المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المفهوم العربي الاسلامي للرياضة



نعمان عبد الغني
23/06/2009, 04:23 PM
المفهوم العربي الاسلامي للرياضة
بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
اعلم أن جميعنا ليس لديه تعريف جاهز لهذا سيلجأ إلى مخمخة دماغه لعله يخرج له إجابة .إنها لاتعرف –على الأقل –ستتكاثر وتتداخل وتتبدل ومن ثم ستعترف لنفسها ولا نلوم أي احد منا نحن الرياضيين الجزائريين فلا المدرسة ومناهجها عرفتنا بذلك ولا إعلامنا وفر ذلك ولا حتى الكتيبات والنشرات واللوائح والأنظمة الرياضية المتوافرة لدينا او المعنية بالنشاط الرياضي الجزائري قدمت التعريف والإجابة الجاهزة لنا وهذا الغياب لتعريف الرياضة وتحديد مفهومها أظنه يشكل أهم إشكاليات الرياضة الجزائرية ممارسة ومعاملة قيمة وأهمية .
فهي السبب الكبير والأول في وجود وتواجد الممارسة والمنافسة غير الصحية والصحيحة وغير العادلة والموضوعية وهذا الأمر ما يمثله في ارض الواقع ما نطلق عليه بالتعصب الرياضي. مجتمعنا شديد الولع والتعلق بالتشجيع الرياضي الذي يقلب الرياضة ويعرفها ويتعامل معها مع الأسف –كقبيلة انتمائية تصوغ ثقافته ووعيه بمعنى ومعاني الرياضة . والصورة الأخرى للتعصب وهو يقف في الضفة المضادة المحارب للرياضة والرافض لها وكلا الجانبين اللذين يفرزهما التعصب ماكانا أن يكونا لو لا غياب تعريف الرياضة ومفهومها في النسيج الذهني والإدراكي وثقافة ووعي الفرد والمجتمع . ولهذا تجد أن هناك خلطا مستمرا وقائما في وعي وثقافة الأفراد مابين الرياضة واللعب والترويح والنشاط والتربية البدنية والحركة البدنية واللياقة البدنية .. إذا ماهي الرياضة وما مفهومها وبالمناسبة المقصود ب* مفهوم الرياضة*هو تحديد مبرر الوجود والغاية من ذلك والهدف المحققة به. والإجابة لا يجب أن تنتظروها مني ولا من أي احد .لان الذي يجب أن يقدم التعريف والمفهوم هو المجتمع بأكمله وبالتي فان مؤسسات المجتمع الرسمية تقع على عاتقها مسؤولية فعل ذلك وتعريف أفراد المجتمع بأكمله من خلال دور المدرسة الموكل لها مهمة ودور تعريف المجتمع بنواميس الحياة وقيمها ومداركها ومعارفها وهي أي المدرسة التي تنسج الذهني والمعرفي والعقدي والحضاري للفرد تهيئة لان يكون فردا صالحا قادرا على المشاركة في الحياة والبناء والعطاء في مجتمع الجسد الواحد. لا أود أن أسهب كثيرا وقد سبق أن كتبت مقالات بحثية عديدة حول هذا الأمر الحيوي والضروري واعد الحريصين منكم في تداول *ثقافة الرياضة*من أن اكرر الكتابة والإضافة في هذا الجانب من مقالات قادمة . سأكتفي –الآن-في تقليب صفحات ناصعة وثرية من تراثنا العربي الإسلامي وستفرحون بقدر ما ستتفاجاون من أن الأجداد الأوائل قد كانوا أكثر نضجا وعلما ومعرفة بالرياضة بل أهم أصحاب نهضة رياضية تفوق ما لدينا الآن . لقد كنا أكثر مجتمعات التاريخ عناية بالرياضة وممارسة لها وابتكارا لصنوفها نقدمها لحضارات الإنسانية التي مازالت إلى حاضرنا الراهن تلعبها وتمارسها وتصدرها لنا بمقاييسها الغربية الحديثة ككرة القدم.اليد.التنس. المبارزة.الرماية. المصارعة.الجمباز العاب القوى حمل الأثقال وغيرها كثير . لقد ورثنا أسلافنا الأوائل مكتبة رياضية عامرة مملوءة بمؤلفاتهم عن الرياضة في كل جوانبها البدنية والحركية والعلاجية والنفسية والأخلاقية والتنافسية والتربوية والاجتماعية . فابن رشد مثلا ساهم مساهمة جلية في ذلك وبالذات في تأسيس علم الحركة والتربية البدنية وتحديدا في ما أطلق عليه بحركة الأعضاء لإرادة ما حيث قسم الرياضة إلى نوعية وكلية . كما أن ابن النفيس قد صنف في كتابه الهام –الموجز- الحركة والسكون البدني وكذالك ابن سيناء الذي حدد أنواع الرياضة في كتابه القانون ونفس المر بالنسبة لابن مسكويه والحسن بن العباس والإمام السيوطي وابن القيم والغزالي وغيرهم كثيرين ..كثيرا ما اهتموا بكل ماله علاقة بالرياضة للكبار وللأطفال .للفرد وللجماعة وحتى دقائق وجزئيات المواضيع الرياضية تناولوها وتطرقوا لها كآلية التنفس للرياضي والإحماء الرياضي قبل الممارسة والإصابات الرياضية والميكانيكية الحيوية ووزن الجسم وحركة المقذوفات في الهواء والنضج النفسي والشعار الخ ...... اختم على أن أواصل لاحقا مزيدا من التعرف على علاقة أجدادنا الأوائل بالرياضة وكيف عرفوها وتعاملوا معها سأختم بمقولة للإمام الشافعي يقول -*كان همي في شيئين الرمي والعلم فصرت في الرمي بحيث أصيب من عشرة عشرة*- *تأملوا مقولة الإمام الفقيه الكبير وتدبروها تكتشفوا أن هذا الرجل العظيم لديه تعريف محدد للرياضة ولديه وعي بمفهوم الرياضة ينسج علاقته وموقفه مع الرياضة