المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول فاروق حسني واعتذاره المهين للصهاينة!



صابرالبوشي
24/06/2009, 08:24 AM
هاآرتس: فاروق حسنى يعتذر لإسرائيل واليهود ..
ووزارة الخارجية الاسرائيلية ترحب باعتذار فاروق حسني
وتؤكد دعم اسرائيل حكومة وشعبا له
..........................................
اهتمت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اهتماماً بالغاً بالاعتذار الذى أبداه وزير الثقافة فاروق حسنى، المتهافت على الفوز مدير عام اليونيسكو بأي ثمن -خيبه الله- عن تصريحاته السابقة التى هاجم فيها الكتب والثقافة الإسرائيلية واليهودية.
وأوضحت الصحيفة أن الوزير فاروق حسنى المرشح "الأقوى" للفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، أعرب لصحيفة لوموند الفرنسية عن أسفه لإعلانه العام الماضى أنه على استعداد لحرق أى كتب إسرائيلية أو عبرية يجدها فى المكتبات المصرية، مشيرة الصحيفة إلى أن حسنى أكد أنه لا يقصد ما قاله، لأن كلماته السابقة تتناقض مع شخصيته وثقافته، وأنه يكره العنصرية أو الإساءة للثقافة اليهودية أو الإسرائيلية.
واعتبرت الصحيفة اعتذار الوزير عن مهاجمته للكتب الإسرائيلية أنه اعتذار لإسرائيل واليهود، موضحة أن حسنى قدم اعتذاره هذا بعد الصفقة السرية التى عقدها نتانياهو مع الرئيس مبارك، خلال اجتماعهما الأخير فى 11 مايوالماضي فى مدينة شرم الشيخ، وهى الصفقة التى اتفقا بمقتضاها على أن ترفع إسرائيل اعتراضها على ترشيح فاروق حسنى لمنظمة اليونسكو، بجانب عمل تل أبيب على وقف الحملة الدولية التى تهاجم حسنى منذ إعلان ترشيحه لليونسكو.
كما أشارت هاآرتس إلى أن الوزير أبدى من قبل معاداته لإسرائيل وللسامية، وذلك عندما أعلن العام الماضى فى مجلس الشعب أنه مستعد لحرق أى كتب إسرائيلية يجدها فى المكتبات المصرية وعندما أعلن أنه يرفض التطبيع مع إسرائيل، إلا بشرط عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين، بجانب وصفه للإسرائيليين واليهود بأنهم غير مثقفين وسارقين للتراث الثقافى من الدول الأخرى.
هاآرتس أكدت أمس، الأربعاء، أن المعارضة فى إسرائيل انتقدت نتانياهو بحدة بعدما وعد مبارك بدعم ترشيح فاروق لليونسكو، موضحة أن المعارضة رفضت دعم حسنى، لأنه معادٍ لإسرائيل وللسامية، لهذا ستحاول المعارضة وقف دعم إسرائيل لترشيح حسنى، لتخوفها من أن تصبح أهم منظمة دولية للعلوم والثقافة فى قبضة رجل "خطير" مثل حسنى الرافض للسلام والتطبيع مع إسرائيل، ويستجيب لحرق الكتب بسهولة.
ومن ناحية أخرى رحب الكيان الصهيوني باعتذار وزير الثقافة المصري فاروق حسني عن تصريحاته السابقة المعادية للكيان والمناهضة للثقافة اليهودية، والتي كان قد أعرب فيها أمام مجلس الشعب المصري في عام 2008م الماضي عن استعداده لحرق أي كتبٍ عبريةٍ يتم ضبطها في مكتبة الإسكندرية.
وذكرت إذاعة الاحتلال أنَّ هذا الترحيب جاء في بيانٍ أصدرته وزارة الخارجية الصهيونية.
وكان وزير الثقافة قد اعتذر عن تصريحاته السابقة المعادية للكيان الصهيوني، مبديًا "ندمه" على هذه المواقف والتصريحات، وقال إنَّه يأسف للكلمات التي استخدمها ضد الكيان، مؤكدًا أنَّ تصريحاته هذه "لا تتطابق مع الثوابت التي يؤمن بها".
وقال حسني في مقالٍ نشرته له صحيفة (اللوموند) الفرنسية أمس إنَّه "يتفهم الصدمة التي أحدثتها تصريحاته السابقة" في الكيان الصهيوني، وقال إنَّه "يكره العنصرية، بما في ذلك التحدث بشكل جارح عن الثقافة اليهودية أو أي ثقافةٍ أخرى"، وقال إنَّه "رجل سلام".
وكان فاروق حسني قد تقدم بترشيح نفسه لمنصب الأمين العام لمنظمة العلوم والثقافة والتربية التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، ولقي معارضة من الكيان الصهيوني الذي بدأ حملةً في العواصم الأوروبية ضد ترشيح حسني لهذا المنصب، إلا أنَّ اتصالاً هاتفيًّا من الرئيس حسني مبارك إلى رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، جعل الكيان يتراجع عن موقفه هذا.
وكان فاروق حسني قد وصف أمام مجلس الشعب المصري العام الماضي الثقافة الصهيونية بأنَّها عدوانية وعنصرية وغامضة، وقال حسني لأحد نواب مجلس الشعب عندما سأله عن إمكانية تسرب كتب عبرية إلى مكتبة الإسكندرية: "احضر هذه الكتب، وفي حال وجودها سأحرقها أمام عينيك".
وكان موقع "اليوم السابع" قد نشر نص مقال فاروق حسني لصحيفة اللموند وجاء فيه:
قال فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى، فى مقالته بجريدة لوموند الفرنسية، إنه يعمل منذ سنوات طويلة وزيراً لدولة صنعت السلام مع إسرائيل، وتسعى جاهدة لإعلاء الحوار على العنف، وأكد على أنه يجب وضع الكلمات فى سياقها لأنه يحترم أى ثقافة إنسانية بما فيها الثقافة اليهودية، وأضاف حسنى أنه يعتقد بأن المنظمة تحتاج إلى روح جديدة لذلك رشح نفسه لمنصب مدير عام اليونسكو.. وإليكم نص المقال:
فاروق حسنى يكتب لـ "لوموند": اليونسكو .. لماذا أنا مرشح؟
عندما تقرر تقدمى لانتخابات الخريف المقبل مديراً عاماً جديداً لمنظمة اليونسكو فكان ترشيحى كفنان كرس كل حياته العملية لخدمة الثقافة، وقد حظى ترشيحى حتى الآن بمساندة ثلاث منظمات إقليمية هى الدول العربية والاتحاد الأفريقى والمؤتمر الإسلامى، إلا أن البعض - بخاصة فى فرنسا - حمل على صحة هذا الترشيح استناداً لمفردات شفاهة راجت فى الماضى واتخذ هذا الموضوع مكاناً رئيسياً فى الحملة، لذا أود هنا الرجوع لهذا الحديث تفسيراً وتوضيحاً .
فى البداية أطالب الجميع بعدم الخلط إذ أن هناك معاناة للشعب الفلسطينى، وظلماً يقع عليه يسألان الضمير العالمى ويثيران - منذ أكثر من نصف قرن - فى البلاد العربية والأكثر اعتدالاً فيها تأثراً عميقاً. وأقول بمسئولية إننى عبرت عن شعور غاضب لمصير شعب بأكمله حرم من أرضه وحقوقه. فأى ضمير إنسانى لا يبالى بهذه المأساة؟
قطعاً طوال حياتى لم أحقر ولم أرغب فى جرح أحد ما؟ حتى لو كانت الكلمات تحمل قسوة شديدة لكنه يجب وضعها فى سياقها، وكذا أود أن أذكر بأننى منذ سنوات أعمل وزيراً فى دولة صنعت السلام مع إسرائيل وتسعى جاهدة لإعلاء الحوار على العنف .
أكرر إننى رجل محب للسلام وأعلم أنه يمر من خلال التفاهم والاحترام. فباسم تلك القيم التى أؤمن بها أود العودة لتلك المفردات التى قلتها عرضاً فى مايو 2008 والتى أخذت على أنها دعوة لحرق كتب عبرية والتى كانت صادمة وأتفهم ذلك .
هنا وبوضوح أشعر بالأسف لتلك الكلمات التى تفوهت بها، والتى كان يمكننى تبريرها بأعذار التوتر والمضايقات التى سادت النقاش وقتها، ولكنى لن أتذرع بها خاصة أنها ضد كيانى وما أؤمن به، الأمر الذى أتاح لمغتابى أن يلصقوا بى المساوئ؟ فليس أبغض عندى من العنصرية ورفض الآخر أو الرغبة فى الإساءة لأى ثقافة إنسانية بما فيها الثقافة اليهودية .
( 2 )
لقد قيلت تلك الكلمات دون تعمد أو قصد، وإذ لا أتنكر لمسئوليتى عنها فإننى أقول بحرية ودون أدنى ضغط أن واجبى درء الشبهات برفضى لأى شكل من أشكال الازدراء أو الغطرسة. وذلك تقديراً لمن يكون قد جرحتهم أو صدمتهم تلك الكلمات، وتعبيراً عن موقفى دون لبس، أود أن أخاطب كل من يتهموننى بألا يقعوا فى فخ الخلط، وأقول أنظروا إلى حياتى وشخصى ولإسهامى فى حوار الثقافات والأديان وتعزيز التفاهم المتبادل بين البشر دون تمييز وليس إلى عبارة واحدة، راجعوا سبعة وعشرين عاماً من خدمة الثقافة وقيموا هذه الأعمال فى خدمة الإنسان، والإبداع، والكتاب، والكتب. لقد قمت بافتتاح العديد من المكتبات، حتى القرى الفقيرة فى بلدى، من أجل إخراج أكبر عدد ممكن من الأمية ومن الفقر الفكرى، فضلاً عن فخرى بإسهامى فى إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية. فمن ذا الذى يعتقد فى أمور الشعوذة التى من شأنها أن تجعلنى منظم للإعدام بالحرق؟
وأعلم أن البعض ارتضى متشككاً أن يأخذ على موقفى من التطبيع الثقافى بين العالم العربى وإسرائيل، والسبب بسيط كون التطبيع لا يصدر بقرار فهو ينبع من الشعوب حين يصبح السلام - بكل ما ينطوى عليه - واقعاً فى كل المنطقة.
مصر عنصر رئيسى فى البحث عن حل سلمى للنزاع القائم منذ ستين عام والذى يحول دون إرساء علاقات ثقة وتعاون بين شعوب منطقتنا، ودائماً ما اقتنعت وخدمت اختيار بلدى ويشرفنى أن أقدم إسهامى فى حدود إمكانياتى بهذا الجهد لإرساء أسس سلام عادل ودائم بين دول منطقتنا. فمنذ أسابيع قليلة وبناءً على دعوة منى لقيت أشكال المعارضة المختلفة، قاد دانيال بارنبويم أوركسترانا السيمفونى وقدم حفلاً موسيقياً بالقاهرة. لذا فالهجمات العنيفة التى تستهدفنى فى الأوساط الأقل تسامحاً فى بلادى تشهد بحقيقة هذا الالتزام، أن إخفاقى سيكون نصراً لهم والانفتاح الذى أنادى به سيرونه خدعة.
كفانا الحديث عن الماضى، ولنتوجه نحو المستقبل. فما هو إذن برنامجى؟ ولماذا أنا مرشح لليونسكو؟ نعتقد أن المنظمة تحتاج إلى روح جديدة، مؤسسوها سعوا لتكون مقّراً للّقاءات والمناظرات ومبادرات البناء فى أرواح وعقول البشر، ومعاقل للسلام، وفى رأيى أن المهمة الأولى التى يجب أن ينشغل بها المدير العام الجديد هى إعادة إحياء هذا الطموح ضماناً للتأكيد على التنوع الثقافى وحوار الثقافات والتصالح المتبادل فى الوقت الذى يتضاعف فيه توتر الهويات.
( 3 )
وذلك يحتم تطوير أهداف وأساليب عمل المنظمة. التى لم يعد يمكنها الاكتفاء بالقيام بدور وكالة فنية بسيطة تنشر مواردها لتقديم مساعدات منتظمة.
ولذلك فمن الضرورى أن نتناول بالبحث العميق إصلاح آليات عمل المنظمة دون السعى إلى قيادة أو هيمنة معيارية أو نموذجية أخلاقية أو فكرية، وبكل تواضع وفعالية، فإن اليونسكو عليها العودة كعنصر أصيل على الساحة الدولية فى مجالات اختصاصها (التعليم والتأهيل، والحفاظ على التراث ودعم الإبداع الثقافى، والحيوية العلمية، والنقاش الفكرى)، ويجب أيضاً أن تنفتح على القضايا الراهنة مثل: البحث عن نموذج جديد "للعيش معاً"، إيجاد حل للتحدى المناخى، وطرح سلوكيات بيئية جديدة، وقواعد جديدة تواصلاً مع القضايا الأخلاقية المرتبطة بالحياة وتطبيقاتها، ألخ.....
اليونسكو هى بامتياز مقر لحوار الشعوب، يتيح تجاوز الاختلافات السياسية والدينية، والعرقية، واللغوية. وفى الوقت الذى يجب فيه التعبئة ضد قوى الرجعية والانغلاق المجتمعى النشطة فى كل مكان، فإن اختيار عربى، مسلم، مصرى، وبغض النظر عن شخصه، سيمثل رسالة أمل عظيمة على المحك، كما أنه يعطى مضموناَ حقيقياَ للتنوع الثقافى والذى كثيراً ما نتحدث عنه ولكنه لسوء الحظ لا يزال فى كثير من الأحيان مجرد شعار. أتصور أننى على مستوى هذا التحدى وآمل أن تكون مقترحاتى محل اقتناع الدول الأعضاء. وأعتقد أن الثقافة، مثلها مثل الاقتصاد، هى عنصر حيوى من عناصر هذا "النظام الدولى الجديد" باتت أكثر إلحاحاً من أى وقت مضى. ولدى يقين قاطع، بأن السلام لا يمكن فصله عن الثقافة.
***********
منقول