نعمان عبد الغني
04/07/2009, 04:14 PM
ترخي عضلة اللسان" الظاهرة الجديدة في الملاعب العربية
بقلم : أ. نعمان عبد الغني
أصبحت ظاهرة اللاعبين الذين يتعرضون للموت داخل الملاعب منتشرة بصورة ملفتة للنظر فبعضهم يتعرض لهبوط في الدورة الدموية ويموت والبعض الآخر يقوم ب "بلع اللسان" سواء أثناء المباراة أو التدريب وأصبحت تلك الظاهرة بحاجة إلي وقفة من أجل الحفاظ علي صحة لاعبينا خاصة .. وتعتبر حالة بلع اللسان من أصعب إصابات الملاعب التي تحتاج إلي سرعة إسعاف فوري وبطريقة سليمة وعاجلة وقد توفي بسبب هذه الحالة لاعب الترجي والمنتخب التونسي السابق الهادي بن رخيصة وهو لم يتأخر عن أجله وتوفي الكاميروني مارك فويه إثر بلعه للسانه في مباراة منتخب بلاده أمام فرنسا في نهائي كأس القارات مما أصاب اللاعبين بالذعر من هول ما حدث.
الوفاة المفاجئة للاعب النادي الأهلي المصري محمد عبدالوهاب لم تتسبب فقط في ذهول الأوساط الرياضية ومشجعي النادي العريق ومحبي الرياضة بصفة عامة بل كانت صدمة عنيفة ومثار تساؤلات خبراء الطب الرياضي.. وطالبوا بتحقيق عاجل في أسباب الوفاة.. وما إذا كانت بسبب الإهمال والتقصير في الفحوصات الطبية الروتينية المفترض توقيعها علي اللاعبين قبل التدريب والمباريات خاصة وأن اللاعب سبق إصابته بإغماءة أثناء مباراة فريقه الأخيرة مع الزمالك مما قد يكون مؤشراً لحالته الصحية.
أن فحوصات شاملة يتحتم توقيعها علي الناشئين قبل إلحاقهم بأي ناد لتحديد مستوي اللياقة الصحية والبدنية وملائمة ذلك لما سوف يبذله اللاعب مستقبلاً من مجهود بدني.
إن الفحوصات الطبية تستمر علي نفس المستوي الدقيق طوال استمرار اللاعب في الملاعب وبعد اعتزاله لأن جسم الرياضي يكتسب طبيعة خاصة نتيجة لممارسة المجهود البدني وهناك ظواهر وأعراض معروفة يتحتم التعامل معها علمياً.
إلا أن الوفاة بهذه الصورة تثير العديد من التساؤلات يتحتم إيجاد إجابات لها لعدم تكرار الحادث مرة أخري إذا ما كان هناك شبهة تقصير في رعايته الطبية أو الإخفاق في اكتشاف وتشخيص حالة مرضية لديه.. لتكون الوفاة نتيجة طبيعية مع زيادة المجهود البدني.
إن الوفاة بالسكتة القلبية قد تكون نتيجة لعيوب خلقية في عضلة القلب أو الصمامات.. وقد تكون نتيجة تضخم الحاجزين البطينين في القلب وهي الحالة الشائعة عند الرياضيين بصفة عامة حسب أصحاب الاختصاص.
الأصول العلمية تقضي بالكشف الدوري واجراء فحوصات شاملة ودقيقة تتضمن رسم القلب والكشف بالموجات الصوتية وكذلك تصوير الشرايين التاجية للوقوف علي حقيقة الحالة وإتباع الإجراءات اللازمة لتجنب الأزمات الصحية المفاجئة ومنها عدم الضغط علي اللاعب وتفادي تعريضه لبذل مجهود زائد.
إلى أن الإغماءة التي تعرض لها اللاعب المتوفي في مباراة القمة هذه تعد من أعراض الإصابة بخلل في القلب إن لم يكن قد اصطدمت رأسه بجسم صلب.
إن أبرز إصابات الملاعب القاتلة مايطلق عليه بلع اللسان وهي مايحدث كثيراً نتيجة الوضع الخاطئ لرأس اللاعب أثناء تعرضه لإغماءة أثناء اللعب.. فيرتخي اللسان ويسقط ليسد البلعوم ويمنع التنفس. أما حدوث سكتة قلبية للاعب في الملعب فهذا بدون شك لايمكن أن يحدث فجأة إذا ماتم إجراء فحوصات طبية شاملة للاعب للوقوف علي حالته ومدي لياقته للتدريب أو اللعب.
لابد أن يمتلك إجباريا أي نادي ملفاً طبياً كاملاً لكل لاعب يتضمن تاريخه المرضي وحالته الطبية والبدنية وكافة المعلومات الدقيقة في هذا الشأن.. وتكثيف الفحوصات الدورية إذا ما كانت الحالة تستدعي ذلك لتجنب المفاجآت وتحديد مقدار المجهود الذي يتحمله اللاعب حتي لايتعرض لمخاطر.. فأن أهم هذه الفحوصات هو الذي يعني باختبار القلب الرئوي وفحص الأوعية الدموية والرئة وإجراء رسم قلب أثناء المجهود وبدونه.
إن هذه الفحوص تم إجراؤها خلال كأس العالم الأخيرة بألمانيا وأثبتت وجود مشاكل لدي اثنين من اللاعبين وتم التعامل معهما وفق ظروف حالتهما الصحية وحسبما قررت اللجنة الطبية للفيفا.
نحن نعاني من إهمال واضح في هذا الشأن.. ونتساءل من يتولي مسئولية اللجنة الطبية في الاتحادات العربية لكرة القدم حالياً؟! وماهي خبراتها؟!
أن يتولي مسئولية الطب الرياضي لابد أن يكون من كوادر محترفة وخبيرة فهناك من يدعي أنه أخصائي طب رياضي بينما هو في الحقيقة غير ذلك وللأسف يتولى مسئوليات كثيرة في نواد كبيرة وعريقة.
وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة إتباع نظام يتضمن التأمين الصحي علي اللاعبين لدي شركات تأمين كبيرة لتكون مشاركة في المسئولية والرقابة مع النوادي. مثلما حدث مؤخرا في تونس التي أقرت نظماً للتأمين ورعاية لاعبيها أثناء اللعب وبعد الاعتزال.وكذا قانون التربية البدنية والرياضة الجزائري الذي اقر مادة تنص صراحة بمعاقبة من لم يكتتب تأمينا خاصا لتغطية الأخطار المحتملة في إطار الأنشطة الرياضية المنظمة.
إن مأساة اللاعب العربي تدق ناقوس الخطر بعنف ولابد من اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرارها ومحاسبة كل من أهمل أو ادعي أنه خبير في الطب الرياضي وهو منه براء!!
namanea@yahoo.fr
بقلم : أ. نعمان عبد الغني
أصبحت ظاهرة اللاعبين الذين يتعرضون للموت داخل الملاعب منتشرة بصورة ملفتة للنظر فبعضهم يتعرض لهبوط في الدورة الدموية ويموت والبعض الآخر يقوم ب "بلع اللسان" سواء أثناء المباراة أو التدريب وأصبحت تلك الظاهرة بحاجة إلي وقفة من أجل الحفاظ علي صحة لاعبينا خاصة .. وتعتبر حالة بلع اللسان من أصعب إصابات الملاعب التي تحتاج إلي سرعة إسعاف فوري وبطريقة سليمة وعاجلة وقد توفي بسبب هذه الحالة لاعب الترجي والمنتخب التونسي السابق الهادي بن رخيصة وهو لم يتأخر عن أجله وتوفي الكاميروني مارك فويه إثر بلعه للسانه في مباراة منتخب بلاده أمام فرنسا في نهائي كأس القارات مما أصاب اللاعبين بالذعر من هول ما حدث.
الوفاة المفاجئة للاعب النادي الأهلي المصري محمد عبدالوهاب لم تتسبب فقط في ذهول الأوساط الرياضية ومشجعي النادي العريق ومحبي الرياضة بصفة عامة بل كانت صدمة عنيفة ومثار تساؤلات خبراء الطب الرياضي.. وطالبوا بتحقيق عاجل في أسباب الوفاة.. وما إذا كانت بسبب الإهمال والتقصير في الفحوصات الطبية الروتينية المفترض توقيعها علي اللاعبين قبل التدريب والمباريات خاصة وأن اللاعب سبق إصابته بإغماءة أثناء مباراة فريقه الأخيرة مع الزمالك مما قد يكون مؤشراً لحالته الصحية.
أن فحوصات شاملة يتحتم توقيعها علي الناشئين قبل إلحاقهم بأي ناد لتحديد مستوي اللياقة الصحية والبدنية وملائمة ذلك لما سوف يبذله اللاعب مستقبلاً من مجهود بدني.
إن الفحوصات الطبية تستمر علي نفس المستوي الدقيق طوال استمرار اللاعب في الملاعب وبعد اعتزاله لأن جسم الرياضي يكتسب طبيعة خاصة نتيجة لممارسة المجهود البدني وهناك ظواهر وأعراض معروفة يتحتم التعامل معها علمياً.
إلا أن الوفاة بهذه الصورة تثير العديد من التساؤلات يتحتم إيجاد إجابات لها لعدم تكرار الحادث مرة أخري إذا ما كان هناك شبهة تقصير في رعايته الطبية أو الإخفاق في اكتشاف وتشخيص حالة مرضية لديه.. لتكون الوفاة نتيجة طبيعية مع زيادة المجهود البدني.
إن الوفاة بالسكتة القلبية قد تكون نتيجة لعيوب خلقية في عضلة القلب أو الصمامات.. وقد تكون نتيجة تضخم الحاجزين البطينين في القلب وهي الحالة الشائعة عند الرياضيين بصفة عامة حسب أصحاب الاختصاص.
الأصول العلمية تقضي بالكشف الدوري واجراء فحوصات شاملة ودقيقة تتضمن رسم القلب والكشف بالموجات الصوتية وكذلك تصوير الشرايين التاجية للوقوف علي حقيقة الحالة وإتباع الإجراءات اللازمة لتجنب الأزمات الصحية المفاجئة ومنها عدم الضغط علي اللاعب وتفادي تعريضه لبذل مجهود زائد.
إلى أن الإغماءة التي تعرض لها اللاعب المتوفي في مباراة القمة هذه تعد من أعراض الإصابة بخلل في القلب إن لم يكن قد اصطدمت رأسه بجسم صلب.
إن أبرز إصابات الملاعب القاتلة مايطلق عليه بلع اللسان وهي مايحدث كثيراً نتيجة الوضع الخاطئ لرأس اللاعب أثناء تعرضه لإغماءة أثناء اللعب.. فيرتخي اللسان ويسقط ليسد البلعوم ويمنع التنفس. أما حدوث سكتة قلبية للاعب في الملعب فهذا بدون شك لايمكن أن يحدث فجأة إذا ماتم إجراء فحوصات طبية شاملة للاعب للوقوف علي حالته ومدي لياقته للتدريب أو اللعب.
لابد أن يمتلك إجباريا أي نادي ملفاً طبياً كاملاً لكل لاعب يتضمن تاريخه المرضي وحالته الطبية والبدنية وكافة المعلومات الدقيقة في هذا الشأن.. وتكثيف الفحوصات الدورية إذا ما كانت الحالة تستدعي ذلك لتجنب المفاجآت وتحديد مقدار المجهود الذي يتحمله اللاعب حتي لايتعرض لمخاطر.. فأن أهم هذه الفحوصات هو الذي يعني باختبار القلب الرئوي وفحص الأوعية الدموية والرئة وإجراء رسم قلب أثناء المجهود وبدونه.
إن هذه الفحوص تم إجراؤها خلال كأس العالم الأخيرة بألمانيا وأثبتت وجود مشاكل لدي اثنين من اللاعبين وتم التعامل معهما وفق ظروف حالتهما الصحية وحسبما قررت اللجنة الطبية للفيفا.
نحن نعاني من إهمال واضح في هذا الشأن.. ونتساءل من يتولي مسئولية اللجنة الطبية في الاتحادات العربية لكرة القدم حالياً؟! وماهي خبراتها؟!
أن يتولي مسئولية الطب الرياضي لابد أن يكون من كوادر محترفة وخبيرة فهناك من يدعي أنه أخصائي طب رياضي بينما هو في الحقيقة غير ذلك وللأسف يتولى مسئوليات كثيرة في نواد كبيرة وعريقة.
وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة إتباع نظام يتضمن التأمين الصحي علي اللاعبين لدي شركات تأمين كبيرة لتكون مشاركة في المسئولية والرقابة مع النوادي. مثلما حدث مؤخرا في تونس التي أقرت نظماً للتأمين ورعاية لاعبيها أثناء اللعب وبعد الاعتزال.وكذا قانون التربية البدنية والرياضة الجزائري الذي اقر مادة تنص صراحة بمعاقبة من لم يكتتب تأمينا خاصا لتغطية الأخطار المحتملة في إطار الأنشطة الرياضية المنظمة.
إن مأساة اللاعب العربي تدق ناقوس الخطر بعنف ولابد من اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرارها ومحاسبة كل من أهمل أو ادعي أنه خبير في الطب الرياضي وهو منه براء!!
namanea@yahoo.fr