المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة النسوية الى اين....



نعمان عبد الغني
11/07/2009, 11:15 AM
الرياضة النسوية الى اين...
الاستاذ/نعمان عبد الغني

التأكيد على أن المرأة نصف المجتمع وهي عضو هام وفعال في تربية النشء الجديد وحيث تعتبر المعلمة الأولى، فإذا أعدتها اعدادا جيدا تم بناء جيل طيب لممارسة الحياة الحرة الكريمة، والطفل يتأثر تأثيراً مباشراً بربة الأسرة وهي التي توجهه وترشده، ويقوم الطفل بتقليدها في شتى المجالات.. لذلك ما من شك في أن اهتمام المجتمع بنشاط المرأة في الميادين الرياضية واعداد مشروع الاستراتيجية الخاصة بها والخطط والبرامج في تطوير أنشطة الرياضة النسوية المختلفة والتي تناسب قدراتها مسألة مهمة نالت اهتمام دول العالم رياضياً لهدفين:

الأول: ضرورة اعداد «أم مثالية» توجهه رسالة الأم المقدسة:

الثاني: ايجاد عائلة سليمة موحدة الأهداف لخلق جيل من الأبناء الأقوياء والأصحاء

وهذان الهدفان هما عنصر الرسالة الاجتماعية في حياة الانسان الكامل المتحضر الواعي ليعيش حياة سعيدة هنيئة تبدأ في البيت الواحد وفي العائلة الواحدة وفي المجتمع.. أما اهمال تنشئة المرأة فهو تقصير لا يغتفر مهما بلغنا الكمال في تنشئة الرجال بمعنى لابد من التوجيه إلى هذا القسم الهام في ممارسة النشاط الرياضي وإلا لو اغفل المجتمع بدور المرأة في الحياة الرياضية لفقدت عنصراً هاماً من أعضاء المجتمع وتوارث الأبناء عن الآباء عدم الاكتراث في الرياضة ومن أجل ذلك لابد من تعزيز نضال المرأة المتواصل لتحقيق واكتساب كل حقوقها الانسانية وهي تدل على أنها مخلوقة نافعة تؤدي أوسع رسالة للانسانية.

أن برامج دول العالم الرياضية وجهت عنايتها بهذه العقيدة عقيدة الاهتمام بنشاط رياضة المرأة والمساواة بين الرجال والنساء في هذا الاهتمام.. والعمل على دعمه إلا تجسيدا حقيقيا وايجابيا للنشاط الرياضي النسوي لما له من فوائد في ممارسته على الصحة والنفس والبدن ودعم للرياضة النسوية لتفعيل النشاط الرياضي النسوي وتأمين المتطلبات اللازمة لها من خلال وزارة الشباب والرياضة والوزارات ذات العلاقة.. إن النهوض بالرياضة النسوية هي مهمة جسيمة يصعب على أي جهة مسئولة أن تحققها لوحدها وإنما تحقق بتوحيد جهود مشتركة من مختلف قطاعات المجتمع ، مع العلم بأن تاريخ الرياضة النسوية متواضع وحديث الممارسة بحكم العادت والتقاليد والأعراف التي قيدت ممارستها وكذا عدم وجود المنشآت والمواقع المناسبة والمنفصلة الخاصة بالفتيات لتستطيع المرأة ممارستها بشكل متناسب مع قدراتها دون عوائقما يزال واقع الرياضة النسوية بعيداً عن الطموحات، واخذ بالتراجع رويداً رويداً بعد الاهمال الواضح الذي اصابه وشل حركته تماماً. فالرياضة النسوية كانت لها صولات وجولات في الملاعب وسجلت حضوراً مدهشاً في العقود السابقة بعد ان تألقت بطلاتها العديدات واصبحن من المميزات قارياً.. الا ان هذه الرياضة اصبحت الان اسيرة حسيرة تتلظى بنار واقعها الحالي وسباتها المقيت.

ولا اعتقد ان هناك رياضة نسوية في البلدان غير العربية تعاني من الاهمال وعدم الاهتمام بها مثلما تعاني منه رياضتنا النسوية التي اصبحت الان بلا مرجع او اتحاد مركزي خاص بها يضمن الاستراتيجية في العمل .. لتظل تعتمد على العنصر النسوي فقط في تشكيلات الاتحادات المركزية التي اصبحت لا حول لها ولا قوة ولم تقدم النشاط النسوي الذي يصل لمستوى الطموح حيث ان هذه العملية اثبتت انها غير قادرة على الارتقاء بواقع الرياضة النسوية بعد ان همش دورها في معظم الاتحادات الرياضية ولم يطلق العنان لبطلاتها وتوسيع قاعدتها.

واعتقد ان الوقت قد حان لاعادة تشكيل اتحاد الرياضة النسوية يعمل على انقاذ واقع اللعبة المرير وذلك من خلال استقطاب كل اهل اللعبة دون تمييز وتأسيس هيئة عامة لهن يتم فيها انتخاب اتحاد رياضي نسوي يعمل وفق خطط تعد من قبل المختصين خاصة وان هذه الشريحة تزخر بالطاقات الكبيرة الواسعة التي لها القدرة لو توفر لها الاهتمام باعادة نسوة الرياضة الى الواجهة من جديد

بصراحة واقع الرياضة النسوية متدهور ولا يشجع للحديث عنه أو الإفصاح عن مستقبله وامامنا دليل دامغ هو النتائج المخيبة للآمال التي سجلتها المشاركات للوفود الرياضية النسوية في البطولات الأخيرة إذ خلت من أي إنجاز يذكر ؟ فنحن بحاجة لهن في هذا الوقت لاسيما أن الخبرة التي بحوزتهن تساعد القاعدة الرياضية النسوية على تطوير أساليب التدريب والتكيف مع الخطط العلمية الجديدة وقيادة البطلات إلى ناصية النتائج المرموقة التي نأمل أن تتحقق بتعاون الاتحادات مع الأندية وبدعم اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة، وكم تمنيت أن تباشر الاتحادات بتقديم جرد مفصل عن أسماء البطلات السابقات إلى القيادة الرياضية ليتسنى للأخيرة إجراء اتصالات معهن لبيان مدى رغبتهن في العمل وبأجور مجزية وحوافز مشجعة للاستمرار في صناعة جيل جديد من الرياضيات..

تعاني الرياضة النسوية من الاهمال الواضح وتشكو من معوقات عديدة تحد من انطلاقتها وفسح المجال لاكبر عدد ممكن من النساء او الفتيات لممارسة الرياضة رغم ان الماضي القريب يؤكد وجود فتيات نجحن في الوصول الى صفوف المنتخبات الوطنية ومنذ فترة طويلة جداً لم تظهر لنا نجمة من الميادين الرياضية سوى اسماء بطلات

وإذا ما عملنا جميعاً وفق رؤية تنطلق من أن هذا النشاط للقطاع النسوي ما زال يئن تحت وقعة حصار شديد الإحكام ،فالفتاة العربية قادرة على الإبداع في عدد من الألعاب .إن إبداع الفتاة العربية في النشاط الرياضي يحتاج الى رؤية لكسر طوق الحصار عن كمون الرياضة النسوية عن الحراك والتحليق في سماء الإبداع الرياضي بجوار أخيها الرجل ولعل استخدام جوانب التوعية للأسر والأفراد والجماعات بشتى الصور سيكون عاملاً معززاً في فك طوق التكبيل لهذا النشاط.

بقي لنا أن نشير إلى أن سرعة استقدام مدربات متخصصات في الألعاب الرياضية من أولويات تفعيل دوران الحراك الرياضي للإناث وذلك إذا ما أردنا أن تكون البداية وفق نصف المشوار والخطوة الأولى في هذا القطاع قد بدأناها حتى نشاهد رياضة نسوية في المستقبل القريب تحظى باحترام الجميع حتى نكمل مشوار الألف ميل.



نعمان عبد الغني