من يفك الحصار

[د/محمد العجمي]

جوع حزن ألم
خوف خراب دمار
هذه حالنا, وتلك مشاعرنا .......مشاعر شعب بأكمله يعاني من جور من لا يأبهون به , ولا يهتمون لأمره ولا تهتز مشاعرهم ولا ترمش جفونهم لمرأى حاله.
شعب يعيش تحت وطأة الظلم ولا يملك من أمر نفسه شيء
غير آمن حتى في مضجعه....فهو لا يعرف معنى الأمن
بل إن هذه الكلمة صارت مثار خوفه وهلعه
لا يدري متى تشرق شمس حريته ولا يعرف السبيل إليها
حتى أنه لما استكان ورضي بذل العيش على هذه الحال لم يتركه جلادوه يهنأ بذله واستكانته
بل نغصو عليه عيشه
وكأن هؤلاء الطغاة يستمدون القوة من ضعفه
والعز من ذله
والهيمنة من استكانته
والشبع من جوعه
والحرية من قيده
والأمن من هلعه
فهؤلاء الطغاة لم يسبق لهم مثيل
هتك الستور عادتهم
وتدنيس الحرمات دأبهم
ومعاناة الناس....... ويا عجبي مصدر عيشهم ومتعتهم!!!!
يحاصرونه من كل اتجاه والشعب المسالم يصرخ...فلا مجيب
يموت مرضاه لمنأى الدواء عنهم.....ولا يلتفت إليهم أحد
أخي الحبيب
هل آلمك ما قرأت؟ هل بكيت من هول الوصف؟ هل تدري من هذا الشعب؟
انه شعب مصر
لا تعجب فالمصريون محاصرون بالظلم
من نظام بات يتغذى على دمائهم
ألقى بهم في ظلمات الفقر والجهل والمرض
حتى فقد الشعب هويته وانتمائه وكل احترام ممكن للذات والمقدسات
فهانت عليه نفسه وصار مشبعا بالسلبية والتواكل
واستخدم النظام بطانة من اللصوص السفهاء ,وأبواقا ممن يدعون الانتماء للدعاة
فجعلوا يحدثون الناس عن الصبر الذي هو مفتاح الفرج, بشكل يلبس السلبية لباس الإيمان
وبدعوى الطاعة التي يزعمون انها فرض, والدين من هذا كله براء
فالله يقول في كتابه العزيز:" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصو وكانوا يعتدون , كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون"
من لنجدة هذا الشعب ومن يفك حصاره؟
يا أمتي
إن هذا الشعب به من الطاقات ما لو سنحت له الفرصة لأنار المشرق والمغرب
ولكن كل أمتي هذا الشعب...!
فمن لنا جميعا ......لنا الله
ولكنا بعدنا عن ديننا
وانصرفنا لدنيا لا ناقة لنا فيها ولا جمل
وحسبي الله ونعم الوكيل