المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تطوير الصلة الرياضية العربية



نعمان عبد الغني
04/07/2009, 05:22 PM
تطوير الصلة الرياضية العربية

نعمان عبد الغني :

الخلافات وأعمال العنف واردة دائما في عالم الرياضة التي أصبحت تعتمد على مبدأ الفوز، ثم الفوز وبأي ثمن، ووصلت هذه العدوى إلى رياضتنا العربية وبدرجة عالية من الانفلات غير المسئول، مما أوجب قرع جرس الإنذار لما آلت إليه اللقاءات الرياضية العربية،

ونحن هنا لا نريد أن نصف جميع اللقاءات الرياضية بأنها خارجة على الروح الرياضية ولقاء الأشقاء، ولكن ما حدث في السنوات الأخيرة يدفعنا للبحث عن الأسباب التي تدفع باللقاءات الرياضية العربية إلى خارج مسارها الطبيعي،

فكم من حدث عنيف شاهدناه في الدورة الرياضة العربية الأخيرة في الأردن، وكم من انسحاب متكرر لأكثر من دولة عربية من البطولات العربية،

فلماذا تحولت الشعارات التي يرفعها مسئولو الرياضة العربية بضرورة التلاقي عربيا وفق مبادئ الأخوة والأشقاء، وليس بحثا عن الفوز إلى مجرد كلمات لا معنى لها، فهل تم تفريغ اللقاءات الرياضية العربية من معانيها التي قامت عليها للفوز، ولا شيء غير الفوز؟

ولماذا أصبحت الحساسية المفرطة علامة مميزة لأكثر من لقاء رياضي عربي؟ ولماذا تنسحب بعض الدول العربية من أي بطولة عربية ولأقل الأسباب؟ ولماذا تعتذر أكثر من دولة عربية عن تنظيم البطولات العربية التي تبحث عن من ينظمها؟

فهل وصلنا إلى العالمية، ولم نعد نهتم ببطولاتنا العربية؟وما هو العلاج؟ وكيف نعيد اللقاءات الرياضية العربية إلى المعاني التي يجب أن تقوم عليها؟

أم أننا نتجه نحو إلغاء تدريجي للبطولات العربية لأنها أصبحت تفرق ولا تجمع؟إن مشاهد العنف لم تؤخذ عن أحد الأفلام السينمائية الخاصة بالحركة والعنف،

وإنما هي نموذج لما تشهده الملاعب الرياضية العربية في الأعوام الأخيرة حيث دفعت حمى العنف بالمسئولين الرياضيين إلى حد إلغاء مباريات وحتى دورات،

وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها المنافسات العربية عن إطارها الرياضي لتـتحول معها الملاعب إلى حلبات لاستعراض شتى أنواع العنف، والأمثلة على ذلك دخلت بعد حد التعداد، دورة الألعاب العربية في الأردن،

إلى مباراة المنـتخبين المصري والتونسي المؤهلة لألعاب سيدني في الكرة الطائرة، وصولا إلى النقطة التي أفاضت الكأس وهي كاس إفريقيا بتونس ولقاء المغرب الجزائر فهل أصبحت رغبة الفوز والتأهيل أهم بكثير من مبدأ طالما ردده العرب وهو لقاء الأشقاء بين الفرق العربية؟

وهل أصبح خط السياسة قريـبا من خط الرياضة إلى الحد الذي صارت فيه المنافسات الرياضية العربية رهينة ما يفرضه الواقع السياسي العالمي من قيود؟

وإلى متى ستظل منتخبات العراق والكويت والجزائر والمغرب تلعب دور الحاضر الغائب في المنافسات العربية؟ وهل حان الوقت لتفعيل دور المسئوولين عن الرياضة العربية أم سيكتفي المواطن العربي بالاستماع إلى أسطوانة الأخوة العربية؟

إن اللقاءات العربية الرياضية لم تعد تـثير اهتمام الشباب العربي ولاالفرق الرياضية العربية لعدة أسباب:

السبب الأول: أن بعض المستويات للدول العربية في بعض الألعاب قد أصبحت أقرب إلى العالمية منها إلى بعض الدول العربية، هذا يدفع هذه الدول إلى عدم المشاركة في اللقاءات العربية، في الوقت الذي توجد به دول عربية أخرى تحتاج إلى اللقاء العربي،

ولكنها تصطدم بواقع مؤلم، وهو أن بعض المسئولين في بعض الاتحادات العربية يصرون على مبدأ أن يبقوا هم مسئوولين في هذه الاتحادات، وأن يمنحوا الفوز لمن يشاءون، أو لدولهم بعينها، هذه حقائق لا يقبلها الرياضي العربي، ولا يقبلها المسئوول العربي،

ما نحتاج له كرياضيين أن تكون التنظيمات الرياضية العربية مبنية أساسا على مبدأ إتاحة الفرصة العادلة لكل فريق للفوز، أما أن تكون هناك لجان فنية تعمل بشكل مريب، ومن تحت الطاولة، ومن خلال الكواليس، تعمل على الفوز، ونجد أن مهما عملت،

ومهما حاولت أن تعمل لا يـبقى أمامك إلا أن تخسر أمام الدولة الفلانية بكرة القدم، والدولة الفلانية بكرة اليد، والدولة الفلانية في ألعاب أخرى مثل كرة السلة، هذا الكلام يجب أن يتوقف مرة واحدة وإلى الأبد.

هل المشكلة هي مشكلة مسئولية عن الرياضية العربية، أم مشكلة الرياضيين العرب أنفسهم؟

يلقى اللوم في هذا المقام على جزئين بالتحديد:
الجهة الأولى: وهي الإعلام الرياضي، فقبل أي لقاء رياضي نفاجأ أن هنالك شحن إعلاميا للجمهور وللاعبين، كأننا في مواجهة معركة حربية، وتكون أعصابنا هادئة عندما نلتقي مع فرق أجنبية، ونعلب بدون أية مشاكل، ويتم هذا الشحن،

وهذه المشاكل عندما نتقابل كفرق عربية مع بعض، لدرجة أن نحذف من قاموس الإعلام الرياضي كلمة هزيمة، أننا داخل لقاء رياضي كيف أقول إن الفريق الفلاني هزم؟!

هزم، نحن لم ندخل في معركة حربية، يجب أن نقول إن اللقاء قد انتهى لصالح فلان أو علان، لكن لا نقول هزم فلان وانتصر فلان، لأن هذا الكلام يطلق في المعارك الحربية.

الجهة الثانية: وهي الإدارة الرياضية، وأقصد بها تحديدا الإدارة في الاتحاديات الرياضية لأنها هي التي تقود الحركة الرياضية، حيث غالبا لا تتدخل الدول في شؤون الاتحادية الرياضية، فهي تترك الاتحاديات لها حرية التصرف كهيئة لها اختصاصاتها فإذا كان هؤلاء الناس غير مؤهلين لقيادة حركة رياضية تنشأ مثل هذه المشاكل،

وهذا باختصار شديد أسباب المشكلة.لكن معظم الاتحاديات الرياضية العربية تأتي عن طريق الانتخابات وعن طريق القاعدة، وتصل إلى المناصب التي تبحث عنها في قيادة الحركة الرياضة،.

الجانب الثاني العامل المؤثر الآن، بعض الألعاب أصبح مستواها دوليا، نلاحظ في كرة اليد هنالك سبع دول كانت في كأس العالم في الشباب، وخمس دول عربية في كأس العالم للرجال، هناك فريق ضعيف وآخر قوي، فصارت هناك منافسة كبيرة جدا بين الدول في آسيا،

وفي أفريقيا للوصول إلى كأس العالم وبالتالي تحتاج إلى شفافية في اختيار الحكام، وفي تعيين اللجان الفنية، وخاصة المحايدة،

وذلك لأن الرياضي يشعر بحسرة لما يخسر دون سبب مقنع، المدرب و الإداري كذلك، فأصبحنا إعلاميا نحولها وكأن انهزمت الأردن، انهزمت المغرب، انهزمت قطر،

فبالتالي صارت هذه حساسية كبيرة جدا بين الرياضيين وبين الجماهير، وصار لها تأثيرا سلبيا على سلوك الرياضيين في الملاعب، وفي المدرجات، فنأمل بأنه المسؤولين يركزوا كثير.

كذلك موضوع اللوائح والاحتراف لا علاقة لهما في اللقاءات العربية، ما نحتاجه في اللقاءات العربية أن يكون الإداريون العرب من مد راء الفرق ومن مدربين، ومن الإداريين الذين يحضرون مع الوفود،

ومن الاتحادات العربية، اللجان الفنية في الاتحادات العربية التي ترعى الحكام وتشكل نظام البطولة أو جدول البطولة، أن تكون هذه عادلة ومنصفة وحازمة،

المشكلة عندما يحضر الشاب العربي، الذي سينزل الملعب أمام الجمهور مسلحا بعزيمة قوية ومعدا إعداد جيدا، ويكتشف أن البطولة لا علاقة لها بجهده في أن يفوز بها،

فيحاول لأن أن يقوم بأخذها بعضلاته وبأنه يشتم الحكم أو يتصرف بشكل سيئ، وهذه في معظم الحالات هي الحالات الأقل، لكن المشكلة المخفية هي ما تقوم به اللجان الفنية في الاتحادات العربية،

أو ما يقوم به حتى الأعضاء العرب في الاتحادات الآسيوية أو الأفريقية في أن يلعبوا دور سيئ ينعكس سلبيا على زملائهم و إخوانهم الرياضيين العرب، يريد بكل واحد أن يحقق لدولته الفوز قبل أن تبدأ المباريات، لا يمكن بهذا الجو أن الشاب العربي لا يعبر عن شعوره بالغضب والاستياء وبكل هذه الأمور


إن الأهداف الرياضة موجودة في الجزائر والدول العربية وفي العالم
كلها واضحة ومعروفة، ولكن العبرة بالتطبيق،نعرف أن هناك قوانين وضوابط بالنسبة للدولة التي تنظم أي بطولة،

الحقيقة يجب أن تكون هذه الدولة مؤهلة أمنيا، وكذلك ثقافيا من الناحية الرياضية -ثقافة رياضية- وهي أبسط حقوق الدولة المنظمة، في البطولة العربية لكرة القدم،

نحن العرب يعني المفروض أن تكون مشاراكاتنا كلها في صالح الأمة العربية جميعا، لكن الواضح أن مستوى العرب أكبر من المصلحة الشخصية، وأن يكون الحيادية فيها يعني شعار وممارسة، على أساس يستطيع إنه زيادة عدد الدول المشاركة،

وتسويق بطولاتنا بشكل أفضل، زيادة دخل البطولات، و بعد ذلك ترغيب الشباب في متابعة هذه البطولات، ولا نريد ان نصل لمرحلة عزوف من المنتخبات العربية على المشاركة في مثل هذه البطولات،

نعم -- هذه الحساسيات، تشاهد أنها تزداد من بطولة إلى بطولة أخرى، بحيث كثير من الفرق العربية، لا تفضل الاشتراك في بطولات معينة، بسبب هذه الحساسيات.

لإزالتها مبدئيا لابد أن تقام لقاءات رياضية بين فرق كرة القدم الجزائرية والمغربية آو المصرية، ولكن ليس على مستوى المنـتخبات بين الدولتين، يعني ممكن تكون بين فريق محلي وفريق محلي آخر، حتى يمكن إعادة العلاقات والشكل الرياضي إلى شكل العلاقات الودية أولا، ثم ينعكس بعد ذلك على الفرق المنتخبات الوطنية، إلى أن تزول هذه الحساسية سواء من الجمهور نفسه، أو من اللاعبين،

نحن لا يمكن أن نتخلى عن استضافة البطولات وتنظيمها، ومساعدة الاتحاد العربي والآسيوي والافريقي، ولا يكون شعارها (التنافس من أجل الفوز والهزيمة) يجب أن يكون فيها مشاركة، من أجل تطوير كرة القدم أو اليد أو السلة أو أي لعبة ثانية بهدف أن نرتقي فيها،

يكون هناك حافز للدول المشاركة.. حافز مادي ومعنوي و ويجب تسويقها تسويق يؤدي إلى دخل لهذه المنـتخبات، ولا تكون عبئ عليها، لأن هناك دولا كثيرة لا تشارك الآن، لأن العبء المالي لا تستطيع تغطيته لأن الكلفة المالية أصبحت عالية جدا، لو التسويق الرياضي يساعد و يسهل المشاركة لأكبر عدد ممكن من هذه الدول،

أعتقد أن الحساسية سوف تقل، وتكون هناك لوائح موحدة تنظيمية وليست فنية، لأن اللائحة الفنية يجب ألا تختلف عن لائحة أي اتحاد دولي، ما يكون لنا لوائح فنية خاصة بنا، يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من لوائح الاتحاد الدولي، حتى نحافظ على اللعبة وقانونها وإجراءاتها.بعض التساؤلات وبعض الأسباب التي تدفع بالرياضة العربية، وبعض اللقاءات العربية الرياضية للخروج عن الروح الرياضية ولقاء الأشقاء،

نتمنى في الأخير أن تكون جميع اللقاءات التي تجري على الأرض العربية لقاءات تنبع عن روح الأشقاء والروح الرياضية المتواجدة ضمن اللقاءات الرياضية.ونتمنى أن نشاهد لقاءات عربية رياضية تنبع من روح الأشقاء والروح الرياضية