د. محمد اسحق الريفي
12/07/2009, 01:01 PM
سوريا : جرائم الشرف...عنصر المفاجأة ..أسـاس العـذر المخفـــف...
2009-07-12
http://zamanalwsl.net/index.php?item=view_article&id=11444
ربما كانت حادثة (زهرة) تلك الفتاة الطيبة، التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، تلك الفتاة البريئة التي تم اغتصابها من قبل صديق والدها ومن ثم جرى قتلها بعد مضي عشرة أشهر على الحادثة وبعد أربعين يوماً من زفافها.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/9073.imgcache.jpg
ربما كانت تلك الحادثة التي سمعتها من مديرة معهد تأهيل الفتيات في دمشق، رئيسة منتدى السوريات الإسلامي السيدة أسماء كفتارو هي السبب في التفكير بالكتابة عن جرائم الشرف والاطلاع على آراء عدد من المختصين والمعنيين.
بين الشرف والاغتصاب
السيدة كفتارو التي قامت بتدريس زهرة لمدة تجاوزت تسعة أشهر تروي الحادثة بحزن شديد فتقول:
(زهرة) من إحدى المحافظات الشرقية تم قتلها منذ عامين ونصف في منطقة السيدة زينب بدمشق بعد زفافها على ابن خالتها بأربعين يوماً.
هذه الفتاة اغتصبت من صديق والدها، ففرت إلى أحد مخافر دمشق، وتم تحويلها إلى معهد تأهيل الفتيات، وبقيت فيه عشرة أشهر.
- زهرة كانت في سن 16 سنة، وهي فتاة جميلة ومهذبة ولطيفة جداً وبعد تسعة أشهر حضر والدها وكتب تعهداً بعدم إيذائها.
- تم عقد قرانها في معهد تأهيل الفتيات، وخرجت منه عروساً، حتى إن أعضاء جمعية تطوير دور المرأة حضروا زفافها وباركوه.
- بعد أربعين يوماً على زفافها حضر شقيقها (ف) إلى منزلها في السيدة زينب.. واعتذر منها، وطلب أن يأكل من طبخها.. ثم نام عندها سواد الليل، وفي الصباح قام بطعنها بسكين ثماني طعنات تم نقلها إلى مشفى المجتهد ووصلت إليه بحالة حرجة، حيث لم يستطع الأطباء وقف نزيفها، وبعد ثماني ساعات فارقت الحياة.
- (الثورة) لم تذكر حادثة زهرة للسادة ميساء حليوة، الناشطة في مجال حقوق المرأة، وعضو مجلس الشعب المحامي غالب عنيز، والنائب الدكتور محمد حبش والدكتور أحمد برقاوي الذين تحاورت معهم واطلعت على آرائهم فيما يتعلق بموضوع (جريمة الشرف) وذلك حرصاً منها على رأي دون مؤثرات، فحصلت على مجموعتين متناقضتين من الآراء حول الموضوع ذاته، الرأي الأول يمثله النائب المحامي غالب عنيز، والرأي الآخر يمثله الباقون.. وهكذا كانت البداية.
عنيز: مهاجموها متأثرون بالفكر الغربي
رد المحامي والنائب غالب عنيز على سؤالنا حول أهم المشكلات التي تعانيها المرأة بالقول:
يجب علينا الانتباه والحذر عند الإجابة عن أي سؤال حول مشكلات المرأة وما تعانيه في مجتمعاتنا، الانتباه لماهية من يسأل هذا السؤال وخلفيته الفكرية.
وأضاف: إن المرأة الشرقية، والعربية خصوصاً تُهاجم من المتأثرين بالفكر الغربي الذين يدعون الدفاع عنها وعن حقوقها وهناك غايات تقف وراء ذلك الهدف، منها الدعوة إلى التفلت تحت مسميات الحرية، أو عدم التمييز ضد المرأة ومقاومة العنف الموجه إليها.
وأكد إيمانه المطلق بحقوق المرأة واحترامها وعدم الانتقاص من قدرها في إطار قيمي تربوي أخلاقي، وأنه لا ينكر أن هناك عدداً من المشكلات التي تعاني منها المرأة، لكنها ليست على مستوى الظواهر والسمات لمجتمعنا، بل هي هنات تحمل في طياتها الجهل والظلم، وتعود في مجملها إلى بعض الأعراف والعادات، طارحاً مثالاً على ذلك رغبة البعض، وخاصة في الريف بعدم تعليم المرأة أو السماح لها بالعمل، لكن ذلك كله -حسب رأيه- لا يبرر الأصوات التي تبرز بين حين وآخر وتصور المرأة على أنها مهضومة الحقوق في مجتمعنا، منتقصة الاحترام، تعامل على أنها تابع للرجل، لاحيلة ولا قوة لها.
أسُّ المجتمع وأساسه
وقال عنيز: إن الإسلام ينظر للمرأة على أنها جوهرة ثمينة يجب أن توضع في المكان الذي تستحقه من الصيانة والرصانة لأنها أسُّ المجتمع وأساسه ولا تكتمل الحياة من دونها، فهي شريكة الرجل ومعه على أساس من التكامل يناسب ظروفها الجسدية والأخلاقية ويرفع من مكانتها ولايجعلها سلعة رخيصة يتم تسويق السلع من خلالها. ورأى أن المشكلات التي تعانيها المرأة في مجتمعنا تحتاج إلى علاج، مبيناً أن المرأة محترمة ومحصنة في مجتمعاتنا أكثر من الغرب ولا يمكن الانتقاص من قدرها، طارحاً المثال على ذلك بتبوئها أعلى المناصب في جميع مجالات الحياة.
مفاجأة
وعن جريمة الشرف أوضح عنيز أن العذر المحل يستفيد منه فقط من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنى المشهود مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو أحدهما بغير عمد، ولذلك ضوابط وقيود واضحة هي: عنصر المفاجأة، فلا يستفيد من قتل أو أذى في غير وجود المفاجأة، أي بعلم أو ترتيب مسبق إذ ينقلب الحال إلى تشديد العقوبة.
وإضافة إلى ذلك يجب أن يكون الزنى مشهوداً واضحاً لا لبس فيه وكذلك يمنح العذر المخفف في حالة الريبة، وهذا أمر طبيعي لأنه يراعي أحاسيس ومشاعر الإنسان، مستشهداً بحالات مماثلة يتم فيها منح العذر المخفف في حالات الغضب والانفعال وتناول المسكرات أو المخدرات والدفاع المشروع عن المال أو ضد السرقة والنهب واستعمال العنف، وكل ذلك يقع ضمن إطار الدفاع عن الأسرة.
وأضاف: إن هذه الجرائم قليلة جداً في مجتمعنا ووجود بعض منها يدل على جهل في بعض الأحيان أو قسوة أو حياة معقدة أو تشدّد وإفراط في أحيان أخرى وإن عددها في دمشق لا يتجاوز حالة واحدة سنوياً، وهي تزيد في الأرياف، وغالباً لا يكون دافعها الشرف وإنما أمور مادية أو ما يتعلق بالإرث أو الثأر وغير ذلك من العادات العقيمة التي نحاربها جميعاً.
- وبين أن المستفيدين من العذر المحل ضمن الضوابط والشروط أو حتى العذر المخفف قلة قليلة لا تشكل ظاهرة إطلاقاً، أما الحالات المدعاة تحت غطاء جرائم الشرف فهي تخرج عن هذا الإطار.
- وتابع قائلاً: إن تعدد الزوجات لايسمح بإعطاء المرأة العذر المحل أو المخفف لاختلاف الحالة النفسية أولاً ولإمكانية استخدامه في التخلص من (الضرّة) (الزوجة الثانية).
2009-07-12
http://zamanalwsl.net/index.php?item=view_article&id=11444
ربما كانت حادثة (زهرة) تلك الفتاة الطيبة، التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، تلك الفتاة البريئة التي تم اغتصابها من قبل صديق والدها ومن ثم جرى قتلها بعد مضي عشرة أشهر على الحادثة وبعد أربعين يوماً من زفافها.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/9073.imgcache.jpg
ربما كانت تلك الحادثة التي سمعتها من مديرة معهد تأهيل الفتيات في دمشق، رئيسة منتدى السوريات الإسلامي السيدة أسماء كفتارو هي السبب في التفكير بالكتابة عن جرائم الشرف والاطلاع على آراء عدد من المختصين والمعنيين.
بين الشرف والاغتصاب
السيدة كفتارو التي قامت بتدريس زهرة لمدة تجاوزت تسعة أشهر تروي الحادثة بحزن شديد فتقول:
(زهرة) من إحدى المحافظات الشرقية تم قتلها منذ عامين ونصف في منطقة السيدة زينب بدمشق بعد زفافها على ابن خالتها بأربعين يوماً.
هذه الفتاة اغتصبت من صديق والدها، ففرت إلى أحد مخافر دمشق، وتم تحويلها إلى معهد تأهيل الفتيات، وبقيت فيه عشرة أشهر.
- زهرة كانت في سن 16 سنة، وهي فتاة جميلة ومهذبة ولطيفة جداً وبعد تسعة أشهر حضر والدها وكتب تعهداً بعدم إيذائها.
- تم عقد قرانها في معهد تأهيل الفتيات، وخرجت منه عروساً، حتى إن أعضاء جمعية تطوير دور المرأة حضروا زفافها وباركوه.
- بعد أربعين يوماً على زفافها حضر شقيقها (ف) إلى منزلها في السيدة زينب.. واعتذر منها، وطلب أن يأكل من طبخها.. ثم نام عندها سواد الليل، وفي الصباح قام بطعنها بسكين ثماني طعنات تم نقلها إلى مشفى المجتهد ووصلت إليه بحالة حرجة، حيث لم يستطع الأطباء وقف نزيفها، وبعد ثماني ساعات فارقت الحياة.
- (الثورة) لم تذكر حادثة زهرة للسادة ميساء حليوة، الناشطة في مجال حقوق المرأة، وعضو مجلس الشعب المحامي غالب عنيز، والنائب الدكتور محمد حبش والدكتور أحمد برقاوي الذين تحاورت معهم واطلعت على آرائهم فيما يتعلق بموضوع (جريمة الشرف) وذلك حرصاً منها على رأي دون مؤثرات، فحصلت على مجموعتين متناقضتين من الآراء حول الموضوع ذاته، الرأي الأول يمثله النائب المحامي غالب عنيز، والرأي الآخر يمثله الباقون.. وهكذا كانت البداية.
عنيز: مهاجموها متأثرون بالفكر الغربي
رد المحامي والنائب غالب عنيز على سؤالنا حول أهم المشكلات التي تعانيها المرأة بالقول:
يجب علينا الانتباه والحذر عند الإجابة عن أي سؤال حول مشكلات المرأة وما تعانيه في مجتمعاتنا، الانتباه لماهية من يسأل هذا السؤال وخلفيته الفكرية.
وأضاف: إن المرأة الشرقية، والعربية خصوصاً تُهاجم من المتأثرين بالفكر الغربي الذين يدعون الدفاع عنها وعن حقوقها وهناك غايات تقف وراء ذلك الهدف، منها الدعوة إلى التفلت تحت مسميات الحرية، أو عدم التمييز ضد المرأة ومقاومة العنف الموجه إليها.
وأكد إيمانه المطلق بحقوق المرأة واحترامها وعدم الانتقاص من قدرها في إطار قيمي تربوي أخلاقي، وأنه لا ينكر أن هناك عدداً من المشكلات التي تعاني منها المرأة، لكنها ليست على مستوى الظواهر والسمات لمجتمعنا، بل هي هنات تحمل في طياتها الجهل والظلم، وتعود في مجملها إلى بعض الأعراف والعادات، طارحاً مثالاً على ذلك رغبة البعض، وخاصة في الريف بعدم تعليم المرأة أو السماح لها بالعمل، لكن ذلك كله -حسب رأيه- لا يبرر الأصوات التي تبرز بين حين وآخر وتصور المرأة على أنها مهضومة الحقوق في مجتمعنا، منتقصة الاحترام، تعامل على أنها تابع للرجل، لاحيلة ولا قوة لها.
أسُّ المجتمع وأساسه
وقال عنيز: إن الإسلام ينظر للمرأة على أنها جوهرة ثمينة يجب أن توضع في المكان الذي تستحقه من الصيانة والرصانة لأنها أسُّ المجتمع وأساسه ولا تكتمل الحياة من دونها، فهي شريكة الرجل ومعه على أساس من التكامل يناسب ظروفها الجسدية والأخلاقية ويرفع من مكانتها ولايجعلها سلعة رخيصة يتم تسويق السلع من خلالها. ورأى أن المشكلات التي تعانيها المرأة في مجتمعنا تحتاج إلى علاج، مبيناً أن المرأة محترمة ومحصنة في مجتمعاتنا أكثر من الغرب ولا يمكن الانتقاص من قدرها، طارحاً المثال على ذلك بتبوئها أعلى المناصب في جميع مجالات الحياة.
مفاجأة
وعن جريمة الشرف أوضح عنيز أن العذر المحل يستفيد منه فقط من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنى المشهود مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو أحدهما بغير عمد، ولذلك ضوابط وقيود واضحة هي: عنصر المفاجأة، فلا يستفيد من قتل أو أذى في غير وجود المفاجأة، أي بعلم أو ترتيب مسبق إذ ينقلب الحال إلى تشديد العقوبة.
وإضافة إلى ذلك يجب أن يكون الزنى مشهوداً واضحاً لا لبس فيه وكذلك يمنح العذر المخفف في حالة الريبة، وهذا أمر طبيعي لأنه يراعي أحاسيس ومشاعر الإنسان، مستشهداً بحالات مماثلة يتم فيها منح العذر المخفف في حالات الغضب والانفعال وتناول المسكرات أو المخدرات والدفاع المشروع عن المال أو ضد السرقة والنهب واستعمال العنف، وكل ذلك يقع ضمن إطار الدفاع عن الأسرة.
وأضاف: إن هذه الجرائم قليلة جداً في مجتمعنا ووجود بعض منها يدل على جهل في بعض الأحيان أو قسوة أو حياة معقدة أو تشدّد وإفراط في أحيان أخرى وإن عددها في دمشق لا يتجاوز حالة واحدة سنوياً، وهي تزيد في الأرياف، وغالباً لا يكون دافعها الشرف وإنما أمور مادية أو ما يتعلق بالإرث أو الثأر وغير ذلك من العادات العقيمة التي نحاربها جميعاً.
- وبين أن المستفيدين من العذر المحل ضمن الضوابط والشروط أو حتى العذر المخفف قلة قليلة لا تشكل ظاهرة إطلاقاً، أما الحالات المدعاة تحت غطاء جرائم الشرف فهي تخرج عن هذا الإطار.
- وتابع قائلاً: إن تعدد الزوجات لايسمح بإعطاء المرأة العذر المحل أو المخفف لاختلاف الحالة النفسية أولاً ولإمكانية استخدامه في التخلص من (الضرّة) (الزوجة الثانية).