التحكيم ضحية أمزجة متقلبة

[نعمان عبد الغني]

التحكيم ضحية أمزجة متقلبة
بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
يبقى الحكم الرياضي المتهم البريء في كل موسم وتبقى الأقلام والأصوات مسددة تجاهه .. تصيبه تارة وتثير من حوله الظنون تارة أخرى ثم يطول الحديث ولا ينتهي .. ولكن أحدا لم يحاول بصدق تلمس ما يعانيه الحكم سواء من الصحافة الرياضية أو من لجنة الحكام الرئيسية.. فالحكم هنا يعاني من مزاجية النقد كما يعانى من مزاجية التقويم .
معيار النقد الصحافي بالنسبة للتحكيم يظل مزاجيا تحدده الميول فالقلم يرى الحكم مخطئا حين يخطئ ضد فريقه المفضل ويراه عصبيا حين يخطيء ضد الفريق المنافس أو لصالح الفريق المفضل .. .
و ما أكثر ما يحدث هذا .. ما أكثر التناقض في تناول واقعتين متشابهتين وفقا للفريق المستفيد والفريق المتضرر.
وفي ظل هذه الأمزجة المتقلبة بين عشية وضحاها يبحث الحكم عن الصح وعن الخطأ فلا يدرى أين يضع قدميه ومتى يطلق صافرته ؟ في ظل هذه الآراء المتضاربة بين يوم وليلة يبحث القاريء عن المبدأ الثابت والكلمة الحاسمة فلا يدري أين يضع عاطفته ومتى يطمئن على فريقه ..
أما الأكثر أهمية بالنسبة للتحكيم فهو هذا المزاج الذي تمارسه لجنة الحكام الرئيسية في تقويم الحكام .. وهو مزاج لا يختلف كثيرا عن مزاج الصحافة الرياضية .. لجنة الحكام تعاقب الحكم على خطأ معين .. ثم في نفس الأسبوع يرتكب حكم آخر نفس الخطأ فلا يعاقب.
وأحيانا يعود الحكم نفسه و يرتكب نفس الخطأ في الأسبوع التالي فلا يعاقب.. ومن الملاحظ أن الخطأ الذي يستفيد منه فريق معين لاعقاب عليه مهما كان جسيما .. بل أننا نفاجأ بالحكم الذي ارتكب الخطأ يقود أهم مباريات الأسبوع .. وكأن لجنة الحكام تكافئه على ما فعله.. إذا فإن لجنة الحكام تكاد تفتقد هي الأخرى إلى الأسس التي بموجبها تقوم الحكم فتعاقبه أو تأخذ بيده..
والتناقض في التقويم بين حكم وآخر وبين مباراة و أخرى لا يدفع لتلافي أخطائه و تطوير مستواه و إنما يدفعه إلى كسب القناعات المزاجية فلا يهتم بعد ذلك بإرتكاب الأخطاء لصالح فريق وضد فريق