المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفرق بين العلم والمعرفة؟



غالب ياسين
27/06/2009, 09:55 AM
ما الفرق بين العلم والمعرفة؟

أبو مسلم العرابلي
27/06/2009, 10:39 AM
ما الفرق بين العلم والمعرفة؟

أخي الكريم غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعرفة هي الاطلاع على شيء سابق الوجود فقط.
والعلم إعطاء القدرة على البناء على شيء سابق موجود.
فتعليم القراء والكتابة يجب الاطلاع فيه؛ على شكل الحروف، ونطقها، ورسمها، ووصلها، وتشكيل الكلمات والجمل منها؛ بأمثلة محددة مبسطة؛ لأجل تسهيل التعليم لها.
ويعد ذلك تتولد القدرة على قراءة أي نص جديد لم يسبق الاطلاع عليه.
ثم تأتي القدرة على تشكيل نصوص جديدة والإبداء فيها من غير سابقة لها.
وتعليم آدم الأسماء كلها أعطاه وذريته القدرة على تسمية أي شيء جديد.
وما زالت القدرة باقية في ذريته المنتشرين في بقاع الأرض
ولكم تقديري ومحبتي

نجوى النابلسي
27/06/2009, 02:44 PM
الأستاذ غالب ياسين المحترم

صحيح ما أورده الشيخ أبو مسلم المحترم أعلاه

بالنسبة لي اقول أن المعرفة أقل شئناً من العلم فالمعرفة إطلاع عام لا يدخل فيه التفاصيل أما العلم فهو معرفة كل تفصيل في مجال التخصص.

عبد الرحمان الخرشي
27/06/2009, 02:45 PM
ما الفرق بين العلم والمعرفة؟


الصديق العزيز : (( غالب ياسين ))

حفظك الله ورعاك / وصرف عنك مايحول بينك وبين حيويتك .

سؤالك هذا طرح عدة مرات في كثير من المنتديات ؛ ذلك أن عرضه بلفظه على المحرك يجعلك أمام الكثير من الأجوبة .. لكن الجواب هنا لاينبغي أن يكون كالجواب هناك . أو هو نفسه كما في أكثر من موقع .. وإن كانت لك من نية غير هذه الخلفية وهي تعميق البحث فيه فإعادتك لطرح السؤال تكون مبررة للإعادة بلا جدال .

أخي الأعز :

عرضت الكلمتين على بعض معاجم اللغة فكانت هذه الحصيلة الدلالية :

كلمة العلم :

ورد في اللسان : أن (( العِلْمُ نقيضُ الجهل ، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه ، ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ )) وفي ( مقاييس اللغة ) : (( تعلّمت الشَّيءَ ، إذا أخذت علمَه )) . ومن أخذ عِلم َعِلم ٍما صار من أهل العلم به ... والعِلم يَرْسَخُ في قلب الإِنسان . و الراسخ في العلم البعيد العلم . . والعالم الرَّاسِخُ في العِلم والدين ، أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ ، ويقال له : الرباني .. يجمع على : عُلَماءُ وعُلاَّمٌ .

كلمة المعرفة :

ورد في ( العباب الزاخر) : المَعْرفَةُ والعِرْفانُ : مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه .. و العِرْفَةُ - بالكسر - : المَعْرِفَةُ المعَرِفة والعِرفان . تقول : عَرَف فلانٌ فلاناً عِرفاناً ومَعرِفة . . ونقول : هذا أمر معروف .
وبالنظر إلى ما قرأت عن الموضوع فقد تبين لي أن علماء اللغة اختلفوا في وجود الفرق :

1 ) هناك من لم يفرق بينهما ؛ بل جعلهما سيان .
2 ) منهم من فرق بينهما بأن جعل العلم متوجها إلى أحوال المسمى ، و المعرفة إلى ذاته .

** أما المتصوفة فقد جعلوا العارف أخص من العالم .

** بينما المناطقة فقد ربطوا المعرفة بالمحسوسات ، و العلم بالمعقولات .

** وقريب من هؤلاء من فرق بينهما في اللغة كما هو شأن أبو هلال العسكري في كتابه القيم في هذا الباب (( الفروق في اللغة )) ؛ ففي مستهل الباب الرابع من هذا الكتاب فرق بين العلم والمعرفة قائلا : (( إن المعرفة أخص من العلم لأنها علم بعين الشيء منفصلا عما سواه ، والعلم يكون مجملا ومفصلا ؛ قال الزهري لا أصف الله بأنه عارف ، ولا أعنف من يصفه بذلك ؛ لأن المعرفة مأخوذة من عرفان الدار يعني آثارها التي تعرف بها.. قال : ولايجوز أن يكون علم الله تعالى بالأشياء من جهة الأثر والدليل ، قال والمعرفة تمييز المعلومات ، فأومأ إلى أنه لايصفه بذلك كما لايصفه بأنه مميز ، وليس ماقاله بشيء لأن آثار الدار إن كانت سميت عرفانا فسميت بذلك لأنها طريق إلى المعرفة بها ، وليس في ذلك دليل على أن كل معرفة تكون من جهة الأثر والدليل ، وأما وصف العارف بأنه يفيد تمييز المعلومات في علمه فلو جعله دليلا على أن الله عارف كان أولى من المعلومات متميزة في علمه . بمعنى أنها متخيلة له ، وإنما لم يسم علمه تمييزا لأن التمييز فينا هو استعمال العقل بالنظر ، والفكر اللذين يؤديان إلى تمييز المعلومات . فلم يمتنع أن توصف معلوماته بأنها متميزة ، وإن كان لا يوصف بأنه مميز لأن تميزها صفة لها لا له . والمعرفة بها تفيد ذلك فيها لافيه ، فكل معرفة علم ، وليس كل علم معرفة . وذلك أن لفظ المعرفة يفيد تمييز المعلوم من غيره ، ولفظ العلم لايفيد ذلك إلا بضرب آخر من التخصيص في ذكر المعلوم ، والشاهد قول أهل العلم يتعدى إلى مفعولين ليس لك الاقتصار على أحدهما إلا أن يكون بمعنى المعرفة كقوله تعالى : (( لاتعلمونهم الله يعلمهم )) أي لاتعرفونهم الله يعرفهم ، وإنما كان ذلك كذلك لأن لفظ العلم مبهم ؛ فإذا قلت : علمت زيدا فذكرته باسمه الذي يعرفه به المخاطب لم يفد . فإذا قلت قائما أفدت لأنك دللت بذلك على أنك علمت زيدا على صفة جاز أن لاتعلمه عليها مع علمك به في الجملة ، وإذا قلت عرفت زيدا أفدت لأنه بمنزلة قولك علمته متميزا من غيره فاستغنى عن قولك متميزا من غيره لما في لفظ المعرفة من الدلالة على ذلك . والفرق بين العلم والمعرفة إنما يتبين في الموضع الذي يكون فيه جملة غير مبهمة ؛ ألاترى أن قولك علمت أن لزيد ولدا وقولك عرفت أن لزيد ولدا يجريان مجرى واحدا . )) . (1)

مما سلف يتضح أخي أن تحديد العسكري أناط اللثام عما بين الكلمتين من إشكال .. وأن سؤالكم جدير بالطرح هنا ، لما سيلقى عليه من أضواء كاشفة ، تزيل ما لحقه من إبهام في الأجوبة التي اطلعت عليها قبل كتابتي لهذا الرد ، الذي أفادني أكثر مما أفدت فيه .

مع الشكر .



تـــحــيــاتــي




***


------------------

(1) الطبعة الرابعة - 1980 - ص ص : 72 - 73 .

غالب ياسين
27/06/2009, 07:35 PM
أخي الكريم غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعرفة هي الاطلاع على شيء سابق الوجود فقط.
والعلم إعطاء القدرة على البناء على شيء سابق موجود.
فتعليم القراء والكتابة يجب الاطلاع فيه؛ على شكل الحروف، ونطقها، ورسمها، ووصلها، وتشكيل الكلمات والجمل منها؛ بأمثلة محددة مبسطة؛ لأجل تسهيل التعليم لها.
ويعد ذلك تتولد القدرة على قراءة أي نص جديد لم يسبق الاطلاع عليه.
ثم تأتي القدرة على تشكيل نصوص جديدة والإبداء فيها من غير سابقة لها.
وتعليم آدم الأسماء كلها أعطاه وذريته القدرة على تسمية أي شيء جديد.
وما زالت القدرة باقية في ذريته المنتشرين في بقاع الأرض
ولكم تقديري ومحبتي
السيد الفاضل الاستاذ الكبير والاخ الحبيب ابو مسلم
دائما انت معلمنا الاول
اشكرك على ردكم الرائع

غالب ياسين
27/06/2009, 07:36 PM
الأستاذ غالب ياسين المحترم
صحيح ما أورده الشيخ أبو مسلم المحترم أعلاه
بالنسبة لي اقول أن المعرفة أقل شئناً من العلم فالمعرفة إطلاع عام لا يدخل فيه التفاصيل أما العلم فهو معرفة كل تفصيل في مجال التخصص.
وانا بدوري اوافقكم الراي
فلا قول لي بعد قول اخي ابو مسلم حفظه الله
اشكرك اختي نجوى على اثراء الموضوع

غالب ياسين
27/06/2009, 07:39 PM
الصديق العزيز : (( غالب ياسين ))
حفظك الله ورعاك / وصرف عنك مايحول بينك وبين حيويتك .
سؤالك هذا طرح عدة مرات في كثير من المنتديات ؛ ذلك أن عرضه بلفظه على المحرك يجعلك أمام الكثير من الأجوبة .. لكن الجواب هنا لاينبغي أن يكون كالجواب هناك . أو هو نفسه كما في أكثر من موقع .. وإن كانت لك من نية غير هذه الخلفية وهي تعميق البحث فيه فإعادتك لطرح السؤال تكون مبررة للإعادة بلا جدال .
أخي الأعز :
عرضت الكلمتين على بعض معاجم اللغة فكانت هذه الحصيلة الدلالية :
كلمة العلم :
ورد في اللسان : أن (( العِلْمُ نقيضُ الجهل ، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه ، ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ )) وفي ( مقاييس اللغة ) : (( تعلّمت الشَّيءَ ، إذا أخذت علمَه )) . ومن أخذ عِلم َعِلم ٍما صار من أهل العلم به ... والعِلم يَرْسَخُ في قلب الإِنسان . و الراسخ في العلم البعيد العلم . . والعالم الرَّاسِخُ في العِلم والدين ، أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ ، ويقال له : الرباني .. يجمع على : عُلَماءُ وعُلاَّمٌ .
كلمة المعرفة :
ورد في ( العباب الزاخر) : المَعْرفَةُ والعِرْفانُ : مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه .. و العِرْفَةُ - بالكسر - : المَعْرِفَةُ المعَرِفة والعِرفان . تقول : عَرَف فلانٌ فلاناً عِرفاناً ومَعرِفة . . ونقول : هذا أمر معروف .
وبالنظر إلى ما قرأت عن الموضوع فقد تبين لي أن علماء اللغة اختلفوا في وجود الفرق :
1 ) هناك من لم يفرق بينهما ؛ بل جعلهما سيان .
2 ) منهم من فرق بينهما بأن جعل العلم متوجها إلى أحوال المسمى ، و المعرفة إلى ذاته .
** أما المتصوفة فقد جعلوا العارف أخص من العالم .
** بينما المناطقة فقد ربطوا المعرفة بالمحسوسات ، و العلم بالمعقولات .
** وقريب من هؤلاء من فرق بينهما في اللغة كما هو شأن أبو هلال العسكري في كتابه القيم في هذا الباب (( الفروق في اللغة )) ؛ ففي مستهل الباب الرابع من هذا الكتاب فرق بين العلم والمعرفة قائلا : (( إن المعرفة أخص من العلم لأنها علم بعين الشيء منفصلا عما سواه ، والعلم يكون مجملا ومفصلا ؛ قال الزهري لا أصف الله بأنه عارف ، ولا أعنف من يصفه بذلك ؛ لأن المعرفة مأخوذة من عرفان الدار يعني آثارها التي تعرف بها.. قال : ولايجوز أن يكون علم الله تعالى بالأشياء من جهة الأثر والدليل ، قال والمعرفة تمييز المعلومات ، فأومأ إلى أنه لايصفه بذلك كما لايصفه بأنه مميز ، وليس ماقاله بشيء لأن آثار الدار إن كانت سميت عرفانا فسميت بذلك لأنها طريق إلى المعرفة بها ، وليس في ذلك دليل على أن كل معرفة تكون من جهة الأثر والدليل ، وأما وصف العارف بأنه يفيد تمييز المعلومات في علمه فلو جعله دليلا على أن الله عارف كان أولى من المعلومات متميزة في علمه . بمعنى أنها متخيلة له ، وإنما لم يسم علمه تمييزا لأن التمييز فينا هو استعمال العقل بالنظر ، والفكر اللذين يؤديان إلى تمييز المعلومات . فلم يمتنع أن توصف معلوماته بأنها متميزة ، وإن كان لا يوصف بأنه مميز لأن تميزها صفة لها لا له . والمعرفة بها تفيد ذلك فيها لافيه ، فكل معرفة علم ، وليس كل علم معرفة . وذلك أن لفظ المعرفة يفيد تمييز المعلوم من غيره ، ولفظ العلم لايفيد ذلك إلا بضرب آخر من التخصيص في ذكر المعلوم ، والشاهد قول أهل العلم يتعدى إلى مفعولين ليس لك الاقتصار على أحدهما إلا أن يكون بمعنى المعرفة كقوله تعالى : (( لاتعلمونهم الله يعلمهم )) أي لاتعرفونهم الله يعرفهم ، وإنما كان ذلك كذلك لأن لفظ العلم مبهم ؛ فإذا قلت : علمت زيدا فذكرته باسمه الذي يعرفه به المخاطب لم يفد . فإذا قلت قائما أفدت لأنك دللت بذلك على أنك علمت زيدا على صفة جاز أن لاتعلمه عليها مع علمك به في الجملة ، وإذا قلت عرفت زيدا أفدت لأنه بمنزلة قولك علمته متميزا من غيره فاستغنى عن قولك متميزا من غيره لما في لفظ المعرفة من الدلالة على ذلك . والفرق بين العلم والمعرفة إنما يتبين في الموضع الذي يكون فيه جملة غير مبهمة ؛ ألاترى أن قولك علمت أن لزيد ولدا وقولك عرفت أن لزيد ولدا يجريان مجرى واحدا . )) . (1)
مما سلف يتضح أخي أن تحديد العسكري أناط اللثام عما بين الكلمتين من إشكال .. وأن سؤالكم جدير بالطرح هنا ، لما سيلقى عليه من أضواء كاشفة ، تزيل ما لحقه من إبهام في الأجوبة التي اطلعت عليها قبل كتابتي لهذا الرد ، الذي أفادني أكثر مما أفدت فيه .
مع الشكر .

تـــحــيــاتــي

***
------------------
(1) الطبعة الرابعة - 1980 - ص ص : 72 - 73 .
اخي الحبيب الاستاذ الفاضل عبد الرحمان الخرشي
اشكرك على هذا الجهد الرائع في تناول الموضوع وعلى التوضيحات الهامه