الفرجة الرياضية التي نتمناها

[نعمان عبد الغني]

الفرجة الرياضية التي نتمناها
بقلم - نعمان عبد الغني :


احتلت دراسة ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية اهتمامات العلماء في كل من علم النفس الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي، حيث أنها ظاهرة قد تفسد المفاهيم السامية للرياضة بما تحمله من قيم تربوية مرغوبة اجتماعيا.
ويجمع العلماء على أن شغب الملاعب الرياضية ما هو إلا مرآة وانعكاس لسلبيات المجتمع من متغيرات سياسية واجتماعية أو ركود اقتصادي وما يتبعه من البطالة ووقت الفراغ.وقد سجل التاريخ الرياضي العديد من حالات الشغب على النطاق العالمي، ولكن ما يهمنا في الأمر هو ما يحدث على النطاق العربي وبالأخص المحلي.
فعلى النطاق العربي سجل التاريخ مدى تدخل السياسة في المجال الرياضي لبعض الدورات العربية.

هذا ما كان بالنسبة لدول العالم والدول العربية حيث كنا نستغرب أعمال الشغب التي يقومون بها ولم يدر بخلدنا أن تلك الممارسات يمكن أن تنتقل إلى ملاعبنا ذات يوم، لأننا تعودنا أن نستمع إلى صيحات الجمهور المشجع وكلماتهم الجزائرية الرائعة وصيحات ياماها التي تبث الأمل والعزيمة في نفوس اللاعبين.
ونعود لعلم النفس الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي وما يؤكدانه من إن أعمال الشغب هي ناتج ما يحصل في الشارع الذي يعيش فيه ذلك الجمهور. إذن نحن لانلوم الجمهور على أعمال الشغب مادام أن ذلك يشكل متنفس لهم نتيجة معاناتهم من الانفجارات التي تودي بحياة الجزائريين الأبرياء وأيضا ما يعانيه الشباب من البطالة وعدم توفر فرص العمل.

الموضوع أصبح اكبر من كونه شغب ملاعب.. وللأسف نحن نفتقر في بلدنا للتثقيف لأهمية وخطورة الرياضة، وهذا التثقيف لا يشمل الجمهور فقط أو القائمين على الرياضة بل يمتد إلى السلطات العليا والتي تتصور أن الرياضة مجرد ”لعبة“.

إن ظاهرة الشغب التي امتدت إلى الملاعب الجزائرية أمر جديد علينا ولم نعتده ذلك لان الجمهور الجزائري يتمتع بذوق رفيع وفي كافة المجالات لذلك نعتب على الجمهور على الألفاظ النابية التي يوجهونها إلى اللاعبين أو المدربين أو الحكام نريد أن نسمع صيحات المناصرين والطبول المصاحبة والتي تدل على فرحة الجمهور الجزائري . نحن نشتاق إلى تلك الفرحة والتي نتمنى أن نراها في أعين كل جزائري . وهذا لن يتم إلا إذا تظافرت الجهود لبناء وطننا العزيز .

كثيرا ما تابعنا مباريات في كرة القدم ،أو في مجال أخر يخص كرة اليد أو ما شابه ذلك،لكن لن نفكر قط في الخلفية التي تتحكم في الرياضة،أو على الأصح كيف تستغل الرياضة لخدمة المشهد السياسي،عبر امتصاص غضب و هوس الجماهير، التي تقبل على منافساتها معتقدة أنها تروح عن نفسها ،في حين أن الخلفية التي تحكم تلك المنافسات أكبر ما يمكن أن يتصور أي كان منا
في كل دولة وفي معظم أنحاء الكرة الأرضية نجد كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية ونجد لكل فريق الجمهور الخاص به والشعبية التي تملأ قلوب الجماهير عند الفوز ولكن هل تكون الفرحة في القلوب فرحة عادية أم تكون بالمناظر السيئة التي تظهر عليها الجماهير لقد سمعنا عن المشجع الذي حرق بسبب الكرة وسمعنا عن حوادث القتل والضرب وغيرها وهذه الحوادث كلها لا تعني أن هؤلاء من مشجعي كرة القدم ولا ينتمون إليها أصلا وهذه الجماهير لا تعبر عن كرة القدم ولا عن مفهومها الأصلي.
فلعبة كرة القدم لعبة جماعية تجمع الجماهير من كل مكان وتجمع القلوب في الفرحة كما هو موجود في بلداننا العربية نريد أن تكون الدول العربية قدوة لجميع الدول في التشجيع والأدب والاحترام نريد أن نثبت للعالم اجمع أن كرة القدم ما هي إلا لعبة جميلة فكل من يحاول تشويهها فهو ليس يحب كرة القدم من أساسه تذكروا جميعا أمم أفريقيا 2006 لقد أثبتنا للعالم اجمع أن جمهورنا جمهور جميل يحب منتخب بلاده ويفهم جيدا معني الانتماء للوطن وحب المواطن العربي لبلاده وان المشاكل التي تظهر علي كرة القدم الآن من جماهيرها يجب أن تختفي للأبد وأنا أقول للذين يشكون من هذه اللعبة ويقولون إن كرة القدم لها مشاكلها وعيوبها فهي أيضا لها فوائدها فعندما فوز منتخب مثلا في كاس ما يفرح العرب جميعا