المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيع وشراء المباريات الكروية هل يخدم الرياضة



نعمان عبد الغني
07/07/2009, 12:07 AM
بيع وشراء المباريات الكروية هل يخدم الرياضة
بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
مع اقتراب نهاية كل موسم كروي يكثر الحديث عن ظاهرة خطيرة استفحلت بحدة في السنوات القليلة الماضية في الملاعب العربية ، متمثلة في بيع وشراء المقابلات الكروية ويطلق العنان للشائعات التي تتداولها الجماهير، حيث أصبح من السهولة بما كان التعرف مسبقا على هوية الفرق البطلة والمتوجة بمختلف الألقاب وحتى الأندية النازلة إلى الأقسام الدنيا، الأمر الذي يجعلنا نطرح أكثر من نقطة استفهام.. كيف نمت هذه الظاهرة في ملاعبنا ومن يقف وراءها ومن يغذيها؟لماذا تتآمر فرق على حساب أخرى.. من المتهم ومن المستفيد؟ لماذا عجزت اتحادات الكرة بمعية الجهات المسيرة للمنافسة عن إيجاد حلول ناجعة لردع ومعاقبة المتسببين؟ هل فعلا تحولت الكرة إلى بزنس وتجارة وفقدت نكهتها وميزتها ؟ هذه بعض الأسئلة التي صرنا نسمعها في المدرجات وفي الشارع الرياضي ويطرحها العام قبل الخاص دون الوصول إلى إجابة مقنعة أو الاهتداء إلى حجج قوية تزيل اللبس أو قليلا منه. لم يعد يخف على أحد من هواة ومتتبعي المنافسة الكروية بوطننا العربي أن تحقيق الانتصارات وحصد أكبر عدد ممكن من النقاط لا يكفي في غالب الأحيان للبقاء في المقدمة أو مراقبة السباق عن قرب, أن الكرة العربية فقدت طعمها بسبب هذه العادات الموروثة في الأعوام الأخيرة والتي شوهت صورة الرياضة, لقد أصبحت الكرة بزنس وتجارة وصرنا نوقن أن الفرق المتوجة في آخر الموسم لا تستحق ذلك، لا لشيء إلا لأنها توجت على حساب المعايير الرياضية المتعارف عليها وخضعت لمنطق المادة الذي لا ينم بصلة إلى النزاهة وأخلاق اللعبة السامية. أن المكالمات الهاتفية قد تفي بالغرض في أغلب الأحيان لتحديد نتائج المقابلات مسبقا, خاصة وأن عددا من الأندية يملك مصير فرق أخرى سواء في تحديد المتوج أو معرفة هوية الفرق النازلة. وأمام هذا الوضع الذي آلت إليه كرتنا, فلا مانع من نشوب حساسيات بين الأندية هي بمثابة الأرض الخصبة لزراعة بذرة العنف وهي آفة لا تقل خطورة عن سابقتها. والحد الأساسي في المعادلة والرقم المهم هم الحكام الذين مستهم ذات الاتهامات، وتشير مصادر غير رسمية أن عدد من الحكام حددوا نتائج عدة لقاءات بتواطئهم مع فرق على حساب أخرى مقابل عدد من الملايين, وأكد لنا عدد من الصحفيين أن موجة العنف التي تعيشها الملاعب العربية تعود بالدرجة الأولى إلى التحكيم السيئ والمنحاز في غالب الأحيان للفرق المحلية, الأمر الذي يثير سخط وغضب اللاعبين وينفجر الوضع ونعيش نهاية مأساوية في كل لقاء كما ألفنا ذلك. إن سمعة أصحاب البذلة السوداء شوهت حتى على المستوى الدولي وما غياب الحكام العرب عن أكبر المحافل القارية والإقليمية لأكبر دليل على ذلك. مع استفحال هذا الداء، فقدت الجماهير الرياضية متعة متابعة مقابلات الدوري لأنها تعلم مسبقا أنها لن تشاهد عروضا ونسوج كروية, حتى أن أنصار الفرق المتوجة بالألقاب فقدت طعم الفرحة بصنيع أنديتها وأصبح المناصر العربي يخشى على نفسه من أحداث العنف وما خلو المدرجات من الجماهير إلا دليل قاطع على فقد نكهة المتابعة وأصبحت اللقاءات الرسمية كأنها حصص تدريبية. و أمام هذا الوضع الذي يزداد خطورة كل موسم فإن القائمين على شؤون اللعبة ببلادنا العربية عاجزون عن إيجاد حلول ناجعة وسن قوانين وعقوبات صارمة لردع المتسببين وإقصاءهم من الساحة الرياضية، وإن كنا نجزم بصعوبة المأمورية.