المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يمين طلاق



زاهية بنت البحر
16/01/2007, 09:41 PM
عندما سمعت بشيرة صوت نقرات على الباب، شمّت رائحة زوجها العائد من الحقل بعد يوم عمل شاق، أمضاه في حرث الأرض، والعناية بتربتها قبل موعد الزرع.. بدافع من الشوق تهيأت لاستقبال القادم، بشيء من الأنوثة، رتّبت خصلات من الشّعر المتناثرة فوق جبينها، ورطبت برضابها شفتيها المتشقّقتين، ولم تنسَ أن تضيء وجهها بابتسامة رقيقة، أوحت إلى صغيرها فهد بوصول أبيه، فلحق بها لمشاركتها مراسم الاستقبال الّتي أحبها، ونافس فيها والدته في أحيان كثيرة.. وعندما فتحت البّاب، تأكّد لها أنها مازالت تحبّه كأوّل يوم التقت به قبل ثمان سنوات، رغم ما ينتابه من تغيرات نفسيّة قد تكون مؤذية إذا ما ألمّ به خطب عظيم.. قال لها ذات يوم في جلسة صفاء: أكره ضعفي عندالغضب.. أتبدّل بآخر لا أعرفه، قد أزور طبيبا عمَّا قريب.. أيّدته بشيرة بابتسامة عذبة، فابتسم..
وحين خرج من الحمّام، وقد أزال ما علق به من تراب وغبار، وما أفرزه جسمه من عرق، وجد ابنه فهد قدّ مدّ له سجّادة الصّلاة، فأدّى فرضَ العصر وبشيرة، والصّغير يأتمان به.. فوق حصير تحلّق الثّلاثة حول طبق من القش وضعت بشيرة فوقه صحون الطعام، وراحوا يتبادلون أطراف الحديث، وهم يتناولون غداءهم بشهيّة مفرطة.. كان المرح سيّد الموقف، إنها أوقات المعانقة العائليّة، حيث المحبة والهناء.. أفرغ أبو فهد في فمه آخر قطرة من الشّاي كانت في كأسه، والنّعاس يداعب جفنيه، بينما راح الصّغير يضحك من أبيه، واضعًا يمناه فوق شفتيه خجلا من الفراغ الّذي أحدثه سقوط بعض أسنانه اللبنيّة في سنّ التّبديل.. تثاءب سعيد وهو يمدّد جسده فوق الأريكة، وعيناه تنظران إلى بشيرة بحبّ وامتنان.. أحسّ فهد بالملل بعد استلقاء والده، فاستأذنه بالخروج إلى الحارة للعب مع رفاقه الذّين ملأت أصواتهم أرجاء الغرفة ضجيجا، فسمح له على أن لا يتأخر كثيرا خارج البيت..
أغلق فهد الباب وراءه بهدوء، والفرحة تطير به على جناح الحيوية والنّشاط للقاء أصدقائه الأحباء، بينما أبحر أبوه في نوم لذيذ..
إغفاءة قصيرة تصيّدتها عينا بشيرة قرب زوجها، لكنّ صراخ الأطفال خلف النّافذة وصوت بكاء وحيدها فهد، قطّع شباك صيدها، وأفلت النّوم من عينيها، فهبّت مذعورة تستطلع الأمر.. قبل أن تصل يداها إلى النّافذة، امتدت يدا زوجها من خلفها، تدفع بالشّباك الخشبيّ إلى الخارج مستفسرا عمّا يبكي ولده.. هي مثله لا تعلم، وقبل أن تجيب رأته يقفز من النّافذة ويركض باتجاه فهد الذي كان يضع يده فوق عينه اليمنى، والدم يغطي وجهه وملابسه.. مشهد الدم جعل بشيرة تتخلّى عن أنوثتها، وتقفز من النّافذة كقردة متمردة وهي تصرخ: ما بك يا فهد؟ ماذا أصابك؟ ..فهد لم يجب، وكان جواب الدّم أبلغ..
رفع سعيد يد ابنه عن عينه... هاله ما رأى.. تبدّلت العين الزّرقاء الصافية بهوة مظلمة، عميقة بعمق الألم، تنبع من جنباتها الدّماء ممزوجة بشيء من الدّمع اللزج.. أخفت بشيرة وجهها براحتي كفيها، والكلمات تموت فوق شفتيها، بينما كانت القوة تنمو في جسد سعيد نارًا، يندفع بهاهاربًا بابنه إلى المشفى القريب، علّه يجد فيه من يطفئ تلك النّار الّتي راحت تأكل داخله بشراهة، وحين خرج الطّبيب من غرفة الإسعاف، ربّت على كتف سعيد مواسيًا ومعزّيًا بفقء عين فهد، دارت به الدنيا... دارت... دارت وازدادت ناره اشتعالا...
انتشر الخبر في القرية، فاجتمع الأهالي عند باب المشفى يستطلعون النّبأ، فشمّوا رائحة الحريق تخرج من فم سعيد بقوله لبشيرة على مسمع من الجّميع: أنت طالق يا بشيرة بالثّلاثة ما لم أذبح محمود الذي فقأ عين فهد.. الجميع يعلم كم يحب الرّجل زوجته، ويعلمون أيضا كيف حارب من أجلها حتّى انتصر، فكيف يطلّقها؟!!
تطاير رماد الحريق في أجواء القرية الهادئة، فاستنشقه سكانها ريحا صرصرًا.. فاجعة ألمّت بالقرية الآمنة قبل الغروب، عين فقئت، وطفل سيذبح، أو امرأة ستطلّق، ياللهول، أحجرٌ في مقلاع طفل صغير يقيم الدّنيا ولا يقعدها فوق الرّؤوس؟!!! لمَ لا وحجر صغير في مقلاع طفل صغير، قد يسقط حكومة تمتلك القنابل الذّريّة، بل حكومات..
أمام المحقق قال سعيد: هل من المعقول أن أرفع قضيّة على طفل صغير؟ قال المحقق: لكنّك هددت بذبح الفتى..
أجاب سعيد بابتسامة صفراء: إنّه كلام يقال عند الغضب، إذا ذبحته، فاذبحوني.. وأغلق المحضر..
استنشقت عزيزة الرّماد ملء رئتيها، فانهارت كغزالة بين أنياب ليث.. قال لها زوجها مشفقـًا، وقد تأبط بندقيّة الصّيد الّتي يمتلكها: ثقي بي، لن أسمح لمخلوق بمسّ شعرة واحدة من ابننا محمود.. لكنّها لم تعد تثق بأحد..
خبأت عزيزة ابنها في ركن خفيّ من المنزل، وأحكمت إقفال الباب، دعمته بالدرباس، وأغلقت كلّ النّوافذ، والطّفل منهوك القوى، مسلوب الهدوء، يتبرأ من صيده الثّمين الّذي أصابه بحجر طائش لم يكن يقصد به شرّا..
وحين عاد سعيد بابنه إلى البيت ، سأله فهد: هل سأرى بعيني يا أبي بعد رفع الضّماد؟
أجابه بحرقة: من قلع عينك يا ولدي، سأقطع عنقه بالسّكين..
سأله فهد ببراءة: وهل يعيد قطع عنقه عيني؟
هذه المرة لم يجب بل همست بشيرة في أذن فهد: الحمد لله أن لك عينا ثانية ترى بها يا بني..
أحاطت الشّائعات القرية، وتمرّدت الطّمأنينة فيها، فسجنت بالقلق، وراح الأهالي يتقوقعون في بيوتهم بعد كل غروب، وإذا سمعوا صوت امرأة تصيح ظنّوا أنها عزيزة.. تمطّى الخوف في القرية وعربد في شوارعها، وخيّم اليأس فوقها شبحا اقشعرت له الأبدان..
صمت.. دمع.. وعد، وسكين عطشى تنتظر الدماء.. عاشت عزيزة في قبضة الفزع أيّاما يتفتت فيها قلبها في كلّ لحظة مئة مرّة، فانهارت قواها، وغشي الضّباب عينيها، وشلّ الأرق تفكيرها.. طال الحصار، أرهقها، فسألت زوجها في لحظة وعيّ عابرة، أن يهربا بمحمود إلى العاصمة، هناك لن يستطيع سعيد الوصول إليه في مدينة واسعة تكتظ بالسّكان، وتمتلئ بالحارات..
كاد الرّجل يوافق زوجته لولا تدخّل الأهل والمقربين منه الّذين كانوا يأتون لزيارته أحيانا، فأقنعوه بالبقاء كي لا يقال هرب جبنًا، فيطعن في رجولته، ويفقد احترام الجميع.. في قرية الرعب كان هناك شيء ما يجري في الخفاء، وقد آن الوقت لكشفه، والإفصاح عنه، لكنّ ذلك يحتاج لأذكى الرّجال، وأكثرهم حنكة ، قوة، وجاها.. الخطب جلل، أصاب الوهن النّفوس كما أصاب الرّكب.. ولكن رغم ذلك مازال هناك رجال يفكّرون، ويدبّرون، وينفّذون..
اجتمع أكابرالقرّية ووجهاؤها في بيت المختار، بدعوة من الشّيخ مفلح إمام وخطيب المسجد لبحث المشكلة، وإيجاد حل يرضي الطّرفين..
اختلفت الآراء، علت الأصوات، وسادت الفوضى جوّ الاجتماع..البعض طالب بدفع دية عين فهد مبلغا يحدده سعيد، أو تقلع عين محمود.. أمّا البعض الآخر، فقد أراد احتساب الأمر قضاءً وقدرًا، وآخرون شغلهم مصيربشيرة..لم يتّفق القوم على حلّ يطفئ نار الفتنة، فرأى الشّيخ مفلح أنه من الضروري وجود سعيد بينهم لقطع الأسلاك المكهربة في تلك القضيّة الشائكة، ولكن من يستطيع أن يأتي به، وقد رفض المجيء
؟ امتشق المختار قامته دون الجميع، متسلحا برباط الدم الّذي يصله بسعيد عن طريق أحد أجداده، متعهدا مسألة إحضاره طوعا أو كرها، فتمنى له المجتمعون التّوفيق في مهمّته..
بعض الرّجال انزلقوا في الحديث إلى شفا هاوية، كاد بعضهم يضرب بعضا، أمّا المختار، فقد كبّل سعيد بحنكته المعهودة، وعاد به بعدقليل، وعيناه مطرقتان في الأرض حزنا، وغثيانا، رحب به الجميع، فشعر برجفة.. نظرالشّيخ مفلح في وجوه الحاضرين، توقّفت عيناه عند سعيد، فوجده في هوّة سحيقة، يصعب الخروج منها دون جهد.. بادره قائلا: والله لن نرتدي لباس النّساء، ونذرف الدّموع مادام للرجولة فينا بقية..
تحدّث الشّيخ حتّى تعب، ظلّ سعيد صامتا، جامدًا،
كمصلوب، إلى أن قال: كلكم يعلم كم أحبّ زوجتي، فهلّ أطلّقها؟!!!
صاح الجميع: لا
انفرجت أسارير الشّيخ مفلح فقال: نفدي لك اليمين..
سأله سعيد ببرود: كيف؟
أجابه الشّيخ مفلح: طلّق أم ّفهد، ثم تزوّجها ثانية، وأنا أكتب الكتاب في حفلٍ كبير..
انتفض سعيد غاضبًا وقال: لا، والله لن أطلّقها مادمت على قيد الحياة..
قال الشّيخ: لا تطلقها يا سيدي، خذ دية العين ما تشاء من المال ..
قال باسما: لست بحاجة للمال.. عين ابني أغلى من أموال العالم كلّه..
طال النّقاش بين أخذ وردّ، وسعيد متشبث برأيه لا يتزحزح عنه قيد أنملة..
لم تفلح كلّ المحاولات في رده عن عزمه، ولكن لابدّ من حلّ لإنهاء المشكلة خشية أن تتطورالأمور إلى الأسوء..
بعد تفكير طويل قال الشّيخ مفلح: هناك حلّ قديرضيك..
سأله سعيد ببرود أكبر: ما هو؟
أجابه:سأخبرك به ولكن بعد أن تقسم بالله العظيم أمام الجميع أن لا تصيب الصبي بأذى..
قال سعيد : أقسم على ذلك، إن كان الحلّ يرضيني ويشفي غليلي..
قال الشّيخ والقوم يحدّقون به: تمرر سكينا فوق رقبة محمود كأنّك تذبحه، ولكن دون أن تمسه بسوء، وهكذا تفدي يمينك، وينجو محمود، وتأخذ أيضا دية العين..
أبدى سعيد إعجابه بهذا الحلّ بابتسامة عريضة بينما ضجّ المجلس استنكارًا، وبعد أن مسح الشّيخ مفلح على ذقنه سبع مرّات، ساد الصّمت أرجاء المكان، ورضي الحضور برأيه، ولكن هل سيرضى أبو محمود به، ولو مسح الشّيخ على ذقنه بعدد الشّعر الّذي فيها؟
رضي أبو محمود برأي الشّيخ مفلح، دون مسح أو غسل لذقنه أو تمشيط، فهو يعلم أن كلام الرّجل عقد دون حبر أو ورق، وهو يعلم أيضا أن سعيد رجل صادق إن قال شيئا فعله، على حين رفضّت عزيزة أن تسلم ابنها للخطر، وهمّت بالهروب به في غفلة من زوجها، إلى مكان لا يعرفهما فيه أحد، لكنّها فشلت أمام إصرار زوجها على إنهاء المشكلة..
ما أصعب الخصومة، الكره بغيض، والخلاص منه يتطلّب حكمة وتسامحا، كرما وإيمانا، فطنة وحذرًا، صلابة وشجاعة..
لأول مرة منذ دخول القرية في حالة الاكتئاب الجماعيّة، اكتظ الجامع بالمصلين الّذين أتوا لأداء فريضة الجمعة..
خطب الشّيخ مفلح خطبة مؤثّرة، جعلت بشائر الأمل تلوح في الأفق بعد غياب مقيت..
في نهاية الخطبة، أعلن الشّيخ أن يوم الاثنين القادم هو يوم التّصالح وفض الخلافات بين أبي محمود من جهة، وسعيد من جهة أخرى في حفل يضم أهالي القرية ..
نصب سرادق كبير وسط السّاحة التي تقام فيها الأفراح، وارتفعت الأعلام فوق رؤوس المحتفلين رجالا ونساء.. شيوخا وأطفالا.. دقّت الطّبول وعلت الزّغاريد، ومدّت الموائد في مهرجان لم تشهد القرية مثله على ذمّة الراوي، والله أعلم...
وبهذه المناسبة السّعيدة، قدّم أصحاب الخير المال بسخاء من أجل الفدية، والطّعام من أجل الحضور، والهدايا للطفلين..
فوق منصة الاحتفال، جلس الشّيخ مفلح متوسّطا الخصمين، ووجهاء القرية يحيطون بهم، بينما التصقت ركبة فهد بركبة أبيه، وجلس مرفوع الرّأس، منتصب الظّهر، وفوق عينيه نظارة سوداء، بينما جلس محمود في حضن أبيه خائفا، قلقًا، مرتجفا، ويداه معلّقتان بعنقه، وقد دفنَ رأسه في صدره خجلا من فعلته النّكراء، وفزعا من المجهول..
أكل القوم حتّى شبعوا، غنّوا، ورقصوا حتّى تعبوا، ثمّ ألقى الشّيخ مفلح كلمة، دعا فيها المحتفلين إلى الوحدة والتّسامح، وجعل المحبة طريقا للسّلام فيما بينهم. صفّق الحضور تأييد له،
وتعالت الهتافات تمجيدا بالمحبة والسّلام، وبأمر من الشّيخ تعانق الخصمان، كماتعانق الطّفلان، يحيط بهم جمهور غفير من الأصدقاء، والمقربين.. مشى الشّيخ مفلح إلى المكان الذي فرشت فيه سجادة بيضاء لتأدية الفدية، قام المختار بقص الشّريط الحريري إيذانا ببدء العمل.. داهم الرّعب محمود بوحشية، عندما شاهد السّكين بيد المختار، فحاول أن يخترق صدر أبيه بدموعه وتوسلاته كي يعيده إلى البيت، فقال له: لا تخف يا صغيري لن يصيبك أذى.. أنا معك ..
ولمّا عاد الغلام للبكاء نهره أبوه: أنت رجل، والرّجال لا يخافون، هيا قف منتصبًا..
أحس محمود بالإحباط فقد خذله أبوه، وأيقن أن لا حول له ولا قوة، فأضمر في نفسه ألا يحمل مقلاعه الصّغيرمرّة أخرى ..
أشار الشّيخ مفلح برأسه لأبي محمود، فتلّ الأخير ابنه فوق السّجادة البيضاء، ممسكًا إياه بكلتا يديه، بينما أعطى المختار السكين لسعيد وحذّره من الحنث باليمين.. نادى سعيد ابنه ليشهد فدية اليمين قائلا له: ستظلّ هذه اللحظات عالقة بذهنك مدى الحياة، واعلم أن لحظات الفرح قليلة.. أفتح عينك جيدًا، وعندما أخرج السّكين من قطعة القماش الملفوفة بها، حاول محمود الإفلات من يدي أبيه، ولكن ّبعض الحضور تحلّقوا حوله، وأمسكوا به من قدميه لتهدئة روعه، فشدّ الوهن ركبتيه وهويقاومهم، وعرقت جباههم، وهم يقاومون طفولته البريئة..
نظر الشّيخ إلى سعيد فرأه يخرج من هوّة الظّلام كمارد، ابتسم لأنّه قدّم الجهد الكثير من أجل ذلك، فقال له:
كن رجلا وافد يمينك بتقوى الله.
أناخ سعيد فوق رأس محمود وعيون الصّغار والصّغيرات تحملق بذهول بمشهد دراميّ يمثّل أمامهم حيّا على مسرح الحياة... تلاحقت الأحداث.. نظر سعيد في وجه فهد، أمره بخلع نظارته السّوداء عن عينيه، وعندما شاه دزرقة السّماء في اليسرى تسارعت دقات قلبه، بلل العرق جبينه، فقال له الشّيخ مفلح يستعجله:
هيّا يا رجل، افد يمينك قبل أن يصاب الولد بسكتة...
قال سعيد ساخرًا: لن أترك للسّكتة فرصة له..
اتجهت السّكين نحو طريقها تسير فوق رقبة رقيقة لينة، قطعت المسافة القصيرة بسرعة جنونية، فانفجرت نافورة من الدّماء تغطي السجّادة البيضاء بدم الطّفولة، والرّأس الصغير يتدحرج بين قدمي المختار، وعيناه تنظران إلى الشّيخ الذي وقف مشدوها، بينما راح الجسد الصغير يتخبط في بحر من الدّماء، وأبو محمود ممسك بيدي الذّبيح مذهولا، يدور محطّات النّدم، ويطحن فيها أوهام السّلام ...

بقلم
زاهية بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
16/01/2007, 11:36 PM
قصة فظيعة مرعبة
وكأنكِ أختاه كتبتيها مواكبة لأحداث دامية تعيشها أمتنا الآن .
لست أدري بماذا أعلق عليها الآن ...
فالسكين قطعت المسافة القصيرة بسرعة جنونية,فانفجرت نافورة من الدّماء,تغطي سجّادة السّلام البيضاء,بدم الطّفولة.
قلم رائع ونص مؤثر
دام المداد ودمتِ حبيبتي زاهية ـ مريم

زاهية بنت البحر
17/01/2007, 12:50 PM
قصة فظيعة مرعبة
وكأنكِ أختاه كتبتيها مواكبة لأحداث دامية تعيشها أمتنا الآن .
لست أدري بماذا أعلق عليها الآن ...
فالسكين قطعت المسافة القصيرة بسرعة جنونية,فانفجرت نافورة من الدّماء,تغطي سجّادة السّلام البيضاء,بدم الطّفولة.
قلم رائع ونص مؤثر
دام المداد ودمتِ حبيبتي زاهية ـ مريم

يظل الدم وفورانه شاغل أعداء الأمة يريدون عصره حتى آخر قطرة من دما المسلمين صغارًا وكبارا,
وكما قرأت فالجميع يتعاونون بتكبيل الضحية حتى أقرب الناس إليها, وهم يرون الخطر ,فيصمتون ..
لك شكري وتقديري على مرورك الجميل غاليتي أستاذة عبلة محمد زقزوق..
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
17/01/2007, 01:54 PM
العزيزة زاهية

قوية ومرعبة كما قالت العزيزة عبلة، فقد شدتني حتى النهاية ولا أدري على أي شي أعلق

عن يمين الطلاق الذي يستخدمه الرجال كثيرا بمناسبة أو بدون مناسبة والذي أدى إلى خراب بيوت كثيرة، ومنها من لا يعرف هل يعيش في الحلال أو الحرام!!!

أم عن العنف الذي دخل جميع البيوت العربية واصبح لعبة في يد الأطفال، ولم تعد طفولة برئة كما كانت. فقد اصبح العنف والقسوة والأسلحة هي السمة الرئيسية التي تتميز بها كل شئ حتى لعب الأطفال!!!

أم عن الغدر والحنث باليمين واغتيال الطفولة!!

أم عدم القدرة على تحقيق السلام بالرغم الجهود المبذولة لمحاولة تحقيقه!!

فصتك صورة حية لما يجري في العالم

ربنا يرحمنا برحمته

زاهية بنت البحر
17/01/2007, 10:03 PM
العزيزة زاهية

قوية ومرعبة كما قالت العزيزة عبلة، فقد شدتني حتى النهاية ولا أدري على أي شي أعلق

عن يمين الطلاق الذي يستخدمه الرجال كثيرا بمناسبة أو بدون مناسبة والذي أدى إلى خراب بيوت كثيرة، ومنها من لا يعرف هل يعيش في الحلال أو الحرام!!!

أم عن العنف الذي دخل جميع البيوت العربية واصبح لعبة في يد الأطفال، ولم تعد طفولة برئة كما كانت. فقد اصبح العنف والقسوة والأسلحة هي السمة الرئيسية التي تتميز بها كل شئ حتى لعب الأطفال!!!

أم عن الغدر والحنث باليمين واغتيال الطفولة!!

أم عدم القدرة على تحقيق السلام بالرغم الجهود المبذولة لمحاولة تحقيقه!!

فصتك صورة حية لما يجري في العالم

ربنا يرحمنا برحمته


أختي الغالية سماح سليمان
أجل عزيزتي هذا مايحصل ,ولكن من المسؤول؟ الكل يغرق في بحر الدماء ..حتى متى سنظل غير قادرين على وقف النزف الرهيب هذا ؟ أين الإنسانية هل حقًا اختفت ,وعدنا إلى عصرشريعة الغابة.. القوي يأكل الضعيف؟,وقد خلق الله الأرض للجميع ولهم فيها مايكفيهم؟
أهلا بك وسهلامع شكري وتقديري..
أختك
بنت البحر

قحطان فؤاد الخطيب
18/01/2007, 01:12 AM
سيدتي الأخت المكرمة الزاهية بنت البحر المحترمة

أهنئك على المهارة البارعة في التحكم بمجريات الأمور :
زوج جاهل ، متناقض ، عدواني ، ليس موضع ثقة ، يحيل
وداعة قريته الى جحيم ، ويقترف جريمة شنيعة يندى
لها الجبين ، أمام مسمع ومرأى من الأهل والأصدقاء ،
لان هذا الجاني غابت عنه هذه الحكم العصماء :
((( عفا الله عما سلف ))) .
((( العفو عند المقدرة ))) .
((( رحم الله إمرئا جب الغيبة عن نفسه ))) .
((( إذهبوا ، فأنتم الطلقاء ))) .

كنت جسورة جدا عند تناولك الضدين :
البراءة المتمثلة بالطفل ، والسكين المتمثلة في الأجهاز
عليه . كما كنت قاصة ميالة لأماطة اللثام عن المتشدقين
بحب شريكات حياتهم ، وعند أول إختبار يكسرون الهاء
ويطلقون .
أخذت بتلابيب الموضوع بتقنية عالية ، وأسبغت على
قصتك القصيرة مسحة من الواقعية المنتشرة في الريف العربي ،
وكأنك تحررين محضر ضبط ، غير ناسية أية شاردة أو واردة .

مع أسمى إعتباري .
قحطان الخطيب / العراق

د. جمال مرسي
18/01/2007, 08:57 AM
يا الله
ما هذه الأحداث المرعبة المتلاحقة في قصتك أختي زاهية
فكأنها و الله مشهداً درامياً ماثلا أمام أعيننا
كنت أقرأ و أنا أترقب النهاية و بكل أسف جاءت مخيبة لمالي في العيش بسلام
كنت أترقب وعد الرجل الحر و الذي هو دين عليه كما يقول المثل
كنت أتوقع ألا ينجرف في تيار هزيمته أمام نفسه و الآخرين و أن ينتصر عليها و على نزعات الشياطين التي أوحت له بالثأر بقتل طفل برئ كان يمكنه أن يتحلل من يمينه بقبول فدية أو تطليق و عودة أو أو إلى آخره من موجبات ذلك .
و لكن ماذا نقول
إنه الانسان غير المؤمن ، غير الواثق في الله ثم في نفسه و الآخرين
إنه الانسان بكل ما يعتمل به من شر و خير يتغلب مرات الخير فينعم بعفو الرب و جنته أو يتغلب الشر فيحل عليه غضب الله و لعنته و ناره .
و إنا لله و إنا ‘ايه راجعون
كنت بارعة في سردك المشوق زاهيتنا
و لم تخل القصة من إضفاء الروح الإيمانية و الموعظة و الحكمة و السياسة أيضا
بارك الله بك

ايمان حمد
18/01/2007, 04:27 PM
اختى الحبيبة الـزاهية

قصة مرعبة ولكنى توقعت النهاية ! تخيلى !
من اول ما ذكرتى انه يقول لزوجته انه يفقد اعصابه عند الغضب ويجب ان يزور الطبيب

ولكن القصة والسرد كان آخاذا لآخر لحظة

المشكلة فى مختار القرية .. هل هذا حل يقترحه وهو يعلم مدى الغضب الذى الم بسعيد ؟
كيف يمكنه من رقبة محمود الطفل البرىء .. الغضب يعنى الغدر فى بعض الأحيان قصة رائعة وكأنها حقيقة
ذكرتنى بقصص الثار فى عائلات كبيرة من البدو
وقد حضرت بعضها حتى تدخلت القوات المسلحة ونزلت الدبابات فى الشوارع لفض القتل والنزاع المستتمر الى الابد! كل يوم شاب يذهب ضحية مقابل راس من القبيلة الأخرى

الناس مخها ضرب .. لا عقل ولا دين ولا علم .. وعادات قبلية او ريفية بالية

والنتيجة ازهاق الارواح والتخلى عن كل القيم

شكرا لك - امتعتنى قصتك سيدتى البارعة

فى انتظار القصة التالية

زاهية بنت البحر
18/01/2007, 08:46 PM
سيدتي الأخت المكرمة الزاهية بنت البحر المحترمة

أهنئك على المهارة البارعة في التحكم بمجريات الأمور :
زوج جاهل ، متناقض ، عدواني ، ليس موضع ثقة ، يحيل
وداعة قريته الى جحيم ، ويقترف جريمة شنيعة يندى
لها الجبين ، أمام مسمع ومرأى من الأهل والأصدقاء ،
لان هذا الجاني غابت عنه هذه الحكم العصماء :
((( عفا الله عما سلف ))) .
((( العفو عند المقدرة ))) .
((( رحم الله إمرئا جب الغيبة عن نفسه ))) .
((( إذهبوا ، فأنتم الطلقاء ))) .

ماتفضلت بالإشارة إليه حكيمنا الكبير د.قحطان فؤاد الخطيب هو من مكارم الأخلاق التي أوصى بها رسولنا عليه الصلاة والسلام ,فأين نحن اليوم منها ..يقتل بعضنا بعضا ,ويشمت بعضنا ببعض, والعدو يسخر منا سعيدا..


كنت جسورة جدا عند تناولك الضدين :
البراءة المتمثلة بالطفل ، والسكين المتمثلة في الأجهاز
عليه . كما كنت قاصة ميالة لأماطة اللثام عن المتشدقين
بحب شريكات حياتهم ، وعند أول إختبار يكسرون الهاء
ويطلقون .
أخذت بتلابيب الموضوع بتقنية عالية ، وأسبغت على
قصتك القصيرة مسحة من الواقعية المنتشرة في الريف العربي ،
وكأنك تحررين محضر ضبط ، غير ناسية أية شاردة أو واردة .

مع أسمى إعتباري .
قحطان الخطيب / العراق


بارك الله بك أخي المكرم ورعاك فوالله كلامك هذا يدفعني نحو الأفضل,والبحث عن المفيد لي ولأمتي بإذن الله لك شكري وتقديري ..
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
19/01/2007, 04:48 PM
يا الله
ما هذه الأحداث المرعبة المتلاحقة في قصتك أختي زاهية
فكأنها و الله مشهداً درامياً ماثلا أمام أعيننا
كنت أقرأ و أنا أترقب النهاية و بكل أسف جاءت مخيبة لمالي في العيش بسلام
كنت أترقب وعد الرجل الحر و الذي هو دين عليه كما يقول المثل
كنت أتوقع ألا ينجرف في تيار هزيمته أمام نفسه و الآخرين و أن ينتصر عليها و على نزعات الشياطين التي أوحت له بالثأر بقتل طفل برئ كان يمكنه أن يتحلل من يمينه بقبول فدية أو تطليق و عودة أو أو إلى آخره من موجبات ذلك .
و لكن ماذا نقول
إنه الانسان غير المؤمن ، غير الواثق في الله ثم في نفسه و الآخرين
إنه الانسان بكل ما يعتمل به من شر و خير يتغلب مرات الخير فينعم بعفو الرب و جنته أو يتغلب الشر فيحل عليه غضب الله و لعنته و ناره .
و إنا لله و إنا ‘ايه راجعون
كنت بارعة في سردك المشوق زاهيتنا
و لم تخل القصة من إضفاء الروح الإيمانية و الموعظة و الحكمة و السياسة أيضا
بارك الله بك
أخي المكرم د.جمال ..هذا الواقع مازال موجودًا كما تفضلت والكرام هنا, ولاتعجب إن قلت لك بأن من شهد الحادثة رواها لي ..لم أصدق ماسمعت ..لم أنم في تلك الليلة ..كنت خائفة ..حزينة ..قلقة أتصور الطفل متكمشًا بصدر أبيه ..بأي حال كان ..باختصار عشت القصة وكأنني أراها ولم أنم قبل تسجيل الأحداث ودموعي ترافق خطوات قلمي فوق السطور..
لك شكري وتقديري على مرورك الطيب ..
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
19/01/2007, 08:30 PM
اختى الحبيبة الـزاهية

قصة مرعبة ولكنى توقعت النهاية ! تخيلى !
من اول ما ذكرتى انه يقول لزوجته انه يفقد اعصابه عند الغضب ويجب ان يزور الطبيب

ولكن القصة والسرد كان آخاذا لآخر لحظة

المشكلة فى مختار القرية .. هل هذا حل يقترحه وهو يعلم مدى الغضب الذى الم بسعيد ؟
كيف يمكنه من رقبة محمود الطفل البرىء .. الغضب يعنى الغدر فى بعض الأحيان قصة رائعة وكأنها حقيقة
ذكرتنى بقصص الثار فى عائلات كبيرة من البدو
وقد حضرت بعضها حتى تدخلت القوات المسلحة ونزلت الدبابات فى الشوارع لفض القتل والنزاع المستتمر الى الابد! كل يوم شاب يذهب ضحية مقابل راس من القبيلة الأخرى

الناس مخها ضرب .. لا عقل ولا دين ولا علم .. وعادات قبلية او ريفية بالية

والنتيجة ازهاق الارواح والتخلى عن كل القيم

شكرا لك - امتعتنى قصتك سيدتى البارعة

فى انتظار القصة التالية

بارك الله بك أختي لغالية إيمان أنا أعرف بأنك تملكين الوعي الفكري الذي يجعلك تتوقعين ماذا ستكون النتيجة من خلال بعض الرسائل الموجهة من قبل الكاتب إلى قرائه ..هذا يفيدك في المستقبل عندما تكتبين المزيد من القصص بإذن الله ..بارك الله بك ورعاك ..
أختك
بنت البحر

الدكتور حسن الربابعة
28/01/2007, 01:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزتي القاصة المبدعة زاهية التي ستظل زاهية في قصتها "يمين طلاق" التي عرضت فيها قضية اجتماعية ما تزال تتكرَّر في مجتمعاتنا العربية وهي الثأر على الرغم من تدخل الجاهات0 والحق فإن زاهية وظفت عناصر القصة الحديثة بإبداع من حيث اختيارها الشخوص وأسمائهم وعلاقاتهم الاجتماعية وتدَّرجت في الحبكة تدرُّجا ناجحا إلى أن وصلت إلى العقدة حيث فقئت عين فهد ،وهو صغيرهم الوحيد فاقسم والده مطلِّقا من زوجته الغالية أم فهدإن لم يذبح الطفل الباغي ،وتكاد العقدة تنفرج بجاهات خلاصتها أن يمِّرر ابو فهد طرف السكين الحاد على رقبة الطفل الجاني ،بعد ان اخذوا منه اغلظ اليمان إلا يقتله، مذكرة بإبراهيم النبي يوم تلَّ ولده للجبين ليذبحه؛ ولكن أبا فهد رغم مواثيقه الغليظة قطع ودجيه وابرَّ بقسمه ،ويمين طلاقه من أم فهد.القصة بأدب رفيع؛تعالج مشاكل اجتماعية، وتذكر بالثأر العربي الذي يجب أن يفهمه المحتلون ان العربي لا ينسى من اهانه ولو بعد حين.
الدكتور حسن الربابعة _ جامعة مؤتة

زاهية بنت البحر
31/01/2007, 11:12 AM
الدكتور حسن الربايعة -جامعة مؤتة أخي المكرم
أسعدتني جدًا قراءتك الرائعة لقصتي يمين طلاق ,وأسعدني أكثر أنها كانت ضمن مشاركاتك الأولى في واتا الحضارية ,لك شكري وتقديري أخي المكرم على كل ماتفضلت به ودمت بخير ..
أختك
بنت البحر

محمد البوهي
31/01/2007, 06:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الكريمة القديرة/ بنت البحر

فكرت كثيرا قبل أن اكتب هذا الرد ، اسمحي لي ان اخرج من وهج القصة المسيطر عليا حاليا لأعود الي فنيات القص

النص من النصوص الواقعية ، والتي قال عنها الكثيرون أنه لا توجد قصة قصيرة دون واقعية ، ومنهم من يعتبر الواقعية هي أساس القص ، وما دون ذلك مهاطرات ، الواقعية لها مدارسها ، منها واقعية المكان وكان رائدها الرائع الكبير الراحل ( نجيب محفوظ ) وهناك الواقعية الزمانية ، والتصويرية وغيرها ، نعود الي النص ، النص هو من النصوص الواقعية الإجتماعية الذي حمل بداخله عدة قضايا اجتماعية دفعة واحدة ، اسمحي أن افند بعضا منها وليس الحصر :
1- الطلاق المعلق
2- الثأر.
3- الحنث بالقسم .

*الطلاق المعلق :
الطلاق المعلق على شرط تقع به طلقة واحدة رجعية إذا تحقق الشرط.

والحلف بالله على الزوجة أنها طالق إذا فعلت هذا الأمر يعتبر من أنواع الطلاق المعلق عند الجمهور وبالتالي فهو يقع إذا تحقق الشرط، غير أن ابن تيمية نقل عن بعض علماء السلف أن هذا الطلاق لا يقع إلا إذا كان صاحبه ينويه فعلا ورجح هذا الرأي وانتصر له. أما إذا كان الزوج يريد من هذا الحلف منع زوجته من فعل هذا الأمر مع عدم نية الطلاق إذا فعلته فإنه لا يعتبر طلاقا بل هو يمين تجب فيه كفارة اليمين إذا فعلته الزوجة. وقد أخذ كثير من العلماء المعاصرين برأي ابن تيمية ومن سبقه، وكذلك كثير من القوانين الشرعية المعمول بها في هذا العصر، وهو ينسجم مع عموم الحديث الصحيح المشهور "إنما الأعمال بالنيات".
والسؤال هنا إلى متى ستكون الزوجة هي السلة التي نضع فيها كل الاسباب والأقدار ، ونغلقها بالطلاق ؟

* الثأر :
الثأر من العادات المنتشرة في الكثير من البلدان العربية واسمحي لي أن أستعين ببعض الآراء في أسباب هذه العادة بأخذ شريحة من المجتمعات وهو المجتمع المصري و الذي ينتشر الثأر بالجنوب منه ( الصعيد ) :
أما د.عادل مدني رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر فيرجع عادة الثأر إلى "الضغوط النفسية التي تحاصر بها الجماعة الشخص المطلوب منه الثأر، والتي تصوره بالبطل الذي تم اختياره لمهمة مقدسة لغسل عار العائلة، وهذه الضغوط تُفقد الشخص السيطرة على نفسه بحيث لا ينتقم فقط، بل تكون لديه شحنة من الضغوط تجعله يفرغ 100 طلقة في الشخص المراد الثأر منه بالرغم من أن طلقة واحدة تكفى!".

أما الكاتب الروائي المستشار محمد صفاء عامر الذي تناول في العديد من مسلسلاته التلفزيونية قضايا وعادات الصعيد، فيقول: "حاولت تجنب إثارة عمليات الثأر في المسلسلات بقدر الإمكان اعتقادًا مني بأنها في طريقها إلى الزوال والاختفاء من المجتمع المصري الصعيدي، وإن ظلت على نطاق محدود للغاية في بعض محافظات الصعيد، خاصة في أسيوط وسوهاج وقنا".

ويضيف أن عودة ظاهرة الثأر تتطلب أن يخضع المجتمع لدراسة معمقة من علماء الاجتماع والأنثروبولوجي حتى لا تتفشى هذه الظاهرة وتصبح سلوكًا معتادًا لدى الإنسان المصري، خاصة بعد تفشي الإحساس بالسخط العام وتحدي الحكومة وعدم احترام القانون واختفاء العادات والتقاليد الجميلة التي كانت تحكم الحياة الاجتماعية في مصر في وقت سادت فيه الفوضى بين فئات المجتمع المختلفة.
ولكن هنا بهذا النص الثأر يختلف فالثأر هو ثأر من طفل لعين طفل ، ألم يعلم أن العين بالعين والسن بالسن ؟ أين ذهبت الرحمة من قلبه . تأثرت بالنص جديدا خصوصاً أنني أنتظر مولودي الأول بحول الله .

*الحنث بالوعد ، أو القسم :
وما أكثر الإيمان الضائعة الان ، في الاسواق ، والعمل ، والبيوت ، بل اصبح القسم يجري منا مجرى الدم ، فلا يحلف بالله الا لعظيم ، ولكن قسم هذا القاتل لم يرحم رأس الطفل الصغير ، ولم يرحم قلب ابيه الذي قدمه له على صينية الثقة .

محمد

أحمد العراكزة
31/01/2007, 08:48 PM
يا الله ..
ما زال يدور في مخيلتي
صورة هذا الرّجل الفلاح البسيط
وهو يصلي العصر وزوجه وفتاه يأتمّان به
كيف نقلتنا زاهية من هذه الصورة إلى صورة
رجل سفّاحٍ يغتال الطفولة غدراً

روعة في السّرد
أمتعتني والله رغم هول ما آلت إليه الخرجة
أصدقك القول يا زاهية أنني أحب الجرأة في النهايات
حيث النهاية السعيدة تبدو تقليدية
الجرأة هنا أصابت الواقع
حيث أنّ هذه النّفوس موجودة وما أن تسنح لها الفرصة
ما تلبث أن تستلّ سكيناً مثل سكين سعيدٍ
لتفري به أوداج السعادة المتمثلة بمحمود البريء


إبداع يا زاهية
قصّة جمَّلتها أحداثها
مقدمة هادئة .. ما تلبث أن تضرم النّارُ بحادثة إصابة عين فهد
فتعلو ثمّ تخبو بحكمة الشّيخ
ولكن كان هذا الهدوء مؤقتاً ..
فما أن وجدت النّار _الدفينة في أعماق سعيد_ الهشيم حتّى
اشتعلت وما من شيء يطفيها
صورة رأس الطفل المتدحرج المضمّخ بالدماء
ستبقى كالوشم في أروقة الذاكرة لكل من مر من هنا

دعائي

زاهية بنت البحر
05/02/2007, 12:49 AM
أهلا ومرحبًا بك أخي المكرم محمد البوهي ترقب قصة لي كنت قد نشرتها سابقًا عن الثأر وهذه القصة فيها العجب والله من صاحب الثأر وممن أخذ الثأر ..
لك شكري على مرورك المثري للنَّص
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
19/06/2007, 04:09 PM
يا الله ..
ما زال يدور في مخيلتي
صورة هذا الرّجل الفلاح البسيط
وهو يصلي العصر وزوجه وفتاه يأتمّان به
كيف نقلتنا زاهية من هذه الصورة إلى صورة
رجل سفّاحٍ يغتال الطفولة غدراً

روعة في السّرد
أمتعتني والله رغم هول ما آلت إليه الخرجة
أصدقك القول يا زاهية أنني أحب الجرأة في النهايات
حيث النهاية السعيدة تبدو تقليدية
الجرأة هنا أصابت الواقع
حيث أنّ هذه النّفوس موجودة وما أن تسنح لها الفرصة
ما تلبث أن تستلّ سكيناً مثل سكين سعيدٍ
لتفري به أوداج السعادة المتمثلة بمحمود البريء


إبداع يا زاهية
قصّة جمَّلتها أحداثها
مقدمة هادئة .. ما تلبث أن تضرم النّارُ بحادثة إصابة عين فهد
فتعلو ثمّ تخبو بحكمة الشّيخ
ولكن كان هذا الهدوء مؤقتاً ..
فما أن وجدت النّار _الدفينة في أعماق سعيد_ الهشيم حتّى
اشتعلت وما من شيء يطفيها
صورة رأس الطفل المتدحرج المضمّخ بالدماء
ستبقى كالوشم في أروقة الذاكرة لكل من مر من هنا

دعائي

بارك الله بك أخي المكرم أحمد العراكزة
في هذا الزمن لم يعد هناك مايدعو للاستغراب أو التعجب فكل شيء بات ممكنا لضحالة الفكر وسوء التدبير وعموم الجهل
للأسف بات الواحد منا يحزن لأنه على قيد الحياة

أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
19/06/2007, 06:02 PM
ومما وصلني من قراءة نقدية لهذه القصة ردًا للأخ المكرم القاص والأديب العربي حسام القاضي يسعدني أن أدرجه في متصفح القصة مع الشكر لأديبنا أستاذ حسام الذي أرجو أن ينضم إلى واتا الحضارية قريبًا بإذن الله .

--------------------------------------------------------------------------------

أختي الفاضلةالأديبة / زاهية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة أكثر من رائعة أجدت في نسج أحداثها
ببراعة شديدة .. أحداث متلاحقة لا تعطي الفرصة
للقاريء في ان ينصرف ولو للحظة عنها
مهدت لليمين بمعلومة عن عصبية هذا الرجل
لذا لم يكن قسمه مستغرباً.. أجدت التعبير عن المشاعر..
مشاعر الأب والأم تجاه مصيبة ابنهما ، ثم التعبير عن أزمة القرية بأسرها
ثم مهدت للنهاية بهذه اللقطة المؤثرة والموفقة للغاية :

إقتباس:
نظر سعيد في وجه فهد ,أمره بخلع نظارته السّوداء عن عينيه, وعندما شاهد زرقة السّماء في اليسرى تسارعت دقات قلبه,بلل العرق


هذه النظرة في وجه ابنه جعلت الكثير من المشاعر المتضاربة تمور في عقل الرجل في لحظات فتجعله يذبح طفلاً بريء ..
هذه الأحداث من الممكن أيضاً أن نشم منها رائحة اسقاط سياسي ، وخاصة مع الجملة الأخيرة .
وبرغم هذه النهاية الصادمة إلا انني أرى امامي عملاً قوياً يمتاز بصدقه ، والصدق ملمح من أهم ملامح النجاح لأي عمل أدبي.
تقبلي تقديري واحترامي.
__________________

حسام القاضي

أبويزيدأحمدالعزام
07/03/2008, 10:16 PM
قبل ان اعلق على هذه القصة الرائعة نسخت منها سطرا جميلا:
حجر صغير في مقلاع طفل صغير، قد يسقط حكومة تمتلك القنابل الذّريّة, بل حكومات..
إن هذا الحجراضاع هيبة كيان غاصب يمتلك من الاسلحة أقواها واكثرها فتكا وأحرج حكومات عميلة ذليلة.
..............................
القصة جميلة جدا ,تحمل تعابير حقيقية وواقعية لنفوس لاتعرف الرحمة ولا تقدر الطفولة,, كالذي يحدث في غزة الان من ذبح للأطفال والنساء ومحبي السلام يتفاوضون على الطاولات ويرقصون ويغنون ويشربون ويمرحون والطفولة تغتصب في غزة هاشم.
اديبتنا الزاهية العملاقة احترامي وتقديري

زاهية بنت البحر
30/03/2008, 06:32 PM
قبل ان اعلق على هذه القصة الرائعة نسخت منها سطرا جميلا:
حجر صغير في مقلاع طفل صغير، قد يسقط حكومة تمتلك القنابل الذّريّة, بل حكومات..
إن هذا الحجراضاع هيبة كيان غاصب يمتلك من الاسلحة أقواها واكثرها فتكا وأحرج حكومات عميلة ذليلة.
..............................
القصة جميلة جدا ,تحمل تعابير حقيقية وواقعية لنفوس لاتعرف الرحمة ولا تقدر الطفولة,, كالذي يحدث في غزة الان من ذبح للأطفال والنساء ومحبي السلام يتفاوضون على الطاولات ويرقصون ويغنون ويشربون ويمرحون والطفولة تغتصب في غزة هاشم.
اديبتنا الزاهية العملاقة احترامي وتقديري

أهلا ومرحبًا بك أخي المكرم د.أحمد، صدقت فمقلاع صغير قد يسقط حكومات لدول عظمى لأن حامله أعظم منها، ولكن الغدر لايترك لأصحاب الحق مشروعية الاحتفاظ بحقهم في العيش والسلام، وهذا بعينه ظلم الإنسان للإنسان. .بارك الله بك ورعاك
أختك
بنت البحر

صلاح م ع ابوشنب
03/04/2008, 02:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت زاهية بنت البحر
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
قصة مؤلمة حقا ، تلك الدماء التى عكرت صفو السلام ، والايمان الحانثه والوعود الكاذبه ، للوصول الى المئارب ، قضية الثأر وعدم الرغبة فى العفو عند المقدرة ،كان الذى ارتكب الحادث طفلا لا يعى شيئا ، ولم يكن كبير القوم مصيبا فى اقتراحه المشئوم . تألمت كثيرا ان تذهب حياة طفل لقاء عين ! لمجرد ان الرجل اقسم يمينا .. سلم قلمك
صلاح ابوشنب

زاهية بنت البحر
25/06/2008, 06:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت زاهية بنت البحر
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
قصة مؤلمة حقا ، تلك الدماء التى عكرت صفو السلام ، والايمان الحانثه والوعود الكاذبه ، للوصول الى المئارب ، قضية الثأر وعدم الرغبة فى العفو عند المقدرة ،كان الذى ارتكب الحادث طفلا لا يعى شيئا ، ولم يكن كبير القوم مصيبا فى اقتراحه المشئوم . تألمت كثيرا ان تذهب حياة طفل لقاء عين ! لمجرد ان الرجل اقسم يمينا .. سلم قلمك
صلاح ابوشنب

تجاوز الثأر دائرة الفرد والآخر إلى كل مايحيطه من مخلوقات على امتداد مساحة الكرة الأرضية،
وما الحروب التي نشهدها في هذا العصر إلا نتاج تراكمات الغيرة
والحسد والحقد والجشع من الشعوب بعضها تجاه الآخر.
أدعو الله أن يلهم الجميع العقل والوعي،
وإلا فستنتهي الحياة البشرية على الأرض بكارثة رهيبة.
لك شكري وتقديري أخي المكرم صلاح أبو شنب
أختك
زاهية بنت البحر

منى هلال
25/06/2008, 09:14 AM
قصة في منتهى الروعة بالرغم من فظاعة موضوعها
قوية الأحداث سريعة النظم
كل حرف من حروف قصتك تضافر للخروج بعمل في منتهي القوة والإبداع

مبدعة أنتِ يا زاهية وقاصة من الدرجة الأولى
يلهث القارئ وراء الأحداث من أول القصة إلى آخرها
تعرفين كيف توقعين القراء في شباك قصصك - فلم أستطع أن أحرك ساكنا إلى أن أتيت إلى نهايتها الدرامية الدامية.

غبي هذا الرجل، ألا يعرف أنه قد خسر كل شيء بفعلته هذه
خسر زوجته التي كان لا يريد طلاقها - وخسر ابنه
بل وخسر حياته في النهاية فحبل المشنقة ينتظره

أسجل اعجابي الشديد يا سيدتي

اختك
منى هلال

زاهية بنت البحر
27/06/2008, 11:07 AM
قصة في منتهى الروعة بالرغم من فظاعة موضوعها
قوية الأحداث سريعة النظم
كل حرف من حروف قصتك تضافر للخروج بعمل في منتهي القوة والإبداع
مبدعة أنتِ يا زاهية وقاصة من الدرجة الأولى
يلهث القارئ وراء الأحداث من أول القصة إلى آخرها
تعرفين كيف توقعين القراء في شباك قصصك - فلم أستطع أن أحرك ساكنا إلى أن أتيت إلى نهايتها الدرامية الدامية.
غبي هذا الرجل، ألا يعرف أنه قد خسر كل شيء بفعلته هذه
خسر زوجته التي كان لا يريد طلاقها - وخسر ابنه
بل وخسر حياته في النهاية فحبل المشنقة ينتظره
أسجل اعجابي الشديد يا سيدتي
اختك
منى هلال


أهلا ومرحبًا بك دائمًا أختي الحبيبة منى هلال ، كم يسعدني مرورك المحمل بالشذى
فيعبق في متصفحاتي جمالا ورواء. أشكرك وأنتظر تعليقك على القصة التي
أتعبتني جدا ريثما نشرتها وعندما تم النشر كنتِ قد خرجتِ من واتا. بانتظارك
أختك
زاهية بنت البحر

قاسم عزيز
25/09/2009, 03:01 AM
لا أرى فى نصك هذا إلا اسقاطا سياسيا لما يجرى فى قضية العرب المستعصية على الحل , فكل من نتوسم فيهم الفضل والحكمة ويتصدرون المحافل لحل القضية يساهمون انجرافا فى ذبح القضية . . فاقتراح الشيخ الذى يحترمه الجميع بعد طول مفاوضات بين الطرفين هو ما مكن النفس الشريرة من نفث شرها وتحقيق مأربها قصير النظر . .
" الفرشة البيضاء " كانت أمل السلام والصفاء الكاذب , و"شراكة " ابو محمود كانت اشيه باوليات انزلاق الختيار نحو متاهة السلام التى ضاع فيها من دماء الفلسطينيين ربما اكثر من اى وقت مضى , ناهيك عن ضياع حق العودة ومزيد من التهجير القسرى والمستوطنات والمعتقلات الغاصة بالشباب والصغار من الجنسن , والقائمة طويلة ....
اتقنت لغة وحبكة وحتى استرسالا , غير ان المقدمة ربما كانت اطول من اللازم قليلا , حتى أنى ظننت انك لم تقصدى ذروة الحدث الذى أخذ به كل الزوار هنا تقريبا , لكن إغواء الواقع ذهب بك الى هذا الاسقاط الذى فطن اليه قلة من زوار صفحتك . لكنه حين تبلور فى ذهنك النشط كانت القصدية وكانت الكثير من الفاظ الاغراق فى الدموية لتعميق الإدراك بجرم السياسيين فيما يحدث للقضية بزعم سعيهم للحل السياسى دون غيره .
وكانت كل القرية الوادعة شهودا على واقعة " الذبح " التى يشترك فيها السياسى " الشيخ " واصحاب القضية " الأب "
بينما البسطاء والمخدوعين بهيبة الكبار ووحكمتهم تتفتت اكبادهم " الام " , أما نحن متلقيك فلعلنا نمثل بمصمصة الشفاه هذا المجتمع الدولى الذى يرسل الادوية وادوات التنظيف وتضميد الجراح المفتوحة على المصراعين .
انت . . . أديبة رائعة , وقاسية , لا أصدق ان كاتبة هذه هى من كتبت " . . وشىء كان

زاهية بنت البحر
01/11/2012, 05:57 PM
لا أرى فى نصك هذا إلا اسقاطا سياسيا لما يجرى فى قضية العرب المستعصية على الحل , فكل من نتوسم فيهم الفضل والحكمة ويتصدرون المحافل لحل القضية يساهمون انجرافا فى ذبح القضية . . فاقتراح الشيخ الذى يحترمه الجميع بعد طول مفاوضات بين الطرفين هو ما مكن النفس الشريرة من نفث شرها وتحقيق مأربها قصير النظر . .
" الفرشة البيضاء " كانت أمل السلام والصفاء الكاذب , و"شراكة " ابو محمود كانت اشيه باوليات انزلاق الختيار نحو متاهة السلام التى ضاع فيها من دماء الفلسطينيين ربما اكثر من اى وقت مضى , ناهيك عن ضياع حق العودة ومزيد من التهجير القسرى والمستوطنات والمعتقلات الغاصة بالشباب والصغار من الجنسن , والقائمة طويلة ....
اتقنت لغة وحبكة وحتى استرسالا , غير ان المقدمة ربما كانت اطول من اللازم قليلا , حتى أنى ظننت انك لم تقصدى ذروة الحدث الذى أخذ به كل الزوار هنا تقريبا , لكن إغواء الواقع ذهب بك الى هذا الاسقاط الذى فطن اليه قلة من زوار صفحتك . لكنه حين تبلور فى ذهنك النشط كانت القصدية وكانت الكثير من الفاظ الاغراق فى الدموية لتعميق الإدراك بجرم السياسيين فيما يحدث للقضية بزعم سعيهم للحل السياسى دون غيره .
وكانت كل القرية الوادعة شهودا على واقعة " الذبح " التى يشترك فيها السياسى " الشيخ " واصحاب القضية " الأب "
بينما البسطاء والمخدوعين بهيبة الكبار ووحكمتهم تتفتت اكبادهم " الام " , أما نحن متلقيك فلعلنا نمثل بمصمصة الشفاه هذا المجتمع الدولى الذى يرسل الادوية وادوات التنظيف وتضميد الجراح المفتوحة على المصراعين .
انت . . . أديبة رائعة , وقاسية , لا أصدق ان كاتبة هذه هى من كتبت " . . وشىء كان



شكرا لتعليقك الرائع أخي المكرم قاسم عزيز
بارك ربي فيك ورعاك
أختك
زاهية بنت البحر