المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة في سن ما قبل المدرسة..



نعمان عبد الغني
04/07/2009, 04:37 PM
الرياضة في سن ما قبل المدرسة..

بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr


الرياضة تساعد على النمو المتكامل للطفل لانها تزيد من إمكاناته الحركية وتحسن توازنه العاطفي وثقته بنفسه، كما انها تعلمه الحياة الجماعية وتطور علاقاته بالاطفال الآخرين
وتخرجه احياناً من عزلته ووحدته، بعض الآباء يخافون على اطفالهم من تعلقهم بالرياضة وانها تشغل معظم وقتهم وانها قد تؤدي إلى فشلهم في الدراسة، وقد وجد ان ممارسة الرياضة بشكل متوازن ولمدة ساعة تقريباً يومياً تحسن النتائج المدرسية بالنسبة للاطفال.
أنواع رياضة الآطفال
لا بد ان يتلاءم النشاط الرياضي مع عمر الطفل، فالرضيع مثلاً لديه حب اكتشاف السيطرة على الجسم والمحيط به، فيما بعد تصبح الرياضة العاباً جماعية لها قوانينها وتقنياتها، وقبل ممارسة اي نوع من الرياضة يجب علينا مراقبة الطفل والتاكد من صحته بشكل عام.
لا يستطيع الطفل في المرحلة العمرية الاولية له ممارسة التمارين الرياضية العادية التي من الممكن ان يقوم بها اي شخص غير محترف، لعدم توافر القدرة الجسمانية والتحمل لصغر سنه ... لكن هذا لا يعني ان يعيش حياة ساكنة بلا حراك وممارسة الانشطة.
يعد من السهل نقل إجماع اكثر رجال التربية على اهمية اللعب والحركة!
ودورهما المهم في تنمية قوى الطفل، الجسمية، والعقلية، والخلقية، والاجتماعية.
ففي مجال التنمية الذهنية للطفل: (اثبتت الابحاث ان الاطفال الذين تكون لديهم الامكانات والفرص للعب تنمو عقولهم نمواً اكثر واسرع من غيرهم ممن لم تتح لهم هذه الفرص وتلك الإمكانات.
وفي مجال تنمية القوى الجسمية وتنشيطها، فإن لعب الاطفال يكسبهم مهارات حركية: فالقفز، والجري، والتسلق، والتسابق وغيرها من النشاطات الجسمية يكتسب منها الطفل قدرات حركية،
إلى جانب ان اللعب يسهم مساهمة كبيرة مع الغذاء في زيادة وزن الطفل وحجمه ويساعد على نمو اجهزته الجسمية المختلفة.
منافع اجتماعية
اما من الجانب الاجتماعي والخلقي فإن ممارسة الطفل للعب وسط مجموعة من الاقران، يساعده على التكيف الاجتماعي وقبول آراء الجماعة، وإيثارها على النفس، والتخلص من الانانية وحب الذات، إلى جانب ظهور الروح القيادية بين الاولاد، وتعلم اساليبها وطرق ممارستها.
كما ان المباريات المختلفة بين الاطفال تعد مجالا جيدا لصرف المشاعر العدوانية عندهم.
وقد اشار إلى اهمية اللعب الإمام الغزالي، وتنبه إلى ذلك من جهة حث الولد على طلب العلم، وعدم التنفير منه فقال رحمه الله: (وينبغي ان يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب ان يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب، فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعليم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه راسا.
وهذه لفتة مهمة من الإمام الغزالي تبين اثر اللعب في النشاط الفكري للولد، وان فيه راحة للعقل من كثرة التلقين كما ان في إهماله إيذاء للولد وتضييقا عليه في عيشه، ودفعا له لاتخاذ الحيلة غير المشروعة.
وقال رحمه الله بشأن اهمية الحركة والرياضة للولد: (ويعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل)!.
علاقة الجسم بالعقل
ولقد اثبتت التجارب ما اشار إليه الغزالي من ان هناك علاقة بين حركة الجسم والعقل، فالتمرينات العضلية التي تسبق العمل الفكري تؤدي إلى تحسينه غالبا وزيادة نشاطه، كما انها في الجانب الآخر تنمي كتلة العضلات وتزيد من قدرتها على المقاومة، كما تزيد ضخامة العظام، وتيسر سرعة الحركات ورشاقتها.
ولقد نص الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضية في مادته الاولى على ان الرياضة حق اساسي للجميع، وانه يجب توفير برامج للتربية البدنية والرياضية للاطفال في سن ما قبل المدرسة. وهذه ادلة كافية وواضحة على اهمية هذا الجانب في حياة الولد، حيث يتحمل الاب المسؤولية الكبرى في إعداد وتكوين الجو المناسب لابنه، لاستغلال طاقاته وقدراته الجسمية في ممارسة الالعاب والنشاطات البدنية المختلفة التي تعود عليه بالنفع.
الممارسة البدنية مهمة جداً لتنمية ذكاء الطفل، وهي وإن كانت إحدى الانشطة المدرسية، إلا انها مهمة جداً لحياة الطفل،ولا تقتصر على المدرسة فقط، بل تبدأ مع الانسان منذ مولده وحتى رحيله من الدنيا وهي بادئ ذي بدء تزيل الكسل والخمول من العقل والجسم ومن ثم تنشط الذكاء،ولذا كانت الحكمة العربية والإنجليزية ايضاً ،التي تقول ( العقل السليم في الجسم السليم)دليلاً على اهمية الاهتمام بالجسد السليم عن طريق الغذاء الصحي والرياضة حتى تكون عقولنا سليمة ودليلاً على العلاقة الوطيدة بين العقل والجسد، ويبرز دور التربية في إعداد العقل والجسد معاً..
- فالممارسة الرياضية في وقت الفراغ من اهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبدني،وتكسب القوام الجيد،وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابية السارة، وتجعله قادراً على العمل والإنتاج،والدفاع عن الوطن،وتعمل على الارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن.
- فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنية السليمة والنشاط الرياضي من اجل صحة اطفالنا وصحة عقولهم وتفكيرهم وذكائهم.
فبمجرد ان يتعلّم الطفل المشي يبدأ في الجري وراء الكرة، يتسابق مع نفسه ويـحاول جــاهداً ركـوب العجلة، والقفز في حمّام السباحة.
إن فوائد الرياضة لا تقتصر على تحفيز الطفل على النشاط والديناميكية وتنمية عظامه وعضلاته، بل تمتد لدفعه إلى تعلّم كيفية تحديد الهدف والمبادرة والالتزام والعمل الجماعي.
وثمة عوامل تحدّد استعداد طفلك إلى ممارسة الرياضة، وتتعلّق في سنّه ومدى نضجه سواء الجسدي او النفسي اي مدى قدرته على العمل ضمن فريق وإتباع التوجيهات، فضلاً عن قدرته على تحديد اهتماماته.
ويمكن ان تحفّزي طفلك ابتداءً من سن 3 سنوات على ممارسة الرياضة البعيدة عن المنافسة كركوب الدراجة او الرقص او الجري او القيام ببعض تمارين الجمباز. اما في سن 5 سنوات فغالباً ما سيكون طفلك قادراً على القذف والجري والقفز، ولكنه سيجد صعوبة في متابعة الاشياء وتقدير المسافات او حتى لقف الكرة جيداً. وهذه السن مناسبة ايضاً لكي يبدأ طفلك في تعلّم السباحة.
وحتى لو كان طفلك صغيراً، يمكنك التعرّف من خلال بعض الدلالات إلى الرياضة التي تمتعه، ومن ثم ملاحظة كيف يقضي وقت فراغه في البيت: هل يستمتع بالقفز والتسلّق او الحركة بواسطة يديه او رجليه ام يفضّل الانشطة التي تمارس خارج البيت كالسباحة واللعب بالكرة؟
وفي هذا الإطار، يجب على الابوين ان يتركا الطفل يجرّب انشطة عدّة إلى ان يستطيع تحديد النشاط الذي يفضّله. ومعلوم ان الطفل لا يولد محباً للرياضة، ولكنّه بالطبع يتمتع بمهارة معينة يجب ان نحاول اكتشافها. لذا دعي طفلك يجرّب وكوني صبورة إذا ما وجد صعوبة في اختيار رياضة معينة او الالتزام بها، فكثيراً ما يحتاج الامر لتجارب عدّة.
وفي سن صغيرة، لا يمكن التمييز بين رياضة خاصّة بالصبيان واخرى خاصة بالبنات، فإذا ارادت طفلتك ان تلعب كرة القدم او إذا رغب ابنك في لعب الجمباز اتركيهما يفعلان ما يريدانه، واجعليهما يشعران انك تسانديهما مهما كانت الرياضة التي يختارانها.