المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات في الجَعْجَعَة والعَجْعَجَة



منذر أبو هواش
16/01/2007, 12:51 PM
تأملات في الجَعْجَعَة والعَجْعَجَة
يقول المثل العربي: (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا)، والمعنى: (اسمع صوت الرحى ولا أرى دقيقا). ويضرب هذا المثل في سماع جلبة لا يعقبها نفع، وفي الجبان يوعد ولا يوقع، والبخيل يعد ولا يفي.

والجعجعة في اللغة صوت الرحى، وتطلق أيضاً بمعنى الحبس والتضييق، كما في كتاب أبن زياد: جعجع بالحسين رضي الله عنه! إلى غير ذلك.

وفي بلادنا الشام يقولون: (لا تجعجع ع الفاضي)، والمعنى: لا تتكلم كلاما فارغا لا يسمن ولا يغني من جوع، ورأيي أن فيها (الجعجعة) قلبا مكانيا (الاشتقاق الكبير)، وأن أصلها (عَجْعَجَة) وهي لغة عرف بها عرب قضاعة الذين يجعلون الياء المشدَّدة جيماً، فيقولون (تميمِجّ‏) بدلا من (تميميّ)، كقولهم: (المطعمون اللحم بالعشجّ)، وقد سهل إبدال الياء بالجيم اتحادهم في المخرج وهو الغار (تجويف الفم) وكونهما مجهورين والفارق بينهما أن الجيم انفجاري احتكاكي والياء لينة.

ونظرا لصعوبة فهم كلام عرب قضاعة من قبل العرب الآخرين، فقد ارتبط معنى (العجعجة) بالكلام الفارغ وغير المفهوم، ثم انسحبت هذه اللفظة على كل كلام غير مفهوم أو فارغ من المحتوى، ثم انقلبت اللفظة مكانيا بعد ذلك إلى (جعجعة).

ومن العجيب الغريب أنك تجد عكس هذه الظاهرة (العَجْعَجَة) في (العَيْعَيَة)، وهي لهجة معظم سكان دول الخليج، حيث يتم فيها إبدال الجيم ياء فيقال صهريّ بدل صهريج، ودياية بدل دجاجة.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

بنت الشهباء
16/01/2007, 02:19 PM
أستاذنا الفاضل
منذر أبو هواش

جزاكَ الله خيرًا على ما نثرته لنا من
تأملات في الجَعْجَعَة والعَجْعَجَة

وللعلم يا أستاذنا فإن كلمة جعْجَعَة يرددها كثير من أهل حلب
وكنت أظن بأنها كلمة عامية
حتى إن كلمة : عَجْعَجَة
تردد فيما بيننا كثيرا
وخاصة حين نقول :
عجعج المكان بالتراب

لكَ جزيل الشكر والاحترام أستاذنا الكريم

منذر أبو هواش
16/01/2007, 06:14 PM
الجعجعة والعجعجة في المعجم
الأخت أمينة يحفظها الله،

شكرا لمتابعتك. والحقيقة أن كلمة جَعْجَعَة وعَجْعَجَة كلتاهما فصيحتان، وليستا عاميتين، وإنما أحببت أن ألقي بعض الضوء على تقاربهما الصوتي والدلالي.

وقد تستغربين إذا علمت أن كلمة الجعجاع في اللغة تعني الأرض والطين والتراب، بينما العجاج يعني الغبار، وهذا يثبت أن عبارة (عجعج المكان بالتراب) من أصل فصيح، علما بأن هذه الكلمات لا تخص حلب الشهباء فقط، وإنما هي تستخدم في معظم بلاد الشام، إن لم يكن في معظم بلاد العرب.

وللفائدة أدرج بأدناه بعض ما ورد في معجم لسان العرب من معان لهذه الكلمات.

ودمت بخير

منذر أبو هواش


عجج: عَجَّ يَعِجُّ ويَعَجُّ عَجّاً وعجيجاً، وضجَّ يَضِجُّ: رفع صوته وصاحَ؛ وقيَّده في التهذيب فقال: بالدعاءِ والاستغاثة. وفي الحديث: أَفضل الحجّ العَجُّ والثَّجُّ؛ العجُّ: رفع الصوت بالتَّلْبيَة، والثَّجُّ: صَبُّ الدم، وسَيَلان دماء الهَدْيِ؛ يعني الذبح؛ ومنه الحديث: أَن جبريل أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: كن عَجَّاجاً ثَجَّاجاً. وفي الحديث: من قتل عُصْفُوراً عَبَثاً عَجَّ إِلى الله تعالى يوم القيامة.

وعَجَّةُ القوم وعَجِيجُهم: صِياحُهم وجَلَبتهم؛ وفي الحديث: من وحَّد الله تعالى في عَجَّتِه وجبتْ له الجنة، أَي من وحَّده عَلانِيَة برفع صوته. ورجل عاجٌّ وعَجْعاجٌ وعَجَّاجٌ: صيّاح، والأُنثى بالهاء؛ قال: قَلْبٌ تَعَلَّقَ فَيْلَقاً هَوْجَلاً، عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَأَلاَّ، لَتُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلاَّ اللحياني: رجل عَجْعاجٌ بَجْباجٌ إِذا كان صَيَّاحاً. وعَجْعَجَ: صوَّت؛ ومضاعفته دليل على تكريره. البعير يَعِجُّ في هَديره. عَجّاً وعَجِيجاً: يُصَوِّت. ويُعَجْعِجُ: يردِّد عَجِيجَه ويُكَرِّرُه؛ قال أَبو محمد الحذلمي: وقَرَّبُوا لِلْبَينِ والتَّقَضِّي *** من كلِّ عَجَّاجٍ تَرَى للْغَرْضِ *** خَلْفَ رَحَى حَيزُومه كالغَمْضِ. الغمض: المطمئن من الأَرض. وعَجَّ: صاح. وجَعَّ: أَكل الطِّين. وعَجَّ الماءُ يَعِجُّ عَجيجاً وعَجْعَجَ، كلاهما: صوَّت؛ قال أَبو ذؤَيب: لكُلِّ مَسيلٍ منْ تِهَامَةَ، بعدما *** تَقَطَّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجيجُ. وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: بأَوْسَعَ، منْ كَفِّ المُهاجِرِ، دَفْقَةً *** ولا جَعْفَر عَجَّت إِليه الجَعافرُ

عَجَّت إِليه: أَمدَّته، فللسَّيل صوْت من الماءِ، وعَدَّى عَجَّت بإِلى لأَنها إِذا أَمدَّته فقد جاءَته وانضَمَّتْ إِليه، فكأَنه قال: جاءَت إِليه وانضمت إِليه. والجَعْفَرُ هنا: النهر. ونهرٌ عَجَّاج: تسمع لمائه عَجيجاً أَي صوْتاً؛ ومنه قول بعض الفَخَرة: نحن أَكثر منكم ساجاً ودِيباجاً وخَراجاً ونَهْراً عَجَّاجاً. وقال ابن دريدٍ: نهر عَجَّاج كثير الماءِ؛ وفي حديث الخيل: إِن مَرَّت بنهر عَجَّاج فشرِبت منه كُتبت له حسَنات؛ أَي كثير الماءِ كأَنه يَعِجُّ من كثرته وصَوْت تدفُّقه. وفَحْلٌ عَجَّاج في هَديره أَي صيَّاح؛ وقد يجيءُ ذلك في كل ذي صوْت مِن قوس وريح. وعَجَّت القوس تَعِجُّ عَجيجاً: صوَّتت، وكذلك الزَّنْدُ عند الوَرْيِ.

والعَجَاج: الغُبار، قيل: هو من الغبار ما ثَوَّرَتْه الريح، واحدته عَجاجة، وفعله التَّعْجيجُ. وفي النوادر: عَجَّ القوم وأَعَجُّوا، وهَجُّوا وأَهَجُّوا، وخَجُّوا وأَخَجُّوا إِذا أَكثروا في فُنُونه الرُّكوبَ قوله «في فنونه الركوب» هكذا في الأصل، وعبارة القاموس في هذه المادة وعج القوم اكثروا في فنونهم الركوب.). وعَجَّجَته الرِّيح: ثَوَّرتْهُ. وأَعَجَّتِ الرِّيح، وعَجَّت: اشتدَّ هُبوبها وساقت العجاج. والعَجَّاج: مُثِير العجاج.

والتعجيجُ: إِثارة الغُبار. ابن الأَعرابي: النُّكْبُ في الرياح أَربعٌ: فنَكباءُ الصَّبا والجَنُوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ، ونكباءُ الصَّبا والشَّمال مِعْجاجٌ مِصْرادٌ لا مطر فيه ولا خيرَ، ونَكْباءُ الشَّمال والدَّبُور قَرَّةٌ، ونَكْباءُ الجَنُوب والدَّبور حارَّة؛ قال: والمِعْجاجُ هي التي تُثِير الغُبار. ويوم مِعَجٌّ وعَجَّاجٌ، ورياحٌ مَعاجِيجُ: ضِدُّ مَهَاوين قوله «ضد مهاوين» هكذا في الأصل وشرح القاموس.). والعَجَاجُ: الدُّخَان؛ والعَجَاجَة أَخصُّ منه. وعَجَّجَ البيتَ دُخَاناً فَتَعَجَّجَ: مَلأَهُ.

والعُجَّة: دقيق يُعجَن بسَمْن ثم يُشْوَى؛ قال ابن دريد: العُجَّة ضرْب من الطعام لا أَدري ما حدُّها. قال الجوهري: العُجَّة هذا الطعام الذي يُتخذ من البيض، أَظنُّه مولَّداً. قال ابن دريد: لا أَعرف حقيقة العُجَّة غير أَن أَبا عمرو ذكر لي أَنه دقيق يعجن بسمن؛ وحكى ابن خالويه عن بعضهم أَن العُجَّة كلُّ طعام يُجمع مثل التمر والأَقِطِ.

والعَجْعَجة في قضاعة: كالعَنْعَنة في تميم يُحَوِّلون الياء جيماً مع العين، يقولون: هذا راعِجَّ خرج مَعِجْ أَي راعِيّ خرج مَعِي؛ كما قال الراجز: خالي لَقِيطٌ وأَبو عَلِجِّ *** المُطْعِمَان اللَّحم بالعَشِجِّ *** وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ *** يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ. أَراد: عَليّ والعَشِيّ والبَرْنيّ والصِّيصِيّ.


جعع: الجَعْجاعُ: الأَرض، وقيل: هو ما غَلُظَ منه. وقال أَبو عمرو: الجَعْجاع الأَرض الصُّلْبة. وقال ابن بري: قال الأَصمعي الجَعْجاع الأَرض التي لا أَحد بها؛ كذا فسره في بيت ابن مقبل: إِذا الجَوْنةُ الكدْراء نالَتِ مَبِيتَنا *** أَناخَتْ بجَعْجاعٍ جَناحاً وكَلْكَلا. وقال نُهَيْكةُ الفزاري: صَبْراً بَغِيضَ بن رَيْثٍ، إِنها رَحِمٌ *** حُبْتُمْ فأَناخَتْكم بجَعْجاعِ. وكلُّ أَرض جَعْجاعٌ ؛ قال الشماخ: وشُعْثٍ نَشاوى من كَرًى ، عند ضُمَّرٍ *** أَنَخْنَ بجَعْجاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ. وهذا البيت لم يُستَشْهد إلاَّ بعَجُزه لا غير، وأَوردوه: وباتوا بجَعْجاع؛ قال ابن بري: وصوابه أَنخْن بجعجاع كما أَوردناه. والجَعْجَعُ: ما تَطامَنَ من الأَرض.

والجَعْجعةُ: أَصوات الجمال إِذا اجتمعت. وجَعْجَعَ الإِبلَ وجَعْجَعَ بها: حرَّكها للإِناخة أَو النُّهوض؛ قال الشاعر: عَوْد إِذا جُعْجِعَ بعدَ الهَبِّ. وقال أَوْسُ بن حَجَر: كأَنَّ جُلودَ النُّمْرِ جِيبَتْ عليهِمُ، *** إِذا جَعْجَعوا بين الإِناخةِ والحَبْسِ.

وجَعْجَع بالماشية وجَفْجَفَها إِذا حَبَسها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: نَحُلُّ الدِّيارَ وَراء الدِّيار، ثم نُجَعْجع فيها الجُزُرْ نُجَعْجِعُها: نَحْبِسُها على مكروهها. والجَعْجاعُ: المَحْبِسُ. والجَعْجَعَةُ: الحَبْسُ. والجَعْجاعُ: مُناخُ السَّوْء من حَدَب أَو غيره. والجَعْجعةُ: القُعود على غير طُمأْنينةٍ. والجَعْجعةُ: التضْيِيق على الغَرِيم في المُطالَبة. والجَعْجَعةُ: التَّشْريدُ بالقوم، وجَعْجَعَ به: أَزْعجَه. وكتب عبيد الله بن زياد إلى عَمرو بن سعد: أَن جَعْجِعْ بالحسين بن علي بن أَبي طالب أَي أَزْعِجْه وأَخْرِجه، وقال الأَصمعي: يعني احْبِسْه، وقال ابن الأَعرابي: يعني ضَيِّقْ عليه، فهو على هذا من الأَضداد؛ قال الأَصمعي: الجَعْجَعةُ الحَبْس، قال: وإنما أَراد بقوله جَعْجِعْ بالحسين أَي احْبِسْه؛ ومنه قول أَوْس بن حَجَر: إِذا جَعْجَعُوا بين الإِناخةِ والحَبْسِ.

والجَعْجَعُ والجَعْجَعة: صوت الرَّحَى ونحوها. وفي المثل: أَسْمَعُ جَعْجَعةً ولا أَرى طحْناً؛ يضرب للرجل الذي يُكثر الكلام ولا يَعْمَلُ.

عامرحريز
16/01/2007, 06:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وما زلتم "تعجعجوننا" بعجعجة معجعجة تعجعج من لم يرد أن يتعجعج
:p :p :p :p

بارك الله فيكم