د.مسلم المياح
02/07/2009, 10:11 AM
مناجاة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليـه السلام)
غزاي درع الطائي
سيدي يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب (عليك سلام الله ) : لقد تأمَّلت في الدنيا وما فيها ، وقلَّبت شؤونها وشجونها على الجهات الست ، وقلت وأنت ترى ما ترى فيها من إقبال وإدبار ( من الخفيف ) :
هي حالان ِ شدَّةٌ ورخــاءُ
وسجالان ِ : نعمةٌ وبــلاءُ
والفتى الحاذقُ الأريبُ إذا ما
خانهُ الدَّهرُ لم يخنْهُ عــزاءُ
إذن فهما حالان وسجالان ، والفتى الحاذق الأريب يظفر بالرخاء والنعمة ويتملَّص من الشدة والبلاء ، وإذا ما ضاقت الدنيا لهذا السبب أو ذاك ، فالصبر هو ما يتوجَّب الإرتكاز عليه ( من البسيط ) :
اصبرْ قليلاً فبعد الصَّبر ِ تيسيرُ
وكلُّ أمر ٍ لهُ وقــتٌ وتدبيرُ
وللمهيمن ِ في حالاتِنا نظـرٌ
وفوق تقديرِنا للهِ تقديـــرُ
أجل ، ( وفوق تقديرنا لله تقدير ) ، وهل هناك تقدير فوق تقدير العزيز القدير ، إن الله هو القادر سبحانه وهو العزيز الجبار المتكبر ، لا إله إلا هو ، بيده الملك وهو على كل شيء قدير .
وفتحتَ عينك يا أبا الحسن ، ونظرتَ إلى الناس ، وصحتَ صيحتكَ التي أرى أن أصداءها ما زالت تتردَّد في كل مكان ( من البسيط ) :
ما أكثرَ النّاسَ لا بل مـــا أقلَّهُمُ
اللهُ يعلمُ أنّي لم أقلْ فنـــداً
إنّي لأفتحُ عيني حين أفتحُهــا
على كثير ٍ ولكنْ لا أرى أحدا
ولو عدتَ إلى الدنيا اليوم يا أبا الحسن ونظرت إلى الناس لقلت ذات الكلام الذي قلته ، فنحن اليوم نفتح عيوننا على الكثير الكثير ولكن لا نرى أحدا ، ولو بحثنا عن الأسباب ، لانبثق أمامنا بيتك الرائع الآتي ( من الوافر ) :
فلا الدنيــا بباقيةٍ لحيٍّ
ولا حيٌّ على الدنيا بباق ِ
أما الأموال التي نجمعها ، والدور التي نبنيها ، فهي ليست لنا ، إنها كما قلتَ ( من البسيط ) :
أموالُنا لذوي الميراثِ نجمعُها
ودورُنا لخرابِ الدَّهر ِ نبنيها
وإذا كان المثل السائر يقول ( ألف صديق ولا عدو واحد ) ، فإنك يا أبا الحسن قلت ( من الطويل ) :
وليس كثيراً ألفُ خلٍّ وصاحبٍ
وإنَّ عدوّاً واحــــداً لكثيرُ
وكم هو رائع أن ينضم ذلك ( الواحد ) إلى تلك ( الألف ) ليعيش الناس أخلاءَ وأصحابا بلا عداوات .
ولقد قلت يا أبا الحسن قبل ما يقرب من ( 1400 ) سنة هجرية بيتا لا
يُنسى ، هو ( من البسيط ) :
ليس البليَّةَ في أيامِنا عجـــبٌ
بل السلامةُ فيها أعجبُ العجبِ
فهذا البيت يقوله اليوم كل عراقي ، فالناس في العراق اليوم يبحثون عن الأمن والأمان ، ويبحثون عن السلامة ، سلامة الوطن والناس والأهل والعائلة والنفس ، بعد أن أصبحت ( البليَّة ) تمشي بين الناس في الأسواق والطرقات والأحياء السكنية ودوائر الدولة ودور العبادة والمدارس والجامعات وكل مكان .
وإذا كان الناس هنا وهناك يتفاخرون بالأنساب ، فإن لك رأيا آخر في هذا الموضوع ، أنارته لنا أبياتك الآتية ( من الرمل ) :
أيها الفاخرُ جهلاً بالنَّســـبْ
إنما النّـــــاسُ لأمٍّ ولأبْ
هل تراهم خُلقوا مــن فضَّةٍ
أم حديدٍ أم نحاسٍ أم ذهــبْ
بل تراهم خُلقوا مـــن طينةٍ
هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعصبْ
إنما الفخرُ لعقلٍ ثابــــتٍ
وحياءٍ وعفــــافٍ وأدبْ
وعدت لتقول ( من الطويل ) :
لعمرُكَ ما الإنســــانُ إلا بدينِهِ
فلا تتركِ التَّقوى اتِّكالاً على النَّسبْ
فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فــارس ٍ
وقد وضعَ الشِّركُ الشَّريفَ أبا لهبْ
سلامٌ عليك أبدا سيدي يا أمير المؤمنين .
غزاي درع الطائي
سيدي يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب (عليك سلام الله ) : لقد تأمَّلت في الدنيا وما فيها ، وقلَّبت شؤونها وشجونها على الجهات الست ، وقلت وأنت ترى ما ترى فيها من إقبال وإدبار ( من الخفيف ) :
هي حالان ِ شدَّةٌ ورخــاءُ
وسجالان ِ : نعمةٌ وبــلاءُ
والفتى الحاذقُ الأريبُ إذا ما
خانهُ الدَّهرُ لم يخنْهُ عــزاءُ
إذن فهما حالان وسجالان ، والفتى الحاذق الأريب يظفر بالرخاء والنعمة ويتملَّص من الشدة والبلاء ، وإذا ما ضاقت الدنيا لهذا السبب أو ذاك ، فالصبر هو ما يتوجَّب الإرتكاز عليه ( من البسيط ) :
اصبرْ قليلاً فبعد الصَّبر ِ تيسيرُ
وكلُّ أمر ٍ لهُ وقــتٌ وتدبيرُ
وللمهيمن ِ في حالاتِنا نظـرٌ
وفوق تقديرِنا للهِ تقديـــرُ
أجل ، ( وفوق تقديرنا لله تقدير ) ، وهل هناك تقدير فوق تقدير العزيز القدير ، إن الله هو القادر سبحانه وهو العزيز الجبار المتكبر ، لا إله إلا هو ، بيده الملك وهو على كل شيء قدير .
وفتحتَ عينك يا أبا الحسن ، ونظرتَ إلى الناس ، وصحتَ صيحتكَ التي أرى أن أصداءها ما زالت تتردَّد في كل مكان ( من البسيط ) :
ما أكثرَ النّاسَ لا بل مـــا أقلَّهُمُ
اللهُ يعلمُ أنّي لم أقلْ فنـــداً
إنّي لأفتحُ عيني حين أفتحُهــا
على كثير ٍ ولكنْ لا أرى أحدا
ولو عدتَ إلى الدنيا اليوم يا أبا الحسن ونظرت إلى الناس لقلت ذات الكلام الذي قلته ، فنحن اليوم نفتح عيوننا على الكثير الكثير ولكن لا نرى أحدا ، ولو بحثنا عن الأسباب ، لانبثق أمامنا بيتك الرائع الآتي ( من الوافر ) :
فلا الدنيــا بباقيةٍ لحيٍّ
ولا حيٌّ على الدنيا بباق ِ
أما الأموال التي نجمعها ، والدور التي نبنيها ، فهي ليست لنا ، إنها كما قلتَ ( من البسيط ) :
أموالُنا لذوي الميراثِ نجمعُها
ودورُنا لخرابِ الدَّهر ِ نبنيها
وإذا كان المثل السائر يقول ( ألف صديق ولا عدو واحد ) ، فإنك يا أبا الحسن قلت ( من الطويل ) :
وليس كثيراً ألفُ خلٍّ وصاحبٍ
وإنَّ عدوّاً واحــــداً لكثيرُ
وكم هو رائع أن ينضم ذلك ( الواحد ) إلى تلك ( الألف ) ليعيش الناس أخلاءَ وأصحابا بلا عداوات .
ولقد قلت يا أبا الحسن قبل ما يقرب من ( 1400 ) سنة هجرية بيتا لا
يُنسى ، هو ( من البسيط ) :
ليس البليَّةَ في أيامِنا عجـــبٌ
بل السلامةُ فيها أعجبُ العجبِ
فهذا البيت يقوله اليوم كل عراقي ، فالناس في العراق اليوم يبحثون عن الأمن والأمان ، ويبحثون عن السلامة ، سلامة الوطن والناس والأهل والعائلة والنفس ، بعد أن أصبحت ( البليَّة ) تمشي بين الناس في الأسواق والطرقات والأحياء السكنية ودوائر الدولة ودور العبادة والمدارس والجامعات وكل مكان .
وإذا كان الناس هنا وهناك يتفاخرون بالأنساب ، فإن لك رأيا آخر في هذا الموضوع ، أنارته لنا أبياتك الآتية ( من الرمل ) :
أيها الفاخرُ جهلاً بالنَّســـبْ
إنما النّـــــاسُ لأمٍّ ولأبْ
هل تراهم خُلقوا مــن فضَّةٍ
أم حديدٍ أم نحاسٍ أم ذهــبْ
بل تراهم خُلقوا مـــن طينةٍ
هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعصبْ
إنما الفخرُ لعقلٍ ثابــــتٍ
وحياءٍ وعفــــافٍ وأدبْ
وعدت لتقول ( من الطويل ) :
لعمرُكَ ما الإنســــانُ إلا بدينِهِ
فلا تتركِ التَّقوى اتِّكالاً على النَّسبْ
فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فــارس ٍ
وقد وضعَ الشِّركُ الشَّريفَ أبا لهبْ
سلامٌ عليك أبدا سيدي يا أمير المؤمنين .