المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة والبيئة



نعمان عبد الغني
07/07/2009, 12:58 PM
الرياضة والبيئة
بقلم الأستاذ/ نعمان عبد الغني
ترتبط الرياضة ارتباطا وثيقاً بالطبيعة . والبيئة الصحية ضرورية للرياضة الصحية . إن هذا الارتباط الوثيق بينهما هو الذي يدفع ويحث الرياضيين على الحفاظ على بيئتهم.
وهذه العلاقة الحميمة مع الطبيعة هي التي تدفع الكثير من الرياضيين وتلهمهم. ومن ناحية أخرى، فإن البيئة غير الصحية تقتل في الأفراد دافع المواظبة على الرياضة بل يمكن أن تؤثر سلباً على مدى ملائمة مكان أو حدث رياضي بعينه وتنطوي المرافق والأحداث والأنشطة الرياضية أيضاً على أثار في البيئة.
فإدارة المرافق العادية والأحداث الرياضية تساهم بصورة منتظمة في استهلاك الطاقة وتلوث الهواء وإنبعاثات غازات الاحتباس الحراري وإنتاج النفايات (السُمية وغير السُمية) وكذلك في استنفاد الأوزون وفقدان الموائل والتنوع البيولوجي وتحات التربة وتلوث المياه والهواء. وبالفعل فإن أصحاب صناعات السلع الرياضية والأحداث الرياضية الكبرى
مثل المباريات الأولمبية والاتحاد الدولي لكرة القدم وكأس العالم والسباقات عبر العالم كل هذه تنطوي على مشاركة آلاف الأشخاص وشراء واستهلاك موارد مكثفة وإنتاج ملايين من المنتجات الاستهلاكية واستهلاك طاقة ومياه وتوليد نفايات صلبة وتنمية أراضي وتشغيل أساطيل من السيارات.
وبالتالي فكثيراً ما تكون آثارها على البيئة واسعة النطاق.

ومن ناحية أخرى، فالرياضة أحد أكثر الوسائل الشعبية. ولبلايين من البشر حماس لشكل أو آخر من أشكال الرياضة. ونظراً لكبر عدد الناس المشاركين في الرياضة، بجميع مستوياتها، هناك جمهور غفير يوجه إليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة رسائله البيئية من خلال مناسبات الأنشطة الرياضية.
وينظر ملايين من الناس إلى الرياضيين الناجحين والرياضيات الناجحات باعتبارهم قدوة لهم. وهؤلاء القدوة الذين هم موضع إعجاب لما يتحلون به من قيم؛ مثل اللعب النزيه والجدية في العمل والعمل الجماعي والتعاون والانضباط والتفاني واحترام النفس واحترام الآخرين، يمكنهم القيام بدور رئيسي في التأثير على سلوك المجتمع وتشكيله لصالح البيئة. فالشخصيات الرياضية المرموقة تجدهم في الطليعة في مساعدة مجتمعاتهم في مواجهة مختلف القضايا الحاسمة المؤثرة على الكوكب.
ومن الأدوار المهمة في مجال البيئة التي تناسب جمهور الرياضة بشكل رائع هو دور سفير النوايا الحسنة والناشر لرسالة البيئة. فالرياضة بفضل شعبيتها وتأثيرها يمكنها أن تصبح عاملاً قوياً للتغيير يقود المجتمع بأكمله. فالمرافق والأحداث الرياضية التي تمكنت من دمج قدر أكبر من المنتجات والنظم والتكنولوجيات المستدامة، تفتح لنفسها بذلك فرصة للمساهمة في النمو الاقتصادي المحلى ونمو الصناعة البيئية وذلك بعرض هذه الملامح. ويمكن أن تعمل المنظمات الرياضية كحافزة لحماية البيئة. ويمكنها أن تعمل مع الحكومة والصناعة على حد سواء لتشجيعهما على تعزيز مساعيهما لتحسين الأوضاع البيئية. ففي سيدني على سبيل المثال، تحولت هومبوش باي، بعد أن كانت، لعشرات السنين عبئاً بيئياً بكونها مقلباً للنفايات السامة، إلى موقع ترفيهي آمن، بفضل اختيارها موقعاً رئيسياً للمباريات الأولمبية.
يؤثر التلوث البيئي على الصحة ، التدريب والأداء سواء أكان تلوث هواء ، تلوث ماء، ارتفاع درجة الحرارة وتآكل الأوزون.
الرياضة عالمية، حيث يشاهد ملايين من الناس الألعاب الأولمبية و الأحداث الرياضية الدولية الأخرى.
لو أن هؤلاء الناس كانوا على وعي بالمشكلات البيئية التي تهددنا جميعاً، لأصبحت رغبتهم في العمل كبيرة للحفاظ على البيئة.
مع كل هذا الوعي العالمي بالموضوعات البيئية، لا يتردد الرياضيون العالميون في رفع الوعي بالمشكلات البيئية وبدأ العمل لحلها.
تشجع اللجنة الأولمبية الدولية الحركة الأولمبية لإظهار الاهتمام المسئول بالموضوعات البيئية وأخذ كل الخطوات لعكس هذا الاهتمام في أنشطتها وكذا حث كافة الجهات المتصلة بالحركة الأولمبية وتوعيتهم بأهمية التنمية المستدامة.
إن رسالة اللجنة الأولمبية هي تطوير، ترقية، حماية الحركة الاولمبية في دولتها وذلك وفقاً للميثاق الأوليمبي.
لقد أصبحت البيئة الأولوية الرئيسية للجنة الأولمبية الدولية ، في الوقع ، البيئة هي البعد الثالث للحركة الأوليمبية.
لقد أصبحت البيئة أحد أهم المعايير لتقييم واختيار المدن التي تستضيف الألعاب الأولمبية كما أن لها أولوية كبيرة في الإعداد للألعاب.
يمكن أن تكون الحشود و الجماهير الرياضية هي الوسيلة الأهم لزيادة الاهتمام و تطوير الدعم
تعد المرافق الرياضية، الفعاليات والبنى التحتية من المعدات الرياضة ذات تأثير كبير على البيئة. كما أن استهلاك الطاقة، تلوث الهواء، تآكل الأزون، التخلص من المخلفات واستعمال المخلفات يؤثر على التنوع البيولوجي وهي المواضيع التي يجب أن يتناولها العالم الرياضي