المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسماعيلية المدينه البتول .. ولدت بقرار خديوى وكبرت بغرباء)))))))))



محمد محمد حلمى
03/07/2009, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

:emo_m1::)مقدمة لابد منها
.الاسماعيليه وطن لايعشقة بشغف الا من ولد على ترابة أو زارة وارتبط بعلاقات اجتماعية مع أهله
والعبد الفقيرللة ولد بتلك المدينة البتول فى منزل صغير يتألف من طابقين وحديقةبشارع دمنهور فى عرشيه مصر بجوار جراش على اسماعيل وخلف النادى الاسماعيلى مباشرتا
ورحل عنها وهو فى الخامسةمن عمرة
.وتلك السنوات القليلة تركت به أثار ما زالت تلازمة حتى الأن
مثل حبة للفول السودانى والمانجو وأغانى السمسمية وعشق لاعب الاسماعيلى الفذ المرحوم رضا هذا اللاعب الذى كانت أبتهج عندما أرى جماهير الاسماعيلى تلتف حولة وتهتف كلما دخل أو خرج من باب النادى رحمة اللة علية
هى صور مشوشةبعض الشئ لأنها كانت بعين طفل برئ كان يستنشق الهواء المنعش النظيف على ضفاف بحيره التمساح
تلك البحيرة التى كانت أظنها أكبر من كل بحار ومحيطات الأرض
ورحل الطفل الصغير ولأول مرة يعرف معنى الاغتراب عن الوطن الصغير
ومعنى الحنين لشرفه حجرتة المطلةعلى ملاعب النادى ورائحه أشجار الريحان فى حديقه المنزل
ولكن الصور التى مازالت محفورة داخلى دون رتوش كانت بعيون صبى ظل لسنوات يشعر باشتياق الى شارع دمنهور وجراش على اسماعيل
ولقد ساهمت تلك الصور بشكل أساسى فى تشكيل شخصيتى فيما بعد
هى صور لمدينة خالية تماما من جميع مظاهر الحياة اللهم الا من أعداد بسيطة من أبناءالأسماعيليه وأعداد كبيرة من القطط والكلاب الضالةالمنتشرة فى الشوارع وداخل أطلال المنازل
.فالأشجار كانت مابين غصون يابسة أو غصون كساها الاصفرار والذبول
أماالطرقات فكانت موحشة وكئيبة وتظهر عليها أثار جنازير الدبابات
المبانى مابين أطلال أو خاوية ولكن الغارات والقصف العشوائى قد تركت آثارها اللعينة بكل شبر فيها
مناظر رهيبة وشعوربالفزع والخوف واللة لم أنساة حتى الآن لأنة ولد داخل صبى كان لايعرف معنى كلمه حرب ....ولا معنى كلمه دمار
ولم يعرف أن الجاثين على الضفة الاخرى هم أقذر شعوب الأرض
.لم أنسى منظر أصدقاء والدى يلقوا باللوم علية لأنة أصتحبنى معه فى ذلك اليوم
لا أنسى منظر أبى وهو يحاول أقناعهم أننى من تشبست بالذهاب معة بل وأننى كنت أختبئ عند كل نقطه تفتيش مابين أبوحماد والأسماعيلية
واللة أن عينى دمعت الآن مثلما دمعت فى يوم 17 سبتمبر من عام 1969م
.هو تاريخ لم ولن ينسى لأنة غير اشياء كثيرة داخل صبى
عرف معنى الحرب والدمار وعشق الأرض واحترام الرجال
عرف ان تاريخ نضال الأبطال ليس كلمات بين دلفتى كتاب بل هو صفحات مشرقة دونت بدماء الشهداء والايمان باللة وصلابه الرجال
:emo_m19::emo_m19::emo_m19:
:)الأهمية الاستراتيجية لمدينه الاسماعيلية
الاسماعيلية مدينة السحر والجمال عمرها لا يزيد عن مائة وأربعون عام ولهذا تعد من المدن الحديثة تاريخيا
.الاسماعيلية تقع على ملتقى عدة طرق حيوية تربطها بمحافظتى سيناء الشمالية والجنوبية والقاهرة عاصمة البلاد ومركز السلطة وبورسعيد والسويس كموانئ
.وتعتبر الاسماعيلية البوابة الشرقية لمصر العربية والإفريقية للعبور خلالها إلى الدول العربية والإسلامية وغيرها من دول القارة الأسيوية
وهى تتوسط إقليماً ضم محافظات القناة: بورسعيد والسويس وسيناء الشمالية والجنوبية ومحافظة الشرقية.
الاسماعيلية لها مكانة متميزة حيث يوجد بها رئاسة هيئة قناة السويس، ورئاسة جامعة قناة السويس وقيادة الجيش الثانى الميدانى..
:)مدينة الإسماعيلية التى نشأت بقرار خديوى
كانت نقطة التحول في تاريخ تلك المنطقة عندما عرض المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس فكرة شق قناة تربط بين البحر المتوسط والبحر الاحمر
وذلك لتسهيل حركة المرور والتجارة العالمية بين الشرق والغرب وبالفعل استطاع ديليسبس الحصول علي موافقة الخديوي سعيد علي أقامه هذا المشروع الضخم
بالإضافة إلى امتيازات هائلة لصالح الشركة التي كان يعمل بها ديليسبس وما استتبع هذه الموافقة وهذه الامتيازات من التحول الهائل في تاريخ تلك المنطقة لتتحول من صحراء جرداء إلي تجمعات حضارية كبيرة ثم إلي مدن ذات طباع خاصة كان لوجودها أكبر الأثر في تاريخ مصر الحديث بعد ذلك .
لم يكن ليخطر علي بال سكان قرية التمساح أن تتحول قريتهم الصغيرة في يوم من الأيام إلي مدينة كبيرة يؤمها القاصدون من كل مكان للإقامة بها والاستمتاع بجوها وهو ما حدث بعد ذلك بالتدريج .
مع تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر كانت له من الآمال والتطلعات مع ما يتناسب ومكانة مصر التاريخية والحضارية علي مستوي العالم
وكان الخديوي في ذلك الوقت متأثراً بالطابع الأوربي الغربي بصفة عامة والفرنسي بصفة خاصة لذا فقد حاول بكل قوة في أن يجعل من مصر مركزاً حضارياً أوربياً في قلب القارة الأفريقية
وبالفعل بدأت معالم التحديث والحضارة هذه في الظهور في القاهرة ومدن مصر المختلفة وذلك من خلال المشروعات والأعمال العظيمة التي تم إنشائها مثل الكباري والجسور علي نهر النيل وشق الترع لتوصيل مياه النيل إلي مناطق مختلفة من أرض مصر بالإضافة إلي فتح المدارس والمصالح والدواوين الحكومية والمكتبات وغيرها من المشروعات .
من هنا كانت المنطقة الجديدة والتي يجري بها العمل في شق قناة السويس هي البيئة المناسبة لتنفيذ آمال وتطلعات الخديوي
فقام بإطلاق اسمه علي المنطقة الواقعة في منتصف المسافة بين بورسعيد والسويس فسميت بالإسماعيلية
ومن ثم بدأ في التخطيط الشامل لتلك المنطقة لتكون كما لو كانت باريس عاصمة النور فشق طرقها علي النمط الأوربي وجلب لها النباتات والأشجار من كل مكان علي وجه الأرض وأقام فيها العديد من المنازل والفيلات علي الطراز المعماري الفرنسي
غير أن الوقت لم يسعفه لتنفيذ مشروعه الحضاري كاملاً.
وقد بدأت مشاهد الحياة الحضارية علي هذه الأرض في العصر الحديث مع الاحتفال الأسطوري الذي أقامه الخديوي إسماعيل لافتتاح قناة السويس أمام الملاحة العالمية عام 1869م
والذي حضره العديد من ملوك ورؤساء دول العالم في ذلك الوقت وعلي رأسهم الملكة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وقد كان هذا الاحتفال من العلامات المضيئة في تاريخ تلك المنطقة .
:mh02:غرباء السخرة ...والخوف من السلطة وكراهية القاهرة
. في البداية كان أهل قرية التمساح هم كل سكان مدينة الإسماعيلية الجديدة وبدأ يوماً بعد أخر يلحق بهم العديد من سكان القرى المجاورة
ويستقر عندهم الكثير من الغرباء الذين جاءت بهم السخرة والسلطة من بيوتهم وحقولهم وعائلاتهم ليشاركوا في حفر قناة السويس .
كانت الحالة الإنسانية لهولاء البشر في منتهى القسوة والعذاب والمشقة والألم
حيث يتم تجميعهم كما لو كانوا قطعان من الحيوانات لا كبشر لهم حق الحياة وينتهي بهم المطاف في الإسماعيلية
فيموت منهم من يموت ويبقي منهم من يبقي وأما من بقي منهم علي قيد الحياة فكان أمامه خيارين أما العودة من حيث أتي أو البقاء
لينضم إلى أهل قرية التمساح ليكتبوا الصفحة الأولى في كتاب تاريخ الإسماعيلية .
وهنا يجب التوقف عند هذه النقطة طويلاً حيث تشرح هذه النقطة طبيعة أهل الإسماعيلية
من انهم بدأوا حياتهم كفقراء مسالمين لا يضمرون شراً لأحد ولا يريدون لأحد أي أذى
ولكن هي السلطة في القاهرة التي اقتلعتهم من بيوتهم وألقت بهم حفاة جائعين في الصحراء
ومن ثم كان هذا أول درس تعلموه ألا يثقوا في السلطة والايحبوا القاهرة
ظروف كان من الممكن أن تتبدل وتتغير بمرور أيام وسنوات كثيرة وطويلة ولكن حتى بعد التغيير والتبديل وبعد هذه الأيام والسنوات بقي هذا الدرس وهذا الاقتناع تحت جلد أبناء الإسماعيلية
يتوارثونه جيلاً بعد جيل ليس فقط الخوف من السلطة وكراهية القاهرة
وإنما هذا الترابط العميق بينهم والذي أكده دمهم الذي سال فوق رمال أرضها والموت الذي كان يحاصرهم طوال الوقت والذي أنساهم انهم جاءوا من مختلف القرى والمدن في شمال مصر وجنوبها بطولها وعرضها.
:embarassed:الاسماعيليةوالتوجس من الغرباء
إلى هنا وكان من الممكن أن تنتهي الحكاية حكاية مدينة ولدت بقرار خديوي وكبرت بغرباء ومهاجرين فقراء جاءوا إليها من كل مكان
وعاشت بفضل مشاعر جمعت ووحدت بين كل هولاء الغرباء ولكن كان للحكاية بقية وفصول أخرى
حيث الإنجليز قد جاءوا إلي مصر بأحذيتهم الثقيلة ووجوههم الباردة وأسلحتهم المخيفة ولكنتهم الغريبة
فلم تكن الاسماعيلية فقط أهم القواعد العسكرية الإنجليزية علي مستوي الشرق الأوسط كله
ولكن ايضاً ومنذ عام 1870 كانت المركز الرئيسي لشركة قناة السويس فكانت النتيجة أن القاعدة العسكرية ملأت المدينة بالضباط والجنود والمعسكرات
ومركز شركة قناة السويس ملأ المدينة بالعائلات الأجنبية حيث أستقرت تلك العائلات فى الحى الأفرنجى ومنطقه الفلل ..أما فى وسط المدينة فأستقر عدد من المغامرين الاجانب الذين فتحوا بعض من المحال التجارية بجانب بعض التجار الوافدين من محافظه الشرقية والملاصقة لحدود المدينة الجديدة
وهكذا تواجد عدد هائل من الغرباء وسط مدينة مصرية صغيرة عرف أهلها العذاب والخوف منذ أن عرفت مدينتهم الحياة........
وإذا كان هناك وجه للشبه بين نشأة الإسماعيلية ونشأة بورسعيد في نفس الظروف ألا أن هناك خلاف أساسي وجوهري بين المدينتين
. فبور سعيد بعد سنوات قليلة من نشأتها قد تحولت إلي ميناء كبير
بينما بقيت الإسماعيلية مدينة صغيرة تقع علي ضفاف بحيرة
وتدريجياً اكتسبت بورسعيد صفات مؤاني العالم فهدأت الحدة قليلاً وأصبح التعامل مع الجميع ممكناً وتغيرت العادات والتقاليد يوماً بعد آخر واختلطت الجذور المصرية بكل من جاءوا إلي بورسعيد من أقاصي الدنيا
أما الإسماعيلية المصرية فبقيت تطل بعيون مذعورة ومرتبكة علي الإسماعيلية الأخرى التي يملكها الخواجات
:mh09الأسماعيليه أهل السخرة والتمساح وتأجج المشاعر الوطنية
في هذه الفترة كانت المشاعر الوطنية لكل المصريين بصفة عامة وأهالي منطقة القناة بصفة خاصة في قمة توهجها
وذلك في مواجهة الاحتلال الإنجليزي والذي ترك معسكراته في أنحاء مصر وقام بتركيزها في منطقة القناة والإسماعيلية فقط
فصارت الإسماعيلية مركزاً لتجمع القوي الوطنية المختلفة من كافة أنحاء الوطن للقيام بعمليات فدائية ضد المحتل الغاشم لإجباره علي الرحيل من أرض مصر كلها
. كانت هذه العمليات تتم بتعاون وثيق وتام مع أهل الإسماعيلية الذين وفروا كل سبل المقاومة لمن يريد أن يقاوم الاحتلال
ومع تزايد العمليات الفدائية ضد القوات الإنجليزية في الإسماعيلية صارت تلك القوات تضرب بجنون و بغير وعي في أهل الإسماعيلية علي اعتبار أما أنهم هم من يقومون بتلك العمليات أو علي الاقل يقومون بمساعدة منفذيها في إتمامها
فكان الحصار التام لمدينة الإسماعيلية من اجل إيقاف تلك العمليات والقيام بالعديد من أعمال القتل والسجن والاعتقال لمواطنيها في مواجهة ثورة وانتفاضة شعب الإسماعيلية المستمرة والمتصاعدة كل يوم في مواجهة الاحتلال
:mh09:الاسماعيليه تاريخ مشرف فى النضال الوطنى:mh09:
يعد يوم السادس عشر من أكتوبر من كل عام هو اليوم الوطنى لمحافظة الإسماعيلية
وهو ذكرى إنتفاضة شعب الإسماعيلية ضد المحتل،
ويحتل هذا اليوم موقعاً فريداً من تاريخ النضال المصرى وذلك لحجم الأحداث والنتائج التى ترددت أصداؤها وتأثيرها فى أنحاء العالم.
وقد كانت الشرارة الأولى فى هذا اليوم من عام 1951م عندما تجمع طلاب مدرسة الإسماعيلية الثانوية فى مظاهرة حاشدة تولى قيادتها مجموعة من طلبة الجامعة والعمال،
ثم توجهت هذه المظاهرة إلى ميدان المحطة حيث كان النافى ( مؤسسة إستهلاكية للقوات البريطانية وقتئذ)، وأحرقتها ودمرتها عن آخرها،
وفرض حظر التجول، وعزلت أحياء المدينة عن بعضها البعض وتوالت أحداث النضال ضد المحتلين إلى أن بلغ ذروته يوم 25 يناير سنة 1952
حيث ضرب رجال الشرطة البواسل أروع الأمثلة على التفانى فى خدمة مصر والدفاع عنها
وصمودهم وهم بأسلحتهم الخفيفة ضد قوات المحتل البريطانى بمدافعه ودباباته،في استبسال فريد يذكره التاريخ في صفحات خالدة من نور علي مر الأجيال
.تلك الواقعة التي علق مؤرخون بريطانيون كثيرون علي أن الإسماعيلية قد شهدت بداية النهاية للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس
وفى اليوم التالى تفجر حريق القاهرة الشهير وبدأ النضال الذى عجل بقيام ثورة يوليو عام1952 م
:mh78::mh78::mh78: