المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبحكم الله ما أوقحكم!



د. محمد اسحق الريفي
20/07/2009, 05:00 PM
د. أكرم حجازي
كاتب وأستاذ جامعي متخصص - الأردن
drakramhijazi@yahoo.com
7/20/2009

قبحكم الله ما أوقحكم!

ما أن أعلن «الشيخ» باراك حسين أوباما عن نيته مخاطبة العالم الإسلامي حتى توالت تصريحات أمريكية تطالب العرب باتخاذ خطوات ثقة تجاه إسرائيل والاعتراف بها كدولة يهودية. ولم تمض أيام أو بضعة أسابيع حتى تبنى بعض المسؤولين والزعماء المطالب الأمريكية واتخذوا من الصحف الأمريكية منابر لتصريحاتهم وكتاباتهم التي يلومون بها أنفسهم وبني قومهم على التقصير تجاه إسرائيل والشعب اليهودي الذي من حقه أن يشعر بالأمن والطمأنينة من خصومه الذين يتربصون به طوال عقود!

هكذا!

بدلاً من الاعتراف بالتقصير والتواطؤ على الشعب الفلسطيني والقضايا العربية والإسلامية ونبذ التحالفات المقيتة والمخزية مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتسليم بعض البلاد ورقاب العباد للسيد الأمريكي ... يتبنى هؤلاء مطالب من يُفترض أنه الجلاد ويُلقون بها على من يُفترض أنه الضحية لتنقلب الأطروحة البسيطة الواضحة وضوح الشمس إلى صورة استفزازية شديدة الوقع على النفس.

وأسوأ من هؤلاء

أولئك الذين أصلح المستر دايتون حالهم وصنعهم على عينه وردهم إلى جادة الصواب بعد عقود من التيه والضلال في عقولهم وفي عقيدتهم. فكان آخر ما توصل إليه أفراخ دايتون الدعوة إلى إعادة التفكر والتدبر في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية. بل أن نصائحهم تقضي بإعادة النظر في صلح الحديبية من جديد والذي لم يأخذ حقه من الدراسة والاجتهاد!!! سبحان الله! حتى الوضيع بات يحتج، على السقوط، بصلح الحديبية!

مثل هؤلاء وأولئك

لا هم قادرون على حماية أنفسهم ولا شعوبهم ولا مساندة غيرهم، ولا هم في العير ولا في النفير. لكنهم، بقدرة قادر، قادرون، فقط لا غير، أن يرددوا أبشع الأطروحات الأمريكية والصهيونية والغربية دون أن يرتد إليهم طرف لم يعد موجوداً أصلاً. بل ويستعملون الشريعة ويفترون على الله والناس والتاريخ وحتى على عقيدة من يفترض أنهم خصومهم في تبرير سقوطهم وغرقهم الفظيع في هاوية الانحطاط.

هؤلاء وأولئك لا يريدون، ولو للحظة من حياتهم البائسة، أن يتساءلوا عن سبب واحد لهزيمتهم وانهيارهم. لذا فقد رحبوا بتوصيات فقيههم دايتون للنظر في صلح الحديبية من جديد، لكنهم ليسوا مستعدين أن يعيدوا النظر في قراءة العدو ليتبينوا حقيقته وفقاً لكتبه المقدسة. ولا عجب؛ فهم في أحسن الأحوال متلقين لما يملى عليهم، حتى غدوا لا يرقبون فيما يفعلون أو يعتقدون إلاً ولا ذمة، وكأن الزمن عند هؤلاء برسم أوباما ودايتون ونصائحهما.

ببساطة!

هؤلاء يدركون، ظاهراً وباطناً، الحق والباطل، والصواب والخطأ، والحلال والحرام، والواقع والمستقبل، والحلم والحقيقة، والشجاعة والنذالة، والحقيقة والكذب. ومع ذلك يريدون منا أن نكفّر عن أخطائنا، بحق اليهود، طوال عقود ثم نسير على صوابهم لعقود أخرى! هذا هو استثمارهم في الدنيا والآخرة. أما لماذا؟ فلأن الزانية ودت لو أن كل النساء زواني.

قبحكم الله ما أوقحكم