المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يرضونكم بأفواههم



سهام جمال
28/06/2009, 09:33 PM
د. أحمد نوفل

1- خطاب أوباما: يرضونكم بأفواههم.

يخاطبنا الغرب، وهو يعلم آليات التخاطب معنا، ومفاتيح العقول والقلوب العربية. وأوباما خطيب بارع،

وهذا واحد من أسرار نجاحه في الانتخابات الأخيرة برغم أصوله ومنابته ولونه. وخطابه عندنا في عقر

دارنا في بيت أمنا وأم العرب، إنشاء جميل لا يترتب عليه كثير ولا قليل، ولا يكلف قائله تبعات، ولا يملك

آليات. إنما الكلمات التي تجد آليات تنفيذها هي ما كانت علينا وضدنا. أما التي لنا – في الظاهر – فتجدها

فاقدة الآلية والأهلية.

مختصر القول: خطاب أوباما موضوع إنشاء يأخذ عليه الطالب " باري بن حسين "الشهير بباراك تيمناً

بباراك-.يأخذ عليه درجة امتياز. لكن ينسف الخطاب من الداخل قول أوباما: " إن علاقتنا بإسرائيل لن

تتزعزع " فهذه الكلمة نقضت بنيان خطاب أخينا ابن الحاج حسين من القواعد. فكيف يخطب ودّنا، ويعدنا

بحقوقنا، وعلاقته بمغتصب حقنا راسخة ثابتة؟ كيف نوفق؟ ولا نطيل في الكلام على كلام أوباما فالقرآن

لخّص الموقف في كلمتين: " يرضونكم بأفواههم.."

وقد عنونت روز اليوسف في عدد 6/6 لعددها: "الرئيس الصعب مأزق المسلمين" مع صورة لأوباما

استغرقت صفحة الغلاف. ثم فسرت المجلة لنا لماذا غاب مبارك عن خطاب أوباما بأنه حتى "لا تذهب

الكاميرات إليه" أي إلى الرئيس مبارك، فتركها لضيفه: "ويؤثرون"، وأما في مقال رئيس مجلس إدارة

المجلة "كرم جبر" فقد قال: أوباما دافع عن الإسلام بطريقة أفضل ألف مرة من شيوخ المسلمين. واعترض

الكاتب على كثيرين سمعهم يرفعون أيديهم إلى السماء ( بعبارته ): "اللهم أعز الإسلام بأوباما".

وفات الكاتب أن هذا الدعاء أو القول من بعض البسطاء – إن صدق – هو نتيجة لإفلاسهم من كل الزعماء!

لكن الكاتب المعترض عاد وختم مقاله بقوله: هذا الدعاء الذي ارتفع على ألسنة كثير من المسلمين الطيبين

يمكن أن يتحقق.. إذا أعز المسلمون أنفسهم.ونودع مقال الأخ كرم بعدما أفاض علينا من كرمه.

ونتجاوز مقال رئيس التحرير إلى مقال رجب المرشدي: من مارتن لوثر كنج إلى مبارك: خطابات غيّرت وجه

التاريخ. وذكر عدة خطابات من هذا اللون ومنها إعلان عرفات الدولة الفلسطينية في الجزائر، وخطاب

مبارك في المنوفية، وخطاب أوباما.

2- انتخابات لبنان: انتكاسة وطن:

يكفي تعليقاً على نتائج انتخابات لبنان قول " إسرائيل " وأمريكا: إن الانتخابات جاءت تفصيلاً على قياسنا

وهوانا. وكيف يكون الأمر كذلك وقد سارعت بعض البلدان العربية بالتهنئة؟ وتطالب إسرائيل بناءً على هذه

النتائج بجمع سلاح حزب الله! بمعنى أن تتكرر تجربة الاقتتال الداخلي الواقعة في كثير من بلاد العرب

والمسلمين! وأن يفتح لبنان أمام الاجتياح الإسرائيلي وقتما تشاء دولة الأطماع والعدوان، مثلما هو حالها

مع السلطة مثلاً.هذا كله يترتب على نتائج الانتخابات التي فرح لها البعض منّا.

هذه النتائج لا أقول انتكاسة لطرف.. لا إنما هي انتكاسة وطن، بالفعل. فكيف يعود لبنان رمز الوطن

والمواطنة إلى العصبيات والطائفيات؟ وما هذه الديموقراطية المبنيّة على الطائفية والمحاصصة؟ وهل تقبل

أمريكا أن تنزل قوائم " للهسبانك " أو " اللاتينيين " أو " الأمريكان الصينيين " أو " العرب " أو "

الأفارقة "..؟ بالطبع لا. لكن الديموقراطية المصدّرة غير المتعامل بها في بلاد المنشأ! وقد دار الحديث بعد

الانتخابات عن إنفاق قرابة مليار وربع من الدولارات في تأييد وشراء الأصوات لصالح الحريري.

وهل نسي الناس – والمسيحيون بخاصة – أيادي جعجع الملطخة بالدم؟! وهل الحريري والسنيورة هم من يمثل أهل السنة؟

أمقبول أن يقول أحد شيوخ السنة في لبنان مستغلاً تزييف الوعي باسم الدين: إذا كان التجسس لصالح

إسرائيل ضد إيران وحزب الله فلا بأس به! أي حضيض هذا ودرك أسفل يمكن أن يصل إليه خطاب مزعوم أنه خطاب ديني.

الدين وعي، وما كان ولن يكون تزييفاً للوعي أو تخديراً أو تغييباً للعقل، أو خطاباً عنصريّاً أو طائفيّاً..

اللعبة معقدة وفوق مستوى وعيكم ياهؤلاء! إن أمريكا تدعم الشيعة في العراق دعماً بلا حدود، وتدعم

المالكي الطائفي بكل ما أوتيت وتساعده في إقصاء أهل السنة. وأمريكا هي ذاتها تدعم أهل السنة في لبنان

وتضرب بهم في وجه المقاومة التي يمثلها حزب الله.

الدين فهم وليس تهييجاً للغرائز العصبية والطائفية التي تنحط بالإنسان إلى درك الحيوان!

3- قلقيلية.. سوات، مخطط واحد:

كم حذرنا من القادم في الضفة الغربية ومن القائم وها أن بعض تباشير الشرّ والشرر قد وصلت. والنذر

وافت. أخطر من كل ما هو متوقع. وكم قلنا إن القوى المستكبرة تكل المهمات القذرة إلى الأيدي القذرة من

أبناء الجلدة! فهم أقدر وأقذر! وسترون في مقبلات الأيام أن إسرائيل لا تحارب حزب الله، سيقوم بذلك

الأعراب. والهجوم القادم على غزة لن يتكرر فيه السيناريو السابق.. ستكون الطلائع عربية والدعم

اللوجستي صهيوني. وهل تذكرون أنه بعد زيارة زرداري لأمريكا بيوم انفجر الوضع في سوات وبعد زيارة

عباس لأمريكا بيوم انفجر الوضع في قلقيلية؟!

والتبرير جاهز، إنهم فئة خارجة على القانون! أي قانون؟ هذا الذي اغتالته أيديكم القذرة قائد ميدان حاول

جند الشيطان من بني إسرائيل قتله عدة مرات فنجا في كل مرة، لكن أيديكم طالته. وما قانونكم هذا الذي

يتطابق مع القانون الإسرائيلي؟ ولماذا المطلوب إسرائيلياً مطلوب عباسياً سلطوياً؟ يا جند دايتون، اللعبة

انكشفت أو هي مكشوفة. لكن الصمت العربي والأغلال التي تقيّد الجماهير تغريكم بمواصلة المسير، لكنه

مسير إلى جهنم وبئس المصير.