المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القومية... ومشروع الإلتحام..



ام الفضل بنت الشيخ
24/06/2009, 12:48 PM
القومية المقيتة ومشروع الإلتحام...

مع أن العديد من الأفكار والقوانين أصبحت اليوم من الأمور المسلمة بها، لا يمكن لأحد أن يقول إن هذا التقليد فيه نظر، ولابد علينا أن نغير أو نبدل حتى نصنع لأنفسنا ثوبا على قدر مقاسنا، أو ننتج قوانين تتطابق مع مصدر عزنا من كتاب وسنة، وتتلاءم مع طبيعة مجتمعنا الذي نحن فيه وما يحتويه من ثقافة وما يزخر به من تاريخ وحضارة.
والحق أنه من الأمراض التي تنخر جسم امتنا، هو أن كل فرد منا يعرف موقع الشوكة من الحلقوم ولا يسعى لانتزاعها، أو حتى توفير مختص لذلك، فلا نكفأ نئن ونشتكي لصديق لا ينفعنا أو لعدو يتربص بنا الدوائر، أو لإله لا نتوقف عن عصيانه وانتهاك حرماته.
كثير منا اليوم يحدث نفسه ويفضي لغيره بما ينتابه من أفكار حول وحدة البلدان العربية وتعاون أفرادها من اجل صنع عالم تسود فيه قيم التسامح والمحبة والإخاء، لا دستور فيه إلا ما جاءت به الشريعة المحمدية العطرة، ولا صوت يعلو فيه غير صوت الحق والعدل؛ تراه يحدث نفسه وغيره بكل ذلك وفي الوقت ذاته لا تغادر لسانه كلمات مثل القومية والجنسية والوطنية، فيدعو بلا كلل ولا ملل إلى التمسك بها، وغالبا إلى التمسك بكل ما جاء من عند الغرب من قيم وأفكار.
لا ينكر احد من ذوي الاطلاع البسيط على المسيرة التي خطاها الغرب نحو التقدم أن الدولة القومية كانت دافع قوي نحو العمل وبذل الجهد لدى الأوربيين، بيد أن هذه الدولة ما لبثت أن صارت حجرة عثرة في هذه المسيرة نحو الرقي، بحيث أن جل الحروب بما فيها الحربين العالميتين كانت بسببها، الأمر الذي دفع بالغربيين إلى محاولة التخلص منها والسعي نحو التوحد، ولكن ما يؤسف من كل هذا أننا لم ندرك إدراكهم ومازلنا متشبثين بهذه الفكرة الحمقاء، رغم أن قيمنا وتراثنا الحضاري وفكرنا السياسي من اشد المعادين لفكرة الانقسام والتشتت بأي تسمية كانت، إلى الحد الذي تعد الفتوحات الإسلامية وسيلة لضم كل أقطار الكون تحت راية واحدة، وهي راية الإسلام.
كما نجد أن الكثير من مشاكل الحدود التي عجز العالم عن حلها، هي نتيجة التمسك بفكرة الدولة القومية، والواقع أن كلمة القومية لا يمكن نكرانها كمصطلح مجرد إلا أن محاولة تطبيقها في الواقع لا يمكن قبوله، مثلما لا يمكن قبول بتقنيين ومؤسسة بعض المصطلحات التي لا ضير من أن تبقى مجردة.
كما أن التأثير السلبي للغرب اليوم دفع رجال الفكر والسياسة للحديث عن المجد القومي والسياسة الوطنية بحيث أن ما يدفع للجنون من كل هذا هو هذا السؤال المحيّر: إذا كان الغرب قدوتكم وموقعه من الأرض قبلتكم، لماذا لا تقتدون به في التخلص من التقوقع في مفهوم القومية؟ وكيف يعقل أن تتغنون بهذا المفهوم وفي الوقت ذاته تتغنون بالعولمة بكل ما ترمي إليه من نبذ الحدود و السعي للانفتاح على الغير؟
وان كان جوابهم بان القومية المقصودة تعني العروبة، فالعروبة المحاطة بأسوار من التعصب لا خير فيها، كما أن الإسلام يدعو لرفع كلمة الله والامتثال لما جاء به نبيه في كل شبر من الأرض لا في ارض محددة وانه لا فرق بين عرب وأعجمي إلا بالتقوى فان أحسن العجم إسلامهم كانوا أفضل من العرب عند الله.
ومن هنا نصل إلا أن بعض خصائص العولمة في يومنا الحاضر هي الأصل الطبيعي للعلاقات البشرية، مع تعديل بعض شروطها مثل نبذ التعامل بالربا والاحتكار في العلاقات الاقتصادية واستبدال المنظمات الحالية مثل صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة بمنظمات تكون كل مبادئها مأخوذة من تعاليم الإسلام الحنيف؛ بحيث أن الثقافة الإسلامية تستطيع أن تتعايش مع ثقافات الغير عكس الثقافات الغربية التي تحاول أن تسود على حساب خصائص الشعوب الأخرى وهنا لابد أن ننتقل من العولمة الغربية إلى عالمية.
منقول

د. فائد اليوسفي
24/06/2009, 02:00 PM
موضوع رائع أتمنى من الجميع قرأته بعمق بل والإستفادة منه وتطبيقه.

معتصم الانصاري
24/06/2009, 08:59 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ونحن قوميتنا هي لا اله الا الله محمد رسول الله
وهذا مصداقاً لقوله تعالي "انما المؤمنون أخوة"
صدق الله العظيم

ام الفضل بنت الشيخ
25/06/2009, 12:44 PM
الاخ الكريم فائد اليوسفي
شكرا لمرورك الكريم تعليقك وإن كان مختصرا إلاّ أنه زاد الموضوع مصداقية ووضوحا
نسأل الله العزيز الحكيم السداد والرشاد