المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سيبدأ بالضربة الإستباقية ؟! .. إيران أم إسرائيل .. وأين ؟



سميح خلف
07/07/2009, 06:11 PM
من سيبدأ بالضربة الإستباقية ؟!
إيران أم إسرائيل .. وأين ؟
سيل من التصريحات والتصريحات المضادة حيث أصبحت الفضائيات أداة من أدوات المناورة السياسية والعسكرية ولغة مهمة في الإعداد للحروب ولمباغتة الخصم .

نلاحظ كلامن أمريكا وفرنسا في عملية توزيع للأدوار يذكرنا هذا بالدور اليريطاني ابان حرب الخليج التهديد والوعيد لايران

وبعد ساعات يتم النفي لهذا التصريح أو ذاك هذا هو تلاعب مكشوف يستخدم لعملية سيكولوجيا الحرب من حيث الإعداد على كافة الأصعدة .

المواجهة ستتم بين أمريكا وإيران بعد التعثر في وصول إلى قواسم مشتركة بينهما على الأرض العراقية وربما قد عرضت أمريكا أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي مقابل نفوذ متفق عليه في العراق ولكن إيران وقيادتها وفي ظل الهزيمة التي أصبحت حقيقة للقوات الأمريكية في العراق وفي ظل هزيمة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وانعكاسات ذلك على الساحة السياسية في أمريكا وإسرائيل تعتبر هذه المناخات فرصة لن تتركها إيران لتحقق حلمها كقطب رئيسي في معادلة الشرق الأوسط فلن تكون أمريكا أضعف مما هي عليه الآن وخاصة إيران تريد أن تمرر مشروعها النووي وأمريكا متورطة في العراق .

على الجانب الآخر تحرش جوي إسرائيلي بسوريا ، حالات استنفار في سلاح الجو الإسرائيلي ناتجة من بلاغات يقال أنها أسراب من الطيور ؟!؟!! قد التقطتها أجهزة الرادار .

وبقية المشهد في جوانبه الأخرى عملية تصفية لنواب في حزب الكتائب وفشل واضح للدور الأمريكي في لبنان .

العمود الرئيسي يتلخص في التحرك الدبلوماسي تحضيرا ً لما يسمى " الاجتماع الدولي للشرق الأوسط " في ظل تعتيم عن الهدف والدور الذي يمكن أن يقدمه هذا المؤتمر من حلول للقضية الفلسطينية ولمشكلة الشرق الأوسط .

الحرب والمواجهة حتمية ولكن من الذي سيبدأ بالضربة الأولى هل أمريكا أم إسرائيل أم سوريا .

من المستبعد أن تقوم إيران بتوجيه ضربة أولى إلى القوات الأمريكية في الخليج ولكن يمكن أن تكون الضربة من سوريا وخاصة أن سوريا لها ما تقوله حول الاختراق الإسرائيلي لأجوائها في الأسابيع الماضية والاختراقات المتتالية ما قبل ذلك ناهيك عن الضربة الجوية لما يسمى نواة المفاعل النووي السوري ، ولكن هل السوريون قادرين على حسم موقفهم بعد تنازلات قد قدموها في الساحة اللبنانية ، وهل السوريون يمكن أن يمضوا قدما في مساعدة أو مشاركة إيران أمام الهجمة الأمريكية الصهيونية ، وخاصة أن هناك تقدما في العلاقات السورية الأمريكية وصلت إلى حد إرسال سفير أميركي إلى دمشق ، سياسة أميركا التي بنيت على إحتواء سوريا وفصلها عن الموقف الإيراني ، ولكن لم تسترد الجولان ومزارع شبعا ومازالت المعادلة في الساحة اللبنانية مجهولة المصير بين تيار المقاومة وتيار الرابع عشر من آذار برغم فوز الأخير في الإنتخابات وتشكيل الحكومة برئاسة الحريري الإبن .

منذ شهور قامت إيران بإجراء مناورات عالية الحدة في عملية إستعراضية سيكولوجية موجهة للقوات الأمريكية في الخليج وفي العراق ، إسرائيل قامت بمناورات أيضا لم تحدث في تاريخ إنشاء الدولة الصهيونية من إستخدام وسائل مضادة لأسلحة بيولوجية ونووية ، وها هي إسرائيل تقوم بمناورة فرد العضلات عندما تجتاز غواصة نووية بمرفقاتها قناة السويس إلى ايلات ثم العودة ، بعض المسؤولين الأمريكيين يتحدثون على أن الشعب الإيراني جدير بقيادة أفضل من الحالية ، ويذكرني هذا بتصريحات بوش حول العراق ما قبل الغزو ، زيارة وزير الدفاع باراك إلى واشنطن ومن قبله ناتنياهو ، لابد أنها بحثت المبادرة العسكرية الإسرائيلية تجاه المفاعلات النووية الإيرانية ، التصريحات تتحدث عن موافقة السعودية في استخدام إسرائيل لأجوائها ، نذر حرب جديدة لحسم المواقف ، القوات الأمريكية تنسحب من المدن العراقية في عملية تسكينية للمقاومة العراقية ، والتفرغ لما سيأتي بعد ذلك .

العرب وليست المرة الأولى التي يخطؤون فيها بشكل استراتيجي عندما فكرت أميركا بغزو العراق تحالفت الأنظمة العربية أو غالبيتها مع هذا الغزو بل أكثر من ذلك بعض الدول قدمت دعم لوجستي للقوات الغازية ، واستخدمت أراضيها في انطلاق الشرارة الأولى لغزو العراق ، ولولا تلك المواقف من الأنظمة العربية لكانت هناك معالم أخرى ونتائج أخرى للغزو الأمريكي للعراق ، والآن بعد أن انتهى بعبع صدام حسين أصبح هناك بعبع آخر في المنطقة في موجهة الصهيونية ، وهو النظام الإيراني ، وهو بالتأكيد البعبع الثاني الوهمي الذي نسجته أميركا للأنظمة العربية ، في حين أن من حق إيران أن تؤمن مصالحها الإقليمية والدولية ، وليس ذنب إيران أن الكينونة العربية وأنظمتها في غرفة الإنعاش ، بل المرض المزمن الغير قادر على الحركة ، ولذلك العرب يسيرون في الخطأ الإستراتيجي الثاني ويتخذون القرار بإنهاء فكرة أمة عربية واحدة وكينونة عربية واحدة وقومية عربية واحدة ، إذا ما نظرنا لأي نتائج للمعركة المنتظرة فإن العرب خاسرون سواء انتصرت إيران أو انتصرت إسرائيل وأميركا ، ولكن أي خسارة أكبر للعرب هل هي بانتصار ايران أم بانتصار أميركا واسرائيل ؟ .. بالتأكيد أن الخسارة تكون أفدح عندما تستطيع إسرائيل انهاء الحلم الإيراني في الإمتلاك النووي إلا إذا كان العرب اتخذوا قرار مع سبق الإصرار بالتنازل عن القدس والتنازل عن فلسطين التاريخية كما جاء في المبادرة العربية والتعامل مع حلول تخديرية مثل دولة حكم ذاتي فلسطيني لها علم ولا تمتلك الأمن ولا الأجواء ولا الحدود ، أي ضمن محددات مقابل دعم الدول العربية للعدوان الإسرائيلي الأمريكي على العراق ، لقد خسر العرب عمودهم الفقري في البوابة الشرقية بفقدانهم النظام العراقي والزعيم صدام حسين الذي كان يمكن أن يكون بينه وبين إيران على المدى الإستراتيجي توافق في مواجهة إسرائيل وأميركا العدو المشترك ،و السيناريو الأمريكي الذي بدأت بتطبيقه بغزو العراق لابد أن ينتهي بغزو إيران لأن إسرائيل وأميركا لن تسمح بدولة عظمى سواء للعرب أو لإيران في خطة هدفها إنشاء دولة إسرائيل الشرق أوسطية ضمن منظومة إقتصادية عسكرية أمنية يكون رأس الثعبان فيها إسرائيل في حين أن من تفائلوا بقدوم أوباما من تجديد في السياسة الأمريكية ومصالحة مع العالم الإسلامي ما هو إلا تحرك هلامي اتجه للتعامل مع الأنظمة التي هي أساسا موالية للبرنامج الأمريكي ، وابتعدت تلك السياسة عن مصالح الشعوب العربية والإسلامية ، فانظروا ماذا يحدث في باكستان وفي أفغانستان وفي العراق ، حيث صرح نائب الرئيس الأمريكي بأن القوات الأمريكية ستعيد النظر في انسحاباتها إذا اختل الأمن في المدن العراقية وانظروا أيضا ماذا يحدث في الضفة الغربية من عملية استيطان وحصار غزة ، وبالمقابل ما هو البرنامج السياسي الذي طرحته أميركا لحل مشكلة الشرق الأوسط ، هو وجه مجمل للمبادرة الأمريكية التي قادها القاتل بوش .

لقد استخدم الجيش المصري كثير من وسائل التمويه في حرب أكتوبر والساعة الثانية ظهرا ً حيث قامت القوات المصرية بعدة مناورات متتالية ما قبل بدء المعركة بثلاث شهور وهاهي الآن إسرائيل تستنفر طائراتها لرصد كاذب من أجهزة الرادار .

من يناور على من ولكن نتفق أن جميع الأطراف تريد أن تحسم بعض القضايا ما قبل انعقاد المؤتمر المزعوم للأسباب الآتية :

1- أن أمريكا وتواجدها في العراق وهزيمتها لا يمكن أن يكون لها مخرج مادام هناك تدخل إيراني في الشأن العراقي .
2- أمريكا قلقة على منابع النفط والتمدد الإيراني في الخليج والمنطقة العربية وبسبب العمق الإستراتيجي أيضا ً لهذه المنطقة كخطوط نقل وثروات .
3- تجد أمريكا أنها محاصرة من إيران من خلال الدور السوري في كل من لبنان وفلسطين .
4- المؤتمر الدولي المزعوم لا يمكن أن يحقق أي نوع من أنواع التسوية الأمريكية المعتمدة على المنظور الإسرائيلي ويبقى الحل على مستوى الضفة لا يمكن أن يشمل كل أوراق القضية الفلسطينية ولسبب بسيط أن فصائل المقاومة في غزة غير مستعدة أن تشارك أو تدعم حكومة فياض في الضفة .
5- أمريكا وإسرائيل ترغبان في توجيه ضربة استباقية لسوريا هذه الضربة ذات بعدين الدور السوري المؤثر في العراق والدور السوري المؤثر في الساحة الفلسطينية .
6-
إذا نتفق أن جميع الأطراف معنية لحسم مواقفها ما قبل الخريف القادم ولكن متى وكيف وأين تبدأ الضربة الاستباقية التي ستكون هي بمثابة الشرارة لحسم المستويات السياسية التفاوضية في ظل محدودية الخيارات سواء للطرف الأمريكي أو الطرف الإيراني .

إذا هناك ضربة عسكرية ولكن هل تمتلك إيران الجرأة لتكون ضربتها استباقية في مواجهة مصير محتوم من عدوان يمهد له لضرب إيران وتغيير النظام فيها أو تقليم أظافره .
بقلم /م. سميح خلف

Dr. Schaker S. Schubaer
07/07/2009, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على روسوله الأمين

لوحة رقم (01): الغموض المربك القاتل .. والحيرة حول إيران!
لو لم يسمح صدام حسين رحمه الله للجواسيس الذين سموهم "مفتشين دوليين" بالتفتيش، لما تم ضرب العراق، لأنه لولا ذلك لبقيت قدرات العراق مجهولة، فهل كان سيحارب بوش ضد أرضية مجهولة؟! المشكلة أمام أمريكا في إيران أنها لا تعرف قدرات إيران العسكرية، ولا تعرف من أين ستأتي رد الفعل الإيراني لمن يتجرأ بالهجوم على إيران؟!

في عام 1942 تم البدء في مشروع مانهاتن Manhattan Project تحت إشراف العالم الفيزيائي Robert Oppenheimer وفي 1945 تم إلقاء القنبلة الذرية على اليابان. الملف النووي الإيراني بدأ قبل عصر بوش، يعني له الآن في حدود عشر سنوات. هل يعقل أن يكون الإيرانيون من الغباء بحيث أنهم لم يستطيعوا تصنيع القنبلة الذرية خلال هذه المدة التي تبلغ 3 أضعاف مدة مشروع مانهاتن؟! وهذا هو السؤال الحقيقي المقلق للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عدم القدرة على إجابته! وطالما أن هذا السؤال لم تتم الإجابة عليه بالنفي وبشكل قطعي، فلن يكون بمقدور أي من إسرائيل أو أمريكا أن تهاجم إيران .. وهذه هي المعضلة!

كما أن الأقمار الصناعية التي ترسلها إيران بصواريخ ذاتية الدفع .. يعني وبالضرورة قوة صاروخية متقدمة للجمهورية الإسلامية .. ومتقدمة تعني عابر للقارات Ballistic missiles، وهي صواريخ تخرج من الغلاف الأرضي وتدخل ثانية لتصل للهدف.

إيران غدت كالموس في بلعوم إسرائيل والولايات المتحدة .. فلا هم قادرين على بلعة ولا قادرين على تقيؤه .. فهل يدفعهم اليأس إلى مغامرة غير محسوبة النتائج؟! أشك في ذلك من قبل الطرف الأمريكي على الأقل!

وبالله التوفيق،،،