المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودارت الطاحونة !على طريق الموت



عبدالله عطيف اباصخر
22/06/2009, 09:34 PM
(ع)
بعد ليلة بات يصارع فيها أمواج البحر ،وصل إلى رصيف الشاطئ ، أرسى قاربه المتهالك ، ونزل وهو يحمل سلة بها كل نتاج هذه الرحلة ، ثمَّ سار بتثاقل وسط مياه الشاطئ الموحلة . استلم المحرج منه السلة ،وبدأ الحراج خمسون ريالاً ، سبعون ، مئة ، مئة وعشرون ريالاً ،مئةوأربعون ، مئة وخمسون ، مئة وخمسة وخمسون ، مئة وستون .
هل أبيع ؟ الصافي 160 ؟أبيع من يزود أبيع ؟.يهز أبو صالح رأسه إشارة بالموافقة ، يستلم أبو صالح الفلوس وهويقلبها ويتساءل : ماذا يمكن أن تفعل مئة وستون ريالاً ؟!
فاطمة تريد ملابسَ لحضور حفل صديقتها ، والبيت خاوٍ يحتاجُ أشياء كثيرَة بالمثل ، آه يا رب.
يعود لنفسه : لكن الصيد كان قليلاً البارحة ،غدا -بإذن الله- يكون الحال أفضل.
تستقبله فاطمة عند الباب ، يبتسم في وجهها ،تقبل رأسه ، يناولها مئة ريال : دبري حالك بها.
- لا تهتم يا أبي ، ليس من الضروري أن أذهب .
- لا, لا بد أن تذهبي .
. (ط)
. أم صالح
- أهلا أباصالح ، الحمد لله على السلامة ، خفتُ عليكْ ، الرياح كانت شديدة البارحة ، وأنت لمتعد كالسابق تحتمل.
- "مبتسماً" : أم صالح لا تخافي ، لا زلت "شباب" ، ماذا تعني خمسٌ وستونَ سنة؟.
- الله يحفظك ويرعاك .
- هل عادصالح أو اتصل ؟
- لم يعد ، ولم يصل عنهُ أي خبر منذ أسبوع ، لا حس و لا خبر !
- ليته لم يتخرج من الجامعة ، كانت الدراسةتحفظه ، غريب تصرفه هذا!
- لا تلمه ، وادع له . مضى على تخرجه ثلاث سنوات وهو في انتظار الوظيفة .
- الله يهديه ويصلحه ويبعد عنه أصدقاء السوء. بس لو يطاوعني وينزل معي البحر .
- لم يعد البحرُ كما كان ، بعد هذه الشركات العملاقة لم يعد لكم مكان أنتم الصيادون. لا بد أن تعترف بهذا.
- ولكنني لاأعرف مهنة غيرها ، ولم يعد في العمر بقية للبحث عن عمل جديد !
- لو أنّكَ تبيع القارب أو تؤجره ، ألم تقل لي أن خليل قد طلبه منك للإيجار؟
- نعم ولكن ألفاً وخمسمئة في الشهر قليلة.
- ستكفي إن شاء الله، أجّره وأرح نفسك وأرحني من قلقي عليك ، فليالي الخريف لا ترحم في هذا البحر ،أرجوك أجره ، فصحتك لم تعد كما كانت ، وخليل ليس غريباً ، إنّه مثل ابنك ، وخطيب ابنتك.
- إن شاء الله يصير خير . آه يا صالح لو تطاوعني.
(ي)
.
بعد صلاة الظهر يوقف صالح سيارة أمام البيت،وينزل حاملاً كل ما لذ وطاب، ويدخل على أهله ، يرحب به أبوه وأمه ، يقبل أيديهما ،وتقبل فاطمة مسرعة تقبل رأسه.
قبل أن يجلس يبادره الأب : أين كنت يا ولدي؟ومن أين لك هذا ؟ هل اشتغلت ؟ ولمن هذه السيارة التي أمام الباب ؟
- نعم اشتغلت. -صالح مجيباً-
- ما نوع العمل الذي يجلب هذا كله في أسبوع ؟
- سأخبرك بكل شيء ، هذه السيارة لي.
- كيف هذا ؟! وما هوعملك ؟
- ليس عملا ياأبي . كانت مجرد مغامرةوتمت والحمد لله.
- احكِ لي بتفصيل.
- سأحكي لك ولكنه سر يا أبي .
- لابد أن أعرف كل التفاصيل .
- كنت كعادتي أتصفح الجرائد أمام بقالة العم سعيد ، ووقف فجأة شخص بجانبي ، وترجل من سيارة فخمة ، ثمّ خاطبني باسمي : صالح ،ألم تحصل على عمل بعد يا صالح؟
قلت لهُ : لا زلت أنتظر . أتعرفني ؟ قال : نعم. ثمّ طلب مني أن أرافقه للمقهى الذي في رأس الشارع ، وجلسنا هناك ، وتحدثنا في أمور كثيرة ، وعن مشاكل الشباب وقلة الفرص الوظيفية والمتاحة لهم ، وتحدثنا في أموركثيرة متشعبة قبل أن يعرض علي أن يشتري هذه السيارة التي أمام الباب باسمي ،ويخبرني من بعدها أنَّ مهمتي ستكونُ أن أوصلها إلى جدة ، وأن أوقفها في مكان معلوم، وأن أسكن في شقة معلومة لديهم ، وأرجع بعد ثلاثة أيام للمكان الذي أوقفت فيه السيارة وآخذها ، وبدل أن أحاسب الشقة المفروشة التي أسكن بها ، أستلم من الصندوق مبلغ خمسة ألاف ريال إضافة إلى السيارة.
ترددت كثيرا في البداية ، وحاولت أن أعرف السرمن وراء هذا كله ولكنه رفض أن يعطيني أية معلومة . قال لي : هذه مهمتك ، وليس لك الحق في السؤال أو الاتصال أو مقابلة أي أحد حتى ترجع.
كانت مغامرة يا أبي خضتها وانتهت على خير.
(ف)
أبو صالح لا لا لا
لم تنتهِ يا صالح ، أظنك وقعت ضمن شبكة تهريب مخدرات أو سلاح ، هذا وأنت طالب جامعي!
- أبي ، لقد انتهى كل شيء ، مغامرة وانتهت. !
- لم تنتهِ ، لقدوقعت ضحية لظروفك ، ماذا حملت في هذه السيارة يا بني ؟ لن تسلم من هذه الشبكة، والن تسلم من الحكومة ، آه يا صالح كسرت ظهري!.
- لا تحمل هماً يا أبي ، انتهى كل شيء.
- كيف انتهى ؟ماذا ستقول لأهلك؟ لجيرانك ؟ لأمك؟ لأختك؟ من أين لك هذه السيارة ؟ ما هو تفسيرك؟أسأل الله أن يجعل لك مخرجا يا صالح.
تمر الأيام بهدوء ، وبعد شهرين ، وفي ليلةملكة فاطمة ، يستلم صالح رسالة من أحد الضيوف.
(صالح ، قابلني الساعة العاشرة صباحا في المقهى ، هناك رحلة للدمام ستقوم بها)
تتغير ملامح صالح ، فهو يعلم أنه لا يقدر أن يرفض ، ودارت الطاحونة!على طريق الموت

نجوى النابلسي
22/06/2009, 10:32 PM
الأخ عبد الله

الفكرة جيدة جدا استغلال الإرهابيين للعاطلين عن العمل من الشباب الباحثين عن لقمة العيش والتغرير بهم.
لو أعدت صياغتها بأسلوب أقوى لكانت أفضل
أرجو أن تتقبل نقدي وتعيد كتابتها مرة أخرى كمحاولة ثانية،
غالبا ما نعيد كتابة ما نكتب ونتركه فترة ثم نعود لقراءته فنجد بأنفسنا أن هنا أو هناك مقاطع يمكن أن تصاغ بطريقة أفضل أو جمل قد تكون أجمل لوكتبت بطريقة أخرى.
أرجو أن تقبل نقدي بصدر رحب.
وفقك الله

عبدالله عطيف اباصخر
22/06/2009, 11:19 PM
الأخ عبد الله
الفكرة جيدة جدا استغلال الإرهابيين للعاطلين عن العمل من الشباب الباحثين عن لقمة العيش والتغرير بهم.
لو أعدت صياغتها بأسلوب أقوى لكانت أفضل
أرجو أن تتقبل نقدي وتعيد كتابتها مرة أخرى كمحاولة ثانية،
غالبا ما نعيد كتابة ما نكتب ونتركه فترة ثم نعود لقراءته فنجد بأنفسنا أن هنا أو هناك مقاطع يمكن أن تصاغ بطريقة أفضل أو جمل قد تكون أجمل لوكتبت بطريقة أخرى.
أرجو أن تقبل نقدي بصدر رحب.
وفقك الله

استاذتي العزيزة : نجوى
لم اتي هنا الى للإستفاده من منك ومن امثالك فلا تحرموني من نقدكم البناء وتوجيهاتكم

تقبلي تحياتي
(( وفقك لله ))

نجوى النابلسي
23/06/2009, 10:16 AM
أتمنى مثلك أن تحظى القصة باهتمام النقاد على نفس سوية اهتمامهم بالشعر

شكرا لك كلنا هنا نتعلم