د. محمد اسحق الريفي
24/06/2009, 11:27 AM
القدس المحتلة.. حرب صهيونية على الوجود والهوية
أ.د. محمد اسحق الريفي
بينما ينشغل زعيم حركة فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عبَّاس، وفريقه، في تنفيذ مخططات الجنرال الأمريكي كيث دايتون، للقضاء على المقاومة الفلسطينية، تشن سلطات الاحتلال الصهيوني الغاشم حرباً صامتة وغير معلنة على الوجود العربي الفلسطيني في القدس المحتلة وعلى هويتها الإسلامية.
ففي الوقت الذي يسعى عبَّاس إلى خداع شعبنا الفلسطيني بمفاوضات عبثية لم تحقق له أي شيء على الإطلاق، بينما يدفع شعبنا ثمناً باهظاً لهذه المفاوضات العبثية، من حياة أبنائه، ومن معاناته الإنسانية، ومن حقوقه وأرضه، بلغت عمليات الاستيطان والتهويد في ولاية رئيس الوزراء الصهيوني السابق "أيهود أولمرت" ذروة غير مسبوقة. فقد ارتفع عديد المستوطنين اليهود والصهاينة في الضفة المحتلة من 250 ألف مستوطن في 2006 إلى أكثر من 300 ألف مستوطن في نهاية 2008، وارتفع عديد المستوطنين في القدس المحتلة من 170 ألف مستوطن في 2006 إلى 200 ألف مستوطن مع نهاية 2008. ناهيك عن هدم بيوت الفلسطينيين المقدسيين والاستيلاء على منشآتهم وممتلكاتهم، والمداهمات والاعتقالات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد هم، والعدوان الذي تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة والجماعات الاستيطانية الصهيونية ضدهم، وذلك في سياق مخطط صهيوني قديم يهدف إلى التفريغ الديموغرافي للقدس المحتلة من العرب الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، وتهويدها وتدمير المعالم الأثرية والتاريخية التي تؤكد هويتها العربية الإسلامية.
ليست غزة وحدها التي تعاني من الحصار، بل القدس المحتلة تعاني من حصار أشد، حصار أمني، وآخر اقتصادي، وحرب صامتة تسير على قدم وساق، في ظل صمت عربي مريب، وتجاهل دولي مقصود، وتهافت سلطة رام الله على تقديم أبناء الشعب الفلسطيني قرابين لقادة الكيان الصهيوني والجنرالات الأمريكيين، الذين يسعون إلى تمكين سلطات الاحتلال الصهيوني من إقامة دولة يهودية عاصمتها القدس المحتلة، وتحويلها إلى مركز عالمي لليهود.
العرب، مع الأسف الشديد، يحتفلون بالقدس عاصمة للثقافة العربية، التي أصيبت بالشلل والعقم، إذ لم تفلح هذه الثقافة في توعية الأمة بما تتعرض له القدس المحتلة من تهويد، وما يتعرض له الوجود العربي الفلسطينيين فيها من اجتثاث. ولم تنجح هذه الثقافة في نقل أبناء الأمة من حيز العواطف إلى حيز الفعل لدعم جاد ومؤثر للقدس المحتلة. فعن أي احتفالية تتحدثون وإخوانكم في العروبة والإسلام يئنون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الغشوم، ويتجرعون مرارة العيش تحت سلطته الظالمة، ويعانون الأمرين من إجراءاته وممارساته العنصرية الوحشية!
إن الحرب الصهيونية الصامتة التي تتعرض لها القدس المحتلة اليوم أخطر كثيراً على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية مما نتصور، فالاحتلال يسعى بنهم ووحشية إلى تحويل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة إلى حدائق عامة، بعد هدم معالمها الإسلامية، وتهجير أكثر من ثلثي سكانها العرب الفلسطينيين منها. وفي ظل صمت المجتمع الدولي، الذي أصيب بالصمم والبكم فيما يتعلق بمعاناة الفلسطينيين، وفي ظل الشلل السياسي الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية، وفي ظل التواطؤ الذي تمارسه بعض الأنظمة الرسمية العربية الخاضعة للبيت الأبيض الأمريكي، وفي ظل حالة الانقسام الفلسطيني الخطير، تمكنت سلطات الاحتلال الصهيوني، عبر إقامة جدار عازل في القدس المحتلة، من عزل البلدة القديمة عن أحياء القدس الشرقية، وعزل القدس الشرقية عن محيطها العربي، وعزل الفلسطينيين المقدسيين عن إخوانهم الفلسطينيين في الضفة المحتلة، إضافة إلى إخراج نحو مئة ألف فلسطيني خارج المدينة.
إن الصمت على هذه الحرب الصهيونية على القدس المحتلة، وعلى هويتها الإسلامية والوجود العربي الفلسطيني فيها، جريمة لا تقل عن الجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين في القدس المحتلة، لأن الصمت مباركة للاحتلال، ودليل على عدم تقدير المكانة التي تحظى بها القدس لدى العرب والمسلمين، وتكذيب لمن ادعى حبه للمسجد الأقصى المبارك، إذ لا يوجد مبرر لهذا الصمت إطلاقاً. فمن يحب مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومعراجه، ومن يحرص على فلسطين المحتلة وشعبها عامة والفلسطينيين المقدسيين خاصة، لا يقبل الصمت، بل لا يدخر جهداً في الدفاع عن المسجد الأقصى بالطريقة التي تناسبه، ولا أقل من هبة شعبية عربية وإسلامية عارمة لنصرة القدس المحتلة وأهلها المرابطين.
23/6/2009
أ.د. محمد اسحق الريفي
بينما ينشغل زعيم حركة فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عبَّاس، وفريقه، في تنفيذ مخططات الجنرال الأمريكي كيث دايتون، للقضاء على المقاومة الفلسطينية، تشن سلطات الاحتلال الصهيوني الغاشم حرباً صامتة وغير معلنة على الوجود العربي الفلسطيني في القدس المحتلة وعلى هويتها الإسلامية.
ففي الوقت الذي يسعى عبَّاس إلى خداع شعبنا الفلسطيني بمفاوضات عبثية لم تحقق له أي شيء على الإطلاق، بينما يدفع شعبنا ثمناً باهظاً لهذه المفاوضات العبثية، من حياة أبنائه، ومن معاناته الإنسانية، ومن حقوقه وأرضه، بلغت عمليات الاستيطان والتهويد في ولاية رئيس الوزراء الصهيوني السابق "أيهود أولمرت" ذروة غير مسبوقة. فقد ارتفع عديد المستوطنين اليهود والصهاينة في الضفة المحتلة من 250 ألف مستوطن في 2006 إلى أكثر من 300 ألف مستوطن في نهاية 2008، وارتفع عديد المستوطنين في القدس المحتلة من 170 ألف مستوطن في 2006 إلى 200 ألف مستوطن مع نهاية 2008. ناهيك عن هدم بيوت الفلسطينيين المقدسيين والاستيلاء على منشآتهم وممتلكاتهم، والمداهمات والاعتقالات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد هم، والعدوان الذي تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة والجماعات الاستيطانية الصهيونية ضدهم، وذلك في سياق مخطط صهيوني قديم يهدف إلى التفريغ الديموغرافي للقدس المحتلة من العرب الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، وتهويدها وتدمير المعالم الأثرية والتاريخية التي تؤكد هويتها العربية الإسلامية.
ليست غزة وحدها التي تعاني من الحصار، بل القدس المحتلة تعاني من حصار أشد، حصار أمني، وآخر اقتصادي، وحرب صامتة تسير على قدم وساق، في ظل صمت عربي مريب، وتجاهل دولي مقصود، وتهافت سلطة رام الله على تقديم أبناء الشعب الفلسطيني قرابين لقادة الكيان الصهيوني والجنرالات الأمريكيين، الذين يسعون إلى تمكين سلطات الاحتلال الصهيوني من إقامة دولة يهودية عاصمتها القدس المحتلة، وتحويلها إلى مركز عالمي لليهود.
العرب، مع الأسف الشديد، يحتفلون بالقدس عاصمة للثقافة العربية، التي أصيبت بالشلل والعقم، إذ لم تفلح هذه الثقافة في توعية الأمة بما تتعرض له القدس المحتلة من تهويد، وما يتعرض له الوجود العربي الفلسطينيين فيها من اجتثاث. ولم تنجح هذه الثقافة في نقل أبناء الأمة من حيز العواطف إلى حيز الفعل لدعم جاد ومؤثر للقدس المحتلة. فعن أي احتفالية تتحدثون وإخوانكم في العروبة والإسلام يئنون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الغشوم، ويتجرعون مرارة العيش تحت سلطته الظالمة، ويعانون الأمرين من إجراءاته وممارساته العنصرية الوحشية!
إن الحرب الصهيونية الصامتة التي تتعرض لها القدس المحتلة اليوم أخطر كثيراً على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية مما نتصور، فالاحتلال يسعى بنهم ووحشية إلى تحويل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة إلى حدائق عامة، بعد هدم معالمها الإسلامية، وتهجير أكثر من ثلثي سكانها العرب الفلسطينيين منها. وفي ظل صمت المجتمع الدولي، الذي أصيب بالصمم والبكم فيما يتعلق بمعاناة الفلسطينيين، وفي ظل الشلل السياسي الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية، وفي ظل التواطؤ الذي تمارسه بعض الأنظمة الرسمية العربية الخاضعة للبيت الأبيض الأمريكي، وفي ظل حالة الانقسام الفلسطيني الخطير، تمكنت سلطات الاحتلال الصهيوني، عبر إقامة جدار عازل في القدس المحتلة، من عزل البلدة القديمة عن أحياء القدس الشرقية، وعزل القدس الشرقية عن محيطها العربي، وعزل الفلسطينيين المقدسيين عن إخوانهم الفلسطينيين في الضفة المحتلة، إضافة إلى إخراج نحو مئة ألف فلسطيني خارج المدينة.
إن الصمت على هذه الحرب الصهيونية على القدس المحتلة، وعلى هويتها الإسلامية والوجود العربي الفلسطيني فيها، جريمة لا تقل عن الجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين في القدس المحتلة، لأن الصمت مباركة للاحتلال، ودليل على عدم تقدير المكانة التي تحظى بها القدس لدى العرب والمسلمين، وتكذيب لمن ادعى حبه للمسجد الأقصى المبارك، إذ لا يوجد مبرر لهذا الصمت إطلاقاً. فمن يحب مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومعراجه، ومن يحرص على فلسطين المحتلة وشعبها عامة والفلسطينيين المقدسيين خاصة، لا يقبل الصمت، بل لا يدخر جهداً في الدفاع عن المسجد الأقصى بالطريقة التي تناسبه، ولا أقل من هبة شعبية عربية وإسلامية عارمة لنصرة القدس المحتلة وأهلها المرابطين.
23/6/2009