنةِ الاراجيحِ
بساعاتِ يظلُ الشعرُ يلهثُ في مراكضها ويطويها
ويسكبُ روحه فيها
ويحلبُ قلبه المطعون فوق دروبِها العطشي ليرويها
ُوصفَ شعُره بالغموض لكنه غموضٌ سرعان مايزول بإعادتك لقراءةِ النص الشعري لسند
وحالة الغموض هذه ربما يلمسها القارئ من خلال مقدمة شاعر السودان القامة صلاح أحمد إبراهيم
عندما كتب مقدمة ديوان سند الأول البحر القديم قائلاً:_(أُقدم لكم ديوان سند (البحر القديم يكل قوته وضعفه
فأيُ الانسان الكامل؟)
ويزيحُ صلاح عن نفسه عبْ هذا التساؤل عندما يستدرك قائلاً:_(فمصطفي سند لايحتاجُ الي تذكيةٍ لأنّ سند تذكيهِ أشعارُه!)
لك في الحروفِ صهيلُها وعويلها ....وبيانُ رونقِها
وأطلٍُسُ ليلُها النائي وساحلُها الفديم
لك في القصيدة روُحها ونهارَ جلوتها
وانفاسُ الغناء
إني حملتُك في يباس العمر والأيامِ
أخيلةً علي سيف المطر
شعرٌبهذه السلاسة والعذوبة يصعبُ أن يوصف َ بالغموض
ولهذا عندما قرأت إحدى الشاميات أيام رحيله أبياتاً من قصيدته
البحر القديم
ماذا يقولُ الناسُ إذ يتمايل
النخلُ العجوزُ ....سفاهةً
وتخرُ في القيعانِ رقرقةُ
........السراب
عندما قرأت ذلك صاحت إعجاباً وقالت:_(يبقي فيه روح طفل
مهما كبر) وهي محقةٌ في ذلك.
كان آخر عهدي به ليلة التاسع والعشرين من نوفمبر سنة 1995م بمنزله
يمدينة الثورة بامدرمان يوم حاورته لصحيفة السودان التي كانت تصدرُ من لندن يومها قلتُ له إنني قرأت جميع دواوين شعرك عدا
(عودة البطريق البحري فأهداني إياهو يتوقيعه المميز .
قلتُ له ماسرُ إهتمامكَ بالبحر؟ فقال لي :_ لو لم أولدُ بالبحر ِ لكنتُ شعرتُ
بالإختناق فشكلت عبارته تلك المانشيت الرئيسي للحوار
كسرو قلبي
وقفتُ أسوق العذر أحست رئيتي
وقع خطاك وأنت ..........هناك
خطوط النارِ .....وثلجُ الموسم
رحم اللهُ مصطفي سند شاعراً وإنساناً ورمزاً يقدر ماقدم لوطنه وأمته .
(عبدالفتاح سليمان .صحفي سابق ومستشار قانوني)
ومضيتُ أسألُ عنهمو
فانسدتِ السبلُ
قالت مطّوقةٌ والريحُ تنزفُ والامطارُ تشتعلُ
كانوا هنا شفقا ندي
أشعارُهم في النيلِ تسبحُ
دمع َ أحرفُهم علي الشرفات
ينفسحون أُغنيةً
ويحترقون أُغنيةً
ويبتردون في البرق المعلقِ بين أنفاسِ الم...دي
كتبها لروحِ صديقه يس خليل وفي ظهيرة الجمعة المباركة من يوم 23منمايو 2008م أسلم سند الروح الي
بارئها وبرحيله فقد الشعر السوداني والعربي واحداً من أميز شعراء التفعيلة في الوطن العربي
إرتبط شعره بالبحر تماماً كالكاتب القصصي السوري (حنا مبنا) ولهذا جاءت أشعاره ودواوينه شلالاتٍ وبحارٍ من الابداع اللامتناهي كتب (البحر القديم1971م)(ملامح من الوجه القديم1978م)(عودة البطريق
البحري 1988م)(أوراق من زمن المحنة 1988م)نقوشٌ علي ذاكرة الخوف 1993م)(درجة القبول في الحب والحلول وهو من أعماله الأخيرة وتغلب عليه طبعة ذات تهويمات صوفية.)
تمّيز شعره بالموسيقي العالية وبالصورة الشعرية المعّبرة وبغاموسه اللغوي الخاص.
مرايا تحطف الأبصار لكن ليلنا الصاحي
وشرفتنا المسائية
علي عينيك فوق رموشك التعبي ستاراتٌ ستاراتُ
يضوع بنفسج الرؤيا وتخضّرُ النُجيماتُ
بكلِ أناقةِ الدنيا تمدُك بالظلالالزرقِ بالنغم الذي يهتزُ في الريحِ
بدندنةِ الاراجيحِ
بساعاتِ يظلُ الشعرُ يلهثُ في مراكضها ويطويها
ويسكبُ روحه فيها
ويحلبُ قلبه المطعون فوق دروبِها العطشي ليرويها
ُوصفَ شعُره بالغموض لكنه غموضٌ سرعان مايزول بإعادتك لقراءةِ النص الشعري لسند
وحالة الغموض هذه ربما يلمسها القارئ من خلال مقدمة شاعر السودان القامة صلاح أحمد إبراهيم
عندما كتب مقدمة ديوان سند الأول البحر القديم قائلاً:_(أُقدم لكم ديوان سند (البحر القديم يكل قوته وضعفه
فأيُ الانسان الكامل؟)
ويزيحُ صلاح عن نفسه عبْ هذا التساؤل عندما يستدرك قائلاً:_(فمصطفي سند لايحتاجُ الي تذكيةٍ لأنّ سند تذكيهِ أشعارُه!)
لك في الحروفِ صهيلُها وعويلها ....وبيانُ رونقِها
وأطلٍُسُ ليلُها النائي وساحلُها الفديم
لك في القصيدة روُحها ونهارَ جلوتها
وانفاسُ الغناء
إني حملتُك في يباس العمر والأيامِ
أخيلةً علي سيف المطر
شعرٌبهذه السلاسة والعذوبة يصعبُ أن يوصف َ بالغموض
ولهذا عندما قرأت إحدى الشاميات أيام رحيله أبياتاً من قصيدته
البحر القديم
ماذا يقولُ الناسُ إذ يتمايل
النخلُ العجوزُ ....سفاهةً
وتخرُ في القيعانِ رقرقةُ
........السراب
عندما قرأت ذلك صاحت إعجاباً وقالت:_(يبقي فيه روح طفل
مهما كبر) وهي محقةٌ في ذلك.
كان آخر عهدي به ليلة التاسع والعشرين من نوفمبر سنة 1995م بمنزله
يمدينة الثورة بامدرمان يوم حاورته لصحيفة السودان التي كانت تصدرُ من لندن يومها قلتُ له إنني قرأت جميع دواوين شعرك عدا
(عودة البطريق البحري فأهداني إياهو يتوقيعه المميز .
قلتُ له ماسرُ إهتمامكَ بالبحر؟ فقال لي :_ لو لم أولدُ بالبحر ِ لكنتُ شعرتُ
بالإختناق فشكلت عبارته تلك المانشيت الرئيسي للحوار
كسرو قلبي
وقفتُ أسوق العذر أحست رئيتي
وقع خطاك وأنت ..........هناك
خطوط النارِ .....وثلجُ الموسم
رحم اللهُ مصطفي سند شاعراً وإنساناً ورمزاً يقدر ماقدم لوطنه وأمته .
(عبدالفتاح سليمان .صحفي سابق ومستشار قانوني)