محمد فتحي المقداد
01/07/2009, 02:07 AM
أغنية للتاريخ
تشدو المطربة فيروز المتألقة وتشدو معها الارواح وترقص القلوب
طربا وتنتشي شغاف القلب على دندنتها وصوتها الناعم الذي يجيء
كهمس الحبيبة ليبث عطر الكلام والالحان فيعبق المكان .
ولكن تفرد أغنية – عالروزانا عالروزانا – ومن العجيب أنني لم
أكن أعرف عن أي شيء تغني وما هو المقصود – بالروزانا –
حتى شاءت الصدف أن أرسل رسالة لصديق من أبو ظبي
التي كنت أعمل فيها .
حيث أنني كنت قد سألته على سبيل التعجيز واللامبالاة عن معنى
الروزانا التي تغني عليها فيروز, وكانت المفاجأة بعد أن وصلني
الرد من صديقي .
فقد كانت الأغنية تاريخية وتحكي عن حقبة الاستعمار الفرنسي
لسورية ولبنان .
وفي إبان ثلاثينيات القرن الماضي حصلت إنتفاضة في بيروت
على ممارسات الاستعمار وكانت أغنية فيروز محاكاة رائعة
لتلك الأحداث .
فعندما تقول – عالروزانا عالروزانا – والروزانا هي فرقاطة
حربية في الاسطول الفرنسي الاستعماري الذي كان مرابطا قبالة
ميناء بيروت في البحر المتوسط .
وحين تقول : - كل الهنا فيها – كان الناس الفقراء في بيروت
يذهبون للميناء ويعطيهم الجنود هناك مما يفيض عن حاجتهم من
الطعام .
وكذلك حين تقول : - وش عملت الروزانا الله يجازيها- نعم الله
يجزيها على مافعلت في بيروت من قصف المدنيين الآمنين العزل
بمدافعها وقنابلها وحمهها الغاضبة .
وتقول كذلك : - يارايحين على حلب حبي معاكم راح يامحملين العنب تحت العنب تفاح – هنا تأتي أهمية تلازم منظومة بلاد الشام
ذات الإقليم الجغرافي والسكاني والاقتصادي المتكامل .
فأثناء حصار بيروت كان التجار يأتون بالمواد التموينية والبضائع
والحاجات من الشام وحلب , وهو تلازم نضالي رائع لايمكن
فصل عراه المتينة نهائيا رغم الظروف التي أدت الى كراهية
أذكتها السياسات المرتبطة بالخارج ( الطابور الخامس ) .
والله إن القلب ليتفطر ألما وحزنا عند اجتياز الحدود من دولة
لأخرى من دول بلاد الشام , جوازات سفر ورسوم وطول انتظار
وتحقيق الى أين ستذهب .
وهذا يثبت صحة المقولة ( شعب واحد في بلدين )
بصرى الشام 25-6-2009
تشدو المطربة فيروز المتألقة وتشدو معها الارواح وترقص القلوب
طربا وتنتشي شغاف القلب على دندنتها وصوتها الناعم الذي يجيء
كهمس الحبيبة ليبث عطر الكلام والالحان فيعبق المكان .
ولكن تفرد أغنية – عالروزانا عالروزانا – ومن العجيب أنني لم
أكن أعرف عن أي شيء تغني وما هو المقصود – بالروزانا –
حتى شاءت الصدف أن أرسل رسالة لصديق من أبو ظبي
التي كنت أعمل فيها .
حيث أنني كنت قد سألته على سبيل التعجيز واللامبالاة عن معنى
الروزانا التي تغني عليها فيروز, وكانت المفاجأة بعد أن وصلني
الرد من صديقي .
فقد كانت الأغنية تاريخية وتحكي عن حقبة الاستعمار الفرنسي
لسورية ولبنان .
وفي إبان ثلاثينيات القرن الماضي حصلت إنتفاضة في بيروت
على ممارسات الاستعمار وكانت أغنية فيروز محاكاة رائعة
لتلك الأحداث .
فعندما تقول – عالروزانا عالروزانا – والروزانا هي فرقاطة
حربية في الاسطول الفرنسي الاستعماري الذي كان مرابطا قبالة
ميناء بيروت في البحر المتوسط .
وحين تقول : - كل الهنا فيها – كان الناس الفقراء في بيروت
يذهبون للميناء ويعطيهم الجنود هناك مما يفيض عن حاجتهم من
الطعام .
وكذلك حين تقول : - وش عملت الروزانا الله يجازيها- نعم الله
يجزيها على مافعلت في بيروت من قصف المدنيين الآمنين العزل
بمدافعها وقنابلها وحمهها الغاضبة .
وتقول كذلك : - يارايحين على حلب حبي معاكم راح يامحملين العنب تحت العنب تفاح – هنا تأتي أهمية تلازم منظومة بلاد الشام
ذات الإقليم الجغرافي والسكاني والاقتصادي المتكامل .
فأثناء حصار بيروت كان التجار يأتون بالمواد التموينية والبضائع
والحاجات من الشام وحلب , وهو تلازم نضالي رائع لايمكن
فصل عراه المتينة نهائيا رغم الظروف التي أدت الى كراهية
أذكتها السياسات المرتبطة بالخارج ( الطابور الخامس ) .
والله إن القلب ليتفطر ألما وحزنا عند اجتياز الحدود من دولة
لأخرى من دول بلاد الشام , جوازات سفر ورسوم وطول انتظار
وتحقيق الى أين ستذهب .
وهذا يثبت صحة المقولة ( شعب واحد في بلدين )
بصرى الشام 25-6-2009