المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة رسالة سلام وليست أداة تخريب



نعمان عبد الغني
23/06/2009, 04:33 PM
الرياضة رسالة سلام وليست أداة تخريب
بقلم الاستاذ نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr

لا يختلف اثنان على دور الرياضة في ترسيخ السلام العالمي وتعميق الصلة بين شباب الدول المختلف من خلال اللقاءات الودية والتنافسية والرياضة لا تعرف التعصب ولا التحزب للون أو لجنس بدليل الجمهور العريض للأبطال من كل لعبة سواء كانت فردية أو جماعية لدرجة أن بطلا عالميا في الملاكمة مثل محمد علي أصيب بالذهول عندما اكتشف أن له ملايين المعجبين في الصين رغم اعتزاله الرياضة منذ سنيين طويلة وكلنا نشجع المتميزين في أي لعبة فنحن نطرب مع ملوك السامبا البرازيلية كما نعجب بأسلوب الكرة الإنجليزية وتمريراتها السريعة والقصيرة ونصفق لمارادونا الأرجنتيني وزيدان الفرنسي وراش البريطاني كما نصفق لنجوم الكرة العرب أمثال ماجر وبلومي وهذه الخاصية التي تتميز بها الرياضة هي التي اكتسبتها صفة العالمية وأبعدتها عن قيود المحلية واسر التعصب والتحزب وهذه الخاصية أيضا هي التي جسدتها دبلوماسية* البنغ بونغ* أو كرة الطاولة ومن خلالها تمكنت الرياضة من إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين كما أسهمت في تجسيد حقيقة العلاقات الوثيقة التي تربط الدول العربية من خلال اللقاءات الودية ومشاركات النجوم في مباريات الاعتزال.

وتعتبر الألعاب الأولمبية وبطولات العالم في الرياضات المختلفة من اكبر عوامل ربط الشعوب وتدعيم الصلة بين شباب العالم بصرف النظر عن النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

لقد حققت الرياضة وحدة شباب العالم وكانت خير سفير بين هؤلاء الشباب لكن الأمر المؤسف هوان الرياضة تتعرض لهجمة عدوانية شرسة تستهدف تحويلها عن طبيعتها السلمية الودية من جانب فئة ضالة استحوذ عليها الشيطان فراحت تعيث في الأرض فسادا وعلى أيدي هذه الفئة المنحرفة ظهر الشغب في الملاعب وانتشر من مكان إلى مكان انتشار النار في الهشيم واصبح العنف والتخريب وإشعال الحرائق وقلب وسائل النقل والمواصلات ورشق الحجارة وعلب العصير والمياه الفارغة من الأمور المتوقعة في بعض اللقاءات التنافسية في مناطق معينة من العالم.

ولاشك أن هذه الحوادث التي تقوم بها فئة باغية تكره الأمن والامان وتحارب السلم والإسلام هذه الفئة التي استحوذ الشيطان عليها اتخذت التخريب دستورا والتدمير شرعا ومنهجا بدلا من أن تسهم في عمارة الكون وتحقيق خلافة الله على الأرض الحقيقة أن الأمن مفهوم شامل والسلامة عمل متكامل ونقيضهما التخريب والشغب وواجبنا كمسلمين أن نكون كما أراد الله لنا دعاة سلام ورسل خير ومحبة ولهذا ينبغي لنا دعم الرياضة والشباب حتى تحقق رسالتها السامية في نشر السلام بين شعوب العالم وهذا الأمر يستوجب أيضا الضرب بيد من حديد وعصا من نار على رؤوس دعاة الفتن وعشاق الشغب وعلينا جميعا أن نكتل جهودنا حتى نقضي على الفتنة في مهدها وعلى التخريب في كل صورة وعلى المخربين والمشاغبين في كل زمان ومكان وعاشت الرياضة رمز اللسلام.