المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستقبل الرياضة العربية بين خيار الخصخصة و التمويل الحكومي



نعمان عبد الغني
04/07/2009, 04:35 PM
مستقبل الرياضة العربية بين خيار الخصخصة و التمويل الحكومي
بقلم - نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr

مستقبل الرياضة العربية أنها تقف اليوم في مفترق طرق يتميز بوجود خيارين أساسيين هما الاستمرار في الاعتماد على التمويل الحكومي أو التخصيص. إن التخصيص هو الحل الأمثل لتطوير الرياضة العربية لأنه لن يسهم فقط في حل مشكلة التمويل التي تعاني منها معظم الأندية
بل سيجلب الكفاءات الإدارية للأندية العربية وسيرفع بالتالي مستوى الرياضة وسيعزز إيجابياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. وعلى الرغم من وجود قناعة متزايدة بأهمية تخصيص الرياضة فلا يزال كثيرون يشككون في نجاح التخصيص، وهذا يعود إلى أسباب عدة أهمها:
1- عدم استيعاب مثل هؤلاء مبدأ التخصيص ومفهومه بشكل جيد.
2- عدم اطلاع هؤلاء على تجارب التخصيص الناجحة لصناعة الرياضة في العالم أو قلة معرفتهم بها.
3- تعارض التخصيص مع مصالحهم الخاصة.
4- عدم بذلهم الجهد الكافي لفهم طبيعة ورسالة العمل الرياضي وعدم المتابعة المناسبة والمستمرة للتطورات المهمة في الساحة الرياضية العالمية.
لا وجود لأي شك بنجاح تخصيص الرياضة في الدول العربية لأن المشاكل العميقة التي تعاني منها الرياضة تتطلب حلاً استراتيجياً متكاملاً ومرناً و هو الذي سيمكن الرياضة من التغلب على التحديات ويرسم الطريق إلى تطور العمل الشبابي المستقبلي، ويلبي طموحات كل قطاعات المجتمع. إن دخول المال الخاص الساحة الرياضية في إطار التخصيص سيفرض وجود المحك المالي الذي سيؤدي إلى جلب الكفاءات الإدارية للأندية وتقييمها ومحاسبتها باستمرار من قبل مالكي الأندية مما سيزيد مهنية الرياضة. وعندما تدار الرياضة على أسس سليمة وبقيادة كفاءات إدارية محترفة تلتزم التقيد بالمعيار المالي فإن الرياضة ستتحول إلى صناعة ذات قيمة مالية كبيرة تولد آلاف فرص العمل وتسهم بشكل إيجابي في تعزيز الاقتصاد. إن إمكانات مساهمة الرياضة في الاقتصاد العربي مستقبلاً تكاد تكون بلا حدود، وأنا متأكد بأن أي نادي سيتمكن من الاعتماد مالياً على نفسه وسيحقق دخلاً عند تخصيصه مما يتطلب وضع الأطر والظروف المناسبة لتطوير إيرادات الأندية وخصوصاً بالنسبة:
1- مبيعات التذاكر والمقصورات الخاصة والتي يمكن الحصول على مردود جيد منها بعد إيجاد حلول ناجعة لمشكلة قلة الحضور الجماهيري ومنها على سبيل المثال وبإيجاز شديد: دراسة أوقات وعدد المباريات، وتسهيل وتنظيم دخول الملعب، وإعطاء الأندية فرصة اكبر لتسويق التذاكر للجمهور والشركات والبنوك من خلال الانترنت والقنوات الأخرى، وتحسين تجربة حضور المباريات في الملعب بما يتضمن تهيئة الجو المناسب لقضاء الوقت قبل وبعد المباريات، وتشجيع الآباء على اصطحاب أسرهم، مثل إقامة العروض وإنشاء المنتزهات، وتوفير الخدمات العامة مثل: الحمامات النظيفة، والمطاعم الجيدة والمحلات التجارية، خصوصاً أن هذه النشاطات ستشكل مصدراً جديداً لدخل النادي، كما أنها ستجذب الجماهير وتزيد متعتها.
2- دخل النقل التلفزيوني ويتطلب تعزيز هذا الدخل معالجة عدد من المشاكل التي تشمل حل مشكلة التأثير السلبي للنقل التلفزيوني على الحضور الجماهيري للمباريات بطريقة مناسبة لاتؤثر في مردود دخل النقل التلفزيوني، وتعظيم إيرادات هذا البند عن طريق تمكين الأندية من التفاوض مع القنوات الراغبة في شراء العقد في صورة جماعية من خلال اتحاد اللعبة وبمشاركة مندوبين عن الأندية معروفين بالكفاءة والقدرة على التفاوض فمن شأن ذلك دعم موقف الأندية الجماعي في المفاوضات وبالتالي تحسين فرص الحصول على قيمة أعلى لعقد النقل، وزيادة قدرة الأندية الأقل شعبية على المنافسة مع الأندية ذات الشعبية الكبيرة من خلال الحصول على حصة أعلى من دخل النقل وبالتالي دعم قدراتها المالية والفنية والإدارية، إضافة إلى أن هدف الحصول على اكبر عائد ممكن يربط مصالح الأندية ويعزز تعاونها مما ينعكس ايجابيا على اللعبة كلها ويسهل مهمة التنسيق بينها.
3- مبيعات الملابس والبضائع التي تحلل شعارات الأندية وتتطلب تنمية هذا المورد المالي المهم تنفيذ عدد من الخطوات الضرورية التي تشمل تكليف دور الاختصاص بإعداد دراسة شاملة عن فرص تطوير هذا النشاط تتضمن تحديد طبيعة الاتجاهات والأنماط الاستهلاكية والشرائح الاجتماعية المستهدفة بعمليات الإنتاج والتسويق ومواصفات البضائع وقنوات البيع وغيرها من المعلومات الضرورية للتخطيط لتطوير هذا القطاع، وإنشاء شركة تنتج وتسوق الملابس والبضائع التي تحمل شعارات الأندية، وتوفير إدارة محترفة لها على أن تكون الشركة تحت إشراف اتحاد كرة القدم وخاضعة لرقابة الأندية، والحرص على أن تكون الملابس والبضائع التي تحمل شعارات الأندية ذات نوعية ممتازة وتصميم مميز وجميل وتستهدف فئات معينة من الجمهور مع التركيز على الصغار، وطرح هذه البضائع في الأسواق بأسعار تنافسية ومتابعة تطويرها وتحسينها لتلبي مختلف الأذواق ثم أيضا عدم اقتصار البضائع التي تحمل شعارات الأندية على القمصان والقبعات والأحذية والأدوات الرياضية، إذ يجب التفكير بإنتاج وتسويق تشكيلة كبيرة من البضائع المتنوعة تشمل الأدوات المدرسية والمكتبية وبعض قطع الأثاث المنزلي والتحف والدروع والأكواب والكرات والألعاب وأشرطة فيديو المباريات وصور اللاعبين المشهورين وغير ذلك.
4- مصادر الدخل الأخرى ومنها انتقالات اللاعبين، والانترنت والتكنولوجيا، والمقصورات الخاصة، وحقوق رعاية البطولات، وحقوق التسمية وحقوق النقل الإذاعي، والمحلات والمطبوعات والكتب الرياضية، وحقوق نقل المباريات عبر الانترنت، والدخل من تأجير قاعات المؤتمرات والاجتماعات، وتقديم خدمات الضيافة في المقصورات وغيرها. فمثلاً سيمكن التعامل بالدرجة العالية المطلوبة من المهنية مع عملية انتقال اللاعبين من ناد عربي إلى آخر أو إلى أندية خارج الوطن العربي من تحقيق فوائد كثيرة تشمل توفير دخل مالي جيد للأندية، والعناية بمدارس الكرة والحرص على تخريجها للاعبين متميزين يمكن الاستفادة من بيع عقودهم خصوصاً أن المردود المالي من عملية انتقال اللاعبين يمكن أن تصبح من أهم مصادر دخل الأندية، كما ستكون لعملية انتقال لاعبين متميزين رياضياً وأخلاقيا انعكاسات ايجابية على صورة العرب في الخارج إضافة الى أن انتقال اللاعبين للعب في دول متقدمة رياضياً سيسهم في رفع مستوى اللعبة.