المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضعف آدم تجلى في اسمه، وقوته كمنت في ضعفه



أبو مسلم العرابلي
30/06/2009, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
آدم عليه السلام أبو البشرية كلها،
اسمه جاء من أديم جلده،
فقد سمي آدم من أول يوم خلق فيه،
قبل أن يقوم بأي عمل يوصف به، فيكون هذا الوصف اسمًا له،
فسمي بآدم بما تميز به، واختص به دون غيره، فكان اسمًا على مسمى
فهو صاحب الجلد اللين الضعيف، خلافًا لباقي ما خلق الله من الدواب في الأرض،
وكأن هذا الضعف الذي تميز به آدم وورَّثه لذريته من بعده تمثَل في ضعف جلده،
وهو سبب كل نعمة تمتع بها الإنسان 00
فلولا هذا الضعف لما صنع الإنسان الملابس لتحمي جلده من حر الشمس في الصيف، أو من البرد في الشتاء،
ولما اتخذ بيتًا يأوي إليه خشيةً من أن يؤخذ وهو غافل،
ولما اتخذ سلاحًا ليدفع به الضرر عن نفسه،
ولما دجَّن الحيوانات ليتخذ من صوفها، وشعرها، ووبرها أثاثًا ولباسًا،
ومن لحمها ولبنها طعامًا،
ومن قوتها معينًا له في الحراثة والعمل، وفي الركوب والحمل، وفي الترحال والسفر،
لتحمله على ظهرها إلى بلد لم يكن ليصله إلا بشق الأنفس،
ولما زرع ليأكل، ويدخر من طعامه لوقت الحاجة 00
لقد كان في الجنة يأتيه رزقه بلا عمل،
أما في الأرض فحتى يحصل على رغيف الخبز تعلم الكثير والكثير 00 فلا يحصل عليه إلا بكد وتعب،
فاحتاج إلى حراثة الأرض، وتسميدها، وصنع الأدوات لذلك،
ودجن الحيوانات وروضها على فعل ذلك،
وتعلم حساب الأيام والأشهر والسنين، ليعرف متى يبذر حتى لا يضيع تعبه، ويجوع عياله،
ثم يبذر، ويسقي، ويحرس، وينتظر، واخترع من الآلات ما يعينه على البذر والسقاية،
ثم يحصد، ويجمع الحصاد، فاستحدث الآلات التي تعينه على الحصاد، وجمع الثمار،
ثم يدرس، ويذري، وينقل ويحفظ، ولكل منها أدواته وآلاته، التي تقصر العمل، وتخفف التعب،
ثم يطحن، ثم يعجن، ويخمر، ثم يقطع، ثم يبسط القطع، ثم يشعل النار ويخبز، ولكلٍ مستحدثات أوجدها،
وأخيرًا بعد 00000000000 رحلة طويلة 00 وأيام مديدة 000 وبعد مشاركة الطير والدواب والناس له بالحلال وبالحرام 00000 تنتهي الرحلة برغيف خبز0
كيف حال آدم عليه السلام، وهو يقارن نعيم الجنة بلا كد ولا تعب، وحاله في الدنيا وشقاء طلب الرزق فيها؟!
ضعف الإنسان ابتداء بآدم عليه السلام ثم توارثته ذريته من بعده 000
جعل حاجاته لا حد لها تنتهي عنده، كلما حقق الإنسان شيئًا طمع بما فوقه،
حتى أوصله ذلك إلى التفكير في غزو الفضاء واستعمار الكون000
لقد جسد اسم أبينا آدم عليه السلام ضعف الإنسان،
وكان أول ضعفه نسيانه وصية ربه، وتحذيره له من الشيطان، ومن شقاء الحياة خارج الجنة، (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) طه،
وطمأنه ربه على نفسه ورزقه في الجنة، (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه،
فدخل الشيطان عليه من خوفه على حياته ودوام رزقه، (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120) طه0
هل نحن أكثر اطمئنانًا من أبينا آدم عليه السلام ؟!
وهل كل ما استحدثه الإنسان من آلات وأدوات ووسائل أنست الإنسان ضعفه؟!
لقد وهبنا الله عز وجل عقولاً لتجعل من ضعفنا سبيلاً لقوتنا، وسد الثغرات علينا،
لكنها مع محدوديتها إذا ما قورنت مع بقية ما خلق الله تعالى في الأرض كانت كبيرة، وكرمت الإنسان، ورفعته عليها درجات كثيرة،
وصلى الله عليه وسلم على أبينا آدم، وجميع الأنبياء والمرسلين من ذريته،
وثبتنا الله تعالى حتى نلقاه وهو راض عنا، فنجد عنده الأمان الذي لا خوف بعده، والرزق الذي لا نفاد له، إنه رجاءنا، وطلب رضاه غاية مطلبنا ....

أبو مُسْلم/ عبد المجيد العَرَابْلِي.

حفناوى احمد
01/09/2009, 09:38 AM
شكرا لك أستاذى أبو مسلم على هذه المعلومات ... ولكنى أرغب أكثر فى أن تأتينى بكل ما هو غريب حتى أتعلم منك وشكرا لك........ فى أمان الله

أبو مسلم العرابلي
04/09/2009, 03:35 PM
شكرا لك أستاذى أبو مسلم على هذه المعلومات ... ولكنى أرغب أكثر فى أن تأتينى بكل ما هو غريب حتى أتعلم منك وشكرا لك........ فى أمان الله


ولكم الشكر وبارك الله فيكم
وتقبل الله طاعتكم
وكل عام وانتم بخير

ريمه الخاني
16/11/2009, 04:00 PM
حقيقة حقائق وتاولات لم نعرفها من قبل
لك شكري وامتناني
تحية

أبو مسلم العرابلي
20/11/2009, 08:29 AM
حقيقة حقائق وتاولات لم نعرفها من قبل
لك شكري وامتناني
تحية

بارك الله فيك وفي مرورك
وزادك الله عز وجل من علمه وفضله