المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخيمات.الصيفية لبنة أساسية في تنمية العنصر البشري بقلم: ا.نعمان عبد الغني



نعمان عبد الغني
21/07/2009, 12:13 PM
المخيمات.الصيفية.... .... لبنة أساسية في تنمية العنصر البشري
بقلم الاستاذ: نعمان عبد الغني
المخيم لبنة أساسية في تنمية العنصر البشري، ومكونا رئيسيا في تنشئة الأطفال والشباب.وظيفته غير قابلة للاختزال في الرعاية وحدها بل منبعا للمعرفة والبحث والمبادرة والعلاقات الإنسانية، ووسيلة تجعل الممارسة التربوية واقعية تتيح فرص متعددة لتحقيق المواطنة.
إن قطاع المخيمات الصيفية ومراكز الاصطياف في الوطن العربي لازال لم يحظ لحد الآن باهتمام الدارسين والباحثين بالنظر إلى المسيرة الطويلة التي قطعها ولا يزال يقطعها بعزيمة قوية لا تلين منذ عقد الأربعينات إلى اليوم، إنه قطاع له أهميته التربوية والاجتماعية البالغة، وكذا ارتباطه العميق بالمجتمع العربي ، حيث يلعب دورا طلائعيا هاما في رعاية الطفولة والشباب، كما يعكس هذا القطاع ببنياته وطموحاته ومكاسبه صورة واضحة المعالم للواجهة الأمامية للتحولات التي عرفها التنشيط السوسيو ثقافي ببلادنا. وتؤدي دوراً فعالاً في تربية الأطفال والنهوض بهم إلى مستوى أفضل ، لاهتمامها بالجوانب البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية للنشء ، ونظراً لذلك فقد ازداد انتشارها في الآونة الأخيرة ، حيث بدأ المهتمون بالعمل مع الأطفال على الصعيدين الرسمي والخاص بإقامة مخيمات صيفية عديدة للأطفال العاديين والمعاقين والأطفال الأيتام واللاجئين ومتضرري الحرب ومرضى السكري وغيرهم ، حيث تُقدم لهم في العادة برامج متنوعة تسهم في إنماء خصائصهم الشخصية وإكسابهم عادات سليمة واتجاهات مرغوب فيها .وتعتبر المراكز والمخيمات الصيفية من أرقى منتجات الصحوة لأنها أعمال تطوعية فريدة تمثل حاضنا ً مهما ً للشباب ، وتتنوع النشاطات في هذه المراكز والمخيمات الصيفية بين نشاطات ثقافية ورياضية واجتماعية ، لتمثل صورة نقية من الرقي الحضاري في لفتة وصورة رائعة من العمل التطوعي واستغلال الوقت ناهيك عن أنها محضن رائد للشباب .
ولا يعني ذلك أن هذه المخيمات والمراكز الصيفية معصومة من كل خطأ ونقص ، بل نعترف أن فيها قصورا ً في الجانب التوعوي الفكري ومبالغة أكثر من اللازم في الجانب الترفيهي البحت والإجتماعي ، وغيره من الأنشطة التي تخرج المنتسب لهذه الأنشطة قادرا ً على مواجهة الموجة الفكرية الحديثة .
في كل عام تتظافر الجهود في العديد من المؤسسات والهيئات المحلية والحكومية والدولية من أجل إقامة مخيمات صيفية للأطفال والفتيان والشباب وتكتسب المخيمات الصيفية أهمية بالغة كونها تأتي في مرحلة الإجازة الصيفية بعد عام دراسي طويل ومنهك تحتاج فيه الفئات المذكورة إلى الترفيه واللعب والاستمتاع والاستفادة واستثمار مكتسباتهم من التعلم الرسمي في ظل أجواء تتيح لهم الفرصة للتعبير عن ذاتهم والمشاركة النشطة التي تعزز لديهم المسئولية والديمقراطية ، فالمخيمات الصيفية تشكل محطة لاستقبال عدد كبير من الأطفال والفتيان والشباب خاصة في ظل النقص في عدد المؤسسات والأماكن الترفيهية والاجتماعية والتربوية والثقافية .والتي يجب عليها أن تخدم الأهداف التربوية أن تساهم في عملية التنشئة الاجتماعية وليس فقط أهداف إجرائية تعمل على توفير أنشطة من أجل الأنشطة وقضاء وقت الفراغ وإشغال فقط فترة الصيف.
إن فترة إجازة الصيف للأطفال والفتيان والشباب هي فترة توقف هامة تشهد انقطاعا من وتيرة النظام الدراسي ولكنها أيضاً نفس الفترة التي يقوم بها الأطفال والشباب لتحضير أنفسهم للدخول إلى عام دراسي تالي الذي يعتبر مرحلة جديدة في حياتهم الدراسية والاجتماعية، فيما يخص بعض الأطفال والفتيان والشباب الذين فشلوا في إتمام العام السابق أو مروا بخبرات صادمة خلاله وهي مواقف صعبة تحتاج إلى مساعدة لتجاوزها فإن هذه الفترة لازمة للمرور بسلام لكي يتمكنوا من الاستعداد لدخول العام الجديد بروح إيجابية.
الصيف أيضاً هو تلك الفترة التي يمتلك فيها هذه الفئات وقت فراغ كبير ينظر إليه البعض وخاصة الجهاز التعليمي إلى أن هذا الوقت يذهب سدى وهباء وخاصة أنه في نهايته تأتي البداية الصعبة للعام الدراسي الذي يجب على التلميذ أن يدخل من جديد في نظام تعليم صارم عليه التقييد بجدوله، هذا صحيح في حالة بقاء المشارك في حالة إجازة خلال الصيف لذا عند استغلال الصيف بوتيرته الخاصة لبث الرغبة لدي الأطفال والفتيان والشباب للتعلم واستثمار المكتسبات من الادارة التربوية الرسمية يمكن أن يعود بالفائدة ، لذا يجب أن تتم هذه المخيمات بشكل مغاير عن النظام الدراسي فهناك ضرورة لتمكين المشاركين في هذه المخيمات من الاكتشاف والتجربة والتعلم النشط في وقت يعيشه على انه متعة وترفيه هو هنا لتلبية احتياجات الأطفال والشباب النفسية والاجتماعية واحترام حقوقه.
ولا يمكن لذلك أن يتم إلا إذا توفر مشروع تربوي للمخيمات يعده فريق تربوي مختص معد أصلاً لذلك وفق معايير، لمن المخيم الصيفي، ولماذا، وكيف يتم العمل فيه، وما هي الاستعدادات لتوفير إجازة نوعية تلبي احتياجات المشاركين فيها وتخدم الأهداف المتعلقة بتنمية مهارات وقدرات المشاركين من الأطفال والشباب وممارسة حياة الجماعة وتعزيز الحوار بين أبناء المجتمع الواحد أو حتى الأحياء في داخل المجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار طلبات المجتمع، والدور الذي يمكن أن يقوموا به من اجل خدمة قضايا مجتمعية.
• إن الأطفال والشباب في المجتمع العربي يشكلوا ما نسبته اكثر من 70% وهم محور العملية التربوية والتعليمية التي تستهدف تنشئتهم اجتماعياً ويمكن لهذه الفئات أن يكونوا عنصر تقدم وترقية اجتماعية فمواطنة هؤلاء لابد أن تمر بالضرورة عبر إعطاء الاعتبار والاعتراف بهم كعناصر فاعلة مشكلة للمجتمع وكنتيجة لذلك تبرز مواطنتهم عبر فعلهم اتجاه المجتمع وتأثيرهم بقضاياه.
علنا وأن نستفيد من تجاربنا ونتجاوز أخطائنا والإعداد للمستقبل بشكل أفضل وهذا يستدعي تكريس الجهد لتنظيم العمل الاجتماعي التربوي الثقافي مع الأطفال والفتيان والشباب بشكل عام ومع التركيز بشكل خاص على العناصر والأطراف الفاعلة فيه وذلك من خلال توفير سياسة اجتماعية وثقافية وتربوية تخص هذا العمل مع الأطفال والشباب خاصة خلال الاجازة الصيفية وفق معايير محددة وواضحة توفر الإطار للعمل وتحدد فيها المنهجية وإطار مهني ينظم عمل المنشطين ويعمل على تجديد وتطوير وتعزيز آليات التدريب المهني المتخصص لإعداد الكوادر والمتطوعين والفاعلين لمساعدتهم على فهم دورهم وتحمل مسؤولياتهم.
ويستدعي ذلك تنظيم جهة تقترح أطر وأنظمة تراعي المحاور السابقة توافق وتصادق على الدورات وتعتمد المخيمات الصيفية حسب هذه الأطر والقوانين بشرط أن تكون صالحة للكل تضع معاير وطنية وتشرف عليها وليس كما هو حادث اليوم من تخبط وغياب في المعايير وعدم الصلاحية لان بعض الجهات الرسمية واالمحلية تتاخد من هذا الامر محطات للاستفادة وتكوين العلاقات الشخصية علي حساب العمل العام.
علينا جميعاً بالسعي الجاد من اجل إيجاد مخيمات صيفية تشكل أماكن للإرشاد النفسي والاجتماعي للأطفال تساهم في تقليل حدة الأضرار الناجمة عن الخبرات الصادمة التي تعرض لها الأطفال ، مخيمات تقوم على الاحترام الكامل للأطفال والفتيان والشباب وتقوم في المقام الأول على ممارسات تطبيقية تؤمن حياة المشاركة والفريق معاً وسوياً نحو مخيمات وأنشطة صيفية تقوم على احترام حقوق الأطفال والشباب واحتياجات نموهم النفسية والاجتماعية وفق عمل عقلاني واعي تربوي تنموي يؤسس للتغيير الذي نريد.