المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رياضة المصارعة او صراع الاحبة



نعمان عبد الغني
02/07/2009, 12:00 AM
رياضة المصارعة او صراع الاحبة
بقلم الأستاذ:نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
يبدو بأن التفكير السقيم لإدارة أمريكيا للسلام وللحروب مع خصومها قد انتقل لمظاهر شتى في الحياة الأمريكية، منها طريقتها في المصارعة الأمريكية، التي لا تسير على أي قانون رياضي يقيدها .
المصارعة: من أقدم الرياضات، نشأت مع بداية الخليقة ثم تطورت وأصبحت فناً له أصول وقواعد خاصة به وتطلب المصارعة البنيان الجسماني القوي.
الأيكيدو: أيضًا من رياضات الدفاع عن النفس التي يمكن استعمالها في القضاء على خصم مسلح أو غير مسلح، وهي رياضة يابانية الأصل وكلمة إيكيدو تعني تناسقاً بين العقل والجسم وحركات اللاعب والخصم.
لهذا نرى المصارعة الأمريكية تبيح للمتخاصمين استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في التغلب على الآخر، وهي طريقة لا نظير لها في العالم. فالمصارعة كغيرها من الألعاب الرياضية تهدف إلى تقوية الروح والجسد للرياضيين ونشر المحبة بين الأفراد والجماعات. إلاّ مصارعة العم سام فهي تهدف إلى القضاء على الآخرين بكل الوسائل الممكنة.
حث الإسلام على أن يكون المسلم قوى البدن وقد ورد ذلك فىأحاديث كثيرة رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الإسلام حدد ممارسة الرياضة بشروط أهمها :ألا تكون مسببة لأضرار جسدية أو نفسية تؤذى الممارس لها, وألا يشوبها أى شبهة كرهان محرم ,وأن تكون بنية الترفيه واللهو المباح ,وإليك ما ورد فى فتوى لفضيلة "الشيخ أحمد الشرباصى "رحمه الله يوضح فيها حكم ممارسة رياضة المصارعة:
إذا كانت المصارعة نوعًا من الهجوم الفوضوي والاعتداء الهمجي الذي لا يخضع لقانون أو نظام، وكانت تؤدي إلى عاهات أو إصابات، فهي بلا شك حرام شرعًا؛ لأن الضرر يُزال، ودَرْءُ المفاسد مُقَدَّمٌ على جلْبِ المنافع. ولكن المصارعة إذا كانت نوعًا من التمرين الرياضي، وعرضًا لألوان الدفاع عن النفس لكل أعْزَلَ من السلاح، وفي حدود الهدف الرياضي البريء، وخضعت لقانون ضابط حاكم، ونظام يَبعُد بها عن الفوضى والعدوان ويَحُولُ بينها وبين ما يتعرض له المصارعون المندفعون من أخطار وعاهات، فإنها تجوز شرعًا.
وقد ورد في سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يصحُّ أن يكون شاهدًا على جوازها.
فقد رُوي أنه لما نزل قول الله ـ تبارك وتعالى ـ في وصف النار: (وما أدْرَاكَ ما سَقَر. لا تُبْقِى ولا تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ . عليها تِسْعَةَ عَشَرَ) المدثر: 27-30. جاء رجل من الكافرين اسمه: أبو الأشد كلدة بن أسيد بن خلف الجمحي، وجعل يستهزئ بالقرآن الكريم، ويقول: يزعم مُحمَّد أن جنود ربه التي يُخوِّفكم بهم تسعة عشر، وأنتم الناس.
ثم قال معجبًا مغترًّا بقوته: اكفوني منهم اثنين، وأنا أكفيكم سبعة عشر، وكان قد بلغ من شدته ـ فيما زعموا ـ أنه كان يَقف على جلد البقرة، ويجاذبه عشرة رجال لينتزعوه من تحت قدميه فيتمزق الجلد ولا يتزحزح عنه. وبلغ من تبجحه أنه أرسل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعوه إلى المصارعة ويتحداه، وقال للرسول: إن صرعتني آمنت بك.
واستجاب الرسول لدعوته، وأراد أن يُخزيه في تحدِّيه، فصارعَه فصرعَه رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرارًا، ومع ذلك لم يؤمن عنادًا وكبرياء.
وكذلك كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف أشدَّ قريش، وأقواها، ولقد خلا يومًا ـ وهو كافر ـ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض شعاب مكة، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا ركانة، ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه؟ قال: إني لو أعلم أن الذي تقول حقٌّ لاتَّبعتُك، فقال له الرسول:
أفرأيت إن صرعتُك أتعلم أن ما أقوله حق؟ قال ركانة: نعم. فقال النبي: فقم حتى أصارعك، فقام إليه ركانة فصارعه، فبطش به الرسول وأضجعه وهو لا يملك من أمر نفسه شيئًا ثم قال ركانة :عُدْ يا محمد... فعاد الرسول فصرعه مرة أخرى... ومع ذلك عاند ركانة ولم يُسلم، ورجع إلى قومه يقول لهم: يا بني عبد مناف، ساحِرُوا بصاحبكم أهل الأرض، فوالله ما رأيت أسحر منه قط. ثم أخبرهم بما حدث. وبعد حين فكَّر ركانة في أمر الإسلام وأمْر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرح الله صدره للإيمان وأقلع عن عناده وكبريائه.
وأسلم في غزوة فتح مكة، وأصبح أحد صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وروى عن النبي بعض الأحاديث، ومنها قول الرسول: "إن لكل دين خلقًا، وخلق هذا الدين الحياء".
هاتان الحادثتان المَرْوِيَّتَانِ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تَدُلاَّنِ على أن المصارعة ـ في حدود النظام والتدريب الرياضي السليم ـ أمر لا يمنعه الدين ولا تُحرِّمه الشريعة؛ لأنه لو كان ذلك حرامًا لما فعله النبي؛ لأنه قدوة للمؤمنين.
المصارعة من الرياضات التي مارسها الإنسان منذ القدم . وقد أجاد النبي r هذه الرياضة، وقد ثبت ما روي عنه أنه صارع أعرابياً يدعى " ركانة " كان مشهوراً بقوته وكان قد تحدى النبي r، فصرعه النبي r ثلاث مرات.
وعن فوائد المصارعة الصحية يرى مختار سالم أنها رياضة تؤدي إلى زيادة تنمية عناصر القوة والسرعة والتحمل والرشاقة، كما أنّ الأداء الناجح لحركاتها يعمل على تنمية الكفاءة الوظيفية للمستقبلات الحسية، وتتكيف العضلات أثناء التدريب على العمل في ظروف إنتاج الطاقة لا هوائياً، إذ أنه لا يمكن سداد جميع احتياجات البدن من الأوكسجين أثناء المصارعة والذي تزداد الحاجة إليه بالعمل العضلي الثابت الذي تتكرر فيه عملية كتم النفس فيتكون عند المتدرب ما يسمى بالدين الأوكسجيني.
وتزداد سرعة القلب وقت الخطفات إلى حدّ كبير ويرتفع الضغط الدموي ومقدار كريات الدم الحمراء والخضاب أثناء التدريب والمباريات، ويرتفع أيضاً سكر الدم وحامض اللبن الذي يصل تركيزه في الدم إلى أكثر من 13 ملغ٪ فيها كل من المتصارعين إيذاء الآخر والإضرار به. فإن المجلس يرى فيها عملا مشابها تمام المشابهة للملاكمة المذكورة وإن اختلفت الصورة، لأن جميع المحاذير الشرعية التي أشير إليها في الملاكمة موجودة في المصارعة الحرة التي تجرى على طريقة المبارزة وتأخذ حكمها في التحريم. وأما الأنواع الأخرى من المصارعة التي تمارس لمحض الرياضة البدنية.
نعمان عبد الغني