المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتمية المعركة التاريخية الفاصلة بين روسيا والصهيونية العالمية



جورج حداد
07/07/2009, 09:09 AM
جورج حداد
في 30 اب 1918، اي بعد عشرة اشهر وبضعة ايام فقط من ثورة اوكتوبر الاشتراكية الروسية الكبرى، أطلق الرصاص على لينين، زعيم الثورة الكبير. وبتلك الرصاصات الغادرة، بدأ الانقلاب على الثورة الاشتراكية، من داخلها بالذات. وتزعم هذا الانقلاب الخائن والسفاح يوسف دجوغاشفيلي (ستالين)، المغامر المصاب بداء "كلب" السلطة، الذي تحول من عميل سري للبوليس السياسي القيصري الى عميل سري للصهيونية العالمية، التي كانت تدرك تماما ان انتصار الاشتراكية يعني النهاية التامة للرأسمالية اليهودية والصهيونية.
وكما ان الحثالات "الاسلاميين!!!" من المماليك والعثمانيين، عملوا قديما على تشويه الاسلام وافراغه من محتواه الحضاري والانساني، وقتل واذلال وتخليف المسلمين، مستخدمين الصراخ والزعيق باسم "الاسلام!!!"؛ فإن الحثالات "الستالينية" و"النيوستالينية" عملت عشرات السنين على تشويه الاشتراكية العلمية والماركسية ـ اللينينية، وتفريغها من محتواها الانساني، مستخدمة الصراخ والزعيق باسم "الاشتراكية" و"الماركسية ـ اللينينية ـ الستالينية". واخيرا بلغ الانقلاب الستاليني ـ الصهيوني هدفه النهائي المنشود، على يد الغورباتشوفية "النيوستالينية"، بسقوط النظام السوفياتي في روسيا، وبفتح ابواب روسيا على مصاريعها للامبريالية والصهيونية العالمية.
وفي عهد العربيد والسكير بوريس يلتسين، حققت الصهيونية "نجاحات" هائلة ضد الشعب الروسي العظيم. ونلخص هذه "النجاحات" في نقطتين:
الاولى ـ التخريب شبه الكامل للاقتصاد الروسي، والسيطرة "اليهودية" شبه الكاملة على الاسواق والدورة المالية والاعلام في روسيا. بحيث تدنى مستوى المعيشة في روسيا الى حافة الجوع، وفي بضع سنوات فقط انخفض عدد السكان اكثر من 10 ملايين نسمة. وتم نهب وبيع كل ما تقع عليه ايدي "الصهيونية" القذرة. ولم يكد يبق ما يباع في روسيا سوى البشر. وهو ما بدأ فعلا، حيث بدأ "تصدير" ملايين الشباب الروس المتعلمين والاشداء للعمل بشكل ذليل كيد عاملة رخيصة في اوروبا الغربية. ومثلما كان اليهود الخزر في القديم يسبون النساء الروسيات الجميلات ويبيعوهن كحريم في اسواق النخاسة، فإن العصابات اليهودية عملت على تشكيل شبكة واسعة للدعارة ولخطف وتهريب الفتيات الروسيات والمتاجرة بهن في جميع بلدان اوروبا الغربية والعالم. وحينما كانت الصهيونية العالمية تباشر وتنفذ هذه العملية المخططة للابادة الكاملة للشعب الروسي، ملأت الدنيا بالزعيق والنهيق حول ـ طبعا!!! ـ "حقوق الانسان" و"الدمقراطية"، على طريقة اللص الذي يصرخ "امسكوا الحرامي!".
والنقطة الثانية ـ طرد روسيا من نادي الدول العظمى، وطردها من ساحة السياسة الدولية، وخصوصا الطرد شبه الكامل لروسيا من المنطقة العربية ـ الاسلامية، ولا سيما فيما يتعلق بقضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي، كي تتفرد ـ اي الصهيونية ومعها "كل الدمقراطية" الاميركية والاوروبية ـ بسحق وابادة الفلسطينيين والعرب. ولتغطية السموات بالقبوات، عمدت الصهيونية في هذه المرحلة بالذات لملء العالم بالزعيق والنهيق حول الهولوكوست، ليس لتكريم الشيوعيين اليهود الذين ابادتهم النازية (لكونهم شيوعيين اكثر مما لكونهم يهودا)، بل للمتاجرة برفاتهم لطمس دور روسيا في التضحية بـ 30 مليونا من خيرة ابنائها للقضاء على الوحش النازي وانقاذ شعوب العالم وبقية اليهود من براثنه.
ولكن هذه "النجاحات" الصهيونية ايقظت "الوطنية الروسية" من جديد، وبشكل حاد جدا يكاد يفوق ما كان الامر عليه حتى في الحرب العالمية الثانية. وقد ادرك الوطنيون الروس بأن العصابات الصهيونية تريد ان تدمر روسيا تدميرا كاملا، من داخلها بالذات، وان تقيم على انقاضها "مملكة يهودية خزرية" جديدة تصبح هي القاعدة الرئيسية للصهيونية والطغمة المالية اليهودية العالمية، بحيث تكون اسرائيل ذاتها تابعا فرعيا، ذا قيمة شبه رمزية، لهذه "المملكة".
واصبح من المؤكد لدى الوطنيين الروس ان وجود الصهيونية في روسيا هو النقيض تماما لوجود الشعب الروسي، وان روسيا بمقدار ما هي واسعة جدا، ومتعددة القوميات والاتنيات والاديان، ولكنها ليست واسعة الى درجة ان تتسع ايضا للسرطان الصهيوني. ونظرا للامتداد والدور العالميين للصهيونية، من جهة، وللقدرات والمكانة والتطلعات العالمية لروسيا، من الجهة المقابلة، فإنه من المحتم ان يتطور الصراع فيما بين الطرفين الى درجة ان لا تتسع الكرة الارضية لوجود الاثنتين معا: روسيا والصهيونية.
وربما يقول قائل هنا: ولماذا لا تتحالف الصهيونية مع روسيا، كما هي متحالفة ستراتيجيا مع اميركا؟!
والجواب على ذلك:
ـ1ـ ان اميركا وروسيا لا يمكن ان تتحالفا، لان اميركا هي دولة غاصبة منذ نشأتها، ولهذا فإن الاغتصاب يدخل في تكوينها ذاته، و"التوجه الكياني التاريخي" للدولة الاميركية يقوم ليس على التعاون والتحالف مع اي دولة، او اي قوة عظمى، اخرى، بل على الهيمنة العالمية.
ـ2ـ والصهيونية في طموحها هي الاخرى نحو الهيمنة العالمية، اختارت منذ وجودها التحالف العضوي مع القوى الاستعمارية، ولا سيما مع زعيمة القوى الاستعمارية حينما توجد. وحتى الحرب العالمية الاولى (وتحديدا حتى سنة 1920) كان المقر القيادي للصهيونية العالمية موجودا في لندن، باعتبار ان بريطانيا كانت تمثل القوة الاستعمارية الاولى في العالم. ولكن منذ ذلك التاريخ، وبعد ان ضعفت بريطانيا، نقلت الشبكة اليهودية ـ الصهيونية ـ الماسونية مراكزها القيادية الى اميركا، الزعيمة الاستعمارية الجديدة. وجاءت التطورات في الحرب العالمية الثانية وما بعدها لترسخ تحالف الصهيونية مع اميركا، وهي تزداد تمسكا بهذا التحالف.
وبكلمات اخرى: ان كل الظروف "القومية" (من جانب روسيا، ومن جانب الصهيونية) والعالمية، لجهة التحالف او التناقض مع الامبريالية الاميركية، كانت تضع روسيا على المكشوف بوجه الخطر الصهيوني الذي يهدد بالقضاء على روسيا كشعب وكدولة، بعد ان قامت الستالينية والنيوستالينية بدورها في التمهيد لذلك.
والمعركة الان هي معركة "بسيطة" جدا: الوطنية الروسية بمواجهة اليهودية ـ الصهيونية.
ويلاحظ ان معارضة الصهيونية وقرع جرس الانذار ضدها قد شملا قطاعا واسعا من المثقفين الروس الليبيراليين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر سولجنستين ذاته، "المنشق" السوفياتي المعروف الذي كان لاجئا في الولايات المتحدة الاميركية لسنوات طويلة.
وقد تجسدت "عودة الروح" للوطنية الروسية في اتجاهين رئيسيين:
الاول ـ يميني يتمثل في حركة جيرينوفسكي بشكل خاص.
والثاني ـ يساري يتمثل في استعادة شعبية الحزب الشيوعي الروسي برئاسة زيوغانوف، وفي نشوء وانتشار العديد من الاحزاب والتنظيمات الشيوعية والعمالية واليسارية الاخرى.
الا ان هذين الاتجاهين لم يستطيعا ان يتقدما للاضطلاع بالدور الاول على المسرح السياسي الروسي، لاسباب عديدة ينبغي مناقشتها على حدة.
على ان الاتجاهين الوطنيين: اليميني واليساري، فسحا المجال او مهدا الطريق لظهور ما يمكن تسميته مجازا "البوتينية"، التي هي ظاهرة قومية ـ دولوية، قامت بنتيجة زواج او تحالف او ارتباط سياسي مرحلي بين:
ـ1ـ البرجوازية القومية الروسية (السلافية) الجديدة؛
ـ2ـ شريحة ضباط الجيش والقوات المسلحة والامن (الروس)، خاصة، وبيروقراطية الدولة عامة؛
وـ3ـ الكنيسة الارثوذكسية الروسية ذات التاريخ العريق والجذور العميقة في روسيا.
ان هذا التحالف بين هذه الفئات والمؤسسات الطبقية ـ السلطوية (الاجتماعية، الاقتصادية، الدينية) يمتلك كل ادوات القوة العسكرية والامنية، الاقتصادية، الادارية، والايديولوجية ـ الدينية. وهي ادوات وآليات تؤطر اوتوماتيكيا قطاعا واسعا من الانتلجنتسيا الروسية ذات الدور الكلاسيكي العريق في التاريخ الروسي.
وهذا ما "سهّـل" على هذا التحالف ان يسيطر على الاعلام، خصوصا، بوجه الاخطبوط المافياوي ـ الاميركي ـ الصهيوني، وان ينتج الخطاب القومي العقلاني والمعتدل للبوتينية. وهو ما يفسر الوصول "الكبير" و"السلس" في آن معا، لبوتين والبوتينيين، الى السلطة.
وقد شرعت "البوتينية" في حملتها على العناصر الصهيونية، بأن فصلت بينها وبين الانتهازيين الفاسدين الروس امثال يلتسين وغيره، كما فصلت حتى بين العناصر الصهيونية وبين "المافيا الروسية"، فـ"حيدت" الانتهازيين والفاسدين وورجال المافيا الروس، وحصرت معركتها ضد العناصر الصهيونية بالتحديد، التي ازيحت بالتدريج، وتستمر ازاحتها من مراكز القرار السياسي والمواقع الاقتصادية والاعلامية الرئيسية، وخصوصا النفط والطاقة. وفيما عدا "عملاق النفط" (سابقا) خودوركوفسكي، الذي زج به في السجن، اضطر العديد من الرموز الصهاينة من كبار "رجال الاعمال" و"الاعلام" و"المال" الى الفرار الى اوروبا الغربية، مثل بيريزوفسكي الذي فر الى بريطانيا، اما الاغلبية ففروا الى اسرائيل ـ "الوكر القومي" للافعى الصهيونية العالمية.
وسنسمي مجازا هذا الاتجاه الوطني ـ الدولوي، الوسطي، الروسي: "البوتينية"، لانه ارتبط باسم رئيس الوزراء الروسي الحالي فلاديمير بوتين، حينما كان رئيسا للدولة قبل مجيء الرئيس الحالي دميتريي ميدفيدييف الذي كان من "فريق عمل" بوتين وهو الذي رشحه لمنصب الرئاسة.
ان معركة البوتينية الحالية ضد الصهيونية هي، بالمعنى الضيق، معركة ما يمكن تسميته "البرجوازية القومية" الروسية (او "الرأسمال القومي" الروسي) ضد البرجوازية الاحتكارية الكوسموبوليتية اليهودية (اتنيا) ـ الصهيونية (سياسيا)، وهي، بالمعنى الواسع، معركة كل الشعب الروسي ضد الصهيونية العالمية وحليفتها الامبريالية بكل اشكالها والوانها وعلى رأسها الامبريالية الاميركية.
وأيا كانت الايديولوجيا او النظام الاجتماعي السائدان، فعلى غرار المعركة بين الشعب الروسي والنازية، فإن المعركة بين روسيا والصهيونية العالمية (ومن ضمنها طبعا اسرائيل) لن تنتهي الا بالقضاء المبرم على احد الطرفين.
واذا راجعنا الموقف الهزيل والمتذبذب للدولة العربية ـ الاسلامية القديمة، من "مملكة الخزر اليهودية"، وقارناه بالموقف الهزيل والمتذبذب لنظام الانظمة العربية المعاصرة، من وجود اسرائيل (كدولة)، فإن المرجح تاريخيا، في تقديري المتواضع على الاقل، ان الروس (وليس العرب) هم الذين سيقضون على الدولة الاسرائيلية، التي كانت وبالا على العرب واليهود معا، مثلما قضوا قديما على "المملكة الخزرية اليهودية".
اما كيف؟ فتلك هي المسألة الان.
ـــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل

نجوى النابلسي
07/07/2009, 10:06 AM
الكاتب جورج حداد المحترم

تحية طيبة
مقال جيد وتحليل مختصر مفيد. من باب المنطق أقول كما قلت ربما تكون نهاية اسرائيل على يد الدولة الروسية لأن حال العرب هو ما نعرف جميعاً.
أمس عقدت اتفاقات ومعاهدات بين أمريكا وروسيا من بينها خفض ترسانة الأسلحة النووية . أتمنى لو تفضلت علينا بشرح وتحليل لهذه الاتفاقيات. هل هي نهاية الحرب الباردة وبداية لصفحة جديدة؟ أم أن وراء الأمر ما وراءه؟

شاكرة لك
تحياتي

جورج حداد
25/07/2009, 10:41 AM
الاخت المحترمة نجوى النابلسي
ارجو المعذرة لتأخري في الرد على استفهامك القيم، واجيب باختصار بما يلي:
ـ1ـ ان المباحثات الاميركية ـ الروسية الاخيرة التي اجراها اوباما في موسكو، ما هي الا جولة جس نبض فيما بين الدولتين؛
ـ2ـ لقد "اهملت" اميركا روسيا طوال العقود الماضية؛ والعودة الى المباحثات وتوقيع الاتفاقيات الكبرى بين الدولتين ، تعني الاعتراف الاميركي مجددا بأن روسيا لا تزال تمتلك مقومات القوة العظمى، وهو ما اعترف به اوباما حرفيا.
ـ3ـ ان مثل هذه الاتفاقات توقع ليس كي تنفذ، بل كي يتم خرقها وتجاوزها مباشرة او مداورة، تبعا للتطورات الدولية وموازين القوى الدولية.
ـ4ـ اننا امام مرحلة جديدة من مراحل "الحرب الباردة" التي ستزداد سخونة في السنوات القادمة؛ ومثلما كانت افغانستان ساحة "الهزيمة الكبرى" للاتحاد السوفياتي السابق وروسيا، فإن "روسيا الجديدة" وبعد ان خلعت ثوبها الايديولوجي، وبدأت تنهج نهجا دوليا عقلانيا براغماتيا، تخطط الى تحويل افغانستان الى مقبرة كبرى للامبراطورية الاميركية ـ عدوة شعوب العالم قاطبة؛ ومثلما تعاونت المخابرات الاميركية والاسرائيلية سابقا مع صنائعها من الاسلاميين المزيفين كالطالبان والبن لادينيين، في القتال ضد السوفيات، فإن روسيا قادمة الى ـ او باشرت ـ التعاون مع الحركات المناضلة الاسلامية، المعادية للامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية واسرائيل، لتحويل افغانستان الى ساحة لتحطيم الامبراطورية الاميركية وتحويل "الحلم الاميركي" بالهيمنة على العالم الى هباء منثور.

علي حسن القرمة
25/07/2009, 02:54 PM
أستاذي الكريم جورج حداد

أقدر لك ما تفضلت به، وعندي إستفسار: أليس كل يهودي مشاركاً فاعلاً للصهيونية، إلا قليلاً منهم ليس لهم أدنى تأثير أو حساب في النتائج التي يعاني ويقاسي العالم منها، في كل مكان؟

جورج حداد
25/07/2009, 06:15 PM
الاستاذ الفاضل علي حسن القرمة
اشكرك على تقديرك،
واشكرك اكثر على سؤالك المهم جدا، واتمنى ان اكون عند حسن ظنك في جوابي المختصر التالي:
1ـ لقد كانت الرسالات الدينية، كشكل من اشكال التحضر الانساني، خشبة خلاص لبعض الجماعات الانسانية او اكثريتها، من التوحش والجهل والانحطاط الى الدرك الحيواني.
2ـ ولكن الطابع الغيبي ـ الماورائي للظاهرة الدينية، وبعد غياب اصحاب الديانات المعنية حينما وجدوا، فسح المجال لاعطاء تأويلات شتى للتعاليم الدينية المعينة، مما ادى الى ظهور شتى الملل والنحل والفرق والمذاهب.
3ـ واسوأ ما في ذلك ان وجود الفئات الطبقية الاستغلالية ـ الاستبدادية والجماعات والقوى الاستعمارية، وبغياب اصحاب الدين الحقيقيين، فسح المجال (بقوة السلطة واموالها وظلمها وتدجيلاتها وتلفيقاتها) لاستغلال الدين في حالات كثيرة ليس لتحقيق الرسالة الانسانية للدين، بل لتحقيق المآرب والمصالح الفئوية ـ الطبقية، الاستغلالية ـ الاستعمارية، باسم الدين المعين، ضد مصالح الشعوب، وضد المصالح الحقيقية لابناء الدين ذاته الذي تستغله وتتاجر باسمه الفئات المتسلطة.
4ـ ان الدين الاسلامي الحنيف، الذي نشأ كثورة عارمة على الظلم والتمييز العنصري والاستعباد والاستبداد الامبراطوري، قد استغل من قبل العثمانيين، لاستعباد الشعوب الاسلامية ذاتها وغيرها من الشعوب. والدين المسيحي، الذي نشأ ضد الامبراطورية الرومانية والطغمة التجارية الاحتكارية اليهودية، قد استغل ايضا من قبل الصليبيين والاستعمار التقليدي والاستعمار الجديد. والدين اليهودي قد استغل ايضا من قبل الطغمة المالية الاحتكارية اليهودية ومن قبل الحركة الصهيونية التي هي شكل من اشكال الاستعمار الاستيطاني.
5ـ ولكن استغلال الدين المعين، او القومية المعينة، او المذهب المعين، من قبل فئات طبقية ـ اسغلالية محددة، لمآربها المعادية للانسانية، لا يحمل المسؤولية ـ اوتوماتيكيا ـ لكافة ابناء الدين او القومية او المذهب المعين.
فلا يجوز، لا شرعا ولا قانونيا ولا اخلاقيا ولا انسانيا، ان نتهم مسبقا كل مسلم بالعثمانية، لمجرد انه مسلم. ولا ان نتهم كل مسيحي مسبقا بالصليبية لمجرد انه مسيحي. ولا ان نتهم كل يهودي مسبقا بالصهيونية لمجرد انه يهودي. ولا يجوز ايضا ان نحمل مسؤولية الاستعمار الفرنسي للجزائر الى كل فرنسي، ولا مسؤولية العدوان على العراق وافغانستان الى كل اميركي. فهذا، اولا، خطأ جسيم لانه يأخذ البريء بجريرة المذنب، وهو، ثانيا، ظلم للبريء، واذا كنا نحن اصحاب حق، فلا يجوز لنا ان نكون من الظالمين، والا فإننا نغامر بخسارة قضيتنا المحقة والعادلة. فالحق والظلم نقيضان لا يجتمعان، لنا او علينا.
6ـ من المهم جدا ان تتحرر غالبية الجماهير الشعبية الاسلامية والمسيحية واليهودية، من اضاليل القوى الاستعمارية والاستغلالية المتاجرة بالدين، ومنها الصهيونية. وهذا ينبغي ان يكون حافزا لنا لتحسين ادائنا النضالي والدعاوي السياسي والفكري والاخلاقي، لاجل كسب الاكثرية الشعبية من كل الاديان وفي جميع البلدان. ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف انه في فترات زمنية محددة فإن اكثرية فئات معينة تكون مضللة. حتى النبي محمد في بداية رسالته العظيمة سارت معه اقلية فقط. واذا كان يوجد اليوم اقلية يهودية فقط، او حتى قبضة صغيرة من اليهود التقدميين والانسانيين، يؤيدون القضية الفلسطينية والعربية العادلة، فهذا يعطينا الامل الكبير بانتصار قضيتنا المحقة مهما طال زمن النضال والتضحيات. ولا يضيع حق وراءه مطالب.

حاتم قويدر
26/07/2009, 09:19 AM
اخي الفاضل الاستاذ الكاتب جورج حداد..
هذه تحيه تطمح لأن تفيك ما تستحق من الاحترام والتقدير..

لقد اخترقت حاجز الجمود الذي جعل من قضيتنا العربيه في مواجهة الصهيونيه العالميه وكأنها قضيه خاصة بنا ,بحيث اصبحت عبئا علينا..فأصبحنا بذلك عبئا على كل دولة شاء القدر أن نتواجد بها..
والحقيقه انك سلطت الضوء على الموضوع واعطيت هذه القضيه حقها من الاهميه التاريخيه بعدا وعمقا..ووضعتها في مكانها الصحيح - عولمة القضيه - ..فهي حقا قضيه عالميه دفع وسيدفع ثمنها العالم بأسره.فالقضيه الحقيقيه هي العداء التاريخي للصهيونيه العالميه واليهوديه السياسيه للعالم والبشريه - بروتوكولات حكماء صهيون - .
وهذا مسرب جديد يجب علينا ان نسشترف معالمه ,بان هناك من يشاركنا , بل يجب ان نشاركه نحن ونتحالف معه في هذه المعركه.
وهناك مسرب آخر اظن انه ما زال غير مطروقا بعد..وهو الجمعيات والتنظيمات العالميه التي نبتعد عنها لأنها تخدم الصهيونيه..فنحافظ عليها لهم ونخدمهم بالابتعاد عنها..اما هم فيتدخلوا فينا ويخترقونا وينتظموا في مؤسساتنا وتنظيماتنا ومجتمعاتنا فيعيثوا فيها فسادا..حتى يستحكموا بأدارتها لصالحهم..
اما نحن فنكتفي بالسب واللعن وطلب براءة الذمة من هذه الجمعيات والمؤسسات.
والسؤال لماذا لا نعمل على ادارة مثل هذه المؤسسات والجمعيات لصالح خدمة مجتعاتنا وقضايانا وامتنا..لكن الجواب بكل أسف : من لنا للإضطلاع بهذه المهمه الجليله.

واترك لك التعقيب ..فأنت الاقدر على الخوض في ذلك وانت اهل له..وفقك الله

تحيه عالميه من القلب

علي حسن القرمة
26/07/2009, 02:45 PM
أستاذي العزيز جورج حداد

لك الشكر والتقدير على إفاداتك الواعية، التي تستحق مني (ومن كل متابع حسب تقديري) تكرار قراءتها، فهي (كما أرى) حصص دراسية جزئية تشمل أكثر من موضوع، (وككل) تستحق منا العناية الفائقة. وبالأخص فلسطيننا الحبيبة التي فيها تعقيدات ليست في غيرها.

لك كل الود,