المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعلام العربي و الحياد المستحيل



الناصر خشيني
13/07/2009, 02:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن لأي انسان وخاصة العرب أن يكونوا محايدين و موضوعيين أمام آلة القتل و التهجير و الاعتقال و المعاملة الوحشية التي يتعرضون لها في فلسطين و العراق على أيدي الصهاينة و الأمريكان المحتلين للعراق فهل يكون

من الحياد أن نساوي بين الضحية و الجلاد الذي لا يتورع عن اقتراف أفظع الجرائم التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ وهل يمكن الاعتراف بهذا الواقع المؤلم و السكوت عنه و القبول باطروحات المعتدين وعدم رفع الصوت تألما لما يجري أم أن الاعلام العربي اليوم أصبح خاضعا في معظمه لأدوات الحكم في الوطن العربي و خاصة الأنظمة المعروفة بارتمائها في أحضان الغرب والتي لا يرجى منها أي خير لأنها خائفة و غير قادرة على مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة و ذلك اما أنها تلوذ بالصمت في أحسن أحوالها أو تتآمر خفية أو علنا في مواجهة أي حركة مقاومة و صمود و تصدي لأي عدوان على الأمة و بطبيعة الحال فالاعلام يتبع الأنظمة صمتا أو تآمرا كالذي حصل أثناء الحرب العدوانية الأخيرة على غزة و محاصرتها من العرب الرسميين قبل الصهاينة .وكذلك المقاومة العراقية محاصرة رسميا و اعلاميا ويسوق الاعلام المعادي حيث تنطلق أقلام فاشلة و مأجورة للتعبير عن عبثية هذه المقاومة أو تلك و فشلها و أنها مغامرة و مقامرة و لا قبل لها بمواجهة أمريكا واسرائيل و ينطق بلفظ اسرائيل على أساس الواقع الذي يعني الاعتراف بها والقبول بوجودها و التنظير لذلك والأصل أن نقول فلسطين المحتلة و ما اسرائيل في الواقع الا قطعان من المجرمين احتلوا فلسطين بالقوة الغاشمة وارتكبوا جرائم يندى لها جبين البشرية و بناء عليه فلا بد من محاصرة هذا الكيان المعادي و عزله و مقاطعته لا أن نجري الحوارات مع قياداته الفاشية و العنصرية المجرمة بدعوى الرأي الآخر .


ومن ناحية أخرى تظهر دعوات للهزيمة و الاستسلام لهذا العدو مغلفة بدعاوى السلام و الواقعية و البرغماتية و...
كما يعتبر كثير من الاعلاميين العرب المقاومين مجرد مسلحين أو متمردين ان لم يقل ارهابيين كما أن البعض منهم يتبنى وجهة النظر المعادية بأخذه المعلومات عن الجهات الرسمية أي القوى المعادية للأمة في حين أن قوى المقاومة ليست رسمية و ان أخذ عنها فيقال تلك العبارة المشهورة ولم يتسنى لنا الأخذ عن مصادر مستقلة .


كما أن هؤلاء للأسف يتبنون وجهة النظر المعادية كلمة كلمة و حرفا حرفا دون أي تغيير فالمجرمون من جيوش العدو يشار اليهم بالجيش الأمريكي فقط دون اضافة صفة الاجرام الوحشي والجيش الصهيوني الغاصب و المحتل و المجرم يشار اليه بجيش الدفاع الاسرائيلي و اذا كانت عملية بطولية استشهادية تذكر على أنها انتحارية ثم يذكر ان هذه القوات طوقت المنطقة و ألقت القبض على مشبوهين في حين أن الحقيقة أن هذه القوات المجرمة لما فشلت في مواجهة قوى المقاومة طوقت المنطقة و صبت جام غضبها على المدنيين فأوسعت فيهم قتلا و جرحا و اعتقالا لمجرد التواجد بالمنطقة لا غير وبناء عليه فالمطلوب من الاعلام العربي أن يكون نزيها و محايدا و مهنيا و على درجة عالية ليس بالوقوف موضوعيا في صف الأعداء وانما لا بد من الاسهام بدور فاعل و مؤثر و التفاعل الايجابي مع القوى الحية للأمة والتي تقف بأرواحها و دمائها و حرياتها و لقمة عيشها من أجل أن تعيش هذه الأمة بكرامة وعلينا تذكر ما قام به الاعلامي البطل منتظر الزيدي من عمل بطولي سوف يسجل له بأحرف من نور و ياليت كل اعلاميينا على تلك الشاكلة و لكن كل من موقعه و حسب قدراته و امكانياته في الدفاع عن قضايا الأمة و التحديات التي تواجها وذلك أننا أمة مستهدفة بقوة في كل شيىء .