المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المترجم الداعية.. الدور المفقود



بسام الحومي
02/07/2009, 06:33 PM
المترجم الداعية .. الدور المفقود
الحضارة الإسلامية هي حضارة عريقة العلوم والمعارف، أصيلة المثل والقيم، وقد بهرت العالم كله بمنظومتها المعرفية، وقدمت للعالم أجمع نموذجًا مثاليًّا من العلم والمعرفة، كما كانت حركة الترجمة للعلوم غير العربية في أوج ازدهارها مع ازدهار الحضارة الاسلامية في العصر العباسي نوع من أنواع ذلك التقدم العلمي.
ولكن مع تراجع الحضارة الإسلامية تراجعت حركة الترجمة وانزوت أهميتها، فتقهقر دور المترجم – سواء من العربية أو إليها– وتوقف عن دفع عجلة تقدم الحضارة.
وتظهر أهمية الترجمة في نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي وطَّنها المستشرقون في نفوس الغربيين، عندما قاموا بتحريف العقائد الإسلامية بترجمة القرآن والعلوم الاسلامية حسب أهوائهم، محاولين النيل من الإسلام والحد من انتشاره في ربوع العالم.
وهنا يكمن دور المترجم الداعية، الفاهم لدوره الدعوي، الواعي للمخاطر المحيطة بالإسلام والمسلمين، ويحول ذلك إلى دور حيوي حين يقدم ترجمة صحيحة ويبني ما هدمه المستشرقون من عقائد في نفوس الغربيين عن الإسلام، حينما يتجاوز مفهوم دعوته مجرد ترجمة معاني القرآن الكريم فيستوعب في ترجمنه التراث الإسلامي الأصيل، حتى يقرأ العالم عن ديننا كما نفهمه نحن لا كما يفهمه الآخرون.
ولا يتوقف دور المترجم عند حد الترجمة الأصيلة التي يحاول من خلالها إيصال الإسلام الصحيح إلى العالم، بل يتطرق إلى محاربة الاستشراق والتنصير، ومواجهة جميع الشبهات والأغاليط التي يسوقها أعداء الإسلام، من خلال تقديم بديل واع ومدرك لواقع الإسلام والمسلمين من ناحية، وواقع أهل اللغة التي يريد أن يخاطب أهلها ويدعوهم، ويوضح لهم صحيح الدين من ناحية أخرى.
وبالنظر إلى واقع ترجمة معاني القرآن الكريم، فإنها قد استخدمت سلاح ذو حدين، حيث استخدمها أعداء الدين أداة للطعن في الإسلام وشخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما حدث في الترجمات اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم، كما استخدمها البعض أداة لترويج أفكار الفرق الضالة، كما فعل القاديانيون، وأخرى لتعميم الأجندة السياسية كما كان في تركيا أتاتورك.
ومن هنا: تبدو أهمية القيام بحركة ترجمة دقيقة وواسعة لعلومنا الإسلامية واللغوية، بحيث نكون نحن المتحدثين باسم لغتنا وديننا بدلا من وسطاء مستشرقين خبيثي النية، يظهرون خلاف ما يبطنون، ويصبحون هم لسان الإسلام في العالم.
كذلك يقع على كاهل المترجم الداعية عبء كبير يتمثل في دقة الترجمة، فلا يقف عند حد الترجمة الحرفية للنص الإسلامي، وإنما يتعداها إلى الترجمة المعنوية والحرفية في ذات الوقت حتى لا يخرج عن سياق وروح النص المترجم. فعليه أن يستوعب المعنى باللغة العربية ويفهمه، كما عليه أن يعي ويدرك اللغة المترجم إليها، ومعنى وروح الجمل والألفاظ التي يستخدمها للتعبير عن النص الإسلامي؛ حتى يصل المعنى كافيا وافيا كأنه مكتوب – في الأصل – باللغة المترجم إليها.
ويفترض في أي ترجمة يقوم بإعدادها المسلمون أن يكون منتهاها تبليغ المعاني السامية للكتاب والسنة، ودعوة الناس إلى الدين القويم وإلى ما فيه من الخير والهداية والرشاد.
وعليه: فإن مضمون تلك الترجمة ينبغي أن يكفل صحة الترجمة وجودتها في إيصال المعاني الأصلية الموجودة في اللغة الأم، سواء في اختيار الألفاظ المعبرة عن المعاني، أو في أساليب التعبير وصِيَغِه، كما عليه أن يراعي الفئات المستهدفة من أصحاب اللغة المترجم إليها، فيوجه إليهم ما يحقق الفائدة من مضمون ما يترجم عنه، وذلك باعتبار خصائص تلك البيئات وثقافتها؛ فعليه أن يضع في اعتباره طبيعة البيئة التي يتوجه إليها بالترجمة وظروفها وثقافتها، فما يوجهه إلى البيئات الإسلامية غير ما يوجهه إلى البيئات الأخرى، من أصحاب الديانات السماوية أو الوضعية، فلكل بيئة خطابها الخاص.
ومن جانب آخر، على المترجم المسلم – عمومًا – ألا ينساق وراء المصطلحات الإعلامية الغربية التي تصف العمل الإسلامي بكل شر، وتحاول جاهدة تأطير الإسلام في مصطلحات معينة تحقق لهم أغراضهم، مثل: العمليات الانتحارية والإرهاب وتمويله وخلاياه، وغيرها من المصطلحات التي ينساق وراءها – للأسف – بعض المترجمين المسلمين دون وعي، وهذا دور بالغ الأهمية يقوم به المترجم في تصحيح المفاهيم.

بسام الحومي - مجلة الامة - العدد27

سديم عبدالعزيز
03/07/2009, 06:51 AM
موضوع قيم

جزاك الله خير

ام الفضل بنت الشيخ
03/07/2009, 12:25 PM
الأخ الفاضل بسام الحومي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي وفي قلمك الواعي بدوره الحضاري. وقد صدقت في كل ماذهبت إليه
فقد ضاع دور المترجم الداعية لأن المسلم عموما ركن إلى الدنيا ونسي أنه سيقف بين يدي
الله ليحاسبه عن هذه الأمانة، أمانة الحفاظ على الدين وأمانة تبليغه للناس...

وانا أنقل هنا مداخلة لي في أحد المواضيع التى تخص الترجمة فقلت حينها موجهة كلامي
خاصة إلى الشباب المقبلين على مهنة الترجمة:
وإن المترجمين نوعان مترجم يترجم تحت الطلب وهذه حال كل المحترفين لهذه المهنة وهذا
حقهم وهو أمر طبيعي. وهناك نوع آخر هو المترجم الحر وهو الذي يختار وحده ما يترجم
وهذا يحتاج إلى :
- أولا معرفة دور الترجمة في تطور الأمم عبر التاريخ ومدى استفادة مختلف المجتمعات من
علوم ومعارف بعضها البعض .
- ثانيا قد يحتاج هذا النوع من المترجمين إلى طرح أسئلة إضافية وهي :
1 ما هي احتياجات أمتنا ؟
2ماذا يوجد عند الآخرين ولا يوجد عندنا فتنتفع الأمة بترجمته؟
2ماذا يوجد عندنا ولا يوجد عند الآخرين ننفع به الإنسانية أو نكسب به احترامها؟
4والسؤال المهم والأهم من كل هذا هو: ما هو العمل الترجمي الذي إذا مت شفع لي عند الله لكثرة
ما انتفع به الناس فيكون كالصدقة الجارية التي لي أجرها وأجر من ينتفع بها بعدي؟
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله، فقال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس...)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
: "الدُّنيا ملعونَةٌ ملعونٌ ما فيها إلاّ ذكرَ الله وما والاَه، وعالمٍ أو مُتعلّمٍ".
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه على كل شيء قدير وهو العليم الحكيم

السعيد ابراهيم الفقي
03/07/2009, 07:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ الفاضل بسام الحومي
الاستاذة الفاضلة دكتورة ام الفضل بنت الشيخ
تحياتي
حديثكم هنا يشرح قلبي ويزيل بعض همي ويحوطني بسعادة
( الداعية المترجم )
( المترجم المسلم )
استفدت من الحديث وتعلمت
وحديثكم هنا يدل على صلابة الصحوة واستمرارها ان شاء الله تعالى
وسأزيد سعادتكم
1- افتتحت جامعة الازهر الشريف اقسام للدعوة باللغات الاجنبية
2- عدد عظيم من شباب الدعوة يدرس اللغات الاجنبية بهدف الدعوة لغير المسلمين
نراهم ونسمعهم ونقرأ لهم عبر غرف البالتوك وصفحات النت
3- تفاعلكم هنا ( مأجورون ان شاء الله ) علامة تعطيني ( شخصيا ) الامل
وتؤكد اصراري ان أمثالكم زادنا لصحوة ثابتة قوية في رضا الله

بسام الحومي
04/07/2009, 01:29 PM
الاخت سديم عبدالعزيز
جزاك الله خيرا على مروركم الكريم

بسام الحومي
04/07/2009, 01:38 PM
السيدة الفاضلة / ام الفضل بنت الشيخ

أن يعرف المترجم المسلم دوره وهدفه منذ البداية من أهم مراحل عمله كمترجم ، وأن أسمى هدف للمترجم أن يكون داعية الى الله والاسلام في بلاد لا تعرف عن الاسلام شيئا وان عرفت فهذه المعرفة مشوهة أو عدائية.
أما وقد حباه الله بتعلم إحدى اللغات غير العربية فعليه أن يشكر تلك النعمة بتبليغ الدعوة أو الرد على من يشككون في هذا الدين الحنيف ونقل ما يقال على لسان أصحاب تلك اللغات ضد الاسلام والمسلمين للدعاة المسلمين ليتمكنوا من الرد على أولئك المتهجمين على الاسلام.
جزاك الله خير على مروركم الكريم

سماهر مسحل
05/07/2009, 02:19 PM
أخي الفاضل بسام

إن ما نراه اليوم من هجوم شرس على الإسلام سببه عدم معرفة الغير معرفة صحيحة بالإسلام ففي الغرب لا يعرف المعظم الاسلام بالصورة التي نعرفها نحن، الصورة التي يقتبسونها وما يروج لها اعداء الاسلام بان الاسلام دين ارهاب والمسلمون ارهابيون، يعشق الدم والقتل، ومن هنا وجب علينا نحن بصفة عامة والدعاة بصفة خاصة ان نلجأ الى إلغرب ونناقشهم ونحاورهم بالتي هي احسن ونوضح لهم تعاليم الاسلام السمحة وعلو الاخلاق التي ينادي بها ، الاسلام هو دين السلام والتسامح، وهوللناس كافة لا يختص بشعب دون آخر او امة دون أخرى.
ندعوهم من خلال مخاطبتهم بنفس لغاتهم بترجمة كل ما يتعلق بديننا الحنيف حتى نوصل الفكرة الصحيحة وندحض ما روج له اعداءنا ، ولعل ما نسمع بدخول اناس من كافة المعمورة في الاسلام ما يثلج صدورنا ونسأل الله ان يبارك في كل شخص حمل على عاتقه حماية دينه ونصرته.

فائق تقديري

بسام الحومي
05/07/2009, 07:12 PM
الأخ الكريم / السعيد ابراهيم الفقي
الشكر الموفور لمرورك الذي اسعدني
إن الازهر ما زال - رغم كل النوازل التي ألمت به - منارة الدعوة والدعاة وهو رمز التنوير الديني في العالم الاسلامي ومنذ القدم خط هذا المبدأ فاتجهت اليه انظار المسلمين لينهلوا فيه جميع المعارف الاسلامية، وأسس في هذا الدرب كلية اللغات والترجمة التي ضمت أقساما للدراسات الاسلامية بعدة لغات ليكفل بذلك دعاة متخصصون ملمون باللغات الأجنبية على دراية بالعلوم الشرعية.
الداعية المسلم يجب ان يتجه الى دعوة غير المسلمين سواء كانوا ناطقين بالعربية ام بغيرها من اللغات المختلفة - وكما أشرت حضرتك :
- عدد عظيم من شباب الدعوة يدرس اللغات الاجنبية بهدف الدعوة لغير المسلمين نراهم ونسمعهم ونقرأ لهم عبر غرف البالتوك وصفحات النت

ومن ثم فعلى هذا الداعية المجتهد والذي يبحث بكل السبل لتنمية وتطوير قدراته الدعوية ان يتقن تلك اللغات الأجنبية

جزاك الله خيرًا أخي الكريم، ودمت مخلصًا للاسلام والمسلمين

نجوى النابلسي
06/07/2009, 02:24 PM
الأستاذ بسام الحومي المحترم

هل يعرف أحد من الأخوة هنا أو حضرتك إن كانت الأحاديث النبوية الشريفة مترجمة لإحدى اللغات؟
إذا لم تكن موجودة ما رأيكم أن ننتقي الأحاديث الصحيحة والمتفق عليها ونحاول كل حسب اللغة التي يجيدها ترجمة هذه الأحاديث؟

موضوع يستحق العناء وأتمنى أن نبذل فيه جهودنا
سلام لكم

بسام الحومي
06/07/2009, 07:21 PM
الاستاذة الفاضلة / نجوى النابلسي
لك الشكر على هذا المرور الكريم
يوجد تراجم كتب الحديث مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها، الى اللغات المختلفة مثل الانجليزية والفرنسية والألمانية. وهي موجودة بالفعل على مواقع عديدة على شبكة الانترنت
اقتراحك بمحاولة ترجمة الاحاديث الصحيحة اقتراح جيد وبناء فسوف يساعدنا في تنمية قدراتنا في الترجمة ونصحح بعضنا بعضا ان وجدت أية أخطاء.
جزاك الله خيرا على دعوتك هذه، جعلها الله في ميزان حسناتك

نجوى بركات
14/07/2009, 11:14 AM
أخي بسام
بارك الله فيك على هذا الطرح الواعي والذي يذكرنا بنعمة الاخلاص بين العبد وربه
ويا حبذا لو توفرت روابط ( عناوين على النت ) تزيد من وعينا في هذا الموضوع

منة موسي
28/09/2009, 07:29 AM
السلام عليكم

انا رئيسة قافلة اليونانى في دار الترجمة
القافلة تحت الانشاء وسبب تاخرها هو قلة عدد المترجمين ووجود مراجع واحد فقط غير متفرغ فرجاء كل من يستطيع المشاركة بالترجمة او المراجعة مراسلتى على الاميل الاتى
menna_faramawy@hotmail.com
menna_faramawy@forislam.com

او اذا حذف الايميل مراسلتى على صندوق الرسائل الخاص بي في منتدى wata

ملحوظة: العمل تطوعى لوجه الله في هذه المرحلة واذا توفر اى عمل غير تطوعى بقوم بابلاغ الاعضاء معى لمن يحب المشاركة
شكرا
منة موسي

www.daraltarjama.com