المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلان ندم .. ولكن .. ليس كندامة الكسعي ( قصة مثل)



محمد فتحي المقداد
11/07/2009, 02:57 AM
قصة مثل – يقولون – ( ندامة الكسّعيّ )
===========================
• بدوي مختبئ وراء صخرة , يدعى الكسعيّ وبيده قوسه
التي صنعها من عود نبا ت , كان قد زرعه بشق صخرة
وتعهده بالسقاية والرعاية حتى نما واستقام .
الكسعي يقول لنفسه : أيتها القوس الصلبة , ماحملت مثلك
يد إنسان , إن عودك رضيع الصخرالأصّم .وناهل الماء نقيا من
كفّي أريني اليوم ثمرة تعبي . لقد مرت تسعون يوما وأنا أسقيك
حتى ادّخرتك لمثل هذه الساعة .
قريبا تمرّ أسراب الضباء فكوني عند حسن ظني , ولينطلق سهمك إلى قلب الرمية ولبستقر في صميمها كالرمح المركوز
لن يعود رجلٌ بصيدٍ أوفر من صيدي وسيتحدث عن الكسعي
الصيّاد كل الناس . . ولأجعلنّك ياقوسي مضرب المثل في الأفواه .
إني أسمع حوافر فرس من بعيد لكنني لاأستطيع أن أتبين شيئا
في الظلام الدامس . إن الصوت يقترب .. ارى أشباحا من
الدواب تدنو مني .. وما عليّ إلا أن أسعد .. مزيداً من الدقة
أيتها القوس .. يطلق السهم .
حسنٌ إني أرى رميتي وقد خابت . لقد اصطدم السهم بالحجارة .
وإني لأبصر شهابه يشُب فلأجرب ثانية , وستختارين أيتهاالقوس
هذه المرة تيسا كبيرا . إني أرى الشهاب مرة ثانية يا لحظي العاثر , يتعاقب سوء الحظ مرتين .
قليلاً من الهدوء والثبات يا كسعيّ فلعل إضطرابك هو السبب
قي خيبة رمايتك – يُطلق – لقد أخطأت المرمى .. وهذا
الشهاب اللعين يندفع مرة ثالثة مؤكدا اصطدام السه بالحجارة
يالخسارة تعبي عليك أيتها القوس .. يالخسارة الماء الذي حملته
لأسقي عودك , يحطم قوسه , فلتذهبي إلى الجحيم أيتها الجاحدة
يطلع الفجر رويداً رويداً يقف الكسعي متطلعا من وراء صخرة
ماذا أرى ؟ .
لعل عيناي تخدعانني – يعدّ- واحد .. إثنان .. ثلاثة .. خمسة
من الظباء صرعى .. يقفز في الهواء .
خمسة صرعتها قوسي هذه في الظلام , ثمّ أكسرها بيديّ المجرمتين .. ؟ .
يركض إلى حيث حطام القوس – مخاطبا لها – أيتها القوس
لقد قمت بمهمتك خير قيام وما كنت أحسب أن سهمك الماضي
قادر على اختراق الطريدة والنفاذ منها إلى الصخر القادح ناراً
إندمي أيتها الكف على ما فرّطت ( يعضّ أصابعه بشدةٍ فيتدفق
الدم منها . ليكن ذلك تكفيرا عما بدر منك ) .
وأنت يادمي المتدفق سأريقك رخيصا على مذبح الوفاء فدىً
للقوس التي أراقت دم الذبائح من حولي .
وسيقول الناس على مر الزمان –
( لقد ندم فلان ندامةً , ولكنها ليست كندامة الكسعيّ )

=========================== انتهى

ناصر محمود الحريري
16/07/2009, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بأهل بصرى عبق التاريخ وبوابة الحضارة
أهلا بأخي وصديقي محمد فتحي المقداد
إنها قصة رائعة قرأناها صغارا ولا زالت عالقة بأذهاننا لما فيها من الحكمة البالغة
فهي تعلمنا أن على الإنسان أن يتريث ويتروى ولا يتسرع في حكمه على الأشياء بداءة ومن خلال ظواهرها، لأن الظاهر خادع غالبا
والكسعي هو رجل من كسع ،اسمه غامد بن الحارث وقد قال على إثر فعلته تلك:
ندمت ندامة لو أن نفسي
تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني
لعمرُأبيك حين كسرت قوسي
وقد ذهبت هذه القصة مثلا من أمثال العرب الشهيرة ومنها قول الفرزدق وقد ذهب إلى الإمام الحسن البصري رحمه الله في حلقته وأشهده على طلاق زوجته نوار والتي كانت من أجمل وأحسن نساء العرب، فشهد له الحسن البصري بذلك، ولما وجدت نفسه عليها قال:
نـــدمت ندامة الـــكسعي لما ** غـــدت مني مـــطلقةً نوارُ
وكانت جنتي فخرجت منها ** كآدم حين أخرجه الضرار
تحية لصباحك المشرق إشراقة سنابل القمح الحوراني والمعطر بالياسمين الدمشقي ورياحين بصرى الشام التاريخ والأصالة

محمد فتحي المقداد
17/07/2009, 03:39 PM
الأخ ناصر الحريري تحية حب وتقدير عميقة من الجنوب العبق بالندى والهوى الزين يقولون في الإعادة إفادة , وقد أضفت وأفدت با أبا خالد , وأنا استفدت فما ذكرت والكسعي هو رجل من كسع ،اسمه غامد بن الحارث ) بالطبع أنا لاأعرف اسمه, وأيضا قصة الفرزدق مع نوار زوجته ( قول الفرزدق وقد ذهب إلى الإمام الحسن البصري رحمه الله في حلقته وأشهده على طلاق زوجته نوار والتي كانت من أجمل وأحسن نساء العرب، فشهد له الحسن البصري بذلك، ولما وجدت نفسه عليها قال: نـــدمت ندامة الـــكسعي لما ** غـــدت مني مـــطلقةً نوارُ وكانت جنتي فخرجت منها ** كآدم حين أخرجه الضرار ) وهذا من بعض ماعهدته فيك من سعة إطلاع وثقافة وحسن عرض ولاأدري - هل يجب علينا دائما أن يكون عندنا ( تبكيت الضمير ) أي الضمير النادم , وهل الأمور تحتاج الندم الذي يصل إلى درجة ندامة الكسعي العبقري الذي ندم في لحظة تاريحية حتى أننا ما زلنا نحكي عن ندامة الكسعي رغم الندم الذي نبديه حيال كثير من أمورنا الشكر موصول لك صديقي بعد شكر الله تعالى مودتي وعظيم امتناني