المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلما اختلفنا انكمشنا رياضيا بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني



نعمان عبد الغني
27/06/2009, 05:16 PM
كلما اختلفنا انكمشنا رياضيا
بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
سؤال تصعب الإجابة عليه ؟ فمن خلال مراجعة سريعة للوضع الرياضي في الدول العربية والأجنبية نجد أن من يدير الرياضة واضح وجلي وتستطيع كل الهيئات الرياضية الدولية التعامل معه بدون أي مشكلة؟ وذلك لسبب واضح وهو أن الكل يتبع النظم العالمية عند تشكيل الهيئات الرياضية الوطنية (النادي - الاتحاد - اللجنة الاولمبية) وهي هيئات ولدت بفعل السكان وليس الحكومات. والحكومات تكون الداعم الرئيسي لها وذلك لقيامها (الهيئات المحلية) بدور فعال في استثمار أوقات الفراغ والقدرات البدنية والعقلية للرياضيين بمختلف فئاتهم لدعم الرياضة من غير مقابل وطبعا هذا هو شأن كل الهيئات الرياضية في دول العالم.
فاللجنة الاولمبية الدولية (IOC) لا تمانع في تبادل الاستفادة فيما بين الحكومة والرياضة، ولكنها ترفض إدارة الرياضة من قبل الحكومات خوفا من تسييسها، ودورة الألعاب الاولمبية 1980 بموسكو خير دليل على ذلك عندما طلبت بعض الحكومات من لجانها الاولمبية مقاطعة الدورة بسبب غزو الاتحاد السوفييتي (سابقا) لأفغانستان، حيث شاركت الدول ورفعت العلم الاولمبي بدلا من علم الدورة، ما أحب أن أوضحه أن الرياضة تدار من قبل الأهالي (المتطوعين) ولهم الحق في تحديد أسلوب الإدارة.
أما في مجال كرة القدم فأحب أن أوضح مثالين وهما:
(عندما تمت مناقشة قانون اللعبة في انكلترا كانت هناك أراء بلعب كرة القدم بالرجل والأيدي إلا أن رفض الفكرة من بعض المدارس الانكليزية أوجد لعبتين مختلفتين وهما الركبي وكرة القدم )
(وفي اميركا كانت تطبق طريقة خاصة في ضربة الجزاء الأمر الذي جعل الفيفا يحتج على هذا القانون ويجبر أميركا على إتباع القانون الدولي وإلا فسيتم إيقافها )
هذه الأمثلة توضح إن الرياضة تدار من قبل الهيئة الرياضية العليا ألا وهي الاتحاد الدولي للعبة. ومع ذلك أؤكد إن الفيفا ليس له حق تحديد عدد أعضاء مجلس الإدارة وإنما يؤكد مبدأ الديمقراطية وعدم التدخل الحكومي والاستقرار الإداري لتطوير اللعبة. فمشكلة اختلاف الآراء واستخدام النفوذ الخارجي من قبل الأطراف المتنازعة هي السبب في تدخل الفيفا وقريبا اللجنة الاولمبية الدولية.
وكلما اختلفنا انكمشنا رياضيا ودوليا، ومبروك لأصحاب المصالح الشخصية
التأكيد على أن الرياضة للرياضيين و من يحكم الرياضة هم الرياضيين و الهيئات الرياضية و ليس الساسة و لا دخل للسياسة و السياسيين في إدارة الشئون الرياضة..
إن المبادئ التي جاء بها الميثاق الأولمبي قد تم هتك عرضها من قبل الرياضيين قبل الساسة أو تدخلاتهم، ولم نجد صوت رياضي يخرج لينصر المبادئ الرياضية و التي لايزال الرياضيين و الساسة يصرون على التلاعب بها و الاحتيال عليها علنا و على صفحات الجرائد....
فبعد ما نراه يجري و علنا من قبل أشباه الرياضيين و بتعاون الساسة من تحايل و التفاف على المبادئ الأولمبية و الرياضية الدولية، بعد هذا كله أي نوع من أنواع القيم و الأخلاق سيتحلى به الرياضيين مستقبلا سواء كانوا إداريين أم لاعبين أم غيره..!!؟
نحن نعول على المثقفين أن يتصدوا لمثل هذه الممارسات للتأكيد على أهمية الالتزام بالمبادئ و القيم الرياضية الدولية.. فنوعية الرياضيين المتواجدة على الساحة و الذين يشغلون المناصب في الأندية و الاتحادات إنما أغلبهم منتفعين و أصحاب مصالح شخصيه لا علم لديهم بما تحمله الرياضة من قيم و مبادئ، فهؤلاء لم و لن يتمكنوا من زرع القيم و المبادئ الرياضية و الأولمبية السامية في نفوس الرياضيين الشباب "فاقد الشيء لا يعطيه"..