المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زين الدين زيدان بين الحلم والكابوس...



نعمان عبد الغني
11/07/2009, 11:09 AM
زين الدين زيدان بين الحلم والكابوس...
الاستاذ/نعمان عبد الغني

أطاح صانع العاب المنتخب الفرنسى زين الدين زيدان بحلمه فى أن تكون مباراته الأخيرة بمستوى قيمته كلاعب كبير، لا أن تنتهى بطريقة سيئة جدا إثر لحظة جنون كلفته ورقة حمراء من الحكم الارجنتينى هوراسيو ايليزوندو فى الدقيقة 111 من المباراة مع ايطاليا على ملعب برلين الاولمبي منذ ان قرر وضع حد لمسيرته فى الملاعب، كان صانع العاب منتخب فرنسا وقائده زين الدين زيدان يحلم بأن تكون مباراته الاخيرة على الملعب الاولمبى فى برلين فى التاسع من تموز- يوليو، اى المباراة النهائية لمونديال المانيا 2006، لكنه لم يتصور ولو للحظة واحدة بأن حلمه هذا سيتحول الى كابوس بسبب لحظة جنون انتابته وجعلته يسدل الستار على مسيرة مظفرة بطريقة سيئة جدا.

وبات زيدان "34 عاما" رابع لاعب يطرد فى المباريات النهائية لكأس العالم بعد ان رفع الحكم الارجنتينى هوراسيو ايليزوندو بوجهه البطاقة الحمراء فى الدقيقة 110 ضد ايطاليا عندما قام بنطح مدافع منتخب ايطاليا ماركوماتيراتزي.

ساحر من بلاد الشرق... عربي الأصل... جزائري بأصله... فرنسي بجنسيته... مبدع بلمساته... قناص بتسديداته...ساحر بتمريراته...أسطورة بحد ذاته... متواضع بحياته... هداف بطبعه... هادئا في لعبه...فائزا بتحدياته... الزاوية التسعين غاية تستيداته...الأنفرادات مبلغ تمريراته...صناعة الأهداف من خصاله...كنترول رسمي لفريقه...محترم حتى أمام خصومه... يطمح أي مدرب أن يمتلك لاعب بمثله... موهبته كموهبة بيليه...شهرته فاقت ألقاصي والداني....مهاراته أعجوبية...لاعب القرن........ بالتأكيد انه الساحر المبدع العجوز بعمره الشاب بلمساته زين الدين زيدان نجم العالم الأول

يبقى اللاعب زين الدين زيدان، ابن إحدى العائلات الجزائرية المهاجرة، الرياضي الأكثر شعبية في وطنيه فرنسا والجزائر. قنطرة تعرّف به.

أفاد استطلاع للرأي أجري مؤخرا بأن زين الدين زيدان، يعتبر أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا في الـ 50 سنة الأخيرة

لقد كانت بدايات ذلك في لكاستيان La Castellane وهي ضاحية مقفرة من ضواحي مدينة مرسيليا حيث ولد زين الدين زيدان كواحد من خمسة أطفال لعائلة جزائرية مسلمة من المهاجرين نشأ وترعرع في ظلها.

وأظهر زين الدين براعة مميزة في طريقة تعامله مع الكرة حتى أثناء طفولته حينما كان يلعب مع أقرانه في الشوارع، وسريعا ما لفت الشاب الصغير انتباه الباحثين عن أصحاب البراعة المميزة. وفي الرابعة عشر من عمره أدخل زين الدين إلى معهد كرة القدم بسكن داخلي في مدينة كان، وما هي إلا ثلاث سنوات حتى بدأ بعدها يلعب ضمن فريق كان في الفريق الفرنسي الأول.

من لاعب كرة في الضاحية إلى لاعب كرة قدم عالمي

حاز زين الدين في تلك المرحلة من تطوره على دعم عائلته بشكل خاص:

"إنني أدين بالشكر لأهلي في كل ما أصبحت"، هذا ما يقوله زين الدين زيدان في هذا الخصوص. ويتحدث بفخر واعتزاز عن والده إسماعيل، الذي تعلم منه الصفات الحسنة والجدية والأخلاق.

وفي معرض حديثه لصحيفة "Journal du Dimanche جورنال دي ديمانج " يقول زين الدين "إنني مسلم ولكني لا أمارس العبادة، كما أنني فخور بوالدي، الذي مارس العبادة طيلة حياته".

وبفضل مبادرة من والديه أقام زين الدين زيدان لدى عائلة في كان من أجل التدرب على كرة القدم. ومنذ ذلك الحين بدأت قصة نجاح زين الدين زيدان:ففي عام 1992 انتقل من فريق كان إلى نادي كرة القدم جيروندين بوردو Girondins Bordeaux الذي وصل معه إلى بطولة كرة القدم الأوروبية. وتابع زين الدين زيدان مسيرته على خطى اللاعب الفرنسي الكبير ميشيل بلاتينيi وحاز على اعتراف بقدراته المميزة بشكل خاص في عام 1994 في المباراة ضد جمهورية التشيك، حيث تمكن زين الدين زيدان الذي دخل الملعب في الدقيقة 62 من تسجيل هدفين حيث أصبحت النتيجة 2 مقابل 2 بعد أن كانت 2 مقابل 0 لصالح الفريق التشيكي.

على خطى ميشيل بلاتيني

وسريعا ما احتفل هواة ومحبو كرة القدم في فرنسا بنجاحاتهم: فقد فاز زين الدين زيدان في الأعوام 1997 و1998 مع نادي كرة القدم العريق جوفينتوس تورين ، الذي تعاقد معه في عام 1996، على البطولة الإيطالية.

وعلى أثر النصر الباهر الذي حققه الفريق الفرنسي ضد البرازيل ضمن ألعاب بطولة كأس العالم في كرة القدم عام 1998 تم تتويج زيدان كلاعب كرة القدم في أوروبا لتلك السنة بلا منازع.

أما فيما يتعلق بدوره في ضمن نادي ريال مدريد، الذي يرتبط معه بعقد حتى 2007، فقد فاز زين الدين زيدان معه بمباريات بطولة أوروبا السنوية Champions-League وكذلك سوبر كاب Supercup.

زيدان أو "زيزو" ("الهرة البيضاء")، كما يدعوه عشاقه ومحبيه، لا يمتاز فقط بخفته وسيطرته على الكرة، وهو الشيء الذي يخدع به الخصوم على الدوام ويوصل الكرة إلى الهدف، وإنما أيضا وبشكل خاص إلمامه التام لما يدور في الملعب وتركيزه على اللعب وهدوئه على أرض الملعب.

ومن ميزات زيدان أنه لا يتعامل بردود الفعل مع محاولات الخصم الاستفزازية، ويحافظ على هدوئه مركزا على الكرة حتى آخر لحظة من المباراة، كما بين ذلك مؤخرا وبشكل باهر في المباراة ضد بريطانيا في البرتغال.

نشاط في خدمة الجزائر

عندما هز قبل أكثر من عام زلزال الجزائر شعر زيدان بالمسئولية الملقاة على عاتقه تجاه بلده وأهله، وأعلن أمام ممثلي الصحافة والاعلام الاسبان قلقه حول ما آلت إليه أوضاع ذويه في فريق الجزائر:

"إنني لا أستطيع بعد الزلزال الذي حل بالجزائر التركيز على كرة القدم إنني لا أستطيع الاتصال مع عائلتي، لأن خطوط الهاتف في بلدي معطلة بالكامل. إنني قلق جدا على الأوضاع هناك".

وأقام زيدان مباراة خيرية في مسقط رأسه مرسيليا عاد مدخولها لمصلحة المتضررين من الزلزال في الجزائر، أطلق عليها اسم Coup de coeur.

وبالرغم من نشاطه لمصلحة الناس في الجزائر فلم يقم زيدان حتى هذا اليوم بتحديد أي موقف من أي موضوع سياسي في الدولة المغاربية – وكذلك حول فرنسا.

وفي مرة واحد فقط كسر زيدان صمته، عندما قام رئيس الحزب اليميني المتطرف الجبهة الوطنية لوبان بوصف لاعب كرة القدم البالغ من العمر 31 عاما مستثنيا إياه من حملته المعادية للأجانب بأنه، أي زين الدين زيدان، "إبن فرنسا – الجزائر"، حيث رد زيدان عليه وبشكل واضح ودون مجاملات: بأنه وبالتأكيد لا يلعب للوبان

لعب زين الدين زيدان لنادي كان الفرنسي سنة 1988 عندما كان في 16 من عمره، وهو النادي الذي تعلم فيه مبادئ كرة القدم وأصولها. وتألق زيدان بشكل ملفت طوال السنوات التي قضاها مع هذا النادي وقدم له مستوً طيب وأعطى كل ما في جعبته لهذا النادي، مما دفع مدرب فرنسا في تلك السنة الى الإتيان به في اسرع وقت ممكن واستدعاه لمباراة المنتخب الفرنسي مع تشيكوسلوفاكيا في 17-8-1989م ليخوض أول لقاء دولي مع المنتخب وانتهت بالتعادل (2-2) وكان من شدة تألقه قد سجل الهدفين معاً!!. وبعد تألق لافت جداً التفت نادٍ كبير في فرنسا بهذا النجم الموهوب وأصر مدرب نادي بوردو على جلبه ليساعد بوردو في الحصول على الدوري الفرنسي، وفعلاً تم هذا الشئ وانتقل الشاب الفذ الى نادي بوردو ولعب له لأربع مواسم (92-93 الى 95-96).

لعب زيدان في هذه الفترة الدور الأكبر في فريقه وفي منتخب الناشئين حيث وصل الى نصف نهائي كأس الأمم الأوربية عام 1994م، وكان أهم أنجاز دونه زيدان في رصيده مع فريقه بوردو هو الحصول على المركز الثاني في نهائي كأس الاتحاد الأوربي سنة 1996م، وهذا ما جعل الأنظار تتجه اليه من كل صوب وناحية لتغريه بالإحتراف، واستقبل عدة عروض من أندية كبيرة كان أفضلها عرض فريق اليوفي فلم يتردد زيدان لحظة واحدة في الإلتحاق بفريق السيدة العجوز وهكذا خاض زيدان 199 مباراة في الدرجة الأولى الفرنسي وسجل فيها 34 هدفاً.

وحقق زيزو مع يوفنتوس في أول موسم له انتصارات عديدة كان أولها فوزه مع اليوفي بالكأس القارية ونصف نهائي كأس الأمم الأوربية في انجلترا. وفي عام 1997 ازدادت انجازات وبطولات زيدان حيث جمع مع فريقه لقب الدوري الايطالي والسوبر الإيطالية وحصل فريقه على لقب وصيف دوري ابطال أوربا.

وفي عام 1998 كان زيدان في قمة تألقه ولكنه لم يحصل إلا على خيبة الأمل حين خسر نهائي دوري أبطال أوربا مرة ثانية. دخل زيدان كأس العالم 1998 كأهم لاعب في المنتخب. لكن زيدان طُرِدَ من ثاني مباراة امام السعودية لخشونته مع أحد المدافعين. وبالرغم من هذا عوض زيدان كل خيبات الأمل عندما أحرز كأس العالم مع رفاقه امام المرشح الأول حينئذٍ المنتخب البرازيلي عندما أذلوهم بثلاثية تاريخية أحرز منها زيدان هدفيه الرأسيين المشهوريين. وبذلك حصل زيدان على أهم جائزتين شخصيتين ذلك العام (الكرة الذهبية وجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم).

ولكن هبط مستوى زيدان كثيراً عام 1999 لأن ريفالدو تألق بشكل ملفتٍ خطف الأضواء من لاعبي العالم. ولكن في عام 2000 رجع زيدان الى سابق عهده ولكن ليس في اليوفي بل في منتخبه حيث أوصل فرنسا الى نهائي كأس الأمم الأوربية بعد تسجيله هدفاً ذهبياً ضد البرتغاليين في نصف النهائي التي انتهت (2-1)، وساهم في الفوز بالنهائي بنفس النتيجة ضد ايطاليا ليكون اللقب فرنسياَ أزرق. وفي نفس العام حصل زيدان على جائزة أفضل لاعب في العالم من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا).

وكان عام 2001 عاماً مميزاً لزين الدين حيث انتقل الى فريق ريال مدريد الأسباني (نادي القرن) ب65 مليون دولار ليكون زيدان أغلى لاعب كرة قدم في المعمورة، ولكنه لم ينجز أية إنتصارات مع الريال في ذلك العام. وحقق زيدان مع فريقه الجديد عام 2002 حلمه طوال حياته وهو الحصول على دوري أبطال أوربا عندما أحرز هدف الفوز التاريخي بكرة طائرة صاروخية شقت طريقها نحو مرمى منافسهم في تلك المباراة النادي الالماني باير ليفركوزن ليفوز الريال (2-1)، ليثبت زيدان أن ملايين ريال مدريد لم تذهب هباءً. ولكن نكسته الكبرى كانت في كأس العالم 2002 حيث لم يلعب زيدان أول مبارتان له مع المنتخب فخسر الديوك أمام السنغال (1-0) وتعادلوا (0-0) مع المنتخب الاوروجواياني،فلم يكن بإمكان فرنسا إلا الفوز في المباراة الأخيرة ضد الدانماركيين ليعززوا من فرص تأهلهم للدور الثاني، ولعب زيدان وأضاع العديد من الفرص وحصل على جائزة أفضل لاعب في تلك المباراة، لكن القدر شاء أن تفوز الدانمارك (2-0) ليخرج الفرنسييون من الدور الأول مفجريين أكبر مفاجآت البطولة على الإطلاق. بعد هذه الكبوة الكبيرة أكمل زيدان انتصاراته مع الريال في نفس العام وحقق معه كأس السوبر الأوربي والكأس القارية ليستعيد نغمة الإنتصارات من جديد.

ولعب زيدان عام 2003 وهدفه تحقيق بطولة الدوري الإسباني مع الريال بعد انتقال رونالدو الى النادي الإسباني. وفعلاً تحقق مراده وحقق هذه البطولة مع الريال بعد أن صنع لرونالدو الهدف الثالث وهدف الحسم ضد أتليتكو بلباو في المباراة الأخيرة في الدوري (3-1) مما أهله ليحصل على جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم لسنة 2003 للمرة الثالثة وهو رقم قياسي لم يحققه أحد سوى البرازيلي رونالدو.

ومما يجعل زيدان يحقق كل هذه الانتصارات مهاراته التي تعتبر الأفضل في العالم على الإطلاق. ويتمتع زيدان أيضاً بتكنو لوجيا كروية، ويستطيع قراءة ما في الملعب من أحداث ويعالج مشاكل اللاعبين الذين ليسوا في مستواهم، يجيد كل فنون الكرة من ضربات رأسية، مراوغة خيالية، تحكم رهيب بالكرة، تسديد رائع بالقدمين، واستقباله للكرة ممتاز، تركيزه عالٍ وهو متخصص أيضاً في تسديد ركلات الجزاء والضربات الحرة





نعمان عبد الغني