المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قتل القدس كمركز جذب



عائشة صالح
26/06/2009, 11:41 AM
قتل القدس كمركز جذب

لا يخفى على أحد ان اسرائيل تستهدف القدس الشرقية أكثر من أيّ مدينة أخرى في الارأضي المحتلة ، واسرائيل لم تخف ذلك ، فقد قامت بضم المدينة للدولة العبرية من جانب واحد بقرار من الكنيست – البرلمان – الاسرائيلي في 28 حزيران 1967 أي بعد مرور أقل من ثلاثة اسابيع على احتلال المدينة ، وصاحب ذلك هدم حارتي المغاربة والشرف بعد تشريد أهلها ، وقامت ببناء حيّ استيطاني يهودي داخل أسوار المدينة المقدسة ، وتواصلت الاجراءات الاسرائيلية التهويدية في المدينة بشكل مستمر ومدروس ومخطط ، فمن بناء المستوطنات التي تحيط بالميدنة ، واسكانها بمستوطنين يهود يزيد عددهم حاليا عن ربع مليون شخص، يقطنون أكثر من ستين ألف وحدة سكنية ، بعد أن كان عدد اليهود والبناء اليهودي في القدس الشرقية صفرا حتى حزيران 1967 ، الى فرض القوانين الاسرائيلية ، والى التضييق على المقدسيين الفلسطينيين لاجبارهم على الرحيل عن المدينة ، وتمثل ذلك بالحدّ من البناء العربي الفلسطيني من خلال عدم اعطاء تراخيص بناء ، وهدم الأبنية التي تقام بدون تراخيص، وتغريم أصحابها يمبالغ مابية كبيرة ، والسلطات الاسرائيلية التي لا تنفك عن تصريحاتها بأنها اوقفت البناء الاستيطاني لمتطلبات التفاوض ، كانت تضع استثناءا ينص على مواصلة البناء الاستيطاني لحل مشكلة الزيادة السكانية الطبيعية للمستوطنين، واذا كان الشيء بالشيء يقاس فان اسرائيل لم تراع قضية اسكان الزيادة الطبيعية للمقدسيين الفلسطينيين .


واذا كانت عملية اقتلاع المقدسيين الفلسطينيين تتم من خلال اجراءات " قانونية " وشروط تعجيزية تتعلق باثبات مكان السكن داخل حدود البلدية ، فإن البلدية لم تتوقف عن ذلك ، بل تعدته الى قتل المدينة المقدسة كمركز جذب تجاري على الأقل ، فمعروف ان القدس هي قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة ، واغلاقها المتصاعد منذ اواخر اذار 1993 حتى وصل الى الاغلاق والحصار المحكمين في ايامنا هذه ، صعّب حركة التنقل ما بين شمال الضفة الغربية وجنوبها ، فزاد المسافة ما بين مدينة رام الله على سبيل المثال ، وهي أقرب المدن الى القدس من شمالها ، الى بيت لحم وهي أقرب المدن من جنوبها ، زادها من حوالي ثلاثين كيلو متر الى ما يزيد عن سبعين كيلو متر ، جزء منها مثل طريق واد النار غير صالح لسير المركبات لشدة انحداره حسب المقاييس العالمية للشوارع . وحصار القدس حرمها من مئات آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يؤمّونها للصلاة في دور عبادتها ، وللتسوق من اسواقها ، بل حرمها ايضا من دخول مواطني قرى محيطة بالمدينة ، وتتبع لها اداريا عبر التاريخ ، حتى وقوع المدينة تحت الاحتلال الاسرائيلي في حزيران 1967 ، وهي القرى المعروفة بقرى محافظة القدس ، والتي يتراوح بعدها عن قلب المدينة ما بين كيلومترين مثل ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية ، وبين عشرة كيلو مترات مثل قرى شمال غرب القدس ، ويزيد عدد سكان هذه القرى عن مائة وخمسين الف مواطن ، كانوا يرتادون المدينة المقدسة بشكل شبه يومي للعمل والتعليم والعبادة والتسوق ، او للعلاج في مستشفياتها ، وعيادات اطبائها .


ونظرا لكثرة وارتفاع الضرائب المفروضة على المحال التجارية في القدس ، ونتيجة لضعف أو انعدام المداخيل نتيجة الحصار المفروض على المدينة ، فقد زاد عدد المحلات التجارية المغلقة داخل اسوار القدس عن الألف محل حسب احصائيات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية .


ومع ذلك فإن البلدية الاسرائيلية لم تكتف بهذا ، بل واصلت في قتل المدينة كمركز جذب تجاري وديني ، وذلك من خلال سياسة " تنظيم " الشوارع التي تعيق التواجد افلسطيني في المدينة، فمثلا قامت بعمل ارصفة مرتفعة تمنع وقوف السيارات على الرصيف أو قربه من محيط مقبرة باب الرحمة ومن كنيسة الجثمانية ، مرورا بالشارع الموصل الى المسجد الاقصى عند باب الأسباط ، ومرورا بمتحف روكفلر وشارع سليمان ما بين بابي الأسباط والعامود ، وحتى الباب الجديد وباب الخليل وباب النبي داود ، أي يشمل كافة محيط سور القدس القديمة من الخارج ، باستثناء المنطقة الواقعة ما بين باب المغاربة وباب النبي داود ، حيث بقيت لسيارات المصلين اليهود الذين يرتادون الحائط الغربي للصلاة ، اضافة الى موقف للسيارات لاستخدامهم داخل باب المغاربة ، كما ان الوقوف في شوارع القدس التجارية الرئيسة مثل شارع صلاح الدين ، والرشيد ، والزهراء وغيرها ممنوع الا بتذاكر مدفوعة الثمن للبلدية، وحتى مواقف الباصات العربية العمومية ، والشوارع المسموح لها المرور فيها لا تخدمها ، ولا تخدم راكبيها ، فمثلا باصات جبل الزيتون والثوري وسلوان ، يسمح لها باستعمال موقف الباصات القديم في طريق سليمان ، وعندما يخرج الباص محملا بالركاب من الموقف عليه ان يتجه غربا الى الدوار الواقع في مدخل حيّ المصرارة ، ليلتف ويعود شرقا وسط ازدحام بشري ، وازدحام مركبات ، ليمضي اكثر من خمسة دقائق على الأقل حتى يعود الى محاذاة المنطقة التي انطلق منها باتجاه قريته التي يخدمها .


وقد صاحب ذلك تأهيل الشوارع الرئيسة في قرى القدس الواقعة داخل حدود البلدية ، والسماح بفتح المحلات التي تقدم الخدمات المختلفة للمواطنين ، بحيث اصبحت هذه الشوارع اسواقا تجارية بديلة لاسواق المدينة ، فكل هذه القرى فيها محلات البقالة والحلويات والمخابز ، والحدادة والنجارة ، ومواد البناء والنوفوتية ، والمراكز والعيادات الطبية ، وغيرها ...


واجراءات " تنظيم " الشوارع لم يقتصر دورها على قتل الحياة التجارية في المدينة فقط ، بل تعداها الى التقليل قدر الامكان من رواد المدينة العرب ، فمثلا المؤمنون الذين يرتادون الاماكن المقدسة لاداء الصلوات ، يحتاجون الى السير مئات الامتار مشيا على الأقدام ومنهم الشيوخ العجزة الذين لا يقوون على ذلك.

جميل السلحوت

يمامة
26/06/2009, 12:04 PM
اختي العزيزة

إنها محاولات ، ولكنها لن تنجح

لإنها مبنية على ضلااااااااال

وكل العالم يعلم إنه ما بني على باطل فهو باطل

مهما طغت موازين القوى ، ومهما حاول القوي أن يفرض

هذا الباطل بقوة السلاح ، وغطرسة القوة ، وعنجهيته المتولد من ضعف الضعيف

إن القدس لها الله ، وسيسير لها دات يوم جند يعرفون قيمتها ، ويخلصونها من أيدي اليهود

وإنني أرى دلك شيء واقع ولا مناص منه ...

لك كل الود غاليتي .