المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبذ الدولار ضرورة عالمية ملحة



غازي ابوفرحة
20/07/2009, 12:47 PM
نبذ الدولار ضرورة عالمية ملحة
بقلم: غازي أبو فرحة
إن نبذ الدولار هو الضرورة العالمية القصوى الملحة لحل أو لتخفيف ما يسمى بالأزمة المالية العالمية والتي نجمت عن الأزمة الأمريكية الناتجة عن شيخوخة الجيل الطفيلي الأمريكي ، كما أن العزلة هي الحل الوحيد للأزمة الأمريكية لأنها تطبق عليها نظرية القائد المسلم طارق بن زياد " العدو أمامكم والبحر من ورائكم " فتدفعهم للعمل والإنتاج والخروج من أزمتهم ، وكان الأمريكيون قد طبقوها في انهيار عام 1929 فيما سمي بالكساد العظيم
The Great Depression وحققوا نتائج طيبة بالخروج من الأزمة في سبع سنوات .
إن الدولار هو العملة السائدة على جميع عملات العالم باستثناء الذهب الذي كان وما زال وسيبقى العملة السائدة للبشرية على مر العصور وهو الوعاء الادخاري الأسلم لبني البشر خصوصا عند الأزمات المالية لكن الدولار أصبح حملا ثقيلا على البشرية بل مؤذيا ومخسرا لدول وشعوب العالم الشرقي والغربي بلا استثناء.
إن أمريكا وهي تتعامل مع أزمتها أزمة الجيل الطفيلي تنتهج الطريق المعاكس ، فبدلا من أن تفرض على نفسها العزلة وتدفع الأمريكيين للعمل والإنتاج وتخرجهم من مستنقع التطفل الغارقين فيه تقوم أمريكا بالتمويل بالعجز أي طباعة العملة ( الدولار) لتقديم خدمات للمجتمع الأمريكي ليس لها مقابل إنتاجي ، فعندما تطبع أمريكا الدولارات فإنها تستهلك مدخرات دول وشعوب العالم كافة لا فرق بين معدمي الهند والصين وبطراني أوروبا ؛ سوف تظل أمريكا تستهلك مدخراتهم إلى أن تنفذ في مدة حوالي 5 سنوات وعندها سوف تنهار أمريكا ويصفر الدولار وتنهار معها دول العالم كافة .
ولكن إذا نبذت دول العالم الدولار ورجعت للذهب لتقييم السلع والخدمات فإنها تحافظ على مدخراتها التي تستنزفها أمريكا يوميا بطباعة الدولار .
إن نبذ الدولار يعجّل بانهيار أمريكا ويجعلها تواجه أزمتها بنفسها لا أن تصدرها لدول العالم.
إن انهيار أمريكا حقيقة واقعة لا محالة بفعل تعاقب الأجيال وكون أمريكا في نهاية الجيل الطفيلي الثالث الذي لا بد أن ينهار كما انهار الجيل الطفيلي الثاني عام 1929 بالكساد العظيم والجيل الطفيلي الأول عام 1865 انهار بالحرب الأهلية .
إن الذي يكذب انهيار أمريكا هو كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمل كي لا ترى الصيادين وهم يطبقون الطوق عليها لصيدها.
إن كثيرا من التقارير التي تصدر بين هنا وهناك عن قرب تحسن الاقتصاد الأمريكي أغلبها تقارير خادعة وحتى ولو تحسن الاقتصاد الأمريكي فإن تحسنه يشبه صحوة الموت التي يمر بها الإنسان قبل موته بقليل .
إن الوزير الهندي الذي صرح بعدم استغناء العالم عن الدولار وقع في خطأ فادح وقاتل وإن هذا ينم عن غباء شديد ولا يصح لوزير بهذا الغباء أن يكون في حكومة تقود أكثر من مليار إنسان جلهم من المعدمين، فإنه بهذا التصريح يقدم مدخرات معدمي الهند إلى الطفيل الأمريكي البطران المحتضر لينقل إليه دماء الهنود وبعدها يموت الطفيلي الأمريكي ، ولقد كافأه وزير المالية
الأمريكي النصاب بزيارة للهند والثناء على الوزير الهندي الغبي ولحقته وزيرة الخارجية الأمريكية تمتدح الغباء الهندي؛أي أن أمريكا استحمرت الهند علنا كما أنها تستحمر الصين وباقي دول العالم ضمنيا؛ إلا أنها تتعامل مع دول الخليج وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية بالابتزاز والتخويف؛ لكن أمريكا تستحمر العالم كله باختراعها وترويجها لأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير.
إن أمريكا وهي تطبع الدولارات فهي تنقل للشعب الأمريكي المحتضر دماء العالم كي تنعشه فترة من الوقت وبعد أن تنضب دماء العالم (مدخراتهم) يموت العالم ويموت الشعب الأمريكي بالانهيار التام.
إن الصين وهي تحتفظ بترليوني دولار كأوراق عملة دولارية وسندات خزينة أمريكية والتي هي في النهاية عبارة عن أوراق عملة دولارية بمبالغ كبيرة سوف تخسر هذه المبالغ (الخرافية)عند انهيار أمريكا وتصفير الدولار وإذا كانت الصين لا ترى ذلك فإنها كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل .
إن الصين تستطيع أن تجعل أمريكا تنهار في يومين فقط عندما تقرر شراء الذهب بالترليوني دولار ولكن غباء ساسة الصين لا يقل عن غباء ساسة الهند مع أن الصين أخذت تغلق بعض المصانع التي تصدر إنتاجها لأمريكا كما حدث في مصنع الألعاب الذي أخذ مديره من قومية الخان يسرح ألوف العمال من قومية الإيغور المسلمين (تركستان الشرقية) مما خلق للصين صراعا عرقيا ومحاولة لدق إسفين بين الصين والمسلمين كما دق إسفين بين روسيا والمسلمين عندما قامت روسيا بقمع الشيشان المسلمين وطبعا هذه مؤامرات مسيسة لمصلحة أمريكا عدوة الجميع التي تلعب على كل الحبال وتستحمر روسيا والصين وتخدعهما بعبارات الإرهاب والأصولية الإسلامية والإسلاموفوبيا (الإسلام المخيف) مع أن المسلمين مظلومون في كل مكان ولا يظلمون أحدا لأن دينهم يحرم عليهم الظلم وما العمليات العنفية التي يقومون بها وتسميها أمريكا بالإرهاب إلا ردة فعل بسيطة لا تساوي واحد بالألف من العنف الإرهابي الذي يتعرضون له من قبل أمريكا وأوروبا الصليبية الاستعمارية وجواسيسهما.
إن الصين أكبر المتضررين من الأزمة الأمريكية وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي بدأته عام 2002 لأن الصين تصدر لأمريكا بضائع قيمتها 300 مليار دولار سنويا سوف تتوقف تماما عند انهيار أمريكا التام المرتقب والذي بدأت بشائره في شهر أيلول سبتمبر واضطرت للآن إلى إغلاق بعض المصانع منها مصنع الألعاب المذكور والذي حوله المتآمرون إلى فتنة عرقية وكلما ازداد انهيار أمريكا ازدادت الإضطرابات الناتجة عن تسريح العمال في الصين لأن البضائع التي قيمتها 300 مليار دولار يقوم على إنتاجها ملايين العمال والمهندسين فيجب أن تواجه الصين الأزمة بشجاعة وواقعية لا أن تدفن رأسها بالرمل كالنعامة.
إن نبذ الدولار مصلحة لخير البشرية كافة شرقها وغربها أغنياءها وفقراءها حتى أصدقاء أمريكا وحلفاءها مصلحتهم في نبذ الدولار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غازي أحمد أبو فرحة – الجلمة – جنين – فلسطين ghazi_abufarha@yahoo.com
مؤلف كتاب تعاقب الأجيال www.abufarha.jeeran.com

سهاد نعيرات
20/07/2009, 02:54 PM
الأستاذ غازي المحترم:
تحية أخوية فلسطينية من ميثلونية في أثينا إلى كل فلسطين، وإلى الجلمة الفتانة وأهلها الأكارم في مرج بن عامر الخصيب وعلى تخوم جدار العار.
بوركت على مقالك وأتمنى له آذانا صاغيا وعقولا متفتحة.
سهاد نعيرات
أثينا

amr abdelnaby
21/07/2009, 09:08 AM
جوزيت خيرا كثيرا أخي ونفع الله بك واسمح لي فلقد نشرت موضوعك في بعض المنتديات, مع الإشارة طبعا إلى المؤلف وموقعه!