المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغيير تكتيكي في الموقف الأمريكي والأوروبي من حماس



د. محمد اسحق الريفي
28/06/2009, 11:47 PM
تغيير تكتيكي في الموقف الأمريكي والأوروبي من حماس

أ.د. محمد اسحق الريفي

هناك تغيير ما في الموقف الأمريكي والأوروبي من حركة حماس يقوم على أساس مبررات براغماتية تقتضيها حاجة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وهو تغيير تكتيكي محدود ولا يمثل تغييراً استراتيجياً في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.

تنظر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى حركة حماس على أنها تحول دون تسوية القضية الفلسطينية على أساس عمليتي أوسلو وأنابوليس، بسبب رفضها لشروط الرباعية الدولية، وأخطرها الاعتراف بما يسمى (إسرائيل)، إضافة إلى إسقاط حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني، والالتزام باتفاقيات أوسلو والتفاهمات والاتفاقيات الأمنية الملحقة بها. لذلك حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والاحتلال الصهيوني ترويض حركة حماس، وتقويضها، وإضعاف شعبيتها. ولكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً، فقد تعاظم التأييد الشعبي لحركة حماس، على المستوى الفلسطيني، وكذلك على المستويين العربي والإسلامي، خاصة بعد فشل الحرب الصهيونية على غزة. وتحولت حركة حماس إلى رمز للثبات والمقاومة والإباء، وعززت بجهادها ومواقفها السياسية المشرفة تيار المقاومة والممانعة ضد محاولات الهيمنة الصهيوصليبية على منطقتنا، وزرعت الأمل في نفوس أبناء الأمة بقرب التخلص من النفوذ الأمريكي في منطقتنا.

خلق ذلك كله حالة ضاغطة بشدة على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأصدقائها العرب، وبات الأمريكيون يخشون على نفوذهم ومصالحهم الاستراتيجية في منطقتنا، بسبب هذه الحالة التي لا يمكن في ظلها تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو استقرار تقتضيه المصالح الاستراتيجية الأمريكية، ما جعل الرئيس الأمريكي أوباما يضع على سلم أولويات إدارته حل النزاع الفلسطيني – الصهيوني كونه مصلحة أمريكية ضاغطة وملحة. وبما أن رفض حركة حماس لشروط الرباعية الدولية جعل الأمريكيين وحلفاءهم الأوروبيين يرفضون الاعتراف بحركة حماس والحكومة التي تتولاها، وبالتالي تعثر عملية التسوية السياسية، رأى الأمريكيون وحلفاؤهم أنه يمكن إعادة صياغة تلك الشروط بما يتيح لحركة حماس المشاركة في عملية التسوية، ويأمل الأمريكيون وحلفاؤهم في إقناع حركة حماس في مرحلة لاحقة بتغيير مواقفها وميثاقها الذي ينادي بالقضاء على (إسرائيل).

ويستند الأمريكيون وحلفاؤهم في خطتهم الرامية إلى إشراك حركة حماس في عملية التسوية على الحالتين الأيرلندية والجنوب أفريقية، حيث يرى الأمريكيون والأوروبيون أمكانية إقناع الفصائل الفلسطينية بالتخلي عن سلاحها بشكل تدريجي، خاصة أن هذه الفصائل سبق لها أن التزمت بتهدئة مرتين على الأقل.

إذاً نحن الفلسطينيين أمام حالة استدراج جديدة كتلك التي تم فيها استدراج حركة فتح إلى مستنقع التسوية السياسية، وتدويخها، وتحويلها إلى أداة للانقسام واستنزاف الشعب الفلسطيني، وأداة للتآمر على حركة حماس ومحاربة المقاومة. ووافقت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر على التحاور مع منظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت الحكومة الصهيونية بها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني، دون الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني أو أي من حقوقه المشروعة، وقد نصت على ذلك رسائل الاعتراف المتبادلة بين ياسر عرفات ويتسحق رابين، ضمن إطار اتفاقيات أوسلو المشئومة، وذلك في مقابل منح م.ت.ف. المحتلين الصهاينة حق إقامة دولة لهم على الأراضي الفلسطينية التي استولوا عليها في 1948، واعترافها بشرعية هذه الدولة المزعومة، وتعهد م.ت.ف. بإسقاط حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وحذف بنود ميثاقها التي تنادي بإزالة (إسرائيل).

لذلك فإن التغيير الذي عبر عنه أوباما في خطابه، والذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي بأشكال متعددة مؤخراً، هو مجرد تكتيك للتغلب على رفض حركة حماس لشروط الرباعية، وذلك ضمن خطة متدرجة يظن الأمريكيون والأوروبيون أنها ستؤدي إلى إقناع حركة حماس بالدخول في النفق المظلم الذي دخلته م.ت.ف. والمشاركة في عملية التسوية التي من شأنها أن تشجع أنظمة عربية على تطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال الصهيوني.

ولكن حركة حماس ليست كحركة فتح، فهي حركة إسلامية الفكر والمنهج، وهي مؤتمنة على فلسطين من بحرها إلى نهرها، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني، ولا سيما حق العودة، ولا يمكن أن تنخدع بالوعود الغربية، ولا يمكن أن تغير ميثاقها كما فعلت حركة فتح، ولا يمكن أن تلقي سلاحها وتتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ولا يمكن أن تمنح كيان الاحتلال الصهيوني شرعية تساعده في التطبيع مع العالمين العربي والإسلامي.

28/6/2009

عبد الكريم القادري
29/06/2009, 05:26 PM
أخي العزيز د محمد ان قضية فلسطين هي قضيتنا جميعا وبصراحة الغرب وامريكا لم ولن يكونوا مع العرب ضد اسرائيل. اخي هذا الجرح النازف لن تضمده الاتفاقيات ولن يعيدالحق اؤلئك الذين يمدون ايديهم في ايدي القتلة والسفاحيين. أؤلئك الذين وكما قيل وثبت عنهم لم يكتبوا حرفا عن القضية او وقفوا يوما معها انهم يبعون ويشترون فيها بل هناك من عاد ريئسا للوزراء وهو بعيدا عن القضية بل انه حليف لاؤلئك. اخي حماس مسؤلة ومؤتمنة على فلسطين ونحن ايضا مسؤولون عنها.

د. عيدة مصطفى مطلق
29/06/2009, 08:52 PM
أخي الدكتور محمد
ربما يكون التغيير الأمريكي والأوروبي تكتكياً ولكنني لا أراه يتجاوز تحسين في الخطاب اللفظي ..فقد قرف العالم من خطاب المحافظين الجدد في الحقبة البوشية البائسة.. والتي نأمل أن تكنس معها كل مخلفاتها .. بدءا ًمن المصطلح وانتهاء بالاحتلال .. أما من جانبي فأرى الخطاب الغربي لنا ما يزال استعلائياً ولكنه مغلف ببعض المفردات التي ربما اكتشفوا أنها تطرب العرب .. ويكفي أن نستحضر مشهد قادة حلف الأطلسي حين توافدوا على الكيان الصهيوني بعد مؤتمر شرم الشيخ ليطمئنوا الصهاينة بأنهم وإن أعلنوا عن تبرعات بدت سخية لإعمار غزة .. ولكنهم بالمقابل سوف ترابط بوارجهم وسفنهم في المياه الإقليمية المصرية لإحكام الطوق والحصار على كل شاردة وواردة إلى القطاع..والسيطرة على كافة منافذ البحر المتوسط .. والإطلال على البحر الأحمر ..فلا بارك الله فيهم و لا حتى في تغيرهم التكتكي .. ويبدو أنهم على قناعة بأننا شعوب فاقدة للذاكرة .. ولا أكتمك أنني مارست تغييب الذاكرة وفرحت للوهلة الأولى بزيارة كارتر والتقائه بقادة حماس في دمشق وغزة وأطربتني بعض كلماته بضرورة رفع الحصار عن غزة .. لتأتينا المفاجأة من أنه غلف دعوته تلك بشروط أسوأ من شروط الرباعية .. فتباً لهم جميعاً .. بكل اللغات ..

مع المودة

د.عيدة مصطفى مطلق قناة
اربد / الأردن

ياسر طويش
29/06/2009, 10:25 PM
أخي وحبيبي وصديقي المفدى تاج رأسي ونور وقرة عيوني

أ.د: محمد إسحق الريفي

بدون أن أقرأ مقالتك أو ردود المتداخلين






ليتكتكوا ليتكتكوا= لن يفلحوا لن يفلحوا

وسيجبنون ويهربون = ويرحلون ويغربوا

مهما هم يتلونون = كما الأفاعي تلونوا

أذنابهم أدرى بهم = دعهم إذا ليجربوا

واضحك معي اشهق أخي = هم كاذبون ويكذبوا

نهبوا لنا ثرواتنا = احتلوا العراق وأرهبوا

اغتصبوا النسا بحضور من =نفخوا بهم وتنصبوا

يتربصون نزيفنا = ودماؤنا تتصب

لاتنتظر منهم سوى = أن ينهبون وينهبوا

سندوسهم ياسيدي = فليرحلوا وليذهبوا


ياسر طويش

مصطفى عودة
29/06/2009, 10:40 PM
امريكا تغير طريقتها لاحتواء حماس بعد ان فشلت كل المحاولات السابقة على كل الاصعدة الداخلية والعربية والدولية.اقنعتهم الحرب على غزة "معركة الفرقان المنتصرة" بضرورة تجديد الاسلوب مع اطالة عمر الحصار.

قبل ايام زعلت امريكا على بناء المستوطنات بشكل علني وادانت ذلك وفي الوقت نفسه تؤيد اسرائيل وحكومتها الحالية على برنامجها السياسي خاصة في القدس التي تم التركيز عليها سكانيا وعمرانيا،طبعا بالتهجير والهدم وعدم اعطاء الرخص للبناء،اذ لا يستطيع المقدسي ان يضيف طوبة في بيته ولا ان يحمل اي سلعة يشتريها من اي مدينة فلسطينية فيما يسمى بالضفة لغربية.

اوباما ومؤسسته وادارته الحاكمة لا يمكن ان تخفف الضغط عن حماس وحكومة حماس الا اذا اثبتت كل يوم انها اقوى من كل الموجودين على الساحة الفلسطينية ،ثم بطول نفس وبدائل المعالجات للاحداث خاصة التي تظلم فيها الحركة ومنتسبيها،والاهم من هذا تبني دولة عربية لمفهوم وفكر حماس في ادارة الدولة" نظام حكم اسلامي" خاصة في مصر،او بقبول حماس صفقة مع امريكا من تحت الطاولة تنسحب بموجبها القوات الاسرائيلية من الضفة الغربية،او ان تسقط الجماهير الخيارات الاوسلوية في الانتخابات القادمة بنسبة ساحقة مع دعم عربي قوي في هذا الاتجاه متجاوزة ما يسمى بدول الاعتدال،او ان تعمل حماس على عودة التيار الجهادي لفتح بان تتبناه ماليا وعسكريا للي ذراع لوبي التسوية المذلة.

خيارات متعددة نحن الفاعلون فيها وليس امريكا.

محمد خطاب سويدان
30/06/2009, 09:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
العالم الغربي هذا الذئب المتخفي بجلد الحمل الوديع ، والحقيقة انه طويل النفس بالتعامل مع اي موضوع يريدة ، يهجم فاذا فشل يتراجع ويخطط للهجوم من جديد بطرق شتي ومختلفة يهادن يناور ، يبعث برسله ويفاوض ليحصل علي تنازل ولو كان بسيطا ، ثم يتابع بين ابراز وجهه الكالح تارة ، واظهار قناعه الكاذب تارة اخري ، اصبحت حماس بعد الحرب الاخيرة علي غزة حجر العثرة امام كل تسوية في المنطقة ، فقد اثيتت الحرب ان دولة الصهاينة دولة تقهر وتغلب رغم امتلاكها لجيش مجهز باحدث الاسلحة وباحدث المعدات العسكرية ، كما اثبتت ان الاجندة الامريكية الاسرائيلية غير قابلة للتنفيذ بوجود من يتبني المقاومة لا الاستسلام تحت شعار السلام خيار استراتيجي ، ولا زالت روح المقاومة وثقافتها متواجدة في العالم العربي بين ابنائها ولم تمت كما يحاول بعض حكامنا ان يصوروه لنا تحت شعار التطبيع الي الحد الذي ارسل فيه رئيس دولة عربية التهنئة لدولة الصهاينة في ذكري يوم النكبة ، فكانت النكبة الثانية في نفس اليوم والتاريخ ،
مادام المقاوم العربي المسلم يحمل في قلبه القران الكريم فهو خير منهاج للتعامل مع مكر اليهود والنصاري ، فلن يرضوا عنا حتي نتبع ملتهم ن ونحن نطلب رضا الله في الدنيا ةالاخرة .
د . محمد خطاب سويدان