المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انظر التدريب الرباني لموسى قبل مواجهة فرعون



أبو مسلم العرابلي
04/07/2009, 12:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
موسى عليه السلام (12)
والتدريب المسبق لمواجهة فرعون

أبواب الحديث عن موسى عليه السلام في القرآن الكريم كثيرة .... وإنما ندرسها بغية التأسي بها لا التسلي ... فما ذكرت قصص الأنبياء في القرآن الكريم إلا للانتفاع بها، والاسترشاد بما فيها، وأخذ العبرة من أحداثها .....
بعد التهيئة الربانية لموسى عليه السلام بتربيته في أحضان فرعون ليتعلم لغتهم، ويكون أكثر بني إسرائيل جرأة عليهم، ويتعلم الكتابة التي كانت محظورة إلا عليهم؛ ليستطيع كتابة التوراة من بعد لبني إسرائيل، ثم يتجرأ فيقتل واحدًا منهم ليبدأ الصراع معهم، ثم يرحل عنهم هاربًا منهم؛ ليعيش عشر سنين في مدين، ويتزوج منهم، فيتقن العربية ليكون مؤهلاً لتكليم الله له، وها هو اليوم في طريق سيره يتعرض لمفاجآت تبدأ معها النبوة والتكليف بالرسالة ....
سنتكلم عن أمور أربع؛
1- النوازع التي انتابت موسى عليه السلام عندما رأى نارًا
2- كيف تجرأ موسى عليه السلام للتعامل مع عصا تغيرت طبيعتها إلى شيء مرعب.
3- تقدير المخاطر التي ستواجه موسى عليه السلام في ذهابه إلى فرعون
4- وصف العصا المتحولة بالجان والثعبان والحية.

أبو مسلم العرابلي
04/07/2009, 12:15 PM
نقف وقفة عند مخاطبة موسى عليه السلام لأهله عندما أخبرهم أنه "آنس نارًا" - تكشف عن جانب من شخصية موسى عليه السلام، وتقديره لذهابه إلى مكان رؤية النار ...
وإنما سمى الله تعالى زوج موسى عليه السلام بأهله؛ لأنه سيعود إليها بعد ذهابه إلى النار التي رآها، وكل تسمية لأي شيء بأهل يراد بها العودة إليه في كل مرة يتركه أو يذهب عنه.
ونبدأ بالمواضع الثلاث التي جاء فيها ذكر هذا الموقف في القرآن الكريم؛ حسب الترتيب في المصحف:
- في سورة طه يقول تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) طه.
- وفي سورة النمل يقول تعالى: (إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) النمل.
- وفي سورة القصص يقول تعالى: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) القصص
ففي آية طه ذكرت رؤيته للنار قبل مخاطبة أهله؛ وعلامة ذلك أن فكر فيما يجب عليه فعله قبل إخبار أهله؛
فهو يرجو بإتيان شيء من النار "قبس"، والقبس إما أن يكون ذا لهب فيكون شهابًا، وإما أن يكون دون لهب فيكون جذوة، فالقبس عام شامل للطرفين، وشامل للجمر أيضًا الذي لم يذكر في القرآن،
ثم ثنَّى رجاؤه بـ"أو أجد على النار هدى" وهذه شاملة لسماع خبر عام، وأن يكون في الخبر هدى، فخصوصية الهدى مبنية على الحصول على الخبر أولا، والمراد بالهدى ما يثبته على طريق سيره.
ولما ذكرت رؤية النار ابتداء؛ قدم الإتيان بالقبس، وجعل له الأولوية على الخبر الذي فيه هدى.
وكذلك فصل ذكر اسم موسى عليه السلام وقدم في الآية السابقة؛ فاسمه دال على القطع، وهو في الآية تكلم بشمولية تتعد فيها الاحتمالات؛ قبس فيه جذوة، أو قبس فيه شهاب، وخبر خال من الهداية، وخبر فيه هداية،
وفيه تنبيه لأهله بالمكث "امكثوا"؛ لاحتمال أن يأخذ ذهابه مزيدًا من الوقت، فيتأخر في عودته.

أما في سورة النمل فيقول تعالى: (إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) النمل،
ففي هذا الموضع نازعه الخوف على بقاء أهله وحيدين في ظلمة الليل؛ فلم يقل "امكثوا"، لأنه أراد سرعة الذهاب والعودة بقوله" "سآتيكم"؛ والمجيء بالشهاب القبس يقتضي السرعة؛ للانتفاع به كشعلة لغيره من الحطب من قبل أن ينطفئ، وأنه صغير لا يعيقه حمله، وينير له الطريق أيضًا مما يسرِّع عودته.
وقدم المجيء بالخبر على المجيء بشيء من النار؛ لأن الخبر يحمله في نفسه ولا يعيقه حمله كحمله للشهاب القبس، وأن الخبر أهم لديه من النار.
وكل ذلك بسبب خوف موسى على ترك أهله وحيدين في ظلمة الليل.. والعجلة طبع في موسى عليه السلام .. وفي هذه الآية جاء ذكر اسم موسى عليه السلام "قال موسى لأهله" لمناسبة الموقف مع التصريح باسمه، أما المواضع الأخرى فجاء فيها: "قال لأهله" دون التصريح باسمه.

أما في سورة القصص فيقول تعالى: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) القصص؛
ففي بداية الآية يصرح تعالى باسم موسى عليه السلام مع ذكر قطعه للأجل والانتهاء منه بعد عشر سنين، وسيره بأهله بعيدًا عن ديار امرأته؛ قاطعًا اتصاله بهم،
وهذه المقدمة علامة على عدم العجلة من أمره، وطلب السرعة فيها؛
ثم يطلب من أهله أن "امكثوا" كما في سورة "طه"،
ويرجو في قوله أن يأتي منها بخبر، أو جذوة من النار؛
فقدم الخبر على النار خلافًا لسورة طه، لأن الخبر يأخذ وقتًا أكثر من أحذ جذوة من النار.
فكأن المجيء بالجذوة تحصيل حاصر، والخبر هو الهدف بالذهاب.
وجاء بلفظ "جذوة من النار" بدلا من "قبس"، أو "شهاب قبس"
والجذوة هي الخشبة الغليظة التي اشتعل طرفها،
وحال هذه النار يتناسب مع قوله "امكثوا" الدالة على احتمال التأخر في العودة.
واختلاف أسلوب القرآن في السور الثلاث هو لبيان النوازع التي انتابت موسى عليه السلام،
فهو لا يريد السرعة في العودة كما ظهر في سورة النمل، وهو يتناسب مع سورة سميت بسورة النمل التي من دأبها العمل الدائم وعدم التوقف،
وهو يريد تحقيق ما سيذهب إليه من إحضار بعض النار، وخبرًا ينفعه في مسيره،
وهو بين الإطالة لأخذ التفاصيل، أو الاكتفاء بما ينفعه في مسيره،
فقدم وأخر؛ وأجمل وفصَّل.

أبو مسلم العرابلي
04/07/2009, 12:18 PM
أما كيف تم علاج موسى عليه السلام من خوفه، وتجرُّئه على التعامل مع العصا عندما انقلبت حية؛
فقد قسم الله تعالى الحدث الواحد إلى ثلاث جزيئات، ووضع كل جزء في سورة؛
الخطوة الأولى يبينها قوله تعالى: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11) النمل.
فأول علاج للخائف الهارب إيقاف هروبه؛ فعندما يسمع موسى قول الله تعالى: (يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) النمل، فسيقف موسى خجلا من الله تعالى، ويقطع هربه.

ثم تأتي الخطوة الثانية ويبينها قوله تعالى: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ (31) القصص،
فبعد أن توقف موسى عليه السلام؛ أتت الخطوة الثانية؛ بدعوته للإقبال إلى المكان الذي فر منه، وفيه العصا التي رآها تهتز كأنها جان،
ثم تأتي الخطوة الثالثة ويبينها قوله تعالى: (قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى (21) طه.
فلما عاد إلى المكان، وأصبحت الحية أمامه مرة ثانية؛ طلب منه تناولها، وقد طمئن بأن من الآمنين؛ عندما طلب من العودة، والطمأنة الثانية أنها ستعود إلى سيرتها الأولى كما كانت ... وبتناولها انتهى خوف موسى عليه السلام، وأصبحت لديه قدرة لتكرير الإلقاء؛ دون خوف أو هرب منها منها.
هكذا يكون علاج الخائف:

1 - أن يقطع خوفه من الشيء بقطع هربه منه، وابتعاده عنه كخطوة أولى.
2 - ثم الجرأة على العودة إلى نفس المكان، والنظر من قرب إلى ما يخافه كخطوة ثانية.
3 - ثم الطلب منه أن يتعامل مع ما يخاف منه باللمس والأخذ والحمل كخطوة أخيرة.

أبو مسلم العرابلي
05/07/2009, 09:49 AM
وجاءت تسمية العصا بثلاثة أسماء بعد تحولها:
1 - فعندما اجتمعت عليه الوحدة والليل والمفاجأة فكانت درجة الخوف أعلى درجاتها؛ سميت: جان؛
قال تعالى: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ (10) النمل.
وقال تعالى: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ(31) القصص.
2 – وعندما كان تحولها في النهار، وفي مجلس فرعون حيث أرعبتهم؛ فكانت ردة الخوف أقل؛ حيث الوقت نهارًا وليس ليلا، وفي المجلس جمع وليس فردًا واحدًا؛ فسميت بما يناسب هذا الموقف وما يشاهد من تلويها وتثنية جسمها بالثعبان؛
قال تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107) الأعراف، و(32) الشعراء.
3 - ولما اطمأن موسى عليه السلام بعد مخاطبة الله له، وإطالة الحديث معه؛
قال تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) طه.
فهدأت نفسه، وزال خوفها؛ سماها حية؛
قال تعالى : (قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى (21) طه.
فوضعت كل من التسميات الثلاث في مواضعها المناسبة له؛
فوضعت "جان" للدرجة الأعلى من الرهبة والخوف مع الوحدة والمفاجأة وظلمة الليل.
ووضعت "ثعبان" للدرجة المتوسطة من الرهبة والخوف لكون العرض في وضح النهار، وفي جمع أرعبهم ذلك دون موسى وهارون عليهما السلام.
ووضعت "حية" للدرجة الأقل من الرهبة والخوف بعد طول حديث بين الله تعالى وموسى عليه السلام، كان له الأثر في تهدئة خوفه، وطمأنته أنه لن يصيبه ضرر من تناولها.
وعند قراءة "جانٌّ" بمد الألف مدًا لازمًا ستة حركات، وغن النون المشددة مقدار حركتين؛ تجد لها الصدى الأكبر في النفس من البقية، وتجد لقراءة "ثعبان" بمد الألف من حركتين إلى ستة حركات؛ صدى أكبر من لفظ "حيه"؛
فتجد مراتب صدى الكلمات في النفس على قدر مراتب الخوف التي استعملت فيها في الآيات.
هذه الطريقة الربانية تعلمنا كيف تكون معالجة من لديهم رهبة من شيء ما؛ لنزيل رهبتهم، وخاصة للذين يتعاملون مع المواد الخطرة كالسلاح والمتفجرات من العسكريين، ولو أمر موسى عليه السلام أن يلقي العصا في مجلس فرعون دون تدريب سابق له؛ لأصابه من الرهبة ما أصابهم، ولما جرؤ على تناولها، ولذهب الهدف من إتيانه هذه الآية.

أبو مسلم العرابلي
05/07/2009, 10:01 AM
أما الآية الأخرى التي أعطيت لموسى ولازمت آية العصا؛
فهي خروج يده بيضاء من غير سوء
وقبل خروج اليد بيضاء قام موسى بثلاثة أفعال:
1 – الفعل الأول : إدخال يده في جيب ثوبه، وقد كان موسى عليه السلام راعيًا، ويتوقع أن يكون ثوبه من صوف.
قال تعالى: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) النمل
2 – الفعل الثاني: ضم يده إلى جنبه حتى تكون متلاصقة بشدة بثوبه؛
قال تعالى: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) طه.
3 – والفعل الثالث : تحريك يده باستمرار في جيبه مع المحافظة على ضم اليد إلى الجناح؛
قال تعالى: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) القصص.
ومعنى اسلك؛ أي حرك يدك باستمرار وبدون توقف، فمن هذه المادة " السلك" للخيط، لأنه يتحرك باستمرار مع كل غرزة جديدة في علمية الخياطة.
ومن ذلك تحرك ماء المطر في جوف الأرض بعد دخوله فيها؛ حتى يجد مخرجًا يخرج منه على شكل ينابيع؛
كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ (21) الزمر.
وتحرك أهل النار في العذاب بلا توقف يستريحون فيه؛
كما في قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) الحاقة.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) الجن.
والتحرك الدائم والدؤوب لأهل الأرض في مسالكها؛
كما قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) نوح.
وفي تحرك الحراس الدائم حول من كلفوا بحراسته؛
كما في قوله تعالى: (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) الجن.
فهذه الأفعال التي قام بها موسى على السلام يقوم بها طلاب المدارس اليوم لشخن قضيب بالدلك للتولد فيه كهرباء ساكنة، فما ينتج من كهرباء بالدلك في قطعة صوف يخالف شحنة الكهرباء التي تدلك بقطعة حرير.
وهذه الشحنات عندما تفرغ في جسم فإنها تعطي إضاءة تظهر في الليل.
والمعجزة التي جاء بها موسى عليه السلام؛ أن الإضاءة التي تتولد من شحنة ساكنة تحولت إلى إضاءة كأنها من كهرباء متحركة ومستمرة، وإضاءتها شديدة، مما لا يستطيع البشر أن ينتجونه بهذه الطريقة، ولا تؤذي صاحبها،
فلذلك تكرر ذكر "من غير سوء" مع الأفعال التي فعلها بيده قبل إخراجها؛ (تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ..(12) النمل، (32) القصص، (تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) طه.
ومن شدة إضاءتها أنها بيضاء وترى قوية في النهار؛ وكان ذلك في مجلس فرعون؛
قال تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (108) الأعراف وتكررت في الشعراء؛
قال تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (33) الشعراء.
وأجساد الأنبياء لها قوة على التحمل أكثر من بقية الناس؛
قال تعالى: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) القصص.

أبو مسلم العرابلي
05/07/2009, 10:21 AM
كيف قدر موسى عليه السلام مخاطر الذهاب إلى فرعون وملئه وقومه؟
وكيف رتب ذكرها في شكواه إلى الله عز وجل؟
بين موسى عليه السلام ان هناك ثلاث مخاطر تنتظره إذا ذهب إلى فرعون؛
الأولى: انه قتل واحد منهم فيخشى أن يقتل به
والثانية: تكذيبهم له لأنه من قوم مستضعفين ومستعبدين عند فرعون.
والثالثة: أن يضيق صدره من احتقارهم له فلا ينطلق لسانه بالكلام لتبلغهم.
فهذه المخاوف الثلاث استحضرها موسى عليه السلام في نفسه
فبأي واحدة يبدأ ذكرها ؟
فلما خاطب الله تعالى موسى بالذهاب إلى فرعون وملئه،
في قوله تعالى: (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) القصص.
فاستحضر في نفسه قتله للفرعوني؛ واجتماع الملأ وأمرهم بقتله؛
قال تعالى: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) القصص، فقدم الخوف من القتل على التكذيب؛
قال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) القصص.

ولما خاطبه الله تعالى بالذهاب إلى فرعون وقومه؛ استحضر في نفسه أنه من قوم مستضعفين لا كلمة لهم عند قوم فرعون، ولن يكون منهم إلا التكذيب؛ فقدم التكذيب على القتل؛
قال تعالى: (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) الشعراء.
فمع ذكر ملأ فرعون قدم الخوف من القتل أولاً،
ومع ذكر قوم فرعون قدم الخوف من التكذيب أولاً،
ومن المحال أن يتم النطق بالأمور المتعددة مرة واحدة،
ولذلك لا بد من ترتيبها، وتقديم بعضها على بعض،
وفي تكرار القصة يحصل البيان لما جال في خاطر موسى عليه السلام مما نطق به لسانه على ترتيب معين،
وترتيب آخر كان يريده ولم ينطق به لسانه،
مما دل على أن هذه المخاوف كانت تتقلب في نفس موسى عليه السلام بين تقديم بعضها وتأخير بعضها الآخر.
فجاء تكرار القصة لبيانها جميعًا.
وهذه من فوائد تكرار القصص في القرآن؛ لتغطية جوانب وبيان معان لا تظهر مرة واحدة في نفس النص

أبو مسلم العرابلي
05/07/2009, 07:24 PM
أي آيات تتدبرها ستجد فيها الخير الكثير
والحكمة النيرة التي تنير الدرب
فوق أجر التدبر، وأجر القراءة ،وأجر النظر في كتاب الله.
منجم من العلم الغزير لا ينضب،
ولا يبلى مع الزمن،
ولا تنتهي عجابه،
فسبحان من خصنا بكلامه .... بأعظم هدية للبشرية .

بسمة عماد الدين
06/07/2009, 04:06 AM
جزاك الله الجنة حضرة الأستاذ الفاضل وجعل كتابتكم في ميزان حسناتكم

سلوى الكنزالي
06/07/2009, 05:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استادنا الفاضل ابا مسلم العرابلي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

موفق بإذن الله ...

و جازاكم الله خيرا...

لك مني أجمل تحية .

:fl:

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 05:27 AM
جزاك الله الجنة حضرة الأستاذ الفاضل وجعل كتابتكم في ميزان حسناتكم

وجزاك الله بخيري الدنيا والآخرة
وزادك الله من علمه وفضله

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 05:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استادنا الفاضل ابا مسلم العرابلي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
موفق بإذن الله ...
و جازاكم الله خيرا...
لك مني أجمل تحية .
:fl:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ولك
وأحسن الله إليكم وزادك الله من علمه وفضله

سلوى الكنزالي
06/07/2009, 05:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

لك مني أجمل تحية

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 07:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
لك مني أجمل تحية
بارك الله فيك وأحسن الله إليك

محمد الروبي عبد الوهاب
06/07/2009, 07:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم ولكم يا أخي
وجزاكم الله بكل خير
وزادكم الله من علمه وفضله

عبدالجبار سعد
08/07/2009, 09:32 PM
يحتاج الانسان أن يكرر النظر في مكتوباتك أيها الأستاذ الجليل كي ينفذ إلى أعماق التنزيل والهدي القرآني .. ولكن لا يمنعنا هذا من أن يزجي اليك آيات الشكر والثناء على هذا الجهد المبارك ..
بورك فيك ..

أبو مسلم العرابلي
12/07/2009, 12:18 PM
يحتاج الانسان أن يكرر النظر في مكتوباتك أيها الأستاذ الجليل كي ينفذ إلى أعماق التنزيل والهدي القرآني .. ولكن لا يمنعنا هذا من أن يزجي اليك آيات الشكر والثناء على هذا الجهد المبارك ..
بورك فيك ..

مرحبًا بكم أخي الفاضل عبد الجبار سعد
وأشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم والوقوف على تفاصيل المواضيع
وأشكر لكم ما تطرحه من أسئلة
فبارك الله فيكم ولكم
وأحسن الله إليكم

حفناوى احمد
16/07/2009, 10:39 PM
شكرا عن العلومات القيمة والتى لم أسمع عنها من قبل أقصد المعلومات العلمية المزكورة فى جزئية اليد من جهة الشحنات الكهربية والتى سأبحث عنا عما قريب أن شاء الله تعالى

أبو مسلم العرابلي
17/07/2009, 10:32 AM
شكرا عن العلومات القيمة والتى لم أسمع عنها من قبل أقصد المعلومات العلمية المذكورة فى جزئية اليد من جهة الشحنات الكهربية والتى سأبحث عنا عما قريب أن شاء الله تعالى

يارك الله فيك ولكم
وأحسن الله إليكم
وشكرًا لكم على مروركم الكريم

أديب القصراوي
17/07/2009, 11:21 AM
شيخنا وفقيهنا الفاضل المفضال الأخ العزيز أبو مسلم العرابلي

سلام الله عليك


على الرغم من طول الموضوع إلا اني قرأته باستمتاع واشباع وكان ميسرا ميسورا وسهلا حد المتعة

يا له من موضوع مشوق مفيد ... متحف لا تنفك من الامعان فيه من بدايته حتى نهايته

بارك الله فيك وبعلمك ونفعنا بك في الدنيا

عبدالقادربوميدونة
17/07/2009, 12:48 PM
بارك الله فيكم الأستاذ المقتدربإذن الله أبو مسلم العرابلي المحترم المبجل على هذه التفاسيرالمنيرة لآيات بينات من الذكرالحكيم ..
وأتمنى من سيادتكم لوتفضلتم وأضفتم أسطرا قليلة إلى ذلك حتى يكون المرء على بينة تامة من المحيط والبيئة التي تمت بها هذه التدريبات الربانية لسيدنا موسى عليه السلام تحضيرا لمقابلة فرعون وملئه كأن تذكرمثلا:
- الوادي المقدس..الطور.. أين يقعان اليوم.. إحداثياتهما الجغرافية
- عدد -إن أمكن- آل فرعون وقومه آنذاك ولوتقريبيا ..
- موقع قوم مدين اليوم في أية دولة أوأرض
- طبيعة البيئة آنذاك من أدغال ووحوش ضارية .
- تبيان قساوة الطبيعة كامتحان رباني لموسى لمواجهة الصعاب.. ظلام دامس وافتقادهم حتى النارالتي بها يصطلون ..مما يدلل أن الوقت كان وقت شتاء
وهل كانت تلك النارأوالجذوة أوالقبس في الطبيعة هكذا أم كانت لدى لأقوام أخرين ومن هم ..
زادك الله من فضله وجعل ما قمت وتقوم به في ميزان حسناتك إن شاء الله .

أبو مسلم العرابلي
17/07/2009, 03:17 PM
شيخنا وفقيهنا الفاضل المفضال الأخ العزيز أبو مسلم العرابلي
سلام الله عليك
على الرغم من طول الموضوع إلا اني قرأته باستمتاع واشباع وكان ميسرا ميسورا وسهلا حد المتعة
يا له من موضوع مشوق مفيد ... متحف لا تنفك من الامعان فيه من بدايته حتى نهايته
بارك الله فيك وبعلمك ونفعنا بك في الدنيا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم ولكم يا أخي الفاضل أديب قصراوي
وأحسن الله إليكم بكل فضل وإحسان
ولكم الشكر على هذا المرور الكريم من قبلكم على الموضوع
فزادكم الله من علمه وبسط لكم فضله

حفناوى احمد
18/07/2009, 12:31 AM
السلام عليكم ..........رأيي الخاص فى ماقاله الأستاذ أبو مسلم العرابلى فى ماقاله عن تفسير قوله تعالى (أسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) فعندما قرأت هذه الجزئيه وقع فى نفسى أن سيدنا موسى عليه السلام كان أسود اللون وهذا متفق عليه من قبل جمهور العلماء .
فكانت معجزته أنه عندما وضع يده فى جيبه خرجت بيضاء من غير مرض كالبرص وغيره من الامراض ومن الطبيعى أنه كانت بشرة يديه سوداء وعندما وضعت فى جيبه خرجت بيضاء من غير سوء
وهذا فى حد ذاته هو الإعجاز بنفسه.

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 12:39 PM
السلام عليكم ..........رأيي الخاص فى ماقاله الأستاذ أبو مسلم العرابلى فى ماقاله عن تفسير قوله تعالى (أسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) فعندما قرأت هذه الجزئيه وقع فى نفسى أن سيدنا موسى عليه السلام كان أسود اللون وهذا متفق عليه من قبل جمهور العلماء .
فكانت معجزته أنه عندما وضع يده فى جيبه خرجت بيضاء من غير مرض كالبرص وغيره من الامراض ومن الطبيعى أنه كانت بشرة يديه سوداء وعندما وضعت فى جيبه خرجت بيضاء من غير سوء
وهذا فى حد ذاته هو الإعجاز بنفسه.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كان موسى عليه السلام أسمرًا وليس أسودًا
وفائدة العصا واليد أنهما آيتان ترعبان فرعون وملئه حتى لا يتجرأ بالإقدام على قتله أو سجنه
وتغير لون اليد من سواد إلى بياض ليس فيها ما يرهب فرعون

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 02:11 PM
بارك الله فيكم الأستاذ المقتدربإذن الله أبو مسلم العرابلي المحترم المبجل على هذه التفاسيرالمنيرة لآيات بينات من الذكرالحكيم ..
وأتمنى من سيادتكم لوتفضلتم وأضفتم أسطرا قليلة إلى ذلك حتى يكون المرء على بينة تامة من المحيط والبيئة التي تمت بها هذه التدريبات الربانية لسيدنا موسى عليه السلام تحضيرا لمقابلة فرعون وملئه كأن تذكرمثلا:
- الوادي المقدس..الطور.. أين يقعان اليوم.. إحداثياتهما الجغرافية
- عدد -إن أمكن- آل فرعون وقومه آنذاك ولوتقريبيا ..
- موقع قوم مدين اليوم في أية دولة أوأرض
- طبيعة البيئة آنذاك من أدغال ووحوش ضارية .
- تبيان قساوة الطبيعة كامتحان رباني لموسى لمواجهة الصعاب.. ظلام دامس وافتقادهم حتى النارالتي بها يصطلون ..مما يدلل أن الوقت كان وقت شتاء
وهل كانت تلك النارأوالجذوة أوالقبس في الطبيعة هكذا أم كانت لدى لأقوام أخرين ومن هم ..
زادك الله من فضله وجعل ما قمت وتقوم به في ميزان حسناتك إن شاء الله .

وبارك الله فيكم أخي الحبيب عبد القادر بوميدونة
أشكر لكم مروركم الكريم على المنتدى
وتساؤلاتكم وجيهة في إثراء الموضوع
أولا: هناك صور تنشر للواد المقدس والطور، وهذه الصور هي لجبال جرداء لا شجر عليها، وفي مناطق نادرة الأمطار .. وهذا يننافي مع صفة الطور بأنه الجبل الذي تعلوه الأشجار، والواد المقدس الذي تطهره دائمًا الأمطار
وثانيًا: ذكر أن عدد بني إسرائيل وقت الخروج بستمائة ألف ؛ وهذا العدد مبالغ فيه؛ لأن بني إسرائيل سكنوا مصر أربعة قرون ، ولا يمكن أن يتضاعفوا فيها إلى هذا العدد، وأن عشرات من السنين كان يجري فيها القتل للمواليد الذكور منهم، وخشي قوم فرعون أن يفنى بنوا إيرائيل فصاروا يقتلون ذكورهم عامًا ويدعونهم عامًا ... أما قوم فرعون فقد كانت لهم مدائن عديدة لكن تحديد العدد ليس بالأمر السهل والضرب بالظن أتجنبه، لكن عددهم بلا شك أكثر بكثير من بني إسرائيل في ذلك الوقت.
وثالثًا : موقع مدين كما أشار إليه الأخ حمد البطوش في منطقة الكرك والسير منه قليلا يجعلك تطل على منطقة قوم لوط عليه السلام، وهذا يوافق قول شعيب عليه السلام لمدين، (وما قوم لوط منكم ببعيد)
ورابعًا: لم يأت ذكر الوحوش والأدغال إلا أن الطور جبل ينبت عليه الشجر، وقد يرافق ذلك وجود الوحوش وتكون الأشجار من الكثافة لتصبح أدغالا لكن الأدغال أكثر منابتها في السهول .
وخامسًا: ومسير موسى عليه السلام وحيدًا بأهله ليلا يدل على شجاعته، وثقته بنفسه. وقوله لأهله (لعلكم تصطلون) يدل على أن الوقت وقت برد وشتاء، وإفرادهم بالاصطلاء دونه، يدل على قوة تحمله.
وكان موسى عليه السلام يحمل من صفات القوة لمواجهة فرعون ويحتاج إلى المزيد من الإعداد والعون الرباني له في مواجهة هذا الظالم، وهو لم يتربى على الذل الذي عاشه بنوا إسرائيل، وقد قتل واحدًا منهم من قبل.
وسادسًا: أن القول بالقبس أو الجذوة هو من تقدير موسى عليه السلام لما آنس نارًا، فلما جاءها وجد الأمر مختلفًا عما قدر، ورأى نارًا في جذع شجرة خضراء فوقف متعجبًا ثم ناداه الله تعالى منها وكان من أمره ما كان .
أكرر شكري لكم وجزاكم الله بكل خير
وأحسن الله تعالى إليكم بكل فضل وإحسان
وزادكم الله من علمه وفضله
وأرجو الاطلاع على بقية المواضيع عن موسى عليه السلام والتوراة وفرعون وقد ثبتها ليسهل الرجوع إليها

حفناوى احمد
18/07/2009, 04:52 PM
والمعجزة التي جاء بها موسى عليه السلام؛ أن الإضاءة التي تتولد من شحنة ساكنة تحولت إلى إضاءة كأنها من كهرباء متحركة ومستمرة، وإضاءتها شديدة، مما لا يستطيع البشر أن ينتجونه بهذه الطريقة، ولا تؤذي صاحبها،
المفهوم من كلامكم أن نبينا موسى عليه السلام ضم يده بشده لجيبه لكى يزداد الإحتكاك بين الجسم وقطعة الصوف على فرض أن نبينا موسى كان يرتدى صوفا؛ لا من أجل أن يذهب عنه الخوف مع العلم بأن الله تعالى قد قال واضمم اليك جناحك من الرهب أى من أجل أن يذهب عنك الخوف
ثانيا :- قولك أن طريقة الأدخال كانت باستمرار التحريك فى الجيب مع العلم أن سيدنا موسى كان وقتها فى مجلس فرعون فلو فعل هذه الافعال أمام فرعون وحاشيته لاتهموه بالجرب على الفور
ثالثا :- قال تعالى (أسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم اليك جناحك من الرهب )
والمعنى والله اعلم ان الإدخال أتى بعده بياض اليد وليس بعد الضم ليزداد الإحتكاك وبعدها التحريك المستمر
أما الضم فى حد ذاته فمن أجل ان يذهب الخوف وذلك بعد ان رأى سيدنا موسى أن يده أصبحت بيضاء دخله الخوف فكان قول الله تعالى له (واضمم اليك جناحك من الرهب ) بمعنى اضمم إليك يديك يذهب عنك الخوف
رابعا:- قوله تعالى فى سورة طه فى الايه 22 (واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ايه اخرى)
أى بمعنى اضمم كف يدك اليمنى وأدخله من طوق قميصك إلى تحت عضدك الأيسر تخرج بيضاء من غير سوء
ولا خلاف فى التفسير بين الآيتين كما مر والله تعالى أعلم
خامسا:- هل يعقل يا أستاذى أبو مسلم أن كهرباء متحركة ومستمرة والتى نتج عنها إضاءة شديدة جدا هل تؤثر فى اليد فقط دون سائر الجسم ؟
وفى النهاية:- نحن نقول أن المعجزة التى جاء بها موسى عليه السلام كانت فى بياض يده عليه السلام لأن البياض كان عجيبا فيه لأنه كان أسمر اللون واعتذر عن ذكرى بانه أسودا كما كتبت فى المشاركة السابقة وكان هذا خطأ منى ولم اتطرق إلى أن بياض اليد كان ليس مرعبا الى فرعون وملأه كما قلت فى الرد على الرغم من أنه عندما تغيرت اليد من الأسمر للأبيض حدث عند سيدنا موسى خوف من ذلك .........
والله أعلم ...

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 11:37 PM
والمعجزة التي جاء بها موسى عليه السلام؛ أن الإضاءة التي تتولد من شحنة ساكنة تحولت إلى إضاءة كأنها من كهرباء متحركة ومستمرة، وإضاءتها شديدة، مما لا يستطيع البشر أن ينتجونه بهذه الطريقة، ولا تؤذي صاحبها،
المفهوم من كلامكم أن نبينا موسى عليه السلام ضم يده بشده لجيبه لكى يزداد الإحتكاك بين الجسم وقطعة الصوف على فرض أن نبينا موسى كان يرتدى صوفا؛ لا من أجل أن يذهب عنه الخوف مع العلم بأن الله تعالى قد قال واضمم اليك جناحك من الرهب أى من أجل أن يذهب عنك الخوف
ثانيا :- قولك أن طريقة الأدخال كانت باستمرار التحريك فى الجيب مع العلم أن سيدنا موسى كان وقتها فى مجلس فرعون فلو فعل هذه الافعال أمام فرعون وحاشيته لاتهموه بالجرب على الفور
ثالثا :- قال تعالى (أسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم اليك جناحك من الرهب )
والمعنى والله اعلم ان الإدخال أتى بعده بياض اليد وليس بعد الضم ليزداد الإحتكاك وبعدها التحريك المستمر
أما الضم فى حد ذاته فمن أجل ان يذهب الخوف وذلك بعد ان رأى سيدنا موسى أن يده أصبحت بيضاء دخله الخوف فكان قول الله تعالى له (واضمم اليك جناحك من الرهب ) بمعنى اضمم إليك يديك يذهب عنك الخوف
رابعا:- قوله تعالى فى سورة طه فى الايه 22 (واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ايه اخرى)
أى بمعنى اضمم كف يدك اليمنى وأدخله من طوق قميصك إلى تحت عضدك الأيسر تخرج بيضاء من غير سوء
ولا خلاف فى التفسير بين الآيتين كما مر والله تعالى أعلم
خامسا:- هل يعقل يا أستاذى أبو مسلم أن كهرباء متحركة ومستمرة والتى نتج عنها إضاءة شديدة جدا هل تؤثر فى اليد فقط دون سائر الجسم ؟
وفى النهاية:- نحن نقول أن المعجزة التى جاء بها موسى عليه السلام كانت فى بياض يده عليه السلام لأن البياض كان عجيبا فيه لأنه كان أسمر اللون واعتذر عن ذكرى بانه أسودا كما كتبت فى المشاركة السابقة وكان هذا خطأ منى ولم اتطرق إلى أن بياض اليد كان ليس مرعبا الى فرعون وملأه كما قلت فى الرد على الرغم من أنه عندما تغيرت اليد من الأسمر للأبيض حدث عند سيدنا موسى خوف من ذلك .........
والله أعلم ...

أخي حفناوي أحمد تبييض اليد ممكن أن يكون بشيد أو دهان أو لبن وضعه في جيبه
والاحتكاك حتى يحصل بقوة يحتاج إلى ضم اليد بشدة على الجنب وضم الذراع على اليد بقوة لتكون اليد محصورة بقوة بين شيئين والتحريك بينهما يولد ما نعرف من كهرباء
الضوء الأبيض هو مكون من كل انواع الطيف ولذلك هو أشدها
ومن يراها يظن أنها تحترق فقال تعالى من غير سوء
وهناك من الحشرات ما تنتج ضوءًا دون حرارة تؤذيها وهي حشرة اليراع
وهناك أسماك تكون مضيئة في البحر
وأخرى تنتج شحنات كهربائية تصعق بها فريستها
وموسى عليه السلام محتاج لآية ومعجزة تحميه من فرعون
فكانت العصى وهذه يمكن نزعها منه بالاحتيال عليه
أما آية اليد فكيف يفعلون بها؟!

نبيل الجلبي
18/07/2009, 11:53 PM
أستاذنا الفاضل أبو مسلم العرابلي
جزاكم الله كل خير وبارك بكم ووفقكم لخدمة القرآن الكريم

أبو مسلم العرابلي
19/07/2009, 08:34 AM
أستاذنا الفاضل أبو مسلم العرابلي
جزاكم الله كل خير وبارك بكم ووفقكم لخدمة القرآن الكريم

وجزاكم الله بكل خير يا أخي الفاضل نبيل الجلبي
وزادكم الله تعالى من علمه وفضله وخيره وإحسانه

أبو مسلم العرابلي
07/07/2016, 03:57 PM
هذا الذي حدث مع موسى عليه السلام
من الحكمة التي أراد الله تعالى
أن نتعلمها بجانب القرآن

أبو مسلم العرابلي
30/08/2016, 06:21 PM
التدريب قبل التكليف
مهم جدًا لإنجاز العمل
على أفضل وجه
وبكفاءة أعلى