المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صحيح . لولا الفقراء لضاعت الرياضة



محمد التهامي بنيس
05/07/2009, 08:10 PM
هل صحيح ؟
1 / 4 - لولا الفقراء , لضاعت الرياضة
أهم تعريف حدد مفهوم الفقير الرياضي , يقول :
الفقير الرياضي : هو الذي لا يملك القدرة على بلوغ الحد الأدنى من الشروط الاقتصادية والاجتماعية , التي تمكن اللاعب من أن يمارس رياضته بكرامة وعزة نفس, وحيث إن الفقر الرياضي , هو نوع من أنواع الفقر , فانه قد يكون ناتجا عن :
الفقر الاقتصادي : وهو عدم قدرة الفرد على كسب المال أو القدرة على الاستهلاك و التملك أو الوصول إلى الغذاء
2 – الفقر السوسيو ثقافي : عدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الثقافية – والرياضة ثقافة – على اعتبار الفرد هو محور الجماعة والمجتمع , في جميع الأشكال الثقافية واثبات الهوية والانتماء 3 – الفقر السياسي : ويتجلى في غياب حقوق الإنسان وهدر الحريات الأساسية والإنسانية وعدم المشاركة في الحياة السياسية
4 – الفقر الوقائي : هو غياب القدرة على مقاومة الصدمات *
* تلجة عبد الرزاق – بني ملال 2004
وقفنا على عدة تعاريف سوسيولوجية أخرى تعرف :
ا – المجموعة الفقيرة : بأنها صغار المزارعين وعمال الزراعة وصغار الصيادين والعمال العضليين والحرفيين والرعاة , وغيرهم ممن لا تكون لديهم الفرصة للحصول على الخدمات و القروض والتدريب والإرشاد , وتضم هذه المجموعة . الفقراء – الفقراء جدا – المعدمين
ب – الفقراء : هم الذين يملكون بعض الموارد القليلة , وقد يستطيعون إنتاج ما يكفيهم من غذاء . مثل صغار الموظفين وصغار المزارعين ...الخ
ج – الفقراء جدا : هم غالبا لا يملكون موردا تابتا ويقومون بالعمل عند الغير , مثل العمال العضليين
د – المعدمون : هم المحرومون , كالأرامل والأيتام والمعوقين والعجزة والمسنين بدون عمل , الذين يعتمدون على الهبات الخيرية و المساعدات , وليس لهم أي مصدر آخر , غير ذلك , مع محدودية قدرتهم على العمل والإنتاج إن أبناء هؤلاء جميعهم أو أبناء صنف واحد منهم , يمكنون من اعتبار مصطلح الفقراء , منطبقا علي جميع الفئات المعرفة , والفقراء الرياضيون غير مستثنين . لأنهم أبناء نفس المجتمع وينتسبون لنفس الوطن , و كان لهم من العطاء في الحقل الرياضي أشياء وأشياء / نتائج وألقاب . إلى درجة اتجاه الكثير إلى القول : بأنه لولاهم لما كانت رياضة, ونثيره تساؤلا طرحناه ونعيد طرحه : هل صحيح , أنه لولا الفقراء لضاعت الرياضة ؟
لولا الفقراء لضاعت الرياضة
لم أختر العنوان من باب تداعي المعاني , كما لو أني أخذت القياس من قولة : " لولا الفراء لضاع العلم " رغم أن الرياضة أصبحت علما بحق , ويمكن أن ينطبق عليها ما ينطبق على باقي فروع العلم الذي تحتويه معاني الحديث المذكور , وليس اختيار العنوان / الموضوع , من قبيل الإسقاطات , كأن الأمر يعني فئة معينة ويصدق عليها , ونحاول من خلالها إصدار حكم عام على كل الممارسين للنشاط الرياضي , وليس اختيار هذا الموضوع من قبيل الدعوة أو النداء إلى احتقار الرياضيين من أجل ازدهار الرياضة , وإنما جاء اختياره نتيجة جملة من الملاحظات , ونتيجة لقراءات وكتابات من هنا وهناك , كما جاء نتيجة الشكاوى التي ترفعها الأندية الرياضية الفقيرة , المتحدية المعطاءة , ومن هنا رفع شعار . لولا الفقراء لضاعت الرياضة
كيف تبدأ الأندية الرياضية ببلادنا ؟
إذا كانت الأندية الكبيرة حاليا , قد انطلقت من الصفر , وبدافع ما , إما أنه اجتماعي أو وطني لمواجهة المستعمر, أو أنه ثقافي لتوعية فئات الشباب المغربي آنذاك , فانه في جميع الحالات , كانت التضحية وراء التسيير , والمساهمة الشخصية وراء الممارسة , فكم تبرع اللاعب بمبلغ أو مبالغ مالية , لشراء الأدوات والتجهيزات الرياضية , في سبيل الممارسة , الممارسة التي لم تكن تخلو من طموح , هو أولا تحسين المستوى , وتحسين المرد ود ية , وفرض الذات الشخصية , وإبراز الذات المعنوية , أي كيان ووجود الذات الوطنية , وإذا كانت هذه حال بداية الفرق الكبيرة , فكيف تبدأ الأندية الرياضية الشابة المحدثة
أنها تبدأ متحلية بفكرة التحدي . تحدي غياب الملاعب . تحدي غياب التجهيز . تحدي انعدام الإمكانيات المادية . تحدي المجهول التي تخبئه الممارسة واقتحامه , وللاستشهاد أذكر أنه كان لي شرف المساهمة في تأسيس فريق للأحياء بعدوة , فاس , أوضحت لعناصره الصعوبات التي تنتظرهم سواء في البداية أو أثناء شق الطريق , فما زادهم ذلك سوى الإيمان الراسخ بأن لا سبيل لهم للتنفيس واستثمار وتصريف طاقاتهم , إلا بتكوين فريقهم , فتكونت لجن الاتصالات . اللجنة التقنية . لجنة التبرعات . لجنة الإعلام والدعاية والتوعية . اللجنة الصحية , وانطلقت اللجان نشيطة , تخترق الحجب وتدلل الصعوبات , وكانت الممارسة , ثم كان الانضمام الرسمي في البطولة الرسمية التي كانت تقنياتها الإدارية أكبر العقبات
وفي الرباط , وبالصدفة عند نهاية سنة 1980 م كانت جماعة من الشبان , أطلقت على ناديها اسم – شباب المحيط لكرة القدم – تتجول عبر المقاهي لجمع التبرعات إلى أن تحدت هذه العقبة , فكونت فريقها وشقت الطريق , فأعطت أسماء أخذت تلمع بين لاعبيها , ولعل مثل هذا الفريق أو ذاك , يوجد في عدة جهات من جهات بلادنا , ويعمل بنفس الأسلوب أو ما يقاربه
ولنعد لضرب المثل من الفرق الكبيرة المشهورة , لقد حضرت إحدى الجموع العامة للمغرب الفاسي أوائل السبعينات , ولم يسفر عن انتخاب مكتب مسير , وأفرز كثيرا من المشاحنات والمشادات الكلامية بين اللاعبين وبعض المسيرين , وكان أن وقف فيهم حارس مرمى الفريق سابقا السيد : " البشير الودغيري " ضاربا لهم المثل بتضحيات اللاعبين والمسيرين في السابق , وتحقيق الأمجاد والألقاب والبطولات على المستوى المحلي والعربي والأفريقي , والمشاركة في مقابلات فرنسا , حيث لم يكن وراء ذلك دفع مالي , إنما كان الدفاع عن القميص , وعن شعار الفريق , وعن راية الوطن , بعد تدخله هذا , وصلت الرسالة وفهم الحاصرون من كلامه آنذاك , كأنه يترحم على رياضة نخرها التسابق نحو المال
والأمثلة كثيرة ومتعددة , فهذا نجم الذكارات الفاسي , حين جعل نصب عينيه , تحسين المستوى والعمل على الصعود إلى القسم الوطني الثاني , وبغض النظر عن المشاكل المادية , كان له بتضحيات اللاعبين والمسيرين ما أراد ونال ما خطط له , لكن ما أن انتسب إلى القسم الثاني , حتى ظهرت الأطماع المادية , فنخرته بصعوباتها وعراقيلها , وما كان منه إلا أن سقط مرة أخرى وانزلق إلى القسم الشرفي , وهو الآن سنة 1986 م يقاوم ولا زاد له , إلا التضحية وتجديد الطموح مرة أخرى
محمد التهامي بنيس

الحاج بونيف
05/07/2009, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل محمد التهامي بنيس
موضوع جدير بالقراءة والاهتمام، وهو أساسي لطرح نقاش معمق بخاصة في عالمنا العربي.
فالرياضة عندنا في الحضيض رغم الموارد المالية المرصودة لها، وأقصد هنا رياضة النخبة؛ فالرشوة والمحسوبية والعلاقات هي التي تختار اللاعب والمدرب، وهي التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة..
أما الحديث عن الرياضة في الأوساط الشعبية المتواضعة فهي لا تكاد تذكر، فكيف بالفقير الجائع المحروم أن يفكر في كرة القدم، وهو يعاني الجوع؟
للأسف الشديد ونحن في القرن الحادي والعشرين ما زال أطفالنا غير قادرين على اقتناء كرة قدم لغلاء ثمنها، وإن اشتركوا في شرائها لن يجدوا الملعب الصالح..
وإذا كانت الرياضة تتطلب من الرياضي الأكل المناسب والراحة وما إليهما فإن أبناءنا في العالم العربي محرومون بحق، رغم توفر المال في خزائن الحكام الذين يسيئون التصرف، وليس لهم من همّ سوى صرفه في أمور لا تعود بالنفع سوى عليهم وعلى حاشيتهم.
الكثير من الأندية تعتمد على نفسها في تسيير أمورها المادية، وقد تلجأ لمد يدها .. وأعرف الكثير من الفرق التي توقفت لا لسبب سوى الفقر.
أحييك على طرحك للموضوع، وآمل أن يعطى حقه من النقاش.
تقبل تقديري.