المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوراق ملـل ~ متجدد ،،



محمد فائق البرغوثي
13/07/2009, 09:31 PM
الورقة الأولى : ( السأم يقرع بابي ) ،،

-
انتبه : فقد يسحبك صديق مخلص إلى دائرة الاكتئاب ، العدو لا يفعل ذلك.

السأم يقرع بابي ، طق طق ، من الطارق ؟ صديق قديم لا يؤمن أن للصداقة عمر افتراضي لا بد أن يستهلك وينتهي في مكب العلاقات .

افتح يا محمد ، أعلم أنك هنا . صديق آخر ، نمت فاكهة الصداقة بيننا حتى النضج ، فالتهمني ، لماذا عاد ؟ ربما لم يشبع .

طق طق ، صديق حديث ، يدعي الكتابة ، مثلي ، وأحيانا يسرق أفكار بعض القصص ، مثلي ، ويسميها تناص مثلي ، سأفتح له ، فهو مثلي ، لن أفتح له لأنه مثلي . هل أقتله ؟!

طق طق ، منظمة سياسية جديدة انتميت إليها ، وأحاول أن أبدو عبثا في كامل تألقي وقيافتي الذهنية ، قلت أحاول عبثا ، هل الثياب وحدها تكفي ؟!

طق طق ، من في الباب ؟ محمد طمليه ، برفقته سلمى ، تفضل ، ما كنت لأفتح إلا له ، ولها – بطبيعة الحال - .

هل من زوار جدد ؟؟ المعجبون كثر ، طوابير، و عليْ أن أنظم وقتي ، أوصاني مدير أعمالي ، وأمرني بالتواضع ، وطالبني برحلة إلى إحدى الجزر النائية لأتفرغ لفني وكتاباتي ، بعيدا عن الشهرة والأضواء .

آخر عمل لي ، موضوع تعبير عن حب الوطن لابنة جاري في الصف الخامس " هبة " أخذتْ عشرة من عشرة مع نجمة ، وأحسنت وممتاز. وصفق لها كل الصف ، شعرتُ بفخر وعظمة مع قليل من القهر ، وخطر لي أن أذهب لمعلمتها وأخبرها أنني صاحب هذا العمل الأدبي العظيم ، وقد تعجب بكتاباتي فتنشأ بيننا علاقة حب ، وقد نلتقي في كوفي شوب قريب ، تقرأ لي بعضا من خواطرها المملة فأثني على براعتها ، وقد تتسلل أصابعي إلى يدها ، وقد تتجرأ شفتاي لتفعلها ، لست قذرا ، لكنها أماكن تسمح بمثل هذه التجاوزات على أية حال .

اللعنة ، لم تسحب يدها ، لم يحمر وجهها ، لكنها بكت فجأة ، وكعادة كل الفتيات ، أخبرتني أنني أول من قبّـل يدها ،وأنها لا تعرف كيف سمحت بذلك ، وطالبتني بذبلة ، ولو من حديد ، لينتهي الأمر " أنا لست أقل من خواتي " ، فخ ، وأنا لست صيدا سهلا ، أنا مكار ، صقر، وأعجبكم ، نذلٌ في مثل هذه المواقف ، والخيارات أمامي كثيرة ، فجيراننا كثر ، وبناتهم الصغيرات يملأن الحي .

ماذا يفعل هو الآن ؟؟!

بيده ورقة ، و هاهو يمسك بفتاة صغيرة بقوة من معصمها ، الفتاة تبكي ، و هو يحاول أن يقنعها بأن توصل هذه الورقة لمعلمتها ، لكنها تبكي وتقول أنّ مِسْ عبير لم تطلب منهم أي موضوع تعبير ، يتركها ، ويذهب لصغيرة أخرى ، وأخرى ، وأخرى . فالخيارات كثيرة كما ترون وبنات الجيران يملأن الحي ،وذخيرتي من الكتابة حية وملآ ، لكنني في كل مرة ، وعندما أتهيأ للكتابة ، أحدهم يطرق بابي : طق طق ، من الطارق ؟ افتح يا محمد أعلم انك هنا .


السأم لا يقرع بابي ، لكنه يبعث لي مندوبين متنكرين ، بهيئة أصدقاء. .

أديب القصراوي
13/07/2009, 09:41 PM
مساء الخير اخي محمد كيف حالك اليوم ودائما

هذه فلسفة ابداعية تشبع العقل والنفس في المعنى وفي المرمى ..

قرأت كل ما كتبت بكل استمتاع ،، لك كل المحبة والاحترام يا صديقي العزيز ..

محمد فائق البرغوثي
13/07/2009, 10:06 PM
الورقة الثانية : ( حالة غازية )
-

تقولْ أنك لستَ ساذجا ، وأن هذا الصمت ليس بلاهة ، خواء روحي وضحالة فكر ، وقلت لي أيضا أن الهـمّ قتـلك ، وأحالك صنما ، صفحة بيضاء ومادة خام ، وضربتّ أمثلة ، قلتَ مثلا ، أنّ الكأس الفارغ لا ينز عنه قطرة ماء ، وكذلك الكأس الممتلئ المتجمد ، في إشارة إلى أنك ذلك الكأس المتجمد ، وقلت لي أيضا أنك تحتاج إلى شمس حارقة تذيب جليد هذا الحزن الممتد في أصقاع روحك ، وألمحت من بعيد بأنني لن أفهم كلامك، فلا يدرك سر القلوب إلا من امتلأت قلوبهم بالأسرار، وكلمات أخرى قلتها تـُلمّعُ ذهَبَ الصمت وتضفي على صاحبه هيبة وعمقا ، أعْجـِبْتُ بكلامك كثيرا ، لكني علمتُ لاحقا أنها كلمات من زبد جبران .

أنظرُ اليك ، أمعنُ في حديثك ، فلا أجد قوالب ثلج ، لا أجد ما يشير ، ولو من بعيد ، إلى أنك كنت كأسا بالأساس ؛ طافحا ، شديد الامتلاء ، أو حتى نصف ممتلئ ، أثبت لي يا أخي ، برهن على ذلك ، مثلا تحدث عن السياسة بإسهاب ، شارك في نقاش ساخن ، سأعطيك مهلة خمس دقائق كي تتحدث عن رؤيتك في الحياة ، انطباعك العام ، أقول لك : تحدث عن أي شيء ، أي شيء تجيده أو يخطر على بالك ، نحن وحدنا ، فخذ راحتك .

لماذا لم تتكلم ؟!

قلتُ لك أنّ الهـمّ أحالني قطعة ثلج ، وأحتاج إلى صيف شديد اللهجة يحررني ،
اللعنة هل أنت ببغاء ؟!

ها قد أتى الصيف ، نحن في يوليو ، فأسقني بعضا من زلالك ، إن كنت صادق .

اللعنة ، لو أنك أبكرت قليلا ، كنتُ سائلا قبل قليل ، ألهو وأسبح في بحور من التواصل و الكلام وقد اُعْجـِبَتْ فتاة قبل قليل بنكاتي وخفة ظلي ، لو أنك رأيتني ، كنتُ منسابا كسهل وواثقا كتـل ، لكنَ شمس يوليو أحرقتني وأحالتني بخارا متطايرا ، لا تنظر ، فلن ترَ شيء .

سامحك الله ، فقط لو أنك أبكرت قليلا ، كل الحق عليك ، مواعيدك غير دقيقة ، على كلّ ٍ فرصة سعيدة . و إلى لقاء ،،

محمد فائق البرغوثي
13/07/2009, 10:21 PM
مساء الخير اخي محمد كيف حالك اليوم ودائما
هذه فلسفة ابداعية تشبع العقل والنفس في المعنى وفي المرمى ..
قرأت كل ما كتبت بكل استمتاع ،، لك كل المحبة والاحترام يا صديقي العزيز ..


أهلا أخي وصديقي أديب قصراوي ،، يا مسا الورد ،،

ربما من أفضل حسنات الاجتماع أنها عرفتني بك ، أنت وثلة جميلة من الواتاويين ،،

محبة تليق بهذا الألق ،، أسعدني مرورك

مودتي ،،

محمد معمري
15/07/2009, 02:44 PM
بسم الله الرحمن ارحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم محمد فائق إنهما لوحتان سبكت خيوطهما الذهبية يد فنان.. يريد أن ينعت لنا الخانة أين يكون المسموح به عند أضواء الوقوف...
دمت مبدعا ومتألقا...
مودتي وتقديري.

محمد فائق البرغوثي
15/07/2009, 11:25 PM
بسم الله الرحمن ارحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم محمد فائق إنهما لوحتان سبكت خيوطهما الذهبية يد فنان.. يريد أن ينعت لنا الخانة أين يكون المسموح به عند أضواء الوقوف...
دمت مبدعا ومتألقا...
مودتي وتقديري.

أهلا أخي العزيز محمد معمري ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

سعيد حقا أن النص أعجبك ،

لك ودي ،،

محمد فائق البرغوثي
16/07/2009, 11:11 PM
الورقة الثالثة : ( شتات ) ،،
-
سادرا في أوهامه .. تلذعه الذكرى ويقتله الحنين
تتخاطفه أطيافٌ إنسلّت من نعش الماضي
لتنبش نفسا غافية بين طيات أمسٍ دفين ..
ساهما ويسأل نفسه .. من أنا ؟! من أنا من غيركم أحبتي ؟
أنا " لا أنا " وأنا غربة ومنفى ،
وأنا - تاهت أنايَ - كنهر بلا ضفافٍ أمسيتُ ،

أمشي وأمشي .. أتلمّس في الظلام طريقي إلى النور .. فهل نور هذا القلب يا قلبُ وحده يكفي ليكون الدليل ؟ وهل بلورة الروح وحدها تكفي .. لترشد خطاي إلى برّها أو حتى حتفها .. فأعلم غيبي ؟!
لا ... ليس للقلب نورٌ .. كان إنعكاس ضوء ، وليس للروح سوى مرايا ..أنظرُ لا أرى إلا بؤسي .
.
أسأل أبي المعلـّقُ على الجدارِ .. يضحك أبي .. يهمسُ يتمتم ، أسأل أمي .. تبتسم أمي ، وتزرع رأسي في حجرها .. تربتُ عليه ربتة إشفاقٍ وتقول لي " أنت طفلي حبيبي وصغيري ، أنتَ - وتناديني باسمي صغيرا - أنتَ الذي .. نحبه جميعا ، أنت الذي - وتذكّـرني ببعض إنجازاتي ومحاسني ، ترفع رأسي .. وتراودني عن دمعي بالقُـبَـل .
.
لن أسأل أحدا .. وسأعهد إليك يا نفسُ بأن تجدي نفسكِ .. فأنتِ أدرى بشعابكِ وطرقكْ ، وأنت أدرى بمكامن القوّة فيكِ ، فهيا .. هلمّي .. ومن سباتك العميقِ إستفيقي .
.
قالت " سأسبرُ دغل أغواري .. أنبشُ أفـتـّشُ عن كنهي .. وبعض أسراري .. أجترُّ الماضي ، عصفٌ ذهنيٌ رهيب ، يضربُ أقصى تجاويف الدماغ ، تبرقُ الذاكرة .. وتمطرني صوَر :
.
" طفلٌ يجلسُ أعلى تـلّـتِهِ .. يرقبُ أفول الشمس حينا .. وحينا يعتلي سُـلّم سنديانته .. يتأملُ صمت الدجى .. ويرنو إلى القمر ، في صورةٍ أخرى أراه في برج حمَامِهِ.. يطعمه مرةً بيديه وأخرى بشفتيهِ .. وبراحةِ كفّه يتلمّسُ إنسياب جسدها .. يقبّـلها يكلّمها ، أنظر في صورةٍ أخرى وأخرى وأخرى ، المكانُ حاضرٌ في كل الصوَر ، وانا أجلس وحدي في حضرة المكانْ .. أتأمل سيدتي الطبيعة بمفاتنها ؛ مرةً وهي تستحمُّ .. تُـهيأ ُ نفسها لترتدي ثوب زفافها الأخضر ْ.. ومرةً وهي تشيخُ .. تذبلُ وتحتضرْ .
.
وحدي والمكان .. والناس من حولي ضبابيون ..إلا صورة جدي ، كان جدي جزءا من القريةِ .. متأصّلٌ فيها .. مذ وعيتُ وأنا أراهُ في الأرضِ .. ومن لون تُربها .. غمستْ الشمسُ ريشتها .. ولوّنتْ وجههُ وساعديهِ ، ولعلّها .. ربما - لا أدري - من ههنا بدأت أول غربتي .. يوم تعلّقتُ بالمكان.. ونأيت بفكري ..عن أقراني من البشر .

الحبيب ارزيق
16/07/2009, 11:37 PM
رائع يا محمد/فائق البرغوثي
ضمخت ذهني بأعاجيب
السرد المهذب
الثلاثية السردية تنضح بيراع فريد
بالغواية السردية التي تدس مقاصدها
بشكل رمزي مشبع بالتلميحات الراقية
والأسلوب الرائع
تحياتي

محمد فائق البرغوثي
17/07/2009, 08:40 PM
رائع يا محمد/فائق البرغوثي
ضمخت ذهني بأعاجيب
السرد المهذب
الثلاثية السردية تنضح بيراع فريد
بالغواية السردية التي تدس مقاصدها
بشكل رمزي مشبع بالتلميحات الراقية
والأسلوب الرائع
تحياتي

الصديق الحبيب ارزيق ،،

ممتن أنا لكلماتك الجميله هذه التي أسعدتني بحق
وأحاطتني بهالة من البياض فوهبت القلب باب ريح

أتمنى أن أحظى باعجابك دوما ، وأكون عند حسن ظنك

مودتي أيها الحبيب

محمد فائق البرغوثي
17/07/2009, 09:03 PM
فاصلة بين الأوراق : ( عنها ) ،،
-

( كانت كلما تحاولُ أن تخفي حزنها ..
كان الحزنُ يفتح بابا عبر صوتها
ويطلّ ُ من شرفة عينيها الجميلتين ..
عيناها الرقراقتان ،
صوتها المتهدج على أعتاب شفتيها ،
كانت لا تحس بانسكاب الدمع على خديها
إلا بعد أن تلمس أجاجهُ في شفتيها ،
وكانت حواسها تفضحها .. وتفيضُ عاطفة ً وأحزان ...
وفجأة ً أو شيئا فشيئا .. توقـّفـَتْ وتوقفت مدامعها عن الجريان )
//
//

عندما تـُسْـرفُ الأيام في قساوتها .. يتوقف الألم .. ينكفئ ُ الجرح ويومئ ُ في صمت ٍ بليدْ ،،

عندما تغلو الأحزانُ في شقاوتها .. نـُمعنُ في الماضي البعيد ؛ نـفـتـشُ في خرائبهِ عن زهرة ٍ تحت ركام ، عن صورة مشوهة ٍ أصبحت حطام ، نـُزهـّرُها بخيال الندى ، نعطّرها بالياسمين .. فتغدو القفاري واحات ٍ جذلى وبساتين .

عندما تسرف الأيام في قساوتها .. نـُسامرُ الغائب .. ونهيمُ في نزهةٍ لاقتناص ِ ذكرى خلـّفتـْها قافلة ٌ في الروح ، نستجمعُ الذكريات الهاربة .. ننوءُ بها قبل أن يصهرها الوقت ويوقظها الوضوح .

خـَدَرٌ من نعاس .. ونشوة ٌ تتخلـّـلُ مسامات الروح .. فتسمو إلى أعالي الهيام ، إلى أقاصي الهديل .. حيث لا جناحَ مكسور .. ولا صيّادَ هناك يقتحم غبطة الأحلام ؛ فلا زمان َ ولا مكانْ إلا َ ما ترائى من رغبات ْ في تجليّـات الروح .

وها أنذا أهبُ خيمتي مناطيد للريح .. أصولُ وأجول .. أزورُ أرضا ضاقتْ بظلي .. يومَ كان ظلي ضئيلا ومثقوب .. أتوسّدُ سماءً لم تتسع لحلمي / حلمنا / .. يومَ كانَ وافرا ومتاحا كرزق الطيور ..

أزور سماءً .. أُسيـّجها بأقواس قزح .. بشقاوة ِ سنونوّة ٍ تداعبُ وجه الشمس ِ وتختبئ ُ في المرح ، وفي الليل أعـلـّقُ حاضرنا بين نجمتين .. وأغسله برذاذ القمر .

أطرق ُ بابها .. يُـدخلني حرس الورد .. ويمنحني سر البوح ، تهمسُ .. شالٌ من الحرير ِهمسها .. صبواتٌ تقطرُ من تراتيل المساء .. وسربٌ من غبطة ٍ يسوقه اسمها ،أما رسمُها .. فـنـُضرة ٌ تبدد دمع النايات الراعفات .

الآنَ الآنْ .. سأغلقُ هذا النصّ على نشوتهْ .. قبل أن يوقظهُ الوضوح .. بشقشقة النور ونعيق ديك يدّعي الانضباط ومغرور .

محمد فائق البرغوثي
23/10/2009, 09:53 PM
أبو الهول ،،

تزعقُ به دواخلهْ ، فتستنفرُ كفـّيه ؛ يمنة ويسرة ، وتؤيدهُ شفتيه .. ونظرات المارين .
قالوا عنه فرخ مجنون ، وقيل .. أصابهُ مس
وأنا المتلفعُ بصمتي ، ابتسمتُ وقلت : إنه الثائر .. إنه الثائر .

مريم الراجي
23/10/2009, 10:17 PM
أبو الهول ،،
تزعقُ به دواخلهْ ، فتستنفرُ كفـّيه ؛ يمنة ويسرة ، وتؤيدهُ شفتيه .. ونظرات المارين .
قالوا عنه فرخ مجنون ، وقيل .. أصابهُ مس
وأنا المتلفعُ بصمتي ، ابتسمتُ وقلت : إنه الثائر .. إنه الثائر .

حدثت نصب الحرية بهذه الحكاية فقال: يفعلها.. أبول الهول مجنون

تحياتي

مريم