المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجاهرون



محمد محي الدين جانو
02/07/2009, 10:56 AM
كل أمتى معافى... إلا المجاهرون
يعجب الإنسان من سرعة الانهيار الأخلاقي الذي لحق بأمتنا، لكن الذي يزيد الطين بلة هو المجاهرة بالمعصية ومدى الانحطاط الأخلاقي والذوقي.
منذ سنوات قليلة كان المنحرفون والعصاة يستخفون من الناس بمخالفاتهم ومعاصيهم وينكرونها إذا تمت مواجهتهم بها، ويقسمون بأغلظ الأيمان أنهم مافعلوها، فما لشباب هذه الأيام يفاخرون بانحرافاتهم الاخلاقية والدينية بل ويتهجمون على من ينتقدهم أو ينصحهم، كما يروجون لفساد ذوقهم وانحطاط سلوكياتهم، بل ويقومون بالترويج لبضاعتهم في مأمن من الناس ومن المجتمع الذي قل فيه الناصحون وكادت أن تنعدم المروءة والغيرة.
ما للسلبية قتلت فينا النخوة حتى صار المنحرفون يتحرشون بالنساء علنا في الأماكن العامة دون رادع من ضميرأو خشية من السلطة أو من الناس المتواجدين في كل مكان.
ما للتدخين ينتشر في أوساط الشباب كانتشار النار في الهشيم بلا رادع من ذوق أو خلق أو خشية على صحتهم أو صحة مخالطيهم، وما للمخدرات تباع بشكل شبه علني في كثير من مجتمعاتنا العربية والإسلامية بلا خوف من رقيب أو حسيب.
ما لنسائنا وبناتنا يرتدين من الملابس ما إن رآها أحد أسلافنا، ولا أقول نبينا صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام، لما صدق أنها من أمة خير البشر ولحسبها مخلوقا آخر لا يمت للبشرية ولا الإسلام بصلة. أين والداها وأعمامها وأخوالها وجيرانها وأشقاؤها وكبار قومها وشيخ المسجد القريب وعمدة القرية أو المدرس في المدرسة أو الأستاذ في الجامعة ومن سمح لها أو شجعها على ذلك؟
ما للمقاهي فاتحة ذراعيها على اتساعهما ومزدحمة بشباب قد خلت منهم المعامل والمصانع والمزارع والمكتبات، يسحبون في صدورهم قاذورات الدخان ويتناوبون على مبسم النارجيلة لا يخشون جائحة ولا يهابون عدوى ولا يبخلون بأموال حصلوا عليها بابتزاز أهليهم ومن عرق ذويهم المطحونين في ساقية الحياة.
((لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون)) صدق الله العظيم
محمد محي الدين جانو
خبير العلوم الإدارية
واستشاري التنمية البشرية