المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب العربي.... براعم التغيير والتحدي والصمود



نعمان عبد الغني
19/07/2009, 11:56 AM
الشباب العربي.... براعم التغيير والتحدي والصمود
بقلم الأستاذ: نعمان عبد الغني
من الطبيعي أن حياة الإنسانية, هي حياة تحفها مشاكل واختبارات...لكن من المؤسف أن تكون هده المشاكل عائقا لأحلام عاشها شخص منذ مدة طويلة, ولم يتصور يوما ما, أن يكتشف أحلامه وطموحاته هذه كانت عبارة عن سحابة عابرة ووهم مزيف كان يعشه في عالمه الخيالي.
المجتمع والمحيط الذي نعيشه قد فعل فينا ما يشاء في دواتنا وطموحاتنا و أحلامنا....
للأسف الشديد لا زالت الكثير من الحكومات العربية تقيد في توجهاتها السياسية حريات الشباب.. ويفرض الجيل القديم وصايته على جيل الشباب بدعوى أنهم أصحاب خبرات وأصحاب الأيادي البيضاء في بناء الوطن..وأن جيل الشباب الحالي لا يملك الخبرة اللازمة لعملية التنمية الشاملة.
فالحرية لها تأثيرها السحري على عقل الإنسان وهي التي تعمل كمحفز لإطلاق مهارات الشباب وقدراته الإبداعية .. ويحب أن تنبع في الأصل من الأسرة عن طريق منح الأهل الحرية لأطفالهم وعدم قمعهم حتى ينشأ جيل واثق من نفسه ومن قدراته ولا يسمح لأحد بقمعه مستقبلا سواء على المستوى المهني أو على المستوى السياسي .. فلا بد من إعطاء الشباب قدرا من الثقة والحرية، فقد أظهرت التجارب الإنسانية القديمة والحديثة أن كل جيل قادر على إفراز قياداته وكفاءاته.
يطالب الشباب اليوم بالتحدي والتصدي لعدو أراد أن يسيطر على أحلامه بداية من احتلال أرضه إلى التحكم بفكره وقراراته وتغيير مسار أفكاره يهرب الشباب من واقعه ويتجه نحو ما يخفف عنه عبء الفشل والواقع وخاصة الأزمة المالية السيئة فيكتسب السلوك السلبي كالمخدرات والمسكرات بشخصيته المضطربة المفككة التي تستقبل كل ما يظنه جديداً وعصرياً وهي نافذة لتلقي القيم الأجنبية ما يجعل الشباب في حالة تذبذب ويضفي على الشخصية نوعاً من سوء التكيف والتوافق فيحاول التكيف مع واقعه بطرائق جديدة.
أمور أخرى مطروحة كأن ينشأ الشباب في عالم يفتقر إلى الأمن واستسلامه يقتل روح المبادرة والعمل لديه ويشعر بانعدام الثقة والأمن معا كما يشعر بانهيار أحلامه لأنه غير قادر على التنظيم والتخطيط ولم ينشأ في وسط واع ولا يستطيع السيطرة على المصير. يخسر الكثير من الشباب وقتهم غير المثمر باللعب أو الهرج والمرح والتسلية لأنه لا يملك الدافع المعنوي والمادي لتأهيل نفسه وتوظيف إمكاناته الدراسية لصقلها بالعمل فهو يواجه الصدمة أول الأمر بعاطفته القوية وسط أقرانه ومن ثم سعيه الحثيث نحو العلم والمعرفة وهذا الفراغ والانسياق وراء العاطفة يعزز التوجه نحو إشباع رغباته ويبحث عمّا يحرك أحاسيسه ويستجيب لشهواته.
و تعتبر مرحلة الشباب من أهم مراحل حياة الإنسان، فخلالها يكتسب الفرد مهاراته الإنسانية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية اللازمة لتدبير شؤون حياته، وتنظيم علاقته بالآخرين.
وكون مرحلة الشباب بطبيعتها مرحلة تغير بيولوجي ونفسي ومجتمعي، يجعلها في حالة اتساق مع التغيرات في الثقافة الناتجة عن التطور المادي للمجتمع.
وبذلك تكون مرحلة الشباب هي الأرض الخصبة التي تتفتح فيها براعم التغيير وتنفتح من خلالها نوافذ التجديد والتطور على المجتمع.
وقد استشعر العالم أهمية الشباب والطلبة بعد ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968، والتي امتدت لتشمل معظم الدول الأوروبية، وأحدثت تغييرات فكرية وهيكلية كبيرة في المجتمع الرأسمالي جعلته يعيد النظر في الكثير من مفاهيمه وقيمه ويعمل على إعادة صياغتها.
وفي بلدان العالم النامي شكل الشباب الطليعة الثورية في حركات التحرر الوطني التي قادت بلدانها إلى التحرر من الاستعمار، وهم الطليعة الواعية والمتعلمة التي تناضل لبناء مجتمع ديمقراطي متحرر من التبعية والتخلف والفقر، تسوده مبادئ وقيم العدالة الاجتماعية.
أهمية الشباب في المجتمع العربي.
المجتمع العربي كان على الدوام عرضة لتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي يعيشها، وهذه التغيرات كانت تعبر عن ذاتها مجتمعياً بثورات وانتفاضات...الخ) وبروز اتجاهات فكرية وسياسية مختلفة بين فترة وأخرى.
وخلال كل مرحلة من تاريخ هذا الشعب كان التغيير يبدأ دوماً من بين صفوف الشباب ، فكانت كل الثورات والانتفاضات ومفاصل التحول الرئيسية في النضال العربي وقودها ومفجرها الشباب، ليكون رمزاً للنضال من أجل الحرية في العالم، ورأس الحربة في وجه المشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
يعتبر المجتمع العربي مجتمع فتي، حيث يشكل الأطفال واليافعين والشباب معظم أفراد المجتمع، ورغم عدم توفر رقم دقيق يبين نسبة من هم في سن الشباب -وذلك لعدم الاتفاق على تعيين سن محدد للشباب- إلا أنهم وفق بعض التقديرات يتمثلون بحوالي نصف المجتمع، ومطالبتنا بأن يكون للشباب دور في صنع القرار السياسي لا ترتبط فقط بنسبتهم العددية إلى المجتمع؛ بل هنالك عوامل أخرى أهم وأكثر جوهرية:
-1- فالشباب هم معظم قوى العمل والإنتاج في المجتمع.
-2- الشباب هم الأكثر تعليماً وانفتاحاً على تجارب الشعوب الأخرى.
-3- الشباب هم الأقدر على التعاطي مع العصر ومكوناته.
-4- الشباب هم الأخير بمخرجات التكنولوجية الحديثة.
5- -يمتلك الشباب الإقدام والجرأة لاختبار أساليب ووسائل جديدة للتعامل مع المشكلات التي تواجههم.
6- -لا تنقصهم الحماسة والاندفاع نحو التغيير والانعتاق من الماضي وقيوده.
كل هذه المؤشرات تدلل على أهمية وحيوية أن تمارس هذه الفئة دوراً أساسياً في صنع القرار في المجتمع، وضرورة تمكينها بالعلم والثقافة والمعرفة لتكون مصدراً للتغيير الذي يقود إلى التحرر من الاحتلال، ويفتح آفاق التنمية أمام مجتمعنا.
فأي مجتمع يغلق الأبواب في وجه الشباب ويحد من مشاركتهم في صنع القرار يحكم على نفسه بالجمود والركود والتخلف.
يعتبر الشباب العربي شباباً مسيَساً بالقياس إلى نظرائه في باقي البلدان الأجنبية، ومرد ذلك بالطبع يعود إلى قسوة الظروف التي عايشها الشعب العربي منذ بدء الصراع العربي الصهيوني والظلم البين الذي كابده، فكونت هذه الظروف ونمت وعي الشباب الفلسطيني بقضيته ودفعته بحماسة وإصرار الشباب في العراق للانخراط في العمل الوطني النضالي دفاعاً عن قضية شعبه وحقوقه المشروعة. ولم تكن مشاركة الشباب عشوائية، بل كانت منظمة بشكل رئيسي من خلال الحركة الطلابية والأحزاب السياسية.