ثورة الجزائر- الفريق د. عمر أحمد قدور

[معتصم الحارث الضوّي]

ثورة الجزائر
الفريق د. عمر أحمد قدور

انسفوا الأرض وازحموا الأجواءَ
واشعلوا النار تحرقُ الأعداءَ
وأثيروا من الشواظ لهيبا
ينثرُ الموتَ فوقهم والفناء
وادفنوا اللغمَ تحت كل قطارٍ
يحملُ الغدرَ ركبه والبلاء
وتمادوا فقد تمادى الأعادي
مزقوهم وبددوا الأشلاءَ
****

إن زرعَ السلام ينمو بِطلٍ
من دماءٍ فقدّموا الشهداءَ
وتغنوا فلحنُنا اليوم نارٌ
ينشرُ الموت جمرها والعفاء
ثورةُ الشعب في الجزائرِ عزم
حطمِ القيد وارتقي العلياء
****

إن وهرانَ أقسمت للروابي
ورُباها تعاهدُ الصحراء
أن تبيدَ الخنا وتُفني الأعادي
وتُعيدَ المنى وتجري الدماء
تأمر الشمسَ بالذرور وتدعو
همّة الحُر أن تنالَ ذكاء
تصنعُ المجدَ للأباة بحرب
يبعثُ النور وقدها والبهاء
****

أنت جرعتني الردى من قرونٍ
فاشرب اليومَ كأسك السوداء
ثار شعبي وثرتُ فانداح أمسٌ
وارتقينا ذرا الغد الشمّاء
وبعثنا التاريخ بعد خمود
وملكنا الرُبى وحُزنا الفضاء
بنضالٍ تختالُ فيه الأماني
وجهادٍ سما فأشجى السماء


الدامر- 1960
(كتبها الطالب في المرحلة الثانوية عمر أحمد قدور إبان الثورة الجزائرية)

[عبدالقادربوميدونة]

شكرا لك الأخ حارث معتصم الضوي على إيراد هذه القصيدةالقديمة الجديدة والتي والله حين كنت أقرأها لحسبت إلى درجة اليقين أنها لن تكون سوى لشاعرالثورة الجزائرية رحمه الله مفدي زكرياء ..
وبعد أن أكملت قراءتها أدركت أن ما كان يدفع مفدي زكرياء للإبداع الشعري مضاهاة للرصاص هونفس الشعور الذي يحمله الإخوة العرب تجاه الثورة الجزائرية التي منحوها أواحتلت حيزا كبيرا في ضمير هم الجمعي ..
لذلك تلاحظ الأشعارالتي تغنت بالثورة الجزائرية وبطولاتها جاءت كلها تقريبا في مستواها لهيبا وشررا واشتعالا..
أحييكم الأستاذ الفريق الدكتورعمرأحمد قدورالمحترم على هذه الرائعة الخالدة ..
ليتك تحدثنا عنه قليلا بما توفرلديك الأستاذ معتصم الضوي الكريم .

[فارس بوحجيلة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
حقيقة كما قال أستاذنا ع. بوميدونة، قصيدة تحمل عطر شاعر الثورة وعبق الثورة.
فعلا لا يخرج مثل هذا الكلام إلى من عند من ذاق وأحس "لعلعة الرصاص المدوي"
فتحية للشاعر، وتحية لمن بعث بهذه الكلمات من جديد.
أخوكم فارس.

[معتصم الحارث الضوّي]

أخي العزيز الأستاذ بوميدونة
الثورة الجزائرية كانت وما زالت وستظل نبراسا يقتدي به الثوار والمناضلون الأحرار في شتى أرجاء الأرض، وأنتهز الفرصة لأحيي شعبي الجزائري الحبيب في هذه المناسبة الشامخة كسمو أبناء تلك الأرض الطاهرة.

سعادة الفريق د. عمر أحمد قدور في كلمات:
- رئيس الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب السودانيين
- مساعد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب
- حائز على درجة الأستاذية في القانون الدستوري والعلوم الاستراتيجية
- عميد الدراسات العليا (سابقا) بجامعة الرباط الوطني، ويشرفُ حاليا على رسائل الماجستير والدكتوراة بالجامعة
- المدير السابق للتخطيط والبحوث والمتابعة
- المدير السابق للقضاء النظامي والشؤون القانونية

وليس آخرا:
كاتبٌ وشاعر وباحث في التراث السوداني.

صدر له من الدواوين الشعرية:
- "صوتٌ من السماء" الذي قدّم له العلامة الراحل عبد الله الطيب
- "عيون الآخرين" الذي أصدره المجلس القومي للآداب والفنون
- "لن تغيب الشمس"
- "نشيد النيل"
إلى جانب دواوين أخرى، ومئات البحوث والدراسات والمقالات في المجالات القانونية والاستراتيجية والاجتماعية والتراثية.

[معتصم الحارث الضوّي]

أخي الكريم فارس بوحجيلة
تعطرّ هذا الموضوع بمرورك الذي أضاف إلى حبر الحروف ووهج الرصاص، والذي أطلقه أولئك الأحرار من مناضلي الجزائر الغالية.

فائق تقديري