المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق الإنسان في الوطن العربي



نعمان عبد الغني
21/07/2009, 11:48 AM
حقوق الإنسان في الوطن العربي

تتكاثر الضغوط الخارجية على الدول العربية والإسلامية يوما بعد يوم تطالبها بإجراء إصلاحات ديمقراطية تنطوي على تعميم الانتخابات الحرة وتعزيز دور المجالس النيابية
وزيادة مشاركة النساء في الحياة السياسية والمدنية وتأمين حرية الصحافة ووسائل الاعلام وحرية العمل لمؤسسات المجتمع المدني ومكافحة الفساد، وتدعوها الى بناء مجتمع معرفي عن طريق اصلاح التعليم ونشر تكنولوجيا المعلومات وتحقيق التنمية الاقتصادية بما يضمن تخفيض سيطرة الدولة على الشؤون الاقتصادية، وتشجيع الانضمام الى منظمة التجارة الدولية، وتأتي هذه الضغوط تارة من الولايات المتحدة التي نشرت نص مشروعها للشرق الأوسط الكبير وستعرضه على قمة الدول الصناعية الثاني التي ستعقد في ولاية فرجينيا في حزيران المقبل، وتارة تأتي من دول الاتحاد الأوروبي التي تقدمت بعدة مبادرات للاصلاح في` الشرق الأوسط ستتم دراستها في قمة حلف الأطلسي التي ستعقد هذا الصيف في اسطنبول، ولا تختلف المقاربات الأوروبية كثيرا عن المشروع الأميركي ويتضح ذلك من تأكيدات الاتحاد الأوروبي للبنان بضرورة تطوير الديمقراطية والقانون واحترام حقوق الانسان والحريات الأساسية واجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في ظل احترام القوانين الدستورية تمهيدا لعقد الشراكة اللبنانية - الأوروبية.

**إن المشكلة الأساسية في أي مجتمع يرنو إلى التقدم والعدالة هي في أن يسود القانون العادل المنبثق عن إرادة الشعب الحرة على جميع المواطنين وهذه هي أولى الخطوات التي ينبغي معالجتها ففي معظم العالم العربي لا يجري انتخاب حر نزيه لممثلي الشعب في المجالس النيابية ومعظم أعضاء هذه المجالس إما معينين من السلطة الحاكمة أو حصلوا على الأصوات بطريق التزوير وبالتالي فإن مجالس الشعب أو مجالس النواب ما شئت أن تسميها لا تمثل إرادة الشعوب وبالتالي فإن القوانين التي تصدرها هذه المجالس هي قوانين لا تعبر عن إرادة الأمة، وهي قوانين باطلة من جهة أخرى ولو سلمنا جدلا بشرعية المجالس النيابية فهي لا تستطيع عمل شيء بمواجهة السلطة الحاكمة إما لإحساس أعضائها بالضعف نتيجة عدم صحة الانتخابات، وإما لطغيان السلطة في الأنظمة الاستبدادية الشمولية وعدم وجود أية حماية تحمي الانسان من عسف وجور النظام فحقوق الانسان موغلة في القدم كانت تصونها العشيرة والقبيلة والأسرة ولم تبدأ لتأخذ الشكل المنظم إلا مع التطور الحضاري. ولعل أول هيئة نظمت لحماية حقوق الانسان إنما تمثلت في حلف الفضول الذي تم في دار عبد الله بن جدعان حيث اجتمع فضلاء قريش وتعاهدوا أن لا يدعوا من أهل مكة ومن يدخلها مظلوماً إلا كانوا معه على ظالمه وسمي هذا الحلف "بحلف الفضول". ونستطيع أن نعتبر هذا الحلف إنما هو أول منظمة أو جمعية لحقوق الإنسان في العالم ولقد قال محمد (صلى الله عليه وسلم) لو دُعيت لمثله في الإسلام لأجبت، وهو ما يوضح مدى تمسك الإسلام بمسألة حقوق الإنسان. ثم تداعت الدول للمناداة بحقوق الإنسان فكانت الماغنا كارتا البريطانية ثم كانت الوثيقة الفرنسية وتطورت حقوق الإنسان حديثاً عقب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فنشأت العديد من المنظمات على رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان وغيرها الكثير.

في حياتنا اليومية نسمع كثير من الاخبار من هنا وهناك من كل بلدان العرب ومن المشرق الي المغرب .

هذه الاخبار جعلتنا ننظر في حال العرب حزنت جدا لما اسمع واشاهد تحت مسمع ومري الحكومات العربية فلا يخفي على احد ما يحدث في فلسطين والعراق المحتل والسعودية واليمن والحصار الاميركي الصهيوني على ليبيا واحداث المغرب فلا شي يدعو الي الفرح على حالنا المخزي فالحكومات والدول تنظر الي بعضها البعض وتطالب غيرها بالتغرير من نفسها . ففي اي اجمتاع لجامعة الدول العربية نري الدول العربية تتحدث عن الحريات لشعبها والحكومات هي السبب الاول لدخول الاميركان والصهاينة الي بلداننا العربية والشعوب هي التي تدفع الثمن في النهاية .

في ظل هذه الظروف يبقي لنا كشعوب سؤال واحد يفرض نفسه على العقول الي اين ايها العرب الي اين ياخذنا نصيرنا مع هذه الحكومات .

ماذا ينتظرنا بعد احتلال العراق ؟
ماذا ينتظرنا بعد الهجوم الاميركي على سوريا ؟
ماذا ينتظرنا بعد التدخول الاميركي في السودان ؟
ماذا ينتظرنا بعد الحصار الاقتصادي على ليبيا ؟
ماذا ينتظرنا بعد الفرح الكويتي لاحتلال العراق ودمار الشعب المسكين ؟
ماذا ينتظرنا بعد احداث القتل والدمار اليومي في فلسطين العربية دون ان يتحرك احد ؟
ماذا ينتظرنا بعد ان تدخلت اميركا حتي في اختيار قادتنا ؟
ماذا ينتظرنا بعد الهجوم على كل من يحول ان يرفع رأسه ويطالب بالحرية واتهامه بالارهاب مثل ما يحدث مع حزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة ؟
ماذا ينتظرنا بعد ان منعت الحكومة في تونس الخضراء حجاب الاناث ؟
ماذا ينتظرنا ايها العرب ماذا ينتظرنا ؟
الي اين يقودنا الصهاينة .. الي اين ؟
هل من سبيل للتغير من المصير المحتوم ؟
اين السبيل ؟
يبدو ان هناك من يتعمد الخلط بين الحاجة الماسة الى الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية وبين المشروع الاميركي لـ "الشرق الاوسط الكبير" والاملاءات والرغبات الاميركية لنشر "ديموقراطية" خاصة في المنطقة.

واحسب ان هذا الخلط يقصد به التأثير السلبي على الجهود الحثيثة والحقيقية للاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي المنشود والذي يشكل مطلبا شعبيا واسعا، حتى لا يتحقق ذلك، وحتى تبقى شعوب المنطقة ترزح تحت الاحكام العرفية وقوانين الطوارىء. وانظمة الحكم، غير الدستورية او البرلمانية.

واذا كانت بعض الدول العربية تجرأت على رفض الاملاءات الاميركية في مجال الديموقراطية والاصلاح، فإن هذا لا يعني ان تلك الدول وغيرها ليست في حاجة الى تحقيق اصلاحات، بل انها تؤكد انها ستنفذ الاصلاحات التي يطلبها الناس، ووفقا للمصلحة الوطنية لكل دولة، وليس انصياعا للرغبات الاميركية، ولا قبولا بشروطها او شروط الصناديق الدولية والمنظمات الاجنبية.


بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
ليسانس في العلوم الاقتصادية بكلية العلوم الاقتصادية بجامعة عنابة الجزائر
استاذ مؤقت بكلية العلوم الاقتصادية جامعة قالمة
استاذ بجامعة التكوين المتواصل جامعة قالمة
namanea@yahoo.fr

بونيف محمد
12/08/2009, 05:43 PM
[أخي نعمان عبد الغني أحييك وأشكرك على إثارتك لموضوع حقوق الإنسان في الوطن العربي .


إضافة إلى ما قلته يرى مجموعة من المفكرين أن الضغوطات الخارجية كان لها نصيب هام في تبني بعض الدول العربية لبعض الحقوق على مستوى تشريعاتها .أما الاستجابة أو الانصياع لمؤسسات الهيمنة الامبريالية العالمية كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي وغيرهما ، وعقد مجموعة من الاتفاقيات الغير متكافئة سواء مع أمريكا أومع دول الاتحاد الأوروبي استحابة لضغوطات اقتصادية فلا تندرج ضمن حقوق الإنسان بل في الهيمنة الاقتصادية التي ترهن إرادة الشعوب وتحرمها من تقرير مصيرها الاقتصادي والسياسي ولاجتماعي... ونتائج التقويم الهيكلي على الشعوب معروفة
أما ما ذكرته عن حلف الفضول معتبرا إياه أول جمعية لحقوق الإنسان في العالم ،يرى بعض المفكرين ومنهم الدكتور عبد الهادي بوطالب أن حقوق الإنسان قديمة قدم الفكر الإنساني ويؤكد هذا الأخير على دور الأفكار المثالية والنظريات الخلقية والمعتقدات البشرية والديانات السماوية في التنظيروإقرار حقوق الإنسان (1).
ويرى الدكتور العربي فرحاتي (جامعة باتنة بالجزائر) أن حقوق الإنسان في المنظومة المعرفية الإسلامية لم تبحث كموضوع مستقل في الفكر الإسلامي القديم وحتى المعاصر يمكن التعامل معه كخبرة سابقة إلا في بعض المحاولات الحديثة في إطار التطرق للإعلان العالمي لحقوق الإنسان (2)
ويسعى مجموعة من المفكرين لتأصيل حقوق الإنسان في الإسلام ، إلا أن البعض يتهمهم بالمصابين بعقدة السبق لكونهم يبدلون مجهودات جبارة للبرهنة على أن الإسلام كان سباقا للتطرق لحقوق الإنسان .
أما عن تساؤلاتك ، أرى أن الإشكال يكمن
1. في أننا نكتفي كما فعلت بسرد الواقع بواقعية مفرطة دون قراءته وتحليله ، ودون الاستعانة بالتجارب التاريخية لغيرنا ودون معرفة ما هو المحرك الأساسي الذي جعل بعض الشعوب ترقى بقيمة الإنسان وحقوقه حتى أصبح يحظى بمكانة رفيعة، وأصبح أداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمستفيد الأول من نتائجها
2 ـ المؤثر في مواقف الرأي العام الدولي وفي المنظمات الدولية كالأمم المتحدة رغم أنها منظمة للدول هو ضغط الشعوب وإصرارها على حقوقها وتمسكها بها ، ولا يمكن للدول إلا أن تصغي للشعوب الحية وتستجيب لمطالبها ، فالضعط واليقظة والتضحية هو المسار الذي سلكته الشعوب الغربية لإقرار حقوقها ، وعلى شعوبنا أن تنهج نفس الطريق ولا تكتفي بسرد الواقع والخروقات حتى تعزز موقعها في ميزان القوى الوطني والجهوي والدولي .
فحل مشكلاتنا وقضايانا الكبرى يكمن في يقظة الشعوب العربية والإسلامية ،وتشبثها بحقوقها وابتكار السبل الناجعة للضغط على دولها لتبني مواقف إيجابية وجريئة ،والتعريف بقضايانا لدى الشعوب الغربية وغيرها ،وحشد أوسع تضامن لها ، واستثمار الإعلام بجميع أنواعه دون ملل أو كلل ، ودعم المقاومة ضد الصهيونية والامبريالية ، والعمل على التنصل من جميع الاتفاقيات الانهزامية التي تؤدي الشعوب ثمنها
أما عن المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان فأقل ما يمكن أن نقول عنها أنها دفعت ثمن العروبة عن العرب جميعا وتستحق أن نفتخر بها ونقدرها ، ووضعت حدا لخرافة التفوق العسكري الصهيوني والأمريكي وأربكت مخططات الامبريالية العالمية ومنها مشروع (الشرق الأوسط الكبير) الذي ذكرته، وما يجعل مثل هذه المشاريع تبرز هو غياب مشروع عربي شمولي بخصوص هذه المنطقة يظهر كنقيض وبديل للمخططات الامبريالية و الصهيونية .
وإلى أن نلتقي مرة أخرى تقبل تحياتي العطرة .


(1) مجلة عالم التربية العدد 15 الخاص بالتربية على المواطنة وحقوق الإنسان الصفحة41 المغرب
(2) نفس المرجع السابق الصفحة 64

[/size]

نور الجنان سارة
20/12/2010, 08:45 PM
حقوق الانسان
موضوع طويل عريض له ابعاد تاريخية قديييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي مة
وكم قيل فعلا ان المغلوب مولوع بتقليد الغالب لكن وللاسف نحن نأخذ القشور ونترك ججوهرها ان كان نافعا
وهذه هي قاداتنا وسياسيينا مبهورين بتطور الغرب في الحين الذي يجدوا انفسهم عبدة لهم -غفلة اوعمدا- حقوق الانسان منتهكة في دولنا العربية الاسلامية اكثر مما هو في الدول الغربية وللاسف
كثرة الدراسات والنقاشات لكن لاجديد يذكر وهذا راجع لاسباب قد ساهم فيها الحكام والسياسيين و النخبة والمواطنين حتى وسيشهدون نتاجها في الاخر
فقط يبقى ان نسأل الله انينصر الاسلام والمسلمين في جميع بقاع الارض
تحياتي الاستاذ الفاضل نعمان عبد الغني على الموضوع الممتاز