المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم شرعي بحق عباس ميرزا ودحلان من جبهة علماء الازهر



سميح خلف
16/07/2009, 01:51 AM
حكم شرعي بحق عباس ميرزا ودحلان من جبهة علماء الازهر
اتخذت جبهة علماء الازهر حكما ً شرعيا ً بحق عباس ميرزا البهائي الديانة بناء على قوانين اتخذها الازهر بحق الديانة البهائية في مصر والعالم الاسلامي وما يترتب على هذه الديانة من سلوك يهدد المجتمع الاسلامي ثقافياً وامنيا ً حيث ترتبط تلك الديانة بالنظرية الصهيونية وهي تحرم اسالة الدم الصهيوني وقضايا في غاية الخطورة ، واستند الحكم ايضا ً الى عدة مواقف اتخذها عباس ميرزا ودحلان مساندة للعدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي .

واذا كانت دائرة عصابة رام الله سنت سيوفها على امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الاخ ابو اللطف لما اوضحه من حقائق حول قضية اغتيال الرئيس عرفات فكان المؤتمر الصحفي للأخ ابو اللطف في الايام القليلة الماضية والذي يفيد بمحضر جلسة بين محمود عباس ودحلان وشارون وموفاز ومبعوث امريكي فكان هذا الاتهام موجه من الاخ ابو اللطف باعتباره قيمة اعتبارية اولى في رئاسة اللجنة المركزية لحركة فتح فإن جبهة علماء المسلمين التي استند حكمها على عدة سلوكيات واتفاقيات ايضا ً مع العدو الصهيوني قد اوردت ما جاء به ابو اللطف في 30 يناير 2009 وهي وثيقة من ضمن مستندات الحكم ويقول دحلان فيها لقادة العدو الصهيوني ..( أما الأول وهو المدعو بمحمد دحلان فقد أقسم لكلٍّ من بوش والمجرم شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي على وفق ما نطقت به الوثائق التي قدمت لنا وبتوقيع هذا الدحلان نفسه في 13/ 6/2003م، وفيها يقسم دحلان لهما بحياته –الرخيصة- على تصفية المقاومة،والتخلص من عرفات بطريقته، وفيها أيضا يقول هذا الخائن بالحرف الواحد كما هو مثبت في الصورة الشمسية للوثيقة المقدمة لنا والممهورة بتوقيعه بصفته وزير شؤون الأمن والمرسلة منه إلى عدو دينه وأمته وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز، فيه يخاطبه بلغة الخادم الحقير، والعاشق الذليل وذلك على الورق الرسمي للسلطة الفلسطينية يقول متجسسا على سيده وولي نعمته السيد "ياسر عرفات" رحمه الله " إن السيد ياسر عرفات أصبح في أيامه الأخيرة، فدعُونا –والحديث مايزال لدحلان- نُنهيه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا- والكلام أيضا لا يزال له- إن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود فإني مستعد لأدفع حياتي ثمنا لها" ثم أنهى هذا الساقط كتابه الممهور بتوقيعه على أوراق السلطة الرسمية بقوله " السيد وزير الدفاع شاؤول موفاز: في النهاية لايسعني إلا أن أنال أمتناني لكم ولرئيس الوزراء شارون على الثقة القائمة بيننا ولكم كل الاحترام" ثم وقع بخط يده اللئيمة مؤرخا ذلك بخط يده" غزة في 3/7/ 2003"

ويعتبر الحكم الشرعي الصادر ملزماً لكل مسلم وفلسطيني ولا يجوز لعباس ان يرأس حركة فتح المستقيل منها اساسا ً او يرأس السلطة الفلسطينية او اي مواقع قيادية ، اما دحلان فبناء على الرسالة الموضحة في الحكم الشرعي فهو ايضا ً مرتكب جريمة تصنف بالخيانة العظمى للشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي وسأترككم مع الادلة والوثائق التي استندت عليها جبهة علماء الازهر في حكمها :-

بقلم/ سميح خلف

بيان شرعي
بحق السيد محمود عباس مرزا مغتصب السلطة الفلسطينية والذين معه

بسم الله الرحمن الرحيم:
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة 33 :34) وقال:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) (المائدة 51 :52) صدق الله العظيم. تمهيد:
إن قضية فلسطين كما هو معروف للكافة والخاصة هي قضية الأمة، و معلمُ بارز من معالم الملة، شأنها في ذلك شأن أرض الحرمين الشريفين بمكة والمدينة ،على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وحيث إن كل واجبٍ شرعي توجَّب على العامة والخاصة دخل فيه العلماء دخولا أوَّلياً، من حيث إنهم أوَّلُ مخاطب به باعتبارهم الورثةَ الشرعيين للأنبياء،على ماجاء به الحديث الثابت الصحيح الذي أخرجه كلٌّ من أبي داود، والترمذي،وابن حبان، والحاكم، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" العلماء ورثة الأنبياء"
وحيث إنه لم يقع لقضية من قضايا الحق في هذا الزمان مثل ماوقع لتلك القضية، قضية فلسطين وحقها، بعد ما نالت منها الحيل السياسية، والأطماع والنزوات البشرية، والعلل النفسية ، والأوضاع الجائرة، نال كل ذلك منها مالم ينله من غيرها، حتى اختلط فيها الشرعي بالسياسي، والحق بالباطل،والظلام بالنور، وقدغلب السياسي عليها في كثير من المواقف، وكاد يحكم فيها، ويخرجها عن مسارها، ويغير من معالمها بعد أن وظِّفَت لذلك الألقاب والأقدار، وبذلت فيها المناصب مع الأموال، والرغائب مع النزوات، لذا فقد أصبح من اللازم على علماء الشريعة لزوما أوليا الآن النهوض لاستخلاص معالم تلك القضية من أنياب المكر السيء الذي يُكاد لها به، نهوضا يدفع عنها عوادي الأوضاع المائلة، والسياسات الجائرة، والأخلاق المنحرفة عن الصراط المستقيم، ومن ثميصححون مسارها، ويبنيون صوابها للكافة، وينفون عنها زيوف الحيل، وأباطيل المزاعم، وزور الأقاويل، ليهلك بعد ذلك (من هلك عن بينة ويحيى من حيىَّ عن بينة).
ولما كان دور العلماء المنوط بهم أولا هو دور البيان عن الله تعالى استجابة لأمره سبحانه حيث قال: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )(آل عمران: من الآية187)؛ ولما كنا من أولئك من غير منازع، لذا ترى جبهة علماء الأزهر لزاما عليها أن تبين للناس حقيقة ماالتبس من الأمر هنا، وماخفي من المعالم فيها، وهي في نفس الوقت تودُّ بما تقوم به أن تكون بهذا البيان قد وفت لأمتها في تلك القضية ببعض حقها عليها؛ آملين في نفس الوقت أن لايخرج أحدٌ بهذا البيان عن مساره في كونه بيانا أريد له أن يكون مؤسِّساً لما من شأنه أن يكون حكما قانونيا نافذا يصدر عن أولي الشأن، وذوي البأس، صدورا يجعل له الحجية الرسمية عقب ما سنورده من الحجج الشرعية والأدلة التبوتية ،وكلنا رجاء أن تنهض لهذا البيان جميع المؤسسات الرسمية ذات الشأن، وذلك بإعمال سلطاتها فيه على وفق ما مُكِّنت من الله تعالى فيه، صيانة لكرامة الأمة، وحفاظا على معالم شرفها، وحدود حرماتها، ومستقبل أمرها وأمر أبنائها، لإنه لا ينفع حق لا نفاذ له كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن مانطلبه بهذا البيان لسلامة مسيرة الأمة لا يقل شأنا، ولا قيمة، ولاخطرا؛ عما ما تطلبه الأمة والإنسانية اليوم لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم العالمية، بل إننا نرى أن هذا من ألزم الواجبات الشرعية والقانونية الآن التي لا يَحِلُّ، ولا يُقْبَلُ معها أي عذر بالتواني عنها ولا يعتد بأية تَعلة فيها.
الوقائع:
في يوم السبت الموافق 15 من ذي القعدة 1426هـ 17 ديسمبر 2005م اتهمت مجلة المجتمع الكويتية السيد محمود عباس مرزا الذي كان وقتها يشغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية وقبل انتهاء ولايته في الوقت الراهن بأنه "بهائى خطير"، وجعلت هذا الاتهام منها له في عددها الصادر برقم 1681بالمحل الذي لاتخطؤه عين، ولا يبعد رنينه عن أذن، ولا صوته عن سامع، حيث صدَّرَت بعنوان هذا الاتهام صدر غُلافَ المجلة بأعلى الصحيفة ، مصحوباً بصورة ضوئية له، ثم أردفت ذلك بقولها: "قلنا مرارا إنه بهائي خطير"، وهي مجلة ذائعة الصيت، واسعة الانتشار، تتحقق بما يذكر فيها الحُجَّةُ على العامة والخاصة؛ وتوجب على من يتهم فيها بسوء إن كان بريئا منها، ونزيها في غرضه المسارعة لطلب الاستبراء لعرضه ودينه بكل سبيل ممكن، وبخاصة إذا كان من ذوي الشأن والسلطان، وفاء بحقه، ويجعل من السكوت عليه إقرارا صريحا من المتهم بصحة ما نسب إليه .
ولما كان المتهم المذكور لم يسع الى شيء من ذلك، وقد مضى على هذا الاتهام المدة القانونية التي بها تحصن الاتهام على الطعن، وسقط حق المتهم جنائيا في مقاضاته تلك المجلة على فرض كونه كان وقتها بريئا، لأنه كان يتعين عليه بحكم منصبه آنئذ ومنذ إعلان هذا الاتهام أن يسارع بنفيه عنه ولو بإثبات ضده على الأقل، تبرئة لشخصه إن كان مسلما، وصيانة لمنصبه الذي استؤمن عليه ثانيا، وأداءً للواجب الوظيفي دستوريا وقانونيا، أما وأن ذلك كله لم يكن، فإنه بذلك قد تأكد أنه قد تخلف في المذكور السيد محمد عباس شرطٌ من شروط الصلاحية الشرعية والقانونية لتولي مهام منصبه منذ إعلان التهمة على هذا المستوى، واتهامه على الحال المذكور، بل كان من الأحرى أن يكون ذلك من أول يوم تولى فيه المسؤلية وهو على هذه الديانة المنحرفة، تأسيسا على ما يشترطه الدستور والقانون الأساسي لدولة فلسطين في مثله مما تدل عليه المادتان 6 ، 7 من الدستور الفلسطيني دلالة قطعية على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع، وأن الدولة الفلسطسنية جزء من الأمتين العربية والإسلامية، مما يتعين معه استيفاء شرط الإسلام فيه وفي أبويه، وبثبوت كونه بهائيا فإنه يكون قد انتفى عنه شرف الإسلام وشرط بقائه في مهام منصبه الخطير، وبذلك يكون قد فقد الأهلية الشرعية والقانونية للاعتبار، وأصبح كل ما يصدر عنه هو والعدم سواء، الأمر الذي كان يتوجب على العاملين معه وتحت سلطانه أو لهم أدنى صلة به أن يسارعوا في كشف أمره وإلزامه بمقتضي اختياره، تنزيها لأنفسهم والمنصب الذي كان يشغله والمناصب المتفرعة عليه مما يتهددها من فساد وبطلان، على وفق مايقضي به الشرع ويوجبه القانون، وذلك لأن البهائية هي واحدة من العقائد الهدامة، والديانات المنحرفة التي تعاونت منذ بداياتها مع القوى الاستعمارية وعلى رأسها الصهيونية على إفساد الأمة وتحريف الملة؛ فهم يعتقدون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته، وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء، ويوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح، ويحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة وشيوع النساء والأموال، ولا يقدسون الانتماء للوطن بدعوى وحدة الأوطان، وكذلك فإنهم يدعون إلى إلغاء اللغات، والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم، ولهم تأويلات منحرفة وباطلة لآيات القرآن الكريم، فهم يقولون في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت ) من سورة التكوير يؤولونها بانتهاء الشريعة المحمدية ومجيء الشريعة البهائية! وفي قوله تعالى ( وإذا العشار عطلت) من نفس السورة: يؤولونها بجمع الوحوش في حدائق الحيوانات في المدن! وفي قوله تعالى (وإذا النفوس زوجت) كذلك: يؤولونها باجتماع اليهود والنصارى على دين البهاء! وفي قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) من سورة إبراهيم يؤولون فيها الحياة الدنيا بالإيمان بمحمد- صلى الله عليه وسلم- والحياة الآخرة بالإيمان بالبهاء- الملعون-.
أما عباداتهم فهي كعقيدتهم في الضلالة والفساد، فليست لهم طهارة من جنابة أو نجاسة، بدعوى أن من اعتقد بالبهاء فقد طهر، ولا صلاة لهم إلا ثلاث تؤدى في الصبح والظهر والمساء، لكل واحدة ثلاث ركعات بغير كيفية ولا جماعة، فلا جماعة عندهم في غير الصلاة على الميت، أما قِبلتهم فهي نحو "قصر البهجة" في عكا، والوضوء عندهم هو فقط للوجه واليدين، ويكون بماء الورد، وإن لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر خمس مرات، وأما الصوم فهو عندهم تسعة عشر يوماً في السنة الميلادية، وتكون في شهر مارس الذي يعرف عندهم باسم شهر "العلاء"، ويبدأ من اليوم الثاني من مارس حتى اليوم الثاني والعشرين منه، وهو عندهم فرض على من بلغ سن الحادية عشرة حتى الثانية والأربعين سنة فقط، ويعفى منه الكسالى ومن يعملون أعمالاً مرهقة، والزكاة عندهم قد استبدلوها إلى نوع من الضريبة تقدر ب19% من رأس المال، وتدفع مرة واحدة، وأما الحج عنهم فهو واجب على الرجال دون النساء، ويكون إلى قبر البهاء بقصر البهجة في عكا دون الذهاب إلى مكة المكرمة، ولا عقوبة عندهم في غير الدِيَةِ، وفي الزواج فهو لواحدة أو اثنتين على الأكثر، ويُلْمِحون في بعض كتبهم إلى جواز زواج الشواذ –المثليين-، كما أنه يحرم عندهم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة، والأرمل لا يتزوج إلا بعد مضي 90 يوماً، والأرملة بعد 95 يوماً، دون أن يبينوا سبب ذلك فوق أنهم يعتقدون أن كتاب "الأقدس" الذي وضعه الملحد " البهاء حسين" المولود عام 1817م هو ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم، لأنه في هذا الكتاب مع غيره من كتبه كان يدعو للتجمع الصهيوني على أرض فلسطين، و قد كان على علاقة باليهود [ المسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة 1/ 414]،كما أنهم يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول، وأنه لا انفصال عندهم بين اللاهوت والناسوت للبهاء –كما تقول بعض فرق النصارى-، ولهذا وضع هذا البهاء برقعاً على وجهه.
وجاء في كتاب "الأقدس" لهذا البهاء حسين أيضا: "من عرفني فقد عرف المقصود، ومن توجه إليَّ فقد توجه إلى المعبود".
ويقولون: إن الوحي لا يزال مستمراً، وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين الذي ورد في سورة الأحزاب أنه "زينة النبيين" كما أن الخاتم يزين الإصبع!. ليتوسلوا بذلك إلى ان هذا البهاء هو خاتم المرسلين كما ان محمدا خاتم النبيين. ويصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، على ما جاء في كتاب "الإيقان" من قوله: "وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان-يقصد القرآن الكريم- في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود".
وهم يُحرِّمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، على ماجاء في كتاب "الأقدس" حيث يقول: "ليس لأحد أن يُحَرِّك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي في الطرقات والشوارع".
كما يعتقدون بقدسية العدد 19، لأن العام عندهم19شهراً، والشهر عندهم 19 يوماً.
ويعتقدون بأن معنى القيامة هو مجيء البهاء في مظهر الله، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
كما أنهم لا يؤمنون بالجنة أو النار، ولا يؤمنون بالملائكة والجان، وكذلك لا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت، بل إن البزخ يعني المدة بين سيدنا محمد والباب الشيرازي.
ويُحرِّمون كذلك الجهاد والحرب تحريماً قطعياً ومطلقاً، -وهو عين مانطق به المتهم في حق المقاومة وأنه لا يريدها إذا كانت ستؤدي إلى إراقة الدماء وماجاء بصوته كذلك المقدم لنا مصحوبا بصورته آمرا العاملين تحت سطوته وسطانه بأن يقتلوا كل من يرونه يحمل صاروخا-، وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية. كما أنهم يُحَرِّمون الخوض في السياسة إلا للساسة، كما أن كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيوني في فلسطين! ويقولون بصلب المسيح عليه السلام.
قد خرجت البهائية من رحم البابية أو بالأحرى انشقت عنها لتصبح ديناً مستقلاً في إيران على يد الميرزا "علي بن محمد رضا الشيرازي" الذي ادّعى أنه باب الله، وروّج له الروس على أنه هو المهدي المنتظر ثم وصل به الحال إلى ادعاء النبوة والرسالة ،وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية بالقبض على الشيرازي سنة 1847م، وأعدمته رمياً بالرصاص أمام العامة في سنة 1849م 1265هـ رغم وساطات روسية وبريطانية للصفح عنه، ثم خلفه "الحسين علي بن عباس بزرك" مؤسس البهائية الذي ولد سنة 1817م 1233هـ، لأسرة يشغل أبناؤها وظائف حكومية مرموقة، وكانت على علاقة وطيدة بالقوى الاستعمارية خاصة الروسية وكذلك البريطانية.
فالبهائية دين مستقل عن الإسلام على ماأفتى به الأزهر الشريف، وأكده أهل الحل والعقد من علماء الأمة الذين تقوم بهم الحجة، فهي ليست فرقة أومذهباً على ماتنطق به الحقائق.
وقد قررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن البهائية فرقة مستقلة عن الدين الإسلامي، ولما كان علماء السنة والشيعة قد أفتوا بكفر البهائية، وبطلان عقائدهم، أمثال د.محمد سعيد رمضان البوطي ود.يوسف القرضاوي، والشيخ محمد متولي الشعراوي، ومشيخة الأزهر الشريف، و كذا علماء السعودية، والعراق، واليمن، وفلسطين، وقد قرروا على وفق مانشر وأثبت لهم بالمراجع العلمية المعتمدة من مثل موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة، ودراسة الأستاذ السيد "سير سمور" والمنشورة بمجلة المجتمع الكويتية بالعدد 1632، في 13 من ذي القعدة 1425هـ 25/12 2004م، وقد أجمع العلماء على أن البهائيين كفرة، لا يُزَوَّجون، ولا يُتزوج منهم، ولا يحل أكل ذبيحتهم، ولا يدفن موتاهم في مقابر المسلمين.
ولم يختلف رأي علماء الشيعة في ذلك عن ماذهب إليه علماء السنة، بل إنهم قد تبرؤوا منهم أيضا، على وفق ما حكاه الشيخ محمد السند أحد علماء الشيعة حيث قال: "أما الموقف الشرعي تجاه البهائيين فهم معدودون من الكفار لأنهم كفروا بالتدين بدين الإسلام...وإذا كان بعض منهم على دين الإسلام فاعتنق البهائية يكون مرتداً، ومثله من يشهد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية فإنه مرتد أيضاً" وليس لما يدعيه البعض أن البهائية فرقة شيعية أصل، بل هو تضليل هدفه تحسين صورة العقيدة البهائية المنحرفة. وبذلك يكون المتهم محمود عباس مرزا قد ثبت في حقه آفة الردة، بالإضافة إلى ما ثبت في حقه من تهمة العمالة للمحتل الغاصب، والقوى الأجنبية المعاونة والمساعدة لهذا المحتل، وذلك فيما أفاده الأستاذ :عاطف الجولاني رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية يوم 25/ 8/2007م وأعيد نشره بمجلة المجتمع في عددها الصادر في 12 شعبان 1428هـ 25/8 2007م ،العدد 1766وفيه قال الأستاذ عاطف الجولاني: أخبرني أحد السياسيين الأمريكيين المقربين من وزارة الخارجية الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش رفض بصورة قاطعة حديث عباس عن تفكيره بالاستقالة من موقعه بعد هزيمة فتح القاسية في الانتخابات، وأضاف إن الإدارة الأمريكية تجدُ نفسها مضطرة للرهان على عباس في ظل انعدام خياراتٍ بديلة عنه- في العمالة والخيانة- في الساحة الفلسطينية، وحين سألتُه ماذا لو اختفى عباس لسبب أو لآخر؟ كانت الإجابة:إنها ستكون كارثة وورطة كبيرة لا يدري أحدٌ كيف سيتم التعامل معها."
مما يعني أن المتهم محمود عباس مرزا المدعوم من قبل المحتلين ومَن عاونهم هو عميل موغل في العمالة من منبت شعره حتى أخمص قدميه، الأمر الذي جعل سادته من المحتلين ومن ساندهم لا يجدون عنه في العمالة عِوضا، ولافي الخيانة بديلا، إلى الحد الذي دعاهم إلى القول بأنَّ مجرد زواله لأي سبب كان هو لهم بمثابة الكارثة التي تحل بهم- حقق الله لهم وفيهم ما كانوا يحذرون-
وقد أفاد نفس المصدر بأن هناك من أكد له على أن محمود عباس بهذا المستوى من العمالة حتى إنه ليظهر دائما كوكيل أعمال لكنداريزارايس في الشأن الفلسطيني. [ العدد 1766ص 23]
وحيث إنه قد ثبت أيضا استعانة المتهم محمود عباس بالمجرمين المنحرفين عن الجادة من أمثاله الذين ثبتت عمالتهم كذلك وخيانتهم بأقوى الأدلة من أمثال محمد دحلان مدير الأمن الوقائي، ونبيل عمرو المستشار الإعلامي لمحمود عباس، ونبيل شعث وزير الإعلام –العباسي- الفلسطيني، وأحمد قريع رئيس الوزراء السابق، ونمر حماد المستشار الإعلامي لعباس.
أما الأول وهو المدعو بمحمد دحلان فقد أقسم لكلٍّ من بوش والمجرم شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي على وفق ما نطقت به الوثائق التي قدمت لنا وبتوقيع هذا الدحلان نفسه في 13/ 6/2003م، وفيها يقسم دحلان لهما بحياته –الرخيصة- على تصفية المقاومة،والتخلص من عرفات بطريقته، وفيها أيضا يقول هذا الخائن بالحرف الواحد كما هو مثبت في الصورة الشمسية للوثيقة المقدمة لنا والممهورة بتوقيعه بصفته وزير شؤون الأمن والمرسلة منه إلى عدو دينه وأمته وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز، فيه يخاطبه بلغة الخادم الحقير، والعاشق الذليل وذلك على الورق الرسمي للسلطة الفلسطينية يقول متجسسا على سيده وولي نعمته السيد "ياسر عرفات" رحمه الله " إن السيد ياسر عرفات أصبح في أيامه الأخيرة، فدعُونا –والحديث مايزال لدحلان- نُنهيه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا- والكلام أيضا لا يزال له- إن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود فإني مستعد لأدفع حياتي ثمنا لها" ثم أنهى هذا الساقط كتابه الممهور بتوقيعه على أوراق السلطة الرسمية بقوله " السيد وزير الدفاع شاؤول موفاز: في النهاية لايسعني إلا أن أنال أمتناني لكم ولرئيس الوزراء شارون على الثقة القائمة بيننا ولكم كل الاحترام" ثم وقع بخط يده اللئيمة مؤرخا ذلك بخط يده" غزة في 3/7/ 2003" وبدلاً من أن يحال هذا المجرم المُقر بخيانته، المعترف طوعا بجنايته على رئيسه السابق، بدلا من أن يحال ممن كان وقتها رئيسا للسلطة الفلسطينية إلى المحاكم الجنائية لتطهير الأمة وتلك السلطة والإنسانية منه إذا برئيس هذه السلطة محمود عباس يلوث ما أسند إليه من أعلى الوظائف، ويخون ما إتمن عليه من عالى المناصب، فيزيد هذا المجرم منه قربا، بل ويرفعه على ماكان يهوى على حساب الدين والخلاق مكانا عليا، مما يقطع بمساهمته معه في ومشاركته له في هذيه الجريمة، جريمة المؤامرة على حياة عرفات وتصفيته، الأمر الذي أعان المجرم ويسر له الولوغ في بقية الجرائم التي أتت على ما بقي من شرف السلطة وحرماتها –إن كان بقي لها على إجرامهم وخياناتهم شيء من شرف او كرامة، وهو الأمر الذي دعا السيدة والدة القيادي البارز في منظمة فتح "قدورة فارس" التي انتمى إليها هذان المجرمان أن تقول لابنها على وفق ما جاء بصحيفة "ليبيراسيون الفرنسية يوم 14/1/ 2009م. "عليكم الخزي أنتم أهل فتح" وذلك لما عاينته تلك السيدة ماجره تنظيم ابنها الذي يرأسه محمود عباس من المخازي التي صغُرت عندها كل ماعرفه التاريخ من المخازي والجرائم للجرائم و للمجرمين من مثال، حتى إنه بلغ من قوة فجور هذا الدحلان أن تسمي العامة تلاً من تلال فلسطين الطاهرة، وصارت بمخازيه التي انتهكت على أرضها الحرمات تعرف الآن بتل الهوى [ المجتمع العدد 1757 في 23/6 /2007] ، وقد بلغت به الوقاحة في الجرائم والأذي حدا نافس فيه ماكان من جرائم إسرائيل في محرقة غزة، بل وزاد عليه جرأته وتوقحه على الله تعالى نفسه بسبه وجنوده للذات العلية على مسمع ومرأي من المصلين. ففي العدد 1737 في 15 من المحرم 1428هـ الموافق 3/2/2007م نشرت مجلة المجتمع الكويتية تحقيقا صحفيا تحت هذا العنوان
إعدامات.. سب للذات الإلهية.. والرصاص اخترق المصاحف مجزرة "دحلان" داخل مسجد الهداية
جاء فيه:
حكاية"مجزرة".
في مسجد "الهداية" الواقع في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، اقتحم مسلحون من جهاز الأمن الوقائي، يلبسون الأقنعة على وجوههم، وقاموا بقتل ثلاثة مصلين بداخله، من بينهم العالم الشيخ "زهير المنسي" الذي أعدم –بأوامر مباشرة من دحلان على الملأ- رمياً بالرصاص، أمام حفظة القرآن الذين يتلقون العلم على يديه. وذلك قرابة الساعة السادسة من مساء الجمعة 26-1-2007م، وقبل رفع أذان العشاء الذي لم تصدح به مآذن مسجد الهداية يومها.. فُتح علي المصلين الذين أتوا لصلاة العشاء باب جحيم من قبل فئة دحلان داهمت المسجد بأحذيتها.. وعلت أصواتها بألفاظ تقشعر لها الأبدان .
قالت الصحيفة:
تفاصيل المشهد ترويه أروقة المسجد التي تلطخت بالدماء.. والمصاحف الملقاة بين أيدي الشهداء ممزوجة سورها باللون الأحمر.. صورة يصعب وصفها حيث تفوح رائحة الموت.. كما جرى هناك دم لأحد المصابين اختلط بماء وضوئه!
كتبوا بدمائهم: أربعة شهداء والعديد من المصابين كتبوا بدمائهم على جدران المسجد.. "لا أمن ولا حرمة لبيوت الله"!! حتى يسجل التاريخ أن أحداً لم يسلم من غدر المنقلبين حتى المصلين داخل المسجد.. فواحد من الذين عاشوا فصول الجريمة واستطاع الهروب بنفسه، استعرض تفاصيلها بكل أسى، على ما ألمّ بأصدقائه حين كانوا يجلسون معاً يقرؤون القرآن.
يقول وعيناه قد اغرورقتا بالدمع: "ما حدث مجزرة بكل ما للكلمة من معنى.. كنا نقرأ القرآن ومعنا الشيخ الداعية زهير المنسي رحمه الله وشباب آخرون بعضهم ما بين الثالثة والخامسة عشرة من عمره يقرؤون القرآن".فإذا بالدحلانيين يهجمون على المسجد بالنيران الكثيفة، وبالرغم من ذلك استطاع أبو مصعب، بعناية إلهية، أن يتسلل وبعض الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة عشرة إلى المتوضأ.. إلا أن يد الدحلانيين ظلت تطاردهم، وقال لهم قائل منهم: "اتبعونا"،وطلبوا من الجميع رفع الأيادي علامة الاستسلام، فلما رفع الشهيد مسعود شملخ يده مسلماً، فما كان منهم إلا أن أطلقوا الرصاص عليه وأردوه قتيلاً!!.."، -كما يفعل أسيادهم اليهود- ويتابع بحزن: "حسبي الله ونعم الوكيل".
ثم أطلقت تلك الفرقة –الدحلانية- النار على رجل يتوضأ وتركته يغرق في دمه.. ثم سمع صوت انفجار شديد هز أركان المسجد..وإذا بمسعود مُسَجَّىً على الأرض مُخَضَّبٌ بدمه ينزف ويلفظ أنفاسه الأخيرة.. والآخر –وكانت- إصابته بالغة يتلفظ بقول: "لا إله إلا الله".
ثم أردفت نفس الصحيفة بذات العدد وتحت عنوان "ناجون يتحدثون " قائلة .
إنَّ المسجد تعرض في البداية إلى إطلاق نار كثيف وقذائف "الآربي جي" من خارج المسجد، ومن ثم قام أكثر من عشرة مسلحين ملثمين باقتحام المسجد من البابين الغربي والشمالي، ودخلوا على المصلين بينما كانوا يتفقدون جراحهم.
وأضافوا أن رجلاً كبيراً في السن يبلغ من العمر "80 عاماً"، بدأ يهلل ويكبر ويقول: "اتقوا الله.. اتقوا الله.. راعوا حرمة المسجد"، فما كان من القتلة إلا أن ضربوه بأعقاب البنادق الرشاشة، واستمر في محاولة الدفاع عن الشباب بجسده، لكنهم لم يتوقفوا وواصلوا إطلاق النار على الشبابيك وعلى الأبواب وعلى غرفة المكتبة، ثم قاموا باختطاف مجموعة من المصابين المُلْقِين على الأرض داخل المسجد، وبلغت بهم الوقاحة أن جروا شابا مصابا ظل يصرخ ويستغيث ولكن لا مجيب! قالت الصحيفة :
وأوضح شهود العيان أن المسلحين لم يكتفوا بتعدِّيهم على حرمة بيت الله ودوسه بالنعال، بل بلغت بهم الجرأة إلى سب الذات الإلهية وشتم المصلين بالألفاظ النابية، إضافة إلى أن بعض المصاحف اخترقتها رصاصات لعينة، مؤكدين أن المسلحين تعمدوا إعدام الشيخ "زهير المنسي" رمياً بالرصاص على مرأى ومسمع من الجميع، حيث أكدوا أن أحد المسلحين قال للشيخ "المنسي" قبل إعدامه: "لقد جئنا خِصِّيصاً لقتلك"، وذلك بعد أن قاومهم الشيخ بكلماته الجريئة قائلاً لهم قبل إعدامه: "إن الشعب لن يغفر لكم تطاولكم على بيت الله".
قالت الصحيفة:
قرابة الساعة والجريمة تتوالى فصولها.. المصابون ظلوا ينزفون داخل المسجد وهو محاصر.. ويمنعون أي شخص يقترب إلى بيت الله.. المؤذن اكتفى فقط بأن يعلم أن موعد الأذان قد حان، لكنه لم يستطع أن يرفع أذان العشاء ".. وظلت المآذن تنوح مع صوت المصابين"، الشاهد على الجريمة يستذكر لحظات الجريمة في صمت ثم يردف: "بعد أن تمكنت من الفرار من أحد الأبواب الخلفية للمتوضأ، استطعت أن أصطحب أحد المصابين كان ينزف ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله سقط شهيداً.. وأبى المرتزقة إلا أن يعيثوا في الأرض فساداً".
وقد أدى ما جرى إلى إعلان القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية حماية المساجد. مشيرة في بيان لها إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد الاعتداء الآثم على المسجد.
وفي تقرير سابق كانت قد كشفت عن المخطط العسكري للانقلاب –العباسي- على الحكومة الشرعية التي حظيت بالأغلبية النيابية، والتي بدت معالمه تتضح من حجم تلك التحصينات والاستعدادات العسكرية في مواقع الأجهزة الأمنية، لاسيما في مقرات جهازي حرس الرئيس والأمن الوقائي، التي ظهرت فيها خلال الأحداث الأخيرة الأسلحة الأمريكية التي دخلت بموافقة "إسرائيلية"، لدعم قوة التيار الانقلابي- الفتحاوي بقيادة دحلان ومحمود عباس- في مواجهة حركة حماس والحكومة الفلسطينية المعروفة بحكومة الوحدة الوطنية ، مما أثبت عدم النية في تهدئة الأجواء الداخلية –لتلك الوحدة المزعومة-، في ظل الجهود الأخيرة التي بذلتها فصائل المقاومة والحكومة الفلسطينية –الشرعية الراهنة بقيادة المجاهد "إسماعيل هنية" - ، لتهدئة الأوضاع على الساحة.
وقد أكد صاحب أحد البنايات العالية الموجودة في محيط مقر الأمن الوقائي الدحلاني: أن العربدة وصلت بهؤلاء المنفلتين –الدحلانيين المدعمومة من محمود عباس- إلى اعتلاء منزله المكون من سبعة طوابق بالقوة، ولم يُوارِ خوفه من تحفظه على ذكر اسمه، لما رآه منهم من إجرام دفعهم للانتقام من المواطن "محمود الخطيب" الذي قتلته عناصر الأمن الوقائي بدمٍ بارد؛ لمجرد رفضه اعتلاءهم سطح منزله.
ومن جهته قال مواطن آخر يقع منزله بين مقري الأمن الوقائي لدحلان ومنزل من كان رئسا للسلطة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس، قال: إنه في حيرة من أمره في أي جهة من المنزل يحتمي هو وأطفاله من الثكنات العسكرية التي تحيط به، والتي يطلق منها عناصر دحلان بين الحين والآخر النار بشكل عشوائي.
وعن الحصار الثاني للمساجد في أقل من يومين "مسجد عمار بن ياسر" الواقع وسط أبراج تل الهوا، قال الشهود: إنهم تفاجؤوا بعناصر ملثمين من الأمن الوقائي يقومون بعد صلاة المغرب مباشرة باعتلاء أسطح الأبراج السكنية، ويطلقون النار باتجاه المصلين الخارجين من المسجد، الأمر الذي أدى إلى حصار المسجد الذي يؤمه عدد كبير من المصلين، مؤكداً أن إطلاق النار المتواصل والحصار استمر أكثر من نصف ساعة، نافياً الإشاعات التي بثتها بعض الإذاعات المحلية التي تتبع للتيار الانقلابي – الدحلا عباسي- بأنه كان يوجد في المسجد مسلحين.-مثل مايتذرع به اليهود دائما عند هدمهم المساجد والمدارس-
وتطرق المواطن للقول بأن أخطر ما يحدث في محيط منزله هو اعتلاء مسلحي الأمن الوقائي- الدحلا عباسي- لمبنى مستشفى القدس الطبي التابع لجمعية الهلال الأحمر، حيث كانوا يقومون بإطلاق النار من شرفاته على منازل المواطنين ... وهكذا حوَّل هؤلاء الانقلابيون -الدحلا عباسيون- حوَّلوا غزة إلى دماء ورعب وقتل وتخريب! وهذا كله لايمكن أن يقع وهوعلى مرأى ومسمع من محمود عباس إلا بمباركة منه وموافقة- وهو الأمر الذي تسوغه ديانة عباس البهائية الجديدة. ولقد أظهرت الوثائق المقدمة لنا أن مهام جهاز الأمن الوقائي الذي أسسه محمد دحلان بدعم أمريكي و"إسرائيلي"، تركزت حول رصد ومحاربة المجاهدين وكل من يشتبه بانتمائه لحركة حماس بكل الوسائل والطرق المتاحة، وذلك لخوفه وخوف تنظيمه الذي ينتمي إليه هو ورئيس السلطة من طهارة ونظافة عرض مافسهم السياسي عل وفق ماجاء بمجلة "ليبيراسيون الفرنسية" المذكورة آنفا حيث نقل موفدها عن "قدورة فارس" قوله وهو جالس في مكتبه تحت صورتين لياسر عرفات ومروان البرغوثي: "كل الأجيال بين 16 وعشرين سنة تصطف خلف حماس،فهي وحدها من يربح في هذه الحرب،وإذا استمرت الحرب سيتحول إسماعيل هنية إلى نبي عند كثير من الناس" الصحيفة المذكورة في 14 يناير 2009م .
لهذا فإن دحلان وقد قربه محمود عباس وهو رئيس السلطة بعد جرائمه قد أدرك أن في هذا التقريب من عباس له مباركة من السلطة ومكافأة له على جرائمه، وقد كانت وقد اثبتت الأحداث انها كانت كذلك ،ففي إحدي الوثائق التي وقعت بأيدي خصومه السياسيين ذكرت بعض أسماء العاملين في الأجهزة الأمنية الذين ينتمون لحركة حماس، والذين تمت إقالتهم من أعمالهم، بسبب الاشتباه بانتمائهم لحركة حماس.
وفي الوثيقة الأخرى التي قدمت يظهر رصد دحلان تحركات مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام ومتابعة أنشطتهم، حتى يتم نقل هذه المعلومات إلى الاحتلال ليتمكن من متابعتهم ورصد تحركاتهم واغتيالهم، وتظهر الوثيقة مكان وزمان دورة خاصة لكتائب الشهيد عزالدين القسام واسم المسؤول المباشر على الدورة. كما يظهر حجم التنسيق بين فتح وإسرائيل حينما يرسل دحلان بأمنياته وتحياته إلى المجرم والإرهابي شارون، وبالمقابل يدافع ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية عن محمد دحلان، مشيراً إلى أن دحلان قد حذر الجميع من تصاعد قوة حماس بالقطاع، كما دافع عن خطة دايتون معتبراً أنها لم تفشل، ونفى المسؤول الأمريكي خلال لقاء خاص بالقدس في "فندق ديفيد سيدل" فشل مهمة الجنرال الأمريكي "كت دايتون" منسق الشؤون الأمنية المشرف على تدريب قوات الأمن الفلسطينية، وذلك بعد أن تمكنت "حماس" من بسط سيطرتها على قطاع غزة بقوة السلاح.
وقال وولش: لقد فعل (أبو فادي) دحلان أفضل ما يستطيع في غزة، وأعتقد أنه عندما حذر، كان يخشى ما حدث فعلاً. لقد حذَّرَنا دحلان منذ فترة طويلة وهو أول من حذر فعلاً، وقال إن هناك مليشيا مسلحة يجري بناؤها تضم آلاف المسلحين. لقد قام دحلان بتحذير كافة الأطراف.
ورداً على اعتقاد سائد أن الولايات المتحدة متورطة في الحرب الفلسطينية الداخلية وتسلح طرف على حساب الآخر، قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية: نحن نقوم بدعم قوات الأمن الفلسطينية الشرعية- يقصد عباس وحكومته-، وهذا ليس فيه أي خطأ، هذا عين الصواب، ولكن "المتطرفين" يريدون تدمير هذه الجهود والقوة من خلال السيطرة على المؤسسات وبناء شيء آخر.
أما عن ما يتعلق بنبيل عمرو المستشار الإعلامي لعباس وجرائمه المالية: فقد شهدت الوثائق التي قدمت لنا ومنها الوثيقة الصادرة عن "هيئة الرقابة العامة" والتي تتعلق بملخص عن المخالفات المالية ل "نبيل عمرو" المستشار الإعلامي للرئيس عباس رئيس مجلس إدارة جريدة الحياة الجديدة آنذاك، وقد سبق أن رفعت للرئيس الراحل ياسر عرفات بتاريخ 27-5-2004م.
وتفيد هذه الوثيقة الرسمية الموقعة من رئيس هيئة الرقابة العامة أنه بتاريخ 19أبريل عام 1995م تقدم نبيل عمرو للرئيس ياسر عرفات يطالبه بدعم شهرى إضافي قدره أربعة وخمسين ( 54) ألف دولار لأجل انتظام إصدار الجريدة، وبعد موافقة عرفات حسب نص التقرير بدأت وزارة المالية بالصرف من شهر مايو 1995 وحتى نهاية 2002م. وقد استمرأ هذا المذكور هذا الطريق بعد ذلك .
فقد قال نفس التقرير: إن جميع الحسابات المصرفية للجريدة كانت مفتوحة باسم كل من السيد نبيل عمرو وحسين الخطيب، وهما مخولان بالصرف منها.
الأمر الذي دعا النائب العام الأستاذ أحمد المغني أن يعلن في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة وسط حراسة أمنية مشددة يوم الأحد 6من المحرم 1427هـ 5فبراير 2006م اعلن فيه أن النيابة تحقق في خمسين قضية فساد مالي وإداري تبلغ قيمة الأموال المهدرة والمختلسة فيها أكثر من 700مليون دولار بينها قضية بمبلغ 300مليون دولار. من أموال المساعدات المستحقة للمعدمين من شعب فلسطين.
وأورد النائب العام ماقال إنه أمثلة على ملفات الفساد، وهي كالتالي:
- ملف الأسمنت الذي استخدم لبناء الجدار الفاصل، وهو ملف محال من المجلس التشريعي ورفض النائب العام الكشف عن المتهم في هذا الملف واعدا بكشفه وإسم الشركة المسؤولة عند انتهاء التحقيق-قال التقرير- ويدور الحديث في الشارع عن علاقة أحمد قريع بهذه الشركة.
- ملف مصنع الشرق الأوسط للأنابيب المحال من المجلس التشريعي في هذا المصنع- حوالي 6 مليون دولار هي أربعة مليون دولار نصيب للسلطة و2مليون للشركة الإيطالية،وهذا المصنع موجود على الورق ولا وجود له على الأرض.
- ملف الهيئة العامة للبترول.
- ملفات الاختلاس وإساءة الانتماء والنصب، والاحتيال والتزوير في اوراق رسمية لأشخاص ذوات مكانة مرموقة، وعددها اكثر من عشرين قضية.
- ملف المعهد الطبي العدلي في "أبو ديس" .
- ملف جمعية حماية المواطن، وبه اختلاسات كبيرة جدا.
- ملف الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والفضائية الفلسطينية، حيث وجد ان هناك اختلاسات بما يعادل عشرين مليون دولار أمريكي .
- ملف دائرة الترخيص لإساءة استعملا السلطة الوظيفية، قال وقد أودعنا بحق المتهمين لوائح اتهام لدى المحكمة المختصة.ولهذا جاء الانقلاب الدحلاني ليجعل من السلطة الشرعية سلطة مقالة إعلاميا وليوقف افجراءات المتعلقة بالتحقيقت في تلك الجرائم وغيرها.
- ملف خاص بأحد المتهمين تم جلبه من عمان حسب الأصول ووجه له 30 تهمة تزوير مستندات وبيع أراضي بطرق غير قانونية.
- ملف المتهمين في بيع أراضي الدولة إلى دولة اجنبية- يعني إسرائيل - ملف مدير الشرطة السابق اللواء غازي الجبالي، بشان ترخيص السيارات، وحراسة البنوك،قال النائب العام: نحن سنطالب جميع المتهمين بالعودة عن طريق الإنتربول لاستكمال التحقيقات معهم في أراضي السلطة الفلسطينية. وإلى الآن لم ينفذ هذا الوعد من النائب العام - ملف سيارات العائدين المعفاة من الجمارك .
- ملف مشتروات وزارة الصحة للأدوية الممول من البنك الدولي. هذا عدا جرائمة الابتزاز الجنسي التي حفلت بها الوثائق والتي جاء بها: أن هشام مكي مدير التلفزيون الفلسطيني السابق الذي قتل أمام احد فنادق غزة، وكان يقوم بعمليات التصوير –القبيحة- وهو من اشهر تجار الأشرطة الجنسية ،ووفقا لما ذكرته الصحيفة فإن المومسات اللواتي كن يشاركن في تصوير هذه الأشرطة ممن تم تجنيدهن في المخابرات هم من من خارج الأراضي الفلسطينية ،سبق أن عملن في كازينو "أريحا" –الذي يملكه دحلان- وقالت الصحيفة:إن الأشرطة الجنسية الموجودة الآن بحوزة حماس توثق مسؤلين فلسطسنين كبارا خانوا زوجاتهم،كما أن الأشرطة التي صورت في الخفاء شكلت وسيلة ابتزاز وضغط ضد أهداف مختلفة ومتنوعة،وقالت المصادر:يبدو أن رجال اجهزة الأمن-الدحلاني- استخدموا هذه الصور أيضا كي يحققوا امتيازات ،وكي يجندوا عملاء في أوساط خصوم سياسيين،وأضافت أن بين الملطقطة صورهم وزيرا كبيرا في إحدى حكومات فتح،وضابطا كبيرا جدا في جهاز الأمن الوقائي فرع الضفة الغربية، صوَّره جهاز الأمن الوقائي- فرع غزة التابع لدحلان- ونقلت المصادرعن مسؤل في الذراع العسكرية لحماس تاكيده أمر وجود الأشرطة وقال:" ليس منطقيا ما يجري هناك،فهؤلاء أناس من الصف الأول،بل إن بعضهم كانوا وزراء"، وروى مسؤل في حماس" قال: رأيت شريطا لطبيب صُوِّر في فعلته داخل مكتبه في المستشفي،وقال نشطاء من حماس إن الكثير من رجال فتح ممن فروا من القطاع يغلقون الآن أفواههم، فهم لا يجرأون على مهاجمتنا في وسائل الإعلام،إذ أنهم يعرفون ما يوجد في أيدينا وهم يخشون من أنهم إذا ما تحدثوا فسنكشف المواد التي بحوزتنا"[ المجتمع العدد 1759فى 7/7/2007].
وفي موقع "مفكرة الإسلام ليوم الأحد 29 من محرم1430هـ 25-1-2009م الساعة 10:15 م بتوقيت مكة المكرمة 7:15
وتحت عنوان:
" القسام تكشف فضائح أخلاقية جديدة لمحمد دحلان" قال:
كشفت مصادر رفيعة في كتائب القسام عن وجود أسطوانة "سي دي" عليها فيلم يظهر فيه محمد دحلان وهو يعيش لحظات ليلة حمراء في إحدى الخمارات في مدينة تل أبيب.
ووفقًا لمصادر القسام فإن دحلان يظهر في الفيلم وهو يحتسي الخمر مع مجموعة من النساء الصهيونيات بالإضافة إلى ممارسته أوضاعًا مخلة بالأخلاق في وجود جمع غفير من المسئولين الصهاينة.
وأكدت المصادر أن هذا الفيلم تم العثور عليه في مقر الأمن الوقائي الذي تمت السيطرة عليه من قبل كتائب القسام قبل نحو شهر .
وكشفت المصادر عن أنه يوجد كم هائل من الأفلام والأشرطة المصورة المشابهة.
وتتهم حركة حماس وجناحها العسكري محمد دحلان بقيادة التيار الانقلابي المدعوم أمريكيًا وصهيونيًا والذي هزم على يد كتائب القسام قبل نحو شهر من الآن.
أما وزير الإعلام" نبيل شعث" فقد جاهر في مؤتمر صحفي عقده ليعلن صدور اوامره بتوقيف الشيخ " إبراهيم مديرس أبو عوكل" خطيب مسجد الشيخ زايد بغزة لأنه وصف الكيان الصهيوني بالسرطان الذي ينتشر بين الأمة الإسلامية ، وشبه اليهود بفيروس يشبه فيروس الإيدز،و لأنه شكك في المحرقة اليهودية !!! أكد الوزير أنه طلب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي يعمل بها الخطيب "وقفه والتحقيق معه ومنعه من إلقاء خطب الجمعة".
علما بأن هذا الخطيب - الشيخ "إبراهيم مديرس أبو عوكل"- قد حرصت القنوات التلفزيونية للكيان الصهيوني على تتبع خطبه ونقدها، ومطالبة رئيس الوزراء أرئيل شارون الضغط على السلطة الفلسطينية لإقالته، وكان آخر هذه الهجمات على الشيخ ما شنه المعلق اليهودي "إيهود يعاري" في تلفزيون الكيان حيث قال: "كنّا نتوقّع أنّنا تخلّصنا منه وأنّ أبا مازن أسكته، ولكن عاد ليشتمنا ويشكّك
في المحرقة"، مضيفاً: "يجب عدم السكوت على هذا الشيخ ولو لحظة، إنّ ما يفعله تحريضٌ لن نقبله". فجاء الوزير نبيل شعث ليحقق لليهود رغباتم في علماء الأمة.
والشيخ "مديرس" يعيش في جباليا شمال غزة، ويقوم باداء واجبه في مسجده منذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة، وقد امتاز هذا الشيخ الشاب (36عاماً) على وفق ما جاء في التقرير الصحفي المذكور بالخطب الحماسية التي تتناسب مع سخونة الأحداث في الأراضي الفلسطينية. [مجلة المجتمع العدد 165517يوليو 2005]
أما أحمد قريع والمكنى ب"أبي علاء" ..فهو عل وفق ماجاء في الوثائق المقدمة شريك الصهاينة في الأنشطة الاقتصادية المشبوهة على ما افادته الوثائق المرفقة، حيث جاء فيها :
أن: أحمد قريع رجل ذو خلفية اقتصادية، أكثر منها سياسية. فقد انتقل قريع، المكنى ب"أبي علاء" من إدارة الجهاز الاستثماري لمنظمة التحرير، المتمثل في "مؤسسة صامد" إلى قناة التفاوض السرية التي تم شقها مع مسؤولين صهاينة في العاصمة النرويجية في سنة 1993، ليصبح الرجل أحد أبرز رموز اتفاق أوسلو.. وكان قريع قد قام بدور حثيث في مساعي المفاوضات السرية تلك، علاوة على جولات التفاوض العلنية في محطاتها المتعددة، وكان ترتيبه الثاني بعد محمود عباس في هذه التحركات.
وكان قريع قد وُلد في بلدة أبو ديس، وهي من ضواحي القدس، عام 1937، وعمل لمدة 14 عاماً في القطاع المصرفي حتى عام 1968، قبل أن يتفرغ للعمل في حركة فتح التي شهد انطلاقتها، وشغل عضواً في مجلسها الثوري حتى انتخابه عضواً في لجنتها المركزية .
وفي مرحلة أوسلو شغل قريع منصب المنسق العام للوفود الفلسطينية ل "مفاوضات السلام متعددة الأطراف" حتى سنة 1995 .
وعلاوة على الدور الجوهري لأحمد قريع في مفاوضات أوسلو السرية؛ فقد تسببت سياسته التفاوضية في الخروج باتفاق باريس، الذي اختص بشؤون الجانب الاقتصادي من عملية أوسلو. وواجه هذا الاتفاق انتقادات شديدة من الأطراف الفلسطينية والمختصين بسبب ما تضمنه من غبن كبير للجانب الفلسطيني، وتكريس الارتباط الفلسطيني باقتصاد الدولة العبرية.
وكان قريع قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "بنيامين نتنياهو" في نشاط تفاوضي قوامه ثلاث عشرة جلسة متتالية، أسفر عن مذكرة ما يسمي ب"واي ريفر"، التي تم التوقيع عليها في تشرين الأول (أكتوبر) 1998 .
وقد ارتبط اسم قريع بالكثير من المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية العامة، التي لم تكن إجمالاً تخضع لرقابة تذكر. وبدأت مسيرته في هذا المجال عندما أسّس عام 1970 "جمعية معامل أبناء شهداء فلسطين صامد"، كما كان له دور محوري في إنشاء العديد من المؤسسات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية كمجلس الإسكان الفلسطيني، ودائرة الإحصاء المركزية، ومؤسسات الإقراض والطواقم الفنية.
كما شغل منصب المدير العام لدائرة الشؤون الاقتصادية والتخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا "المستشار الاقتصادي للرئيس ياسر عرفات"، والمدير العام المنتدب لمجلس المحافظين للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" منذ إنشائه وحتى عام 1996.
عمل قريع في منصب وزير الاقتصاد والتجارة، ثم وزيراً للصناعة في السلطة الفلسطينية، فضلاً عن عضو مجلس أمناء معهد السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس".
كما عمل قريع على إعداد "برنامج الإنماء للاقتصاد الوطني الفلسطيني للسنوات 20001994" الذي أعدته دائرة الشؤون الاقتصادية والتخطيط لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد جعلته هذه الأدوار التي اتسمت بتركيز الكثير من الصلاحيات الاستثمارية بين يديه؛ جعلته وثيق الصلة بمعظم الفضائح المالية التي عصفت بالسلطة الفلسطينية، بينما تم طي صفحة هذه الفضائح التي مست كبار المسؤولين في السلطة ممن احتفظوا بالمصطلح السياسي "لا تعليق" رداً عليها.
و لما كان قريع يتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع الجانب (الإسرائيلي)، تتعدى الهامش السياسي إلى الضلوع في نشاطات اقتصادية مشبوهة، أصبحت حديث الشارع الفلسطيني مع فضيحة مصنع للأسمنت على صلة به قيل إنه يقوم بتأمين طلبيات خاصة لمستعمرات الاحتلال وجداره الفاصل.
وكانت صحيفة "يروشلايم" العبرية الأسبوعية قد فجرت في السابع من تموز (يوليو) 2000 قضية شراكة متكتم عليها لقريع في ملكية مصنع لإنتاج حديد التسليح ومواد البناء في أبو ديس. ويزود المصنع مقاولي الاحتلال بمواد البناء لإقامة مستعمرة "هارحوما" التي كانت سلطات الاحتلال تقيمها على أراض للمواطنين الفلسطينيين صادرتها في جبل أبو غنيم، الواقع جنوبي القدس المحتلة.
ولأحمد قريع الكثير من العلاقات والاتصالات المعلنة وغير المعلنة مع أطراف إسرائيلية، يبدو أقلها شأناً عضويته بمجلس أمناء "مركز بيريز للسلام" الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق للدولة العبرية "شمعون بيريز" الذي صار رئيسا للكيان الصهيوني.
وقد انتقل أبو علاء من رئاسة المجلس التشريعي (برلمان السلطة) إلى رئاسة وزراء السلطة خلفاً لمحمود عباس في سنة 2003،. وتتحدث أفضل التقديرات التي تفصح عنها استطلاعات الرأي أنّ شعبية أحمد قريع لا تكاد ترقى إلى 1 %، بينما تقول تقديرات أخرى إنّ الأمر لا يتجاوز كسوراً عشرية.
أما "نمر حماد" أحد مستشاري المتهم" محمود عباس" البارزين على ما أفاده الأستاذ سميح خلف فإنه قد :-
1- اتهم بالعمالة لإسرائيل في عام 1968 على أثر علاقته الحميمة بابن خالته الجاسوس "محمد عركة" - الذي يلقب "بأبي رياض" الذي كان يعمل لحساب الشعبة الثانية في الجيش اللبناني- .
2- وقد هرب "محمد عركة ونمر حماد" من سوريا إلى الأردن بعدما اكتشفت علاقتهم أيضاً مع المخابرات الصهيونية.
3- أسس محمد عركي هذا منظمة "الفدائي الشريف" كأطار اختراقي لفصائل العمل الوطني الفلسطيني وخاصة جمع المعلومات لصالح الاستخابرات الصهيونية .
4- وقد قامت حركة فتح باعتقاله، ومن ثم أفرج عنه فوراً من قبل الرئيس السابق "ابو عمار" مبرراً ذلك بأنه كان مكلفاً لمتابعة ابن خالته نمر حماد ، ونفى أن يكون عميلاً للأردن أو إسرائيل بل كان مكلفاً من "أبو عمار" .
5- فر ابن خالته – محمد عركة- إلى إسرائيل وتزوج من اسرائيلية من طائفة حريدي، وهي الطائفة الوحيدة التي تقبل منتمين جددا للدين اليهودي - ومن ثم اعتنق ابن خالة نمر حماد بيهودية عام 1975 ثم نقل إلى شعبة العمل الخارجي للموساد في ايطاليا بروما.
6- تم نقل الجاسوس محمد عركة ابن خالة نمر حماد لشعبة العمل الخارجي بعد شهور قليلة من نقل وتكليف نمر حماد للعمل كمسؤول لبعثة منظمة التحرير في روما .
7- لم يثق أبو جهاد وأبو اياد بهذا الرجل ولا الدور الذي اسند اليه وكذلك مثله مثل كل المشبوهين والمعروفين في داخل حركة فتح بارتباطهم بالمخابرات المركزية والاوروبية .
8- وشقيق نمر حماد قد قتل بتهمة الجاسوسية في عام 1979 م .-
9- تشير التقارير أن نمر حماد وشقيقه لعبا دوراً مهما ً في تصفية قيادات مهمة لحركة فتح، ولكن ما هو ثابت في هذه المرحلة أي مرحلة أواخر السبعينات أنه كانت لهم علاقة مباشرة مع الأمن الايطالي والفرنسي، وقد زعما ان ذلك كان بتكليف من أبي عمار ،وذلك بعد قتله.
10- رصدت بعض التقارير اجتماعات محمد عركة في روما في اماكن اخرى في أوروبا، وذلك في الفترة التي شهدت تصفيات لكوادر حركة فتح في اوروبا.
11- ولقد بقي "نمر حماد" في منصبه إلى أن استدعاه محمود عباس كمستشارً سياسي له ، ثم أصدر له مرسوماً رئاسياً بتعيينه مسؤولاً عن المؤسسات الاعلامية التابعة للسلطة والتي تضم وكالة "وفا" وعشرات الوكالات الاخبارية والتفلزيون في رام الله، ومن هنا يمكن أن يلاحظ التوجه الاعلامي لتلفزيون فلسطين الذي لا يخلو من بعض الخيوط الامنية الموسادية.
12- من العجب أن هذا المذكور لم يثبت له استخدام المسدس ولو مرة واحدة ، مثله في ذلك مثل محمود عباس ،وكانا دائما من المنادين بأن يقبل الفلسطينيون بالحلول السياسية التي تطرحها إسرائل، ودائما كانا يأخذان موقف العداء من المقاومة الفلسطينية ورجالاتها ، يؤكد ذلك ما سجل بالصوت والصورة لمحمود عباس وهو يصدر توجيهاته للعاملين من أفراد الشرطة تحت سلطانه: ( اذا رأيتم من يطلق صاروخا فاضربوه، طخوه، اقتلوه، وفي مقام آخر قال معلقاً على العمليات العسكرية أنها عمليات حقيرة . [ قدمت لنا نسخة سمعية وبصرية –فديو- لمحمود عباس وهو ينطق بتلك العبارات المُدِينَة له، وأودعناها بالأمانة العامة بعد سماعها].
13- ولما كان قد سبق وأعلن نمرحماد مع دحلان، و الطيب عبد الرحيم صراحة أنهم ضد حق العودة للاجئين، وقد طالبت المنظمات الفلسطينية في السادس والعشرين من أذار مارس 2007 بمحاكمة مستشار محمود عباس العميل نمر حماد بسبب دعوته للتنسيق الأمني مع إسرائيل لمكافحة عمليات المقاومة في حين كانت إسرائيل تنفذ عمليات إغتيال للمقاومين. لهذا لم يكن مستغربا من "نمر حماد" ما صدر عنه بشان قمة الدوحة لنصرة غزة لما ثبت له بأنها ليست في مصلحة إسرائيل .
لذلك:
وحيث قد تحقق كل ماذكر بحق المذكورين محمود عباس مرزا، ومحمد دحلان، ونمر حماد، وأحمد قريع، ونبيل عمرو، ونبيل شعث، وهشام مكي، وحسين الخطيب، فإن المتهم الأول: محمود عباس مرزا، والثاني محمد دحلان قد علقت بهما آفة الردة ووضاعتها ، فضلا عن آفات التبعية والعمالة للعدو، والانقلاب على حقيقة وظيفتيهما، وصار من الواجب على مؤسسات الأمة السعي الجاد لاستنقاذ حياة الفلسيطنين وشرف الأمة من بقاء تسلطهما وهما على هذا الحال... سبُّ الذات الإلهية من الثاني مع استخفافه بحرمة المساجد وكرامة المصحف الشريف، وقيامهم بقتل المسلمين الأبرياء، والعلماء الفقهاء، واعتناق الأول للنحلة البهائية وما تبع ذلك من ساقط الأخلاق ورذائل الأوصاف.
وأما الباقون ممن ورد ذكرهم في هذا البيان الشرعي – نبيل شعث، نبيل عمرو، هشام مكي، حسين الخطيب، نمر حماد، أحمد قريع- فإنهم قد فقدوا مع السابقين شرعا وقانونا أهلية الولاية بانقلابهم على موضوعها، وارتكابهم أقبح الرذائل بها، وقد استوجبوا شرعا وقانونا وعرفا العزل، والإقالة، ثم المحاكمة والمؤاخذة، وإلى أن يتم ذلك فإنه من اللازم شرعا وقانونا على كل ذي سلطة ونفوذ من القانونيين والإعلاميين والعلماء،والباحثين، أن يسارع كلٌّ إلى اتخاذ كلِّ ممكن لاستنقاذ الفلسطينين من بؤس سلطانهم،ومنكر جرائمهم، كلٌّ بحسب ما مُكِّن فيه وتيسر له من قوة وقدرة، من تشهيربهم، وتضييق عليهم، ومطاردة لهم مطاردة الحقوقيين لمجرمي الحرب من اليهود حتى يستنقذوا السلطة والأمة من أيديهم وخبائثهم.
ونطالب كذلك- نحن جبهة علماء الأزهر- بناءً على هذا، وانطلاقا من واجبنا الشرعي تجاه أمتنا الدول العربية والإسلامية الراغبة في إعمار أرض الإسلام وأرض الصمود غزة المباركة أن تتثبت تماما من الأيادي التي ستودع فيها وتسلم إليها تلك الأموال المستحقة لغزة ولأبنائها، لأن الله سائلهم عن تلك الأموال، وفي أي يد توضع، حتى لا تستخدم في نقيض ما تقصدون كما استخدم الكثير من غيرها من قبل، ولا يتعطل بها شرف المقاومة وشريعةالجهاد، ويحقق العدو بها ما عجز عن تحقيقه لنفسه في الميدان.
(والله يقول الحق وهو يهدي السبيل)
صدر عن جبهة علماء الأزهر في 4من صفر الخير 1430هـ الموافق 30 من يناير 2009م

http://www.jabhaonline.org/viewpage.php?Id=2204

عبد الرحمن الطويل
16/07/2009, 02:23 AM
أيد الله جبهة علماء الأزهر الشريفة التي لا تخاف في الله لومة لائم .
حقاً ، لا تخلو الأرض من علماء يقولون الحق .
اللهم عليك بكل الخونة و العملاء ، اللهم طهر الأرض منهم و لا تُبق منهم أحدا .
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل/ سميح خلف .

د.محمد فتحي الحريري
16/07/2009, 02:44 AM
شكرا استاذ سميح
حياك الله وبياك
لي ملا حظتان ارجو التأكد منهما حرصا على الامانة العلمية وهما :
* عزو كتاب الاقدس للبهاء ، وانا شخصيا اعرف ان الكتاب للقادياني ، وقد اطلعت عليه ، ورغم الاعتراف ان شهاب الدين اقذر من أخيه ، الا انها الامانة العلمية بنسبة الشيء لصاحبه ، فهل انا واهم وانت متأكد ؟؟
*هل محمود عباس بهائي ؟ وهل هو منحدر من ذرية الميرزا الايراني البهائي الذي اسـّس اللوثة البهائية والتي تقوم على طقوس الحادية كلها كفر ، واقول بالبنط العريض ان من لم يكفّـرهم فهو منهم وعلى ملّــتهم ودينهم ..
اكرر الشكر والتحية .

عامر العظم
16/07/2009, 04:07 AM
هل تبحثون عن مثقفين ببغاوات؟!
أنتم كالحكومات تبحثون عن الدفاتر العتيقة!

لماذا نحن قساة؟! لماذا لا نتخلص من عقلية الاستئصال والإلغاء؟! أعتقد أنني سمعت أو قرأت أن الرجل أنكر أنه بهائي، ما المشكلة إن كان أجداده بهائيين وهو لا يعرف طقوسهم؟! ما أدراني أن جدي "بيزنطي" أو "روماني" وأنا مسلم الآن؟!
لماذا فطن البعض الآن إلى "بهائيته"؟! لماذا لم يفطنوا قبل 40 عاما؟! لماذا لم يفطنوا عند ترشحه للرئاسة الفلسطينية؟!هل لديكم إثباتات قطعية بتورطه بقتل عرفات؟!

في هذه الأثناء، أنا رجل يكره الظلم والإشاعات والقيل والقال والتحدث بدون أدلة وبراهين!

نورالدين عزيزة
16/07/2009, 04:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا يا أستاذ سميح خلف على توضيح هذا الخبر الخطير، ومدنا بهذه الوثيقة التاريخية المشرقة
إننا نعلم أن الخونة لا يخلو من رذالتهم كل عصر وكل مكان وكل أمة ، حتى أمة هذه الرسالة المحمدية الخاتمة المقدسة..
وأنا لا أستغرب من وجود خونة كعباس ودحلان.. ولكنني أستغرب من بقاء جرائم خيانة عظمى كهذه، طي الكتمان طيلة هذه المدة..؟؟
والأغرب من كل ذلك، كيف يستمر عباس في مكانه غير الشرعي لحظة واحدة بعد المؤتمر الصحفي الذي كشف فيه السيد القادومي حقيقة المؤامرة التي ذهب ضحيتها ليس السيد عرفات وحسب، وإنما، الأدهى والأمر، قضية هذه الأمة برمتها بعد كل ما قدمته وتقدمه من دماء وتضحيات...؟؟
إذا كان الفلسطينيون غير قادرين على التخلص من طغمة عملاء خونة لا حول لهم ولا قوة، كعباس وأذنابه، كيف يريدون التخلص من أشرس عدو مثلث على الأرض (بريطانيا/أمريكا/اليهود)؟؟
تقديري مجددا

محمد الروبي عبد الوهاب
16/07/2009, 05:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أظهر الحق وبارك الله في العلماء العاملين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

احمد اسماعيل ابو ابراهيم
16/07/2009, 08:14 AM
هل تبحثون عن مثقفين ببغاوات؟!
أنتم كالحكومات تبحثون عن الدفاتر العتيقة!
لماذا نحن قساة؟! لماذا لا نتخلص من عقلية الاستئصال والإلغاء؟! أعتقد أنني سمعت أو قرأت أن الرجل أنكر أنه بهائي، ما المشكلة إن كان أجداده بهائيين وهو لا يعرف طقوسهم؟! ما أدراني أن جدي "بيزنطي" أو "روماني" وأنا مسلم الآن؟!
لماذا فطن البعض الآن إلى "بهائيته"؟! لماذا لم يفطنوا قبل 40 عاما؟! لماذا لم يفطنوا عند ترشحه للرئاسة الفلسطينية؟!هل لديكم إثباتات قطعية بتورطه بقتل عرفات؟!
في هذه الأثناء، أنا رجل يكره الظلم والإشاعات والقيل والقال والتحدث بدون أدلة وبراهين!


لا أقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل
شكلوا انو العدوى انتقلت اليك بعد زيارتك لرام الله
لا تحب الظلم واين دوركم من اغلاق مكتب قناة الجزيرة في رام الله
اليس هذا ظلم
اما عندما يعتقل صحفي في غزةفي تهمة جنائية تقوم الدنيا ولا تقعد وتقوم انت شخصياً باصدار بيان باسمنا
اليس هذا ظلم
المقاومة الفلسطينية مستهدفة من قوات عباس ميزرا
اليس هذا نفاق وذنبه أعظم ذنباً من البهائيين

حسبنا الله ونعم الوكيل

نبيل الجلبي
16/07/2009, 11:24 AM
أفكار بريئة :

القدومي قال إنه لم يتهم أحدا وإنما عرض وثيقة فقط فيها ما فيها
وقال إنه متأكد من صحتها وطلب من الجانب الآخر إثبات العكس
وقال عندما سؤل لماذا التأخير في إعلان الوثيقة بأنه كان لغرض التأكد من صحتها وبأنه كان ينتظر أن يعقد إجتماع فتح في خارج فلسطين لكي يعرض الوثيقة .

الجانب الآخر (المتهم ) ماذا فعل ؟؟ :
قالوا إن الوثيقة مختلقة أو مزورة واستغربوا هذا الكلام من أحد مؤسسي حركة فتح.
قال أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية بأنه لا يجوز التطاول على عباس وعلى فتح وكأنما تم المس بجهة مقدسة
رد فعل السلطة الفلسطينية : إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية لنشرها الخبر .
وهنا نقول ليس دفاعا عن قناة الجزيرة ولكن لو كان الخبر صادرا من أية قناة أمريكية أو إسرائيلية فهل كانت السلطة ستقوم بنفس الإجراء ؟؟؟،وهل حوسبت الجهات التي نشرت فضائح ووتر جيت أو ايران كونترا أو كلينتون ومونيكا أو بروفيومو (وزير الدفاع البريطاني) وكريستين على ماأظن أو أو أو غيرها العديد من الأمور ؟؟؟
أعتقد برأيي الشخصي المتواضع إن هذا الإجراء هو دليل ضعف وليس قوة .
كما لفت نظري تأييد حكومة الأردن لعباس وسلطته .
من حقها التأييد ولكن ماذا لو كان الإتهام صحيحا ؟؟؟
فماذا سيكون رد الفعل ؟؟؟
ولماذا العجلة وعدم ترك الموضوع للتحقيق ؟؟
هل إن عباس و ودحلان منزهين عن الخطأ ؟؟
هل إن القدومي معروف عنه بأنه يفتري على الآخرين ظلما وعدوانا ؟؟؟
هل إن القدومي يطمع برئاسة الإمبراطورية الجمهورية الفلسطينية العربية العبرية الأشتراكية التقدمية الحرة الإتحادية الوحدوية الفدرالية المستقلة لكي يتحدث عن هكذا وثيقة !!؟؟
عموما البينة على من إدعى واليمين على من أنكر
ونطلب الرحمة من الله تعالى لياسر عرفات وهو في مثواه الأخير قتيلا كان أم غير قتيل لأن الميت يستحق ان نطلب له الرحمة والله سبحانه وتعالى هو القادر على أن يأخذ حق المظلوم ولو بعد حين
أخيرا ليس دفاعا عن عباس فقد علمت أنه ذهب للحج الموسم الماضي ولا يعنينا ان كان أصله بهائيا أم لا لأنه هو من سيحاسب عن أعماله أمام رب العالمين وليس أجداده .
وتذكروا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نهى أن يسب أحد أبا جهل حفظا لمشاعر إبنه الصحابي الشهيد عكرمة والله أعلم

عامر العظم
16/07/2009, 11:48 AM
ليس لدينا شيكات على بياض! نقف مع الحق والعدل فقط!

السيد أحمد إسماعيل أبو إبراهيم
هل أجبت على أسئلتي..أحب التركيز وأكره الهذيان والفمفمة والفلتان! أنا لا أتحدث باسم أمثالك من السارحين والساذجين الذين لا يرون أبعد من أنوفهم! أرفض ذلك! لو كنت بلا موقف أو شخصية مثلك، لما استمرت واتا، برغم كثرة التنابل والمعاقين والأصنام في الوطن العربي!

أرجو أن تجيب عليها وعلى الأسئلة التالية أيضا وإلا حجرتك لأنني أكره التنبلة والإعاقات الفكرية والأمراض النفسية!
1. هل تعرف مواقف الجمعية وبياناتها وحملاتها لرفع الحصار عن غزة والعدوان عليها والاعتقالات في الضفة الغربية قبل أن تفمفم؟! هل قرأت يا عبد الله أم لم تفعل لأنك مسجل جديد أو لا تعرف القراءة؟!
2. هل سمعتني يوما أمدح عباس أو السلطة؟!
3. لماذا لم يطلق سراح الصحفي القدوة "المكرم من الجمعية"؟!
4. هل تعلم أن الجمعية قررت اتخاذ موقف من حماس لعدم احترامها إرادة الجمعية؟! من لا يحترم الجمعية ونضالاتها لا يستحق الاحترام! المناضل الحقيقي يحترم المناضل الحقيقي!
5. لماذا لم تأخذ أسئلتي على أنها استفزاز لاستخدام العقل والحوار والحجة؟!
في هذه الأثناء، أنشر صورتك قبل أن تخاطب أعلاما مثلي، هذا إن كنت إنسانا محترما، يحترم نفسه أولا!

جمال الدين عثمان
16/07/2009, 11:57 AM
احبتى فى الله
لكونى من العوام... لا أجد ما أقول
فزخم المعلومات أكبر وأكثر مما يستوعبه عقلي وفهمي.
بارك الله فى مشايخنا وعلمائنا بالأزهر.
ولا أملك إلا أن اقول :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير السميع العليم .
جمال الدين

عبد الكريم القادري
16/07/2009, 02:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ القدير عامر العظم
معذرة في تدخلي لكن حبيت المشاركة
للجمعية دور بارز في دعم القضية الفلسطينية والفضل بعد الله لك انت وزملائك اعضاء الجمعية.
فقط انا حبيت اقول انه حماس لها سلبياتها وايجابياتها لكن اي كانت سلبياتها لن تكون بمستوى الخيانة واللتي يعرفها الجميع. قد لا نحب حماس ولكن يجب ان نكون مع مشروعها المقاوم.
رجل بحجمك وصاحب راي قوي وتتطالب دائما بمحاربة التنبلة والتنابل, لا اراك تؤيد حماس. وبصراحة لا زلت اذكر ذلك النقاش عندما قال لك أحد الاخوة جبار في الشكليات خوار في الاساسيات. وتأييد حماس الان هو تاييد المقاومة على المعتدي وتاييد الحق على الظلم. مع هذا لن نكون معها اذاظلمت أحد بدون وجه حق. لاحظ ان العالم كله ضد حماس مع انها جاءت وفق انتخابات ديمقراطية نزيهية شهد لها.
المهم وبدون غضب ارجو توضيح الموقف وانا اقول ليس من العيب ان نختلف ولكن العيب الا نتفاهم عما اختلفنا فيه.
للعلم انا مسجل جديد ولكن اتابع الجمعية منذ اكثر من سنتان. واحب أغلب ما يطرح في الجمعية واتابعه بشغف!

شكرا على سعة صدرك!!!

سميح خلف
16/07/2009, 02:43 PM
الاخ عامر العظم
اولا: اهل مكة ادرى بشعابها وكان بودنا ان نكرس جل اهتماماتنا ونضالاتنا بكيفية ملاقاة العدو اينما وجد ولكن فرضت علينا سيناريوهات كان لابد من التعامل معها مع الذات الفلسطينية ولخبطاتها وخطوطها الغامضة وما حدث بالنسبة لبيان الاخ فاروق القدومي ليس هذيانا ً بدليل ان جبهة علماء المسلمين نشرت في يناير 2009 نص رسالة موجهة لموفاز تتحدث عن التخلص من قادة المقاومة وهي رسالة مكشوفة بالاضافة الى اننا قد سمعنا من تلك القيادات المتهمة انهم سيتخلصون من عرفات خلال شهور .

اخي عامر العظم من يتحدث عن السلاح الغير قانوني والتعامل مع دايتون في حين ان حقوقنا كلها مسلوبة حتى وصلوا الى كراماتنا في عقر دارنا وبيوتنا وقرانا ، هل مستبعد عليهم التواطؤ هل برنامجهم السياسي يحقق ذاتك الفلسطينية والامنية ؟؟ارجو ان تجيبني عن تلك الاسئلة بصرف النظر عن ديانة عباس .

الذي نقوله ليس هذيانا ً اخي عامر بل هو حقيقة وليس فلتانا ً الفلتان هو من يخرج عن قوانين مجتمعه وعن تاريخه وعن مبادئه واخلاقه وحقوقه هذا هو الفلتان اما اذا استخدمنا كلمة الفلتان نفس الصيغة والبرنامج الذي تتحدث به حكومة رام الله وهو برنامج متفق عليه من خلال البرنامج المشترك بين دايتون والجهات الامنية لسلطة رام الله فإن هذا يعتبر ظلما ً واجهاظا ً لمفاهيمنا ومقاومتنا .

ولا حول ولا قوة الا بالله عندما تكون المفاهيم المغلوطة اصبحت تشريع فكري
وشكرا

علي حسن القرمة
16/07/2009, 02:47 PM
أخي في واتا كنت كبيراً أم صغيراً

لي بضعة من الأسئلة، وساجيب عنها، فإن كان منها (جميعاً أو جزءًا) أي خطإ، فأفدني وعلِّمني بالصحيح من الإجابة، أرجوك كل الرجاء أن تعلِّمني عن علم هو علم اليقين، لا أريدك أن تسرح في خيال، أو تدخلني إجابتك (ومقدماً أحترمها مهما كانت سواء كانت تعجبني أو لا تعجبني) في جدل بيزنطي يضيع من الوقت كثيراً بلا فائدة ترجى، وأسئلتي هي:
س - هل يصح إلا الصحيح؟
ج - لا يصح إلا الصحيح.
س - هل هو صحيح أن القضية الفلسطينية قائمة منذ أكثر من ستين عاماً، وتتعقد أكثر فأكثر يوماً بعد يوم وبدون حل، ولو حصل أو يحصل حل في ظروفنا الحالية فسيكون لمصلحة العدو؟ وأولم يصف العدو كثيراً من القادة والأبطال المخلصين.
ج - نعم نعم نعم.
س - ألم تتدهور صحة السيد/ ياسر عرفات بشكل متسارع في أيامه الأخيرة، ولدرجة توحي بالشك؟
ج - نعم، هذا ما كنا نلاحظه وبأسرع مما كنا نتوقع.
س - لقد شاهدناه على شاشة التلفاز يصرخ قائلاً: شهيداً شهيداً شهيداً، لماذا قال ذلك؟ هل قال ذلك تجميلاً أم أنه كان يحس بأنهم تمكنوا منه؟
ج - لقد أدرك بأنهم نالوا منه وأنه إقترب من الموت.
س - هل يستطيع إنسان أن يعرف توقيت نهايته؟
ج - لا، فعلم ذلك عند الله فقط.
س - من كان معه وحوله عندما أشتدت عليه حالته المرضية -وكان محاصراً-، ومن رافقه في الطائرة التي نقلته للمعالجة في فرنسا؟ ومات الشهيد (يرحمه الله)، (ولم يكن اليهود يتصلون به أو يصلون إليه).
ج - إنهم معروفون، فإن كان السم قد دس له، فمن واحد منهم أو أكثر. يرحم الله الشهيد وكل الشهداء.
س - منذ أن مات السيد/ ياسر عرفات (يرحمه الله)، ألم يشك جميعنا ممن كانوا يتابعون الأحداث وقتها أن السم دس له بطريقة ما؟
ج - نعم جميعنا كان يشك.
س - قبل أن يستشهد أبو عمار، ألم يدر بخلد كل منا أن هناك خوفاً عليه من أن يقتل؟ وبعد أن اختاره الله إلى جواره، وقبل أن يكشف السيد/ فاروق قدومي عن الوثيقة وقبل أن يصدر تجمع علماء الأزهر الشرعي حكمه، ألم يجل ويجول في خاطر كل متابع أن أبا عمار قتل مسموماً؟ فبيد من؟ ولمصلحة من؟ ولماذا؟
ج - الإجابة عن هذا السؤال أتركها لكل متعقل عاقل؟ وبئس كل عمل (شيطاني ظالم للحق والعدل)، عاشت فلسطين حرة أبية، وعاش كل شريف مخلص أبي، ولا عاش من خدم أو يخدم نفسه أو أهله أو فصيله على حساب فلسطين! أللهم لا تكلنا لمن لا يخافك فينا ولايرحمنا ولا لأنفسنا ولو لطرفة عين. أللهم كن معنا ولا تكن علينا.
تحية مخلصة لكل مخلص لفلسطين، ولا تحية لأيِّ خائن، ولا تحية لمن يفضل مصلحته أو مصلحة جماعته أو فصيله على مصلحة فلسطين.

سهاد نعيرات
16/07/2009, 03:02 PM
إخوتي
كنا نعرف أن هذه الزمرة الفاسدة خونة ومتواطئون، ولكننا لم نكن نعلم كل هذه التفاصيل المؤلمة، ولا أعتقد أن ما ورد فيها مغلوطا أو على الأقل في معظمها
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما هو واجبنا نحن "المثقفين" تجاه كل ما سلف؟ أعتقد أن أول ما يجب أن نبدأ به هو كشف النقاب عن هؤلاء الفاسدين أكثر وأكثر حتى تصل هذه الفضائح إلى كل فلسطيني أولا صغيرا كان أم كبيرا مثقفا أم عاديا ومن ثم إلى كل مواطن عربي وإلى كل شرفاء العالم فلنبدأ العمل إذن من الآن،وعلى الله التوفيق
سهاد نعيرات
أثينا

عبدالقادربوميدونة
16/07/2009, 03:19 PM
مقتبس للسيد عامر:
" هل تبحثون عن مثقفين ببغاوات؟!
أنتم كالحكومات تبحثون عن الدفاترالعتيقة!
لماذا نحن قساة؟! لماذا لا نتخلص من عقلية الاستئصال والإلغاء؟! أعتقد أنني سمعت أو قرأت أن الرجل أنكر أنه بهائي، ما المشكلة إن كان أجداده بهائيين وهو لا يعرف طقوسهم؟! ما أدراني أن جدي "بيزنطي" أو "روماني" وأنا مسلم الآن؟!
لماذا فطن البعض الآن إلى "بهائيته"؟! لماذا لم يفطنوا قبل 40 عاما؟! لماذا لم يفطنوا عند ترشحه للرئاسة الفلسطينية؟!هل لديكم إثباتات قطعية بتورطه بقتل عرفات؟!
في هذه الأثناء، أنا رجل يكره الظلم والإشاعات والقيل والقال والتحدث بدون أدلة وبراهين!"
-1 العربي على العموم ببغاء لأنه طيلة عهود النكسة والانحطاط وهويستظل تحت مظلة القوى الناعمة حتى أضحى نعامة .
- اغتيل عبدالناصرلأنه كان واقفا على الجبهة الحقيقية للدفاع عن قضايا الأمة فقيل أصيب بجلطة دماغية أوسكتة قلبية ..والأحراريدركون أن ذلك غيرصحيح وتم حرق أوراق ووثائق القضية إلى غير رجعة ..
-اغتيل بومدين فقيل مرض غريب لم يستطع االأطباء اكتشافه والأحرارمن هذه الأمة يعون حقيقة الأمرجيدا ولم يتم اكتشاف المجرم لحد الساعة بحجة أن لا دليل لديك .
- قتل صدام على المباشرفقيل كان مستبدا وتقبل التنابلة العرب ذلك بصدرناعم ..والمجرم معروف ولا متابعة لحد اليوم ..
- اغتيل بوضياف وعلى المباشر فهل ظهرالقاتل وحوكم ولن يظهر لأن لا دليل لديك وحتى وإن توفر الدليل غطته الأقاويل ؟
- قتل ياسرعرفات حصارا وعلى مرآى العالم وقبل أن يتم تسميمه وهذا دليل كاف على بداية انطلاق المؤامرة الجماعية بليل وتلك المؤامرة لا يمكن تنفيذ مخططها دون وسيط مقرب هذا منطق لا يدحض ..
فقيل قد وقف الرجل في وجه إقامة الدولة الفلسطينية وكان متشددا وتقبل التنابلة العرب ذلك بحجة الواقعية ومعايشة تطورات العصرحتى عصروا إلى العظم ..
واليوم يوجد المصدروالوثيقة على قيد الحياة ومع ذلك يرفض العرب متابعة المسألة بحجة أن لا دليل لديك على ذلك ..
وغدا يغتال قائد عربي آخروبالتأكيد لن يكون من الخونة أوتنابلة العرب ذوي الوزن الثقيل ..
فهل سمعتم يوما بخائن لأمته ولمجتمعه اغتيل اللهم إلا من شذ كالسادات .
إذن.. إذا قال أحدهم للآخر:أنت كافرفقد باء بها أحدهما..أليس كذلك
وكذلك شهادة أبي اللطف حول اغتيال ياسرعرفات إما أن كلامه صحيح مئة بالمئة ووثيقته صحيحة فيجب محاكمة المتواطئين وإدانتهم ولا تبريرولا تنظيروإما أنها مفبركة فيجب البحث عن القاتل الحقيقي.وهوموجود إما في الضفة الغربية وإما في الضفة الصهيونية ..
لا علاقة للبهائية هنا ولا القاديانية ولا للميزارية القضية قضية مناصب وتطاحن سياسي معروف في كل الحركات والثورات ..اختلاف الرؤى والتصورات لمستقبل عمل تلك الحركة أوالثورة يتولد عنه أحقاد عميقة جدا قد تؤدي إلى دمار وإجهاض ثورة بكاملها من أجل إزالة الخصم السياسي وتحييده وإلغاء وجوده .إنه مرض العرب المتأصل المتجذرفي البيولوجيا والتاريخ والدين ..إنها روح الحقدوالضغينة والبغظاء..إنها مرض القلوب السوداء ..
رحم الله شهداء الأمة وأزال عنها الغمة ..

هانى محمد فكرى
16/07/2009, 03:21 PM
أنا مذهول من هول من أقرأ
ما أخسئهم من قوم .. شىء مخزى ومقزز !
والله انتظر فتوى أخـرى من الأزهـر الشريف لإهدار دمائهم

حسبنا الله ونعم الوكيل

أديب القصراوي
16/07/2009, 04:22 PM
أخي الاستاذ الكبير عبدالقادر

تحية عروبية خالصة لك خاصة

منذ سنوات وسنوات وأنا أقول لأصدقائي وعائلتي ان الاستعمار هو الذي اطاح ببومدين وعبدالناصر وصدام حسين وعرفات والمهدي بن بركة وغيرهم من رواد الأمة المخلصين ، علماء العراق ومصر أفضل مثال. الحمد لله أنا لم آت بجديد حين قرأت ما كتبت يا سيدي العزيز. الأنكى أن الاستعمار وقح لدرجة أنه يعرف أننا نعرف بأنه وراء قتل "كل" عربي مخلص. وأينما وجدت عربيا مخلصا فهو مطارد حتى الموت .. والأندى جبينا أن الأنظمة الخربة من كل شيء تعاون المستعمر وتغطي جرائمه احيانا ان لم يكن دائما.

انظر كيف "خزقوا" الأرض والجبال تفتيشا عن بن لادن والظواهري وعزة الدوري, ولاحظ كيف اغتالوا آلاف المخلصين من المقاومين العرب ياسين والرنتيسي والزرقاوي وغيرم من العرب الشرفاء حول العالم في فنادق باريس ولندن ومالطا .. الخ.

بالمقابل الإرادة الحرة ولادة و متوثبة في العرب الشرفاء لكن مصيبتنا في الأنظمة الخوانة ، فمن كان يتصور أن ينحدر بوتفليقة الرجل العربي المناضل رفيق بومدين و يصافح الصهيوني بيريز.

حالنا من سيء إلى أسوأ . كان صدام رجلا وطنيا وقومبا مخلصا ،، انظر ماذا أتوا لنا من بعده , أسوأ السيئيين. العربي الشريف المقاوم ملاحق على مستوى شخصي.

اللهم خلص الامة من الخونة

محمد حجاج
16/07/2009, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وابدا كلامي اختي ان اقسم بالله العظيم ان مواضيعا كهذه لاتطرح الا لتعميق الشرخ حتى نصل الى نقطة الللاعودة وازيد على قسمي بقسم اخر ان اقسم عليكم ياخواني كما الله طهر ايديكم من الفتن ولم تشاركوا فيها ارجوكم طهروا السنتكم واقلامكم منها والى الاستاذ سميح خلف لادليل واحد على اي اتهام واذا كان هذا مجرد راي فالاراء لاتتضمن جرح وقذف الاخرين . ياخي لقد صليت بجانب الرئيس كثيرا وماأدى غير شعائرنا كمسلمين سنيين في كل عباداتنا في غزة . وصدقوني انتم هكذا لاتخدمون الفلسطينين ابدا بل تزيدوا جرحهم عمقا . فالنا مثال امامكم ويعلم كم من دلائل رايتها بعيني على احداث يندى لها الجبين قام بها اعضاء من غير فتح وهم يمثلون حركاتهم ومنظماتهم ولكن لايجعلني صامتا في ذا المضمار ان لن اكون عثرة في وجه المصالحة ولن اخدم الاحتلال بكلمات طائشة تزيد من الجرح الما . فاتوسل اليكم اساتذتي ان تخدموا الوحدة الفلسطينينة بدلا ان تحطموها وانتم لاتشعرون .
وتفضلوا بقبول احترامي . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عبد الرحيم لبوزيدي
16/07/2009, 09:56 PM
هل تبحثون عن مثقفين ببغاوات؟!
أنتم كالحكومات تبحثون عن الدفاتر العتيقة!
لماذا نحن قساة؟! لماذا لا نتخلص من عقلية الاستئصال والإلغاء؟! أعتقد أنني سمعت أو قرأت أن الرجل أنكر أنه بهائي، ما المشكلة إن كان أجداده بهائيين وهو لا يعرف طقوسهم؟! ما أدراني أن جدي "بيزنطي" أو "روماني" وأنا مسلم الآن؟!
لماذا فطن البعض الآن إلى "بهائيته"؟! لماذا لم يفطنوا قبل 40 عاما؟! لماذا لم يفطنوا عند ترشحه للرئاسة الفلسطينية؟!هل لديكم إثباتات قطعية بتورطه بقتل عرفات؟!
في هذه الأثناء، أنا رجل يكره الظلم والإشاعات والقيل والقال والتحدث بدون أدلة وبراهين!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد الرئيس المحترم ،امنك الله ورعاك وسدد خطاك في المحافظة على جسور التواصل بهذا المنتدى الذي ادين له شخصيا بالشيئ الكثير .
لاشك اخي الكريم ان الماضي يؤثر في الحاضر لاشك في ذلك فنحن صنيعة الماضي ولا يمكن ان ان ننكر ماتم غرسه فينا من قيم بغض النظر عن طبيعة هذه القيم ،لذلك لا ضرر في ان نعود الى سجلات الماضي خاصة اذا ما كان امامنا ما يؤكد معطيات هذا الماضي ،واظن ان القساوة ليست في نبش ذاكرة التاريخ انما في عدم رحمة من هم تحت سطوتك وسلطتك بغض النظر عن توجههم ومذاهبهم ،كما اعتقد ان المعني بكل هذه الاتهامات ليس اخرصا حتى لايعمل على تفنيد ما اتهم به كما ليس اعمى حتى يرى ما يفعل بشعبه،لسنا قضاة ولا مدعون عامون ولا حكاما انما نحن كسائر الناس بقرؤون ويتتبعون ما تنشره الصحف والمجلات وما تؤكده افعال المعنيين الذين نتحدث عنهم.
سيدي الكريم اذا لم يكن السيد عباس من الصنف الذين تم التحدث عنهم فلماذا يتهم العمليات الاستشهادية التي خلقت نوعا من توازن الرعب بين الضحية والجلاد بانها عمليات حقيرة ،لماذا يصف الصواريخ التي تقض مضاجع اليهود بانها صواريخ عبثية؟لماذا لم يتدخل السيد عباس في عز المحرقة في غزة لايقااف العدوان الصهيوني على احبتنا في غزة العزة؟لماذا تعمل اجهزة عباس على مطاردة المقاومين في الضفة وتسلم التائهين من المستوطنين الى السلطات الصهيونية وفي سجون هذه السلطات ما يزيد على عشرة الاف اسير ،اليس من المعقول الاحتفاظ بهؤلاء للمساومة؟
الظلم ظلمات يوم القيامة وليس لصاحب فطرة سليمة وعقل قويم ان يناصر الظلم باي حال من الاحوال؟وهل تعتقد سيدي ان ابااللطف كذب في تصريحاته واثباتاته لما صرح به ؟لا اعتقد اخي الكريم ان المناضل الفلسطيني السوي سوف لن يتالم لما يجري على الاراضي المغتصبة ،ولا اعتقد ان مسار التفاوض لمدة 18عاما افاد القضية الفلسطينية في شيئ غير مزيد من الانبطاح والتنازلات ،وبالمناسبة لست فتحاويا ولا حمساويا ولكن مواطن عربي اصيل معتز بديني الاسلامي وبعقيدتي السنية التي تملي علي عدم الركون الى الظلم ،وتفرض علي قول ما اعتقد انه حق بناء على ما لدي من معطيات ،فنحن نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر ،اتمنى من القائد العظم ان يتقبل كلامي بصدر رحب ،واختلاف الراي لايفسد للود قضية

السعيد ابراهيم الفقي
17/07/2009, 12:19 AM
الاستاذ الحبيب سميح خلف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحث له حطورته
ومجهود تشكر عليه
وهذه حقائق يعرفها البعيد والقريب
======
استاذي الكريم عامر العظم
نحترم جديتك في استثارة الابداع
عن طريق الاسئلة العبقرية التي تضعها كمطبات عالية ترفع بها الحوار
الى قمة الجد
======
لكم احترامي جميعا
ولكن
الامور واضحة كالشمس
======
وجبهة علماء الازهر
كلهم من العلماء العاملين
من الرجال
= الذين يعرفون قيمة فلسطين عند خالق السماء والارض
= الذين يضعون النقاط على الحروف في كل القضايا الساخنة
التي تهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ( بعيدا عن السلطان وهامان وفرعون )
= والاستاذ سميح خلف من الرجال المنافحين عن عرض الامة ( ولانزكيه على الله - الله يزكيه)
= والاستاذ عامر العظم صاحب سبق حضاري ولا أزيد
= أما من نتحدث عنهم فليسوا أصاب سبق في المنطقة - فقد سبقهم ابن سلوووووووووووووول
----- سأنهي كلامي الآن فقد اصابني غثاء عندما ذكرت اسم ابن سلول
ملحوظة:
اتمنى لكم جميعا الفكر الصائب والهداية الى فن اكتشاف اوكار الذئاب والثعالب واشباه الرجال
وحسن عرض خفاياهم وما يصنعون في الظلام
----- بحث يستحق القراءة عدة مرات

د. ناصر جربوع
17/07/2009, 12:56 AM
اعتقد ان منبر واتا خلق للثقافة والفكر الحر النقى النظيف وليس لاتهامات باطلة غير وهرطقات سياسية ’، محمود عباس مسلم سنى من صفد ومعروف عند الكثير من الفلسطينين ومن يختلف معه يجب ان ينقده بشكل بناء وليس لمصالح ذاتية ضيقة -- ارفض ان ننحدر لمثل هذا القول عبر وسائل الاعلام النظيفة مثل واتا التى نرفض ايضا ان تكون مسرحا لمثل هذه الاسقاطات -- سميح خلف اخى الفاضل ارجوك هذا لا يليق بامثالك

عامر العظم
17/07/2009, 01:52 AM
من قتل عرفات في نظرك، وكيف؟!

سمعنا وقرأنا كثيرا..لكن دعونا نفكر قليلا بشكل علمي ومنهجي!
كلنا يشعر أن إسرائيل وراء قتل عرفات، لكن المشاعر لا تكفي في زمن استخدام العقل!
كيف قتل عرفات (رحمه الله) ومن فعل ذلك؟
كيف وصل السم إلى جسد عرفات؟! برا؟! بحرا؟! جوا؟!
هل لنا أن نسمع مداخلات منطقية مدعمة بأدلة قاطعة بعيدا عن التصريحات والتكهنات والتحليلات وما قيل في الاجتماعات؟!

عبد الرحيم لبوزيدي
17/07/2009, 02:25 AM
اعتقد ان منبر واتا خلق للثقافة والفكر الحر النقى النظيف وليس لاتهامات باطلة غير وهرطقات سياسية ’، محمود عباس مسلم سنى من صفد ومعروف عند الكثير من الفلسطينين ومن يختلف معه يجب ان ينقده بشكل بناء وليس لمصالح ذاتية ضيقة -- ارفض ان ننحدر لمثل هذا القول عبر وسائل الاعلام النظيفة مثل واتا التى نرفض ايضا ان تكون مسرحا لمثل هذه الاسقاطات -- سميح خلف اخى الفاضل ارجوك هذا لا يليق بامثالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي في الدين والعقيدة الدكتور جربوع،بعد التحية والسلام اللائقين بمقامك المحترم استسمحك ان قلت انك جانبت الصواب بلومك للسيد سميح خلف لما شرح بالتشديد طبعا وضع راس هرم السلطة في الوطن المحتل ،لست فلسطينيا بالجنسية والانتماء لكنني فلطيني بالاحساس والهوية ،كل المسلمين الاباة فلسطينيون ونحن منهم ،لم ينف احد عن عباس اسلامه غير ان احدا لم يجبره عن بيع القضية الفلسطينية في السر عبر التنسيق الامني مع العدو الغاشم والذي لابد ان يكون قد طالت نارهبيتك او اهلك او احباءك يوم ان حوصرت غزة من البحر والجو والبر يتغذى اهلها بدخان القانبل الفسفورية،هنا اتساءل ماذا كانت ردة فعل السيد الرئيس ،الم يلق باللوم على حماس في اشعالها نار الحرب ،هل استعمل السيد عباس نفوذه لايقاف انهار الموت التي تجرف سكان غزة ومنهم الذين يكنون له الاحترام؟هل ادلى السيد عباس بتصريح يؤيد فيه احقية الغزاويين في الدفاع عن الشرف الفلسطيني وهدد محاوريه بالانسحاب من المفاوضات العبثية والا كم جنى الشعب الفلسطيني من هذه المفاوضات؟
ذكرتم ان واتا منبر خلق للثقافة والفكر الحر ،عن اي فكر اخي الكريم تتحدث الم يكن مقال خلف كله فكر وتنوير للراي الفلسطيني والعربي والمسلم ،اذا كان ما اورده الاخ خلف باطلا والعكس صحيح فماعليكم الا ان تفندوا زعمه بمثل الحجج التي اوردها في مقاله:(...قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...)فعباس متورط من قريب او بعيد في تصفية رمز النضال في فلسطين والا بماذا نفسرمعارضته تشريح جثة الشهيد ،وبماذ نفسر تلك المناكفات بينه وبين عرفات المتواصلة لخط عرفات يوم ان كان عباس رئيسا للوزراء،اذا لم يلق بالاخ خلف ما اورده في مقاله فبمن يليق اذن ؟هل بالمتسترين عن الجناة وتوطئة الطرق امامهم لتنفيذ الاجندة الصهيونية بفلسطين ،سلمت يد كل من عمل على كشف سوءات الخونة وازال اللثام عن المندسين بين صفوف المجاهدين النبلاء

السعيد ابراهيم الفقي
17/07/2009, 03:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي في الدين والعقيدة الدكتور جربوع،بعد التحية والسلام اللائقين بمقامك المحترم استسمحك ان قلت انك جانبت الصواب بلومك للسيد سميح خلف لما شرح بالتشديد طبعا وضع راس هرم السلطة في الوطن المحتل ،لست فلسطينيا بالجنسية والانتماء لكنني فلطيني بالاحساس والهوية ،كل المسلمين الاباة فلسطينيون ونحن منهم ،لم ينف احد عن عباس اسلامه غير ان احدا لم يجبره عن بيع القضية الفلسطينية في السر عبر التنسيق الامني مع العدو الغاشم والذي لابد ان يكون قد طالت نارهبيتك او اهلك او احباءك يوم ان حوصرت غزة من البحر والجو والبر يتغذى اهلها بدخان القانبل الفسفورية،هنا اتساءل ماذا كانت ردة فعل السيد الرئيس ،الم يلق باللوم على حماس في اشعالها نار الحرب ،هل استعمل السيد عباس نفوذه لايقاف انهار الموت التي تجرف سكان غزة ومنهم الذين يكنون له الاحترام؟هل ادلى السيد عباس بتصريح يؤيد فيه احقية الغزاويين في الدفاع عن الشرف الفلسطيني وهدد محاوريه بالانسحاب من المفاوضات العبثية والا كم جنى الشعب الفلسطيني من هذه المفاوضات؟
ذكرتم ان واتا منبر خلق للثقافة والفكر الحر ،عن اي فكر اخي الكريم تتحدث الم يكن مقال خلف كله فكر وتنوير للراي الفلسطيني والعربي والمسلم ،اذا كان ما اورده الاخ خلف باطلا والعكس صحيح فماعليكم الا ان تفندوا زعمه بمثل الحجج التي اوردها في مقاله:(...قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...)فعباس متورط من قريب او بعيد في تصفية رمز النضال في فلسطين والا بماذا نفسرمعارضته تشريح جثة الشهيد ،وبماذ نفسر تلك المناكفات بينه وبين عرفات المتواصلة لخط عرفات يوم ان كان عباس رئيسا للوزراء،اذا لم يلق بالاخ خلف ما اورده في مقاله فبمن يليق اذن ؟هل بالمتسترين عن الجناة وتوطئة الطرق امامهم لتنفيذ الاجندة الصهيونية بفلسطين ،سلمت يد كل من عمل على كشف سوءات الخونة وازال اللثام عن المندسين بين صفوف المجاهدين النبلاء
========================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذ عبدرحيم
فهم متوازن للقضية
أحييك أستاذ عبد الرحيم
جعلها الله في ميزان حسناتكم
=========
واذكر حضرتك
ان هذا كلام وتحليل
لجنة من علماء الازهر الشريف

رياض محمود محمد
17/07/2009, 03:33 AM
اي والله عباس ودحلان وكل الزمرة المارقة تستاهل حرق في نار جهنم
ان كان عاجلا ام اجلا سيسقطون في مزابل التاريخ - حتى ولو كثر المطبلون لهذه الزمرة الفاسدة
ان عبدالله بن ابي ابن سلول كان يصلي بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم
ونزلت به ايه ( لاتقم على قبره)
كان هناك مطالبة للاخ ابراهيم الحمامي بمقاضاه هذا المارق الذي لايحب الاسلام لاظاهرا ولا باطنا
وانا على ذلك من الشاهدين امام الله - وامامكم - ان افعاله وافعال زمرته البائدة ان شاء الله لا تدل
على اية حال من الاحوال انه ينتمى الى الاسلام - حتى ولو قال لا اله الا الله حتي لوكان امام مسجدا
الا لعنة الله على الظالمين - انه حاقد على الاسلام والمسلمين هو ومن يوجهه يهودي مصر
اقرءوا معي د ابراهيم حمامه
دعوى قانونية ضد محمود رضا عبّاس عبّاس
السادة أعضاء المجلس التشريعي الموقرون
السيد رئيس مجلس الوزراء الموقر
السادة أعضاء مجلس الوزراء الموقرون
السيد النائب العام الموقر
مقدمة:
إنطلاقاً من مبدأ أن الشعب الفلسطيني وحدة سكانية واحدة لا تقبل القسمة ولا التجزئة، ومن مبدأ التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، وتعزيزاً لمبدأ سيادة القانون، وتأكيداً أن الناس سواسية أمام القضاء والعدالة، وترسيخاً لمبدأ الحق في المساءلة والمحاسبة والرقابة الشعبية، ومن صلب مباديء القانون الأساسي الفلسطيني الذي يعتبر بمثابة الدستور، وممارسة لحقي الشخصي والفردي، أتوجه إليكم جميعاً بهذه الدعوى القانونية، وبالحيثيات التفصيلية المبينة لاحقاً، وبالشخوص التالية:
المُدّعِي: د.إبراهيم حمامي – فلسطيني – أخصائي طب العائلة
المُدّعَى عليه (بصفتيه الشخصية والاعتبارية): محمود رضا عبّاس عبّاس – فلسطيني – رئيس السلطة الفلسطينية
أسباب الدعوى:
قام المُدّعَى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بخرق القانون الأساسي، وتجاوز صلاحياته بصفته الاعتبارية، وقام بانتهاك حقوق الإنسان في فلسطين، وتعدى على حقوقي الشخصية والفردية، واستهزأ بالشعب الفلسطيني، وتعمّد تشويه الحقائق والوقائع بشكل يسيء لتاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته.
جهة الاختصاص للنظر بالدعوى
حيث أن المحكمة الدستورية العليا لم تشكل بعد، وحيث أن تشكيلها تم عرقلته ولأكثر من مرة من قبل المُدّعِى عليه، وفي غياب هيئة دستورية للنظر في هذه الدعوى، وطبقاً لمواد القانون الأساسي رقم 2-3-6-47 و63 بتحديد المرجعية التشريعية والتنفيذية، فإن طلبي هذا مقدم للمجلس التشريعي ولمجلس الوزراء كممثلين مطلقين للسلطات التشريعية والتنفيذية بحسب القانون الأساسي المعتمد بتعديلاته في رام الله بتاريخ 18/03/2003، وكذلك للنائب العام الفلسطيني بصفته الجهة القضائية المخولة لتطبيق أي قرار بحق المُدّعَى عليه.
الحيثيات:
أولاً: خرق القانون الأساسي الفلسطيني وتجاوز الصلاحيات المنصوص عليها:
قام المدّعَى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بخرق القانون الأساسي الفلسطيني بدعوته في لقائه المتلفز يوم 16/12/2006 من مدينة رام الله لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، حيث يحدد القانون الأساسي بشكل لا لبس فيه صلاحيات رئيس السلطة ويقيدها، وقد اعتمد محمود رضا عبّاس عبّاس على المادة الثانية من القانون الأساسي حيث اجتزأ منها فقرة أن "الشعب مصدر السلطات" بل وحرّف فيها ليقول الشعب مصدر التشريع، وتناسى أو تجاهل باقي المادة التي تحدد كيفية ممارسه هذا الحق حيث تقول المادة الثانية نصاً:
"الشعب مصدر السلطات ويمارسها عن طريق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات على الوجه المبين في هذا القانون الأساسي".
وحيث أن القانون الأساسي هو المرجعية القانونية العليا وجب توضيح الأمور القانونية التالية حسب ما وردت في دراسة لمركز دراسات الشرق الأوسط :
§ من القواعد والمبادئ العامة في القانون والفقه الدستوري أن الصلاحيات محددة فيه على سبيل الحصر، وأنه لا صلاحية بدون نص، وقد حظر القانون الأساسي وفي المادة (113) على أي جهة كانت حل المجلس التشريعي في الحالة الطارئة (ظرف استثنائي) وعليه فإذا كان حل المجلس في الظرف الاستثنائية محظور فإنه لا يجوز حله في الظروف العادية ولا حتى من قبل رئيس السلطة.
* المجلس التشريعي هو من يمثل الشعب (الأمة) وهو صاحب الولاية في التشريع والرقابة، وعلى رئيس السلطة بعد انتخابه وقبل ممارسة مهام منصبه أن يقسم اليمين القانونية أمام المجلس التشريعي( بوصفه ممثلاً للأمة وإرادتها) (المادة 35) من القانون الأساسي، وليس على أي عضو من أعضاء المجلس التشريعي أن يقسم اليمين أمام رئيس السلطة.
*لا يملك رئيس السلطة محاسبة المجلس التشريعي ولا أحدا من أعضائه لأن المجلس التشريعي هو النائب عن الشعب في ممارسة صلاحياته والشعب هو مصدر السلطات الثلاث (المادة 2) من القانون الأساسي.
* يملك المجلس التشريعي سحب الثقة أو حجبها عمن يرشحهم رئيس السلطة لمناصب حسب صلاحياته الدستورية بمن فيهم رئيس الوزراء وذلك حسب المواد (79،78،77،67،66) من القانون الأساسي، كما يتمتع المجلس التشريعي بحق المصادقة على اعتبار مركز رئيس السلطة شاغراً وفق الشروط الدستورية المنصوص عليها في المادة (37) من القانون الأساسي، وعندها يتولى رئيس المجلس التشريعي مهام رئاسة السلطة الوطنية لحين انتخاب رئيس سلطة جديد خلال ستين يوما.
* وبالتالي نحن أمام حصانة مطلقة على المجلس التشريعي من الحل، وعليه فلا يمكن حل المجلس وإجراء انتخابات مبكرة للمجلس التشريعي لعدم وجود سند قانوني في ذلك، بالإضافة إلى أن رئيس السلطة عليه احترام القانون الأساسي والقوانين السارية ويمتنع عليه تجاوز سيادة القانون وفق المادة (35) من القانون الأساسي.
*وفي حال قام بذلك فهو يعرض موقعه السياسي ومركزه القانوني للخطر والمساءلة لأن مثل هذا التجاوز قد يعتبر مظهراً من مظاهر فقدان الأهلية القانونية للقيام بمهام الرئاسة حسب القانون الأساسي، وقراره في حل المجلس أن حصل غير قابل للنفاذ لمخالفته القانون الأساسي، وعلى السلطات التنفيذية المعنية الامتناع عن التجاوب معه في أي مجال، وفي حال شاركت الأجهزة التنفيذية أو الحكومة الرئيس في هذا الإجراء فإنها تعرض نفسها للمساءلة القانونية التي تجعلها مصدراً للإخلال بسيادة القانون وتجاوز إرادة الأمة الممثلة بالمجلس التشريعي.
إن الدعوة لانتخابات مبكرة لا يمكن أن يتم دون حل المجلس التشريعي الحالي، وهو ما لايملك المُدّعَى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بصفته الاعتبارية أي صلاحية للقيام به كما سبق تفصيله، والدعوة التي أطلقها هي خرق واضح وفاضح للقانون الأساسي الفلسطيني، تستوجب اسقاط الصفة الأهلية عنه.
ثانيا: إنتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني:
بتعليمات وتوجيهات مباشرة قامت قوات الأمن التابعة لإمرة محمود رضا عبّاس عبّاس بانتهاك قوانين حقوق الانسان الدولية وكذلك المعمول بها محلياً، حيث قامت تلك القوات خلال اليومين الماضيين بالأعمال الموثقة التالية:
- إطلاق النار وبشكل مباشر على موكب السيد اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني بعد اجتيازه معبر رفح الحدودي يوم 15/12/2006)، مما أدى لإصابة العديدين واستشهاد عبد الرحمن نصّار، وهو الأمر الذي لم ينكره أو يدينه أو يعتذر عنه المدعى عليه، بل قام بتقريب المتهم الأول في هذه الجريمة والذي لم يتورع عن القول أن محاولة الاغتيال "شرف لا يدعيه"!
- قامت قوات حرس الرئاسة التابعة مباشرة لمحمود رضا عبّاس عبّاس بالاعتداء بالضرب والركل والهروات وإطلاق الرصاص الحي على مسيرة سلمية غير مسلحة في مدينة رام الله وذلك يوم الجمعة 15/12/2006، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 شخص بجراح مختلفة، وهو ما يشكل تعدياً على حقوق الإنسان الفلسطيني المكفولة بالقوانين والشرائع الدولية المحلية، وخرقاً آخر للقانون الأساسي في مواده 10 و 11 و12.
- قامت قوات حرس الرئاسة بالاعتداء على مؤسستين عامتين في وضح النهار، حيث اقتحمت عناصر من قوات أمن الرئاسة الـ 17 يوم الاحد 17/12/2006 مقري وزارتي الزراعة والنقل والمواصلات في مدينة غزة، مطالبين الموظفين في كلتا الوزارتين بمغادرة اماكن عملهم على الفور، وقام العناصر بإغلاق أبواب الوزارتين بعد مغادرة كافة الموظفين العاملين فيهما، ثم اعتلوا أسطحهما وتمركزوا فوقها، مما أثار حالة من الفوضى في عربدة أمنية غير مسبوقة، تشكل أسوأ مظاهر الإخلال بالقانون، والإعتداء على حقوق المواطن والمؤسسات الرسمية.
وحيث أن هذه القوات والأجهزة تتبع مباشرة المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس، فإنه يعتبر حكماً المسؤول عن ممارساتها، وبالتالي أطالب بإحالة المدعى عليه للقضاء العسكري للتحقيق في هذه الخروقات والانتهاكات المشينة بحق الأفراد والمؤسسات الفلسطينية.
ثالثاً: التعدي على حقوقي الفردية والشخصية:
كرر المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس وبصفته الشخصية والاعتبارية تنازله المسبق عن حق العودة والذي يُعتبر حقاً جماعياً وفردياً مقدساً لا يجوز المساس به باجتزاء فقرات منه، بل وحرّف نص القرار 194 عندما قال أنه يقبل بالتعويض عن حق العودة، متجاهلاً وعن عمد حقيقة أن القرار المذكور يطالب بالعودة (و) التعويض، وليس العودة (أو) التعويض كما قال.
وقد سبق لمحمود رضا عبّاس عبّاس أن صرّح في أكثر من مناسبة أنه يقبل التوطين والتنازل عن حق العودة وتلفيق الحلول عبر (حل عادل ومتفق عليه) مما يعني التلاعب بهذا الحق، وهذا بعض مما قاله تأكيداً لتعديه على الحق الجماعي للشعب الفلسطيني، وعلى حقي الشخصي وحق عائلتي في عودتنا إلى مدينة يافا الموطن الأصلي والوحيد لنا، وهو ما سبق وقمت بتوثيقه بتاريخ 29/11/2005:
• كان من أوائل من إجتمع معهم المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بعد تعيينه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2004، "مبادرو" وثيقة جنيف التي يجمع الشعب بأكمله تقريبا على إنحطاط مستوى الموقعين عليها وعلى حجم التنازلات الهائلة فيها عن الثوابت والمباديء خاصة المتعلقة بحق العودة، وقام بتقريب ياسر عبد ربه عرّاب الوثيقة، وأجلسه في اللقاء الأخير بتاريخ 16/12/2006 عن يمينه ليقوم بتلقينه ما يقول.
• في لقاء مع صحيفة المصور المصرية بتاريخ 03/12/2004 قال المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس: "انني لا اريد ان اغير ديموغرافيا الدولة “الاسرائيلية” ولكننا نطلب التوصل الى "حل" لمشكلة اللاجئين"، وتحقيق حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار 194 وعلى أساس قرارات قمة بيروت عام 2002."
• في شهر يناير/كانون الثاني 2005 أعلن المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس أنه على استعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة" بالنسبة لموضوع اللاجئين! ليضيف في حديث مع البي بي سي البريطانية بتاريخ 02/01/2005 أن الحل العادل لمشكلة اللاجئين هو بالتفاوض حول القرار 194.
• في حديث نشرته صحيفة دير شبيغل الألمانية يوم الإثنين 21/02/2005 قال المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس فيما قال: "أنه مستعد للتفاوض بشأن المكان الذي سيعود إليه اللاجئون، مضيفاً: هناك 5 ملايين لاجئ نعرف أنهم لن يعودوا جميعاً، مشيرًا إلى أن كثيرين منهم لا يريدون العودة لأنهم يعيشون حياة كريمة في الولايات المتحدة أو سعداء في الأردن ولكن يجب تعويضهم ، على حد وصفه"، وأضاف "اننا واقعيون وقد تعلمنا من تجربة قمة كامب ديفيد الفاشلة بأنه لا يمكن حل مشكلة كهذه ، عمرها قرن خلال 16 يوما ، فقد يحتاج الأمر سبعة إلى ثمانية أشهر وربما سنة كاملة للوصول إلى حل شامل"
•واستمر المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس في نفس النهج التفريطي ليعلن وبإصرار وعناد غريبين رداً على الإعتراضات التي انهالت عليه من كل حدب وصوب، وبتاريخ 23/07/2005 في رسالة سرية لشارون نشرت تفاصيلها عدة صحف، ليعلن: "نحن مقتنعون انه لا يمكن تحقيق عودة اللاجئين"، وليكرر نفس طروحاته المشبوهة في كلمة التشريعي المذكورة بتاريخ 09/08/2005
• في زيارته الأخيرة للبنان وفي تصريح نشر في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 09/07/2005 قال المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس "انا امثل الشعب الفلسطيني وأنا منتخب في الداخل من الشعب الفلسطيني، لكنني رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ايضاً. وعندما اتكلم، فإن ذلك يكون باسم جميع الفلسطينيين"، مطالباً بفتح سفارة تكون مرجعية للفلسطينيين في لبنان، وهو ما سيتم الرد عليه بالتفصيل في جزء لاحق، ليبرر قوله لاحقاً بأن اللاجئين الفلسطينيين"ضيوف مؤقتون والقانون يطبق عليهم"، ليضيف انه "في حال قررت الدولة (اللبنانية) سحب سلاح المخيمات فان حركة فتح وكل الفصائل الفلسطينية ستلتزم"، متجاهلاً حقيقة أن سلاح المخيمات هو جزء من معادلة اقليمية أكبر تشمل تطبيقات وتداعيات القرار 1559، ليقدم تنازلاً مجانياً آخر دون مقابل، وفي اطار محاولات التوطين الحثيثة التي تجري الآن.
• نسي، أو بالأحرى تناسى، المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس تصريحه السابق بأن اللاجئين في لبنان ضيوف مؤقتون ليطالب الدول العربية بتجنيس الفلسطينيين المقيمين على أراضيها قائلاً انه يوافق على منح الدول العربية جنسيات للاجئين الفلسطينيين "اذا احبت"، معتبرا ان ذلك "لا يعني التوطين"، كما جاء في حديث لقناة دبي الفضائية بثته الأحد10/07/2005 وقال المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس "ارجو اي دولة عربية تريد ان تعطي الجنسية (للفلسطينيين) ان تعطيهم، فما الذي يمنع؟" واضاف "هذا لا يعني التوطين. وعندما تتاح للفلسطيني العودة الى وطنه، سيعود سواء اكان يحمل جنسية عربية او اجنبية". وقال "ان فلسطينيا من الجيل الخامس يعيش في تشيلي يحب ان يعود عندما يسمح له (…) انها مسألة عاطفية لا علاقة لها بالجنسية"، محولاً الحق المقدس المشروع إلى موضوع عاطفي عندما يسمح له!
وبناء على ما سبق فإن المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس، هو غير مؤتمن على الإطلاق على قضايا الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة، وعليه أطالب بتجريده من كافة مناصبه الاعتبارية، وتقديم اعتذار واضح وصريح وتراجع لا لبس فيه عن تعديه على حقي الشخصي والفردي فيما يخص حقي في العودة (و) التعويض، مع الاحتفاظ لنفسي بحق مقاضاته عن الأضرار المادية والمعنوية المترتبة عن مواقفه.
رابعاً: الاستهزاء بالشعب الفلسطيني وتشويه تاريخه والاساءة إليه:
- ورد في كلمة المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بتاريخ 16/12/2006 الكثير من النقاط التي تشكل استهزاءاً فاضحاً بالشعب الفلسطيني واختياره الديمقراطي، وتفوه بعبارات لا تليق بأي شخصية محترمة، وأحيل سيادتكم لنص الكلمة التي ألقاها المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس لتبيان حقيقة ما قاله، خاصة تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية ما يجري بعد أسر الجندي جلعاد شاليط وسرده لأرقام الشهداء والجرحى، وتعقيبه على الصواريخ والمقاومة بشكل عام.
- هنا لابد من الاشارة أن المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس سبق وأدان المقاومة والانتفاضة في أيامها الأولى وقبل أن تطلق رصاصة واحدة في وجه المحتل، ومن ثم أدان ما أسماه "عسكرة الانتفاضة"، ثم حقّر المقاومة، وهو بالتالي يكون قد تراجع عن برنامجه الانتخابي الذي خاض على أساسه انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية في شهر يناير/كانون الثاني 2005 وتحديداً في النقطة السادسة من برنامجه والتي جاء فيها: "إن حق شعبنا في مقاومة الاحتلال حق كفلته المواثيق الدولية، ولن يتنازل عن هذا الحق، وعن حقه في الدفاع عن النفس أمام الاعتداءات الإسرائيلية".
- أشير هنا لموقف سابق ليس الوحيد للمدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس حول تحميله الشعب الفلسطيني المسؤولية المطلقة عن الاحتلال وجرائمه حتى قبل إطلاق صاروخ واحد، حيث قال في محاضرة له بدعوة من اللجان الشعبية بقطاع غزة نشرت في الصحف يوم 02/12/2002 وجاء فيها:
o الإنتفاضة دمرت كل ما بنيناه في أوسلو وكل ما بني قبل ذلك
o علينا أن نقول كفى للإنتفاضة - أن نسأل ماذا حققنا في هذين العامين
o حصلنا في هذه الإنتفاضة فقط على الدمار المطلق
o الإنتفاضة سببت هروب رأس المال والإستثمارات من مناطق السلطة
o الشعب الفلسطيني بات على خط الفقر بسبب الإنتفاضة
o لم يفت المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس أن يثني على شارون واصفا إياه بـ" الزعيم الصهيوني الأهم منذ هرتزل"
o لم يسلم فلسطينيوا الداخل (عرب 1948 كما يحلو له تسميتهم) من هجوم المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس حيث قال: " لقد أضروا بحق العودة على وجه الخصوص فالإسرائيلييون سيقولون مثل هؤلاء العرب لا نريد المزيد عندنا"، ولم يحمل في لقائه الإحتلال أية مسؤولية عن الوضع رغم المآسي والكوارث التي تسبب بها.
- استهزأ المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بحق الشعب الفلسطيني بالسيادة على معابره، وهاجم أبناء الشعب الفلسطيني ووصفهم بالمخربين وساق أكاذيب لا اساس لها من الصحة حول أحداث المعبر، بل واعتبر أن الانحناء للمحتل هو أسمى الغايات والأماني عندما قال أن المرور على الحاجز الاحتلالي وتحت حراب المحتل لا يكون إلا بالاحترام ولا شيء غير الاحترام ليقول حرفياً: "لا يضيريني ان أمشي على حاجز اسرائيلي , أنا تحت الإحتلال ! المهم أن أمشي باحترام"، معتبراً أنه بالخنوع للمحتل يمكن للمواطن الفلسطيني العبور خلال دقائق، وهو بالتأكيد ما لا يشعر به من خلال تنقله ومن معه ببطاقات ال VIP
- ادعاء باطل وتدليس آخر عندما قال أن الشعب الفلسطيني لم يأكل منذ 9 أشهر وخص الأجهزة الأمنية قائلا: "أجهزة الأمن لا تأكل"، وهو ما ترد عليه الأرقام والتفاصيل الموثقة حول ما تم صرفه للموظفين حتى يومنا هذا في ظل الحصار الداخلي والخارجي وهو ما يتجاوز ال 60% من أصل الرواتب، إضافة لوصف محاولات فك الحصار بالتهريب.
- تفاخر المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس بتوقيع اتفاقية أوسلو التي جلبت الويلات والدمار للشعب الفلسطيني ليقول: "أنا افتخر بأنني وقعت على هذا الإتفاق".
- إضافة لمجموعة أخرى لا حصر لها من الأكاذيب والتضليلات حول وثيقة الوفاق والأسرى والحوار والمبادرة القطرية، وهو ما رد عليه تفصيلاً الدكتور مصطفى البرغوثي في لقاءاته المتلفزة في نفس اليوم، ناسفاً تلك الأكاذيب التي ساقها المدعى عليه.
بناء على ما سبق ومن خلال سيل الأكاذيب والتدليس الذي مارسه المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس، فإني أطالب باسقاط الأهلية القانونية تماماً عنه وبصفتيه الشخصية والاعتبارية، لتجاوزه كل حدود الأدب واللياقة والأخلاق، ولاستهتاره بتاريخ ومقاومة الشعب الفلسطيني، ومحاولاته المتكررة والمتعمدة لتشويه صورته عبر منهج مبرمج ومدروس
أمور أخرى:
§ إن هذه الدعوى المقدمة على المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس، تنطلق من مباديء حقوق الانسان والمواطن الفلسطيني كما ورد في المقدمة، وهي حق مكفول بالقانون الأساسي الفلسطيني في المواد 30 و31و 32 ، وكذلك المواد 10 و11 التي تنص على:
الباب الثاني
الحقوق والحريات العامة
مادة [9]
الفلسطينيون أمام القانون والقضاء سواء لا تمييز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو الرأي السياسي أو الإعاقة.
مادة [10]
1. حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ملزمة وواجبة الاحترام.
2.تعمل السلطة الوطنية الفلسطينية دون إبطاء على الانضمام إلى الإعلانات والمواثيق الإقليمية والدولية التي تحمى حقوق الإنسان.
§ وجبت ملاحظة أن رئيس السلطة الفلسطينية لا يتمتع بأي حصانة قانونية أو دستورية وذلك بحسب المادة السادسة من القانون الأساسي والتي تنص على:
مادة [6]
مبدأ سيادة القانون أساس الحكم في فلسطين، وتخضع للقانون جميع السلطات والأجهزة والهيئات والمؤسسات والأشخاص.
وعليه فإنه وبعكس أعضاء المجلس التشريعي لا يوجد نص على حصانة المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس، ولهذا أطلب مثوله أمام القضاء وجاهياً.
§ بناء على ما ورد أعلن وفي حالة ضمان محاكمة نزيهة وعادلة وتوفر الأمن استعدادي للمثول أمام القضاء للدفع بالحيثيات السابقة، متحملاً كافة النفقات المترتبة على ذلك.
§ إن حقيقة أن المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس هو رئيس للسلطة الفلسطينية الخاصة بأهلنا في الداخل، لا يعني على الاطلاق تجزئة شعبنا، أو عدم أحقية كل مواطن فلسطيني في الدفاع عن قضاياه، وان أية محاولة لتكريس انقسام الشعب الفلسطيني بين داخل وخارج والتعلل بعدم أحقيتي في مقاضاة المدعى عليه بسبب العامل الجغرافي، أو معايرة 6 ملايين لاجيء بأنهم لم تتغبر أقدامهم بتراب الوطن كما قال المدعى عليه، وتحميلنا وزر جريمة منعنا من العودة إلى مدننا وبلداتنا وقرانا الأصلية المحتلة، هو جريمة أخرى تضاف للحيثيات السابقة ولا تقل عنها خطورة.
§ رغم أن هذه الدعوى هي فردية وشخصية إلا أنني على يقين تام أن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارجها يشاركونني الدعوى، وعليه أعتبر أن ما ورد فيها ليس حصري الاستخدام أو الاستعمال، وأرحب بكل مواطن فلسطيني يرغب في الانضمام لهذه الدعوى أو استخدامها لرفع دعوات مماثلة ضد المدعى عليه محمود رضا عبّاس عبّاس.
وأخيراً، إن هذه الدعوى وتوجيهها لحضراتكم هي أمانة في أعناقكم لإحقاق الحق، ولترسيخ مبدأ سيادة القانون، وبأنه لا شخص مهما علت مكانته فوق القانون، وبأن حرية المواطن الفلسطيني مكفولة في التعبير والرقابة الشعبية، وعليه أحملكم جميعاً هذه الأمانة.
في انتظار ردكم الموقر
دمتم
المُدّعِي: د.إبراهيم حمّامي
§ نسخ للتعميم بكل الوسائل المتاحة والممكنة وعلى الأشخاص والأفراد والمؤسسات القانونية والأهلية والحقوقية والقانونية، وعلى وسائل الإعلام والصحافة.
عباس وراء المتراس منتبه يقض حساس
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ويلمع شاربه ايضا
منتضرا محتضنا دفه بلع السارق ضفة
قلب عباس القرطاس ضرب الاخماس لاسداس
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس
ومضى يصقل سيفه
عبر اللص بيته اصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة ومضى يصقل سيفه
صرخت زوجته عباس
ابنائك قتلى عباس
ضيفك راودني عباس
قم انقذني يا عباس
عباس وراء المتراس لم يسمع شيئا
زوجته تغتاب الناس
صرخت زوجته عباس
الضيف سيسرق نعجتنا
عباس اليقض الحساس
قلب اوراق القرطاس
ضرب الاخماس لاسداس
! ! ارسل برقية تهديد
فلمن تصقل سيفك يا عباس
لوقت الشدة
فاصقل سيفك ياعباس
بعد انتهاء الجولة المضفرة عباس شد المخصرة
ودس فيها خنجره
واعلن استعداده للجولة المضفرة
اللص دق بابه عباس لم يفتح له
اللص ابدى ضجره
عباس لم يصغي له
اللص هد بابه وعابه
وافتحم البيت بغير رخصة
وانتهره :-
ياثور اين البقرة
عباس دس كفه في المخصرة
واستل منها خنجره
وصاح في شجاعة
في الغرفة المجاورة
اللص خط حوله دائرة وانذره
اياك ان تجتاز هذه الدائرة
علا خوار البقرة
خف خوار البقرة
خار خوار البقرة
واللص قام بعدما قضا لديها وطره
ثم مضى
وصوت عباس خلفه
فلتسقط المؤامرة
فلتسقط المؤامرة
عباس والخنجر ما حاجته ؟؟
للمعضلات القاهرة
وغار اللص
قطعت دابره
جعلت من مسخرة
لقد غافلته واجتزت خط الدائرة

Dr. Schaker S. Schubaer
17/07/2009, 08:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): ليس كل من قرض الشعر أصبح المتنبي!
عندما يتكلم المناضل المؤسس لفتح الأستاذ فاروق القدومي أو أخي الكريم المناضل الفتحاوي الكبير والقيادي النقابي البارز المهندس سميح خلف، فما لنا إلا أن ننصت .. نناقشهم نعم .. أما أن نبدأ بتكذيبهم والتشكيك فيما يقولون .. فلا! هؤلاء يتكلمون من تجربة شخصية .. دفعوا فيها كثيراً من الجهد والعرق .. في قضية استحوذت تفكيرهم. هؤلاء المناضلون تحس لكلامهم المكتوب نبرة! وتلمس الصدق في هذه النبرة! لقد تكلم سابقون للأستاذ القدومي عن تواطؤ دحلان وعباس .. لكن عندما يعلنها الأستاذ القدومي نفسه .. فلا بد أن يأخذ الكلام الزخم الذي يليق به .. وعندما يتكلم أخي الكريم المناضل الفتحاوي الكبير والقيادي النقابي البارز المهندس سميح خلف، فلا بد أن تتفاعل الكلمات .. لذا قد أتت له تهديدات من عباس وزمرته .. لكنه لم يلتفت لها! وعندما تقول نقابي فأنت تعني أنه يتكلم ويفكر بطريقة النخبة الفكرية Intellectuals، يعني أنه يعرف ويعني ما يقول! أخي الكريم المناضل الفتحاوي الكبير والقيادي النقابي البارز المهندس سميح خلف .. من خلال منطقه .. وحرصه على الأمة وإخلاصه لها .. وهو ما يلمسه أي إنسان في نبرات كلماته .. قد أجبرني على الانقياد له ..

كما أود أو أشير إلى أن أخي له موقع على الإنترنيت لمحاربة بيع القضية الفلسطينية .. وفي كتاباته والتي شهدت واتا جزءاً منها كان أخي الكريم المناضل الفتحاوي الكبير والقيادي النقابي البارز المهندس سميح خلف المحرض على خطوة مثل هذه .. بل وجه كلامه إلى الأخ المؤسس الأستاذ القدومي بأن لا يقف مكتوف الأيدي .. ويستطيع أي واحد من واتا أن يرجع إلى هذه المقالات.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
17/07/2009, 09:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (02): مفهوم الدفاعية .. وضرورة رحابة الصدر!
هناك مفهوم نفسي Psychological Concept "الدفاعية" Defensiveness، ويتم تعريفه في المراجع النفسية الغربية (السيكولوجية) كالتالي:
Defensiveness is the unconscious effort to protect the self from anxiety, either through diversionary and intimidation tactics or by distortions of reality
ويعلق علماء النفس على هذا المفهوم بالتالي:
Defensiveness is something we all should try to reduce

وليسمح لي أخي الكريم الأستاذ عامر أن أقول له إن مداخلته في الرد على أخي الكريم أحمد إسماعيل أبو إبراهيم هي ماصدق تقليدي لمفهوم الدفاعية النفسي باستخدام intimidation tactics .. وبالذات كقائد لجمعية حضارية - تضم أساساً في عضويتها نخبة متعلمة - عليك أن يكون صدرك أكثر رحابة لاستيعاب الرأي الآخر ..

وبالله التوفيق،،،

فاطمة مهاد
17/07/2009, 11:49 AM
أستغرب رد المسؤول الأول عن جمعية واتا بالعبارات و الكلمات التي لا تليق بمناقشة تضم كبار المثقفين و الأساتذة كالأستاذ سميح خلف بالإضافة الى استحقار آراء المنتمين الجدد الى جمعية واتا وأضم صوتي الى صوت الأستاذ الدكتور شاكر شبير على أن تكون صدورنا "أكثر رحابة لاستيعاب الرأي الآخر "

أرجو أن لا تلغى عضويتي بسبب رأيي فنحن في واتا بعيدين عن تكميم الأفواه كما يحدث في العالم العربي فالذي يبدي رأيه ويكون مخالفا لرأي المسؤولين يزج بالسجون ويهدد بالإيعاد و التغريب

عبد الكريم القادري
17/07/2009, 12:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Thank you very much Dr. Schaker Schubaer

Best wishes and to advanced!

Allah helps all.

ناصر محمود الحريري
17/07/2009, 12:50 PM
عذراً فلسطينُ إذ لم نحمل القُضُبا**ولم نَقُد نحوك المَهرية النجبا
عذراً فإن سيوف القوم قد صدئت **وخيلهم لم تعد تستمرئُ التعبا
عذراً فإن السيوف اليوم وا أسفاً **تخالها العين في أغمادها حطبا
عذراً؛ فإن عتاق الخيل مُنْهَكَة ِِِ**قد أورثتها سياط الغاصب الوصبا
عذراً فلسطينُ! إن الذلَّ قيَّدنا**فكيف نُبقي عليكِ الدُّرَّ والذهبا؟
عذراً؛ فذا الدُّرُّ يُشْوَى خلف والده **بنار باراك لا يدري لها سببا
عذراً؛ فذا طفلكم يشكو فجيعته **فلم يجد بيننا أمّاً له وأبا
عذراً فقومكِ قد ماتت شهامتهُمْ **وثلَّم الذلُّ منهم صارماً عضبا
رأوكِ في الأسر فاحمرّت عيونهُمُ **لذاك، وانتفخت أوداجهم غضبا
يستنكرون وما يُغنيكِ ما فعلوا **ويشجبون وما تدرين مَن شجبا
وا حسرتاه على الأقصى يدنّسُهُ **قردٌ ويهتزُّ في ساحاته طربا
قد كان فيما مضى عِزاً فوا كبدي **أضحى أسيراً رهين القيد مُغتصَباً
كأنه لم يكن مسرى الرسول ولم **يُصلِّ فيه يؤمُّ الصفوةَ النُجُبا
كأنه ما أتى الفاروق يُعتقه **يوماً، وما وطئت أقدامه النَقَبا
كأنه لم يُؤذِّن للصلاة به **بلال يوماً، ففاض الدمع منسكبا
كأنما الأرض قد أخفت معالمهم **ومزّقت ما حَوَوْا من عزَّة إرَبا
لهفي على القدس كم جاس الظلوم بها **وكم تقاسي صروف الدهر والنُوَبا
تعيث فيها اليهود الغُتم مفسدةً **وتزرع الشرَّ والإرهاب والشغبا
يستأسد القرد فيها بعد خِسَّته **ويرفع الهامة الخنزير مغتصبا
كم أشعلوا نارهم فيها وكم هدموا **من منزلٍ، وأهانوا والداً حَدِبا
وكم أسالوا دموع المؤمنات ضحىً **وكم ظلوم بغى، أو غاصب غصبا
وكم أداروا كؤوس الموت مترَعةً **فأيتموا طفلة أو شرَّدوا عزَبَا
صبراً فما اسودَّ مِن ذا الليل جانبه **إلا ليُؤْذن أن الفجر قد قَرُبا
إنِ استضاء بنار الحرب جمعهُمُ **فعن قليل سيغشى جمعنا اللهبا
لن نستكين ولن نرضى بها بدلاً **غداً نردُّ أذان الحق والسلبا
غداً نعيد فلسطين التي عُهِدَت **من قَبلِ خمسين عاماً دوحةً ورُبى
غداً نعيد لها التكبير تسمعه **أُذْن الدُّنى، ونعيد الفقه والأدبا
غداً نعيد لها الزيتون نغرسه **غرساً ونزرع فيها التين والعنبا
غداً سنقلع منها كُلَّ غرقدةٍ **ونضرب الهام كيما نقطع الصخَبَا

الشاعر/ أحمد بن عطية الزهراني

سؤال: هل كان محمود عباس أبو مازن يقوم بإمداد الشركات الصهيونية بالإسمنت لبناء الجدار العازل؟ ولماذا؟ هل التجارة شيء والسياسة شيء آخر؟ مجرد سؤال !!

سؤال آخر؟ هل كانت قوات أجهزة الأمن التابعة لدحلان تقوم بملاحقة المجاهدين التابعين لحماس وغيرها وتقوم بتصفيتهم أو زجهم بالسجون لأنهم أوقعوا ضربات مؤلمة في الخاصرة الصهيونية؟؟؟ أم أن وسائل الاعلام كانت تكذب علينا
الأسئلة كثيرة ولكن هاذان يفيان بالمطلوب، والرسالة تقرأ من العنوان
في هذه الاثناء أوجه تحية جهادية واتاوية لكل الشرفاء.. من تمسكوا بالحق وباعوا الذات في سبيل الوطن والكرامة

عبد الرحمن قصيعة
18/07/2009, 12:52 AM
هل عرفات قتل أم مات ؟
من موقع فلسطين الحرة
الإحتمالات: مات أم قتل؟
هذا السؤال الذي ما زال يُحيّر الجميع! ومرة أخرى وبتجرد لنناقش الفرضيات والإحتمالات كما هي، ومن خلال أقوال الأطباء والأخصائيين:

الفرضية الأولى: وفاة طبيعية بسبب الشيخوخة والمرض
تبقى هذه الإحتمالية واردة، فالأعمار بيد الله، وعرفات لم يكن بالشاب الصغير، وظروف حياته في السنوات الأخيرة لم تتكن بالمثالية، وحالته الصحية كانت في منحنى تدهوري واضح، لكن لنراجع ما قاله طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي في برنامج نقطة نظام على قناة العربية بتاريخ 12/11/2004 حول هذه الفرضية تحديداً:

" حسن معوّض: طيب دكتور أشرف يعني أنت أيضاً أشرفت على صحة الرئيس لمدة طويلة كما كررنا القول يعني, هل بالإمكان القول في سيناريو آخر بأن مجمل الأمراض التي يعني عانى منها بالإضافة إلى الهرم أيضاً ربما هي أدت في نهاية المطاف إلى الوفاة بشكل أو بآخر؟

د. أشرف الكردي: لا.. لا أستطيع أن أقول هذا لأن هنالك علامات تدل على إنو فيه شيء آخر كان موجوداً عند الرئيس، مرض الرئيس لم يكن نتيجة للشيخوخة، ومرض الرئيس لم يكن هو عبارة عن شيء عرضي، كان هنالك شيء موجود عنده في داخل جسمه الذي أثّر عليه وأدى إلى الوفاة"، وقال أيضاً في نفس المقابلة: " ولكن إذا نظرنا إلى الأمور الأخرى نجد أن وزنه أصبح نصف تقريباً ما كان وزنه بالسابق, شهيته للأكل مسدودة, أمعاؤه متعبة, وكان مجهداً, وأخبرته: هل أنت تشعر بالإجهاد؟ قال لي: أشرف بالحرف الواحد أكثر من هيك, قلت له: هل تقصد أنك منهك؟ قال لي: هيّ هذه الكلمة الصحيحة أنا منهك جداً من رأسي إلى قدمي، وكان هنالك عليه تغيير في الجلد كان جلده أصفر، ويوجد أيضاً لون فضي بالإضافة إلى لون الصفار الموجود عنده, وكانت هناك بقع حمراء على وجهه.."



وقد سبق وعزت بعض الصحف الخليجية سبب تفاقم مرض عرفات إلى تقدمه في السن, إضافة للضغوط والحصار الطويل المفروض عليه منذ العام 2000، والذي يحظر عليه الخروج من بوابة المقر الرئاسي، أو التفسح في الهواء الطلق. إضافة إلى حرمانه من توفر العلاج الصحي وإمكانيات الفحص الدقيق والدوري.



ولنا عودة مع هذه الفرضية في نهاية هذا الجزء.



الفرضية الثانية: التهابات جرثومية



وهي النظرية التي أطلقها الطبيب اللبناني الذي رافق عرفات منذ عام 1994، وهو الطبيب الاستشاري السابق والاختصاصي في جراحة الدماغ د. حسين منصور، حيث شرح نظريته في لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 24/11/2005: "انعدام النظام الغذائي، اضطراب نفسي وارهاق جسدي عند متقدم في السن غير آبه بحدود طاقاته الجسمانية, تراكم العوارض المرضية خصوصاً الالتهابية منها مع تداعياتها, غياب الرقابة الصحية، صدمات التهابية عولجت في شكل عشوائي، التهاب دموي نتج عنه تكسّر في الصفائح الدموية وفقدان جهاز المناعة ونزيف في أنحاء مختلفة من الجسم".

هذه الفرضية يدعمها الفحوصات المبدأية التي أشارت لوجود التهابات، والتي تبين لاحقاً عدم صحتها حيث كانت كريات الدم البيضاء والتوازن فيها وسرعة الترسب طبيعية، ولم تثبت الفحوصات التي أجريت في رام الله وجود أي أثر لبكتيريا أو فيروسات.



الفرضية الثالثة: تسمم بواسطة الإشعاع



وكان أكثر من أسهب في شرحها المقدم منير الزعبي مرافق عرفات ونائب رئيس حرسه حيث قال بتاريخ 04/06/2005 (العربية/العين الثالثة): " إذا مسموماً.. مسموماً بمواد حديثة ومتطورة جداً وليست مباشرة، مش مباشر، مش سم مباشر.

أحمد عبد الله: آه لا بد أن يكون..

المقدم منير الزعبي: إما من الأشخاص اللي في نوعية سم متطورة جداً، يعني سلّم على الرئيس بإيده مسمومة أو واحد من اللي ببوسوه ممسوح بمادة إذا بهالشكل.. بالطريقة هاي في سموم تنقل وفي سموم متطورة بتنقل ممكن هذا الشي، أو بأشعة الليزر، يعني أبو عمار لما كان يمشي هون كان الجيش الإسرائيلي.. نكون مكشوفين في بعض المناطق، هاي مستعمرة، أبو عمار لما كان يوقف كان يوقف هون، بالإضافة إنه كانت الطائرات أحياناً..

أحمد عبد الله: بس تسمم.. مزبوط بس الليزر كان يصيب ممكن يعني إنتو معاه معظم الوقت يعني مش استهداف شخصي؟"

المقدم منير الزعبي: لأ الليزر لما بحدد الشخص نفسه بيصيبه، أنا كنت بباريس لما راح الرئيس على المستشفى في طبيب فرنسي شرح إلنا شغلة يعني دخلت المخ: إنه إذا أبو عمار، فرضية إذا أبو عمار قُتل بتسمم فقال الاحتمالات إصابته بتسمم عن طريق إصابته بأشعة الليزر إما عن طريق الصحفيين أو كاميرا تلفزيون بتبث فيها مادة أو جهاز ببث أشعة ليزر، لما كان أبو عمار في مقابلة صحفية والكاميرا تقعد ساعة ونص ساعة وتصور فيه والكاميرا مسلطة عليه إذا كانت هذه الكاميرا بتبث إشعاع.. أشعة ممكن تكون بهذه النتيجة، ممكن أُصيب من هذا".

هذه النظرية أو الفرضية تدعمها بعض الأعراض التي ظهرت على ياسر عرفات كما تصفها الكتب الطبية، تحت عنوان Acute Radiation Syndrome والتي تتراوح الأعراض فيه بين:



- غثيان وقيء

- إسهال

- إرهاق وتعب وإغماءات

- جفاف

- التهابات في المناطق المكشوفة من الجسم

- تقرحات في الفم والمريء والمعدة

- تفرحات جلدية

- نزيف من أغشية الجسم والجلد

- رضوض مختلفة

- إنخفاض في الصفائح الدموية

ورغم أن عرفات عانى من كل هذه الأعراض، إلا أن ما لا يستقيم مع هذا التشخيص هو عدم وجود انخفاض في الخلايا الليمفاوية و كريات الدم البيضاء من نوع Neutrophils، وعدم وجود فشل في مخ العظم.



الفرضية الرابعة: سرطان الدم



وهي الفرضية التي أشبعت تحليلاً وفحصاً ونفياً بوضوح لا مجال للشك فيه، رغم أن معظم الأعراض السريرية كانت تنطبق مع هذه الإحتمالية، إلا وأنه وكما سبق أسقطت التحليلات المخبرية هذا التشخيص.



الفرضية الخامسة: نقص المناعة



رغم حساسية هذا التشخيص إلا أنه لابد من الوقوف عنده، لأنه تم الحديث عنه منذ بدايات المرض وكثر الجدل حوله، ومرة أخرى نتناوله بداية من الناحية الطبية البحتة، وبشكل نقاط سريعة:

- إحتمال الإصابة بمرض نفص المناعة كان أحد 3 إحتمالات قوية للمرض وهي التسمم وسرطان الدم ونقص المناعة

- بالرغم من أن عددا من أعراض المرض الذي تسبب بموت عرفات قبل نحو عشرة اشهر تشبه أعراض مرض الايدز، فانه لا يوجد في تقرير المرض والموت المفصل الذي كتبه فريق الاطباء الفرنسي، ذِكر لفحص كهذا، يثبت أو ينفي وجود الفيروس في دمه

- أرسلت وأجريت عشرات الفحوصات وتم استثناء إحتمالي السرطان والتسمم في مستشفى بيرسي، إلا أن التقرير الرسمي يخلو تماماً من أي فحص لنقص المناعة أو H.I.V

- يقول د.أشرف الكردي: "أعلم أن الأطباء في باريس وجدوا فيروسات الإيدز في دم عرفات"

- لكنه يستطرد أن الفيروس" أدخل في دمه من أجل التغطية على التسمم"

- ويقول أيضاً أنه سأل طاقم الأطباء في رام الله وأخبروه أنهم أجروا فحوصات نقص المناعة في تونس وكانت سلبية، لكنه يشكك في إجاباتهم

- الغموض والتعتيم حول هذا الموضوع كان محور جدل بين الأخصائيين الإسرائيليين الذين وجدوا فيه مادة خصبة للقيل والقال، وهذه أبرز تحليلاتهم:



· يقول البروفيسور غيل لوغاسي، رئيس اتحاد خبراء الدم في اسرائيل، والذي قرأ التقرير الفرنسي، إن الأعراض الموصوفة يمكن ان تكون مميزة للايدز. "تلوث يبدأ في جهاز الهضم ويتدهور سريعا جدا نحو انهيار جهاز التجلط مميز للايدز. إن ما لا يقبله العقل ببساطة ويبدو غامضا تماما هو التجاهل التام لامكان الايدز. تُذكر في التقرير عشرات الأمراض التي فُحص عنها أو الجراثيم، لكن لا يوجد أي دليل على فحوص اتش.آي.في ولا حتى ذكر لمناقشة الموضوع. استطيع فقط أن افترض انه لو كانت نتائج فحص الايدز سلبية، لما كانت أي مشكلة لكتابة ذلك في التقرير". لا يسارع البروفيسور لوغاسي الى الجزم بأن الحديث عن الايدز. "يوجد إمكان بالتأكيد لأن يكون قد حدث تلوث في جهاز الهضم نتيجة جراثيم في غذاء لم يُحفظ حفظا جيدا، مثل لحم فاسد وأن تكون الجراثيم قد تسببت بمشكلة التجلط. كان يمكن أن تختفي الجراثيم الملوثة مع قليل من المضادات الحيوية - ومن هنا تعليل أنه لم يوجد مصدر التلوث. لكن بسبب تشخيص متأخر لم يكن هناك إمكان بعد لعلاج المرض الذي تسبب بنقص الصفائح الدموية".

· خبير آخر في الايدز ايضا من أحد المستشفيات الكبيرة في "إسرائيل" يقول: أن التجاهل التام في التقرير لامكانية الايدز يثير علامات استفهام شديدة، وكذلك عدم ذكره في تقرير طبيب مختص بأمراض تلوث (ويعالج الايدز)، كجزء من السلسلة الطويلة من الاطباء الذين عالجوا عرفات. ومع ذلك، فان امكانية ان يكون عرفات قد أصيب بالايدز ليس مرتفعا بحسب رأيه. الخبير الذي نظر في التقرير الطبي، يقول إن من غير المعقول أن يكون المرض الذي استمر نحوا من اسبوعين (حتى النقل الى المستشفى في باريس)، مع إسهال شديد، وتقيؤات وإضرار بجهاز الهضم وأدى الى مشكلة تجلط شديدة، ناتجا عن الايدز،حتى لو حُقن بفيروسات الايدز في مرحلة متأخرة (كما زعم طبيبه الشخصي)، فمن غير المعقول أن يكون هناك إضرار سريع خطر الى هذا الحد بجهاز الهضم. يُزاد على ذلك، أنه بعد بضعة ايام من تفشي المرض، لم يتضرر الجهاز المناعي لعرفات تضررا شديدا".

- يتبين أن أساس نفي الإصابة بمرض نقص المناعة هو قصر فترة المرض وسرعة تدهور الحالة

- إلا أنه وكما سبق التأكيد بدء مرض عرفات قبل سنوات عديدة وتحديداً منذ عام 1993، مع تدهور مستمر منذ عام 2002

- تبقى إحتمالية الإصابة بمرض نقص المناعة قوبة وواردة، ولا يمكن طبياً إستبعادها

- من المهم ذكر أن الإصابة بمرض نقص المناعة لا يعني التشكيك في أخلاقيات ياسر عرفات، أو تشويهه شخصياً كما تحاول الدوائر الإحتلالية الترويج له، فإضافة لتفسير د.أشرف الكردي، هناك طرق كثيرة للإصابة بفيروس نقص المناعة، ليس أقلها الحقن المتعمد.

- ومن هذا المنطلق كان لابد من إجراء الفحص، ونشر نتيجته، مع التأكيد مرة أخرى أن هذا لا يعني على الإطلاق التشكيك في أخلاقيات المصاب.



الفرضية السادسة: التسميم



وهي الفرضية التي يكاد يجمع عليها الشعب الفلسطيني بكافة فئاته، والتي تشكل الفرضية الرئيسية للإيمان بأن ياسر عرفات قضى غدراً واغتيالاً، وتعززها التهديدات "الإسرائيلية" السابقة والتي يمكن تلخيصها في:

سبق وقال شارون ان قتل عرفات كان سينقذ الكثير من الارواح، ولكننا التزمنا بعدم ايذائه، وكان يتوجب علينا تنفيذ التزامنا وقال شارون ايضا «ليس لدينا اي نوايا في ايذاء عرفات شخصيا» ولكن يوري دان احد المقربين من شارون كتب يقول في نوفمبر 2004 انه يتذكر الاجتماعات التي عقدها شارون كوزير للدفاع في 1982 في مكتبه في تل ابيب عندما سأل شارون مديري الموساد متى سينفذون اوامر مناحم بيغن لتصفية عرفات.

وذكر ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء في 2003 ان قتل عرفات هو احد خياراتنا واضاف اننا نحاول تصفية جميع رؤوس الارهاب وعرفات هو احد تلك الرؤوس.

تحدثت الصحف الاسرائيلية عن قرار سري اتخذه مجلس الوزراء في اواحر 2003 لتصفية عرفات كونه عقبة في طريق السلام ولمح المسؤولون الى وجود خطط ترسم لتصفية عرفات ولكن لم يتم اتخاذ عمل محدد في هذا الشأن بسبب الضغوط الاميركية وافق شارون ببساطة على عزل عرفات بمقره في رام الله بعد العملية العسكرية الاسرائيلية لاعادة فرض السيطرة على الضفة الغربية في ربيع 2002.

ولكن شارون ذكر بنفسه انه اخبر الرئيس بوش في 14 ابريل 2004 انه لم يعد ملتزما بوعده بعدم ايذاء عرفات.

وذكر دان «ان الرئيس بوش قال انه سيكون من الافضل ترك مصير عرفات بيد الله فرد عليه شارون قائلا انه يتوجب علينا مد يد العون له لمساعدته في بعض الاحيان».

وليس من المستغرب بالتالي ان تروج نظرية المؤامرة في صفوف الفلسطينيين من ان اسرائيل هي من سمم عرفات.



هذه الفرضية تعززها أيضاً الكثير من العوامل، سنحاول ذكرها في النقاط التالية:



1. الأعراض التي ظهرت على عرفات من طفوح جلدية وبقع حمراء وفضية كما سبق شرحه

2. التكسر والنقص غير المبرر علمياً للصفائح الدموية، دون الإضرار بباقي مكونات الدم

3. إرتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير ومتقطع، دون وجود دليل على التهابات جرثومية

4. السيرة المرضية وتطور المرض تثبت وجود نوع غامض من السموم في جسد عرفات

5. عدم الوصول لسبب حقيقي للوفاة



· هذا من الناحية الطبية، والتي أكدها العديد من الأطباء المختصين ومنهم البروفيسور "الإسرائيلي" غيل لوغاسي، وكذلك طبيب "اسرائيلي" كبير قرأ التقرير قراءة متمعنة ومنع من ذكر اسمه، التشخيصات الموصوفة فيه، والتي ظهرت بعد نحو اربع ساعات من العشاء في الثاني عشر من تشرين الاول 2004 - تثير شكا معقولا بأن ذلك العشاء كان الأكثر حسما في حياة وموت عرفات. "هذه حالة تقليدية تُدرس في مدارس الطب عن التسمم من الغذاء"، يُبين ذلك الطبيب. بحسب اقواله، بحسب الموصوف في الوثيقة الطبية، الأقل احتمالا ان يكون الحديث عن تسمم غذائي معتاد ومعروف نشأ عن جرثومة تفرز سموما. كان يفترض أن يُكتشف تسمم كهذا في سلسلة الفحوص التي مر بها عرفات في المقاطعة، وأن يوقف بمساعدة المضادات الحيوية. من المعقول يقينا، كما يقول الطبيب الكبير، أن يكون عرفات قد أخذ سُماً في الغذاء، تسبب بتفشي المرض غير المعروف. استطاع ذلك الطبيب حتى أن يشير الى سُم ممكن، ينشيء نفس الأعراض التي ألمت بعرفات بالضبط، ولم يفحصها الاطباء في باريس. يسمون ذلك السُم ريتسين، ويمكن إدخاله في الغذاء، وقد استعمل في الماضي كسلاح بيولوجي في العملية في محطة القطارات الارضية في طوكيو". ويضيف: "في الحق أن الاطباء بحثوا عن سموم في باريس، لكن ذلك كان بعد اسبوعين من تلك الوجبة ومن المعقول انه اذا ما أُدخل سم في الغذاء، فانه يكون قد تغلغل في الجسم بسرعة، وأضر إضرارا شديدا وقُذف بعدها أو اختفى بكلمات اخرى. زيادة على ذلك، مختبرات السموم في باريس بحثت عن سموم معروفة ولم تستطع البحث عن شيء لم تعرفه".

· بتاريخ 11/11/2004 يوم وفاة عرفات،كشف مصدر كبير في وزارة الصحة الفلسطينية لـ «الشرق الأوسط» النقاب عن ان مختصين بعلوم الدم في الوزارة، خلصوا الى ان الأعراض التي يعاني منها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي أعراض تسمم. وقال المصدر ان هؤلاء المختصين يؤكدون ان التدهور الدراماتيكي في الوضع الصحي لعرفات لا يمكن ان يكون مصدره الالتهاب الفيروسي كما زعم عدد من مسؤولي السلطة. وأشار المصدر الى ان الفرق الطبية المصرية والتونسية والاردنية والفلسطينية التي عاينت عرفات قبيل مغادرته الى باريس، نفت منذ البداية بالمطلق ان يكون يعاني من سرطان الدم.

· طبيب عرفات المقيم د. عمر دقة يقول أيضاً وبتاريخ 04/06/2005 في رده على أحمد عبد الله (العين الثالثة/العربية): أحمد عبد الله: الدكتور البترواي رفض الحديث معنا وطلب أن لا نتحدث باسمه وأن نلتقي رئيس الفريق الطبي دكتور عمر دقة الذي كان قد رفض أيضاً الحديث معنا، لكن الصدفة وحدها هي التي ألقت بنا في طريقه وبكثيرٍ من الضغط من قِبل أمين عام الرئاسة الفلسطينية وافق أخيراً ولأول مرة يتحدث فيها إلى الإعلام، وافق على لقائنا شريطة أن لا يطول اللقاء عن دقيقةٍ واحدة، التقيناه في عيادة المقاطعة المتواضعة التي كان يتردد عليها الرئيس الراحل، دكتور عمر كان يرافقه لحظةً بلحظة خاصةً في أيام مرضه.

د. عمر دقة: هي الأعراض اللي كانت عنده سواءاً بالمرضة الأولى أو بالمرضة التانية خلال سنتين نفس أعراض الإنفلونزا الحادة، الفارق الوحيد في المرضة الثانية اللي هي طالت الفترة الزمنية أطول إضافةً إلى نزول عدد الصفائح الدموية بشكل ملحوظ الذي لم نجد له مبرراً، يعني احتمالات.. عدة احتمالات هناك منها ممكن الالتهابات الفيروسية تعمل بإنقاص عدد الصفائح الدموية، هلأ هذا سبب من الأسباب، هناك أسباب ثانية، في حوالي ثلاثة أسباب أخرى، انعملت كافة الفحوصات ولم.. وبعدين هناك شيء في الطب معروف علمياً أن هناك في الطب أسباب غير معروفة.

أحمد عبد الله: حضرتك بتستبعد أن يكون هناك سماً من نوع ما أو شيئاً معين مثلاً؟

د. عمر دقة: هناك شيء غير طبيعي، غير طبيعي، غير معروف إيش هوّ، مرض لحدّ الآن لم يُكتشف، شي لم

يُكتشف.

أحمد عبد الله: يعني تظل هناك علامة استفهام؟

د. عمر دقة: يعني وكما تعرف هناك لجنة لحدّ الآن تباشر مهامها وتبحث وتتصل وإن شاء الله إنه يكون ينعرف السبب، يعني على الأقل أن يكون لمصلحة الناس ويرتاح الشعب الفلسطيني ويرتاح الشعب العربي ويكون فيه أمل للناس التانيين إذا أصيبوا بهذا الشيء إنه يجدوا علاج إله.

أحمد عبد الله: ودعنا الدكتور عمر الذي تحدث معنا على مضض ولم يرغب في الكشف عن أية تفاصيل أخرى.

· د.أشرف الكردي أكد أكثر من مرة اقتناعه التام بأن عرفات سُمّم، بل قال أن عرفات يعلم ذلك، وهو ما أشار إليه في لقاء أجرته معه صحفية "تريش سكوه يوم الثامن عشر من كانون ثاني (يناير) 2005 ولم ينشر إلا يوم 25 نيسان (أبريل) 2005 في صحيفة «طهران تايمز» الإيرانية قائلاً: هل كان عرفات يعرف بأنه يموت؟
الكردي : أجل، أجل، كان يعرف ذلك و قد سمعته في رام الله يقول أنه يعتقد بأنه جرى تسميمه.

· صحيفة الأسبوع المصرية سبق وأن أشارت إلى محاولة جرت لتسميم عرفات في عددها الصادر بتاريخ 06/10/2003، وتشير إلى اتفاق فرنسي أمريكي فلسطيني لإخفاء حقيقة أن عرفات قُتل بدس السم له.

· أجمعت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين على أن عرفات أغتيل بدس السم، مطالبين بفتح تحقيق رسمي بالموضوع ومنهم:



- محمد نزال 11/11/2004

- فاروق القدومي 14/11/2004

- أحمد قريع 18/11/2004

- بسام أبو شريف 16/11/2004

- حنان عشراوي 04/06/2005

- عزمي بشارة 08/09/2005

- د.مصطفى البرغوثي 08/09/2005

- جميع القوى والفصائل الفلسطينية



· وأكدت صحيفة (لو كانار أنشيني) الأسبوعية الفرنسية بأن مناخا نفسيا شاملا رافق الرئيس إلى باريس مفاده بأن سبب المرض هو التسمم ،وهو الأمر الأرجح للظروف التي تم فيها نقل أبو عمار إلى باريس بعد أن نصح بذلك أطباؤه التونسيون والأردنيون، ويود الأطباء في المستشفى أن يرفع خاتم السرية على الملف بعد أن جندوا فريق الاخصائيين المخبريين في معامل التحليل الدموي للتحقيق في إمكانية تواجد مواد مسممة دخيلة في دم الرئيس، كما قاموا بطلب تعاون المختبر المركزي لمعهد مقاومة الجريمة التابع للحرس الوطني الفرنسي ، وهذا المختبر ذو سمعة دولية في البحث الجنائي ، وتسلم الأطباء تقرير المعهد يوم الخامس من نوفمبر ومفاده بأنه ليس هناك تسمم في الدم بمادة مسممة معروفة ، والمعهد مقره في مدينة روسني سو بوا في ضاحية باريس الغربية. وتعرف ليلى شهيد سفيرة السلطة في باريس هذا التقرير، لكن إدارة المستشفى استغربت حين غيرت السفيرة من لهجتها بعد ذلك و أكدت بأنها تشك في تسمم حاصل للرئيس، وأفادت مصادر دبلوماسية أن الشك وارد في تقرير المعهد الذي نفي وجود مادة مسممة معروفة في دم الرئيس و لكنه لم ينف حالة التسمم بصورة قطعية وجازمة.

· رغم وجود هذه الإحتمالية، رفضت فرنسا الرسمية التحقيق حيث ذكرت الأنباء أن تيارات البرلمان الفرنسي قمعت محاولة أولية من مهدها قام بها احد أعضاء البرلمان لتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب وفاة عرفات حيث أكدت السفارة الفرنسية في عمان بان البرلمان الفرنسي لم يشكل اي لجنة في هذا الاتجاه إنما رفض الموافقة علي إقتراح فردي لأحد الأعضاء بتشكيل اللجنة.

· الأخصائي يساسخاروف ان "المشكلة في التقرير الطبي للمستشفى الفرنسي تكمن في انه لا يضع استنتاجات واضحة وكأن احدا ما لا يريد تحديد سبب الوفاة.

ورغم ان التقرير يشير الى ان سبب الوفاة الفوري هو حدوث نزيف دموي في الدماغ ادى الى تخثر في الدم لكنهم لم يقولوا ما الذي سبب ذلك".

واضاف انه "من جهة اخرى قال الاطباء في التقرير الطبي امرا غريبا للغاية وهو ان هناك مؤشرات لتلوث صعب جدا لكنهم لم يجدوا في المقابل اي نوع من الجراثيم ولذلك فان احتمال التلوث يبقى مفتوحا.

وهناك تكهنات حول ان المضادات الحيوية ازالت الجراثيم لكنها لم تؤد الى ازالة المرض وهذا الامر يضع علامات سؤال كثيرة".

وتابع يساسخاروف ان "الاحتمال الاخر هو ان يكون عرفات قد تعرض للتسميم وذلك بسبب الاعراض المتعلقة بتدهور حالته الصحية بشكل سريع وحالات الاسهال والتقيوء ومشاكل تخثر الدم وتوقف الكبد عن القيام بوظائفه".

واشار الى ان طبيبا متخصصا اسرائيليا اطلع على التقرير الطبي الذي اعده المستشفى الفرنسي بعد وفاة عرفات "وتحدث عن احتمال وفاة عرفات نتيجة ادخال سم من نوع ريسين الذي استخدم في الماضي كسلاح بيولوجي".

وقال يساسخاروف انه لم يتم الكشف عن هوية هذا الطبيب لكنه طبيب اسرائيلي خبير في مرض الايدز ويعمل في مستشفى اسرائيلي وان المستشفى ارغمه على عدم نشر اسمه في الكتاب.

واضاف ان "هذا الطبيب قال ان احتمال اصابة عرفات بمرض الايدز ضئيل للغاية لان تدهور صحته حدث بسرعة كبيرة للغاية فلو حدث التدهور في صحته خلال شهرين مثلا لكان بالامكان عدم استبعاد ان سبب الوفاة هو الايدز ولكن لان تدهور صحته حدث خلال اسبوعين فانه من غير المعقول ان يكون الايدز هو سبب الوفاة.

وقال الطبيب ان الاحتمال الاكبر هو ان الوفاة ناجمة عن تسميم، إذ رغم وجود ثلاثة معاهد متخصصة في انواع السموم في فرنسا فان ايا منها لم تكشف وجود سم.

من جهة اخرى قال الطبيب ذاته ان هناك انواع سموم غير معروفة للفرنسيين مثل سم ريسين الذي لم يتم فحصه لانه غير معروف للفرنسيين اصلا ويمكن ادخاله للجسم عن طريق الطعام ويسبب الاعراض ذاتها التي كانت لدى عرفات مثل التسبب في تخثر الدم والمشاكل التي اصابت كبده وغيرها".

· المفاجأة كانت أنه في الوقت الذي ما زالت فيه التكهنات سيدة الموقف حول اسباب وفاة ياسر عرفات، وفي الوقت الذي يقول فيه الفلسطينيون بان عرفات قضي بعد ان قامت اسرائيل بتسميمه بطرق لم يكشف النقاب عنها، وفي الوقت الذي لم تكشف فيه القيادة الفلسطينية في رام الله عن السبب الذي ادي الي وفاة عرفات، علي الرغم من تسلمها الملف الطبي الذي حصل عليه الدكتور ناصر القدوة، ابن اخت عرفات، في هذا الوقت بالذات كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر بتاريخ 16/12/2004 ان طبيبا فرنسيا يهوديا انتدب ليكون ضمن الطاقم الذي اشرف علي علاج الرئيس عرفات في المستشفي العسكري الفرنسي بيرسي في باريس، وكان شريكا فعالا جدا في اتخاذ القرارات حول سبل العلاج التي يجب العمل وفقها لمعالجة الرئيس عرفات، الذي كان يصارع الموت. واللافت ان السلطات الفرنسية تكتمت علي الامر ولم تقم بالاعلان عن وجود طبيب يهودي ضمن الطاقم الطبي. وحسب الصحيفة الاسرائيلية فانه من غير المعروف اذا كانت القيادة الفلسطينية، وارملة الرئيس الراحل، سهي عرفات، علي علم بهذا الامر، وهو ما يثير اكثر الشكوك حول القضية ويعزز الموقف الفلسطيني الذي يؤمن بنظرية التآمرية، والتي تتلخص في ان اسرائيل قامت بتسميمه في المقاطعة في رام الله، الامر الذي ادي الي تدهور حالته الصحية بسرعة فائقة، وتابعت معاريف ان الطبيب اليهودي يكن كل الاحترام للدولة العبرية ويؤيدها بشكل مطلق!

· المخابرات البريطانية أعدّت تقريراً و كشفت عن مضمونه قائلةً إن "عرفات" مات مسموماً، و السمّ الذي قتله معروف في المختبرات الطبية بشكله السائل أو المتبلّر و اسمه "الأكونتين" , و هو سمّ مستخرج من نبتة آسيوية تدعى "الأكونيت" . وجاء في التقرير الموثّق أن من خصائص مادة "الأكونتين" انحلالها السريع و ذوبانها في السوائل الأخرى , بحيث يستحيل على أيّ طبٍّ جنائيّ اكتشاف أيّ أثرٍ لها في الجسم البشري بعد دخولها إليه باثنتي عشرة ساعة , إلا أن الأعراض التي تسبّبها سواءاً في جهاز الدوران "الدم و الأوعية الدموية" و الجهازين العصبي و الهضمي أصبحت معروفة للعلماء , و هي عوارض قاتلة.

و في معلومات مصادر فلسطينية مطلعة أشارت إلى أن الإدارة الأمريكيّة رفضت استقبال عرفات في مستشفى "مايو كلينك" الشهير , لأن مرضه تزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكيّة , المعلومات نفسها تقول إن الولايات المتحدة كانت على علمٍ مسبقٍ بطبيعة مرض الرئيس الفلسطيني , و قد رفضت استقباله كي لا يموت بين أيدي الأطباء الأمريكيين , لأنها كانت ستواجه حرجاً في الإعلان عن سبب الوفاة .

و قد وزّعت المخابرات البريطانية هذه المعلومات على أحد مواقع الإنترنت - نقلاً عن مخابرات عربية- . و الظنّ الراجح أن عرفات تناول هذا السم "الأكونتين" على مراحل , و بجرعات خفيفة جداً , لأن جرعة واحدة من 3 إلى 5 مللغرامات كافية لقتله . و في التقرير إشارة إلى احتمال أن يكون أحد المحيطين بالرئيس الفلسطيني , بصورة دائمة , قد تولّى دسّ السم له خلال شهر رمضان , فتلاشى الرجل على مراحل , تماماً كما حدث مع الرئيس الجزائريّ الأسبق هواري بومدين و مع وديع حداد أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

· سبق وأن تعرّض خالد مشعل لمحاولة إغتيال بسم غير معروف في العاصمة الأردنية عمّان، بتاريخ 25/09/1997، ولم ينقذه إلا ترياق استحضر من المعامل "الإسرائيلية".

· تاريخ الدولة العبرية حافل باستخدام السموم للتخلص من الخصوم، وهذه دراسة نعتبرها هامة في هذا الشأن نشرتها صحيفة الصباح بتاريخ 13/02/2005:

"تمنع قوانين الرقابة العسكرية فى إسرائيل والتى تسرى على الصحف أيضا، نشر أية معلومات عن برنامج السموم الإسرائيلى، ومحاولات إسرائيل تسميم معارضيها. ومع ذلك فإن القصة المشهورة التى ارتبطت بقيام برنامج السموم والحرب البيولوجية الإسرائيلى، تعود إلى ما قبل إعلان إسرائيل نفسها، وترتبط بالشاعر اليهودى ألمانى الأصل (أبا كوبنر) الذى انضم لعصابات (الهاجنا) اليهودية التى شاركت فى حرب 48. كوبنر اتفق مع مجموعة من زملائه اليهود على الانتقام من الألمان. وهذى بفكرة شيطانية، تسميم مصادر مياه عدة مدن فى ألمانية، والتسبب فى موت ستة مليون ألمانى، انتقاما (الأسطورة) (الهولوكست).

وبدأت مجموعة (كوبنر) التى عرفت فى كتب التاريخ الإسرائيلية باسم (كتيبة الانتقام) فى تنفيذ خطتها. وتقول د. (دينا بورات) فى المتاب الوثائقى الذى ألفته عن (شاعر الإبادة الجماعية) أنه حصل بالفعل على كمية هائلة من السموم من قيادات حركة (الهاجنا) والكلمة تعنى بالغة العربية (الدفاع) وهى عصابات يهودية مسلحة شكلت النواة الرئيسية للجيش الإسرائيلى، الذى أصبح يطلق عليه فيما بعد (جيش (الدفاع) الإسرائيلي). وسلمه السم (إفرايم كاتسير) (الذى أصبح رئيسا لإسرائيل فى السبعينات) وأخوه أهارون طالب البيولوجى بالجامعة العبرية فى ذلك الوقت. الأخوان كاتسير اللذان أصبحا كذلك من أشهر علماء إسرائيل، وعملا فى معهد فايتسمان، وسلاح العلوم التابع للجيش الإسرائيلى، ذهبا إلى مخزن الكلية، وسرقا كمية من السموم الخطيرة، وقامت عصابات (الهاجنا) بتوفير أوراق هوية مزورة تخص جنديا من الفيلق اليهودى التابع للجيش البريطانى لـ(كوبنر)، واستقل سفينة بريطانية من ميناء حيفا، وعندما رست السفينة فى ميناء طولون الفرنسى، ارتاب البريطانيون فيه، وفحصوا أوراقه، وقبل أن يعتقل، تمكن (كوبنر) من إلقاء علبة معجون الأسنان، وصفائح الأغذية المحفوظة التى ملئت بالسموم فى مياه البحر.


وعلى الرغم من أن (معهد فايتسمان)، و(سلاح العلوم) التابع للجيش الإسرائيلى شكلا ورشة عمل ضخمة لتطوير برنامج السموم الإسرائيلى تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية، وجهازى الموساد والشاباك، إلا أن المركز الرئيسى لانتاج السموم، ورسم خطط اغتيال المعارضين لإسرائيل، يقع فى المركز العلمى (نيس تسيونا) أى (معجزة صهيون). وهى إحدى المنشآت السرية والأكثر غموضا فى إسرائيل. ويتخصص فى أبحاث الكيمياء الحيوية، والبيولوجى، الفارمكولوجى، وعلم الميكروبات، وغيرها من العلوم النادرة. وعلى عكس المتوقع لا يخضع المعهد الطبى لوزارة الصحة الإسرائيلية، وإنما يتبع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى مباشرة شأنه شأن الموساد، والشاباك. ويتولى حراسته وتأمينه والانفاق عليه جهاز مستقل يتبع (الملماف) (المسئول عن الأمن فى وزارة الدفاع الإسرائيلية).


وقد حصل جهازا (الملماف) و(الشاباك) على حكم قضائى يمنع الصحف الإسرائيلية من نشر أية معلومات عن قضية الجاسوس الإسرائيلى البروفيسور (أبراهام ماركوس) نائب مدير المعهد السابق الذى تجسس لصالح الاتحاد السوفيتى فى أوائل الثمانينيات خوفا من انكشاف طبيعة الأبحاث التى تجرى فيه.


وقد قام باحثو المعهد برئاسة (ماركوس) بدراسة عمليات نشر الأوبئة والأمراض المعدية وسط تجمعات سكنية، وفى السنوات الماضية يجرى المعهد أبحاثا لتطوير وسائل للدفاع عن المدن الإسرائيلية من أى هجوم كيماوى أو بيولوجى. وطبقا للمصادر الاستخبارية الغربية فإن باحثى المعهد يعكفون على تطوير سموم ومواد كيماوية مختلفة لتصفية الأفراد.


الخبرة الإسرائيلية العريضة فى مجال تسميم المعارضين لها، دفعت ببعض الكتاب العرب، والغربيين للشك فى قيامها بتسميم الرئيس ياسر عرفات، وعلى الرغم من جرائم إسرائيل الوفيرة، إلا أنها من الصعب أن تعترف بهذه الجريمة، خاصة وأن تقديراتها الاستخبارية تفيد أن هذا الاعتراف يعنى خروج الشارع الفلسطينى فى انتفاضة حياة أو موت، وتعرض إسرائيل لمخاطر وجودية. ومع ذلك أكدت صحيفة معاريف أن طبيبا يهوديا أشرف على علاج عرفات فى مستشفى برسى العسكرى بفرنسا، وكان أخر من دخل عليه بمفرده، قبيل دخوله فى الغيبوبة الطويلة التى لم يفق منها. معاريف تركت الأمور عائمة، واثقة من فطنة القارئ الإسرائيلى.



كذلك فعل (يوسى ملمان) خبير الاستخبارات الإسرائيلى الأشهر، والكاتب البارز بصحيفة هاارتس الذى يقول:لا شك أن فيكتور يوشنكو رئيس الوزاء الأوكرانى الجديد الذى قرر أن يسافر لإسرائيل خلال أسابيع لمعالجة وجهه من آثار التشوه، التى لحقت به بسبب تسميمه بمادة الديوكسين، يعلم أن جهاز الموساد، والعيادات والمعامل الخاصة التابعة له هى الأقدر فى العالم على اختراع السم، وترياقه. لكن المؤكد أنه لم يعرف شيئا من قبل عن كتاب الطبيب اليهودى (موسى بن ميمون) الذى صدر فى القاهرة فى القرن الثانى عشر الميلادى بعنوان (السموم القاتلة، وعلاجها).


وإذا كان القارئ الإسرائيلى يفتقر إلى الفطنة فإن مقال (ملمان) يحتوى على عدد من الحقائق والشهادات التاريخية المرعبة التى جمعها من متخصصين يهود فى التاريخ، والطب، أبحاث السموم، تبين أن اليهود تبرعوا لتسميم القيادات السياسية على مر التاريخ مرة للتخلص من أعدائهم، ومرات من أجل حفنة من المال.


فالدكتور (يعقوب هوروفيتس) مدير مستشفى سوروكا بإيلات، يؤكد أن (الأطباء اليهود) لم يحافظوا دائما على قسم أبيقراط، وسمموا مرضاهم، مثل الطبيب اليهودى (رودريجو لوبيز) الذى قتل ملكة انجلترا (أليزبيث الأولي) بخاتم مسموم، لصالح عدوها ملك أسبانيا (فيليب الثاني)، وقبض عليه، ونفذ فيه حكم الإعدام سنة 1594.

أما الدكتور (بنى أربيل)المؤرخ بجامعة تل أبيب فيقول إن تاريخ مدينة البندقية مليء بمحاولات الاغتيال بالسم التى أشرف عليها، ونفذها (مجلس العشرة) الحاكم فى ذلك الوقت، والذى كان يملك صلاحيات أمنية وسياسية واسعة. ويضيف ضاحكا: (تماما مثل مجلس الوزارء الإسرائيلى المصغر الذى يضم ممثلين للموساد والشاباك). د. اربيل يقول إنه يملك وثائق وأدلة تاريخية جمعها فى رسالته الأكاديمية تفيد أنه (فى عام 1477، وفى عز الحرب مع الأتراك التى استمرت 16 عاما، وكبدت البندقية ثمنا باهظا، عرضت مجموعة من اليهود يتزعمها شخص يدعى (شلومو) على (مجلس العشرة) تسميم السلطان التركى (محمد الفاتح) الذى حرر اسطنبول من قبضة البيزنطيين، وحولها عاصمة للعثمانيين). وتلخص العرض فى أن شلومو ورفاقه سيغتالون السلطان العثمانى بمساعدة طبيب البلاط اليهودى مقابل مبالغ مالية طائلة، وتحسين وضع الطائفة اليهودية فى البندقية.


وفى الوثائق المكتوبة باللاتينية، ومازالت محفوظة فى أرشيف مدينة البندقية بتاريخ 9-7-1477، كتب السطر التالى: (عرض علينا اليهودى (شلومو) وأخوانه اليهود، قتل السلطان التركى بالاستعانة بالطبيب والصيدلى اليهودى (لاحووس)، وقد قبلنا العرض، وفى انتظار التنفيذ). أربيل الذى درس هذه الفترة يقول عشرة من الأمراء وافقوا على القرار، ورفضه ثلاثة، وامتنع مثلهم. لكن فى النهاية لم تدخل الخطة حيز التنفيذ، لأسباب مجهولة.

ولا يرى الخبراء الإسرائيليون غضاضة فى استخدام السم فى قتل الزعماء والسياسيين، فيقول البروفيسور (رون بركاي) من قسم التاريخ بجامعة تل أبيب إن القتل بالسم أمر ممتع ومثير حقا، فهى طريقة فعالة، ولا تترك آثارا، على عكس القتل بالسيف والسكين، فالسم يجعل من الصعوبة بمكان، معرفة الجاني). ويضيف (بركاي) لهذا السبب كلف الحكام المسلمون الأطباء بدراسة أنواع السموم، لاتقاء شرها، فقام موسى بن ميمون بتأليف كتاب عن السموم ومضاداتها فى القرن الثانى عشر وأهداه للقاضى الفاضل حاكم مصر، وترجمه للعبرية، ليستفيد منه اليهود. وقد أعاد الإسرائيلى زيستر مونتنر طبعه ونشره بالعبرية عام 1942.وكتب فى المقدمة وكان ومازال كتابا يثير الحيرة عند قراءته بسبب غزارة ودقة المعلومات عن السموم وأنواعها وتركيبها، والمضادات الكفيلة بإبطال مفعولها.


ومن ناحية أخرى فإن البروفيسور شموئيل فاينر، والبروفيسور دافيد أساف، المتخصصان فى تاريخ اليهود يؤكدان لصحيفة هاارتس، أن اليهود كثيرا ما استخدموا السم فى تصفية خصومهم السياسيين، حتى لو كانوا يهودا مثلهم، ومن اشهر هذه الوقائع، ما حدث فى سبتمبر 1848، بعد أن فشلت مجموعة يهودية متعصبة فى اغتيال الحاخام الرئيسى للطائفة اليهودية أفراهام هكوهين فى عيدى الفصح، والمساخر، فتسلل زعيمهم (أفراهام فلفل) إلى مطبخ منزله، ووضع الزرنيخ فى حسائه، فمات الحاخام وابنته الصغيرة، فى نفس الليلة. وكان سبب الاغتيال أن الحاخام مثقف، ومتنور ويريد نشر ثقافة التسامح بين شباب الطائفة.

الشهرة الإسرائيلية فى مجال السموم يؤكدها د. (كين إلبيك) الخبير العالمى فى هذا المجال الذى يقول إن أكثر دولة تمتلك خبرة فى هذا المجال هى إسرائيل بمعملها الذى حظى بشهرة دولية فى (نيس تسيونا)، ثم الاتحاد السوفيتى السابق، فأمريكا، وأخيرا جنوب أفريقيا.


د. ألبيك ولد عام 1950 فى كازاخستان، وفى الـ25 من عمره أنهى دراسته فى المعهد الطبى التابع للكلية الحربية بتومسك، وتخصص فى الأمراض المعدية، وأبحاث السموم، وحصل على درجتى دكتوراه الأولى فى تطوير الأسلحة البيولوجية، الجمرة الخبيثة، والتروليميا وهى ميكروب يصيب جهاز التنفس والرئتين، والثانية فى صناعة ونشر الانتراكس. والتحق بالمشروع الروسى السرى لتطوير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، لمدة 17 سنة، وتولى إدراته لمدة أربع سنوات انتهت عام 1992. عندما هرب إلى واشنطن، وسلم للسى اى إيه معلومات فى غاية السرية عن البرنامج الروسى، ومدى تطور صناعة السموم لدى السوفييت". إنتهت الدراسة!

· سبق وأن حذّر بسّام أبو شريف في رسالة موجهة لياسر عرفات بتاريخ 05/06/2002، من محاولات تسميم عرفات، طبقاً لمعلومات حصل عليها من مصادر موثوقة في واشنطن، ليعرب عن يقينه بقتل عرفات بالسم، وهذا نص الرسالة:



نص الرسالة

الأخ الرئيس أبوعمار حفظه الله
تحية فلسطين
إن اجتماع ظهر اليوم للمجلس المصغر لم يتخذ قرارا كما أبلغتكم وسيجتمع بعد ساعة للبحث في القرار.
الخياران المطروحان هما:
عملية واسعة في كل المناطق بما فيها عزل أو اتخاذ خطوة حاسمة لطرد ياسر عرفات من المناطق.
اتق الحذر. كما أرجو أن تحذر من الأكل والماء. لا تشرب إلا من زجاجة فتحتها أنت بيدك، ولا تأكل هذه الأيام إلا من معلبات مغلقة تفتحها أنت ويشتريها المخلص، وصالحة زمنيا.
وأنا على استعداد أن تقوم مها زوجتي يوميا بإعداد ذلك.
لدي معلومات من جهات أنهم سيحاولون تسميمك.
كذلك أرجو مرة أخرى كما سبق أن ذكرت لك أن تضمن الأموال وأن تسحب أي صلاحية لأي شخص خاصة خالد من التصرف بالأموال لأن القرار الإسرائيلي هو محاصرتك ماليا. وما أكتبه له مبررات مستندة لمعلومات.
الأمر خطير لأن هناك مؤامرة تحاك ضدك عنوانها (رفع يدك عن المال) تحت حجة عدم تصرفك لشراء السلاح وتمويل الإرهاب ورفع يدك عن الأمن ليتحكموا هم به.
أرجو أن تبقي في ذهنك ما قلته لك قبل حصارك survival is victory(البقاء هو النصر) وهذا كلام من مصادر موثوقة جدا في واشنطن.
كل الولاء والوفاء لقائدي أبوعمار رمز نضالنا.
ودمتم لفلسطين.

أخوك
بسام أبوشريف
5/6/2002

· إثر وفاة وديع حداد في إحدى مستشفيات برلين الشرقية أبلغوا من قبل مدير الأمن الألماني وأحد مساعديه واسمه ماركوس وولف، أن يتنبهوا لنوع من السم يدخل في مسام الذوق، أي في اللسان وهو إما على شكل بهارات أو قهوة أو شاي أو في الملح، ويأخذ مداه فترة طويلة قبل أن يبدأ مفعوله بتكسير كريات الدم الحمراء وخلال فترة وجيزة يتحطم الجسم عضوا تلو الآخر إلى أن يصل إلى الدماغ فيقضي عليه.

· ثقة شارون الزائدة برحيل عرفات قبل نهاية العام تؤكد معرفته بخفايا نجهلها، وكذلك يقين بوش وغيره من موت عرفات حتى قبل الإعلان عن ذلك رسمياً، ونذكر كيف أنرئيس وزراء لوكسمبورغ أعلن عن وفاة عرفات قبل إعلانها رسمياً، وعندما سُئل عن مصدره قال: مصادر إسرائيلية، كما أن الرئيس الأميركي أيضاً قدم تعازيه في عرفات قبل وفاته رسمياً، وقال "ليرحمه الله"



ويبقى السؤال الأهم: هل مات عرفات أم قتل؟



مما سبق من فرضيات يتضح أنه وباستثناء الفرضية الأولى فإن عرفات قد قتل دون شك، واغتيل بوسيلة أو بأخرى، لكن هذه ليست كل القصة!

حتى الفرضية الأولى تعني اغتياله، حتى وإن مات بسبب المرض والشيخوخة فقد قتل، حتى وإن كانت أسباب الوفاة طبيعية فقد تمت تصفيته، لكن كيف؟ دون أي تعليق سأسرد الحقائق الدامغة التي وُثقت في الأجزاء السابقة، لأعود واربطها مع الفرضية الأولى:



- رغم مرض عرفات الشديد لم يستدع طبيبه الخاص إلا قبل تسفيره بيوم واحد

- رغم النصائح المتكررة للأطباء بضرورة نقله إلى مستشفى رام الله، تم تجاهل نصيحتهم دون مبرر

- لم يتناول عرفات المضادات الحيوية إلا بعد 15 يوم، وبعد تأخر حالته

- العينات التي أرسلت لمقر م.ت.ف في الأردن ضلت طريقها

- العينات التي أرسلت لتونس لا يعرف تاريخ أخذها وإرسالها، إضافة أنها أخذت بعد البدء بالمضادات الحيوية مما يؤثر على نتيجتها

- لم يتم التحري عن أنواع معينة من السموم

- تم رفض أخذ عينة من الكبد دون سبب واضح

- لا يوجد ذكر لفحص نقص المناعة H.I.V

- يرفض معظم الأطباء في مستشفى رام الله الحديث حول ما جرى



وبالتالي فإن فرضية الوفاة الطبيعية تسقط وتتحول إلى إغتيال سياسي عن طريق منع العلاج وتأخيره وبشكل مقصود ومتعمد!

تبقى فرضية التسمم هي الأقوى، وقد ذكر الكاتب شاكر الجوهري في تحليل خاص بتاريخ 04/12/2004 أن حركة حماس بنت قناعتها بشأن وفاة عرفات مسموماً على العوامل التالية:

أولا: أن الأميركيين والإسرائيليين كانوا قد اتخذوا قراراً علنياً بتصفية عرفات سياسيا منذ ثلاث سنوات. وفي اطار هذا القرار فرض عليه استحداث منصب رئيس الوزراء، وأن يكلف به أولا محمود عباس. وأن استحداث هذا المنصب هدف إلى تقليص صلاحيات عرفات، في حين أن اختيار عباس لتشكيل حكومة السلطة هدف إلى الحد من تأثير عرفات الرافض لتقديم تنازلات للإسرائيليين، لصالح الرجل الذي سبق له أن رعى اتفاقات اوسلو، وأنجز "وثيقة عباس ـ بيلين" لتكون ارضية وقاعدة لمفاوضات الحل النهائي. وهي الوثيقة التي تنازلت عن حق اللاجئين في العودة، وقدمت تنازلات أخرى فيما يخص جميع قضايا الحل النهائي.

ثانيا: جراء ما سبق، خاض عرفات صراعا مع عباس على ارضية التمسك بصلاحياته كي يحول دون تفريط عباس بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.

ثالثا: كان الإسرائيليون وصلوا مؤخراً لقناعة مفادها أن بقاء عرفات في رام الله يسبب مشكلة لهم، كما أن نقله إلى غزة يتيح له المناورة والتكتيك بشكل أكبر على نحو يفاقم من حجم المشكلة التي يسببها لشارون.

رابعا: أن اغتيال عرفات تم في ذات السياق الذي تم فيه اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إذ أن شارون أراد أن يخلي الساحة الفلسطينية من القيادات التي تستطيع، وترغب في تحويل انسحابه من غزة إلى انتصار فلسطيني.

خامسا: أن شارون قرر تصفية عرفات قبل اجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، ذلك أنه إذا كان عرفات قد راهن على احتمال فوز جون كيري برئاسة اميركا مراهنا أن يؤدي ذلك إلى رفع الفيتو الأميركي عنه، فإن شارون كان في المقابل يخشى ذلك، فكان لا بد من قتل عرفات قبل ولاية الرئيس الجديد. وبالفعل، فقد بدأت اعراض المرض على عرفات قبل اجراء الإنتخابات الأميركية، وإن مات بعد اعلان نتائجها.

سادسا: بالرغم من تعرض عرفات لأمراض عديدة في الماضي، فإن الصحافة الإسرائيلية تحدثت فقط في هذه المرة عن وفاته باعتبارها أمر مؤكد، كما أنها المرة الوحيدة التي مرض فيها عرفات وسارع شارون لإعلان أنه لن يسمح بدفنه في القدس، إذ أن وفاته كانت مؤكدة لدى من دس السم له.

سابعا: مسارعة محمود عباس إلى مصالحة عرفات فور اعلان مرضه، مع أنه لم يكن يفعل ذلك في حالات مرضه السابقة، وذلك قبل أن يدخل في غيبوبة، كأنه كان يتوقعها..!

ثامنا: استدعاء وفد طبي تونسي لمعالجة عرفات، وذلك لأول مرة في تاريخه المرضي، ثم وفد طبي مصري، مع أن ذلك حدث نادرا في الماضي، وتأخير استدعاء طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي إلى ما بعد تفاقم حالته. وعدم ارسال عرفات للعلاج في الخارج مع أن الأطباء الفرنسيين والمصريين شخصوا حالته المرضية، كما شخصها الكردي لاحقا، وعرفوا أنه مصاب بتكسر صفائح الدم، لكنهم لم يطلبوا نقله للخارج، خلافا للدكتور الكردي الذي طلب ذلك فور الكشف عليه.

تاسعا: سعي محمود عباس إلى رفع الأجهزة الطبية عن عرفات مبكراً، بهدف تعجيل وفاته، ما أثار الأزمة المعروفة مع سها ارملة الرئيس الراحل.

وهنا تكشف المصادر تفاصيل غير معروفة عن خلاف سها مع عباس، وإتصالات هاتفية عديدة اجرتها، وكذلك الدكتور رمزي خوري مدير مكتب الرئيس الراحل مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في مقر اقامته بدمشق، خلال فترة مرض عرفات. وتقول المصادر إن عباس لم يكن الوحيد المتعجل رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، إنما كذلك حلفائه الدوليين والإقليميين الذين كانوا يريدون جميعهم التخلص من الرئيس الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.

عاشرا: اعلان وفاة عرفات في اليوم التالي مباشرة لزيارة محمود عباس وأحمد قريع وروحي فتوح لباريس. وهنا تلاحظ المصادر أن هذه الوفاة ربما تكون تمت بشكل طبيعي، أو جراء رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، أو وقف تشغيل الأجهزة، دون رفعها. وتلفت المصادر كذلك إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تعمد عدم مصافحة سها عرفات لدى زيارة زوجها في مستشفى بيرسي، تعبيرا عن غضبه لتصريحاتها بشأن من يريد استوراث زوجها وتسريع موته، وكذلك طلبها قدوم الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة الشرعي الفلسطيني إلى باريس على عجل كي يفتي لها بعدم جواز رفع الأجهزة الطبية عن الرئيس، لكن وفاة عرفات أعلنت سريعاً، قبل أن يتفاقم أمر الفتوى.

حادي عشر: اعلان ترتيبات الجنازة وتحديد موعدها الجمعة، قبل وفاة عرفات، وقد تمت الجنازة في الموعد المحدد قبل وفاة الرجل.

ثاني عشر: تعامل مصر مع سها عرفات بذات البرود، إن لم يكن الغضب الذي عاملها به شيراك، إذ طلب منها عمرو سليمان مدير المخابرات المصرية عدم المشاركة، لأن النساء لا يشاركن عادة في الجنائز. كما نصحها المصريون بعدم الذهاب مع الجنازة إلى رام الله حرصا على حياتها، فاكتفت بمرافقة الطائرة المقلة للنعش إلى العريش، ولم تكمل طريقها لرام الله.

ولأن المسألة ليست متعلقة بمشاركة امرأة في جنازة، وإنما هي موقف له ابعاد سياسية، فإن رجال البروتوكول المصري حالوا دون مشاركة قادة الفصائل الفلسطينية في تقبل العزاء بعرفات لدى مشاركتهم في تشييعه في القاهرة. وهؤلاء هم خالد مشعل، رمضان عبد الله شلح، نايف حواتمة، أحمد جبريل، وماهر الطاهر.

ثاني عشر: تم التعامل من قبل بعض الأطراف الإقليمية مع محمود عباس باعتباره رئيس دولة قبل اعلان وفاة عرفات، وقبل انتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

كل ما سبق يشير في اتجاه واحد لا ثاني له، أن العلاج إما تم منعه، أو في أحسن الأحوال تأخيره، مما عجل في تدهور صحة ياسر عرفات.



الخلاصة تشير إلى أن كل الفرضيات تشير إلى عملية اغتيال مع سبق إصرار وترصد!



وهذا يقود للسؤال الأكثر أهمية: كيف قُتل؟ ومن ساهم في قتله؟ ومن تستر على الجريمة وتكتم عليها؟



من أجل الوصول لإجابة واضحة لابد من فتح تحقيق جدي ورسمي للوصول إلى الحقيقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وفي الجزء التالي نستعرض ما جرى خلال العام الذي تلا رحيل ياسر عرفات.

عبد الرحمن قصيعة
18/07/2009, 12:57 AM
كيف تم تسميم عرفات؟ وعلاقة دحلان !! شبكة فلسطين للحوار - 13/02/2007

قبل فترة ليست بالبعيدة وبالتحديد يوم الخميس الموافق 7/12/2006 وصل إلى العاصمة البريطانية فريق تحقيق إسرائيلي على أعلى مستوى لمساعدة أجهزة الأمن البريطانية في الكشف عن ملابسات تسمم ضابط المخابرات الروسية الأسبق ألكسندر ليتفينينكو وفي حقيقة الأمر للتغطية على تورط إسرائيل و سفيرها في غزة في تسميم عرفات.
كان هذا الأمر ليكون طبيعياً لولا ظهور أحد أسماء الإسرائيليين في محاضر التحقيق وهو الملياردير اليهودي ليونيد نيفزلين وهو معروف كواحد من أكبر تجار السلاح في العالم وكأحد أكبر المساهمين في شركة النفط يوكوس و التي تم سجن مديرها اليهودي خودوركوفسكي على قضية إختلاس وتهرب من الضرائب و آخرون من إدارة تلك الشركة لكونهم مارسوا التصفية الجسدية لمنافسيهم.
إن جميع تلك الشخصيات التي ذكرت والتي هي على علاقة وطيدة مع المخابرات البريطانية والمليونير اليهودي الفار من العدالة الروسية بيريزوفسكي يتخذون من لندن غرفة عمليات خاصة لممارسة تشويه صورة روسيا بشكل عام و رئيسها بوتين بشكل خاص... و الغريب في الأمر أن هؤلاء جميعا يدعمون القيادة الشيشانية في الخارج و يتحالفون معها و على رأسهم أحمد زاكاييف القائد الشيشاني والذي حصل على اللجوء السياسي أيضا يعتبر أحد الأصدقاء المقربين لبيريزوفسكي وحاشيته.
وننتقل هنا إلى المشهد الفلسطيني في تلك الحلقة و هو أن ليونيد نيفزلين هو شخصية مقربة لشاؤول موفاز صديق محمد دحلان الوفي.
قبل إغتيال عرفات بفترة كان محمد دحلان قد غادر إلى بريطانيا كما علمنا للدراسة أو ما شابه و لكن في حقيقة الأمر كان دحلان قد غادر في مهمة من نوع خاص وهي التحضير لعملية إغتيال عرفات و لكي يحصل على مادة البولونيوم و التي كانت بحوزة ليتفينينكو في لندن بتنسيق وتدبير من قبل تاجر السلاح ليونيد نيفزلين.
المشكلة في مادة البولونيوم أن العمر النصفي لها كمادة مشعة و سامة قصير جدا و هو حوالي 134 يوما تقريبا و الجرعة السامة الكافية لقتل أي إنسان هي واحد على مليون من الجرام بمعني لو قمنا بتقسيم حبة الإسبرين لخمسمائة ألف مرة فيكون هذا الجزء كافي لقتل أي إنسان و تظهر أعراض التسمم بعد أسبوع تقريبا أما في حالة تسمم ليتفينينكو فقد تجرع واحد على عشرة من الجرام .
لذلك إستخدام هذا السم في عمليات الإغتيال يحتاج لتدريب كي لا يصاب منفذ المهمة ولئلا تظهر عليه أعراض الإشعاع و يتم كشف أمره من جهة و لوجود إتباع القواعد التقنية في حفظ و إستخدام تلك المادة من جهة أخرى يتطلب كل هذا الوقت من الدراسة للسيد دحلان في لندن.
كانت تلك النقطة الأولى و أما النقطة الثانية
فهي ظهور أعراض التسمم على الرئيس عرفات قبل إنتهاء العمر النصفي لمادة البولونيوم في حال لو أن دحلان تسلمها أثناء مهمته في لندن ،وتكمن خطورة البولونيوم تكمن في صعوبة كشفه على الحواجز الأمنية في المطارات والمراكز الحدودية لأن مصدر الإشعاع يجب أن يكون على مسافة لا تزيد عن 2سنتيمتر من جهاز كشف المواد المشعة لتتمكن من التقاط إشعاعاته .
النقطة الثالثة
وهي تلك العلاقة التي تربط ليتفينينكو وبيريزوفسكي ونيفزلين وشاؤول موفاز ومحمد دحلان وغرف العمليات المطلوبة في لندن وتل أبيب وحقيقة لماذا تحسب الحكومة المصرية لدحلان ألف حساب دون مبالغة ولماذا يمتلك كل هذا الحب والود له من قبل الثلاثي الإسرائيلي الأمريكي البريطاني.
وهنا أود أن أعرض ملاحظة للقارئ...
أولا أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا في روسيا ، أمريكا، وبريطانيا.
إذ أنه لم يتسمم أحد بتلك المادة سوى مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل لدراسة المواد المشعة و زوجها و كذلك تسمم إبنتيها بتلك المادة وهذا حصل منذ أكثر من قرن .. إذا أن أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا لنطاق ضيق جداً.
ففي حالة الرئيس عرفات يعتقد أنه تم تسميمه بجرعة الواحد على المليون من البولونيوم و أجهزة الكشف عن الإشعاع لا تستطيع كشف النشاط الإشعاعي لتلك الكمية إلا في حالة الإقتراب الشديد من تلك المادة .. وقبل أن ينتهي العمر النصفي للمادة.
و أما عملية وضع تابوت عرفات في قالب من الباطون وذلك لتسهيل عملية نقل ضريحه إلى القدس ودفنه فيها حسبما أوصى.. فتلك حيلة لا تنطلي على الخبراء في علم الجريمة و النشاط الإشعاعي... وإنما جاء ذلك تخوفا أن يشك أحد بأمر تسميم عرفات بمواد مشعة وحال إقتراب أحد من جثمانه بكاشف النشاط الإشعاعي يكتشف الحقيقة.. و كما هو معروف للجميع بأن الباطون يعزل لدرجة النشاط الإشعاعي كما تبنى المفاعلات النووية بعوازل خرسانية ضخمة.
وحول تلك النقطة سوف أعرض في نهاية الموضوع معلومات علمية بحتة لتكون الصورة أكثر وضوحاً للقارئ.
المدعو نيفزيلين هو مطلوب لروسيا و متهم بمحاولة إغتيال لبوتين وكذلك إعترف نفزلين في مقابلة مع صحيفة ألمانية بأنه إلتقى مع ليتفينينكو في بريطانيا و الأعجب من ذلك أنه في شهر سبتمبر 2004 و هي فترة تسمم عرفات توفي أقرب الأصدقاء للرئيس االروسي بوتين رجل الأعمال المعروف و مدير مؤسسة بالتيك -إسكورت رامان تسيبوف نتيجة تسمم لم يتم معرفة أسبابه آنذاك و أعراض تسممه شبيهة بتلك التي ظهرت على ليتفينينكو وعرفات.
وهنا أود أن نستذكر معاً بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي صدر بعد إجتماع المجلس الأمني المصغر بتاريخ 14/07/ 2004 وتم الإعلان فيه عن أن إسرائيل تستعد لوفاة عرفات ويشارك في هذا الإستعداد عدة وزارات إسرائيلية وصدر هذا البيان قبل شهرين من تسمم عرفات تقريبا و في الوقت الذي تم إعطاء الضوء الأخضر لعملية التسميم.
إن لفت الأنظار إلى تلك الزاوية و موضوع البولونيوم هي بحد ذاته و حتى بدون عرض الإثباتات هي حقيقة يستطيع كل قارئ لو اجتهد أن يربط التواريخ و المقابلات و الأحداث و يصل إلى تلك التفاصيل ولكن لم يبحث أحد من قبل في هذا الإتجاه.
ونعود لشخصية نفزلين لنستوضح مفتاح هذا اللغز أكثر.
نفزيلين وكما هو معروف مطلوب للعدالة الروسية، ولم يكن قد حصل على الجنسية الإسرائيلية بعد، وكانت إسرائيل ستسلمه للسلطات الروسية، لولا حصوله على الجنسية الإسرائيلية قبل الفترة القانونية المطلوبة.
وشب خلاف في الكنيست الإسرائيلي على التجاوز القانوني في منح نفزلين الجنسية الإسرائيلية. وتم إخراس النائبة في الكنيست من حزب العمل كوليت آفيتال.. التي طالبت في إحدى جلسات الكنيست إيضاحات حول ملابسات تسريع حصول ليونيد نفزيلين على جواز السفر الإسرائيلي - داركون.
وحسب معلومات من مقرب للمحامي الإسرائيلي الشهير أرنون بيريلمان بأن شارانسكي قدم مساعدة لنفزلين وقام بتقديمه إلى شارون بأنه هو من سيساعدنا في التخلص من عرفات ولكن يجب أن نساعده بألا يقع في قبضة الروس ونمنحه الجنسية وفي ليلة وضحاها إنقلب رأي شارون حول نفزلين من شخص مشبوه إلى سياسي ووطنى وبعد تسميم عرفات أصبح أقرب الأصدقاء لعمري شارون..
وكان في تلك الإتفاقية أن تتم إدارة موضوع تسميم عرفات من خارج إسرائيل و بمشاركة أطراف فلسطينية .
وهنا في إحدى إجتماعات شاؤول موفاز مع محمد دحلان تم تغيير مكان اللقاء إلى هرتسيليا بيتواخ..
في هرتسيليا بيتواخ يمتلك نفزلين فيلا ثمنها 4 مليون دولار وكان هذا اللقاء بمثابة الخطوة الأولى لتحقيق حلم شارون في التخلص من الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
سيقول بعض القراء وما علاقة دحلان بالموضوع فهو كان بعيداً عن عرفات نظراً لتأزم العلاقة بينهما وهنا أود أن ألفت إنتباه القارئ إلى أن الرئيس ياسر عرفات التقى مع دحلان للمصالحة ، منذ يوم الإثنين 07-07-1425هـ الموافق 23-08-2004م لغاية يوم الأربعاء الموافق 25-08-2004 م ثلاث مرات وتم تسميمه على الأرجح في يوم الثلاثاء وفي اليوم الذي تلاه تبنى المجلس التشريعي الفلسطيني توصية بالدعوة إلى تشكيل حكومة فلسطينية قادرة على تحقيق برامج الإصلاح التي اقرها المجلس التشريعي وتحدث بشأنها الرئيس ياسر عرفات حيث بدأت فيما بعد ظهور أعراض التسمم على الرئيس.
بعد وصول فريق تحقيق إسكوتلانديارد إلى موسكو للبحث في ملابسات ضابط المخابرات الروسية الأسبق ليتفينينكو ولإستجواب بعض الشخصيات الروسية التي إلتقت معه قبل تسممه.. بدأت ـ تتكشف خيوط كثيرة ولجريمتي قتل منها تسميم رومان تسيبوف صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتسميم عرفات وذلك بعد التأكد من ضلوع نفزلين بشكل أو بآخر في تلك الجرائم .. ما أن علمت أجهزة الأمن الإسرائيلية بتغير مسار التحقيق حتى سارع فريق إسرائيلي بالسفر إلى لندن يوم الخميس الموافق 7/12/2006 ليتباحث مع الإستخبارات البريطانية والمعروفة بــ (إم آي 6) والتي كانت بدورها قد وجهت الدعوة لدحلان لتلقي الدورة في بريطانيا وإستجاب لها وأعلن أنه سافر للدراسة .. وعندما أحست إسرائلل بأن الروس و البريطانيين كشفوا حقيقة تسميم عرفات وأن هناك أدلة تشير لضلوعها في قتل عرفات من خلال نفزلين ودحلان.. سارعت بعقد صفقة مع الروس من خلال البريطانيين وتم التوصل لإتفاق مبدئي وهو تسليم نفزلين للسلطات الروسية وبالقابل السماح لأربعة مواطنين إسرائيليين يقبعون في السجون الروسية بأن يمضوا محكوميتهم في السجون الإسرائيلية والمعروف بأن بوتين مستعد لعمل أي شيء للقبض على نفزلين .
من هنا نصل إلى عدة حقائق :
الحقيقة الأولى : تسميم عرفات تم بأمر من شارون شخصياً والتواطيء الأمريكي (و كما أكده الكاتب الفرنسي اوري دان في كتابه شارون).
الحقيقة الثانية: وهي أن تسميم عرفات تم بمادة البولونيوم نظراً للأعراض والحقائق التي عرضناها أعلاه.
الحقيقة الثالثة : وهي أن التنفيذ تم من قبل الحالم بالسلطة المدعو محمد دحلان.
أضيف إليكم هنا بعض المعلومات عن المواد المشعة لأن البعض سوف يجد الإجابة عن إستفسارات قد تكون مهمة:
كي نخفض أشعة غاما إلى العشر (طاقتها 2 مليون اليكترون فولت)، فإنه يلزم سُمْك 48 سم من الماء أو 25 سم من الباطون المسلح، او 6.7 سم من الحديد، أو 4.3 سم من الرصاص.
بينما يمكن 1سم من الالومنيوم إيقاف جمع البروتونات والالكترونات المنطلقة من العناصر المشعة.إن ضرر أشعة غاما هو أقل ضرراً من النيوترونات بـ 50 مرة.
وعندما نتحدث عن البلوتونيوم وهو الأقل إشعاعاً من اليورانيوم وعن كمية من المادة (التي تسمم بها الرئيس) وقدرها لا يتجاوز واحد على مليون من الجرام فأعتقد أننا نفهم ماذا يعني ذلك.
أما عن الإصابة بالإشعاع:
فان تأثير الإشعاعات يرتبط كثيراً بالعمر وبصحة المريض. تكون الأشعة أكثر خطورة على الخلايا حديثة التكوين، وتشكل خطورة أكبر على المرأة في فترة المراهقة، كما ان بعض أجزاء الجسم أكثر حساسية تجاه الأشعة من غيرها مثل: الخلايا العصبية، خلال الأمعاء، الكلية، الدم، الأعضاء التناسلية، الكبد، المورثات...الخ.
إن خطورة الإشعاعات تكمن بأنها تدخل إلى داخل نواة الخلية الحية فتدمر كامل محتوياتها ولاسيما السجل الوراثي (dna) وبالتالي تصبح الخلية مخبولة ولا تستطيع أن تنقسم إلى خلايا جديدة يمكن أن تقوم بوظائفها، والخطورة الكبرى على خلايا الدم الحمراء التي لا تحتوي على نواة وبالتالي عندما تموت لا يمكن أن تتجدد، والأخطر من ذلك إذا أصابت الأشعة مراكز توليد الكريات الحمراء في الطحال أو النخاع العظمي. كما أن خلايا الأعصاب ليست بطبيعتها قادرة على الانقسام، مما تسبب خطورة كبيرة عليها، أما الخلايا البيضاء فإنها عندما تُصاب تفقد الإنسان المناعة ويصبح الإنسان أشبه بمريض الايدز لا يستطيع أن يقاوم الجراثيم.
يصعب اكتشاف الأشعة فهي بلا لون ولا رائحة ولا طعم ولا يستطيع الإنسان أن يتعرف عليها باللمس، برغم ذلك فإن بعض الناس يشعرون بوخز عندما يصل مستوى الأشعة إلى 10 راد فوق الجلد.
تدخل أغلب الأشعة إلى جسم الإنسان عن طريق الفم والتنفس وصعب عليها الدخول عبر الجلد.
إن من أهم عوارض الأشعة العالية المستوى على الإنسان هي : الغثيان - القيء - النزيف الدموي - الإسهال - فقر الدم - فقدان الذاكرة - نقص الوزن - فقدان الشهية على الطعام - خوار القوى - ابيضاض الشعر - ضعف البصر - الشيخوخة المبكرة - ضعف القدرات الجنسية - احمرار الجلد .. الخ.
جرت دراسات واختبارات عديدة في العالم على تأثير الجرعات الإشعاعية على مختلف الكائنات ووضع لذلك معايير ومصطلحات مثل (ld-50) تعني الجرعة من الأشعة التي تؤدي إلى موت 50% من الموضوعين تحت الاختبار والمعرضين للأشعة، كما وضع المصطلح (ld_50/30) الذي يعني الجرعة الإشعاعية اللازمة التي تؤدي إلى موت 50% من الكائنات الموضوعة تحت الاختبار خ 30 يوما.
* شبكة فلسطين للحوار - 13/02/2007

عبد الرحمن قصيعة
18/07/2009, 01:01 AM
إغتيال عرفات
التصفية السياسية والجسدية



بحث وتجميع د.إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com

نوفمبر/تشرين الثاني 2005
فهرس

• مقدمة

البدايات
محاولات سابقة
حصار عرفات
أهم الأحداث أثناء حصاره

• هل بدأت مرحلة ما بعد عرفات؟

صعوبات إنهاء دور عرفات
لماذا قبل عرفات تعيين أبو مازن؟
العوامل المؤثرة في تحديد مصير عرفات
العوامل الحاسمة في مصير عرفات

• الفصل الأخير في الجريمة

الحالة الصحية العامة
الفصل/المرض الأخير
- في رام الله
- الطريق إلى فرنسا
- في مستشفى بيرسي العسكري
- الجنازة والدفن
شبهات طبية
شبهات حول المرض
تضارب حقائق بين المقربين، من الصادق؟

• الإحتمالات: مات أم قُتل؟

الفرضية الأولى: وفاة طبيعية بسبب الشيخوخة والمرض
الفرضية الثانية: التهابات جرثومية
الفرضية الثالثة: تسمم بواسطة الإشعاع
الفرضية الرابعة: سرطان الدم
الفرضية الخامسة: نقص المناعة
الفرضية السادسة: التسميم

ويبقى السؤال: مات أم قُتل؟

• التقرير الطبي ولجان التحقيق المزعومة

• الإنقلاب على عرفات

صراع الورثة
قتل عرفات في قبره

• إني أتهم

• مرفقات
تقرير قريع المختزل المختصر
صور عرفات في مراحل تدهور صحته

مقدمة

رحل ياسر عرفات عن الحياة بعد صراع مع مرض كثر الجدل حوله، وفجَّر تساؤلات لا حصر لها، وتضارب في التصريحات والبيانات والمواقف، وغموض مريب وستار من السرية والكتمان حول ما جرى يثير الشكوك، وجهل حتى اللحظة حول سبب وفاته الحقيقي، ورفض مبطن للكشف عن المستور من أعلى المستويات الرسمية الفلسطينية.

فرق طبية من فلسطين ومصر وتونس والأردن وأخيراً فرنسا، عشرات الأطباء ومئات الفحوصات والتحاليل، لم تتمكن من حل لغز المرض بشكل واضح ونهائي، تقرير طبي من مئات الصفحات اختصره قريع في صفيحات واختتمه باستنتاج أكثر غرابة من المرض نفسه ليقول: " ولم يتمكن كادر الأطباء المختصين كل في مجاله من التوصل، إلى سبب أو مرض معروف يؤدي إلى الحالة السريرية، التي أدت بالنهاية إلى الوفاة. وقد يتمكن الطب او الظروف الأخرى المحيطة من الكشف عن سبب حدوث مثل هذه الحالة السريرية في المستقبل".

لجان تلتها لجان، شُكِّلت ولم نسمع عن مصيرها شيء، إشاعات تطلق من هنا وهناك للطعن في أخلاقه وتشويه سيرته الشخصية يقف وراءها الإحتلال وعملاؤه، واتهامات قوية من أقرب المقربين بأنه اغتيل مسموماً، وفي المقابل وباستثناء دموع ذرفت في الأيام الأولى، ومظاهر حزن مصطنع أمام عدسات الكاميرات من قبل حاشية انقلبت عليه، ومقالات ومرثيات وأشعار في ذكرى رحيله، مرت قضية مرضه وموته مرور الكرام دون تحقيق أو تمحيص، أو حتى اهتمام صوري يحافظ على ماء الوجه ويبدد الشكوك، بل شُنَّت حملات القضاء على كل ما يمت لعرفات والعرفاتية بصلة، ومن أقرب المقربين إليه يوم كان في قوته وجبروته، في جحود غريب من أناس طالما اعتبروا عرفات رمزهم وأباهم، ولتُختزل مسيرته في احتفالات ومهرجانات تأبين، إن أقاموها هذا العام، ربما تفادوها في القادم من الأعوام!

في هذه الدراسة سأسلط الأضواء على تفاصيل ربما يسمع بها الكثيرون لأول مرة، في توثيق دقيق بالأرقام والتواريخ، وحقائق صادمة عن دور من تباكوا عليه ليطعنوه حياً وميتا، وعن جريمة لا زالت فصولها مستمرة من قبل من ملأوا الدنيا عويلاً وبكاءاً ليرقصوا فرحاً بعد أسابيع، وليكونوا أول من تنكر لزعيمهم وأول من ينقلب عليه في قبره، ولكشف المستور من خبايا وخفايا، في محاولة لجلاء الغموض المتعمد في مرض وموت عرفات، تماماً كغموض حياته.

ليس من مهام هذا البحث النبش في ماضي الرجل، ونصب المحاكم للخوض في سلبياته وإيجابياته، أو محاولة لتقييم مرحلة امتدت لعقود، فقد أفضى الرجل لما قدّم، وحسابه وحسابنا على من خلقه وخلقنا، ولا أنكر إطلاقاً أنني من كنت ولا زلت من أشد المعارضين للنهج الذي قاده عرفات، وكتبت في ذلك الكثير، ووجهت له الرسائل مباشرة، ولا أنكر ولا أنفي، بل أؤكد أنني من أكثر الناس رفضا للنهج الذي مورس طوال 40 عاما من تفرد بالسلطة والمال والقرار وترقية للفاسدين والتغاضي عن أخطاء الكثيرين والمغامرة والمقامرة بمصير وقضية الشعب الفلسطيني، لكن لايمكن في الوقت ذاته لأي منا أن يحعل الخلاف في الرأي والإعتراض على الأسلوب والمنهج سببا للإصطياد في الماء العكر لتسجيل موقف هنا أو هناك، كما أن عدم القبول بنهج أوسلو وإفرازاته لا يعفينا من المسؤلية والأمانة، ولا يجعلنا نصمت صمت القبور إزاء جريمة بدأت معالمها بالظهور، ولا يجعلنا نقر بما تعرض له عرفات في أيام مرضه الأخير من تلاعب بمصيره وتنازع على مرضه، بل على جسده بعد وفاته، في ما يبدو محاولة للتغطية على جريمة أصبحت مقتنعا بحدوثها أكثر من أي وقت مضى.

القضية والجريمة لا تتعلق بشخص أو أشخاص مهما علا شأنهم، ودرجة الخلاف أو الاتفاق معهم، لكنها قضية شعب بأكمله، وجريمة تمسه في الصميم، فمكانة عرفات وقضية فلسطين ومركزيتها، ليست أقل أهمية أو خطورة من أي قضية أخرى أو حادثة إغتيال في هذا البلد أو ذاك، لتُطوى أدراج المكاتب ويُنسى أمرها، بينما تُشكل لجان التحقيق الدولية وتُعقد الاجتماعات وتستصدر القرارات، إلا في حالة فلسطين وما يتعلق بها!


البدايات

قبل الخوض في تفاصيل الفصل الأخير من حياة عرفات، أو بالأحرى مماته، لابد من وقفة سريعة مع المراحل والسيناريوهات التي وضعت ونفذت للقضاء عليه، ومن قبلها محاولات التحجيم والإزاحة التي قام بها "مستورثيه" وصولاً لتصفيته جسدياً.

محاولات سابقة

برهن ياسر عرفات على قدرة استثنائية على الخروج من أصعب الازمات، حيث تعرض عرفات لحوادث ومؤامرات ومحاولات اغتيال عديدة، ومواقف اعتبرت في حينها شهادات وفاة سياسية له، وهذه أهم تلك المحطات:

• عندما طرد الجيش الهاشمي قواته من الاردن بعد معارك ايلول/سبتمبر 1970، قيل ان لا مستقبل له بعد ذلك.
• وفي 13 نيسان/ابريل 1973 قامت مجموعة اسرائيلية تضم بين افرادها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك بقتل ثلاثة من مساعديه ولكنها لم تعثر عليه. واكد مقربون منه ان "معجزة سمحت له بالبقاء بعيدا.
• وعندما اخرجه الجيش الاسرائيلي مع مقاتليه من لبنان في 1982 ثم الفلسطينيون الموالون لسوريا في 1983، قيل انه انتهى.
• وتعرض مقره في منفاه في تونس في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1985 لقصف الطيران الاسرائيلي، ودمر بشكل شبه كامل في غارة ادت الى مقتل 17 شخصا. وكان عرفات في طريقه الى مكتبه ولكنه عاد ادراجه مع بداية الغارة.
• ورأى البعض انه "بعث من جديد" عندما كان يراقب من منفاه في تونس في 1987 انتفاضة الاطفال الفلسطينيين الاولى في الضفة الغربية وقطاع غزة في "ثورة الحجارة" التي خاضوها ضد الاحتلال الاسرائيلي.
• وقيل انه انتهى سياسيا عندما دعم في 1990 العراق ضد التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة.
• وفي 1991 في اوج ازمة الخليج، انقلبت سيارته عدة مرات على الطريق بين عمان وبغداد. وبعدها، في نيسان/ابريل 1992، تحطمت طائرته في الصحراء الليبية، قيل حينذاك انه قتل في الحادث ولكنه ظهر من جديد بعد ساعات من الحادث.

حصار عرفات

إلا أن أشد تلك المحاولات كانت فرض الحصار عليه في مقره برام الله، وفرض أمور سياسية لم يكن يقبل بها أهمها تعيين عبّاس في منصب رئيس الوزراء الذي فُصّل على مقاسه بالإسم، وبمساعدة دحلان، وهو الحصار الذي امتد لشهور طويلة، ولأهمية أحداث تلك الفترة أنشرها بالتفصيل:

عند تولي شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام2000، فرضت إسرائيل حصارا شخصيا عليه بدأ بتاريخ 3 كانون الأول/ ديسمبر 2001 حين أعلنت إسرائيل عن احتفاظها بحقها في منع عرفات من مغادرة رام الله للتوجه إلى الخارج. ونشرت دبابات على بعد 200 متر من مقره العام لتنفيذ المنع.

في 29 آذار/مارس 2002 شددت القوات الإسرائيلية حصارها على مقر عرفات، إثر عملية استشهادية نفذتها المقاومة الفلسطينية، وشن الجيش الإسرائيلي أوسع عملياته العسكرية في الضفة الغربية منذ حزيران 1967، والتي أطلق عليها عملية "السور الواقي، حيث قام بدخول رام الله، وتطويق مقر عرفات وتدمير الجزء الأكبر منه باستثناء مكاتبه.

بقي عرفات في حصاره 34 يوما أمضاها دون ماء، وفي أغلب الأحيان دون كهرباء، ورغم الحصار وجميع العقبات الجغرافية، نجح عرفات في ممارسة سلطة شبه مطلقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما اضطر الحكومة الإسرائيلية يوم الخميس الموافق 1 أيار/مايو 2002 إلى إعلان إنهاء حصارها المشدد على عرفات، وإبقائها على الحصار الذي بدأته في كانون الأول/ ديسمبر 2001.

بعد إنهاء الحصار المشدد له، خرج عرفات من مقره وهو يرفع إشارة النصر، وأشار المراقبون إلى أن هذا الحصار زاد من شعبية عرفات، وتعزيز مكانته بين الفلسطينيين.

قررت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع في 19 أيلول/ سبتمبر 2002، عزل عرفات وإخضاعه للإقامة الجبرية في رام الله، وقصف مقره، وأكد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي فايتسمان شيري أن الهدف من المحاصرة والقصف هو رحيل عرفات.

أهم الأحداث أثناء حصاره (من موقع عرب 2000)

عام 2001

(10/12) إسرائيل تمنع عرفات من المشاركة في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الدوحة.
(13/12) الطائرات الإسرائيلية تدمر محطة البث التلفزيوني والإذاعة الفلسطينية القريبة من مكاتب عرفات.
(13/12) إسرائيل تمنع عرفات من مغادرة رام الله، وتنشر دبابات على بعد 200 متر من مقره العام.
(16/12) عرفات يعلن قرار وقف إطلاق النار.
(24/12) إسرائيل تمنع عرفات من التوجه إلى بيت لحم، لحضور القداس بمناسبة عيد الميلاد.

عام 2002

كانون الثاني/يناير:

(02/1) رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، يعلن أن عرفات سيبقى في رام الله، ما لم يوقف الذين قتلوا وزير السياحة
الإسرائيلي رحبعام زئيفي، في تشرين الأول عام2001
(05/1) إسرائيل تجدد منعها عرفات من زيارة إلى بيت لحم، للمشاركة في عيد الميلاد الأرثوذكسي.
(15/1) كتائب القسام تهدد بعمليات عسكرية في العمق الإسرائيلي إذا لم ترفع إسرائيل الحصار عن عرفات.
(15/1) الشرطة الفلسطينية تعتقل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.
(21/1) عرفات يطالب الاتحاد الأوروبي بوضع حد للعدوان الإسرائيلي.


شباط/فبراير:

(03/2) وفد من 300 إسرائيلي من اليهود والعرب، للقاء عرفات في رام الله وإدانة الاحتلال الإسرائيلي.
(13/2) وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لم يتمكن من لقاء شارون بسبب "وعكة صحية" ألمت بالأخير.
(14/2) سترو يلتقي بعرفات في رام الله، ويدعوه إلى وقف "العنف".



(22/2)طائرات الأباتشي تقصف بالصواريخ صالة التشريفات والمهبط في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
(22/2) واشنطن تبدي تفهمها لدوافع العدوان الإسرائيلي على مقر عرفات.
(25/2)الدبابات الإسرائيلية تنسحب من القطاع المحيط بمكاتب عرفات، تطبيقا لقرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية.
(27/2) الإدارة الأمريكية ترفض دعوة لمطالبة إسرائيل برفع الحصار عن عرفات.

آذار/مارس:

(9/03) وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني يقوم بزيارة "تضامنية" مع عرفات.
(11/3) إسرائيل تسمح لعرفات، المحاصر في رام الله منذ كانون الأول/ديسمبر 2001، بالتنقل مجدداً بحرية في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني فقط.
(15/3) القوات الإسرائيلية تعود لاحتلال رام الله، وتنسحب منها بعد ساعات.
(15/3) المبعوث الأمريكي أنطوني زيني، يجري محادثات مع عرفات في رام الله، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
(18/3) وزير الخارجية اللبناني محمود حمود، يعلن أن عدم تمكن عرفات من الحضور إلى بيروت لن يرجئ انعقاد القمة.
(19/3) شارون يعلن عن سماحه لعرفات بمغادرة الأراضي الفلسطينية "فور تطبيق خطة تينيت" لوقف إطلاق النار.
(19/3) الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يدعو الدول العربية إلى تزويد الفلسطينيين بالسلاح للدفاع عن أنفسهم ضد القوات الإسرائيلية، ويعلن موقفه الرافض للمبادرة السعودية.
(21/3) شارون يعود عن قراره، ويمنع عرفات من التوجه إلى بيروت للمشاركة في القمة العربية.
(27/3) صباحا، القمة العربية تبدأ أعمالها في بيروت. وتطلع على مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، التي تقضي بإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967، بما فيها القدس.
(27/3) صباحا،الوفد الفلسطيني إلى قمة بيروت، برئاسة فاروق القدومي، يقرر الانسحاب احتجاجا على عدم تقيد
الرئيس اللبناني إميل لحود بالترتيب الذي كان مقررا لإذاعة خطاب عرفات.
(27/3) مساء، عرفات يعلن أن الشعب الفلسطيني "يرحب بحرارة بمبادرة السلام السعودية المطروحة على القمة".
(28/3) صباحا، سكرتير عام الأمم المتحدة كوفي أنان يناشد شارون وعرفات، الإعلان رسميا أن السلام هو خيارهما الاستراتيجي.
(28/3) صباحا، رئيس الوزراء الأسباني خوسيه ماريا آزنار، ممثل الاتحاد الأوروبي، يعرب عن أسفه لعدم حضور عرفات القمة، ويقول "إنني أحيي الرئيس ياسر عرفات ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني".
(28/3) صباحا، الرئيس السوري بشار الأسد يقترح تشكيل لجنة لصياغة المبادرة السعودية للسلام في الشرق الأوسط.
(28/3) صباحا، تشكيل لجنة صياغة مبادرة السلام من ممثلين عن السعودية، ومصر، والأردن، وسوريا، والمغرب، ولبنان، وفلسطين.
(28/3) مساء، لجنة صياغة مبادرة السلام السعودية تبدأ أعمالها رغم البلبلة التي سادت أجواء القمة العربية.
(28/3) مساء، مسيرات حاشدة من القوى الوطنية والإسلامية تخرج إلى شوارع المدن الفلسطينية احتجاجا على عدم إعطاء الرئيس اللبناني أميل لحود الإذن لإذاعة كلمة عرفات.
(28/3) مساء، الرئيس اللبناني إميل لحود رئيس القمة العربية، يعلن أن خطاب عرفات لم يبث مباشرة بسبب التخوف من دخول "إسرائيل على الخط واحتمال التشويش على الكلمة".
(28/3) مساء، الوفد الفلسطيني يقرر مغادرة مؤتمر القمة، بصورة نهائية، احتجاجا على منع بث كلمة الرئيس الفلسطيني في قاعة المؤتمر.
(29/3) دبابات إسرائيلية تبدأ عملية "السور الواقي" فتطوق مقر عرفات وتدمر كل المباني في محيطه.
(31/3) أربعون من دعاة السلام الغربيين يشكلون درعا بشريا لحماية عرفات.
(31/3) إسرائيل تعلن محافظة رام الله "منطقة عسكرية مغلقة".

نيسان/إبريل:

(1/4) جيش الاحتلال الإسرائيلي يستولي على مقر جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في رام الله.
(2/4) 20ألف لبناني وفلسطيني يتظاهرون في لبنان احتجاجا على حصار عرفات.
(2/4) شارون يقترح على عرفات "رحلة ذهاب" فقط إلى الخارج. وعرفات يرفض الاقتراح.
(6/4) منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يدعو إسرائيل للسماح فورا للرئيس عرفات بلقاء معاونيه.
(13/4) عرفات يدين باسمه وباسم القيادة الفلسطينية "كل الأعمال الإرهابية التي تستهدف مدنيين سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين، ويدين الإرهاب سواء مارسته دولة أو مجموعات أو أفراد.
(21/4) شارون يعلن انتهاء المرحلة الأولى من عملية "السور الواقي"، بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من نابلس، والجزء الأكبر من رام الله.
(25/4) محكمة عسكرية فلسطينية تصدر أحكاما بالسجن على أحمد سعدات وآخرين المتهمين باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي.
(28/4) موافقة فلسطينية إسرائيلية على اقتراح أمريكي برفع الحصار عن عرفات، مقابل وضع المتهمين باغتيال زئيفي في سجن تحت حراسة أمريكية وبريطانية.
(30/4) خبراء أمريكيون وبريطانيون يلتقون مع السلطات الفلسطينية، لتسوية التفاصيل التقنية، لرفع الحصار عن مقر الرئيس الفلسطيني "خلال 24 ساعة".

أيار/مايو:

(1/5) الفلسطينيون الستة ينقلون إلى سجن فلسطيني في أريحا بإشراف أمريكي وبريطاني.
(1/5) لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، تدين الخطوة، وترفض التدخل الأمريكي البريطاني في إدارة الشئون الداخلية الفلسطينية.
(2/5) جيش الاحتلال الإسرائيلي يغادر موقع مقر الرئيس الفلسطيني.
(2/5) ياسر عرفات يظهر للمرة الأولى في رام الله.
(4/5) قرار إسرائيلي/ أمريكي, بإنشاء "قيادة فلسطينية واقعية" يكون دور عرفات فيها رمزياً.
(5/5) وزير العدل الإسرائيلي مئير شطريت يصرح:"على العالم أن يضع عرفات في الزاوية ويقول له، إما أن تتصرف بشكل مقبول أو أن تذهب إلى الجحيم".
(13/5) عرفات يخرج للمرة الأولى من رام الله، ويزور نابلس وبيت لحم ومدينة جنين، ولا يخرج من رام الله بعدها.

أيلول/ سبتمبر:

(19/9) الجيش الإسرائيلي يعيد حصار عرفات وحوالي 250 من رجاله، في مقره العام، إثر عمليتين جديدتين.
(20/9) الجيش الإسرائيلي ينفذ اجتياحاً واسعاً لأحياء في مدينة غزة ودير البلح.
(25/9) مجلس الأمن يطالب إسرائيل بإنهاء حصار عرفات، بأغلبية 14 صوتا، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
(25/9) مسؤول إسرائيلي كبير يقول "بإمكان الأمم المتحدة أن تطلب ما تريده إلا أن إسرائيل ستواصل عملياتها حتى تحقيق أهدافها".
(29/9) إسرائيل تسحب قواتها من محيط المقاطعة، وعرفات يرفض تسليم الناشطين الذين تطالب بهم إسرائيل.

2003

شباط / فبراير:

(14/2) عرفات يعلن قبوله مبدأ تعيين رئيس للوزراء، بضغط من إسرائيل والولايات المتحدة والأوروبيين.

آذار/ مارس:

(7/3) عرفات يعرض منصب رئيس الوزراء على محمود عباس والأخير يقبل المنصب.
(8/3) عرفات وعباس يتوصلان إلى تفاهم حول صلاحيات رئيس الوزراء.
(15/3)عرفات يدعو الفصائل الفلسطينية إلى الاجتماع، لتدارس إبرام هدنة تقود إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.
(18/3) البرلمان الفلسطيني يرفض تدخل عرفات بتشكيل الحكومة، ويصوت بالأغلبية على إبقاء هذا الأجراء من صلاحيات رئيس الوزراء.
(20/3) القوات الأمريكية تبدأ هجومها على العراق.

نيسان/ إبريل:

(09/4) العاصمة العراقية بغداد تسقط في أيدي قوات التحالف.
(27/4) الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر محمود عباس "الزعيم الفلسطيني" في العلاقات الدولية المستقبلية.
(29/4) عباس يشكل أول حكومة فلسطينية، وسط تشكيك فلسطيني وترحيب إسرائيلي أمريكي.
(30/4) الحكومة الجديدة برئاسة عباس تؤدي اليمين الدستورية.

أيار/ مايو:

(23/5) عرفات يعلن أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية الفلسطينية سيتم مطلع عام 2004.

حزيران/ يونيو:

(4/6) انعقاد قمة العقبة بمشاركة بوش وعباس وشارون، والأخير يعلن رفض إسرائيل لأي عودة للاجئين الفلسطينيين.



(4/6) القمة الأمريكية الفلسطينية الإسرائيلية، تدعو إلى تطبيق خطة "خارطة الطريق" الدولية التي تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
(10/6) إسرائيل تفشل في اغتيال محمود الرنتيسي أحد زعماء حماس.
(16/6) الكنيست الإسرائيلي يصادق على مشروع قرار لا يعتبر الضفة الغربية وغزة أراض محتلة.
(17/6) محمود عباس يفشل في إقناع ممثلي الفصائل الفلسطينية ومن بينهم حركتا حماس والجهاد بوقف الهجمات الانتحارية.
(30/6) الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس وزعيمها الروحي يعلن عن توصل الحركة إلى تفاهمات داخلية بخصوص الهدنة المطروحة من باب المصلحة الوطنية.

تموز/ يوليو:

(14/7) حماس ترفض الهدنة ما لم يتم الإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
(1/7)عرفات وعباس يسويان خلافاتهما بشأن صلاحيات رئيس الوزراء، ويتفقان على آلية تنسيق مهامهما مستقبلا.
(17/7) المستوطنون اليهود يقتحمون الحرم القدسى الشريف بحماية مكثفة من شرطة الاحتلال.
(17/7) منحة أمريكية بقيمة 20 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية لإعادة إصلاح البنية التحتية للبلدية.
(20/7) رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث مع شارون ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، واستكمال الانسحابات من مدن الضفة الغربية والقطاع.

آب / أغسطس:

(21/8) وزير الإسكان الإسرائيلي أفي ايتام يطالب "باحتلال قطاع غزة ولو أدى ذلك إلى المس بعرفات".
(21/8) زئيف شيف من هآرتس يشير إلى أن "إسرائيل لن تتراجع عن خططها الميدانية التنفيذية حتى وإن سقطت الحكومة الفلسطينية".
(25/8) سلطة البث الإسرائيلية تمنع استخدام كلمتي "انتفاضة" و "هدنة" في الإعلام الإسرائيلي، وترى أن استخدامهما يعني"أن يتم إملاء التاريخ على يد العرب".
(26/8) رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي يوفال شتافيتس، يدعو إلى طرد عرفات وعباس، وجميع القيادات والكوادر الذين عادوا استناداً لاتفاق اوسلو، وإجراء انتخابات بإشراف الجيش الإسرائيلي، وحضور مراقبين دوليين.
(26/8) موقع السفارة الإسرائيلية الإلكتروني في واشنطن، ينشر وثيقة بعنوان:"تورط عرفات في الإرهاب ضد إسرائيل"
(28/8) البيت الأبيض يعلن أن عرفات "ليس جزءا من الحل" في الشرق الأوسط.

أيلول / سبتمبر:

(2/9) أكثر من 200 شخصية فلسطينية بارزة توقع على عريضة تطالب عرفات وأبو مازن بتسوية خلافاتهما.
(6/9) عباس يستقيل من الحكومة نتيجة صراع مفتوح مع عرفات حول السيطرة على أجهزة الأمن.
(9/9) بوش يطلب من الفلسطينيين إبعاد عرفات إذا ما أرادوا دولة.
(10/9) رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع، يوافق على تولي منصب رئيس الوزراء.
(11/9)الحكومة الإسرائيلية تتخذ قراراً إسرائيلياً (مبدئياً) بإبعاد عرفات من الأراضي الفلسطينية.
(25/9) رحيل المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، الذي كان قد وصف اتفاقات اوسلو بأنها “أداة استسلام العرب” في وجه الدولة العبرية والولايات المتحدة.
(29/9) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعلن رفضها المشاركة في حكومة قريع.
(أواخر/9) صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تؤكد في استطلاع لها، أن أغلب وزراء الحكومة يؤيدون طرد عرفات.

تشرين أول / أكتوبر:

(13/10) زوجة محافظ البنك الأوروبي تتجند درعا بشريا لحماية عرفات.
(17/10) شارون يؤكد أن طرد عرفات من الأراضي الفلسطينية "لن يكون بالأمر الجيد بالنسبة لإسرائيل"
(20/10) شارون يعلن أن عرفات يشكل "أكبر عقبة في وجه السلام"، ويؤكد عزم إسرائيل طرد عرفات من الساحة السياسية
(21/10) مسؤول في مكتب الرئاسة يعلن أن عرفات يعاني من حصوة في المرارة، وأن وضعه الحالي لا يستدعي عملية جراحية.
(23/10) الاحتلال ينفذ اجتياحا في مدينة رام الله.
(22/10) وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساهي هنغبي يقوم بدخول المسجد الأقصى مع العشرات من رجال الأمن دون الحصول على إذن مسبق من سدنته.
(25/10) وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم يعلن أنه "ما دام عرفات موجوداً فسوف لن يتحقق تقدم باتجاه السلام الحقيقي"
(27/10) شارون يصرح أن بلاده لا تخطط لقتل عرفات "مع أن هذا الرجل مسؤول عن مقتل آلاف الأشخاص".

تشرين ثاني / نوفمبر:

(9/11) الحكومة الإسرائيلية تؤكد عزمها على التخلص من الرئيس عرفات.
(12/11)عرفات يعلن أمام البرلمان الفلسطيني أن إسرائيل "تهدد حياته يوميا، ليلا ونهارا".

كانون الأول / ديسمبر:

(1/12) مبادرة السلام غير الرسمية التي تحظى بتأييد ضمني من عرفات تطلق في جنيف.
(1/12) الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية عسكرية واسعة النطاق في رام الله، دون أن يقترب من المقر العام للزعيم الفلسطيني.
(31/12) في حديث خاص لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية بوش يجدد تأكيده على وجوب التخلص من عرفات.

2004

كانون الثاني / يناير:

(4/1) نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوسف لابيد يحذر من أن إسرائيل قد تتعرض لمقاطعات دولية بسبب الجدار العازل .
(5/1) عرفات يتوقع أن يكون عام 2004 عاما صعبا على الفلسطينيين، ويقول:"الله يعيننا عليه بالصبر والثبات والصمود، حتى تحقيق أهدافنا وتحقيق السلام على أرضنا المقدسة".
(25/1) القيادة الفلسطينية ترفض لقاء وزير الخارجية الاسترالي الكساندر دوانر، لعدم إبدائه الرغبة في مقابلة عرفات.

شباط / فبراير:

(2/2) شارون يعلن عن نيته إخلاء مستوطنات في قطاع غزة، وعرفات يشكك في جدية هذه التصريحات ويقول:"إذا كان شارون سيزيل 17 كرفانا فهو سيضع مكانها 170".
(22/2) محكمة العدل العليا تبدأ في النظر في القضية المرفوعة إليها، من الجمعية العامة للأمم المتحدة حول مدى شرعية بناء إسرائيل للجدار الفاصل.

آذار/ مارس:

(3/3) الاتحاد الأوروبي يؤكد أن عرفات هو الرئيس الشرعي للفلسطينيين.
(4/3) واشنطن تطالب حكومة شارون بإنهاء نشاطاتها الاستيطانية وفقاً لخارطة الطريق.
(5/3) استطلاع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يظهر أن شعبية شارون في أدنى مستوياتها منذ انتخابه عام 2001، بسبب عدد الفضائح التي ارتبطت به.
(5/3) عشر دوريات إسرائيلية، تحاصر مقر عرفات في مدينة رام الله في خطوة استفزازية.
(5/3) المحكمة العليا في إسرائيل تؤجل إزالة بعض البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.
(6/3) وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز يستبعد انسحاب قواته من قطاع غزة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
(22/3) الاحتلال يغتال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس والزعيم الروحي للحركة، أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر.

نيسان / إبريل:

(3/4) وزير الأمن الفلسطيني السابق محمد دحلان، يصرح لصحيفة "التايمز" البريطانية:"على عرفات أن يقتنع بأن مهمته انتهت، وأن تعطى السلطة للجيل الفلسطيني الجديد".
(3/4) واشنطن تجدد معارضتها للمساس بالرئيس عرفات
(5/4) التشريعي يدعو إلى وقف كافة اللقاءات مع إسرائيل حتى تتوقف عن تهديداتها لعرفات.
(6/4) بيان إسلامي مسيحي يستنكر تهديدات شارون ضد عرفات.
(17/4) القوات الإسرائيلية تغتال زعيم حركة المقاومة الإسلامية(حماس) الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
(21/4) إسرائيل تفرج عن الفني النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو، الذي أمضى 18 عاما في السجون الإسرائيلية.
(21/4) فعنونو يدعو إلى زوال إسرائيل وتدمير مفاعل ديمونة.
(24/4) شارون يوجه تهديدا باغتيال الرئيس الفلسطيني، ويبلغ الرئيس الأمريكي بأنه لم يعد ملزما بتعهده عدم المساس بحياة عرفات.

أيار/ مارس:

(17/5) قريع يلتقي مستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي كونداليزا رايس في برلين.
للبحث في اقتراح العاهل الأردني.
(17/5) قريع يشدد على أن بقاء عرفات قيد الإقامة الجبرية سيعرقل تقدم عملية السلام.
(17/5) نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، يعلن أن "إسرائيل لا تنوي قتل عرفات، غير أن موته سيكون تطورا ايجابيا جدا".
(25/5) رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان يبحث مع عرفات اقتراحا أردنيا بمنح الرئيس الفلسطيني حرية التنقل مقابل تخليه عن صلاحيات لرئيس الوزراء.
(27/5) عرفات ينفي قبوله الاقتراح الأردني المصري، ويقول:"المطلوب مصريا وأردنيا وأمريكيا وإسرائيليا التخلي عن مسؤولياتي الأمنية لصالح رئيس الوزراء، وهذا لن يحدث".
(31/5) عرفات يصرح لقناة تلفزيونية إسرائيلية أن حكومته "ساعدت في إحباط هجمات ضد إسرائيل انتقاما لمقتل الرنتيسي وياسين".
(31/5) عرفات يمد يده للسلام، والجانب الإسرائيلي لا يعتبره مفاوضا مقبولا.
(31/5) عرفات يشير إلى أن احتجازه في مقره برام الله أثر على صحته، وخصوصا على نظره.



حزيران / يونيو:

(1/6) عرفات يعلن استعداده للاجتماع مع شارون، ويقول:"إذا لم يرغب شارون بالاجتماع معي فليجتمع مع قريع رئيس الوزراء".
(3/6) عناصر من الأمن الفلسطيني، يضربون احتجاجا، ويرسلون إلى عرفات المحاصر خطابا، يتضمن مطالبتهم له بإنهاء ما أسموه فسادا مستشر بين كبار الضباط.
(13/6) وزير الخارجية المصري احمد ماهر ينفي رغبة مصر في تهميش عرفات.
(17/6) الاتحاد الأوروبي يعلن عدم استعداده للاعتراف بأي تغيير يتم إدخاله على حدود ما قبل 1967 دون موافقة الفلسطينيين.
(19/6) السفير الفلسطيني لدى الجامعة العربية محمد صبيح، يعلن مشروع اتفاق بين السلطة والفصائل الأخرى، لتقاسم إدارة غزة.
(19/6) عرفات يؤكد على أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين مهم وضروري.
(19/6) إسرائيل تقرر مقاطعة أي مسؤول أجنبي يزور عرفات.
(20/6) المحكمة الإسرائيلية العليا تحكم بوقف بناء الجدار العازل مؤقتا، وإسرائيل تؤكد استمرار بناء الجدار رغم قرار المحكمة.
(21/6) استطلاع أجراه "برنامج دراسات التنمية في جامعة بيرزيت" يشير إلى تشكيك الفلسطينيين بجدية شارون في الانسحاب من غزة.
(26/6) إسرائيل تغتال قائد كتائب الأقصى نايف أبو شرخ (38 عاما) في مخبئه في نابلس مع خمسة نشطاء آخرين.
(30/6)وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه يؤكد شرعية عرفات ويدعو لرفع الحصار عنه.

تموز/ يوليو:

(1/7) بدء محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، و انقسام عراقي حول شرعية المحكمة.
(1/7) صدام يرفض الاتهامات ويطالب بمحاكمته كرئيس للعراق.
(3/7) المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جون كيري يتعهد بعدم التفاوض مع عرفات ويعرب عن تأييده حق إسرائيل "في الدفاع عن النفس بمهاجمة المنظمات الفلسطينية".
(3/7) كيري يعلن أن "سياج الأمن عمل شرعي للدفاع عن الذات، أقيم رداً على موجة الإرهاب التي شُنت على مواطنين إسرائيليين".
(9/7) محكمة العدل الدولية العليا تصدر قرارا بعدم شرعية بناء الجدار العازل.
(13/7) الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن ينتقد عرفات بشدة، وسط ترحيب إسرائيلي وتنديد فلسطيني.
(14/7) قوات إسرائيلية تفتح النار على موكب للأونروا، وهانسن يحتمي في بيت حانون المحاصرة.
(15/7) عرفات يتمسك باللجوء إلى مجلس الأمن لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية.
(15/7) نتنياهو يكتب مقالا في صحيفة إماراتية يدافع فيه عن تشييد الجدار الفاصل، ويقول "إن القيادة الفلسطينية عقبة في طريق السلام لأنها ليست من طينة قادة عرب آخرين".
(16/7) بعض القوى الفلسطينية تختطف قائد الشرطة المقال اللواء غازي الجبالي، و ضابط الارتباط العسكري العقيد خالد أبو العلا، وأربعة فرنسيين من عمال الإغاثة ثم تفرج عنهم بعد ساعات.
(17/7) رئيس الوزراء أحمد قريع يقدم استقالته لعرفات، والأخير يرفضها.
(17/7) مجلس الأمن القومي الفلسطيني يفرض حالة الطوارئ في غزة بعد الإفراج عن الجبالي.
(19/7) مصدر أردني يصرح أن الجيش قتل 3 مسلحين واعتقل رابعا، أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي الفلسطينية.
(20/7) تعديلات أوروبية ترجئ تصويت الجمعية العامة على الجدار ونبيل عمرو يصاب بالرصاص.

ايلول / سبتمبر

(7/9) وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم يؤكد أمام عدد من ناشطي حزب الليكود ان طرد عرفات بات اليوم اقرب من أي وقت مضى"
(9/9) مصر تصرح أن تهديدات موفاز لا تؤخذ على محمل الجد
(11/9) عريقات يؤكد أن السلطة تأخذ تهديدات موفاز على محمل الجد
(11/9) ضغوط أوروبية على إسرائيل لرفع الحصار عن عرفات
(13/9) مساعد وزير الخارجية الأميركية ريتشارد ارميتاج يؤكد أن واشنطن لا تزال تعارض إبعاد عرفات
(15/9) عمري شارون يؤكد ان اغتيال عرفات امر غير وارد
(15/9) شارون يجدد تهديده باغتيال او ابعاد عرفات والسلطة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل
(16/9) السويد تعتبر تهديدات شارون بإبعاد عرفات غير مقبولة
(23/9) شارون يهدد مجددا باغتيال عرفات ويقول: مصيره قد يكون مشابها لمصير قادة حماس.

تشرين أول / اكتوبر

(18/10) تحرك أوروبي لإنهاء الحصار عن عرفات وشالوم يؤكد مسبقا رفض إسرائيل المطلق.
(23/10) خمسة وزراء أوروبيون يتوجهون الى رام الله لفك الحصار عن عرفات.
(24/10) وعكة صحية ألمت بالرئيس الفلسطيني صرحت بعدها إسرائيل بالسماح له بالعلاج خارج مقره.




هل بدأت مرحلة ما بعد عرفات؟

في التفصيل السابق يلاحظ المواقف التي اتخذت والتهديدات المتكررة للقضاء على عرفات، وهو ما تم باغتياله سياسياَ عن طريق تحجيم صلاحياته، وبمساعدة رفاق الأمس الذين انقلبوا عليه، وفي هذا الإطار لابد من التركيز على تلك الفترة التي اغتيل فيها عرفات سياسياً لفهم المرحلة اللاحقة وأدوار من قاموا بها، ألا وهي مرحلة التصفية الجسدية، وفيما يلي تحليل نُشر على موقع الجزيرة نت للكاتب إبراهيم أبو الهيجاء:
ماذا تعني موافقة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على تعيين رئيس وزراء فلسطيني؟ بل وترشيحه لمحمود عباس "أبو مازن" نائبه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المعروف بمواقفه المجاهرة ضد الانتفاضة المسلحة، وبكونه من أصحاب العلاقات السياسية المنفتحة مع الجانب الإسرائيلي ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ذاته، ناهيك عن كونه المهندس لاتفاقية أوسلو..
وهل نستطيع القول بعد ذلك أن الضغوط الخارجية قد نجحت فعليا بالخطو نحو إنهاء دور عرفات السياسي؟ من خلال تعيين بديل مقبول لديهم وذو تاريخ سياسي مساند.. مما سيمكن إسرائيل والأميركان من التعاون معه والوثوق به، وبالتالي عزل عرفات والقضاء على الانتفاضة الفلسطينية .
صحيح أن اختيار رئيس وزراء فلسطيني يشكل نجاحا للضغوط، واختيار" أبو مازن" سيكون مرحبا به أميركيا وإسرائيليا.. ولكن علينا أن لا نتسرع في الاستنتاج بأن ما جرى هو إنهاء لدور عرفات السياسي كما يبغي من ذلك الإسرائيليون ويؤازرهم الأميركان، وكما يتعاهدون سرا على إنجاز الأمر بعد الانتهاء من صدام.
لأن القضاء على عرفات ليس بهذه السهولة المتوخاة ، حتى وإن فتحت أبواب البيت الأبيض لأبي مازن الموصدة في وجه عرفات، وأعطت إسرائيل بعض الميزات الاقتصادية والسياسية "لأبي مازن" بما يمكنّه من ممارسة صلاحيات جدية لمنصبه من خلال الخروج من بعض المناطق المحتلة أو تسهيل حركة التجارة والعمال.. وربط كل هذه الإنجازات برئيس الوزراء الجديد .
صعوبات إنهاء دور عرفات
رغم كل هذا الانفتاح الأميركي والإسرائيلي المتوقع على رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد إلا أن دفن مرحلة عرفات ليست بهذه السهولة وذلك لعدة أسباب:
1. الشعب الفلسطيني
الشعب الفلسطيني هو العامل الحاسم في تحديد مصيره، وهو يدرك أن تعيين رئيس الوزراء الجديد تم بفعل الضغوط والإكراه، ولذا سيكون من يأتي لهذا المنصب محملا "بعقدة الاتهام والشك" وسيكون مطلوبا منه براهين تثبت وطنيته، وإذا كان هذا يصدق على أي فلسطيني فسيكون الأمر أصدق في حق "أبو مازن " الذي إن تم التصديق على اعتماد تعينيه -كما هو متوقع- فسيلجأ في البداية إلى مواقف أكثر صلابة وجذرية من ذي قبل حتى يتخلص من هذه العقدة.. لأننا نتحدث عن شعب تحدث بحقه كل يوم مجزرة ويعايش حالة شك عالية بفعل ظروفه الأمنية.
2. الانفتاح الأمريكي والإسرائيلي
الانفتاح الأمريكي والإسرائيلي سيكون مضرا "بأبي مازن" وليس العكس، كما يتصور الأميركان والإسرائيليون . . وسيزيد هذا الأمر من عقدة الاتهام والشك ، وفي ظل أن تثبيت قوة أبو مازن ستتطلب تنازلات كبيرة من إسرائيل تحديدا مثل " السماح بإعادة هيكلة أجهزة الأمن والخروج من مناطق "أ" التي كانت خاضعة للسلطة.. "فإنه من المشكوك فيه أن تقدم إسرائيل هذا الثمن حتى لشخص مثل " أبي مازن " مما سيجعل تثبيت دعائم أبي مازن مسألة تتعرض للاهتزاز مع كل عملية للاختبار.
3. رغبات المقربين من عرفات
وقد يتضافر مع هذا العامل رغبة المقربين من عرفات، وحركة فتح في الداخل إلى هز مكانة رئيس الوزراء الجديد، إذا ما رأوا أن ذلك سيؤدي لا محالة إلى إنهاء دور عرفات.. ولذا قد يلجئون إلى غض الطرف عن عمليات عسكرية قد تحدث هنا أو هناك، مما سيصعب على شارون إعطاء أثمان سياسية لأبي مازن تجعله متهما بالتفريط بأمن إسرائيل.
4. تحجيم الصلاحيات
ويتضافر مع كل ذلك رغبة هذه القوى في حركة فتح في المجلس التشريعي والقيادة التنفيذية إلى تحجيم صلاحيات رئيس الوزراء ما أمكن بحيث يجعلون دوره إداريا لا سياسيا.. وهذا ما تنبه له أبو مازن، عندما اشترط قبوله للمنصب بمعرفة حجم الصلاحيات الممنوحة له.
5. رفض قوى المقاومة
لا يحظى رجل مثل أبي مازن المعروف بتوجهاته السياسية بقبول لدى القوى الفلسطينية الإسلامية واليسارية، التي ستلجأ إلى تعظيم عقدة الاتهام والشكوك ضده، في ظل خوفها من أن منصبه واختياره جاء في إطار الضغوط الخارجية أولا، ومن أجل وقف الانتفاضة ثانيا مما يعني الاصطدام بهم ثالثا.
لماذا قبل عرفات تعيين أبي مازن؟
إذن تعيين رئيس للوزراء ليس نهاية المطاف وليس شرطا أنه الخطوة الأولى في إنهاء دور عرفات، ونرى أنه بالنظر للعوامل السابقة الزمنية والشرعية وعقد الاتهام والشك فإن إنهاء دور عرفات سيكون بالغ الصعوبة.. ولعل عرفات قبل بهذا التعيين لأسباب:
1. جعل هذا التعيين بطاقة مرور لتمرير الضغوط الخارجية وإرضاء اللجنة الرباعية وإحراج إسرائيل والأميركان أكثر.. من خلال وضعهم على محك ما يمكن أن يعطوه للفلسطينيين حتى في ظل وجود شخص مقبول مثل أبي مازن.
2. اعتبار هذا التعيين جواز سفر لتأمين سلامة مكانة عرفات في ظل إدراك عرفات أنه التالي بعد صدام، مما يعني ببساطة مواجهة التغيرات الآتية واستباقها، ولعل هذا هو ما دار في تفكير لجان حركة فتح في أطر منظمة التحرير المنقسمة حيال ترشيح "أبي مازن"، ولكنها آثرت الاصطفاف خلفه لمواجهة التغيرات الأميركية الممكنة ضدها.
3. يدرك عرفات أن المطلوب من سلطته هو سحق الانتفاضة والاصطدام مع القوى الفلسطينية المقاومة بما فيها تنظيمات موالية لحركة فتح في الداخل، وهذا سيتطلب خسارة لمكانته وشرعيته ولذا يكون من خلال هذا التعيين قد أعفى نفسه من هذه المهمة وجعلها منسوبة لمرحلة رئيس الوزراء الجديد مما يمكنه أن يكون رابحا من جهة ومتبرئا منها من جهة أخرى.
4. ويدرك أيضا أن المرحلة القادمة وخاصة بعد حرب العراق، ستتطلب تنازلات فلسطينية للموافقة على أوسلو جديد يقترب من مقترحات شارون للتسوية أو يزيد عنها قليلا، وهي ستدور في فلك إعطاء الفلسطينيين دولة مؤقتة على مناطق ( أ + ب )، أي حوالي 50% من أرض الضفة الغربية، مما سيعني مغامرة لأي فلسطيني يقدم عليها بعد هول التضحيات الفلسطينية المقدمة في انتفاضة الأقصى، لذا فمن الممكن أن تعيين رئيس وزراء مثل "أبي مازن "سيريح عرفات من هذه الورطة وتحميل أوزراها لرئيس الوزراء الجديد، وبالتالي الخروج منها سياسيا وشعبيا رابحا.
العوامل المؤثرة في تحديد مصير عرفات
وهي مرتبة حسب أهميتها:
الأول: القوى الفلسطينية الفاعلة
ويمكن تلخيص مواقفها كالتالي:
1. فتح(الخارج ) صاحبة الكادر التنظيمي القادم مع السلطة والمتولي فعليا زمام القيادة التنفيذية والأمنية، منقسمة حيال عرفات وهناك أصوات جهرت ضده أو مصابة بخيبة أمل منه ، وجزء منها دعم ترشيح ابامازن.
2. فتح (الداخل) صاحبة الكادر التنظيمي المتواجد في الضفة وغزة ، والعنصر الفاعل في انتفاضة الأقصى والمؤثر في المجلس التشريعي ، تميل لصالح عرفات وتخشى من بديل غير وطني ، وسلطته فاعلة وتتأكد مع استمرار الانتفاضة.
3- القوى اليسارية المشاركة فعليا بأجهزة منظمة التحرير الفلسطينية، تخشى بديل عرفات ولكنها على استعداد للتعامل مع أي بديل له، وقد يساعدها إطار منظمة التحرير وآلياته على ضعفها لتمرير ذلك.
3. القوى الإسلامية، هي الأكثر خشية من غياب عرفات بفعل الضغوط الخارجية، كونها تدرك ان الآتي بعده سيكون متصادما مع مشروعها المقاوم، لذا فهي تميل إلى الترقب مع تصعيد المقاومة بما يجعل الظروف مربكة و يمكنها من الاستمرار بمشروع المقاومة دون اتفاقات جديدة تراها كارثية على الشعب الفلسطيني.
4. الشعب الفلسطيني ليس هناك آليات لحسم موقفه في ظل ان الشعب الفلسطيني يعايش حالة ( لا معيارية ) في القياس الكمي لمواقفه كونه في حالة صراع دائم ، لكن يمكن القول من جملة مؤشرات واستطلاعات للرأي العام تثبت انه متشكك بممن سياتي من بعد عرفات ، كون الأمر تم بفعل الضغوط الخارجية من جهة ، كما ان الشعب الفلسطيني قدم تضحيات لا يمكن تجاوزها بهذه السهولة.
الثاني :القوى داخل إسرائيل
ويمكن تصنيف مواقفها كالتالي:
1. اليمين الصهيوني والمسيطر فعليا على القرار الإسرائيلي، يجهر بالتخلص من عرفات وينتظر انتهاء حرب الأميركان بفارغ الصبر، وسيلجأ إلى إعطاء رئيس الوزراء الجديد بعض الأثمان السياسية والاقتصادية.. بما يمهد الطريق لإنهاء دور عرفات.
2. الأجهزة الأمنية منقسمة حيال عرفات بين مدرسة الاستخبارات التي ترى ضرورة التخلص منه بغض النظر عما سيحدث لان ما حدث بانتفاضة الأقصى هو أقصى ما يمكن ان يحدث، ومدرسة المخابرات التي تخشى من غياب عرفات القسري ومن مرحلة فوضى تدفع ثمنها إسرائيل أضعاف ما تتلقاه الآن.
3. اليسار الصهيوني يتفق مع نظرة المخابرات الصهيونية ويخشى من مرحلة ما بعد عرفات، ويخشى من محاولات تغييره قسرا لأن ذلك سيؤدي إلى فوضى تنعكس على إسرائيل ، كما أنه لا يرى غضاضة بالتفاوض معه، مع العمل على إضعافه لاستغلاله بتسويق تنازلات فلسطينية من جهة أو لتمهيد الطريق أمام بديل محتمل .
الثالث: الإدارة الأميركية
ومواقفها موزعة بين مدرستين:
1. 1مدرسة ترى بوجوب التخلص منه مباشرة حال الانتهاء من العراق مع الضغط منذ الآن لتمهيد الطريق إلى البدائل عنه وتمثلها وزارة الدفاع ومستشارة الأمن القومي "كوندليزا رايس".
2. مدرسة ثانية ترى ضرورة إضعافه وانتظار بديل مناسب عنه يتطور طبيعيا ودون تدخل مباشر، مع تحميله مسئولية ما يجري بغرض إضعافه واستغلاله للتوقيع على تنازلات لصالح إسرائيل وتمثل هذه المدرسة وزارة الخارجية .
الرابع :الأوروبيون
وهم أيضا من متوزعون كالتالي:
1. تيار تمثله بريطانيا وهو قريب لنهج وزارة الخارجية الأميركية مع انفتاح اكثر مع عرفات ورأينا ذلك في مؤتمر لندن لإصلاح السلطة.
2. تيار اكثر قربا لإصلاح عرفات وليس لإنهاء دوره باشتراط قبوله بإصلاحات داخل السلطة من خلال اشتراطات الرباعية والتي تمثلت أخيرا بفرض تعيين لرئيس الوزراء جديد، ويمثل هذه التيار الفرنسيون.
الخامس :الدول العربية الرسمية المؤثرة
وهم منقسمون إلى ثلاث توجهات:
1. تيار لا مبال تجاه ما سيحدث لعرفات وتمثله سوريا ولبنان ولكنه يخشى في ذات الوقت من بديله الذي من الممكن أن يجري تسويات مضرة أو يقدم على تنازلات تضر بالحقوق السورية واللبنانية .
2. تيار يخشى من تسجيل أسبقية بإنهاء دور عرفات ويتطلع إلى إصلاحه من خلال الضغط عليه ودعمه ويتقاطع هذا الدور مع الأوروبيين ويمثل هذا التيار مصر .
3. تيار منتظر لما سيحدث ولكنه يخشى من غياب عرفات لذا يستبق الأمور بأخذ احتياطاته وإجراء اتصالاته بما يؤمن عدم حدوث انعكاس سلبي عليه ويمثل ذلك الأردن.
العوامل الحاسمة في مصير عرفات
برأينا وباستعراض جملة المؤثرات آنفة الذكر فان إنهاء دور عرفات غير محتوم، فهناك مركبات تعمل معه وأخرى ضده ولكن لصالحه ، في تأكيد شرعيته و دوره من جهة أو إصلاحه من جهة أخرى أو إضعاف بدائل تخلفه، أو تقوية بدائل ، ولكن هذا غير كاف في رسم الصورة كاملة لمعرفة مصير مكانة ورئاسة عرفات و شرعيته فثمة عوامل مستقبلية هي التي ستحدد مصيره أو ستعمل على الأقل لبقائه أو إصلاح دوره بالفهم الفلسطيني والعربي و الإسرائيلي أو الأميركي أو الأوروبي ... وأهمها برأينا التالي:
1. مدى تقدم عرفات تجاه المطالب السياسية والأمنية الإسرائيلية والأميركية وموافقته على صفقة نهائية اقل حتى من مقترحات كامب ديفد (2) ومقترحات كلينتون ، وقد أشارت وثيقة للمخابرات الإسرائيلية نشرت في صحيفة معاريف تحت عنوان "عرفات عقبة أم ورقة رابحة " ان الاستمرار بالحملة الإعلامية ضده سيؤدي إلى إضعاف عرفات وبالتالي موافقته على أي صفقة إسرائيلية وبالتالي أميركية ، وبالتالي يمكن إنهاء دور عرفات أمام شعبه عندما يرضى بالتوقيع على صفقة مثل تلك مما يفتح الطريق أمام غيره لا يحمل وزر توقيع ما فعله عرفات وقد يأتي بخطاب وطني في البداية ليحصل على شرعيته ، وفي ذات الوقت تستثمر إسرائيل مكانة عرفات من خلال حصولها على تسوية بأرخص الأثمان.. بينما تلكأ عرفات بقبول ذلك أو مناورته سيؤدي إلى التعجيل الأميركي والإسرائيلي بإصلاحات دوره ، رغم انه سينتهي بكليهما.
2. قبول عرفات ممارسة دور سلطوي قمعي ضد الانتفاضة ،هو الآخر سيعجل بالصدام الداخلي وشرذمة حركة فتح مما سيؤدي إلى نهاية دور عرفات الشعبي ، وبالتالي يفتح الطريق إلى بديل آخر، بينما امتناع عرفات عن مقاومة الانتفاضة وتصاعد فعالياتها وخاصة اشتداد عمليات العمق سيؤدي إلى تعجيل نهاية دور عرفات وقمع سلطته بالقوة الأردن ،رغم ان ذلك سيعاظم من شرعيته الشعبية.
3. نجاح الأميركان بترتيب المنطقة، أي نجاحهم بضرب العراق وتغيير بنيته السياسية سيعجل بإصلاحات دور عرفات خاصة إذا ما رفض عرفات ممارسة دور فعلي ضد الانتفاضة أو رفض تسوية ناقصة أو كليهما ...والعكس سيعزز دون شك مكانة عرفات والانتفاضة والقضية الفلسطينية ككل.
4. تصاعد قوة حماس في ظل انقسام حركة فتح وضعف السلطة يؤدي إلى تأخير التخلص من عرفات ، والعكس ليس شرطا انه صحيح في ظل ان تصاعد قوة فتح الداخل على حساب فتح الخارج سيؤدي إلى تدعيم موقف عرفات وتعزيز الانتفاضة حتى لو تم نفي عرفات للخارج ، بينما صعود فتح الخارج على حساب فتح الداخل سيؤدي إلى ضعف مكانة عرفات وصعود بديل آخر لعرفات مفروض داخليا أو خارجيا.
5. انضمام اليسار الإسرائيلي وتحديدا حزب العمل إلى حكومة وحدة إسرائيلية جديدة سيؤدي إلى تأخير منطق التخلص من عرفات لصالح منطق إصلاحه، نظرا لأن حزب العمل يريد أثمانا سياسية من الليكود لدخوله هذه الحكومة.
6. يبقى العامل البيولوجي حاضرا سواء بانتهاء دورة زمن عرفات طبيعيا أو تآمريا، ولا يجب ان يغيب ذلك عن مجمل التحليل، فعرفات بلغ أكثر من السبعين.. ولا يوجد وريث واضح له باستثناء نصوص عائمة في ميثاق منظمة التحرير والنظام الأساسي للسلطة، تعني استلام أبو علاء لمنصب رئاسة السلطة، وأبو مازن لمنصب رئاسة منظمة التحرير.. وهذا يعني أن جدلية عرفات ستبقى حاضرة وتؤرق مختلف العوامل أنفة الذكر باختلاف مصالحها وما يعنيه غياب عرفات عليها سلبا أو إيجابا.
ولكل تلك الأسباب مجتمعة كما وردت في التحليل السابق، كان لابد من الإنتقال للمرحلة التالية، وهي تصفية عرفات جسدياً، طالما أن محاولات إنهاؤه تماماً من الساحة الفلسطينية باءت بالفشل، سواءاً من خلال استحداث المناصب المفصلة مقاساً وإسماً على عبّاس، أو محاولة الإنقلاب عليه وتحريك الشارع الفاشلة التي قادها دحلان في صيف عام 2004.

لكن قبل التصفية لابد من التمهيد لمرحلة ما بعد عرفات، والاستعداد لها، ودعم الورثة المستعدون للإنقضاض على السلطة، ولهذه الغاية بدأ الحديث عن سيناريوهات ما بعد عرفات قبل مرضه بأشهر، ولعل الوثيقة التي وضعتها الخارجية الاسرائيلية وأعلنت عنها إذاعة جيش الاحتلال بتاريخ 14/07/2004، كانت الأبرز بين تلك الاستعدادات حيث وضعت الوثيقة ثلاثة احتمالات لموت عرفات هي "قتله في عملية عسكرية إسرائيلية، أو وفاته فجأة بشكل طبيعي، أو وفاته بعد مرض طويل".، وتوقعت الوثيقة سيناريوهات "كارثية" في حال موت عرفات، إذ تحدثت عن احتمال "انهيار السلطة الفلسطينية" بعد وفاته، و"حدوث فوضى عارمة في الأراضي الفلسطينية، قد تؤدي إلى تدخل دولي". وإلى صراع على السلطة بين القوى الفلسطينية، ومحاولات من حماس لاستلام السلطة. في حين أوصت بدعم "القيادة الفلسطينية الشابة" من حركة "فتح" أمثال العميد جبريل الرجوب والعقيد محمد دحلان "لكبح تعاظم قوة حماس".

أكدت الوثيقة أيضاً أن على إسرائيل أن تتوقع "في حال وفاة عرفات" أن "يسير مئات الآلاف من الفلسطينيين مع الجثمان إلى القدس لدفن عرفات فيها"، "وهو أمر لا تقبل به إسرائيل خشية أن يمس بمكانة مدينة القدس"، وأن "تستأنف التظاهرات الكبيرة" ضد الاحتلال الإسرائيلي التي شكلت بداية الانتفاضة في خريف 2000.

وتوقعت الوثيقة أن تخفق قوات الاحتلال في منع الحشود من التوجه إلى القدس, فيما" كاميرات التلفزيون العالمية توثق الحدث وتحرج إسرائيل". لذلك أوصى واضعو الخطة بـ"الاستعداد جيداً لهذا الاحتمال, وبإمكان التوصل إلى حل وسط"، حيث اقترحت الوثيقة أن تسمح إسرائيل بـ"دفن عرفات في بلدة أبو ديس في الضفة الغربية، ضواحي القدس، وليس في المدينة نفسها".

نصحت الوثيقة بالسماح للزعيم الفلسطيني "أن يتوجه- في حال مرضه- إلى الخارج لتلقي العلاج، وذلك بغية استبعاد فرضية تحميل إسرائيل مسؤولية وفاة عرفات، كما نصحت بتنسيق الخطوات لمواجهة "اليوم الدراماتيكي" مع الأردن ومصر، ولم يصدر عن الخارجية الإسرائيلية أي تعليق حول ما جاء في الوثيقة.

مقدم البرنامج الإذاعي الذي بث تقريرا عن الوثيقة أشار إلى أنه منذ تسلم عرفات زعامة "فتح" عام 1968، تبدل تسعة رؤساء وزارات في إسرائيل "بينما عرفات ما زال في منصبه". وعلق منسق شؤون الاحتلال سابقاً الجنرال داني روتشيلد على الخطة, قائلاً" إن تقديرات استخباراتية إسرائيلية سابقة أخطأت في قراءة تطورات في سورية والأردن بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد والملك حسين". ونصح بتكريس الجهود لتسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي "بدلاً من التلهي بمثل تلك السيناريوهات".

هل كانت السيناريوهات الموضوعة، واحتماليات مرض عرفات والسماح له بالسفر، وترتيبات جنازته ودفنه، مجرد مصادفة تزامنت أيضاً مع التصريحات السابقة لقادة الإحتلال حول قرب رحيله؟ بالتأكيد ليست مصادفة بل هي إعداد وترتيب متقن لما تم تنفيذه بعد ثلاثة أشهر تماماً من تاريخ نشر الوثيقة، وسيكون لنا عودة لموضوع إعداد الورثة ودعمهم لاحقاً.



الفصل الأخير في الجريمة

في هذا الجزء سأتناول تفاصيل الشهر الأخير من حياة عرفات، بالتفصيل الممل، لأن هذه الفترة تحديداً أريد ويراد لها أن تمحا من ذاكرة الناس وبالأخص الشعب الفلسطيني، لأنها تبرز دور من كانوا حول عرفات وقت مرضه، وتشير بأصابع الإتهام لهم، وتثبت بشكل أو بآخر أن وفاة عرفات لم تكن طبيعية بل بفعل فاعل، وسنقسم تلك الفترة لمراحل بحسب تطور مرض عرفات وتغير مكانه، لكن لنبدأ بنظرة عن حالة عرفات الصحية العامة قبل مرضه الأخير:

الحالة الصحية العامة

ياسر عرفات كان وقت مرضه في الخامسة والسبعين من العمر، وتاريخه الطبي أو ما يعرف ب Past Medical History، لا يشير لأمراض خطيرة أو مزمنة من الممكن أن تفسر مرضه الأخير، وهو ما أكده طبيبه الخاص لأكثر من 25 سنة الدكتور أشرف الكردي، وبحسب الملاحظات الطبية والشخصية ومصادر مقربة من عرفات فقد عانى من:

• نزف في الجمجمة بعد سقوط طائرته في الصحراء الليبية في أبريل نيسان من عام 1992 Bilateral Subdural Haematoma
• شلل نصفي مؤقت Hemiplegia استدعى التدخل الجراحي في الأردن
• البهاق Vitiligo
• رجفة واضحة وانحصر تفسيرها بين رجفة حميدة أو مرض الشلل الرعاش Parkinsonism
• التهابات في المعدة Gastritis، وجرح في المعدة ulcer
• حصى في المرارة Gall Stones
• ضعف عام وارهاق Lassitude
• حالات اكتئاب متقطعة خاصة في سنوات حصاره الأخيرة Depression، مع ارتفاعات وانخفاضات في المزاج Mood Swings، والمثال على ذلك عندما صرخ في وجه أعضاء التشريعي المجتمعين معه لمناقشة كلمته الأخيرة يوم 18/8/04 واصفاً إياهم بأنهم "كلكم جواسيس".
• فقدان جزئي للذاكرة Partial memory loss، ففي إحدى المرات قال له مقربوه إن زعيمي حزب ميرتس وياحد الإسرائيليين يوسي ساريد ويوسي بيلين ينتقدان وجوده وهو محاصر، فظهرت عليه علامات التعجب وسأل عنهما موضحاً أنه لا يعرف أحدا بهذه الأسماء وذلك رغم كونهما أحد أبرز أصدقائه القدامى، وفي مرة أخرى سأل عن اسم ابنته الحقيقي.
• ضعف وفقدان جزئي للنظر Partial visual loss، وهو ما ذكره عرفات بنفسه بتاريخ 31/05/2004.

الفصل / المرض الأخير

وسط تعتيم وتخبط وتصريحات متضاربة وفتاوى طبية على الهواء، ومحاولات التقليل من خطورة مرض عرفات، تطور هذا المرض واستفحل، ومر في مراحل أدت إلى وفاته بتلك الصورة الغامضة، وهو ما سبق وتناولته في موضوع تحت عنوان "انفلونزا رئاسية" بتاريخ 19/10/2004 اقتبس منه: "تضاربت الأنباء التي ترشح من داخل مبنى المقاطعة في رام الله حول صحة عرفات والتي لاشك أنها آخذة في التدهور، وتضاربت أيضا التوقعات والشائعات المتعددة المصادر سواءا الفلسطينية أو "الإسرائيلية"، وأصبح عرفات ومن جديد حديث الساعة وصحته طغت على ما دون ذلك حتى وإن كان إجتياح نابلس وقصف خان يونس وتجريف رفح والتي تزامنت جميعها مع المرض الرئاسي.

مع هذه الأنباء والشائعات بدأت الجوقة "الرئاسية" من مستشارين ومقربين ومطّلعين على خفايا وأسرار "المقاطعة"، بدأت عزفها النشاز بالنفي والإنكار والإستنكار لأن "الرئيس" بألف خير وصحته "زي البمب" وأن ما يشاع عن مرضه "مؤامرة للنيل من صموده" وبرزت مواهب البعض الطبية لتعلن أن الأمر لا يتعدى "إنفلونزا حادة" بدأ سيادته بالتعافي منها!

تناسى هؤلاء أن هذه الإنفلونزا "الرئاسية" إستدعت حتى الآن إستشارة أطباء من الأردن ثم مصر وأخيرا من تونس، و خبراء في أمراض الدم، وأمراض التلوث، ومشاكل الجمجمة، ومشاكل القلب وضغط الدم والمشاكل المعوية. حتى لحظة مرض سيادته لم أكن أعرف أن أطباء فلسطين المشهود لهم في كل العالم عاجزون عن معالجة "إنفلونزا"!

التساؤل حقيقة ليس عن طبيعة المرض أو الإنفلونزا ولكن عن طبيعة هذه الجوقة ممن يتقنون فنون النصب والكذب والإحتيال والمحاولات اليائسة البائسة للضحك على عقولنا خاصة عندما يتعلق الأمر بشأن من شؤون "المقاطعة"، حيث كانت آخر محاولاتهم بعد إنفضاح أمرهم وأمر الفحوصات التي لها أول وليس لها آخر التي يخضع لها رئيسهم أن خرجوا علينا بنكتة تشخيصية لتبرير الفحوصات قائلين: "الفحوصات الطبية تُجرى لأنه ينبغي ان نتذكر بأنه رجل كبير يعيش منذ ثلاث سنوات في ظروف شديدة دون هواء نقي ودون أشعة الشمس"! أي إستهزاء بعقول البشر هذا؟" إنتهى الإقتباس.

رغم اعتراض البعض على هذا الموضوع تحديداً، لم تمض سوى أيام معدودات على كتابته حتى تم تسفير عرفات إلى فرنسا في حالة يرثى لها، وثبت كذب من كانوا حوله، إلا أن ذلك لم يردعهم واستمروا في الكذب حتى وهو بين الحياة والموت في ساعاته الأخيرة، مؤكدين مرات ومرات أنه بخير وسيعود سالماً معافى!

تفاصيل تلك المرحلة مذهلة وتثير العديد من الشكوك والتساؤلات حول طريقة التعامل والعلاج والتسفير لياسر عرفات، ودور من كان حوله فيما جرى، لنتابع هذه التفاصيل بشكل مجرد لمعرفة وفهم ما جرى، ولتسجيلها للتاريخ، ومن ثم يتم طرح التساؤلات حول هذه الفترة تحديداً:

في رام الله

12/10/2004
- مساء ذلك اليوم يشعر ياسر عرفات بالبرد أثناء سيره في فناء مقره برام الله
- بعد العشاء شكا عرفات من أنه يعاني من غثيان ويخلد للنوم مبكراً
- القنصل العام لمصر لدى السلطة نادر العاصر يطلب فريقاً طبياً مصرياً لفحص عرفات
- الساعة الواحدة صباحاً يخرج عرفات من غرفته والرغاوي تملأ فمه ويقول لمستشاره الخاص: "طالوني ونجحوا في القضاء علي"

13/10/2004
- الفريق الطبي المصري يصل لمقر المقاطعة ويجري فحوصاً شاملة ويقرر أن عرفات مصاب بنزلة صدرية
- الطبيب الخاص لياسر عرفات الدكتور أشرف الكردي لا يتم استدعاؤه كما جرت العادة في كل مرض أصاب عرفات، وفي ظروف أقل خطورة

14- 17/10/2004
- تدهور الوضع العام لعرفات ودخوله أكثر من مرة في فترات غيبوبة قصيرة إضافة للغثيان والقيء
- إستمرار مسلسل الكذب المتعلق بحالته الصحية من قبل "مسؤولي" السلطة

18/10/2005
- وصول فريق طبي تونسي لفحص عرفات
- الفريق التونسي يكتشف نقصاً حاداً في الصفائح الدموية المهمة لعملية تجلط الدم أو Thrombocytopenia
- الفريق الطبي التونسي يقرر أن حالة عرفات تستدعي دخوله للمستشفي، ويشير بنقله لمستشفى رام الله، وعرفات يوافق
- المحيطون بعرفات يتجاهلون تماماً نصيحة الفريق الطبي التونسي

19-24/10/2004
- تدهور بشكل ملحوظ في الحالة الصحية لعرفات
- تجاهل كامل من قبل المحيطين به وإصرار على إبقاء الأمر طي الكتمان
- الدكتور أشرف الكردي لم يتم الإتصال به بعد!

25/10/2004
- رمزي خوري مدير مكتب الرئيس يتصل بأحمد قريع ويبلغه أن تدهوراً حاداً طرأ على صحة عرفات، وأنه يعاني من آلامٍ شديدة في البطن وإرهاق وقيء وعدم تركيز
- أحمد قريع يقرر الإتصال بمحمود عبّاس ويطلب منه زيارة عرفات، وعبّاس يصل لمقر المقاطعة
- الصفائح الدموية في هذه الليلة تصل إلى 46 ألف صفيحة (المعدل الطبيعي 150ألف على الأقل)
26/10/2004
- الطبيب المصري د.إبراهيم مصطفى يطلب نقل عرفات فوراً لمستشفى رام الله
- مرة أخرى يتم تجاهل هذا الطلب تماماً ويتقرر استدعاء فريق طبي ثالث وهذه المرة من الأردن
27/10/2004
- تقيأ عرفات بعد تناوله حساء ثم يسقط فاقد الوعي لمدة عشر دقائق
- أخيراً وبعد رفض غير مبرر يتقرر استدعاء د. أشرف الكردي الطبيب الخاص لياسر عرفات
- أيضاً استدعيت من تونس في هذا اليوم زوجته سهى
- الصحفيون ينصبون خيمة أمام مدخل المقاطعة
- نفى نبيل أبو ردينة مستشار ياسر عرفات، ما تناقلته وسائل الإعلام، بأن لجنة ثلاثية تضم محمود عباس "أبو مازن" أمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، ورئيس الوزراء احمد قريع "أبو علاء"، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، شكلت لتنوب عن الرئيس عرفات في حالة غيابه. وأنه لم تصدر مراسيم حول ذلك.

28/10/2004
- وصف المقربون من عرفات حالته بالوهن الشديد والضعف وانه غير قادر على الوقوف ، وغير قادر على الاحتفاظ بأي طعام في معدته ويعاني من الإسهال الحاد. ويبدو مضطربا و يقضي معظم يومه نائما
- د.أشرف الكردي يزور عرفات للمرة الأولى ويقول: عندما قابلته في يوم الخميس، لم يكن ذاك عرفات الذي عرفت"، يقول الدكتور الكردي. "لقد عانى فقدان وزن، وآلاما في منطقة الكلى والبطن، وفقدانا تاما لشهوة الطعام وانخفاضا في انتاج أقراص الدم. كانت له بقع مستديرة حمراء كبيرة على وجهه، وجلد أصفر. سيقول لك كل طبيب إن هذه كانت أعراض تسميم". "كانت أعراض غريبة كثيرة "، يُلح الكردي. " جمعت طواقم الاطباء وطلبت اليهم تقريرا عن نتائج فحوصهم حتى ذلك الحين. بيّن رؤساء الطواقم لي ان نقص أقراص الدم لم يحدث نتيجة وقف انتاج الأقراص في مخ العظام بل من هدم الأقراص في الدورة الدموية. يوجد إمكان سرطان معدة ايضا، اللوكيميا أو التلوث رُفضا. الامكانيتان اللتان بقيتا كسببين للمرض كانتا فشلا مناعيا أو تسميما. بين الاطباء انه يمكن الفحص عن هذه الفروض في مستشفى في الخارج فقط". أثارت البقع الحمراء على وجه الرئيس انتباها كبيرا. يصعب أن نحدد هل نبعت من نزف دم نتيجة لمشكلات في تجلط الدم أو أنها بقع تسمى بقع "السركوما" Sarcoma (بقع تنتشر في الأساس بين اليهود الغربيين ومرضى الايدز). يقول الدكتور الكردي انه لا يعرف يقينا اذا كان قد أُجري على عرفات فحص ايدز في اطار الفحوص التي أجراها الفريقان التونسي والمصري. عندما سأل الاطباء هل أُجري فحص ايدز، أجاب الاطباء من تونس بالايجاب وزعموا أن النتائج كانت سلبية.
- وصول سهى عرفات من تونس واستلامها دفة الأمور، وتقرر نقل وتسفير عرفات لباريس بعد أن قرر15 طبيبا من الأردن ومصر وتونس إرساله إلى باريس للعلاج بعد إجراء اختبارات مبدئية أشارت إلى انخفاض جديد في عدد الصفائح الدموية في جسمه


- حدوث خلاف حاد بين قريع وسهى عرفات حيث اقترح قريع إدارة الاتصالات مع الفرنسيين غير أنها رفضت بشدة زاعمة أنها زوجته والأقدر على إجراء هذه الاتصالات، وبأنها نسقت كل شيء مسبقاً!
- أحمد قريع يتصل بالقنصل الأمريكي وبآرييل شارون لتأمين خروج عرفات وضمان عودته
- أحمد الطيبي يهاتف مستشار شارون دوف فايسغلاس، ويحصل على وعد رسمي بالسماح لعرفات بمغادرة رام الله إلى فرنسا والعودة إليها
- شارون يعرض إرسال فريق طبي اسرائيلي!
- مكتب قريع يحصل على موافقة فرنسا على استقبال وعلاج عرفات من خلال القنصل الفرنسي العام في القدس المحتلة ريجيس كوتشت وبموافقة شيراك الشخصية
- الحصول على التصاريح اللازمة لمغادرة عرفات
- محمود عبّاس وأحمد قريع وياسر عبد ربه يدخلون غرفة عرفات لإقناعه بالسفر
- إنضمام محمد دحلان ومحمد رشيد لمجموعة الإقناع
- دحلان يؤكد لعرفات أنه سيعود وعرفات يشترط سفره معه
- أحد الحضور يسأل عرفات ساخراً هل يريد دحلان بجانبه لأنه يخاف أن يثير مشاكل أثناء غيابه، وعرفات يرد أنه يحب "أبو فادي"
- في نفس اليوم تم توزيع المناصب والمهام بين عبّاس وقريع ، وتعميم القرارات على الصحف مع دعوات بشفاء عرفات!


- في تلك الليلة وهي آخر ليلة قضاها عرفات في المقاطعة وهو حي طلب الاجتماع مع كل من الأمين العام للسلطة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم ومستشاره للأمن القومي العميد جبريل الرجوب ، وأطلعهم عرفات على أدق تفاصيله المالية والسياسية الفلسطينية
- وصية عرفات الأخيرة: "عليكم أن تهتموا بأن تتزوج ابنتي زهوة رجلا محترما"

الطريق إلى فرنسا

يوم 29/10/2004 بدأت رحلة عرفات الأخيرة، وكان صباح ذلك اليوم هو آخر ظهور علني له، ليُدفع وأمام عدسات الكاميرات دفعاً إلى داخل الطائرة، ويودع الحياة بعدها في غربة وغموض.


تفاصيل تلك الرحلة كانت كالتالي:

• في ساعة مبكرة من الصباح هبطت في ساحة المقاطعة بعد تنظيفها من معظم البراميل الأسمنتية التي وضعت لإعاقة أي عملية إنزال إسرائيلية مروحيتان من طراز سوبر فارلون اردنيتان، احداهما مزودة بعتاد طبي متقدم
• "طلب الرئيس إلي أن أخرج الى الساحة وأن أستقبل الطيار"، يقول أحد مقربيه. "فعلت ذلك وعندما عدت قلت له انه يمكنه الخروج الى المروحية. كان عرفات حائرا وسأل: "أي مروحية؟". بينت أن الحديث عن مروحية سنسافر فيها الى الاردن وبعد ذلك سنطير نحو المستشفى في باريس. أجاب الرئيس: "لماذا المستشفى ولماذا باريس؟"، لقد كان مطموسا على عقله حتى لم يفهم ما يحدث حوله"
• في الساعة الثامنة من صباح الجمعة 29/10/2004 حسب التوقيت المحلي خرج عرفات من مبنى المقاطعة، واقفا على رجليه، لكنه يعتمد على المساعدين والحُراس. كانت هذه المرة الاولى التي يخرج فيها من المقاطعة المحاصرة بعد أكثر من سنتين
• يتسلق عرفات سلم الطائرة بنفسه لأول مرة منذ أكثر من 30 شهرا، ويتوقف على بابها ليرسل القبلات في الهواء لمودعيه، ومنهم عبّاس وقريع وجبريل الرجوب الذي عاد على عجل من القاهرة ويحيى خلف ووزيرة شؤون المرأة زهيرة كمال والوزير المكلف الشؤون المدنية جميل الطريفي وغيرهم من الوزراء الى جانب حشد كبير من الناس ورجال الأمن
• مع صعوده الى الطائرة، لاحظ الرئيس صائب عريقات يُكفكف دمعة. عرفات، الذي لوح بيديه بالسلام في كل صوب، توجه الى عريقات وقال له بالعربية بلهجة مصرية: "متخفش، أنا حرجع".
• ياسر عرفات يُدفع دفعاً إلى داخل الطائرة من قبل مرافقيه وأمام شاشات وكاميرات العالم
• رافق عرفات في الطائرة قرينته سهى والمتحدث الإعلامي باسمه نبيل أبو ردينة ومدير مكتبه رمزي خوري ووزير الشؤون المدنية جميل الطريفي، وحارسه الشخصي ومحمد دحلان ومحمد رشيد (خالد سلام)، لكن طبيبه الخاص د.اشرف الكردي يترك مرة أخرى في رام الله
• الطائرة الاردنية تحط في مطار ماركا العسكري في عمان الساعة السابعة و45 دقيقة بتوقيت عمّان
• عند سلم الطائرة كان في استقباله وزير الخارجية الأردني الجديد هاني الملقي الذي نقل اليه تمنيات الملك عبد الله الثاني له بالشفاء, ونظيره الفلسطيني نبيل شعث وعدد من المسؤولين الأردنيين والفلسطينيين وسفراء الدول العربية والأجنبية في عمان
• انتقل الرئيس عرفات والوفد المرافق له إلى الطائرة الفرنسية الحكومية وهي من طراز فالكون 50 المجهزة طبيا
• سلطات الإحتلال ترفض تحليق الطائرة فوق أجواء فلسطين
• هبطت طائرة عرفات التي منعت من التحليق فوق فلسطين في قاعدة فيلاكوبلي العسكرية في ضاحية باريس الجنوبية في الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر بتوقيت باريس
• وكان في استقبال ياسر عرفات البروتوكول الفرنسي ولكن لم يحضر أحد من المسؤولين الفرنسيين وبرر مصدر دبلوماسي فرنسي هذا الغياب بأن "الأولوية هي للاهتمام بصحة عرفات"، مضيفا أن وزير الخارجية "ربما يزور الرئيس الفلسطيني عندما يسمح وضعه الصحي بذلك كما أن الحكومة الفرنسية «تتحمل كافة أعباء إقامة عرفات ومعالجته"
• ونقل بعدها ياسر عرفات مباشرة الى طائرة هليكوبتر عسكرية فرنسية كانت بانتظاره، نقلته بدورها الى مستشفى بيرسي في منطقة كالامار في غرب باريس، وهو مستشفى متخصص في معالجة أمراض الدم

في مستشفى بيرسي العسكري

29/10/2004
• تحت رعاية الطبيب العسكري البروفيسور دو روفيل عرفات يوضع في الجناح المخصص لكبار المرضى
• فور وصوله تم نقل وحدات دم له

30/10/2004
• أكدت مندوبة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد، أن ياسر عرفات أمضى ليلة مريحة، وان معنوياته مرتفعة
• في اليومين الأولين لوصوله وبحسب تقرير المستشفى كانت التغذية عن طريق الوريد

31/10/2004
• يقول تقرير المستشفى في اليوم الثالث: "كان تحسن في وضع الذعر والبلبلة، قام المريض بنشاط صغير مثل المشي في الغرفة وكان اتصاله بمقربيه حسن"، ورد في التقرير الطبي.
• أيضاً أبدى عرفات علامات انتعاش وخفت آلام بطنه، وتناول الطعام
• تلقى ياسر عرفات، اتصالا هاتفياً، من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، للإطمئنان على صحته، كما تلقى اتصالاً هاتفياً من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للإطمئنان على صحته.
• جرى اتصال هاتفي بين الرئيس ياسر عرفات، وأمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، محمود عباس ، الذي أكد أن الوضع الصحي لعرفات جيد وأنه في تحسن مستمر.
• في أول اتصال هاتفي له، اجرى الرئيس ياسر عرفات من مشفاه في فرنسا، اتصالاً هاتفياً بوزير المالية سلام فياض، لبذل كل جهد مستطاع من اجل تأمين صرف الرواتب في اقرب وقت ممكن

02/11/2005
• أكد التقرير الطبي الرسمي الأول حول صحة عرفات، عدم إصابته بسرطان الدم، وانه يعاني من اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي

03/11/2004
• صحة ياسر عرفات، منيت بانتكاسة مفاجئة، والأطباء يجرون مزيدا من الفحوصات لمعرفة السبب
• التقرير الرسمي يقول: "في الليلة الخامسة من علاجه ابتدأ تدهور شديد. انخفض انتاج أقراص الدم مرة اخرى، "عاد المريض ليكون غافيا، ومتعبا ومبلبلا".
• كتب اطباء قسم علاج الدم الذي كان يعالج فيه عرفات حتى نقله الى قسم علاج الطواريء أن "المريض ابن الخامسة والسبعين، غرق في غيبوبة نتيجة لتلوث، ومشكلات تجلط أو كليهما معا. عولج بسبب مرض في الأمعاء يُذكر بالتهاب في الأمعاء الغليظة مع مشكلات تجلط، ولكن من غير أن يُلحظ تلوث (يسبب التهابا) في زمن النقل الى قسم علاج الطواريء. وُجد دليل على هيموفاغوسيتوزس Haemophagoctosis(وهو وضع تبتلع فيه خلايا جهاز المناعة كريات حمراء يظهر احيانا عند مرضى الايدز).

04/11/2005
• الرئيس عرفات، في وضع صحي حرج، و"القيادة" تدعو الشعب للوحدة
• التقرير الرسمي يقول: "جرى تشخيص انحطاط آخر ولم يكن هنالك رد على المحيط. بيّن فحص عصبي أن عرفات ذهب في غيبوبة واستجاب فقط على تنبيهات مادية مثل الوخز. عانى القسم الأيسر من جسمه شللاً وبيّن فحص النشاط الكهربائي للدماغ تباطؤا ملحوظا".
• تدهور وضع الوعي الذي مصدره الدماغ، ليكون غيبوبة اضطرت الى نقل المريض الى وحدة علاج الطواريء في يوم علاجه السادس. نُقل عرفات الى الوحدة، ونُقلت الى جسمه أدوية كثيرة وقرر الاطباء الحفاظ على وضع الغيبوبة لكي يستطيع الجسم مواجهة الضيق الذي دُفع اليه

07/11/2004
• تحولت غيبوبته المسترجعة Reversible Coma إلى غيبوبة عميقة Deep Coma
• قال وزير خارجية فرنسا ميشيل بارنييه، عرفات على قيد الحياة، وحالته معقدة وخطيرة جداً ومستقرة.
• عاد محمد دحلان من باريس إلى رام الله، والتقى محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، ونبيل شعث وروحي فتوح، وقال للصحفيين، أن صحة عرفات مستقرة وهو بحاجة إلى وجود القادة السياسيين إلى جانبه
• في نفس اليوم يزور جاك شيراك عرفات في المستشفى

08/11/2004
• قال اطباء المستشفى الذي يعالج فيه الرئيس ياسر عرفات، أن وضعه مستقر، لكن وضعه يتطلب الحد من الزيارات إليه
• عرفات يتعرض لنزيف في المخ
• في تلك الليلة غادر وفد مكون من عبّاس وقريع وفتّوح إلى فرنسا، وسهى عرفات تطلق تصريحها الشهير حول المستورثين




09/11/2004
• ترأس محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، وفداً يضم رئيس الوزراء احمد قريع وروحي فتوح، لزيارة الرئيس ياسر عرفات في مشفاه في فرنسا.



• اعضاء الوفد يحصلون على تقرير رسمي من الفريق الطبي عن حالة عرفات (بحسب قرار السلطات الفرنسية وخلافا لطلب سهى). "بيّن رئيس فريق الاطباء في بيرسي ومدير المستشفى لنا أن كل اجهزة الجسم وقفت عن العمل"، يقول ناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات، الذي كان آنذاك سفير منظمة التحرير الفلسطينية في الامم المتحدة. "قالوا إن الامر قد ينشأ عن عدة اسباب: السرطان، أو تلوث شديد أو تسميم. لكن الاطباء بينوا انهم كشفوا يقينا عن ان عرفات ليس عنده سرطان ولم يوجد فيه تلوث شديد. وبحسب اقوالهم، لم يجدوا دليلا على أي سُم معروف".
• عرفات يصارع الموت، بعد تدهور وضعه الصحي
• الطيب عبد الرحيم يعلن في مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء 9 تشرين الثاني في مقر المقاطعة أن ترتيبات الدفن ستجري في المقاطعة قائلا: "إذا حل قدر الله وقضاؤه، ونحن مؤمنون بذلك، فستكون جميع الترتيبات هنا في مقر المقاطعة باعتبارها احد معالم الصمود الفلسطيني التي سطرها السيد الرئيس". كما ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أنه جرى إثر ذلك تشكيل لجنة خاصة بترتيب مراسيم الدفن وتقبل التعازي وإعلان والوفاه في المقاطعة
• سافر رئيس المحاكم الشرعية في فلسطين، الشيخ تيسيربيوض التميمي الى باريس



10/11/2004
• ياسر عرفات، لا يزال على قيد الحياة وفي غيبوبة عميقة، و يعاني من نقص في كرات الدم الحمراء، ما أدى إلى إصابته بغيبوبة ونزيف في المخ
• في الرابعة فجرا فتح عرفات عينيه للمرة الأخيرة. رد على اللمس وعلى الخطاب الشفهي. بعد ذلك بنحو ساعة لم يعد هنالك رد. بيّن فحص سي.تي CT Scan أُجري على دماغ عرفات نزفا شديدا
• التقرير يذكر أن عرفات يعاني من تلف بالمخ وفشل في وظائف الكبد والكليتين

11/11/2004
• الإعلان رسمياً عن وفاة عرفات الساعة الثالثة والنصف فجراً بالتوقيت المحلي لباريس، وكان معه في غرفة المستشفى الشيخ التميمي، زوجته سهى، ورمزي خوري وعدد من حراسه
• تم الإتفاق في إطار القيادة الفلسطينية، على أن يتولى رئيس المجلس التشريعي طبقاً للقانون الأساسي رئاسة السلطة الفلسطينية، لمدة 60 يوما، قبل غروب يوم الإعلان عن وفاة الرئيس عرفات
• أعلن سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني، أن اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، انتخبت محمود عباس "أبو مازن" رئيسا لها بعد رحيل ياسر عرفات
• بعد وفاة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، فجر اليوم، توزع القادة الفلسطينيون المسؤوليات التي كان يتسلمها الزعيم الراحل، فبقي احمد قريع "أبو علاء" في منصبه رئيساً للحكومة، واختارت القيادة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" رئيساً للجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، خلفا للرئيس، وفاروق القدومي رئيسا للجنة المركزية لحركة فتح خلفاً لعرفات ايضاً



الجنازة والدفن

11/11/2004
• أقيمت مراسيم جنائزية في مستشفى بيرسي العسكري لجثمان عرفات، حيث قضى آخر 13 يوماً من حياته فيه قبل نقله إلى مطار فيلاكوبليه.
• الرئيس الفرنسي جاك شيرك ألقى نظرة الوداع على جثمان صديقه ياسر عرفات، في مستشفى بيرسي.
• أقيمت مراسيم وداع رسمية لجثمان عرفات في مطار فيلاكوبليه العسكري القريب من العاصمة الفرنسية، بحضور رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير، وسهى عرفات ارملة عرفات، ووفد فلسطيني يرأسه د.نبيل شعث.
• استقبلت العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم جثمان القائد ياسر عرفات.
• أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية الحداد الرسمي لمدة 40 يوما وتعطيل المدارس والمؤسسات الرسمية لمدة أسبوع حداداً على ياسرعرفات.
• اختارت اللجنة المركزية لحركة فتح فاروق القدومي أبو اللطف، رئيساً لها، خلفا عرفات، وكان القدومي المسؤول الثاني في الحركة بالإضافة إلى منصبه رئيس الدائرة السياسية لـ م.ت.ف

12/11/2004
• أقيم حفل جنائزي لجثمان ياسرعرفات، في القاهرة بحضور عدد من رؤساء الدول العربية ووفود الدول الصديقة والشقيقة.
• وصل جثمان ياسر عرفات، إلى مقر المقاطعة في رام الله، على متن طائرة مروحية مصرية قادماً من القاهرة، برفقة وفد فلسطيني يضم محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، ود.نبيل شعث وزير الخارجية، وممثل فلسطين في الأمم المتحدة ناصر القدوة، وعدداً من المسؤولين الفلسطينيين بالإضافة لمدير جهاز المخابرات المصري عمر سليمان. وقد ووري الثرى في مقر المقاطعة في رام الله.
• ودع عشرات الآلاف من المواطنين، ياسر عرفات، بمقر الرئاسة في رام الله، مؤقتاً ليتم نقله في وقت ما إلى باحات الحرم القدسي الشريف، الذي أوصى بدفنه فيه.
• ووري جثمان ياسر عرفات، في صندوق اسمنتي يمكن نقله في أي وقت إلى مدينة القدس، وسجي الصندوق على تراب في قاع القبر تم احضاره من مدينة القدس.

هذا ما جرى وبتجرد ودون تعليق أو تدخل، لكن الصورة في الخلفية مغايرة تماماً، والأسئلة والشبهات أكثر وأكبر من أن يتم تجاوزها، وربما لو دققنا وتمعّنا في التفاصيل الهامشية لأمكننا تحديد المسؤولية في تصفية عرفات، وفي أفضل الأحوال تحديد خطوط المؤامرة في التعتيم والتمييع بل ومنع العلاج الصحيح.

ما يلي هو تجميع لتلك الأمور المشبوهة، ودور من كان حول عرفات فيها، تنشر بشكلها الحالي لأول مرة، ومن مصادرها التي روتها، وهي رغم كل شيء جزء من الحقيقة التي جاهد المتباكون على عرفات في إخفائها وطمسها:

شبهات طبية

• رغم تدهور صحة ومرض عرفات وفقدانه لأكثر من 3 كيلوغرامات من وزنه خلال 3 أسابيع، واحتمالية وجود تسمم غذائي بعد العشاء الأخير ليلة 12/10/2004، لم توصف لعرفات مضادات حيوية إلا بعد 15 يوم من بدء مرضه، أي يوم 27/10/2005، وهو ما يخالف كل القواعد الطبية الأساسية
• لم يستدعى طبيب عرفات الخاص إلا بعد مرور أكثر من أسبوعين على مرضه، وهو ما يخالف المعمول به سابقاً حيث يقول د.أشرف الكردي في لقاء مع برنامج العين الثالثة على فضائية العربية بتاريخ 04/06/2005: " في الحقيقة أنا أستُدْعيت إله في اليوم السابع عشر من إعلان مرضه، ولم أُستدعَ من اليوم الأول، علماً بأن سابقاً كان لأي عارض بسيط كنت.. كانوا يستدعوني وأكون عنده في خلال ساعات، لكن هذه المرة رغم شدّة المرض اللي كانت عنده ورغم المأساة التي انتهى إليها رحمة الله عليه لم أستدعَ إلا بعد اليوم السابع عشر.أحمد عبد الله (مقدم البرنامج): لماذا لم تُستدع من وجهة نظرك هذه المرة؟ د. أشرف الكردي: هذا الحكي بدك توجّهه للسلطة الفلسطينية".
• رغم مطالب الفريق الطبي التونسي بنقل عرفات إلى مستشفى رام الله بتاريخ 18/10/2004، إلا أن هذا الطلب تم تجاهله تماماً من قبل المحيطين بعرفات، لماذا؟
• سجل كلية الطب في تونس ذكر انه تم ارسال عينات من الدم والبراز والبول ونخاع العظام للمختبرات وكانت النتيجة سلبية كما كانت النتائج سلبية للفحوصات التي اجريت لتحري مرض سرطان الدم والسرطان، لكن لا يعرف شيء عن طول عملية النقل وظروفها من رام الله الى تونس، فأي فحص للبراز على سبيل المثال سيكون لا قيمة له اذا ما بدأ البراز بالجفاف!
• العينات التي أرسلت تم أخذها بعد البدء بالمضادات الحيوية، وهو ما يؤثر على نتيجة العينة وزراعتها، ويقول الخبراء أن المضادات الحيوية التي اعطيت لعرفات قد منعت حدوث نمو في العينة التي ارسلت الى المختبر مما ادى في النهاية الى اصابة عرفات الجرثومية، وهو ما لا يفعله طبيب حديث التخرج، فلماذا أخذت العينات بعد البدء بالمضادات؟
• بل أن أحد التقارير يشير أن فحوص عينات الدم والصفائح الدموية التي أجراها فريق الاطباء التونسي على عرفات وهو ما يزال في المقاطعة، نُقلت الى سفارة م.ت.ف في الاردن. وكان يفترض أن تُنقل من عمان الى تونس والى باريس، لكن آثارها اختفت! ترى هل هي مصادفة؟
• في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2004، رفضت سهى زوجة عرفات لاسباب غير واضحة توصية لا لبس فيها من فريق الاطباء أن يُجرى على عرفات فحص في الكبد لنفي امكانية مرض لمفاوي نادر
• أجريت لعرفات مئات الفحوصات لاستبعاد عشرات الأمراض والاحتمالات، لكن التقرير الرسمي لمستشفى بيرسي الذي يحتل مئات الصفحات، ويشتمل على كل دواء، أو فحص أو مرض ممكن قد تتعلق بموت عرفات لا يذكر ولو بكلمة واحدة إمكان ان يكون عرفات قد أصيب بالايدز، أو أن يكون قد أُجري عليه فحص لنفي هذا الامكان، أي فحص نقص المناعة (H.I.V)، وهو ما لا يمكن تفسيره، وهو ما فتح الباب أمام الشائعات والتلفيقات، لكن يبقى السؤال لماذا لم يجرى هذا الإختبار، رغم أن نقص المناعة هو أحد الإحتمالات كما سيأتي لاحقاً؟
• أرسلت عينات من دم عرفات لفحص السموم إلى ثلاثة مختبرات دولية في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، لكنها أخفقت في البحث عن سموم معينة مثل الريسين أو الأكونتين، لتبقى فرضية التسمم الأقوى كما سيأتي لاحقاً
• لا يأتي التقرير الرسمي على ذكر البقع التي ظهرت على وجه عرفات، ويتجاهلها تماماً، رغم أنها من العلامات التي تشير بقوة لفرضية التسميم

شبهات حول بداية المرض

• تضاربت تصريحات من كان حول عرفات حول تاريخ بداية مرضه الأخير، فرغم أن الحديث رسمياً هو حول ليلة 12/10/2004 بعد تناول العشاء، بل أن المرافق الشخصي لعرفات منذ عام 1979 ونائب مسؤول الحرس المقدم منير الزعبي يقول في مقابلة مع فضائية العربية بتاريخ 04/06/2005: " المرض بلّش عند الرئيس من سنة تقريباً، كان فيه وفد عنا جاي من سلفيت، حوالي 1000 امرأة فنزل الرئيس استقبلهم تحت على البوابة الرئيسية تحت، فكان عشان جايين من مسافة بعيدة اقترح عليه الأخ هاني الحسن إنه.. الأخ الطيب عبد الرحيم إنه شو رايك أخ أبو عمار يجوا يسلموا عليك فوق في القاعة؟ قال يطلعوا على القاعة اللي فوق، فطلعوا على القاعة، فوقف الرئيس على جنب وصار الناس يمروا عليه ويسلموا عليه واحد ورا التاني، إحنا كنا نحكي لشبابنا.. نوقف واحد من شبابنا يعني على بعد 3 متر من طابور الناس نقول له إحكِ للناس هاي سلّم بالإيد بدون بوس، يعني عندك 1000 واحد إذا بده يبوس بترهقه، فكان بنحط واحد من شبابنا يحكي للناس يسلموا من غير بوس، فأنا كنت واقف ورا الرئيس، فالرئيس أنا شعرت إنه سكّر فمه عمل هيك وبعدين مشي الرئيس يدور على شغلة في القاعة اللي فوق وإذا هو ماشي طالع خارج القاعة لقى منفظة السجائر اللي بتكون في الزاوية ولا هو بستفرغ، بيراجع.. أنا اطلعت على الاستفراغ تاعه كان لونه غريب قريب على اللون البرتقالي وتعب الختيار، طبعاً هاي الشغلة ما كان حدا يعرف فيها، انزلت من القاهرة لعمان ولا مطلّع واحد من الإخوان ماخد عينات من الدم والبول والبراز على أساس يوديها على باريس، وفوراً ما حدش عرف في هذا الموضوع، أنا.. الدكتور عمر فقط أخذ المواد وبعثوا لي ياها على عمان وأنا أطلعت فيها من عمان إلى باريس سلّمتها للأخت سهى، وسهى ودتها على المستشفى الأميركي، بعد سنة على نفس الموعد بدأت مرضته الأخيرة بعد سنة.. أحمد عبد الله (مقدم برنامج العين الثالثة: بنفس السبب.المقدم منير الزعبي: بنفس الطريقة، نفس الأعراض ولكن زادت بقوة.
• أحمد عبد الرحمن المستشار السابق لعرفات يؤكد في نفس البرنامج على بداية المرض قبل عام ويقول: "أنا في تقديري إنه يعني حصل ثغرة في هذا، ثغرة لا يمكن كشفها، من هذه المجموعات التي كانت تأتي يعني رغم كل الإجراءات الأمنية، وهي إجراءات هائلة يعني كانت يعني لحمايته، قد يكون هذا شكّي أنا، تعرّض لشيء قبل عام، قبل عام كامل، والذي تعرّض له بقي معه، يعني الجرثومة التي أصابته أو المرض الذي أصابه، أو السمّ الذي دُسّ له، هو أنا رأيي عمره عام كامل"
• هذه الفرضية أكدتها صحيفة "الأسبوع" المصرية في عددها رقم 344 الصادر بتاريخ 06/10/2003 حيث ذكرت: " أن عرفات تعرض لمحاولة اغتيال بالسم البطيء.. موضحة أن الوعكة الصحية التي ألمت به في هذه الفترة كانت نتيجة هذه المحاولة. ووفقا لمصادر دبلوماسية هامة استندت إليها 'الأسبوع' آنذاك فإن عناصر إسرائيلية قامت برش مواد سامة في المياه التي تصل إلي عرفات وفي الهواء وفي بعض المتعلقات الشخصية، وأن عرفات شعر من جراء ذلك بهزال تام خلال الآونة الأخيرة علي الرغم من أنه كان يمارس بعض مهامه السياسية كما أن عددا كبيرا من مرافقيه أصيبوا بذات الحالة من الهزال وأن بعضهم تعرض لقيء شديد وإصابات في الجهاز الهضمي.
• وبحسب مصادر 'الأسبوع' ذاتها فإن اشتداد الألم علي الرئيس عرفات وشكواه الدائمة في هذا الوقت من الإسهال المتقطع الذي أصابه والألم المتقطع في معدته دفعاه لاستدعاء الطاقم الطبي الخاص به من الأردن علي عجل حيث تدخل الملك عبدالله الثاني شخصيا لدي شارون لإقناعه بتأمين سلامة وصول هذا الفريق الطبي إلي عرفات بعد أن عارضت قوات الاحتلال دخوله.
• وبحسب التقرير الذي أعده الفريق الطبي الأردني فقد أشارت التحليلات إلي وجود اشتباه في حالة التسمم وأكد أن إسرائيل طورت تقنية هذه المواد السامة وأنه لا يمكن اعتبارها غازا أو سائلا بل هي مادة جديدة تصيب الأجهزة الداخلية بالعطب خلال 15 يوما
• إلا أنه وفي مقابلة مع صحيفة "الحياة" في شهر ديسمبر/كانون أول 2004، صرح احمد عبد الرحمن المستشار السابق لعرفات " في 25 سبتمبر اصاب الرئيس شيء لم نعرفه.. لقد صافح الرئيس 30 من الزوار او اكثر قبل ان يتراجع ويتقيأ. ومنذ تلك اللحظة بدأ الخط البياني لصحة الرئيس في تنازل بطيء ومستمر"، وأضاف رداً على سؤال حول أعراض تدهور الحالة الصحية لعرفات، قال عبد الرحمن: " قبل نحو خمسة اشهر كان الرئيس يتمشى تحت أشعة الشمس وامتلأت كفة قدمه بالماء وتسلخت. وبعد ذلك بشهرين ظهرت بقع حمراء مثل تجلطات أو تكتلات".
• طبيب لبناني اختصاصي في جراحة الدماغ قيل أنه رافق عرفات منذ عاه 1994 واسمه حسين منصوريرجع بداية المرض لأكثر من سنة ونصف مضت حيث يشير إلى أن: بدأ منذ أكثر من سنة ونصف السنة يعاني من التهابات فيروسية بسيطة في أكثر من مكان من جسمه، وبشكل متكرر حتى أصبحت مرهقة له تمنعه في بعض الأحيان من مزاولة عمله اليومي كالمعتاد ووصلت الامور به تدريجياً الى حد الالتهابات الدموية".
• د.أشرف الكردي أرجع بعض البدايات المرضية والأعراض لعام 1993 حيث قال في مقابلة مع حسن معوض في برنامج نقطة نظام على فضائية العربية بتاريخ 12/11/2004، أي بعد يوم واحد من وفاة عرفات: " حسن معوض: عفواً، من متابعتك لصحة الرئيس ياسر عرفات على مدى السنين الطويلة هل كان يخضع لفحوصات ولفحوصات دم ربما بشكل منتظم أثناء وجوده قيد الحصار في رام الله؟
د. أشرف الكردي: هذا صحيح كان يخضع لفحوصات دورية وكنت أذهب إليه مرة كل ثلاثة أشهر أو مرة كل ستة أشهر ونأخذ له جميع الفحوصات المطلوبة وكان في نفس الوقت هذا الشيء ما عرفته إلا فيما بعد, كان الطبيب المقيم الذي كان موجوداً كان يأخذ أيضاً فحوصات دم ويسافر فيها إلى فرنسا للتأكد من أن هذه الفحوصات هي مطابقة لفحوصاتنا, وأذكر في سبتمبر 93 عندما أصابته مشكلة مرضية أيضاً, وكان عنده ألم في الصدر وألم في البطن وتقيّؤ أنني ذهبت إلى هناك ومعي أخصائي للجهاز الهضمي, وأخصائي لأمراض القلب من خيرة أخصائيي الأردن وذهبنا كلنا إلى هناك لإجراء جميع الفحوصات اللازمة, وبالإضافة إلى هذا طلبت أن يذهب معي أحسن خبير للسموم..
حسن معوض: لماذا أحسن خبير للسموم؟
د. أشرف الكردي: وذهب معنا..
حسن معوّض: طيب دكتور أشرف في عُجالة لماذا أخذت معك هذا الطبيب؟
د. أشرف الكردي: لأنو كان.. لأنو بدنا نحتاط لكل شيء كان في هنالك شكوك أن هذا الرجل ممكن أن يسمم بأي وقت كان أو بأي شيء كان.. من قبيل الحرص عليه.
• هذا التضارب حول تاريخ بداية مرضه الأخير ليس وليد النزع الأخير، بل أن جدلاً ثار أكثر من مرة حول صحة عرفات، واحتمالية تعرضه للتسميم، وهو ما سبق ولخصه موقع عرب 2000 في شهر سبتمبر/أيلول 2004، أي قبل شهر من سقوط عرفات الأخير، مشيراً لحالة عرفات الصحية منذ عام 2002:
جدل حول صحته في ظل الحصار

عام 2002

ذكرت أسبوعية "بانوراما" الإيطالية بتاريخ 28حزيران/يونيو2002، نقلا عن تقرير أعده خبراء أجانب في شؤون الاستخبارات أن عرفات يعاني من "تراجع تدريجي لقدراته الذهنية". وكتبت الأسبوعية الإيطالية تقول "إن المهدئات التي كانت تفعل فعلها في الماضي وتهدئ من ارتجافات وجهه، تفاقم الآن من مشكلات عرفات: فقدان الذاكرة، وفقدان القدرة على التركيز، وتكرار انعدام الربط المنطقي للأمور".
وأضافت "بانوراما" أن "الظروف الصحية لياسر عرفات، لعبت دورا مهما في المفاوضات الدبلوماسية الحادة، التي أدت إلى خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش حول ضرورة إيجاد زعيم جديد للفلسطينيين".
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، عرفات إلى الاستقالة من تلقاء نفسه- استنادا لهذه التوقعات.
وبحسب الصحيفة، فإن عرفات عرضة "لفورات غضب عنيفة جدا إلى حد أن مستشاريه يتجنبون قدر المستطاع اللقاءات مع الصحفيين لتفادي مواقف محرجة".
وزعمت الصحيفة أن تدهور صحة عرفات أصبح "أمرا مقلقا للغاية، ودقيقا إلى حد أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية هم الذين أشاروا إليه طالبين عدم الكشف عن هوياتهم".
بتاريخ 28/8/2002، صرح وزير الخارجية الفلسطيني فاروق القدومي لوكالة "قدس برس" أن صحة الرئيس الفلسطيني جيدة و" نحن من آن لآخر نطالب بان يكون هناك كشف طبي عليه، ونحن نحمد الله فهو في صحة جيدة".
نقلت صحف سعودية بتاريخ 28أيلول/سبتمبر2002، عن مصادر دبلوماسية أردنية قولها: إن الوضع الضاغط على الرئيس المحاصر في رام الله، وسوء التغذية، قد أديا إلى إصابته بمضاعفات صحية، في الوقت الذي يتعذر فيه توفير الرعاية الطبية له، وتوقعت المصادر نفسها أن يزداد الوضع الصحي للرئيس عرفات تدهورا، إذا لم يخضع إلى علاج سريع.
وقد عبر عدد من الفلسطينيين الـ250 المحاصرين مع ياسر عرفات عن مخاوفهم المتزايدة على صحة زعيمهم، حيث "يخيم حر لا يحتمل في مبنى المقر المدمر"، في حين تدهورت الأوضاع الصحية وبدأ بعض المحاصرين يعاني آلاما في المعدة ومشكلات في التنفس.
بدا عرفات، وكان في الثالثة والسبعين من عمره آنذاك بصحة جيدة، غير أن المقربين منه كانوا قلقين عليه في ظل ظروف الحصار الصعبة، وفق ما أفاد أحد المحاصرين. كما عبر محاصر آخر عن مخاوف على صحة العديد من الفلسطينيين المحاصرين مع عرفات الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين، ويعانون مشكلات صحية مثل السكري وارتفاع الضغط، خصوصا في حال نفدت الأدوية التي يتناولونها بانتظام.
وأفاد أحد المحيطين بعرفات أن هناك طبيبا واحدا، ويصعب عليه الاهتمام بالجميع والتنقل من طابق لآخر بسبب القناصة الإسرائيليين المتمركزين في الجوار. وقال إن: الناس يعانون من مشكلات في المعدة والتنفس، ولا سيما بسبب المواد الغذائية الرديئة التي يتناولونها، وضيق المساحة التي يعيشون فيها، والتي أصبح حتى الهواء فيها فاسدا".

نقص أدوية وإرهاق

ذكرت مصادر فلسطينية أن عرفات قد تعرض لوعكة صحية أواخر أيلول/ سبتمبر 2002، وتلقى العلاج داخل المقاطعة، على يد طبيبه الخاص الذي يشرف على صحته منذ الثمانينات، الدكتور أشرف الكردي، المتخصص في الأعصاب والدماغ، ووزير الصحة السابق في الأردن؛ وبعد العلاج، أعلن الكردي للصحفيين، أن الرئيس الفلسطيني قد تعافى وأصبح "بصحة جيدة جدا". وللتأكيد خرج عرفات إلى الصحفيين وطمأنهم على صحته قائلا: "الحمد الله الوعكة انتهت".
وأشارت المصادر إلى أن عرفات، لا يعاني من عوارض معينة بل من حالة إرهاق، ربما تعود إلى المجهود الذي بذله في الفترة الأخيرة، فترة الحصار الذي تفرضه عليه الحكومة الإسرائيلية، "منذ أكثر من عامين ونصف العام"، حيث كان يقوم بنفسه باستقبال عشرات الوفود، التي تأتي إلى مقره المحاصر لتعرب عن تأييدها له ضد القرار الإسرائيلي.
مصادر طبية أردنية ذكرت أنه بتاريخ 29أيلول/سبتمبر2002، أصيب عرفات بوعكة صحية خفيفة، مما أستدعى إرسال فريق طبي أردني إلى رام الله، بقيادة الدكتور الكردي للاطمئنان على الرئيس الفلسطيني.
وكالة أنباء "الشرق الأوسط"، ذكرت أن الدكتور الكردي المشرف على علاج عرفات، حذر من استمرار حصار مقره، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقال "إن الرئيس عرفات يعانى من نقص الأدوية". ووجه الكردي نداء إلى المجتمع الدولي، للتدخل لإنقاذ الرئيس الفلسطيني.

وعكة أخرى

عام 2003

ظهر عرفات عبر القنوات الفضائية بتاريخ 5 تشرين أول/اكتوبر2003، وهو في حالة إعياء شديد، أثناء اجتماعه مع قريع لبحث تشكيل حكومة الطوارئ الفلسطينية.
بدا عرفات هزيلا وشاحب الوجه، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بنفس التاريخ، للإعلان عن حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة قريع.

تأكيد بريطاني ونفي فلسطيني أردني

ذكرت صحيفة "الغارديان " البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء 10تشرين أول/اكتوبر2003، فيما قالت إنه نقل عن أحد المقربين من عرفات، أن الأخير أصيب بأزمة قلبية غير حادة، وأن الخبر لم ينشر لعدم إشاعة الفوضى بين الفلسطينيين". وصرح نفس المصدر-حسب الصحيفة- بأن الأطباء قالوا "إن عرفات سيتعافى كلياً من الأزمة الخفيفة، وأنه يتحمل مسؤولياته كاملة، ولا شيء يستدعي الخوف"، وقالت "الغارديان": إن الأمر أخفي من قبل المقربين من الرئيس عرفات لعدم إحداث بلبلة في الشارع الفلسطيني".
من جانبه نفى الطبيب يوسف قسوس، جراح القلب المعروف، وكان ضمن الفريق الطبي الأردني الذي كشف على الرئيس الفلسطيني في 29 أيلول/سبتمبر2003، إصابة عرفات بأزمة قلبية، وقال:"إن عرفات كان يعاني من التقيؤ والإسهال وألم في الصدر، لكن الفحوصات أثبتت أن سبب الألم ليس أزمة قلبية كما يشاع".
نقلت وكالة "الأنباء الفرنسية" عن مسؤول فلسطيني، لم تفصح عن اسمه، قوله: "إن ما نشرته "الغارديان" عن أن عرفات تعرض لأزمة قلبية الأسبوع الماضي، غير صحيح وكذب وعار من الصحة"، مشيرا إلى أن شحوب وجه الرئيس عرفات كان "بسبب شدة التقيؤ وقلة الأكل". كما نشرت الوكالة مساء الأربعاء 8 تشرين أول/اكتوبر2003 خبرا مفاده، أن مصادر فلسطينية أكدت لها، توجه طاقم طبي مصري، وآخر أردني إلى رام الله، لإجراء فحوصات طبية لعرفات في مقره بالضفة الغربية، بعد ورود أنباء- نفتها مصادر رسمية فلسطينية- تفيد بأن الزعيم الفلسطيني أصيب مؤخرا بأزمة قلبية، وتابعت الوكالة على لسان المصادر نفسها أن عرفات "مرهق.. لكنه لا يعاني من مرض خطير".
صباح الاثنين 6تشرين أول/اكتوبر2003 وصل طاقم طبي فلسطيني على متن سيارة إسعاف، إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، لفحص الحالة الصحية لعرفات، الذي كان يعاني – حسب مصادر فلسطينية- من الإرهاق الشديد بسبب العمل، ومتابعة التطورات المتلاحقة على الساحة الفلسطينية.
من جانبه، ذكر الطبيب الكردي أنه "عندما وصل الفريق، لاحظنا أن صحة عرفات قد تحسنت، بعد تلقيه العلاج من الفريق الطبي الفلسطيني، الذي تطابق تشخيصه لحالة عرفات مع تشخيص الفريق الطبي الأردني".

الصحف الإسرائيلية:

موت محقق

زعمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير لها نشر بتاريخ 10تشرين أول/اكتوبر2003 أن "خطر الموت يتهدد حياة عرفات، بسبب التهاب خطير أصابه في الجهاز الهضمي، ثم انتقل إلى الكبد؛ مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل خطير"، وأشارت إلى أنه "في حالة استمرار هذا التدهور فإن حياته معرضة جدا لخطر الموت". كما ذكرت الصحيفة أن "إسرائيل ستسمح لعرفات بالتوجه إلى الأردن لتلقي العلاج"، وأكدت أن "إسرائيل غير مستعدة للتعهد بالسماح له بالعودة إلى أرض الوطن". وأشارت "معاريف" إلى أن "المقربين من الرئيس الفلسطيني رفضوا فكرة علاجه في الأردن جملة وتفصيلا، وأن عرفات يعتبرها خطة لترحيله؛ لأنه في حالة سفره إلى الأردن- لتلقي العلاج- فإن السلطات الإسرائيلية لن تسمح له بالعودة إلى المقر الرئاسي في رام الله.

مرض عصبي والتهاب معوي خطير

جاء في صحف إسرائيلية أخرى أن عرفات "يعاني من مرض اسمه الطبي جاستريتيس- وهو التهاب خطير يصيب الجهاز الهضمي- ونسبت إلى مصادر فلسطينية قولها "إن الالتهاب انتقل وأثر تأثيرا كبيرا على أعضاء أخرى في جسمه، وفي مقدمتها الكبد". وكان طبيب الأعصاب الأردني أشرف الكردي، قد أكد في العام 2002 أن "عرفات لا يعاني من مرض باركنسون (الشلل الرعاشي)، ولكن من رجفات مردها إلى التوتر العصبي".

سرطان في المعدة.. قرحة أم نزلة برد؟

بتاريخ 9تشرين أول/أكتوبر 2003، أعلنت مجلة "تايم" الأمريكية في خبر لها، زعمت أنها نقلته عن مصادر (لم تذكرها) مقربة من عرفات، مفاده أن الرئيس الفلسطيني يعاني من سرطان في المعدة، ونقلت الصحيفة عن نفس المصادر قولها "إن علاج عرفات شبه مستحيل داخل المقاطعة برام الله، وإن وضعه الصحي يعتمد على حجم الورم ومراحله"
كما نسبت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى مسؤول فلسطيني قالت إنه طلب عدم نشر اسمه، ما مفاده أن "عرفات أصيب بقرحة جراء الظروف غير العادية التي يعيشها، ونوع الطعام الذي يأكله، والذي لا يلائم معدته". وأضافت أن هذا المسؤول نفى أن يكون الرئيس الفلسطيني قد أصيب بسرطان المعدة أو أزمة قلبية على الإطلاق.

ظهور عرفات ينفي الشائعات

ظهر عرفات على قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 10تشرين أول/اكتوبر2003، وبدا في صحة جيدة، تأكيدا للبيانات التي أصدرها الفريقان الطبيان المصري والأردني، اللذان قاما بإجراء فحوصات طبية لعرفات، أكدا بعدها أن "حالته الصحية جيدة، إلا أنه يعاني من إرهاق شديد بسبب الضغوط التي يعيشها"، وكان رئيس الوفد المصري، قد نفى ما تردد عن إصابة عرفات بحالة تسمم، وفقا لما بثته بعض وسائل الإعلام, وقال "إن الضغوط اليومية التي يعيشها عرفات، من شأنها التأثير على المعدة". وأضاف أن الوفد نصح عرفات بتناول بعض الأقراص الدوائية لتخفيف آلامه.

أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر بتاريخ 10تشرين أول/اكتوبر2003 أن "الرئيس يقوم بمهامه على أكمل وجه، وأنه ترأس اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح "الجمعة" عشية ذلك التصريح، وأنه كان سيلقي كلمة في المجلس التشريعي لو أن جلسته لمناقشة برنامج الحكومة تم انعقادها.
أشار مستشار أمراض الجهاز الهضمي في الأردن الدكتور علاء بهاء الدين طوقان، الذي كان ضمن الفريق الطبي الأردني الذي زار عرفات، إلى أن الرئيس الفلسطيني لم يتعرض إلى جلطة دماغية أو جلطة في الأمعاء، وأن "الفحوصات السريرية والمعملية تؤكد أنه غير مصاب بسرطان المعدة"، وأضاف طوقان في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": "إن عرفات بصحة جيدة ويتعافى من العارض الصحي الذي ألم به في الأسبوع الماضي".

قلق مصري واطمئنان أردني

وكان تلفزيون "أبو ظبي" قد أعلن، أن الأطباء المصريين أعربوا عن قلقهم، بعد إجراء الفحوصات الطبية للرئيس الفلسطيني.

ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد مساعدي عرفات قوله:"إن فريقا طبيا مصريا برئاسة الطبيب الخاص للرئيس حسني مبارك، فحصوا عرفات في مقره في مدينة رام الله بالضفة الغربية". وأضاف أن "الأطباء المصريين أخذوا عينات دم، وأجروا عدة فحوص أخرى"، مشيرا إلى أن النتائج الأولية التي توصلوا إليها، هي "أن عرفات يعاني من نزلة برد شديدة، وفيروس في معدته".

ونشرت وكالة “رويترز" تصريحا للدكتور الكردي بعد أسبوع من توعك عرفات، قال فيه: "اتصلت البارحة ليلا بالرئيس عرفات، بسبب الشائعات التي قالت إنه يعاني من مرض خطير، ولكنه أكد لي أن صحته أفضل مما كانت عليه الأسبوع الماضي، حيث كان يعاني من التهاب حاد في المعدة ".

العمر هو السبب

عزت بعض الصحف الخليجية سبب تفاقم مرض عرفات إلى تقدمه في السن, إضافة للضغوط والحصار الطويل المفروض عليه منذ العام 2000، والذي يحظر عليه الخروج من بوابة المقر الرئاسي، أو التفسح في الهواء الطلق. إضافة إلى حرمانه من توفر العلاج الصحي وإمكانيات الفحص الدقيق والدوري.

بتاريخ 5تشرين أول/اكتوبر2003 قال أحد مساعدي عرفات: " إن المحيطين به يخشون من حدوث مضاعفات بسبب سنه، خاصة بسبب الوضع غير الصحي الذي يعيشه في مكتبه"، وأضاف: "هناك آخرون يبحثون إمكانية أن يكون قد تعرض لمحاولة تسميم، لذلك أخذ الفريق الطبي عينات دم".

بتاريخ 8تشرين أول/اكتوبر2003 أكد مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أن عرفات "يواصل نشاطاته كالعادة، وأن الأنباء التي ذكرت ليست سوى شائعات مغرضة ولا قيمة لها"، وأضاف أن "عرفات يتمتع بذاكرة قوية وبإدراك كامل وحضور مميز"، وأشار إلى أن: "تضخيم وكالات الأنباء لحالة عرفات الصحية، وشائعات إصابته بجلطة شديدة في القلب، وسوء حالته الصحية جعلت مستشفى "الخالدي" في عمان يفرغ جناحا كاملا بانتظار وصول عرفات بعد أن يصحبه الفريق الطبي الأردني".

وعكة أخرى

بتاريخ 21/تشرين أول/اكتوبر2003، نقلت بعض الصحف عن مسؤول في مكتب الرئاسة، أن عرفات يعاني من حصوة في المرارة، وأن وضعه الحالي لا يستدعي عملية جراحية.
من جهته نفى مستشار عرفات السياسي، احمد عبد الرحمن، بتاريخ 24تشرين أول/أكتوبر2003، أن تكون حالة عرفات الصحية، تستدعي إجراء عملية جراحية لإزالة حصوات، وقال: "لا أعلم من أين تأتي هذه التصريحات التي تنسب لعاملين في مكتب الرئيس عرفات "، مؤكدا أن "هذه الأنباء كاذبة"، وأن "مصدرها أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي تحاول دائما أن تثير علامات الاستفهام والتساؤلات حول صحة الرئيس عرفات"، وشدد عبد الرحمن على أن الرئيس الفلسطيني قد تعافى من الوعكة الصحية التي ألمت به في السابق، وأن "صحته جيدة بشهادة الأطباء، ولا أساس لهذه الأكاذيب الإسرائيلية الجديدة".

نزلة برد أم خلل بالخلايا الدموية

بعد إشاعات وتخمينات إسرائيلية عن دخول الرئيس الفلسطيني في غيبوبة، المسؤولون الفلسطينيون يؤكدون أن عرفات بكامل وعيه، لكنه يعاني من إرهاق شديد ناتج عن نزلة برد. والشارع الفلسطيني يعيش قلق الحالة، في حين تجمهر مئات من المواطنين حول مقر الرئيس في رام الله.

اسرائيل تعلن عن سماحها للرئيس المريض بمغادرة مقره، وتلقي العلاج في مستشفى المدينة، إلا أن المسؤولون الفلسطينيون رفضوا هذه المبادرة، ونفوا أن تكون السلطة قد تقدمت بطلب النقل.
الحكومة الإسرائيلية توسع سماحها بنقل عرفات لتلقي العلاج ليشمل أي مكان يختاره الرئيس المريض، وبعد وصول الطبيب الأردني المشرف على حالة الرئيس إلى رام الله يتقرر نقل عرفات إلى مستشفى في باريس لتلقي العلاج بناء على رغبته، وبعد تقارير طبية تفيد بأن عرفات يعاني خللا في خلايا الدم نتج عنه نقص حاد في الكريات الحمراء، وبعد تصريحات أردنية ومصرية، عن استعداد حكومتي البلدين لاستقبال الرئيس المريض في حال تعهدت إسرائيل بالسماح له بالعودة، فرنسا توافق على استقبال الرئيس ومروحيتين أردنيتين تقلان عرفات وهو بكامل وعيه إلى مطار ماركا في الأردن، ليصل وهو بكامل وعيه أيضا إلى مستشفى في باريس على متن طائرة فرنسية لتلقي العلاج، وسط أنباء وتوقعات وتكهنات بإصابته باللوكيميا (سرطان الدم). في حين أكد مصدر فلسطيني أن فحوصات عرفات ستستغرق عدة أيام. إلا أنه لم تكن هناك مؤشرات تبين المدة التي سيمضيها عرفات في فرنسا من أجل العلاج.
مبعوثة السلطة الفلسطينية في باريس ليلى شهيد أدلت بتصريحات للصحفيين في كلامار صرحت فيها أن "الرئيس عرفات كان يعاني من أنفلونزا معوية منذ 3 أسابيع على الأقل، ولكن من الواضح أن الأمر يتعدى ذلك". وقالت إن الأطباء بدأوا بالفعل في فحصه لكن الطبيب الذي يشرف على علاجه سيحتاج إلى عدة أيام قبل أن يستطيع الانتهاء من كل الفحوص ويصل إلى تشخيص حقيقي.

اثار هذا التدهور المتسارع في صحة عرفات مخاوف الشارع الفلسطيني، مما حدا بجميع الفصائل الفلسطينية إلى إعلان وقوفها وتعاطفها مع الرئيس المنتخب، فيما تولى رئيس الوزراء أحمد قريع إدارة الشؤون الروتينية للسلطة الفلسطينية التي يرأسها عرفات. ليدير رئيس الوزراء السابق محمود عباس منظمة التحرير الفلسطينية.

بتاريخ 31 تشرين أول/اكتوبر2004 قال مستشاره عرفات الخاص نبيل ابو ردينة للصحافيين في باريس إن ما يعاني منه الرئيس الفلسطيني الذي كان موجود وقتها في احد مستشفيات العاصمة الفرنسية "يمكن علاجه".

واوضح ابو ردينة "يمكنني أن أؤكد لكم انه لا يعاني من سرطان الدم أو من أي مشكلة جدية أخرى، ما يعاني منه يمكن علاجه. ونأمل أن يتعافى سريعا"، وأضاف إن "وضعه أفضل مما كان متوقعا ومرضه ليس خطيرا. لست طبيبا لكن يتم البحث في كل الاحتمالات بما فيها التسمم.
بتاريخ 31 تشرين أول/ اكتوبر2004 أيضا قال وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث اثر اتصال هاتفي مع ليلى شهيد ممثلة السلطة الفلسطينية في فرنسا إن وضع الرئيس الفلسطيني"في تقدم مطرد وهو افضل حال من يوم أمس وفي طريقة للتماثل للشفاء", مؤكدا أن "الدراسات حول وضعه الصحي لا تزال مستمرة". وتابع ان رئيس السلطة الفلسطينية "تناول وجبته الأولى منذ وصوله إلى فرنسا وهي عبارة عن حليب وكورنفليكس".

هذا التضارب وتدهور الحالة الصحية على مدار أشهر طويلة إن لم يكن سنين لنا عودة هامة له عند الحديث عن أسباب الوفاة.


تضارب حقائق بين "المقربين"، من الصادق؟



كما هو التضارب في تاريخ عرفات المرضي، كان هناك تضارب أشد خطورة، بل تعارض وتنافر وتناقض في تصريحات الدائرة الضيقة حول عرفات، ولا نبالغ إن قلنا في كثير من الأحيان كذب بواح، واستغفال لعقول البشر، ومحاولات بائسة تثير الشكوك والريبة والشبهات حول السبب من هذه المواقف، وحتى تتضح الأمور نسرد بعضاً من تلك المواقف الغريبة أو المريبة:

• يقول المقدم منير الزعبي في المقابلة سابقة الذكر بتاريخ 04/05/2005 وفي معرض رده على احتمال وصول السم لعرفات عن طريق تناول طعام أو مواد معينة: " المقدم منير الزعبي: أنا هاي بنستبعدها لأنو الناس بفكروا إنه الأكل بيجينا إذا أبو عمار خصوصي الطبق هادا جاي للأخ أبو عمار، إحنا ما فيش عنا هذا الإشي، فيش هادا طبق بيجي خصوصي للأخ أبو عمار، إحنا بناكل من أي طبق بيجي للأخ أبو عمار أو من أي أكل بيجي للأخ أبو عمار قبله بساعة وساعتين، أنا واحد من الناس وفي زملاء كتير إلي فيش هدية بتيجي للأخ أبو عمار كنا بنفتحها وبناكل منها قبل ما تصله.
أحمد عبد الله: إذاً إنتو بالنسبة للطعام فلا يمكن أن يكون أبو عمار مات مسموماً؟
المقدم منير الزعبي: أنا بستبعد، إذا مسموماً.. مسموماً بمواد حديثة ومتطورة جداً وليست مباشرة، مش مباشر، مش سم مباشر". أي أنه يقر بنظام الذواقة كنظام أمني معمول به لحماية ياسر عرفات.
• هذا الكلام ناقضه تماماً وفي نفس البرنامج الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة الفلسطينية(..) ليصف عرفات باللامبالي والشره، بل بالجاهل في الأمور الحياتية غير المحتاط، ويتصرف كالأطفال لا كالرؤساء! ليقول: " أنا قلت له أكثر من مرة، وأكثر من إخواني قالوا له سواء الدكتور رمزي أو نبيل القريبين يعني منه باستمرار، وحتى إخواننا مش من اللي في المكتب يعني، لما كان حدّ يجيب له بقلاوة أوشوكولاته، كان يحب الشوكولاتة، كان بقول: أنا جايبلك هاي الشوكولاته.. ومش عارف إيش كان بياكل، يا أخي أنا أتكلم معه بهذه الطريقة، والإخوان يدفشوني يعني.. طبعاً هو لا يشك بأحد، مش شكّاك، هو بجوز في الأمور السياسية كان طبيعته شكّاك، إنه بحلّل وبوزنها، ومش عارف إيش.. أما في الأمور الحياتية، الأمور الإنسانية أبداً ما كانش، فإحنا نصحناه أكثر من مرة، أنا ما بعرفش أمن، أمين عام رئاسة آه بس ما بعرفش أمن، والإخوة المسؤولين عن الأمن: يا أخي ما يكلش من أي واحد يقدم له حلويات، كان هو حلواني، ودائماً بقولك: المؤمن حلواني، ومش عارف إيش.. فكان بياكل الشوكولاته، وبياكل البقلاوة، بياكل أشياء كثيرة، أو بيجيلو واحد مثلاً بيقول له: أنا جايبلك دواء من بره يعني مقوي ومش عارف إيش ومن هذا الكلام، فكنت أشوفه مرات بياخد عشر حبات دواء، إيش هدا؟ إيش اللي بتبلبعوا هذا؟ طيب لو الدكتور شافه ومش عارف إيش.. الدكتور حتى بتاعه الدكتور عمر يقول لي: يا أخي أنا عارف، أنا معرفش شو هذا الدواء اللي بيأخده، واحد بيقول له: هذا الدواء كويّس ومش عارف إيش.. الدكتور حتى بتاعه الدكتور عمر يقول لي: يا أخي أنا عارف، أنا معرفش شو هذا الدواء اللي بيأخده، واحد بيقول له: هذا الدواء كويّس ومش عارف إيش.. فكان هذا.. ولكن كل الاحتمالات واردة، وكل الاحتمالات قائمة إنه.. الله أعلم، العلم تقدم كيف عملوها، أيضاً كان مرات كان احتراماً يقبّل إيد الأخوات اللي بيجوا اللي بيسلموا عليه سواء أجانب أو فلسطينيين، فقلنا له ونبهنا له، بقولك: ما حدّش يعلمني كيف أنا..أحمد عبد الله: كان عفوياً؟الطيّب عبد الرحيم: عفوي، هوّ يعني ببراءة الأطفال كان يتصرّف، ولكن الرؤساء مش لازم يكونوا هيك، يعني بتعرف كيف؟ خاصةً وإنه واضح إنه راسه مطلوبة، شايف كيف؟ بطريقة أو بأخرى. "



• أيد هذا الطرح بتاريخ 11/11/2005 في لقاء على قناة الجزيرة توفيق الطيراوي مدير المخابرات العامة في الضفة الغربية (وهو بالمناسبة سبق وأن استقال إحتجاجاً!) حيث وصف شراهة عرفات للشوكولاتة واعتبره خرقاً وخللاً أمنياً كبيراً. ترى أي نظرية نصدق؟ نظرية الذواقة (بحسب منير الزعبي)، أم نظرية الشراهة (بحسب الطيراوي والطيب عبد الرحيم)، ومن الصادق؟
• الطيراوي نفسه سبق وناقض فرضية الشراهة ليعلن بتاريخ 22/10/2005 " أن جهاز المخابرات أخضع بعض من كانوا حول الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" للاستجواب في ظروف وفاته، نافيا اعتقال أحد حتى الآن، كما انتقد "الطيراوي" الدائرة التي كانت محيطة به قائلا: رغم علاقتي الحميمة والخاصة بالرئيس إلا أنه لم يكن مسموحا لي الدخول لمعرفة ظروف حياة الرئيس في أيامه الأخيرة"، مرة أخرى أين الحقيقة؟
• جبريل الرجوب نصّب نفسه مدافعاً عن الإحتلال كعادته ونفى فرضية التسمم جملة وتفصيلا، حيث قالت صحيفة دنيا الوطن يوم وفاة عرفات 11/11/2004: " وتسود حالة من الانزعاج من مستشار مجلس الامن القومي الفلسطيني العميد جبريل الرجوب الذي تطوع لاعفاء اسرائيل من مسؤولية تسميم عرفات. واستبعد الرجوب في تصريحات صحافية اول امس ان يكون عرفات قد أصيب بالتسمم. ونفى الرجوب أن يكون مدير المخابرات المصرية عمر سليمان نقل إلى قيادة السلطة مثل هذه المعلومات. ونفى ايضا ان تكون الاجهزة الامنية قد حققت مع خمسة عشر من المرافقين العسكريين والسياسيين للرئيس عرفات".
• جبريل الرجوب نفسه آثر ركوب الموجة ليناقض نفسه بنفسه ويصّرح بعد أيام بتاريخ 24/11/2004 قائلاً:" اننا سنحترم ما يقوله الفرنسيون في تقاريرهم الطبية، وهذا لا يعني اغلاق الملف لدى ظهور التقرير الطبي الفرنسي، خاصة وان هناك تطورات تقنية وطبية.. ولن نتوقف عند هذا التقرير، وان هناك عظماء في التاريخ استشهدوا، مثل هواري بومدين وعبدالناصر.. والناس تتساءل حتى الان.. كيف حصلت الوفاة؟"، وليضيف: ""لم يكن موت عرفات طبيعيا ولست اعتقد ان اسرائيل بريئة من الجريمة"، يقول الرجوب. "لم يمت عرفات على نحو عرضي. أراد أحد ما موته وعمل من اجل ذلك". "، مرة أخرى أين الحقيقة فيما يقوله هؤلاء؟
• أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة نفى ثم نفى نفيه حول تسميم عرفات لتحمل لنا الأنباء موقفه بتاريخ 09/08/2005على النحو التالي: " تضاربت التصريحات المنسوبة إلى أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة حول التقرير الطبي لوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والظروف التي صاحبت هذه الوفاة فقد نسبت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن لحليلة تأكيده أن الرئيس عرفات مات مسمومًا وأن اللجنة الطبية الفلسطينية المختصة بالتحقيق في أسباب وفاة عرفات أكدت صحة الشكوك الدائرة حول وفاته مسموماً،ونقلت صحيفة القدس العربي عن حليلة قوله إن المعلومات التي جري التحقيق فيها وجمعها حتى الآن إضافة إلى المقابلات التي أجراها وزير الصحة ذهني الوحيدي واللجنة المختصة تدعم وتؤكد صحة ما ذهبت إليه الشكوك بشأن وفاة الرئيس عرفات مسموما.
• لكن وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نقلت عن حليلة نفيه القاطع للتصريحات السابقة، وقال حليلة في "إن هذه التقارير غير صحيحة" مضيفًا أن اللجنة الطبية الرسمية التي شكلتها الحكومة الفلسطينية لتقصي أسباب وفاة الرئيس عرفات "لم تنته بعد من إعداد تقريرها الطبي، وتابع أن "التقرير النهائي بشأن هذه القضية سيكون جاهزا خلال الأسابيع القادمة"، وأوضح أنه جرى حديث صحافي معه حول إذا ما كان يؤكد موت الرئيس عرفات مسموما، "فقلت إن هذا الاحتمال وارد .. لكن لا يوجد أي شيء يؤكد هذا الأمر، حيث إن اللجنة ما زالت تواصل عملها ونحن بانتظار النتائج النهائية لهذا الملف"، ترى لماذا التخبط والخوف من قول ما يعرف؟
• ناصر القدوة لم يكتفِ بذبذبة المواقف بل شكك في قدرات السلطة التي عينته وزيراً لخارجيتها ليقول بعد شهر من رحيل عرفات يوم 11/12/2004 وبعد تسلمه الملف الطبي: "الملف سيبقى ‏مفتوحا إذ لا بد أن يتوصل الشعب الفلسطيني إلى نتيجة واضحة يوما ما".‏ وتوقع القدوة أن لا يحمل الملف الطبي للرئيس عرفات "أي جديد غير تفاصيل ما كان يبلغنا ‏الأطباء الفرنسيون به خلال فترة مرض الرئيس عرفات".‏ وأشار إلى أن الفريق الطبي الفرنسي أجرى جميع الفحوصات اللازمة خلال فترة علاج الرئيس ‏عرفات في فرنسا "بما فيها فحوصات التسمم ولم يجد أية سموم" في دمه.‏ وأوضح أن الفريق الطبي الفرنسي لم يتوصل إلى تشخيص واضح للمرض الذي أدى إلى ‏وفاته "وهذا يعني عدم وجود أية استنتاجات نهائية".‏ وقال انه "دون الوصول إلى استنتاج واضح لا يمكن استبعاد بقية الاحتمالات".‏ وردا على سؤال بشان الغموض الذي يحيط بظروف وفاة الرئيس عرفات قال القدوة إن "الموضوع ‏ على درجة عالية من الأهمية والجدية. لا نستطيع التنبؤ طالما لا يوجد نتائج ‏واضحة"، ولشكك بقدرة السلطة الفنية والسياسية التوصل لنتائج نهائية في القريب العاجل!!
• ما يلي نص حوار أجري بتاريخ 09/11/2004 ونشرته صحيفة دنيا الوطن، لنقرأه سوياً:

الأخ غير الشقيق للرئيس عرفات: زرته وتحدثت إليه ولم أجد أي أجهزة إنعاش

قال الدكتور محسن القدوة، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، إنه زاره في المستشفى ووجده في حالة مختلفة تماما عن التي تصورها عنه وهو في طريقه إلى باريس مقبلا من أبو ظبي، حيث يقيم. وأكد أن وجه الرئيس الفلسطيني «لم يكن هزيلا ولا شاحبا، ولم أر عليه أي أجهزة إنعاش، بل أجهزة فحص ومراقبة يتم تخصيصها لأي مريض في حالته. وأؤكد أن الرئيس عرفات هو مريض كأي شخص آخر، ونسبة شفائه كبيرة، مع أن الأعمار بيد الله سبحانه»، وروى الدكتور محسن، أنه دخل غرفة العناية الفائقة، فحيا عرفات الذي بادله التحية بنظرة سارة «وكانت زيارة قصيرة حقيقة، ولم يتح لي الوقت لأتحدث إليه أكثر
* لمن يسمحون بزيارته في الغرفة؟
ـ لزوجته فقط، حتى ابنته زهوة ممنوع عليها الدخول، لأن القانون الفرنسي يمنع زيارة الأطفال للمرضى، فعمرها 9 سنوات. أما أنا فدخلت لأنني من العائلة طبعا.
* تقول إنه لم تكن هناك أجهزة إنعاش، بل للفحوصات والمراقبة، مع أن كافة المعلومات أكدت أنهم وضعوا أجهزة إنعاش.
ـ أؤكد بأن ما رأيته لم يكن أجهزة إنعاش، بل للفحوصات.. أجهزة الإنعاش هي مثلا المضخة الدموية العاملة بدلا من القلب لضخ الدم في الأوردة، أو جهاز بث التنفس إلى الرئتين، وكذلك الأوكسجين إلى الدماغ، وهي جميعها لم تكن عليه.
* ما نوعية الأجهزة إذن ؟
ـ هناك جهاز لفحص القلب ومراقبته، وآخر للرئتين، وثالث للدماغ، وكلها نسميها أجهزة فحوصات ومراقبة، لا إنعاش، فالأخيرة مختلفة تماما، والصحافة تبالغ كثيرا بتضخيم الأمور.
* يقال إنهم طلبوا من زوجته التفكير بمنحهم إذنا بسحب أجهزة الإنعاش عنه فيما لو رأوا ذلك ضروريا، وانها رفضت، فهل هذا صحيح؟
ـ كيف يطلبون منها ذلك، ولم يضعوا أي جهاز إنعاش عليه! هذا غير صحيح.
* لنفترض أنهم وضعوها، وزوجته رفضت سحبها فيما بعد، فهل توافق أنت بوصفك من العائلة على إزالتها فيما لو طلبوا منك التوقيع على إذن بذلك؟
ـ أعوذ بالله، فنحن أطباء مسلمون أولا وأخيرا، وليست عندنا هذه التقاليد لأننا نؤمن بالله وقدره، والأعمار هي بيده وحده سبحانه (..)، على أي حال ليست هناك أجهزة إنعاش بالمرة.
* تعتقد أنه سيخرج معافى من هذه المحنة؟
ـ أنا متفائل جدا بما رأيت من حالته، فهو مريض عادي في المستشفى وبرعاية الله والأطباء، وقد فاجأتني حالته حقيقة، لأنني كنت أتصورها متأثرا بما قرأته في الصحف وتابعته على التلفزيونات، والأطباء على أي حال سيبدأون ببث تقارير يومية عن حالته مما يزول معها أي شك.
* ما قلته هو لإشاعة الطمأنينة وعدم بث الذعر في الناس، أم أنك قلق؟
ـ أكرر تأكيد كل ما قلته.. الرئيس مريض نعم، لكن حالته لا تستدعي هذه المبالغات، وهو يلقى العناية التامة من الأطباء، وهو قبل كل ذلك في رعاية الله. وأنا أنتهز الفرصة لأشكر الرئيس الفرنسي جاك شيراك على اعتنائه الطيب بالرئيس، وأشكر أيضا الشعب الفرنسي الصديق على هذه البادرة.
* اجتمعت إلى زوجته؟
ـ طبعا، وتحدثنا، وهي مطمئنة مثلي لحالته المتحسنة يوما بعد يوم، وتدعو الله أن يلطف به.
• في المقابل وفي نفس اليوم أكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث لشبكة CNN الإخبارية الأميركية إن عرفات على قيد الحياة لكنه في حالة حرجة مشيرا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن نزع أجهزة الإعاشة عنه، أي أنه كان على أجهزة الإنعاش!
• وفي نفس اليوم يسافر الشيخ تيسير التميمي لباريس لإعطاء رأي شرعي فيما إذا كان يجب وقف أجهزة التنفس الصناعي عنه وإعلان موته رسميا، وهو ما أكد عدم جوازه شرعاً أمام الصحفيين!
• أضف إلى ذلك تقرير المستشفى الرسمي الذي يؤكد أن عرفات دخل في غيبوبة منذ يوم 04/11/2004، وازدادت تدهوراً وعمقاً منذ يوم 07/11/2004، وهي الغيبوبة التي لم يفق منها حتى وفاته ، ترى لماذا "كذب" الأخ غير الشقيق لعرفات؟
• أما الشيخ تيشير التميمي فله قصة أخرى! فقد ذكر في لقاء أيضاً مع صحيفة دنيا الوطن بتاريخ 24/11/2004 حول الإشاعات عن دفن عرفات بالتابوت وبالحرف الواحد: " هل تم دفنه يوم الجمعة، أم في اليوم التالي كما ألمح البعض؟
- التميمي: "لقد دفنت الرئيس يوم الجمعة وسط أهله وشعبه وأريد أن أوضح هنا بشأن اللغط حول أنه تم دفن عرفات في التابوت، وهذا خطأ؛ لقد دفنته بنفسي، بعد إخراجه من التابوت الذي ما زال موجودا في المقاطعة لمن يريد أن يتأكد."
* وهل وضعت تراب القدس عليه؟
- التميمي: "نعم وضعت تراب القدس في القبر تحت الجثمان ونثرت حفنات من التراب على الجثمان."
• لكن يبدو أن الشيخ نسي حديثه هذا ليعود بداية هذا الشهرمن عام 2005 ليكتب في مرثيته التي نشرتها نشرة آفاق التي تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني، ونشرتها أيضاً صحيفة الصباح تحت عنوان " فـي ذكـرى القـائـــد الشهيـــد"، ليسرد قصة مخالفة تماماً عن القصة الأولى ليقول وبالحرف: " وعند دفنه في المقاطعة لم أتمكن من فتح التابوت الذي نقل فيه جثمانه من باريس، نظراً لتدافع الجموع الحاشدة من المواطنين الذين قدموا من كل حدب وصوب، لإلقاء نظرة الوداع على قائدهم ورمز نضالهم رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي القاسية، ولم أتمكن من ذلك إلاَّ بعد منتصف الليل بفتح القبر وإخراجه من التابوت ودفنه حسب إحكام الشريعة الإسلامية".
• السؤال الهام: متى دفن عرفات؟ وهل دفن في التابوت أم لا؟ وكيف تسنى للشيخ أن يخرج التابوت حسب روايته الجديدة من الغرفة الإسمنتية التي أعدت لدفن عرفات، وهي من الأسمنت المسلح، بعد أن أغلقت على عرفات؟



سأكتفي بهذا القدر من التصريحات و"التخبيصات" التي تثير الشبهات، مع العلم أن هناك غيرها الكثير، والأجزاء القادمة من هذا البحث ستحمل منها المزيد!



الإحتمالات: مات أم قتل؟

هذا السؤال الذي ما زال يُحيّر الجميع! ومرة أخرى وبتجرد لنناقش الفرضيات والإحتمالات كما هي، ومن خلال أقوال الأطباء والأخصائيين:

الفرضية الأولى: وفاة طبيعية بسبب الشيخوخة والمرض

تبقى هذه الإحتمالية واردة، فالأعمار بيد الله، وعرفات لم يكن بالشاب الصغير، وظروف حياته في السنوات الأخيرة لم تتكن بالمثالية، وحالته الصحية كانت في منحنى تدهوري واضح، لكن لنراجع ما قاله طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي في برنامج نقطة نظام على قناة العربية بتاريخ 12/11/2004 حول هذه الفرضية تحديداً:
" حسن معوّض: طيب دكتور أشرف يعني أنت أيضاً أشرفت على صحة الرئيس لمدة طويلة كما كررنا القول يعني, هل بالإمكان القول في سيناريو آخر بأن مجمل الأمراض التي يعني عانى منها بالإضافة إلى الهرم أيضاً ربما هي أدت في نهاية المطاف إلى الوفاة بشكل أو بآخر؟
د. أشرف الكردي: لا.. لا أستطيع أن أقول هذا لأن هنالك علامات تدل على إنو فيه شيء آخر كان موجوداً عند الرئيس، مرض الرئيس لم يكن نتيجة للشيخوخة، ومرض الرئيس لم يكن هو عبارة عن شيء عرضي، كان هنالك شيء موجود عنده في داخل جسمه الذي أثّر عليه وأدى إلى الوفاة"، وقال أيضاً في نفس المقابلة: " ولكن إذا نظرنا إلى الأمور الأخرى نجد أن وزنه أصبح نصف تقريباً ما كان وزنه بالسابق, شهيته للأكل مسدودة, أمعاؤه متعبة, وكان مجهداً, وأخبرته: هل أنت تشعر بالإجهاد؟ قال لي: أشرف بالحرف الواحد أكثر من هيك, قلت له: هل تقصد أنك منهك؟ قال لي: هيّ هذه الكلمة الصحيحة أنا منهك جداً من رأسي إلى قدمي، وكان هنالك عليه تغيير في الجلد كان جلده أصفر، ويوجد أيضاً لون فضي بالإضافة إلى لون الصفار الموجود عنده, وكانت هناك بقع حمراء على وجهه.."

وقد سبق وعزت بعض الصحف الخليجية سبب تفاقم مرض عرفات إلى تقدمه في السن, إضافة للضغوط والحصار الطويل المفروض عليه منذ العام 2000، والذي يحظر عليه الخروج من بوابة المقر الرئاسي، أو التفسح في الهواء الطلق. إضافة إلى حرمانه من توفر العلاج الصحي وإمكانيات الفحص الدقيق والدوري.

ولنا عودة مع هذه الفرضية في نهاية هذا الجزء.

الفرضية الثانية: التهابات جرثومية

وهي النظرية التي أطلقها الطبيب اللبناني الذي رافق عرفات منذ عام 1994، وهو الطبيب الاستشاري السابق والاختصاصي في جراحة الدماغ د. حسين منصور، حيث شرح نظريته في لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 24/11/2005: "انعدام النظام الغذائي، اضطراب نفسي وارهاق جسدي عند متقدم في السن غير آبه بحدود طاقاته الجسمانية, تراكم العوارض المرضية خصوصاً الالتهابية منها مع تداعياتها, غياب الرقابة الصحية، صدمات التهابية عولجت في شكل عشوائي، التهاب دموي نتج عنه تكسّر في الصفائح الدموية وفقدان جهاز المناعة ونزيف في أنحاء مختلفة من الجسم".
هذه الفرضية يدعمها الفحوصات المبدأية التي أشارت لوجود التهابات، والتي تبين لاحقاً عدم صحتها حيث كانت كريات الدم البيضاء والتوازن فيها وسرعة الترسب طبيعية، ولم تثبت الفحوصات التي أجريت في رام الله وجود أي أثر لبكتيريا أو فيروسات.

الفرضية الثالثة: تسمم بواسطة الإشعاع

وكان أكثر من أسهب في شرحها المقدم منير الزعبي مرافق عرفات ونائب رئيس حرسه حيث قال بتاريخ 04/06/2005 (العربية/العين الثالثة): " إذا مسموماً.. مسموماً بمواد حديثة ومتطورة جداً وليست مباشرة، مش مباشر، مش سم مباشر.
أحمد عبد الله: آه لا بد أن يكون..
المقدم منير الزعبي: إما من الأشخاص اللي في نوعية سم متطورة جداً، يعني سلّم على الرئيس بإيده مسمومة أو واحد من اللي ببوسوه ممسوح بمادة إذا بهالشكل.. بالطريقة هاي في سموم تنقل وفي سموم متطورة بتنقل ممكن هذا الشي، أو بأشعة الليزر، يعني أبو عمار لما كان يمشي هون كان الجيش الإسرائيلي.. نكون مكشوفين في بعض المناطق، هاي مستعمرة، أبو عمار لما كان يوقف كان يوقف هون، بالإضافة إنه كانت الطائرات أحياناً..
أحمد عبد الله: بس تسمم.. مزبوط بس الليزر كان يصيب ممكن يعني إنتو معاه معظم الوقت يعني مش استهداف شخصي؟"
المقدم منير الزعبي: لأ الليزر لما بحدد الشخص نفسه بيصيبه، أنا كنت بباريس لما راح الرئيس على المستشفى في طبيب فرنسي شرح إلنا شغلة يعني دخلت المخ: إنه إذا أبو عمار، فرضية إذا أبو عمار قُتل بتسمم فقال الاحتمالات إصابته بتسمم عن طريق إصابته بأشعة الليزر إما عن طريق الصحفيين أو كاميرا تلفزيون بتبث فيها مادة أو جهاز ببث أشعة ليزر، لما كان أبو عمار في مقابلة صحفية والكاميرا تقعد ساعة ونص ساعة وتصور فيه والكاميرا مسلطة عليه إذا كانت هذه الكاميرا بتبث إشعاع.. أشعة ممكن تكون بهذه النتيجة، ممكن أُصيب من هذا".
هذه النظرية أو الفرضية تدعمها بعض الأعراض التي ظهرت على ياسر عرفات كما تصفها الكتب الطبية، تحت عنوان Acute Radiation Syndrome والتي تتراوح الأعراض فيه بين:

- غثيان وقيء
- إسهال
- إرهاق وتعب وإغماءات
- جفاف
- التهابات في المناطق المكشوفة من الجسم
- تقرحات في الفم والمريء والمعدة
- تفرحات جلدية
- نزيف من أغشية الجسم والجلد
- رضوض مختلفة
- إنخفاض في الصفائح الدموية
-
ورغم أن عرفات عانى من كل هذه الأعراض، إلا أن ما لا يستقيم مع هذا التشخيص هو عدم وجود انخفاض في الخلايا الليمفاوية و كريات الدم البيضاء من نوع Neutrophils، وعدم وجود فشل في مخ العظم.

الفرضية الرابعة: سرطان الدم

وهي الفرضية التي أشبعت تحليلاً وفحصاً ونفياً بوضوح لا مجال للشك فيه، رغم أن معظم الأعراض السريرية كانت تنطبق مع هذه الإحتمالية، إلا وأنه وكما سبق أسقطت التحليلات المخبرية هذا التشخيص.

الفرضية الخامسة: نقص المناعة

رغم حساسية هذا التشخيص إلا أنه لابد من الوقوف عنده، لأنه تم الحديث عنه منذ بدايات المرض وكثر الجدل حوله، ومرة أخرى نتناوله بداية من الناحية الطبية البحتة، وبشكل نقاط سريعة:
- إحتمال الإصابة بمرض نفص المناعة كان أحد 3 إحتمالات قوية للمرض وهي التسمم وسرطان الدم ونقص المناعة
- بالرغم من أن عددا من أعراض المرض الذي تسبب بموت عرفات قبل نحو عشرة اشهر تشبه أعراض مرض الايدز، فانه لا يوجد في تقرير المرض والموت المفصل الذي كتبه فريق الاطباء الفرنسي، ذِكر لفحص كهذا، يثبت أو ينفي وجود الفيروس في دمه
- أرسلت وأجريت عشرات الفحوصات وتم استثناء إحتمالي السرطان والتسمم في مستشفى بيرسي، إلا أن التقرير الرسمي يخلو تماماً من أي فحص لنقص المناعة أو H.I.V
- يقول د.أشرف الكردي: "أعلم أن الأطباء في باريس وجدوا فيروسات الإيدز في دم عرفات"
- لكنه يستطرد أن الفيروس" أدخل في دمه من أجل التغطية على التسمم"
- ويقول أيضاً أنه سأل طاقم الأطباء في رام الله وأخبروه أنهم أجروا فحوصات نقص المناعة في تونس وكانت سلبية، لكنه يشكك في إجاباتهم
- الغموض والتعتيم حول هذا الموضوع كان محور جدل بين الأخصائيين الإسرائيليين الذين وجدوا فيه مادة خصبة للقيل والقال، وهذه أبرز تحليلاتهم:

• يقول البروفيسور غيل لوغاسي، رئيس اتحاد خبراء الدم في اسرائيل، والذي قرأ التقرير الفرنسي، إن الأعراض الموصوفة يمكن ان تكون مميزة للايدز. "تلوث يبدأ في جهاز الهضم ويتدهور سريعا جدا نحو انهيار جهاز التجلط مميز للايدز. إن ما لا يقبله العقل ببساطة ويبدو غامضا تماما هو التجاهل التام لامكان الايدز. تُذكر في التقرير عشرات الأمراض التي فُحص عنها أو الجراثيم، لكن لا يوجد أي دليل على فحوص اتش.آي.في ولا حتى ذكر لمناقشة الموضوع. استطيع فقط أن افترض انه لو كانت نتائج فحص الايدز سلبية، لما كانت أي مشكلة لكتابة ذلك في التقرير". لا يسارع البروفيسور لوغاسي الى الجزم بأن الحديث عن الايدز. "يوجد إمكان بالتأكيد لأن يكون قد حدث تلوث في جهاز الهضم نتيجة جراثيم في غذاء لم يُحفظ حفظا جيدا، مثل لحم فاسد وأن تكون الجراثيم قد تسببت بمشكلة التجلط. كان يمكن أن تختفي الجراثيم الملوثة مع قليل من المضادات الحيوية - ومن هنا تعليل أنه لم يوجد مصدر التلوث. لكن بسبب تشخيص متأخر لم يكن هناك إمكان بعد لعلاج المرض الذي تسبب بنقص الصفائح الدموية".
• خبير آخر في الايدز ايضا من أحد المستشفيات الكبيرة في "إسرائيل" يقول: أن التجاهل التام في التقرير لامكانية الايدز يثير علامات استفهام شديدة، وكذلك عدم ذكره في تقرير طبيب مختص بأمراض تلوث (ويعالج الايدز)، كجزء من السلسلة الطويلة من الاطباء الذين عالجوا عرفات. ومع ذلك، فان امكانية ان يكون عرفات قد أصيب بالايدز ليس مرتفعا بحسب رأيه. الخبير الذي نظر في التقرير الطبي، يقول إن من غير المعقول أن يكون المرض الذي استمر نحوا من اسبوعين (حتى النقل الى المستشفى في باريس)، مع إسهال شديد، وتقيؤات وإضرار بجهاز الهضم وأدى الى مشكلة تجلط شديدة، ناتجا عن الايدز،حتى لو حُقن بفيروسات الايدز في مرحلة متأخرة (كما زعم طبيبه الشخصي)، فمن غير المعقول أن يكون هناك إضرار سريع خطر الى هذا الحد بجهاز الهضم. يُزاد على ذلك، أنه بعد بضعة ايام من تفشي المرض، لم يتضرر الجهاز المناعي لعرفات تضررا شديدا".
- يتبين أن أساس نفي الإصابة بمرض نقص المناعة هو قصر فترة المرض وسرعة تدهور الحالة
- إلا أنه وكما سبق التأكيد بدء مرض عرفات قبل سنوات عديدة وتحديداً منذ عام 1993، مع تدهور مستمر منذ عام 2002
- تبقى إحتمالية الإصابة بمرض نقص المناعة قوبة وواردة، ولا يمكن طبياً إستبعادها
- من المهم ذكر أن الإصابة بمرض نقص المناعة لا يعني التشكيك في أخلاقيات ياسر عرفات، أو تشويهه شخصياً كما تحاول الدوائر الإحتلالية الترويج له، فإضافة لتفسير د.أشرف الكردي، هناك طرق كثيرة للإصابة بفيروس نقص المناعة، ليس أقلها الحقن المتعمد.
- ومن هذا المنطلق كان لابد من إجراء الفحص، ونشر نتيجته، مع التأكيد مرة أخرى أن هذا لا يعني على الإطلاق التشكيك في أخلاقيات المصاب.

الفرضية السادسة: التسميم

وهي الفرضية التي يكاد يجمع عليها الشعب الفلسطيني بكافة فئاته، والتي تشكل الفرضية الرئيسية للإيمان بأن ياسر عرفات قضى غدراً واغتيالاً، وتعززها التهديدات "الإسرائيلية" السابقة والتي يمكن تلخيصها في:
سبق وقال شارون ان قتل عرفات كان سينقذ الكثير من الارواح، ولكننا التزمنا بعدم ايذائه، وكان يتوجب علينا تنفيذ التزامنا وقال شارون ايضا «ليس لدينا اي نوايا في ايذاء عرفات شخصيا» ولكن يوري دان احد المقربين من شارون كتب يقول في نوفمبر 2004 انه يتذكر الاجتماعات التي عقدها شارون كوزير للدفاع في 1982 في مكتبه في تل ابيب عندما سأل شارون مديري الموساد متى سينفذون اوامر مناحم بيغن لتصفية عرفات.
وذكر ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء في 2003 ان قتل عرفات هو احد خياراتنا واضاف اننا نحاول تصفية جميع رؤوس الارهاب وعرفات هو احد تلك الرؤوس.
تحدثت الصحف الاسرائيلية عن قرار سري اتخذه مجلس الوزراء في اواحر 2003 لتصفية عرفات كونه عقبة في طريق السلام ولمح المسؤولون الى وجود خطط ترسم لتصفية عرفات ولكن لم يتم اتخاذ عمل محدد في هذا الشأن بسبب الضغوط الاميركية وافق شارون ببساطة على عزل عرفات بمقره في رام الله بعد العملية العسكرية الاسرائيلية لاعادة فرض السيطرة على الضفة الغربية في ربيع 2002.
ولكن شارون ذكر بنفسه انه اخبر الرئيس بوش في 14 ابريل 2004 انه لم يعد ملتزما بوعده بعدم ايذاء عرفات.
وذكر دان «ان الرئيس بوش قال انه سيكون من الافضل ترك مصير عرفات بيد الله فرد عليه شارون قائلا انه يتوجب علينا مد يد العون له لمساعدته في بعض الاحيان».
وليس من المستغرب بالتالي ان تروج نظرية المؤامرة في صفوف الفلسطينيين من ان اسرائيل هي من سمم عرفات.

هذه الفرضية تعززها أيضاً الكثير من العوامل، سنحاول ذكرها في النقاط التالية:

1. الأعراض التي ظهرت على عرفات من طفوح جلدية وبقع حمراء وفضية كما سبق شرحه
2. التكسر والنقص غير المبرر علمياً للصفائح الدموية، دون الإضرار بباقي مكونات الدم
3. إرتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير ومتقطع، دون وجود دليل على التهابات جرثومية
4. السيرة المرضية وتطور المرض تثبت وجود نوع غامض من السموم في جسد عرفات
5. عدم الوصول لسبب حقيقي للوفاة

• هذا من الناحية الطبية، والتي أكدها العديد من الأطباء المختصين ومنهم البروفيسور "الإسرائيلي" غيل لوغاسي، وكذلك طبيب "اسرائيلي" كبير قرأ التقرير قراءة متمعنة ومنع من ذكر اسمه، التشخيصات الموصوفة فيه، والتي ظهرت بعد نحو اربع ساعات من العشاء في الثاني عشر من تشرين الاول 2004 - تثير شكا معقولا بأن ذلك العشاء كان الأكثر حسما في حياة وموت عرفات. "هذه حالة تقليدية تُدرس في مدارس الطب عن التسمم من الغذاء"، يُبين ذلك الطبيب. بحسب اقواله، بحسب الموصوف في الوثيقة الطبية، الأقل احتمالا ان يكون الحديث عن تسمم غذائي معتاد ومعروف نشأ عن جرثومة تفرز سموما. كان يفترض أن يُكتشف تسمم كهذا في سلسلة الفحوص التي مر بها عرفات في المقاطعة، وأن يوقف بمساعدة المضادات الحيوية. من المعقول يقينا، كما يقول الطبيب الكبير، أن يكون عرفات قد أخذ سُماً في الغذاء، تسبب بتفشي المرض غير المعروف. استطاع ذلك الطبيب حتى أن يشير الى سُم ممكن، ينشيء نفس الأعراض التي ألمت بعرفات بالضبط، ولم يفحصها الاطباء في باريس. يسمون ذلك السُم ريتسين، ويمكن إدخاله في الغذاء، وقد استعمل في الماضي كسلاح بيولوجي في العملية في محطة القطارات الارضية في طوكيو". ويضيف: "في الحق أن الاطباء بحثوا عن سموم في باريس، لكن ذلك كان بعد اسبوعين من تلك الوجبة ومن المعقول انه اذا ما أُدخل سم في الغذاء، فانه يكون قد تغلغل في الجسم بسرعة، وأضر إضرارا شديدا وقُذف بعدها أو اختفى بكلمات اخرى. زيادة على ذلك، مختبرات السموم في باريس بحثت عن سموم معروفة ولم تستطع البحث عن شيء لم تعرفه".
• بتاريخ 11/11/2004 يوم وفاة عرفات،كشف مصدر كبير في وزارة الصحة الفلسطينية لـ «الشرق الأوسط» النقاب عن ان مختصين بعلوم الدم في الوزارة، خلصوا الى ان الأعراض التي يعاني منها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي أعراض تسمم. وقال المصدر ان هؤلاء المختصين يؤكدون ان التدهور الدراماتيكي في الوضع الصحي لعرفات لا يمكن ان يكون مصدره الالتهاب الفيروسي كما زعم عدد من مسؤولي السلطة. وأشار المصدر الى ان الفرق الطبية المصرية والتونسية والاردنية والفلسطينية التي عاينت عرفات قبيل مغادرته الى باريس، نفت منذ البداية بالمطلق ان يكون يعاني من سرطان الدم.
• طبيب عرفات المقيم د. عمر دقة يقول أيضاً وبتاريخ 04/06/2005 في رده على أحمد عبد الله (العين الثالثة/العربية): أحمد عبد الله: الدكتور البترواي رفض الحديث معنا وطلب أن لا نتحدث باسمه وأن نلتقي رئيس الفريق الطبي دكتور عمر دقة الذي كان قد رفض أيضاً الحديث معنا، لكن الصدفة وحدها هي التي ألقت بنا في طريقه وبكثيرٍ من الضغط من قِبل أمين عام الرئاسة الفلسطينية وافق أخيراً ولأول مرة يتحدث فيها إلى الإعلام، وافق على لقائنا شريطة أن لا يطول اللقاء عن دقيقةٍ واحدة، التقيناه في عيادة المقاطعة المتواضعة التي كان يتردد عليها الرئيس الراحل، دكتور عمر كان يرافقه لحظةً بلحظة خاصةً في أيام مرضه.
د. عمر دقة: هي الأعراض اللي كانت عنده سواءاً بالمرضة الأولى أو بالمرضة التانية خلال سنتين نفس أعراض الإنفلونزا الحادة، الفارق الوحيد في المرضة الثانية اللي هي طالت الفترة الزمنية أطول إضافةً إلى نزول عدد الصفائح الدموية بشكل ملحوظ الذي لم نجد له مبرراً، يعني احتمالات.. عدة احتمالات هناك منها ممكن الالتهابات الفيروسية تعمل بإنقاص عدد الصفائح الدموية، هلأ هذا سبب من الأسباب، هناك أسباب ثانية، في حوالي ثلاثة أسباب أخرى، انعملت كافة الفحوصات ولم.. وبعدين هناك شيء في الطب معروف علمياً أن هناك في الطب أسباب غير معروفة.
أحمد عبد الله: حضرتك بتستبعد أن يكون هناك سماً من نوع ما أو شيئاً معين مثلاً؟
د. عمر دقة: هناك شيء غير طبيعي، غير طبيعي، غير معروف إيش هوّ، مرض لحدّ الآن لم يُكتشف، شي لم
يُكتشف.
أحمد عبد الله: يعني تظل هناك علامة استفهام؟
د. عمر دقة: يعني وكما تعرف هناك لجنة لحدّ الآن تباشر مهامها وتبحث وتتصل وإن شاء الله إنه يكون ينعرف السبب، يعني على الأقل أن يكون لمصلحة الناس ويرتاح الشعب الفلسطيني ويرتاح الشعب العربي ويكون فيه أمل للناس التانيين إذا أصيبوا بهذا الشيء إنه يجدوا علاج إله.
أحمد عبد الله: ودعنا الدكتور عمر الذي تحدث معنا على مضض ولم يرغب في الكشف عن أية تفاصيل أخرى.
• د.أشرف الكردي أكد أكثر من مرة اقتناعه التام بأن عرفات سُمّم، بل قال أن عرفات يعلم ذلك، وهو ما أشار إليه في لقاء أجرته معه صحفية "تريش سكوه يوم الثامن عشر من كانون ثاني (يناير) 2005 ولم ينشر إلا يوم 25 نيسان (أبريل) 2005 في صحيفة «طهران تايمز» الإيرانية قائلاً: هل كان عرفات يعرف بأنه يموت؟
الكردي : أجل، أجل، كان يعرف ذلك و قد سمعته في رام الله يقول أنه يعتقد بأنه جرى تسميمه.
• صحيفة الأسبوع المصرية سبق وأن أشارت إلى محاولة جرت لتسميم عرفات في عددها الصادر بتاريخ 06/10/2003، وتشير إلى اتفاق فرنسي أمريكي فلسطيني لإخفاء حقيقة أن عرفات قُتل بدس السم له.
• أجمعت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين على أن عرفات أغتيل بدس السم، مطالبين بفتح تحقيق رسمي بالموضوع ومنهم:

- محمد نزال 11/11/2004
- فاروق القدومي 14/11/2004
- أحمد قريع 18/11/2004
- بسام أبو شريف 16/11/2004
- حنان عشراوي 04/06/2005
- عزمي بشارة 08/09/2005
- د.مصطفى البرغوثي 08/09/2005
- جميع القوى والفصائل الفلسطينية

• وأكدت صحيفة (لو كانار أنشيني) الأسبوعية الفرنسية بأن مناخا نفسيا شاملا رافق الرئيس إلى باريس مفاده بأن سبب المرض هو التسمم ،وهو الأمر الأرجح للظروف التي تم فيها نقل أبو عمار إلى باريس بعد أن نصح بذلك أطباؤه التونسيون والأردنيون، ويود الأطباء في المستشفى أن يرفع خاتم السرية على الملف بعد أن جندوا فريق الاخصائيين المخبريين في معامل التحليل الدموي للتحقيق في إمكانية تواجد مواد مسممة دخيلة في دم الرئيس، كما قاموا بطلب تعاون المختبر المركزي لمعهد مقاومة الجريمة التابع للحرس الوطني الفرنسي ، وهذا المختبر ذو سمعة دولية في البحث الجنائي ، وتسلم الأطباء تقرير المعهد يوم الخامس من نوفمبر ومفاده بأنه ليس هناك تسمم في الدم بمادة مسممة معروفة ، والمعهد مقره في مدينة روسني سو بوا في ضاحية باريس الغربية. وتعرف ليلى شهيد سفيرة السلطة في باريس هذا التقرير، لكن إدارة المستشفى استغربت حين غيرت السفيرة من لهجتها بعد ذلك و أكدت بأنها تشك في تسمم حاصل للرئيس، وأفادت مصادر دبلوماسية أن الشك وارد في تقرير المعهد الذي نفي وجود مادة مسممة معروفة في دم الرئيس و لكنه لم ينف حالة التسمم بصورة قطعية وجازمة.
• رغم وجود هذه الإحتمالية، رفضت فرنسا الرسمية التحقيق حيث ذكرت الأنباء أن تيارات البرلمان الفرنسي قمعت محاولة أولية من مهدها قام بها احد أعضاء البرلمان لتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب وفاة عرفات حيث أكدت السفارة الفرنسية في عمان بان البرلمان الفرنسي لم يشكل اي لجنة في هذا الاتجاه إنما رفض الموافقة علي إقتراح فردي لأحد الأعضاء بتشكيل اللجنة.
• الأخصائي يساسخاروف ان "المشكلة في التقرير الطبي للمستشفى الفرنسي تكمن في انه لا يضع استنتاجات واضحة وكأن احدا ما لا يريد تحديد سبب الوفاة.
ورغم ان التقرير يشير الى ان سبب الوفاة الفوري هو حدوث نزيف دموي في الدماغ ادى الى تخثر في الدم لكنهم لم يقولوا ما الذي سبب ذلك".
واضاف انه "من جهة اخرى قال الاطباء في التقرير الطبي امرا غريبا للغاية وهو ان هناك مؤشرات لتلوث صعب جدا لكنهم لم يجدوا في المقابل اي نوع من الجراثيم ولذلك فان احتمال التلوث يبقى مفتوحا.
وهناك تكهنات حول ان المضادات الحيوية ازالت الجراثيم لكنها لم تؤد الى ازالة المرض وهذا الامر يضع علامات سؤال كثيرة".
وتابع يساسخاروف ان "الاحتمال الاخر هو ان يكون عرفات قد تعرض للتسميم وذلك بسبب الاعراض المتعلقة بتدهور حالته الصحية بشكل سريع وحالات الاسهال والتقيوء ومشاكل تخثر الدم وتوقف الكبد عن القيام بوظائفه".
واشار الى ان طبيبا متخصصا اسرائيليا اطلع على التقرير الطبي الذي اعده المستشفى الفرنسي بعد وفاة عرفات "وتحدث عن احتمال وفاة عرفات نتيجة ادخال سم من نوع ريسين الذي استخدم في الماضي كسلاح بيولوجي".
وقال يساسخاروف انه لم يتم الكشف عن هوية هذا الطبيب لكنه طبيب اسرائيلي خبير في مرض الايدز ويعمل في مستشفى اسرائيلي وان المستشفى ارغمه على عدم نشر اسمه في الكتاب.
واضاف ان "هذا الطبيب قال ان احتمال اصابة عرفات بمرض الايدز ضئيل للغاية لان تدهور صحته حدث بسرعة كبيرة للغاية فلو حدث التدهور في صحته خلال شهرين مثلا لكان بالامكان عدم استبعاد ان سبب الوفاة هو الايدز ولكن لان تدهور صحته حدث خلال اسبوعين فانه من غير المعقول ان يكون الايدز هو سبب الوفاة.
وقال الطبيب ان الاحتمال الاكبر هو ان الوفاة ناجمة عن تسميم، إذ رغم وجود ثلاثة معاهد متخصصة في انواع السموم في فرنسا فان ايا منها لم تكشف وجود سم.
من جهة اخرى قال الطبيب ذاته ان هناك انواع سموم غير معروفة للفرنسيين مثل سم ريسين الذي لم يتم فحصه لانه غير معروف للفرنسيين اصلا ويمكن ادخاله للجسم عن طريق الطعام ويسبب الاعراض ذاتها التي كانت لدى عرفات مثل التسبب في تخثر الدم والمشاكل التي اصابت كبده وغيرها".
• المفاجأة كانت أنه في الوقت الذي ما زالت فيه التكهنات سيدة الموقف حول اسباب وفاة ياسر عرفات، وفي الوقت الذي يقول فيه الفلسطينيون بان عرفات قضي بعد ان قامت اسرائيل بتسميمه بطرق لم يكشف النقاب عنها، وفي الوقت الذي لم تكشف فيه القيادة الفلسطينية في رام الله عن السبب الذي ادي الي وفاة عرفات، علي الرغم من تسلمها الملف الطبي الذي حصل عليه الدكتور ناصر القدوة، ابن اخت عرفات، في هذا الوقت بالذات كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر بتاريخ 16/12/2004 ان طبيبا فرنسيا يهوديا انتدب ليكون ضمن الطاقم الذي اشرف علي علاج الرئيس عرفات في المستشفي العسكري الفرنسي بيرسي في باريس، وكان شريكا فعالا جدا في اتخاذ القرارات حول سبل العلاج التي يجب العمل وفقها لمعالجة الرئيس عرفات، الذي كان يصارع الموت. واللافت ان السلطات الفرنسية تكتمت علي الامر ولم تقم بالاعلان عن وجود طبيب يهودي ضمن الطاقم الطبي. وحسب الصحيفة الاسرائيلية فانه من غير المعروف اذا كانت القيادة الفلسطينية، وارملة الرئيس الراحل، سهي عرفات، علي علم بهذا الامر، وهو ما يثير اكثر الشكوك حول القضية ويعزز الموقف الفلسطيني الذي يؤمن بنظرية التآمرية، والتي تتلخص في ان اسرائيل قامت بتسميمه في المقاطعة في رام الله، الامر الذي ادي الي تدهور حالته الصحية بسرعة فائقة، وتابعت معاريف ان الطبيب اليهودي يكن كل الاحترام للدولة العبرية ويؤيدها بشكل مطلق!
• المخابرات البريطانية أعدّت تقريراً و كشفت عن مضمونه قائلةً إن "عرفات" مات مسموماً، و السمّ الذي قتله معروف في المختبرات الطبية بشكله السائل أو المتبلّر و اسمه "الأكونتين" , و هو سمّ مستخرج من نبتة آسيوية تدعى "الأكونيت" . وجاء في التقرير الموثّق أن من خصائص مادة "الأكونتين" انحلالها السريع و ذوبانها في السوائل الأخرى , بحيث يستحيل على أيّ طبٍّ جنائيّ اكتشاف أيّ أثرٍ لها في الجسم البشري بعد دخولها إليه باثنتي عشرة ساعة , إلا أن الأعراض التي تسبّبها سواءاً في جهاز الدوران "الدم و الأوعية الدموية" و الجهازين العصبي و الهضمي أصبحت معروفة للعلماء , و هي عوارض قاتلة.
و في معلومات مصادر فلسطينية مطلعة أشارت إلى أن الإدارة الأمريكيّة رفضت استقبال عرفات في مستشفى "مايو كلينك" الشهير , لأن مرضه تزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكيّة , المعلومات نفسها تقول إن الولايات المتحدة كانت على علمٍ مسبقٍ بطبيعة مرض الرئيس الفلسطيني , و قد رفضت استقباله كي لا يموت بين أيدي الأطباء الأمريكيين , لأنها كانت ستواجه حرجاً في الإعلان عن سبب الوفاة .
و قد وزّعت المخابرات البريطانية هذه المعلومات على أحد مواقع الإنترنت - نقلاً عن مخابرات عربية- . و الظنّ الراجح أن عرفات تناول هذا السم "الأكونتين" على مراحل , و بجرعات خفيفة جداً , لأن جرعة واحدة من 3 إلى 5 مللغرامات كافية لقتله . و في التقرير إشارة إلى احتمال أن يكون أحد المحيطين بالرئيس الفلسطيني , بصورة دائمة , قد تولّى دسّ السم له خلال شهر رمضان , فتلاشى الرجل على مراحل , تماماً كما حدث مع الرئيس الجزائريّ الأسبق هواري بومدين و مع وديع حداد أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
• سبق وأن تعرّض خالد مشعل لمحاولة إغتيال بسم غير معروف في العاصمة الأردنية عمّان، بتاريخ 25/09/1997، ولم ينقذه إلا ترياق استحضر من المعامل "الإسرائيلية".
• تاريخ الدولة العبرية حافل باستخدام السموم للتخلص من الخصوم، وهذه دراسة نعتبرها هامة في هذا الشأن نشرتها صحيفة الصباح بتاريخ 13/02/2005:
"تمنع قوانين الرقابة العسكرية فى إسرائيل والتى تسرى على الصحف أيضا، نشر أية معلومات عن برنامج السموم الإسرائيلى، ومحاولات إسرائيل تسميم معارضيها. ومع ذلك فإن القصة المشهورة التى ارتبطت بقيام برنامج السموم والحرب البيولوجية الإسرائيلى، تعود إلى ما قبل إعلان إسرائيل نفسها، وترتبط بالشاعر اليهودى ألمانى الأصل (أبا كوبنر) الذى انضم لعصابات (الهاجنا) اليهودية التى شاركت فى حرب 48. كوبنر اتفق مع مجموعة من زملائه اليهود على الانتقام من الألمان. وهذى بفكرة شيطانية، تسميم مصادر مياه عدة مدن فى ألمانية، والتسبب فى موت ستة مليون ألمانى، انتقاما (الأسطورة) (الهولوكست).
وبدأت مجموعة (كوبنر) التى عرفت فى كتب التاريخ الإسرائيلية باسم (كتيبة الانتقام) فى تنفيذ خطتها. وتقول د. (دينا بورات) فى المتاب الوثائقى الذى ألفته عن (شاعر الإبادة الجماعية) أنه حصل بالفعل على كمية هائلة من السموم من قيادات حركة (الهاجنا) والكلمة تعنى بالغة العربية (الدفاع) وهى عصابات يهودية مسلحة شكلت النواة الرئيسية للجيش الإسرائيلى، الذى أصبح يطلق عليه فيما بعد (جيش (الدفاع) الإسرائيلي). وسلمه السم (إفرايم كاتسير) (الذى أصبح رئيسا لإسرائيل فى السبعينات) وأخوه أهارون طالب البيولوجى بالجامعة العبرية فى ذلك الوقت. الأخوان كاتسير اللذان أصبحا كذلك من أشهر علماء إسرائيل، وعملا فى معهد فايتسمان، وسلاح العلوم التابع للجيش الإسرائيلى، ذهبا إلى مخزن الكلية، وسرقا كمية من السموم الخطيرة، وقامت عصابات (الهاجنا) بتوفير أوراق هوية مزورة تخص جنديا من الفيلق اليهودى التابع للجيش البريطانى لـ(كوبنر)، واستقل سفينة بريطانية من ميناء حيفا، وعندما رست السفينة فى ميناء طولون الفرنسى، ارتاب البريطانيون فيه، وفحصوا أوراقه، وقبل أن يعتقل، تمكن (كوبنر) من إلقاء علبة معجون الأسنان، وصفائح الأغذية المحفوظة التى ملئت بالسموم فى مياه البحر.

وعلى الرغم من أن (معهد فايتسمان)، و(سلاح العلوم) التابع للجيش الإسرائيلى شكلا ورشة عمل ضخمة لتطوير برنامج السموم الإسرائيلى تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية، وجهازى الموساد والشاباك، إلا أن المركز الرئيسى لانتاج السموم، ورسم خطط اغتيال المعارضين لإسرائيل، يقع فى المركز العلمى (نيس تسيونا) أى (معجزة صهيون). وهى إحدى المنشآت السرية والأكثر غموضا فى إسرائيل. ويتخصص فى أبحاث الكيمياء الحيوية، والبيولوجى، الفارمكولوجى، وعلم الميكروبات، وغيرها من العلوم النادرة. وعلى عكس المتوقع لا يخضع المعهد الطبى لوزارة الصحة الإسرائيلية، وإنما يتبع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى مباشرة شأنه شأن الموساد، والشاباك. ويتولى حراسته وتأمينه والانفاق عليه جهاز مستقل يتبع (الملماف) (المسئول عن الأمن فى وزارة الدفاع الإسرائيلية).

وقد حصل جهازا (الملماف) و(الشاباك) على حكم قضائى يمنع الصحف الإسرائيلية من نشر أية معلومات عن قضية الجاسوس الإسرائيلى البروفيسور (أبراهام ماركوس) نائب مدير المعهد السابق الذى تجسس لصالح الاتحاد السوفيتى فى أوائل الثمانينيات خوفا من انكشاف طبيعة الأبحاث التى تجرى فيه.

وقد قام باحثو المعهد برئاسة (ماركوس) بدراسة عمليات نشر الأوبئة والأمراض المعدية وسط تجمعات سكنية، وفى السنوات الماضية يجرى المعهد أبحاثا لتطوير وسائل للدفاع عن المدن الإسرائيلية من أى هجوم كيماوى أو بيولوجى. وطبقا للمصادر الاستخبارية الغربية فإن باحثى المعهد يعكفون على تطوير سموم ومواد كيماوية مختلفة لتصفية الأفراد.

الخبرة الإسرائيلية العريضة فى مجال تسميم المعارضين لها، دفعت ببعض الكتاب العرب، والغربيين للشك فى قيامها بتسميم الرئيس ياسر عرفات، وعلى الرغم من جرائم إسرائيل الوفيرة، إلا أنها من الصعب أن تعترف بهذه الجريمة، خاصة وأن تقديراتها الاستخبارية تفيد أن هذا الاعتراف يعنى خروج الشارع الفلسطينى فى انتفاضة حياة أو موت، وتعرض إسرائيل لمخاطر وجودية. ومع ذلك أكدت صحيفة معاريف أن طبيبا يهوديا أشرف على علاج عرفات فى مستشفى برسى العسكرى بفرنسا، وكان أخر من دخل عليه بمفرده، قبيل دخوله فى الغيبوبة الطويلة التى لم يفق منها. معاريف تركت الأمور عائمة، واثقة من فطنة القارئ الإسرائيلى.

كذلك فعل (يوسى ملمان) خبير الاستخبارات الإسرائيلى الأشهر، والكاتب البارز بصحيفة هاارتس الذى يقول:لا شك أن فيكتور يوشنكو رئيس الوزاء الأوكرانى الجديد الذى قرر أن يسافر لإسرائيل خلال أسابيع لمعالجة وجهه من آثار التشوه، التى لحقت به بسبب تسميمه بمادة الديوكسين، يعلم أن جهاز الموساد، والعيادات والمعامل الخاصة التابعة له هى الأقدر فى العالم على اختراع السم، وترياقه. لكن المؤكد أنه لم يعرف شيئا من قبل عن كتاب الطبيب اليهودى (موسى بن ميمون) الذى صدر فى القاهرة فى القرن الثانى عشر الميلادى بعنوان (السموم القاتلة، وعلاجها).

وإذا كان القارئ الإسرائيلى يفتقر إلى الفطنة فإن مقال (ملمان) يحتوى على عدد من الحقائق والشهادات التاريخية المرعبة التى جمعها من متخصصين يهود فى التاريخ، والطب، أبحاث السموم، تبين أن اليهود تبرعوا لتسميم القيادات السياسية على مر التاريخ مرة للتخلص من أعدائهم، ومرات من أجل حفنة من المال.

فالدكتور (يعقوب هوروفيتس) مدير مستشفى سوروكا بإيلات، يؤكد أن (الأطباء اليهود) لم يحافظوا دائما على قسم أبيقراط، وسمموا مرضاهم، مثل الطبيب اليهودى (رودريجو لوبيز) الذى قتل ملكة انجلترا (أليزبيث الأولي) بخاتم مسموم، لصالح عدوها ملك أسبانيا (فيليب الثاني)، وقبض عليه، ونفذ فيه حكم الإعدام سنة 1594.
أما الدكتور (بنى أربيل)المؤرخ بجامعة تل أبيب فيقول إن تاريخ مدينة البندقية مليء بمحاولات الاغتيال بالسم التى أشرف عليها، ونفذها (مجلس العشرة) الحاكم فى ذلك الوقت، والذى كان يملك صلاحيات أمنية وسياسية واسعة. ويضيف ضاحكا: (تماما مثل مجلس الوزارء الإسرائيلى المصغر الذى يضم ممثلين للموساد والشاباك). د. اربيل يقول إنه يملك وثائق وأدلة تاريخية جمعها فى رسالته الأكاديمية تفيد أنه (فى عام 1477، وفى عز الحرب مع الأتراك التى استمرت 16 عاما، وكبدت البندقية ثمنا باهظا، عرضت مجموعة من اليهود يتزعمها شخص يدعى (شلومو) على (مجلس العشرة) تسميم السلطان التركى (محمد الفاتح) الذى حرر اسطنبول من قبضة البيزنطيين، وحولها عاصمة للعثمانيين). وتلخص العرض فى أن شلومو ورفاقه سيغتالون السلطان العثمانى بمساعدة طبيب البلاط اليهودى مقابل مبالغ مالية طائلة، وتحسين وضع الطائفة اليهودية فى البندقية.

وفى الوثائق المكتوبة باللاتينية، ومازالت محفوظة فى أرشيف مدينة البندقية بتاريخ 9-7-1477، كتب السطر التالى: (عرض علينا اليهودى (شلومو) وأخوانه اليهود، قتل السلطان التركى بالاستعانة بالطبيب والصيدلى اليهودى (لاحووس)، وقد قبلنا العرض، وفى انتظار التنفيذ). أربيل الذى درس هذه الفترة يقول عشرة من الأمراء وافقوا على القرار، ورفضه ثلاثة، وامتنع مثلهم. لكن فى النهاية لم تدخل الخطة حيز التنفيذ، لأسباب مجهولة.
ولا يرى الخبراء الإسرائيليون غضاضة فى استخدام السم فى قتل الزعماء والسياسيين، فيقول البروفيسور (رون بركاي) من قسم التاريخ بجامعة تل أبيب إن القتل بالسم أمر ممتع ومثير حقا، فهى طريقة فعالة، ولا تترك آثارا، على عكس القتل بالسيف والسكين، فالسم يجعل من الصعوبة بمكان، معرفة الجاني). ويضيف (بركاي) لهذا السبب كلف الحكام المسلمون الأطباء بدراسة أنواع السموم، لاتقاء شرها، فقام موسى بن ميمون بتأليف كتاب عن السموم ومضاداتها فى القرن الثانى عشر وأهداه للقاضى الفاضل حاكم مصر، وترجمه للعبرية، ليستفيد منه اليهود. وقد أعاد الإسرائيلى زيستر مونتنر طبعه ونشره بالعبرية عام 1942.وكتب فى المقدمة وكان ومازال كتابا يثير الحيرة عند قراءته بسبب غزارة ودقة المعلومات عن السموم وأنواعها وتركيبها، والمضادات الكفيلة بإبطال مفعولها.

ومن ناحية أخرى فإن البروفيسور شموئيل فاينر، والبروفيسور دافيد أساف، المتخصصان فى تاريخ اليهود يؤكدان لصحيفة هاارتس، أن اليهود كثيرا ما استخدموا السم فى تصفية خصومهم السياسيين، حتى لو كانوا يهودا مثلهم، ومن اشهر هذه الوقائع، ما حدث فى سبتمبر 1848، بعد أن فشلت مجموعة يهودية متعصبة فى اغتيال الحاخام الرئيسى للطائفة اليهودية أفراهام هكوهين فى عيدى الفصح، والمساخر، فتسلل زعيمهم (أفراهام فلفل) إلى مطبخ منزله، ووضع الزرنيخ فى حسائه، فمات الحاخام وابنته الصغيرة، فى نفس الليلة. وكان سبب الاغتيال أن الحاخام مثقف، ومتنور ويريد نشر ثقافة التسامح بين شباب الطائفة.
الشهرة الإسرائيلية فى مجال السموم يؤكدها د. (كين إلبيك) الخبير العالمى فى هذا المجال الذى يقول إن أكثر دولة تمتلك خبرة فى هذا المجال هى إسرائيل بمعملها الذى حظى بشهرة دولية فى (نيس تسيونا)، ثم الاتحاد السوفيتى السابق، فأمريكا، وأخيرا جنوب أفريقيا.

د. ألبيك ولد عام 1950 فى كازاخستان، وفى الـ25 من عمره أنهى دراسته فى المعهد الطبى التابع للكلية الحربية بتومسك، وتخصص فى الأمراض المعدية، وأبحاث السموم، وحصل على درجتى دكتوراه الأولى فى تطوير الأسلحة البيولوجية، الجمرة الخبيثة، والتروليميا وهى ميكروب يصيب جهاز التنفس والرئتين، والثانية فى صناعة ونشر الانتراكس. والتحق بالمشروع الروسى السرى لتطوير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، لمدة 17 سنة، وتولى إدراته لمدة أربع سنوات انتهت عام 1992. عندما هرب إلى واشنطن، وسلم للسى اى إيه معلومات فى غاية السرية عن البرنامج الروسى، ومدى تطور صناعة السموم لدى السوفييت". إنتهت الدراسة!
• سبق وأن حذّر بسّام أبو شريف في رسالة موجهة لياسر عرفات بتاريخ 05/06/2002، من محاولات تسميم عرفات، طبقاً لمعلومات حصل عليها من مصادر موثوقة في واشنطن، ليعرب عن يقينه بقتل عرفات بالسم، وهذا نص الرسالة:

نص الرسالة
الأخ الرئيس أبوعمار حفظه الله
تحية فلسطين
إن اجتماع ظهر اليوم للمجلس المصغر لم يتخذ قرارا كما أبلغتكم وسيجتمع بعد ساعة للبحث في القرار.
الخياران المطروحان هما:
عملية واسعة في كل المناطق بما فيها عزل أو اتخاذ خطوة حاسمة لطرد ياسر عرفات من المناطق.
اتق الحذر. كما أرجو أن تحذر من الأكل والماء. لا تشرب إلا من زجاجة فتحتها أنت بيدك، ولا تأكل هذه الأيام إلا من معلبات مغلقة تفتحها أنت ويشتريها المخلص، وصالحة زمنيا.
وأنا على استعداد أن تقوم مها زوجتي يوميا بإعداد ذلك.
لدي معلومات من جهات أنهم سيحاولون تسميمك.
كذلك أرجو مرة أخرى كما سبق أن ذكرت لك أن تضمن الأموال وأن تسحب أي صلاحية لأي شخص خاصة خالد من التصرف بالأموال لأن القرار الإسرائيلي هو محاصرتك ماليا. وما أكتبه له مبررات مستندة لمعلومات.
الأمر خطير لأن هناك مؤامرة تحاك ضدك عنوانها (رفع يدك عن المال) تحت حجة عدم تصرفك لشراء السلاح وتمويل الإرهاب ورفع يدك عن الأمن ليتحكموا هم به.
أرجو أن تبقي في ذهنك ما قلته لك قبل حصارك survival is victory(البقاء هو النصر) وهذا كلام من مصادر موثوقة جدا في واشنطن.
كل الولاء والوفاء لقائدي أبوعمار رمز نضالنا.
ودمتم لفلسطين.
أخوك
بسام أبوشريف
5/6/2002
• إثر وفاة وديع حداد في إحدى مستشفيات برلين الشرقية أبلغوا من قبل مدير الأمن الألماني وأحد مساعديه واسمه ماركوس وولف، أن يتنبهوا لنوع من السم يدخل في مسام الذوق، أي في اللسان وهو إما على شكل بهارات أو قهوة أو شاي أو في الملح، ويأخذ مداه فترة طويلة قبل أن يبدأ مفعوله بتكسير كريات الدم الحمراء وخلال فترة وجيزة يتحطم الجسم عضوا تلو الآخر إلى أن يصل إلى الدماغ فيقضي عليه.
• ثقة شارون الزائدة برحيل عرفات قبل نهاية العام تؤكد معرفته بخفايا نجهلها، وكذلك يقين بوش وغيره من موت عرفات حتى قبل الإعلان عن ذلك رسمياً، ونذكر كيف أنرئيس وزراء لوكسمبورغ أعلن عن وفاة عرفات قبل إعلانها رسمياً، وعندما سُئل عن مصدره قال: مصادر إسرائيلية، كما أن الرئيس الأميركي أيضاً قدم تعازيه في عرفات قبل وفاته رسمياً، وقال "ليرحمه الله"

ويبقى السؤال الأهم: هل مات عرفات أم قتل؟

مما سبق من فرضيات يتضح أنه وباستثناء الفرضية الأولى فإن عرفات قد قتل دون شك، واغتيل بوسيلة أو بأخرى، لكن هذه ليست كل القصة!
حتى الفرضية الأولى تعني اغتياله، حتى وإن مات بسبب المرض والشيخوخة فقد قتل، حتى وإن كانت أسباب الوفاة طبيعية فقد تمت تصفيته، لكن كيف؟ دون أي تعليق سأسرد الحقائق الدامغة التي وُثقت في الأجزاء السابقة، لأعود واربطها مع الفرضية الأولى:

- رغم مرض عرفات الشديد لم يستدع طبيبه الخاص إلا قبل تسفيره بيوم واحد
- رغم النصائح المتكررة للأطباء بضرورة نقله إلى مستشفى رام الله، تم تجاهل نصيحتهم دون مبرر
- لم يتناول عرفات المضادات الحيوية إلا بعد 15 يوم، وبعد تأخر حالته
- العينات التي أرسلت لمقر م.ت.ف في الأردن ضلت طريقها
- العينات التي أرسلت لتونس لا يعرف تاريخ أخذها وإرسالها، إضافة أنها أخذت بعد البدء بالمضادات الحيوية مما يؤثر على نتيجتها
- لم يتم التحري عن أنواع معينة من السموم
- تم رفض أخذ عينة من الكبد دون سبب واضح
- لا يوجد ذكر لفحص نقص المناعة H.I.V
- يرفض معظم الأطباء في مستشفى رام الله الحديث حول ما جرى

وبالتالي فإن فرضية الوفاة الطبيعية تسقط وتتحول إلى إغتيال سياسي عن طريق منع العلاج وتأخيره وبشكل مقصود ومتعمد!

تبقى فرضية التسمم هي الأقوى، وقد ذكر الكاتب شاكر الجوهري في تحليل خاص بتاريخ 04/12/2004 أن حركة حماس بنت قناعتها بشأن وفاة عرفات مسموماً على العوامل التالية:
أولا: أن الأميركيين والإسرائيليين كانوا قد اتخذوا قراراً علنياً بتصفية عرفات سياسيا منذ ثلاث سنوات. وفي اطار هذا القرار فرض عليه استحداث منصب رئيس الوزراء، وأن يكلف به أولا محمود عباس. وأن استحداث هذا المنصب هدف إلى تقليص صلاحيات عرفات، في حين أن اختيار عباس لتشكيل حكومة السلطة هدف إلى الحد من تأثير عرفات الرافض لتقديم تنازلات للإسرائيليين، لصالح الرجل الذي سبق له أن رعى اتفاقات اوسلو، وأنجز "وثيقة عباس ـ بيلين" لتكون ارضية وقاعدة لمفاوضات الحل النهائي. وهي الوثيقة التي تنازلت عن حق اللاجئين في العودة، وقدمت تنازلات أخرى فيما يخص جميع قضايا الحل النهائي.
ثانيا: جراء ما سبق، خاض عرفات صراعا مع عباس على ارضية التمسك بصلاحياته كي يحول دون تفريط عباس بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.
ثالثا: كان الإسرائيليون وصلوا مؤخراً لقناعة مفادها أن بقاء عرفات في رام الله يسبب مشكلة لهم، كما أن نقله إلى غزة يتيح له المناورة والتكتيك بشكل أكبر على نحو يفاقم من حجم المشكلة التي يسببها لشارون.
رابعا: أن اغتيال عرفات تم في ذات السياق الذي تم فيه اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إذ أن شارون أراد أن يخلي الساحة الفلسطينية من القيادات التي تستطيع، وترغب في تحويل انسحابه من غزة إلى انتصار فلسطيني.
خامسا: أن شارون قرر تصفية عرفات قبل اجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، ذلك أنه إذا كان عرفات قد راهن على احتمال فوز جون كيري برئاسة اميركا مراهنا أن يؤدي ذلك إلى رفع الفيتو الأميركي عنه، فإن شارون كان في المقابل يخشى ذلك، فكان لا بد من قتل عرفات قبل ولاية الرئيس الجديد. وبالفعل، فقد بدأت اعراض المرض على عرفات قبل اجراء الإنتخابات الأميركية، وإن مات بعد اعلان نتائجها.
سادسا: بالرغم من تعرض عرفات لأمراض عديدة في الماضي، فإن الصحافة الإسرائيلية تحدثت فقط في هذه المرة عن وفاته باعتبارها أمر مؤكد، كما أنها المرة الوحيدة التي مرض فيها عرفات وسارع شارون لإعلان أنه لن يسمح بدفنه في القدس، إذ أن وفاته كانت مؤكدة لدى من دس السم له.
سابعا: مسارعة محمود عباس إلى مصالحة عرفات فور اعلان مرضه، مع أنه لم يكن يفعل ذلك في حالات مرضه السابقة، وذلك قبل أن يدخل في غيبوبة، كأنه كان يتوقعها..!
ثامنا: استدعاء وفد طبي تونسي لمعالجة عرفات، وذلك لأول مرة في تاريخه المرضي، ثم وفد طبي مصري، مع أن ذلك حدث نادرا في الماضي، وتأخير استدعاء طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي إلى ما بعد تفاقم حالته. وعدم ارسال عرفات للعلاج في الخارج مع أن الأطباء الفرنسيين والمصريين شخصوا حالته المرضية، كما شخصها الكردي لاحقا، وعرفوا أنه مصاب بتكسر صفائح الدم، لكنهم لم يطلبوا نقله للخارج، خلافا للدكتور الكردي الذي طلب ذلك فور الكشف عليه.
تاسعا: سعي محمود عباس إلى رفع الأجهزة الطبية عن عرفات مبكراً، بهدف تعجيل وفاته، ما أثار الأزمة المعروفة مع سها ارملة الرئيس الراحل.
وهنا تكشف المصادر تفاصيل غير معروفة عن خلاف سها مع عباس، وإتصالات هاتفية عديدة اجرتها، وكذلك الدكتور رمزي خوري مدير مكتب الرئيس الراحل مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في مقر اقامته بدمشق، خلال فترة مرض عرفات. وتقول المصادر إن عباس لم يكن الوحيد المتعجل رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، إنما كذلك حلفائه الدوليين والإقليميين الذين كانوا يريدون جميعهم التخلص من الرئيس الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
عاشرا: اعلان وفاة عرفات في اليوم التالي مباشرة لزيارة محمود عباس وأحمد قريع وروحي فتوح لباريس. وهنا تلاحظ المصادر أن هذه الوفاة ربما تكون تمت بشكل طبيعي، أو جراء رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، أو وقف تشغيل الأجهزة، دون رفعها. وتلفت المصادر كذلك إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تعمد عدم مصافحة سها عرفات لدى زيارة زوجها في مستشفى بيرسي، تعبيرا عن غضبه لتصريحاتها بشأن من يريد استوراث زوجها وتسريع موته، وكذلك طلبها قدوم الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة الشرعي الفلسطيني إلى باريس على عجل كي يفتي لها بعدم جواز رفع الأجهزة الطبية عن الرئيس، لكن وفاة عرفات أعلنت سريعاً، قبل أن يتفاقم أمر الفتوى.
حادي عشر: اعلان ترتيبات الجنازة وتحديد موعدها الجمعة، قبل وفاة عرفات، وقد تمت الجنازة في الموعد المحدد قبل وفاة الرجل.
ثاني عشر: تعامل مصر مع سها عرفات بذات البرود، إن لم يكن الغضب الذي عاملها به شيراك، إذ طلب منها عمرو سليمان مدير المخابرات المصرية عدم المشاركة، لأن النساء لا يشاركن عادة في الجنائز. كما نصحها المصريون بعدم الذهاب مع الجنازة إلى رام الله حرصا على حياتها، فاكتفت بمرافقة الطائرة المقلة للنعش إلى العريش، ولم تكمل طريقها لرام الله.
ولأن المسألة ليست متعلقة بمشاركة امرأة في جنازة، وإنما هي موقف له ابعاد سياسية، فإن رجال البروتوكول المصري حالوا دون مشاركة قادة الفصائل الفلسطينية في تقبل العزاء بعرفات لدى مشاركتهم في تشييعه في القاهرة. وهؤلاء هم خالد مشعل، رمضان عبد الله شلح، نايف حواتمة، أحمد جبريل، وماهر الطاهر.
ثاني عشر: تم التعامل من قبل بعض الأطراف الإقليمية مع محمود عباس باعتباره رئيس دولة قبل اعلان وفاة عرفات، وقبل انتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.


كل ما سبق يشير في اتجاه واحد لا ثاني له، أن العلاج إما تم منعه، أو في أحسن الأحوال تأخيره، مما عجل في تدهور صحة ياسر عرفات.

الخلاصة تشير إلى أن كل الفرضيات تشير إلى عملية اغتيال مع سبق إصرار وترصد!

وهذا يقود للسؤال الأكثر أهمية: كيف قُتل؟ ومن ساهم في قتله؟ ومن تستر على الجريمة وتكتم عليها؟

من أجل الوصول لإجابة واضحة لابد من فتح تحقيق جدي ورسمي للوصول إلى الحقيقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وفي الجزء التالي نستعرض ما جرى خلال العام الذي تلا رحيل ياسر عرفات.



التقرير الطبي ولجان التحقيق المزعومة

• منذ البداية كان واضحاً أن السلطة الفلسطينية خططت مع الفرنسيين لإقناع الرأي العام الفلسطيني والعربي بأن جهدا ما بذل للتحقيق بوفاة الرئيس عرفات ولم يتم الإتفاق أبدا علي جهود تحقيق حقيقية بالقصة والملف وعلي هذا الأساس إستعدت باريس لإستضافة وفد التحقيق الفلسطيني أولا وللتعاون معه ثانيا.
• وبحسب صحيفة القدس العربي فإنه حتي الآن لا يلمح الفرنسيون للأسباب والدوافع السياسية التي تضطرهم للإسترسال في لعبة إخفاء المعلومات حول الأسرار الطبية لعرفات لكنهم يسربون لبعض وسائل الإعلام بين الحين والآخر بعض المعلومات فيما يميل القياديون في السلطة الفلسطينية لتجاهل الأمر قدر الإمكان علي أساس ان عرفات مات سواء بمؤامرة او بغيرها وعلي أساس ان الكشف عن اسباب الوفاة لايغير في الوقائع شيئا كما ورد عدة مرات علي لسان ياسر عبد ربه وغيره علما بأن مصادر داخل السلطة اوضحت بأن التجادل كثيرا في هذا الملف يعقد الكثير من الأمور ولا يدفع للإستقرار ويخلق إحتمالات سلبية علي مستقبل الشعب الفلسطيني خصوصا في حالة وجود مؤشرات علي ان الرئيس عرفات مات بالسم فعلا دون التمكن من إثبات علاقة إسرائيل بالمسألة، الأمر الذي يخلق إنقسامات حادة ومشاكل داخل الهيكل القيادي للسلطة.
• ولهذا السبب فإن سجل عرفات الطبي اودع فرنسيا في إدارة خاصة لحماية الوثائق السرية تابعة للجيش الفرنسي وهي إدارة لا تستطيع الكشف عن ملفاتها إلا بموجب قرارات قضائية فرنسية تكتسب الصفة القطعية في حالة الرئيس عرفات وتحديدا في حالة وجود طرف شخصي متضرر من إخفاء التقرير ويطعن بالسيدة سهي عرفات ويشكك بوجود مصلحة لها في إخفاء التقرير وهي حالة من الصعب جدا توفيرها وفقا للتعقيدات ذات الصلة بالمسألة.
• حتى تصريحات الناطق الرسمي لمستشفى بيرسي كانت بمثابة بيانات سياسية مقتضبة لا تمت للطب بصلة، وكأنه متفق عليها ومراقبة، أو كما قال د. الكردي كان هناك حاجز حديدي أو ترابي على حالته الصحية، وبشكل مبهم وغامض لا يفهم منه شيء.
• نفت وبإصرار الحكومة الفرنسية ان يكون عرفات تعرض للتسميم مؤكدة انه لو كان لدى الاطباء "ادنى شك لاحالوا القضية الى القضاء" ورفضوا السماح بدفنه. وقال الناطق باسم الحكومة جان فرنسوا كوبيه ردا على اسئلة في ختام مجلس الوزراء الفرنسي ان "عرفات تلقى افضل علاج ممكن واجريت له كل الفحوصات التي ينبغي اجراؤها. ولو ساور الاطباء اي شك لاحالوا الملف الى القضاء". واضاف "لقد تم اصدار اذن بمواراة الجثمان الثرى".
• من جهة اخرى عبر وزير الصحة الفرنسي فيليب دوست-بلازي عن امله في ان "يتم احترام" السرية الطبية حول وفاة الرئيس الفلسطيني".
• وردا على اسئلة الصحافيين لدى خروج من اجتماع الحكومة قال دوست بلازي "ثمة قانون في فرنسا يقول ان السرية الطبية عائدة الى العائلة والى اصحاب الحق او يمكن نقلها لى الطبيب الذي تحدده العائلة". واضاف "هذا هو القانون واتمنى ان يحترمه الجميع ولا سيما من قبل كل الاطباء في فرنسا".
• ومن هنا ثار الجدل حول تسليم ملف عرفات الطبي لأقرب الأقارب وفي هذه الحالة كانت زوجته سهى عرفات هي التي استلمت الملف، ورفضت تماماً تسليمه للسلطة الفلسطينية.
• 16/11/2004 قريع يطالب بنشر الملف الكامل لعرفات، وبتاريخ 18/11/2004 بصفته رئيساً لمجلس الأمن القومي الفلسطيني(..) يقرر تشكيل لجنة تحقيق في ظروف وفاة عرفات، وحتى اللحظة لم تجتمع هذه اللجنة!
• 17/11/2004 اتحاد الأطباء العرب يقرر تشكيل لجنة للتحقيق، وهذا نص ما صدر عنه:
اتحاد الاطباء العرب
الامانه العامه/القاهره
------------------------
السيد الفاضل/

السلام عليكم و رحمه الله وبركاته


بالاشاره الى تصريحات الاستاذ الدكتور/ اشرف الكردى الطبيب الخاص بالمغفور له الرئيس ياسر عرفات

والتى تشكك فيها من امكانيه ان تكون وفاه الرئيس عرفات ناتجه عن عمليه (تسميم ) تمت له باستخدام سم بطىء التاثير الامر الذى ادى الى وفاته ..

فقد اجرينا اتصالا بالسيد الدكتور اشرف الكردى.....و أكد لنا شكوكه .. و أكد انه تمت عمليه اقصاء متعمده له من التعامل مع الرئيس عرفات من ساعه قرار نقله الى باريس للعلاج و حتى اعلان وفاته على الرغم من المامه التام بالتاريخ المرضى للرئيس كونه طبيبه الخاص من ما يزيد على عشر سنوات ..

وعليه فان الامانه العامه لاتحاد الاطباء العرب قررت تشكيل لجنه للتحقيق فى اسباب الوفاه برئاسه الامين العام و عضويه السيد الدكتور اشرف الكردى وعدد من اطباء الوطن العربى الاكفاء.. واصدار بيان نهائى عن طبيعه الوفاه . والظروف التى صاحبتها.


وستبدأ اللجنه بالاطلاع على الملف المرضى للرئيس عرفات طوال فتره وجوده بالمستشفى العسكرى بضاحيه ( بيرسى) بباريس وتقارير الساده الاطباء الذي قرروا سفره الى باريس

والامانه العامه لاتحاد الاطباء العرب اذ تنعى الرئيس عرفات الى الامه العربيه والاسلاميه وتدعو الله ان يتقبله فى الشهداء والصالحين .. فانها تؤكد على ان اجراء هذا التحقيق انما يمليه الضمير الطبى و اعتبارات الامانه القوميه و المهنيه

الامين العام لاتحاد الاطباء العرب
د/عبد المنعم ابو الفتوح
---------------------------
الاستاذ ايمن عابد
:ترسل صوره موجهه الى
الامين العام للجامعه العربيه
السفاره الفرنسيه بالقاهره
السيد روحى فتوح الرئيس المؤقت للسلطه الوطنيه
النقابات و الجمعيات الطبيه العربيه المعتمده باتحاد الاطباء العرب
السيد سفير دوله فلسطين بالقاهره
الاتحادات المهنيه العربيه ( المحامين /الصحفيين/ الصيادله / المحاسبين
السفارات العربيه المعتمده بالقاهره
مكاتب الفضائيات العربيه بالقاهره
الصحف و ووكالات الانباء العربيه و الاجنبيه
المواقع الاعلاميه على شبكه الانترنت
كان هذا آخر ما صدر عن اتحاد الأطباء العرب!
• 19/11/2004 يعلن الوزير حسن أبو لبدة أن التقرير الطبي الكامل لياسر عرفات يعد وثيقة تاريخية للشعب الفلسطيني واعداً بإطلاع الشعب الفلسطيني على التفاصيل الكاملة لهذا التقرير حال تسلمه، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة!
• يوم 25/11/2004 قرر المجلس التشريعي وبناءاً على طلب عدد من نوابه منهم دلال سلامة، زياد أبو زياد، مروان كنفاني، حسن خريشة، عماد الفالوجي، يوسف الشنطي، كمال الشرافي، حمال الشاتي وغيرهم، قرر تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، على أن تنشر تقريرها خلال شهر وإلا يعتبر المجلس التشريعي مستقيل، مر شهر وسنة، ولم ينشر أي تقرير، ولم يستقل أي عضو!
• للخروج من هذا المأزق قررت السلطات الفرنسية تسليم ملف عرفات الطبي لقريب عرفات ناصر القدوة وهو ابن شقيقة عرفات، وهو ما احتجت عليه سهى عرفات بقوة وأوعزت لمحامييها فيليب بلانتاد وجان ماري بورغوربمقاومة مثل هذه المحاولة، لكن جهودها فشلت، وتسلم القدوة الملف بتاريخ 11/12/2004، والذي سلمه بدوره مباشرة لرئيس السلطة المؤقت روحي فتوح، والذي بدوره سلمه لوزير الصحة الفلسطيني في حينه جواد الطيبي الذي رأس لحنة طبية لتقصي الحقائق حول ظروف وفاة عرفات.
• بحسب ناصر القدوة فإن الملف الطبي لياسر عرفات يحتوي على 557 صفحة ويقع في جزأين الأول يغطي فترة علاجه في قسم الدم والثاني فترة علاجه في غرفة العناية المركزة بمستشفي بيرسي العسكري بباريس.
• 16/03/2005 أجاب وزير الصحة الفلسطيني ذهني الوحيدي على سؤال يتعلق بالتحقيق الجاري بشأن كشف الملابسات الحقيقية وراء "اسشهاد الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات"، فأوضح الوحيدي، أن ملف القضية مازال لدى الوزير السابق الدكتور جواد الطيبي، رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة الموضوع!
• يحضرنا هنا ما ذكره م.أسامة عليان على صفحات الحقائق يوم 17/09/2005 حول لجان التحقيق ليقول: "يقولون في دهاليز البيروقراطية والمؤسسات المائلة (إذا أردت أن تميت قضية، فشكل لها لجنة) ، هذا ما قامت به السلطة الفلسطينية بالضبط ، حيث إتضح بما لاشك فيه أنها ما كانت تقصد ما وعدت به ، بل كانت تقصد العكس تماماً ، فكيف يمكن أن تتشكل لجنة لدراسة هذه الملفات ولا يكون فيها الأطباء الخاصون وفي مقدمتهم الدكتور أشرف الكردي الذي كان الطبيب الخاص للرئيس عرفات من بين طاقمها؟ ، وكيف لا تقوم هذه اللجنة بأي إجتماع ولو واحد فقط يعقبه إيجاز صحفي يطلع الجمهور على المرحلة التي وصلت إليها؟ ، هذا لو وصلت!! ، ثم كيف لا تقوم هذه اللجنة بزيارة ولو واحدة إلى المستشفيات المختلفة بما فيها الفرنسية التي إستقبلت حالة الرئيس الراحل".
• طالب العديد من الشخصيات بإجراء تشريح طبي على جثة عرفات وعلى رأسهم الدكتور أشرف الكردي، وعزمي بشارة، ود.مصطفى البرغوثي، لكن كل هذه الدعوات ووجهت بالرفض المطلق غير المبرر، ومن أعلى المستويات حيث قال عبّاس " لا حاجة لذلك، فقد تم دفنه!!"، ورد عليه الدكتور الكردي "ليس الأمر حكراً عليك".
• هذا الرأي أيده ناصر القدوة يوم 04/06/2005 وفي رده على سؤال حول الموضوع قال: " هذا كلام الحقيقة غريب, أولاً: هناك موانع دينية واجتماعية واضحة في هذا المجال، خصوصاً مع شخصية بهذا الحجم و.. ثانياً وهو الأهم: طيب أخذنا قرار بالموافقة على ذلك أين يفعل ذلك؟ في الولايات المتحدة؟ يعني في محدودية سياسية في حقائق سياسية، من سيقول لك؟ من سيتحمل المسؤولية في العالم الخارجي لكي يقول لك: نعم أنا لدي الآن دليل على أنه هذا هو الواقع؟ كيف سيحدث هذا؟"
• في شهر سبتمبر/ أيلول 2005، صدر كتاب تحت عنوان: "الحرب السابعة"، يتناول الصراع ذي السنوات الخمس بين اسرائيل والفلسطينيين، يخصص الصحفيان آفي يششكروف (صوت اسرائيل) وعاموس هرئيل (هآرتس) فصلا لتحقيق مفصل في الاسابيع الأخيرة من حياة رئيس السلطة. انهما ينشران لاول مرة أهم ما في تقرير فريق الاطباء من المستشفى العسكري الفرنسي، بارسي، الذي عولج فيه عرفات في الاسبوعين الأخيرين من حياته، بعد أن حصلوا عليه من مسؤول فلسطيني رفيع المستوى!.
• بعد نشر هذا التقرير "إضطرت" السلطة الفلسطينية لنشر ولو شيء بسيط كتقرير من طرفها، وهو ما قام به أحمد قريع رئيس الوزراء في خطوة تستغفل العقول بتاريخ 12/10/2005، أي بعد عام كامل من سقوط عرفات الأخير، مختصراً مئات الصفحات من التقرير في 13 صفحة بما فيه رسالته وتعليقه الذي أنهاه بعبارة تبقي الأمور في مربعها الأول، (نص التقرير مرفق في نهاية البحث).

لم يقتصر الأمر على ذر الرماد في العيون من خلال تشكيل لجان لم تجتمع أو تصدر تقاريرها، بل في غالب الأحيان لم يكتب لها أن تجتمع، بل تعداه إلى الإنتقال للمرحلة الجديدة من تصفية عرفات، وهذه المرة بتصفية العرفاتية.



الإنقلاب على عرفات

حتى قبل أن يرحل عرفات عن الدنيا رسمياً بدأ الصراع على التركة، وطفت فضائح حكام المقاطعة الجدد على السطح، وبدأ المستور بالإنكشاف، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بدأ فصل جديد من القضاء على عرفات حتى في قبره، وهو محور هذا الجزء.

صراع الورثة




دون تسلسل معين أو تاريخي، وبنقاط سريعة نستعرض أهم مظاهر هذا الصراع:

• 07/11/2004 طالب برلمانيان فلسطينيان في المجلس التشريعي وهما عبد الجواد صالح وحسن خريشة اليوم بضرورة استجواب كل من محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك زوجة الرئيس السيدة سهى عرفات من جانب المجلس لتقصي مصير مبالغ مالية ضخمة تخص الشعب الفلسطيني، كان يديرها رشيد بمعرفة من عرفات وزوجته، وهي عبارة عن استثمارات في شركات عربية وعالمة وكذلك في العقارات، ونقلت صحيفة بريطانية معروفة اليوم تصريحات لعبد الجواد صالح الذي مثل محافظة رام الله والبيرة في المجلس التشريعي
• 07/11/2004: دحلان يعود إلى رام الله من باريس وهو لا يحمل أية معلومة عن وضع عرفات . و لكنه قادم من أجل إطلاع القيادة في رام الله على الدور الذي تقوم به سهى عرفات في إخفاء الحقائق من أجل تمرير مؤامرة تحاك في الخفاء – حسب وصف دحلان، و بحسب المصادر فإن دحلان قادم من أجل تنبيه القيادة في رام الله إلى ذلك لا أكثر . وبحسب دحلان فإن سهى زوجة عرفات ، كانت تسمح في اليومين الأولين لوصول الرئيس بدخول ناصر القدوة ورمزي خوري مدير مكتبه و يوسف عبد الله حارسه الشخصي عليه ، إلا أنه بعد يومين أخرجتهم من المستشفى و منعتهم من الدخول إلى غرفته حيث إنه من اليوم الثالث لدخول عرفات المستشفى في باريس و حتى الآن لم يدخل عليه سوى زوجته سهى التي تسيطر بالكامل على الوضع و لا أحد يعرف حقيقة ما آل إليه عرفات سواها. و مما سيبلغ به دحلان القيادة الفلسطينية في رام الله أن سهى عرفات و رمزي خوري مدير مكتب الرئيس و يوسف عبد الله رئيس مكتب حراسته ، و إلى جانبهم أبو اللطف يحيكون مؤامرة ضد أبي مازن ، حيث يعتبر أبو مازن و محمد دحلان و محمد الحوراني و قدورة فارس و إلى جانبهم مروان البرغوثي – حسب دحلان - في الجهة المقابلة
• 08/11/2004 وجهت سهى عرفات قرينة الرئيس الفلسطيني نداء للشعب الفلسطيني عبر الجزيرة وصفت فيه المسؤولين الفلسطينيين الذين يعتزمون التوجه إلى باريس اليوم بأنهم "حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيا".
• 08/11/2004 الطيب عبد الرحيم يقول للصحفيين ردا على تصريحات سهى "ان ما قيل على لسان السيدة سهى عرفات لا يمثل شعبنا ولو كان قد استمع السيد الرئيس لمثل هذه الكلمات لرفضها بالمطلق." واضاف "الرئيس عرفات ليس ملكا لعائلة صغيرة بل للشعب الفلسطيني والامة العربية جمعاء".
• 09/11/2004 محمد رشيد يقول تعليقاً على نداء سهى عرفات: "الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى إيفيتا فارون (عقيلة الدكتاتور الأرجنتيني، خوان فارون – س.هـ)، ولا إلى إيميلدا ماركوس (زوجة الحاكم الفلبيني، فرديناند ماركوس التي اشتهرت بالعدد الهائل من الأحذية التي امتلكتها – س. هـ). أنا لا أقارن بين هؤلاء النسوة، لكنه يجب الفهم أنه لا توجد لدينا أم أو ابنة أو زوجة قائد على شاكلتهن (فارون أو ماركوس – س.هـ). هناك فارق كبير بين زوجة نشأت إلى جانب زوجها، كليئه رابين (زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق رابين)، وبين من لم تفعل ذلك".
• 10/11/2004 تعيين محمود عبّاس في مناصب عرفات
• 15/11/2004 نشرت مجلة «فوكس» الالمانية تقريراً امس السبت قالت فيه ان جوانب الصفقة التي عقدتها سهى زوجة الرئيس عرفات مع القيادة الفلسطينية الحالية قرب فراش زوجها في مستشفى «يبرسي» بضاحية باريس قد بدأت تتكشف يوماً بعد يوم.وجاء في التقرير ان القيادة الفلسطينية كانت قبل سفر الرئيس ياسر عرفات الى باريس للمعالجة عرضت على زوجته سهى الطويل مبلغ مليوني دولار شرط ان تتنازل عن حقها في جميع الحسابات المصرفية الموجودة باسم زوجها التي تشمل عدة مئات من ملايين الدولارات، الاتفاق النهائي يقضي بمنح سهى مبلغ 20 مليون دولار اضافة الى 11 مليونا كانت حصلت عليها سابقاً ويضاف الى ذلك مبلغ 35 الف دولار شهرياً بدل نفقة.اما المفاوض من جانب سهى فكان الخبير المالي اللبناني بيير رزق الذي تصفه الصحافة الصهيونية بانه "الصديق القديم لسهى الطويل
• 17/11/2004 محمد رشيد يقول أن "المنظمة تعاني من أزمة مالية عميقة منذ عام 1990 عندما اندلعت حرب الخليج الأولى ونضبت الموارد المالية التي كانت تعتمد بالأساس على تبرعات الفلسطينيين المقيمين في الخليج فضلا عن مساعدات مالية أخرى من الدول العربية"، ويهاجم جاويد الغصين مسؤول الصندوق القومي الأسبق قائلاً: "من المفيد جدا أن يستجوب السيد جاويد الغصين بشأن هذه الأرقام -إذا كان بالفعل قد قال هذا الكلام- ليتحدث أمام القيادة الفلسطينية عن مكان هذه الثروات".
• 12/12/2004 القدومي يتهم محمد رشيد المستشار المالي لياسر عرفات بالاستيلاء على أموال فلسطينية وقال ان رشيد اعاد منها نحو 600 مليون دولار.


• ديسمبر 2004 الصراع يحتدم على خلافة عرفات بين عبّاس ومروان البرغوثي



قَتل عرفات في قبره

ما أن تم توزيع المناصب بين عبّاس وقريع وفتوح في الفترة الانتقالية، ومن بعدها انتخاب عبّاس في 09/01/2005 رئيساً للسلطة، حتى بدأت مرحلة القضاء على العرفاتية وتصفيتها من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات كان أهمها:

- روحي فتوح الرئيس المؤقت للسلطة يلغي مجموعة من القرارات التي سبق واتخذها عرفات حول منح أراضي في مناطق السلطة
- محمود عبّاس يقرر إحالة مجموعة كبيرة من العسكريين الموالين لعرفات للتقاعد
- محمود عبّاس يقرر عزل أكثر من 50 مستشار لعرفات
- محمود عبّاس ودحلان يشكلان ثنائي حاكم في المناطق الفلسطيني
- تصفية موسى عرفات في منزله في شهر سبتمبر/أيلول 2005-11-12
- إقامة ندوات وورش عمل حول مساويء العهد العرفاتي، كان أبرزها مؤتمر عقد في رام الله في شهر مارس/آذار 2005 لتقييم تجربة عشر سنوات من السلطة الفلسطينية، افتتحه أحمد قريع، وفي هذا المؤتمر وجه مسؤولون رسميون وآخرون تولوا مسؤوليات رسمية في السلطة الفلسطينية، نقدا غير مسبوق لياسر عرفات، وفي جلسة خصصت لبحث موضوع (مؤسسة الرئاسة) قدم الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، مداخلة تحدث فيها عن تجربته عرفات، وقيم (الظاهرة العرفاتية) معددا عدة أسباب لتفرد الرئيس عرفات، جعلته يتحكم بسلطات واسعة. وقال عبد الرحيم إن الكريزما التي تمتع فيها عرفات وحضوره الطاغي وعمله المستمر ودوره التاريخي، جعل منه ممسكا على قبضة الأمور بشكل واسع، فهو رئيس السلطة ورئيس فتح ومنظمة التحرير ومسؤول الأمن والداخلية والأعلام..الخ. وقال عبد الرحيم إن الرئيس الجديد أبو مازن يعتبر استمرارا للنظام القديم ولكن بشكل مختلف، وشكل انتخابه نوعا من التطور والانتقال من نظام (الأب) إلى نظام (الأخ). واضطر عبد الرحيم، بعد أن قدم مداخلته، إلى تقديم توضيحات بعد أن وجهت تساؤلات حول سر هذه الصحوة النقدية منه بعد وفاة عرفات، لنقد تجربته. وقال عبد الرحيم بأنه فكر كثيرا وتردد قبل أن يقرر عرض ورقته التي استغرق تحضيرها عدة أيام، لتكون كل كلمة في محلها، مشيرا إلى أنه كتبها لتقدّم لجمهور من النخبة للاستفادة من اقتراحاتهم لتطوير مؤسسة الرئاسة. وأبدى في توضيحه ما اعتبره تراجعا عن ما أبداه نقده للتجربة العرفاتية
- نبيل عمرو بدوره قالبأنه لم يكن هناك أي نظام أو تنظيم في مؤسسة الرئاسة، منتقدا وصف الظاهرة العرفاتية بأنها نظام الأب قائلا بأنه لا يوجد في دولة في العالم مثل هذا النظام، معلقا على المقارنة بين عرفات وديغول، بأن المقارنة أبدا لا تجوز وأن ديغول استقال بعد استطلاعات للرأي العام حول قضايا محددة. وانتقد قول الطيب عبد الرحيم إنه يكفي لعرفات تمسكه بالثوابت الوطنية، قائلا "لا يكفي أن نقول هكذا ونرضى عنه، لقد أخفقنا".
- جدير بالذكر أن الطيب عبد الرحيم الذي قرأ نعي عرفات متباكياً قدم استقالته بعد شهر فقط من منصبه ليقود حملة عبّاس الإنتخابية، وليظهر أمام شاشات التلفاز راقصاً متغنياً بفوز عبّاس.



- الطيب عبد الرحيم أيضاً كان قد روى رواية غريبة بتاريخ 04/06/2005 قال فيها: كان تاني يوم بده يطلع على فرنسا، آه، ضليتني سهران طول الليل جنبه، يعني ناموا معظمهم وأنا سهران، فالساعة ثلاثة وربع بقول لهم: الطيب بره؟ قالوا له: آه موجود.. ثلاثة وربع صباحاً، فنادوا لي إياه، فهو قال: يا طيب، بصوت واطي كده.. فدخلت عليه، قال لي: شايف، حموت خارج الوطن، آه حموت برّه البلاد، قلت: لا، يا سيادة الرئيس، قال لي: اسمع: في عندي ثلاث وصايا أنا في حلّ من إني أقولهم قدّام التلفزيون، بس الوصية الأولى اللي قال إياها، قال لي: أنا كان نفسي أندفن في القدس، ويعني أتمنى عليكم هذا المكان تفضَل قاعد فيه، هذا المكان أحد رموز صمود الشعب الفلسطيني، ما تهجرهوش، ما تطلعوش منه يعني، وتدفنوني فيه لغاية ما تنقلوني على القدس، قلت له: يا سيادة الرئيس إن شاء الله بترجع، وهاي شدة وبتزول، وما تفكّرش هذا التفكير، قال لي: اسمع اللي بقول إياه تسمعه، وقال لي الوصية الثانية والوصية الثالثة، شايف.. أنا شعرت.. هي ثلاث وصايا هو قال لي، بس هاي الوصية الأولى إنه يندفن في المقاطعة، وبعدين ننقله على القدس، الوصية الثانية والثالثة أنا في حلّ إني أقولها..داخلياً يعني، ودايماً تقرأ على قبري الفاتحة، وضحك قال لي: يعني عشان تبقى تفتكرني هنا، تبقى قدّامك ليل نهار،كان قبليها كان الأخ أبو مازن موجود والأخ أبو علاء فقال لهم: المقاطعة ديه أمانة في رقابكم، والطيب يبقى مسؤول عن المقاطعة، هيك قال لهم، هو أصرّ باب الطيارة كان بينه وبين الأخ أبو علاء أول ما نزل من السيارة، بينه وبين الأخ أبو علاء، فأصرّ على إنه يقبّلني فأنا مادد إيدي عشان بدي أسلّم عليه، فهو سحب يعني إيدي بدّو يبوسها، أنا شعرت بدّو يبوسها! أنا اللي بدي أبوس إيده، فأصرّ على ذلك، أبو علاء قال: يا أخي أعطيله إياها، وريّحه ومش عارف إيش.. فأنا يعني قبّلت إيده، وقبّل إيدي، وسامِحني.. طلع على باب الطيارة وشاور للناس أنا ساعتها شعرت إنه.. يعني.. سافر ومش راح.. الله يرحمه ويحسن إليه" ترى ماهي الوصايا، ولماذا أصر عرفات على تقبيل يديه؟ علماً [ان كتائب شهداء الأقصى كانت قد اتهمته شخصياً بدس السم لعرفات، وهو ما أشارت إليه الكاتبة لهيب عبد الخالق تخت عنوان "صراع الأجيال الفلسطينية على السلطة" قبل أشهر وأثار زوبعة وجدل في أوساط السلطة.
- لابد أيضاً هنا من ذكر أن وبحسب رواية صحيفة الديار اللبنانية بتاريخ 06/08/2004 أي بعد أسابيع قليلة من محاولة الإنقلاب التي قادها دحلان ضد عرفات، تلقى عرفات تحذيرا من مسؤول في احد اجهزة المخابرات في دولة صديقة بأن وزير الداخلية في عهد حكومة ابو مازن العقيد محمد دحلان يحيك مؤامرة تستهدف حياته، ابو عمار الذي كان يمشي في تلك اللحظة جيئة وذهابا ويداه خلف ظهره. وبعد ان استمع لدحلان عقب استدعائه كاتما غضبه نظر في عيني "المتآمر" وقال له اسمع يا دحلان: "قاتل ابيه لا يرث"



لم يحدث هذا الإنقلاب على العهد العرفاتي بين يوم وليلة بل بتخطيط ودعم مسبقين من سلطات الإحتلال ولتقوية وتثبيت شخصيات بعينها سبق وأن حاولت الإنقلاب على عرفات، وهذه بعض التحليلات التي كتبت حول الموضوع:

• صحيفة الأسبوع المصرية قالت: بحسب معلومات هامة حصلت عليها 'الأسبوع' فإن جهاز الموساد الإسرائيلي اعتبر أن محمود عباس 'أبو مازن' أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هو أفضل من يقود العمل الفلسطيني خلفا للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. وبحسب تقرير أعد في هذا الصدد فإن جهاز الموساد يدعو إلي فتح صفحة جديدة بالتفاوض مع أبو مازن حول خطة سلام مقترحة للسنوات الثلاث القادمة إضافة إلي مدي ما يمكن أن يتحقق من تكامل بين جوانب الأمن للطرفين.
وبحسب التقارير فإن إسرائيل سوف تكون معنية ببدء التفاوض مع القيادة الفلسطينية الجديدة وسوف تمنحها حرية الاختيار بين جانبين: أن تكون مرجعية التفاوض الأساسية مرتبطة بخطة خارطة الطريق، وفي هذه الحالة فإن القيادة الفلسطينية الجديدة عليها أن تقبل بالتعديلات الإسرائيلية التي سيتم إدخالها علي هذه الخطة.. أما البديل الثاني فيكمن في الاتفاق علي خطة جديدة تماما وأن يكون هدفها الرئيسي هو تحقيق السلام علي أرض الواقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتشير التقارير إلي أن إسرائيل سوف تتولي حماية القيادة الفلسطينية الجديدة إذا ثبت أنها قادرة علي أن تكون شريكا لإسرائيل في عملية السلام وسوف توفر لها كل الإمكانات والظروف المناسبة من أجل أن تحصل علي تأييد الشارع الفلسطيني وثقة الأطراف العربية والدولية.. أما إذا كانت القيادة الفلسطينية الجديدة علي غرار عرفات وداعمة للأعمال الإرهابية، أو أنشطة تمس الأمن الإسرائيلي.. فإن إسرائيل ستعمل بصفة عاجلة علي تصفية هذه القيادة الجديدة جسديا ولن تترك لها الاستمرار في الحكم مثل عرفات.. انطلاقا من مفهوم إسرائيلي يري أن كل يوم يمر علي قيادة فلسطينية جديدة متشددة تدعم الأعمال الإرهابية فإن هذا لن يكون في صالح الأمن الإسرائيلي الذي يعجز حتي الآن عن التخلص من عرفات.
وبحسب التقارير فإن هناك نقطة مهمة تتعلق بأن هناك حدودا دنيا تعبر من خلالها القيادة الفلسطينية الجديدة عن مدي رغبتها في التعاون مع أو ضد إسرائيل وهي أن المطلب الأول لهذه القيادة الجديدة هو حل كل التشكيلات العسكرية الفلسطينية واعتبارها خروجا علي نطاق العمل القانوني الفلسطيني والدولي، وأن إسرائيل ستشارك هذه القيادة أمنيا وعسكريا في تصفية هذه التشكيلات العسكرية الفلسطينية.
وفي ضوء ذلك سوف تضع إسرائيل قائمة بالالتزامات لأي قيادة فلسطينية جديدة تم صياغتها حاليا حيث سيتم عرض هذه القائمة علي القيادة الفلسطينية ليتم الطلب إليها بالموافقة عليها أولا.. ثم يوضع جدول زمني لتنفيذها.. فإذا ما تمت الاستجابة لهذين المطلبين فإن إسرائيل سوف تتعاون مع هذه القيادة الجديدة.
وبحسب التوجه الإسرائيلي فإن إسرائيل سوف تتحفظ علي بعض الشخصيات الفلسطينية التي شاركت عرفات في دعم ما وصفته بالعمليات 'الإرهابية' وتعترض علي قيامها بأي دور في الحكومة الفلسطينية لكونها أدت دورا داعما للأنشطة الإرهابية، وأن هذه الشخصيات عليها أن تكون بعيدة عن العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة القادمة وأن قيادة فلسطينية جديدة يجب أن تعتقد بأهمية ذلك خاصة أن إسرائيل سوف تشجع بعض الفلسطينيين المعتدلين الذين مازالوا يعيشون في الخارج ويرفضون العودة حتي الآن علي أن يكون لهم دور في العملية السلمية الفلسطينية ¬ الإسرائيلية، وأن هؤلاء الفلسطينيين المعتدلين أبدوا رأيهم قبل ذلك وهم علي اتصال بإسرائيل وبعض الشخصيات الفلسطينية ويفكرون بطريقة واقعية ومنطقية في تحقيق الأمن والسلام لكل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية
• أرنون رغيلور من هآرتس يقول: ان محمد دحلان يعتبر زعيما كريزماتيا محبوبا جدا في الشارع. وهو مدعوم من مصر، الولايات المتحدة واسرائيل، التي قررت حتى غض النظر عن بعض العمليات التي خطط لها في بداية الانتفاضة. وكان دحلان على مدى ثماني سنوات مستشار شؤون الامن لعرفات، وراكم مئات ساعات اللقاء مع كبار الجهاز الامني في اسرائيل. وهو "الرجل القوي" لغزة، ولكن قوته محدودة في الضفة الغربية. دحلان، ابن الجيل الشاب بعد ابو مازن وابو علاء، يرى نفسه مرشحا لوراثة عرفات، ولكن في اسرائيل لا يستبعدون امكانية ان يدعم في المرحلة الاولى ابو مازن كي يبني نفسه ليكون زعيما فيما بعد
• حظي دحلان باهتمام خاص في مستشفى بيرسي الباريسي، حيث تقول التقارير: بالرغم من الانقطاع عن المستشفى، تابع دحلان الحصول على تقارير دائمة من الاستخبارات الفرنسية عن وضع الرئيس. في الثالث من تشرين الثاني هاتفه أحد ضباط الاستخبارات وقال له ان عرفات في وضع حرج و"الحديث عن مسألة ساعات". قرر دحلان العمل. خرج الى المستشفى ولقي سهى، لكنها رفضت في هذه المرة ايضا أن تُمكنه من زيارة قائده ورفضت اقتراحه أن يستدعي الى باريس أبا مازن وأبا علاء. عاد دحلان الى رام الله ليُحدث الوريث أبا مازن بالوضع!
• مع التحفظ على الكاتب إلا أن ما كتبه جاكي خوجة مراسل صحيفة معاريف للشؤون العربية بتاريخ 31/10/2004 يعبر عما جرى أثناء مرض عرفات من قبل المحيطين به، وعن التحضير "الإسرائيلي" للثنائي القادم، حيث يقول: الواحد تلو الاخر حج اليه - مثل التلاميذ الذين يريدون مشورة أخيرة - خصوم الرئيس حتى وقت قصير مضى. محمد دحلان الذي اتهم من الرئيس بالخيانة إذ تجرأ على العمل في سبيل مستقبل أفضل للفلسطينيين، انضم اليه في الطائرة الى عمان. سهى التي تذكرت بان لها زوج، واستبدلت ارصفة باريس بأزقة رام الله. ابو مازن الذي أمس فقط بعث عرفات اليه بالمبعوثين بتهديده بالقتل، وقف في لقاء عاجل في المقاطعة، واتفق مع الرئيس على ادارة السلطة في غيابه. وحتى اسرائيل ابتسمت للحظة للختيار بالبيجامة الزرقاء، فسمحت له بالخروج الى حيثما يريد. سمحت؟ صلّت ان يخرج. لا تسمحوا للامر ان يخدعكم: عرفات لم يجند للبلماخ. ودحلان لم يحلم طوال حياته ان يكون الى جانب الرئيس في لحظاته الاخيرة. وأبو مازن لم يسارع الى المصالحة خشية أن يقولوا انه كنّ العداء لابو عمار بعد وقوعه في الشر. وسهى لم تصل قلقا على صحته، ففي سنوات الانتفاضة الاربع كانت لها فرص كثيرة لان تأتي للزيارة. ما رأيناه يوم الجمعة على خط رام الله - عمان - باريس كان انفجار للمصالح، فرض على الجميع كالشيطان. منذ اتضحت خطورة وضع عرفات، بدأت تهب في المقاطعة رياح الفوضى. ولهذا السبب فقد احتشد الجميع، "كتفا بكتف" كما قال ابو مازن أمس، وقاموا بالمسرحية اللازمة. وكان الهدف هو بث وحدة وطنية، ولكن أيضا لتلقي بعض عدوى شرعية عرفات. ليس صدفة أن دحلان وابو مازن شريكان في هذه العصبة. فهما المرشحان الاكثر احتمالية لوراثة السلطة. ومباركته ضرورية لهما، لا لعنته.
• هذا الدعم كان من خلال سيناريو كامل أعدته سلطات الإحتلال للسيطرة علي الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في مرحلة ما بعد عرفات ، شريطة تعاون من يرتضي التنفيذ، وهذا السيناريو ينص على:

1. أن تسيطر إسرائيل علي كل الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن يتم تنفيذ عدد من العمليات السريعة والعاجلة للقضاء علي قادة المقاومة الفلسطينية وخاصة القيادات الإسلامية.
2. قيام الطائرات الإسرائيلية بتدمير أحياء ومناطق فلسطينية بعينها باعتبار أن هذه الأحياء والمناطق هي الأكثر قدرة علي تفريخ سلسلة كبيرة ممن وصفتهم 'بالإرهابيين'.
3. أن غياب عرفات لن يؤثر علي خطط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو خطة شارون بالسلام.
4. أن إسرائيل لا تعاني من عمليات إرهابية كبري في داخل المناطق الإسرائيلية 'وفق تقرير الموساد الإسرائيلي' لأن الفلسطينيين في هذه المرحلة سيكونون معنيين بالاقتتال الداخلي من أجل الوصول إلي السلطة، وأن الظاهرة الأبسط خطورة هي أن الجماعات الدينية ستحاول ملء الفراغ في الشارع الفلسطيني من أجل أن تفوز بالنصيب الأكبر في السلطة، وأن علي إسرائيل في هذه الحالة أن تتدخل بحسم وبصفة نهائية من أجل إبعاد أي تيار ديني عن الوصول للسلطة
5. أن إسرائيل ستكون عليها مسئولية أساسية ومهمة في تشجيع ظهور قيادة فلسطينية بديلة يمكن التعامل معها في المرحلة القادمة وأن هذه القيادة هي التي ستقود المفاوضات مع إسرائيل في المرحلة القادمة وأن هذه المفاوضات سيتم تقسيمها بعد رحيل عرفات إلي أطر زمنية:¬

السنة الأولي: تتعلق بشكل العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ضوء الانسحاب الإسرائيلي من غزة وبعض أجزاء من الضفة الغربية.

السنة الثانية: تتعلق بجوانب العلاقات الأمنية وعلاقات الحكم الذاتي الفلسطينية.

السنة الثالثة: تتضمن توقيع اتفاق السلام النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وينصح تقرير من الموساد بأن هذه القيادة يجب أن تحظي بدعم الأمريكيين والإسرائيليين وكل القوي الدولية والإقليمية، حتي وإن كانت هذه القيادة محل رفض من الشارع الفلسطيني الذي قد يتخذ بعض الشعارات لاختيار قيادة فلسطينية متشددة.
• في يوم 09/11/2004 وجهت تقارير سياسية أوروبية سرية، نشرت في أكثر من صحيفة، أصابع اتهام ضد عناصر فلسطينية وزعمت تورطها في تنفيذ الرغبة الإسرائيلية لإنهاء حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن ثم بدء مرحلة سياسية جديدة من التفاهم والتفاوض مع إسرائيل في غيابه. حتى تكون هذه المرحلة أكثر فائدة ونفعا للفلسطينيين، وذلك بسبب استمرار رفض إسرائيل التعامل أو التفاوض مع عرفات. وزعمت التقارير أن اتهامات متبادلة أثيرت خلال الساعات الأخيرة بين عناصر فلسطينية داخليا ولم يجرؤ أحد على الإعلان عنها رسميا، حيث كانت هذه العناصر محل ثقة عرفات، وعلى اتصال ووجود تام معه خلال فترة حصاره في المقر الدائم في رام الله. وأن هناك شكوكاً متبادلة بين الفلسطينين نظرا لأن الجانب الفلسطيني مسؤول مسؤولية تامة عما كان يصل إلى مقر عرفات من أدوية وطعام، لا يمكن أن تصل إليها أيد إسرائيلية بصورة مباشرة لتدس فيها السم. وتزعم التقارير أن رغبه العناصر المتورطة في إنهاء حياة عرفات لا تتعلق بصورة كبيرة بمطامع سياسية لتحل هذه العناصر محل ياسر عرفات في السلطة أو تحصل على منصب كبير في مرحلة ما بعد عرفات، بل إن التواطؤ لإتمام هذه المؤامرة استند على ضرورة بدء مرحلة جديدة في التفاوض مع إسرائيل وإنهاء الجمود الذي طال في التفاوض وإيجاد حل، خاصة مع إمعان إسرائيل في تحركاتها العسكرية وتوجيه ضربات للمدن الفلسطينية.
• بل أن الأمر يعود لسنوات مضت حيث كتب ديفد هيرست مراسل الغارديان البريطانية في الشرق الأوسط في العام ١٩٩٦ ان اوساطا محيطة بالرئيس الراحل ياسر عرفات تخشى من ان اسرائيل تسعى لتحويل ولاء القوى الامنية الفلسطينية ضده. وينقل هيرست عن أحد المسؤولين: "بعض قادة هذه الاجهزة يرتبط باسرائيل على الأقل قدر ارتباطه بعرفات. يوما ما؛ سيأتي وقت يقرر فيه الاسرائيليون ان عرفات كثير الجدل قد أدى دوره واستنفذ غرضه."ويتابع هذا المسؤول:"الاسرائيليون يدفعون بمحمود عباس - احد مفاوضي اوسلو السريين - لأخذ مكان عرفات وهم يعتمدون على محمد دحلان ليقود الانقلاب."، هذا في عام 1996، وتم التنفيذ عام 2004!!
• هذا أيضاً أكده الكاتب عبد الباري عطوان الذي كتب في ذكرى رحيل عرفات الأولى تحت عنوان: "ياسر عرفات الذي عرفت" قائلاً: "واكشف سراً آخر، وهو انه ادرك ان طلبات الإصلاح الأمني التي حملها اليه اللواء عمر سليمان رئيس هيئة المخابرات المصرية العامة، هي بداية النهاية بالنسبة اليه، وطلب من احد مساعديه ان يتصل بي هاتفياً، ويبلغني أن هناك ثلاثة سيناريوهات حملها اليه المبعوث المصري.
• الأول اسرائيلي يريد قتله، والثاني امريكي يقترح ابعاده، والثالث مصري يريد انقاذه شريطة تنفيذ "الإصلاحات" أي دمج الاجهزة الأمنية، وفصل تسعين من قادتها، والتخلي عن جميع صلاحياته الأمنية والسياسية لرئيس الوزراء، وإلا فان الحماية المصرية سترفع عنه"، وهو ما حدث تماماً.
• يقول الكاتب نضال حمد في مقال يحمل عنوان: "حملة لتصفية العرفاتية في السلطة الفلسطينية": القضاء على العرفاتية اعتبر منذ البداية مطلبا أمريكيا وإسرائيليا منسجماً مع التوجه العباسي الدحلاني، وذلك حرصا من ورثة عرفات على تعزيز مكانة التحالف العباسي الدحلاني في السلطة الفلسطينية على حساب جماعة عرفات والآخرين الذين قد يحسموا أمرهم مع القدومي. لكن لا بد هنا من التذكير بأن الكثيرين من مساعدي عرفات وأعوانه المقربين أعلنوا ولائهم للملك الجديد بعد موت ملكهم القديم، وخذوا مثالا على ذلك رمزي الخوري ونبيل ابو ردينة ...
رغم أن الذين يأخذون قرارات الإقالة والتسريح لقادة الأجهزة الأمنية ليسوا أفضل حالا من المقالين والمسرحين، وأن معظمهم من الطرفين أو المعسكرين المتناحرين هذه الأيام،كانوا في عهد ياسر عرفات قد نهبوا وسلبوا وخربوا في فلسطين وخارجها،طبعا مع استثناءات قليلة ومعروفة لناس شرفاء مع أنهم قلّة قليلة.. فان صراع اليوم يدور بينهما على خلفية الهيمنة والسيطرة، خاصة أن مدرسة الفساد والخراب التي أنجبتهم وربتهم وصنعت منهم جنرالات ووزراء وقادة هي نفس المدرسة التي اغتالت ناجي العلي وحنا مقبل والغفور وغيرهم من مناضلي شعب فلسطين وهي بالمناسبة نفس المدرسة التي انجبت دحلان والرجوب وعباس. وهذه المدرسة خربت وفسدت وأجرمت بحق الوطن والمواطن،مدرسة جاءت بأمثال أبو الزعيم وأبو الطيب ال17 والحاج إسماعيل جبر (كان قائدا للقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية ولحركة فتح في جنوب لبنان وفر من المواجهة مع الصهاينة من مدينة صيدا سنة 1982، وأول من دخل عائدا عبر اوسلو إلى مدينة أريحا مع عناصر من شرطة سلطة غزة وأريحا) وعتاريس أجهزة الأمن والاستخبارات في غزة والضفة.. مدرسة فساد وخراب واحدة، أنتجت مجموعات ورموز من اللصوص والجنرالات وقادة المصادفة الذين لم يقدموا لفلسطين سوى الخراب وسواد الوجه..
لا يمكننا القول سوى أن الحملة التي بدأت بإقالة الجنرالات والضباط ليست سوى تحقيقاً لمطالب أمريكية إسرائيلية لطالما رفضها الرئيس الراحل ياسر عرفات. ونحن رغم عدم التقائنا مع نهج الرئيس الفلسطيني الراحل وتربيته للفاسدين واحتضانهم وحمايتهم، إلا أننا لا نلتقي أيضا مع مدرسة محمود عباس للمتآمرين والمنتفعين والمستسلمين، مدرسة اللصوص وأصحاب الشركات والاختلاس والتجارة بالوطن والمواطن بحماية إسرائيلية أمريكية.
• أخيراً يقول الكاتب عدلي صادق تحت عنوان "ضرورة التحقيق علي كل الخطوط: أبو عمار بعد عام علي السُم"، بتاريخ 17/10/2005: "أعلن منذ الآن، أن في حوزتي وثائق تفيد التحقيق علي الخط المالي والإداري. فقد كانت هناك تحويلات مالية، نوّهت لها سريعا في أحد المقالات قبل مرض أبي عمار، وكنت أتحسس خطورتها وأعرف أنها من إرهاصات التصفية، وهي ذات دلالات من شقين: الأول هو التحويل من حسابات للمنظمة في الخارج، بمعدل حوالة كل أسبوع، وهناك أهمية ذات مغزي بعيد، لعناوين التحويل، والثاني هو التجرؤ علي تزوير توقيع الرئيس الشهيد، دونما خوف من الانكشاف، كأن من اقترف التزوير والتحويل وضخ المال، كان متأكدا بأن الرجل قد أصبح في عداد الأموات، حتي قبل أن يتناول طعامه المسموم، مساء يوم 12 تشرين الأول"، ومن هنا أوجه له النداء اكشف ما لديك وافضح المتآمر أو المتآمرون، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.



إني أتهم

لم يعد هناك شك بعد كل تلك الحقائق أن ياسر عرفات قُتل، بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل من كانوا حوله، وفي أفضل الظروف هم مشاركون بالجريمة بمنع العلاج وتأخيره وتعطيله، والتكتم عن الحقيقة، والكذب المفضوح، والتلفيق والتضارب في الروايات، وتعطيل لجان التحقيق بعد تشكيلها لذر الرماد في العيون، وعقد الصفقات المشبوهة، والإنقلاب على سيدهم الذي طالما تغنوا برمزيته وزعامته، بل وبلعن عهده وعصره.

من تآمر لقتل عرفات وضع السيناريو لما بعده، ومن خطط لمرحلة ما بعد عرفات ومنذ سنوات هو من تورط في تصفيته، سياسياً قبل أن يكون جسدياً، ومن خان مرة يهون عليه أن يخون مرات، وكل من كان حوله متهماً حتى تظهر الحقيقة، ولا شيء أقل من الحقيقة.

الرهان على النسيان لإبقاء الأمر طي الكتمان لن يفلح، وتجاهل الموضوع سيثير المزيد من الشكوك، وأصابع الإتهام ستطال الكثيرين الجدد، وكما قال م. أسامة عليان: إن من يتحمل هذه المسؤولية هو السلطة الفلسطينية أولاً وأخيراً والمسؤولون فيها ، فإذا لم يكن لأي منهم دور في التسميم الأول ، فهم شركاء في الجرائم التالية واحدة واحدة دون شك في ذلك ، مع إضافة بسيطة مفادها أنهم قدموا مكافأة عظيمة لقتلة الإغتيال الأول.

يقول بسام أبو شاويش: ليبق ملف ياسر عرفات مفتوحاً ، ولتحرص كل الجهات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية على متابعة هذا الملف ، ولتذهب كل الاعتبارات السياسية إلى الجحيم ، وإلا فان أصابع الاتهام ستطال الجميع ، فهل تبدأ السلطة الوطنية بقياداتها الجديدة والقديمة بالتحرك الفوري جدياً بهدف الوصول إلى الحقيقة أم انهم سيعتبرون القضية منتهية وحينها فإن سهام الاتهام ستنطلق في كل الاتجاهات وستطال الجميع ولن يكون هناك أحد بمنأى عن الاتهام.

حكام المقاطعة الجدد، وكل رموز السلطة هم في قفص الإتهام، والإتهامات والدلائل ضدهم قوية، ولن ينقذهم سوى فتح تحقيق حقيقي وجدي ورسمي، والأهم محايد، وبمشاركة من يوثق بأخلاقهم وضمائرهم، وللتحقيق على كل المسارات السياسية والجنائية والمالية، وحتى الإنسانية.

إن من ينظر إلى صور عرفات خلال السنوات الأخيرة والمرفقة مع هذا البحث، لا يستطيع إلا أن يقف وقفة حساب ومراجعة، فهاهو الرجل الذي كان يحكم ويرسم، ويمسك بزمام الأمور بقيضة من حديد يضعف وتخور قواه، ويرحل عن الدنيا دون أن ينصفه رفاق الأمس، حكّام اليوم، ليدفنوه ويدفنوا سرّه معه، فهل يتعظ هؤلاء من التاريخ، أم أنهم أمنوا مكر الله؟ لينظروا في الصور ويقرروا، فدوام الحال من المحال، وكلنا إلى زوال.

أخيراً، هذا نداء لكل مخلص شريف، سواء اتفق مع عرفات أو اختلف، كان معه أو عليه، أحبه أم لم يحبه، أن يطالب بإنصاف التاريخ والحق والعدل، ومعاقبة الجاني أو الجناة، وأن لا نكتفي بكتابة البكائيات والمرثيات، وهو ما لمسناه خلال الأسبوع المنصرم، حيث كثرت الكلام والتأبين دون الدخول في لب القضية الجريمة، ولنتذكر جميعاً نظرات الخوف والتوسل في عيون عرفات المغدور وهو يُدفع داخل الطائرة، كمن يستنجد بشعبه ممن حوله، هذه النظرات الحائرة التائهة التي كانت آخر عهد الناس به، وآخر عهده بالناس.



الوفاء ليس بالأشعار والرثاء، ولا بالدموع والبكاء، ولا بأضرحة الأولياء، كما يحاول حكام المقاطعة الجدد الإيحاء، بل بكشف المستور، وإحقاق الحق، ومعاقبة المسؤولين المتورطين في جريمة إغتيال ياسر عرفات، وما دون ذلك هو الرياء!

رفعت الأقلام وجفّت الصحف، أفضى عرفات إلى ما قدّم، رحمه الله ورحم أمواتنا جميعاً، وغفر له ولنا.



د.إبراهيم حمّامي
نوفمبر/تشرين الثاني 2005


تقرير قريع المختزل المختصر: من 557 إلى 13 صفحة!!

المختار السعيدي أبو ياسر
18/07/2009, 08:03 PM
شكرا لعلماء الأزهر على غيرتهم على القضية الفلسطينية ...أرجو أن يتحدوا لإصدار فتوى من يحاصر الفلسطينيين عبر معبر رفح ..و أهل مكة أدرى بشعابها ...

السعيد ابراهيم الفقي
18/07/2009, 09:29 PM
شكرا لعلماء الأزهر على غيرتهم على القضية الفلسطينية ...أرجو أن يتحدوا لإصدار فتوى من يحاصر الفلسطينيين عبر معبر رفح ..و أهل مكة أدرى بشعابها ...
=======
حصل ياأخي
من زمن
واكثر
واكثر
واكثر
وهذه الفتوى
حلقة من سلسلة
====
هم الرجال
هم العلماء